دعم الإرهاب الصهيوني إرهاب مدان

دعم الإرهاب الصهيوني إرهاب مدان
الخميس 31 يوليوز 2014 - 11:14

الوجه الآخر لتاريخ معاناة فلسطين أنها قضية فضَّاحة، ولا يقتصر دورها الفضَّاح على إسقاط أقنعة الساسة الذين تناوبوا عبر تاريخ معاناتها على المتاجرة القذرة بها، بل تجاوزه إلى كشف المعوَّقين فكريا وسياسيا وثقافيا في أوساط المجتمع. وكما لا يخلو بلد من هؤلاء المعوَّقين فإن المغرب، الذي عرف تاريخيا بتضحياته تجاه القضية الفلسطينية، قد أصابه قدره من هؤلاء.

الجديد اليوم في جنون المعوَّقين تجاه القضية الفلسطينية قدرتهم الغريبة على الوقوف على أكوام أشلاء أطفال ونساء فلسطين، والارتواء من كأس دماء أبريائها لإعلان التضامن مع “الشعب الإسرائيلي” ومطالبة المغاربة بهذا التضامن!

هذا الموقف لا نجد له مثيلا حتى في “إسرائيل”، فرغم الحملة التضليلية للإعلام هناك، فسرعان ما استفاق دووا الضمائر الحية ليطالبوا سلطة الكيان بوقف الحرب على أطفال ونساء غزة وأرض فلسطين، وانبرت أزيد من 10 أكبر الجمعيات الحقوقية هناك إلى التنديد بالحرب الهمجية وبالتضليل الإعلامي، مطالبة بفتح تحقيق وترتيب الجزاءات. و حتى وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية “جون كيري”، حين وقع في “مقلب قدري”، وخانته التكنولوجيا، كشف عن وجهه الإنساني وأعلن على الهواء ، دون أن يدري، استهجانه جرائم الصهاينة ضد الأطفال والنساء والمدنيين، قبل أن يستدرك، حين علم بـ”الورطة”، بوجه سياسي وقح دعمه لإسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها !

يحار المرء في محاولة فهم الدواعي التي يمكن أن تكون وراء إعلان أعضاء جمعيتان تنتسبان للحقل الأمازيغي، الذي كان على الدوام حقلا حقوقيا وإنسانيا، مساندة آلية الدمار الصهيونية في أوج دمويتها. فالأمر يتجاور حالة التطبيع التي يقاومها المجتمع المغربي بشراسة، إلى إعلان التأييد والمساندة لأعمال إبادة! وهو موقف لا يشترك فيه هؤلاء سوى مع جنرالات الحرب في الكيان الصهيوني وساسة الغرب المكبلين بمصالح ترعاها لوبيات الصهيونية العالمية. أما أحرار العالم فكانوا على الدوام وطيلة تاريخ فلسطين المنكوبة إلى جانب الشعب الفلسطيني، لأن قضية فلسطين هي في المقام الأول قضية استعمار، وقضية إنسانية وقضية حقوقية، قبل أن تكون قضية قومية.

يتبادر للذهن وأنت تقرأ بيان الدعوة إلى التضامن مع الصهاينة المجرمين سؤال محير، كيف يشعر ويتصرف مدبجو بيان العار وهم يتلقون أخبار سقوط الضحايا؟ كيف يتصرفون وهم يشاهدون صور الأشلاء وصور الخراب ويسمعون صيحات الاستغاثة؟ كيف تتعامل عقولهم وأنفسهم وما تبقى من ضمائرهم وهم يعلمون أن حصيلة العدوان على غزة تجاوز الألف ومائتي شهيد من المدنيين ربعهم أطفال، ناهيك عن آلاف الجرحى؟ هل كانوا يصفقون ويبتهجون بإنجازات آلة الدمار الصهيونية؟ هل كانوا يهتفون بالنصر لإسرائيل وهي تقتل بدم بارد أبرياء لجأوا إلى المدارس أو المساجد أو الكنائس؟ هل كانوا في حالة إنسية طبيعية وهم يتلقون بدم بارد أخبار العار من فلسطين وهي تدمر على أهلها العزل، وذنبهم الوحيد أنهم لم يستسلموا للمستعمر؟

إن الأمر في المقام الأول يتعلق ببحث الحالة الصحية النفسية لهؤلاء، لأننا لسنا مع دعوات التطبيع المدانة من طرف المغاربة وأحرار العالم، ولكن نحن اليوم أمام دعم الإرهاب الصهيوني، نحن أمام مواطنين يؤيدون أعمال إرهاب الدولة الصهيونية. نحن أمام تطرف يومن في عمقه بالعنف ما دام أن مشاهد أشلاء الأطفال ودمائهم، وآهات النساء وخراب العمران ربما يطربهم.

ما عساه يكون الدافع الذي أوقع هؤلاء في هذا المنزلق الخطير؟ هل هو البحث عن التموقع الإعلامي عملا بالمقولة الشهيرة”خالف تعرف”؟ هل هو العمى الايديلوجي الذي أفقد البعض التمييز بين أعمال إجرامية الموقف السليم منها هو الإدانة، وبين مغامرات لعبة التطبيع من خلال بعض السفريات وبعض التصريحات؟ هل هو بحث أعمى لفاشلين عن نوع من التعويض النفسي عن حرمان من اعتراف المجتمع بهم في ظل عجزهم عن القيام بمبادرات مدنية حقيقية؟ هل هو استجداء دعم لوبي ينشط في اقتناص القاصرين فكريا وسياسيا لجعلهم حطب فتنة اختراق المجتمع المغربي من طرف تجار التطبيع؟ هل هو توظيف قذر لمغامرين يسعون لنسف جهود تنزيل دسترة الأمازيغية بإثارة المزيد من التشويش حولها؟

أسئلة كثيرة يثيرها سلوك مواطنين يقفون على أرضية المجتمع المدني ليعلنوا تأييدهم لأعمال إرهاب دولة الصهاينة في فلسطين. سلوك لا يجد له مكانا في عالم الاختلاف الفكري والتقدير السياسي، إنها سابقة خطيرة، ومغامرة ذميمة، ونزع صفات الإنسية عن فكر ينشرح لمشاهد الدماء والدمار.

إنه سلوك ينبغي محاصرته، و يستوجب المساءلة من الجميع، لأنه لا يمت إلى الاختلاف الفكري والتقدير السياسي بصلة، بل هو تطرف خطير ينطوي على نزعة إرهابية واضحة مدانة.

‫تعليقات الزوار

6
  • jaja
    الخميس 31 يوليوز 2014 - 15:55

    وماذا عمن يدين الإرهاب الاسرائيلي ولا يدين حماس التي ترهب المواطنين الإسرائيليين بصواريخ عاشوراء لم تقتل بها ولم تصيب بها أحدا وتعطي في نفس الوقت لاسرائيل ذريعة ارتكااب حماقاتها وجرائمها؟
    ثم ماذا عمن يخرج في مسيرات للتنديد بمايحدث للفلسطينيين من هدم للبيوت على رؤوس أطفالهم ولم يخرجوا للتنديد بمن سبب في هدم البيوت على ساكنيها في بوركون ؟
    ثم هل الدم الفلسطيني أغلى من الدم المغربي؟ أم أنكم تريدون حسن جدا من مشعل ومالا من قطر ؟

  • كاره الضلام
    الخميس 31 يوليوز 2014 - 17:07

    ما كنا نقوله عما يسمى المقاومة و يستنكره الخرافيون اصبح المقاومون يقولونه بعظمة السنتهم،هدا بيان لحماس بخصوص حزب اللات:
    "ما الذي ينتظره الحزب للتحرّك؟ سقوط غزة؟ لمَ لا يهزّ العصا للإسرائيلي؟ ولمَ البقاء مكتوف اليدين؟ لا بل أكثر من ذلك، بغض النظر عن دعم غزة، لمَ لا يردّ الحزب، على سبيل المثال، على خطف أحد الرعاة، الأربعاء،من شبعا، هل ينص القرار 1701 على هذا الأمر؟".
    ها هم يفضحون بعضهم البعض،قبل دلك سخر الشيخ رائد صلاح من حديث نصر اللات عن المساعدة في التحرير،و قبل دلك بسنوات اعترف نصر اللات نفسه بان خطفه لجنود اسرائيليين كان سوء تقدير للعواقب،هم انفسهم يعترفون بانهم مغامرون و لكن ان قلناها نحن نكون انهزاميين ،
    الارهاب يا سيدي هو ان تلزم المغاربة بان يتبنوا موقفا ما رغما عنهم،الارهاب هو ان تضغط على اخوتك في الوطن من اجل قضية خارجية،الارهاب هو محاكم التفتيش التي تمارسونها على المغاربة كلما قامت حرب في مكان ما بلاد المسلمين،الارهاب هو ان تحولوا المخالف لحماس الى مساند لاسرائيل،الارهاب هو الاختباء وراء ماساة الفلسطينيين للتنصل من الواجب تجاه المغاربة

  • خالد ايطاليا
    الجمعة 1 غشت 2014 - 10:46

    حسن بويخف عوض ان ينتقذ الداعمين والمتواطئين الحقيقيين للعدوان على غزة من دول الخليج ,يبحث عن اشخاص وهميين في العالم الافتراضي ليكيل لهم التهم المجانية ,فهذه الاساليب الخسيسة لشيطنة المناضلين الامازيغ لن تنطلي على احد ,لأن التهم في حاجة الي ادلة, صوت وصورة وتسمية المتهميين .مصداقا لقوله تعالى {اذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوه …………….} .فسمي الاشياء بأسماءها ان كنتم صادقين .؟؟

  • صاغرو
    الجمعة 1 غشت 2014 - 18:25

    هدفك يا بويخف هو النيل من الحركة الأمازيغية وربما أنت مكلف لهذا الملف، نحن نعرف أن الإسلاميين يشكلون محكاكم تفتيش وفرق لمتابعة جميع خصومهم الفكريين بجميع الطرق الممكنة والميكيافلية و المعاوياتية.
    المشكل فيما قلته هو التلفيق على نهج فبركة المحاضر والملفات، فأنتم تستغلون البشري بالمقلوب ( الديموقراطية لضرب الديموقراطية، وحرية الإعلام والتعبير لضرب حرية الإعلام والتعبير ) مثال:
    يقول أحد بحرية التفكير والمعتقد، فيـأتي إسلامي ويكفره، ليتم تبريره ذلك من طرف إخوانه ( المعتدلين ) بحرية التعبير؟ يا ليل ياعين.
    أنت يا بويخف تريد جوابا واعطيه لك:
    أنت لن تفلح في المغالطة فأولا يجب التمييز بين الجمعية والحزب والآراء والآفعال الشخصية للمتنسبين لهما ( وأنت تعلم قصدي هنا )
    ثانيا: الأراء المستنكرة لتصرفات حماس صدرت أيضا عن عرب أقحاح فيهم فلسطنيون أنفسهم فنحن نتوفر أيضا على وسائل الإعلام لعلمك.
    ثالثا: أمثالك يا بويخف هم السبب في التراجع الملموس للمساندين ( بدون قيد و لا شرط للقضية الفلسطينية ) والدليل انهيار اسطورة المظاهرات المليونية، وأترك لك شعاراتك الشفوية لتحرر بها غزتك.
    أما أنا فالمغرب أولا

  • lafit
    الجمعة 1 غشت 2014 - 19:54

    نعم سيدي أعزك الله لقد أخطاءت الهدف ولكن عن قصد وهذا مايسيء كثيرا إليك فكيف تدبج مقالا كاملا عن جمعية أمازيغية (لا أدافع البتة عن موقفها) وتقول أن موقفها يعد إرهابا يساند الارهاب الاسرائيلي؟ في حين أن اكبر الدول العربية وهي ثلاث أنت تعرفها أعطت ونسقت وربما مولت الهجوم على غزة من أجل ضرب حماس.
    من الاخطر عسكريا والاحقر أخلاقيا بيان جمعية أمازيغية أم موقف مساند من دول عربية ( رابطة الدين والعرق واللغة).
    لقد أعماك التوجه الاخوانجي يا سيدي الامازيغي ففقدت رأسك لم تعد بويخف إبحث لك عن لقب أخر بوشتيحن مثلا.

  • الأمازيغ واليهود والعرب
    الجمعة 1 غشت 2014 - 22:04

    هناك عرب لهم مواقف سلبية من الاستعمار الاسرائيلي ونضال أهل فلسطين ،ولا احد يتهم العرب بالتصهين وهناك امازيغ جرفهم التطرف الى احضان التصهين،وخصوم القضية الامازيغية ،يتهمون الأمازيغ قاطبة بالتصهين ،التخوين تم التكفير لإحراق الخصوم ،هده استراتيجية يا استاد لن تمر،وبما انك أمازيغي وإسلامي ،فلنا معك حديث اخر ،اولا ،لا توجد آيك علاقة تاريخية بيننا وبين اليهود،ان تكون هناك قبائل في غابر التاريخ يهودية ،فقد كانت بعدها وفي غابر التاريخ قبائل نصرانية ،ومن بعدهما كل القبائل إسلامية ولازالت فلا علاقة لنا باليهود لا من قريب ولا من بعيد ،الا لمن أراد ان يعتبر تواجد اليهود هروبا من هتلر في منتصف القرن السالف ،علاقات تاريخية عريقة ودلك ضحك على الناس،،،واد قال ربك لإبراهيم أني جاعلك للناس إماما،ومن دريتي?قال لا ينال عهدي الظالمون ،،، العرب واليهود هما من درية ابراهيم وهم الظالمان ،ولقد اخترت يا استاد سياسيا احدهما ،نحن لن نختر ايهما،اما الاسلام فهو ليس ملكية أيا منهما ،ومن مبادئه رفض الوساطات ،ونحن مع حماس ومع كل الفرق الفلسطينية وبدون تحفظات أصابت ام اخطأت في تكتيكاتها،والحمد لله رب العالمين ،

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | اعتقال العثماني
السبت 16 مارس 2024 - 23:00

شهادات للتاريخ | اعتقال العثماني

صوت وصورة
نكتاشفو بلادنا | نكهات بني ملال
السبت 16 مارس 2024 - 22:00 2

نكتاشفو بلادنا | نكهات بني ملال

صوت وصورة
التسول يستفحل في رمضان
السبت 16 مارس 2024 - 21:25 19

التسول يستفحل في رمضان

صوت وصورة
أزبال وروائح كريهة في سلا
السبت 16 مارس 2024 - 20:13 5

أزبال وروائح كريهة في سلا

صوت وصورة
الفهم عن الله | اليقين والرزق
السبت 16 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | اليقين والرزق

صوت وصورة
مهن وكواليس | حنان والفلاحة
السبت 16 مارس 2024 - 17:30 2

مهن وكواليس | حنان والفلاحة