تصحيح مقولة الخلافة

تصحيح مقولة الخلافة
الجمعة 29 غشت 2014 - 18:27

على الرغم من الويلات التي نتجت عن ظهور جماعة داعش وخلافتها، وما تلا ذلك من تقليد بئيس قامت به جماعة بوكو حرام النيجيرية مؤخرا في إحدى الولايات بالبلاد، حيث أعلنت هي أيضا عن قيام خلافتها(وهل يجوز اجتماع خلافتين في وقت واحد في مكانين متفرقين؟)، إلا أن ما حصل يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على صعيد تجديد الخطاب الديني الإسلامي في العصر الحالي، فيما لو تمت مجابهة سؤال التجديد بجرأة حقيقية بعيدا عن الإكليشيهات أو المقولات النمطية، ومن ضمنها مقولة الخلافة نفسها، التي كان كافيا أن تظهر جماعة داعش لكي تمرغها في التراب.

ليس هناك تفصيل في مقولة الخلافة في مؤلفات الفقه السياسي الإسلامي، من حيث المؤسسات وشكل السلطة وتوزيعها أفقيا وعاموديا، كل ما هنالك حديث في شروط الخليفة وشكليات التنصيب ومواصفات العدل بين الرعية، وهي تفصيلات بنيت على نماذج الخلافة القديمة. ولم يكن مطلوبا من هذه المؤلفات أن تكون معاصرة لكي تصوغ فقها سياسيا مناسبا لما سوف يأتي، فقد كانت إبنة بيئتها، ومن هذه الناحية لا يمكن نكران أنها كانت متقدمة في الكثير من مضامينها، خاصة في ما يتعلق بالتشديد على جوانب العدل، وهو ـ كما هو معروف ـ أوسع من العدالة التي هي جزء منه فقط.

ولكن مقولة الخلافة لم تتأثر بأدبيات الفقه السياسي بقدر ما تأثرت أكثر بالأحاديث النبوية الواردة في الموضوع، إذ ظلت هذه الأحاديث مناط الكلام في الخلافة، على أساس أنها موعود نبوي لا مرية فيه. ولم تواظب أدبيات الفقه السياسي على التنظير في كل العصور للخلافة إلا على قاعدة تلك الأحاديث. بيد أن الذي حصل هو الخلط بين ذلك الموعود النبوي وبين الأشكال المختلفة التي يمكن للخلافة أن تنصب في قالبها، إذ كان يتم دائما الربط بين تلك الأحاديث والتجربة الكلاسيكية للخلافة.

والمفارقة الرئيسية من وجهة نظري هي أن الكثيرين ممن حملوا عبء التبشير بالخلافة في العصر الحديث كانوا يرفضون الحكم الفردي، أي استبداد فرد واحد بالسلطة في الدولة، ومع ذلك فهم يبشرون بخلافة يقف فيها شخص واحد على إمبراطورية مترامية الأطراف متعددة الأعراق والثقافات والمذاهب الفقهية. وبالرغم من أن هذه الأطياف تعايشت ـ إلى حد ـ في نموذج الخلافة التقليدية، إلا أن العصر الحديث حمل معه حقوقا أصبحت من المكاسب، ومن جملتها الحقوق الثقافية على سبيل المثال، ونزعة الاستقلال داخل الجماعات الإثنية أو المذهبية، وهو أمر بات يتعسر معه التفكير في الخلافة على النمط التقليدي اليوم.

وللخروج من هذا النفق كانت هناك اجتهادات قام بها البعض للمصالحة بين المبدأ، أو الموعود النبوي، وبين الأنماط التي يمكن أن يُفرغ في قالبها. من ضمن تلك الاجتهادات ما اقترحه عبد الرزاق السنهوري في الثلاثينات من القرن الماضي، حين رأى أن الخلافة المعاصرة لن تخرج عن دائرة التحالف بين الدولة العربية والإسلامية القائمة في إطار فيدرالية أو تجمع إقليمي. وقد تعرض السنهوري للهجوم بسبب ذلك الاقتراح، وتم اتهامه بأنه تأثر بالتجربة الأوروبية، خصوصا وأن اقتراحه قدمه في إطار أطروحة جامعية في فرنسا باللغة الفرنسية، وبأنه يريد الإساءة إلى مفهوم الخلافة النبوية.

وقبل أيام قليلة أعلن الدكتور يوسف القرضاوي ـ وهو مرجع في الإسلام السني ـ تبنيه لنفس هذا الاقتراح، عندما صرح بأن الخلافة يمكن أن تكون عبارة عن فيدرالية أو كونفدرالية بين الدول العربية والإسلامية، وذلك في إطار رده على دعوى الخلافة التي أعلنتها جماعة داعش. وهو موقف يعبر عن أفق اجتهادي جديد في مقولة الخلافة التي أسالت الكثير من المداد، رغم أن رأي القرضاوي قد يثير عليه ردود فعل سلبية. علما بأن القرضاوي كان من ضمن الأصوات التي تنظر للخلافة من داخل النمط الكلاسيكي في السابق، ولكن موقفه الجديد يندرج في إطار ما بدأنا به، وهو أن نموذج الخلافة الداعشية من شأنه أن يدفع الكثيرين إلى مراجعة بعض المقولات.

الأهم في مثل هذا الموقف المجدد لمفهوم الخلافة، ليس مضمونه فحسب، بل أساسا تداعياته السياسية على الواقع السياسي المعاصر. ذلك أن التنظير لمقولة الخلافة بالشكل الكلاسيكي كان يتم في تناقض مع الدولة العربية الحديثة، فمشروعية الخلافة تلغي مشروعية الدولة بالنتيجة، منطقيا في الشكل، وشرعيا في المضمون، ولذلك يعد مثل هذا التجديد في مقولة الخلافة اعترافا بالدولة الحديثة، لا تجاوزا لها.

[email protected]

[email protected]

‫تعليقات الزوار

15
  • ابو جعفر البخنوقي
    الجمعة 29 غشت 2014 - 19:54

    نتقاتل منذ ظهور الاسلام، علاش؟اين الاسلام الحق من كل هذا؟ فلاسلام هو "أن تؤمن بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره"، و بان الله فعال لما يريد، و بيده كل شيئ، "يرزق من يشاء بغير حساب" ، "يهدي من يشاء و يضل من يشاء"، "يعذب من يشاء ويرحم من يشاء"، الخ.علاش مصدعين رويسنا نحن المسلمين؟ لو اراد الله الخلافة لبقيت صافية نقية طاهرة، الخ، بل ان الله قادر على الاتيان بخلق جديد كليا ( تلك ارادته و مشيئته، لكنه لا يريد). كما انه الله يؤتي الملك و الحكمة من يشاء (هذه هي صفاته) الخ.. اذن لم نحن المسلمين لم نجاهد و نصرخ و نبكي ؟ علاش " ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء"، " وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ" الخ.. المسلمون يبتعدون عن المنبع الحق الصحيح و عوض ان يفوضوا امورهم لله خالق كل شيئ، نراهم يتنافسون مثل المشركين و الكفار و الملحدين و الحداثيين.. نحن المسلمين نبسط الحياة: فان اتت الخلافة فانها تأتي باذن الله و ان لم تأت فلحكمة ربانية ما في ذلك.. شخصيا تلكم هي فلسفتي: لو اراد الله لغزة انت تنتصر لانتصرت "ان ينصركم الله فلا غالب لكم" الخ..اين الاسلام

  • أحمد
    الجمعة 29 غشت 2014 - 21:43

    في إطار تجديد الفكر السياسي اﻹسﻻمي، نستعمل مفاهيم ظهرت مع الفكر السياسي ألغربي .نحتاج اجتهاد في معاني اﻹمامة ، مفهوم الدولة ، تدبير الشأن العام، المواطنة

  • كاره الضلام
    الجمعة 29 غشت 2014 - 23:06

    "الخصال الشخصية الحقيقية(عقل كبير او قلب نبيل)هي بالنسبة لبقية الميزات (مكانة اجتماعية،ثروة) بمثابة الملوك الحقيقيين نسبة الى ملوك المسرح المزيفين"
    "اهم شيئ لسعادة الفرد هو ما يتفاعل بداخله،دلك وحده ما يحدد سعادته او شقائه" شوبنهاور
    "ليست مساعدة الاصدقاء هي ما يساعدنا بقدر ما هو انتظارنا لمساعدتهم"ابيقور
    "ان افضل حقيقة موضوعية لن تكون الا شرا ادا كانت الدات متزمتة،كما لو كنا نرى منظرا جميلا اثناء حالة طقس سيئة او نرى انعكاسه من خلال غرفة مظلمة"
    "لا تقولوا ان البشر اشرار او ان طبعهم كدا، فتشوا عن الدبوس" alain
    هده كلمات لمفكرين كبار تؤكد على فكرة معروفة و هي ان السعادة تنبع من داخل الانسان و ليس من العالم الخارجي،الخصال التي دكرها شوبنهاور هي التي تسعد الانسان و ليس ما يملكه او ما سيحدث له،نقول هدا الكلام للاسلاميين المتدينين الدين يعتقدون ان سعادتهم رهينة بتحقيق اليوتوبيا الاسلامية، ان انتظاركم عبثي،ليس فقط لان حلمكم مستحيل التحقق و انما لانه حتى لو تحقق لن يزيدكم الا احباطا لان المشكل بداخلكم و لانكم لو توفرتم على الخصال التي تمكن من السعادة لما تدينتم اصلا

  • marrueccos
    الجمعة 29 غشت 2014 - 23:23

    قولوا صراحة ما ترغبون قوله دون مسحوق الإسلام ! أهو إتحاد دول ( العرب ) ! أم ماذا !
    في كل تدخلاتكم أنتم المتناوبون على خانة ( كتاب وٱراء ) تتأرجحون بين ذكر الدول العربية ! أو ذكر الدول العربية والإسلامية للإشارة إلى نفس الدول !!! الإسلام طلاء خفيف لإخفاء وجه الأيديولوجيا القبيح !!!!
    أتيت على ذكر مشروع " السنهوري " نهاية ثلاثينات القرن الماضي وإتهامه بالإقتداء بتجربة الأوربيين وكأن إتحاد الصلب والفحم أنشئ قبل الحرب العالمية الثانية !!!!
    أقولها لك صراحة مشروع البعض بخلافة ( حداثية ) هو إقتباس لمشاريع الفاشية كما ظهرت في أوربا بداية القرن الذي ودعناه ! و( أحدثها ) مشروع " موسيليني " الذي تعلم مٱلاته !
    ألم يحن الوقت لإستيعاب أننا نتجه إلى مشروع ( خلافة ) كوني تنتظم داخله الدول ! ألم تسمع عن قرب ولادة نظام عالمي جديد سبقته منظمة التجارة العالمية ب 156 دولة والبقية تجهد نفسها لإستكمال شروط العضوية !!! يا أخي حرام عليكم هذه الردة الأخلاقية وحرام شحن عقول المغاربة بما لا يزيدهم إلا تفرقة في أفق الفوضى لتمهدوا لنسخ داعش على أرضنا !!!!!!!!!

  • كاره الضلام
    الجمعة 29 غشت 2014 - 23:25

    ان الدي لا يتوفر على حس السعادة الداخلي لن يسعده العالم الخارجي و لو حققنا له اليوتوبيا التي يحلم بها اكانت خلافة او غيرها،امهر محلل نفسي لا يمكنه معالجة مريض محدود الخيال و الدكاء و باقي الملكات الشخصية، بل ان الدين يلجؤون للطبيب النفسي هم الدين يتوفرون مسبقا على تلك الملكات،بمعنى ان العالم الخارجي لا يمكنه مساعدتك الا ادا كنت انت قادرا على مساعدة نفسك و لا يمكنه اسعادك ان لم تكت متوفرا على حاسة تدوق السعادة ،ادا كان لسانك مرا فلن تستطيع الد الاطباق ان تحقق لك المتعة ،هده هي المعادلة، الدات او الوعي هي التابث constante و العالم الخارجي هو المتغير variable ،انتم تطلبون من المتغير الخارجي ان يغير التابث الداخلي و هو امر مستحيل، المشكل بداخلكم و ما يتوجب عليكم هو ان تفتشوا عن الدبوس كما قال alain، و يعني بالدبوس جرثومة الشقاء الكامنة بالدواخل،فتشوا عن الدبوس cherchez l'epingle عوض انتظار المستحيل ،لا الخلافة و لا حتى الجنة بقادرة على اسعاد المعطوب داخليا،شوبنهور مرة اخرى:
    "المعتوه يبقى معتوها،والمتزمت يبقى متزمتا حتى النهاية،ولو كان في الجنة محاطا بالحوريات"

  • اسماء سميتموها
    السبت 30 غشت 2014 - 04:17

    قال تعالى:"إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ ۚ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ ۖ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَىٰ".
    الإصطلاح الوارد في القرآن الكريم هو (أولي الأمر) على صيغة الجمع .
    "أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ".
    أبو بكر (ض) سماه الصحابة خليفة رسول الله ولما تولى عمر (ض) نادوه في البداية خليفة خليفة رسول الله ثم استثقلوها فاقترح أحدهم ( أمير المؤمنين).
    ابو بكر لم يحصل الإجماع على مبايعته حيث غضبت عليه فاطمة الزهراء (ض) حتى توفيت وتأخر بنو هاشم في مبايعته، وخاض حروب الردة لبسط سلطته. عمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم تم إغتيالهم ،ووقع إقتتال كبير على السلطة حصد كثيرا من أرواح المسلمين (حربي الجمل وصفين).
    وبعد ذلك لم يحصل إجماع على حكم بني أمية ولا على حكم بني العباس وتفرق المسلمون شذر مذر، جاء حكم الاتراك العثمانيين ولم يشمل جميع بلاد الإسلام.
    لم يحدث في التاريخ أن اجتمعت كلمة المسلمين تحت قيادة واحدة.

  • أمــــــــ ناصح ــــــيـــــن
    السبت 30 غشت 2014 - 09:33

    ماذا يريد الدواعش وغيرهم من التكفيريين وبعض جماعات الإسلام السياسي؟إنهم يطبلون ويزمرون ويصفرون ويصفقون ويدورون حول أطلال صنم انهار منذ قرون،ويرومون إعادة نصبه،هذا الصنم هو ما يصطلحون على تسميته:"الخلافة الراشدة"أو"الخلافة على منهاج النبوة"،فهل يستحق هذا الصنم كل تلك الدماء والتضحيات التي بذلت من أجله؟أليس قبوعنا في قاع التخلف والفقر والجهل تحت ظلال الإستبداد الحارقة إلا نتيجة لعدم أخذ العبرة من التاريخ،والتوقف عن مطاردة هذا السراب؟
    هل كان هؤلاء الخلفاء أصلا راشدين كي تكون فترة حكمهم رشيدة؟
    مامعنى الرشد في القرآن؟
    إن أول مظهر للرشد هو العزوف فطريا عن الشرك وعبادة غير الله،قال الرب:"ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين،إذ قال لأبيه وقومه ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون،قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين،قال لقد كنتم أنتم وآباؤكم في ضلال مبين،قالوا أجئتنا بالحق أم أنت من اللاعبين،قال بل ربكم رب السماوات والأرض الذي فطرهن وأنا على ذلكم من الشاهدين"
    وقال عز من قائل:"وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر أتتخذ أصناما آلهة إني أراك وقومك في ضلال مبين"
    فالرشد وعبادة الأصنام ضدان لا يجتمعان..يتبع

  • أمــــــــ ناصح ــــــيـــــن
    السبت 30 غشت 2014 - 10:02

    قال الرب:"وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين…"المقصود أن الراشد فعلا ينصرف مبكرا عن الشرك بمجرد النظر في الكون المنظور،وقبل أن يوحى إليه أن ينظر في الوحي المسطور.
    في حديث العرباض بن سارية أن النبي الأكرم قال:"…ففعليكم بسنتي وستة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي،عضوا عليها بالنواجد…"
    فالأمن من الضلال والإختلاف رهين-حسب منطوق ومفهوم الحديث-بالتمسك ب:
    -كتاب الله،فهو الأصل.
    -سنة النبي محمد
    -سنة الخلفاء الراشدين
    قد عرفنا الرشد من خلال القرآن،فهل كان الخلفاء الثلاثة الأول راشدين حقا؟أليس قد قضوا شبابهم وجزءا من كهولتهم في الشرك،وكان أحدهم يصنع ألهه من تمر،يعبده وجه النهار،حتى إذا عضه ناب الجوع ازدرد إلهه!
    هل كان لهم إلإلمام المطلوب بكتاب الله حفظا وتلاوة ودراسة وفقها،ومعرفة أحكام،لقد علمنا أن أحدهم حفظ البقرة في ثمانية أعوام،ولم يكن يعرف معنى"وفاكهة وأبا"،وكان يجهل حكم التيمم،ومقدار ميراث الجدة،ويعترف أن كل الناس أفقه منه حتى ربات الحجال،وكان يجهل سنة النبي محمد،لايعرف حديث الإستئذان،ويمنع من الرواية،ويضرب عليها،وحبس أصحاب النبي في المدينة كي لا يحدثوا عنه…!!

  • أمــــــــ ناصح ــــــيـــــن
    السبت 30 غشت 2014 - 10:26

    ذكرالسيوطي في كتابه:'تاريخ الخلفاء' أنه لم يجمع القرآن عن ظهر غيب من الخلفاء(الراشدين)سوى عثمان بن عفان.
    عن أنس بن مالك أنه سمع عمر بن الخطاب يقول:فأنبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا وزيتوناً ونخلا وحدائق غلبا وفاكهة وأَبا،قال:فكل هذا قد عرفناه فما الأب؟!ثم نقض عصا كنت في يده فقال:هذا لعمر الله التكلف إتبعوا ما تبين لكم من هذا الكتاب"قال الحاكم:هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
    أخرج مسلم بسنده عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزي عن أبيه،أن رجلاً أتى عمر فقال:"إني أجنبت فلم أجد ماء" فقال:"لا تصل"! فقال عمار:"أما تذكر يا أمير المؤمنين إذ أنا وأنت في سرية فأجنبنا فلم نجد ماء فأما أنت فلم تصل وأما أنا فتمعكت في التراب وصليت"فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم:"إنما كان يكفيك أن تضرب بيديك الأرض ثم تنفخ ثم تمسح بهما وجهك وكفيك "فقال عمر:"اتق الله يا عمار"! قال عمار:"إن شئت لم أحدث به"
    عن سعيد بن المسيب عن عمر قال:سألت النبي صلى الله عليه وآله وسلم كيف قسم الجد؟ قال:ما سؤالك عن ذلك يا عمر؟إني أظنك تموت قبل أن تعلم ذلك" قال سعيد بن المسيب فمات عمر قبل أن يعلم ذلك.أخرجه الطبراني والهيثمي في المجمع.

  • أمــــــــ ناصح ــــــيـــــن
    السبت 30 غشت 2014 - 10:49

    بقي لنا وصف أخير أضفاه النبي محمد على الخلفاء،قال صلى الله عليه وآله وسلم:إنهم'مهديون'،وهذا اسم مفعول،ولا شك أن الذي يهديهم ويسددهم ويلهمهم الصواب ويجنبهم الزلل هو الرب عز وجل،فهلا اهتدوا إلى طريقة سلمية لانتقال السلطة بعد وفاة الرسول؟ألم يجد عمر غير تلك الطريقة الدموية لانتخاب الخليفة في ما يعرف بأصحاب الشورى الستة…
    لقد رأينا في ما سبق نزرا من مدى علم الخلفاء(الراشدين) بالكتاب وسنة النبي الحاضرين المتداولين بين كافة المسلمين،فإذا كان قد غاب عنهم علم الحاضر،فمن أين لهم علم ما غاب عنهم،أو غابوا عنه،أو لم يسبق أن نزل بالمسلمين في زمن النبي فيتدخل الوحي ليجيب عن التساؤل ويحكم في النازلة.
    خلفاؤنا لم يكونوا يحملون من الرشد إلا الإسم،وللإنصاف،فإن لا أحد منهم ادعى أنه خليفة راشد،إنما التسمية جاءت بعدهم بزمن.
    خلفاؤنا لم يكونوا يستظهرون القرآن عن ظهر قلب،ولم يكونوا ملمين بكل معانيه وأحكامه وتأويلاته.
    خلفاؤنا لم يهتموا بجمع سنن النبي وتدوينها وحفظها،بل فعلوا عكس ذلك،ولم يشرع المسلمون في جمع الروايات متطوعين إلا بعد مرور زهاء قرن من الزمن.
    خلفاؤنا ما كانوا هداة مهديين،وإلا ما تخبطنا في الضلال.

  • أمــــــــ ناصح ــــــيـــــن
    السبت 30 غشت 2014 - 11:18

    من محمد بن أبي بكر،إلى الغاوي معاوية بن صخر أما بعد،فإن الله بعظمته وسلطانه خلق خلقه بلا عبث منه …واصطفى وانتـخب مـنهم محمدا… فكان أول من أجاب وأناب وآمن وصدّق وأسلم وسلّم أخوه وابن عمه علـي بـن أبي طـالب…وأنت اللعين ابن اللعين،لم تزل أنت وأبوك تبغيان لرسول الله…الغوائل،وتجهدان في إطفاء نور الله،تجمعان على ذلك الجموع،وتبذلان فيه المال،وتؤلبان عليه القبائل،وعلى ذلك مات أبوك،وعليه خلفته،والشهيد عليك من تدني ويلجأ إليك من بقية الاحزاب ورؤساء النفاق،والشاهد لعليّـمع فضله المبين القديمـأنصارهُ الذين معه،وهم الذين ذكرهم الله بفضلهم،…فكيف يالك الويل!تعدلُ نفسك بعليّ وأنت عدوه وابن عدوه فتمتَّع في دنياك ما استطعت بباطلك،وليمددك ابن العاص في غوايتك،فكأن أجلك قد انقضى،وكيدك قد وهى،ثم يتبين لك لمن تكون العاقبة العليا،واعلم أنك إنما تكايد ربك الذي أمِنت كيده،ويئست من روحه؛فهو لك بالمرصاد،وأنت منه في غرور،والسلام على من اتبع الهدى.مروج الذهب للمسعودي:ج3ص20
    هذا بتصرف بص الكتاب الذي بعثه محمد بن أبي بكر لمعاوية بن أبي سفيان الذي شق عصا المسلمين،ورفع قميص عثمان للوصول إلى سدة الخلافة..يتبع

  • عبد العزيز الرحالي
    السبت 30 غشت 2014 - 13:30

    ولم تواظب أدبيات الفقه السياسي على التنظير في كل العصور للخلافة إلا على قاعدة تلك الأحاديث. بيد أن الذي حصل هو الخلط بين ذلك الموعود النبوي وبين الأشكال المختلفة التي يمكن للخلافة أن تنصب في قالبها، إذ كان يتم دائما الربط بين تلك الأحاديث والتجربة الكلاسيكية للخلافة.
    كعادته سي ادريس جريء في طرحه،واضح في توجهه،أصيل في اختياراته،أقترح عليك قراءة كتابين بنفس العنوان:الخلافة و الملك،لأبي الأعلى المودودي،وعبد السلام ياسين.رحم الله الرجلين

  • khalid
    السبت 30 غشت 2014 - 22:43

    مقال عميق، لكنني كنت أريد أن يتوسع الاستاذ الكنبوري في الموضوع أكثر، لأن مقاربته وتحليله للمووضوع مثير للغاية كعادته دائما، أحترم في السيد الكنبوري عمقه واطلاعه الواسع وغيرته

  • almohandis
    الأحد 31 غشت 2014 - 09:32

    المشكلة ليست في الخلافة و أنماطها و أشكالها!! نحن نعرف بعد موت النبي (ص) بدأ التفكير في من يخلفه في مهامه الاسلامية الدعوية و السياسية الخ- بحيث انه لا نبي بعد محمد (ص) كما كان الحال في الامم السابقة كبني اسرائيل التي كانت تسوسهم أنبياؤهم- فسمي من خلفه بخليفة الرسول . و العلماء طبعا اسهموا و بينوا كيف يكون الخليفة و صفاته الخلقية و العلمية المرشح لخليفة النبي و هذا مبحث . و المبحث الثاني هو نظام الحكم و هذا جزأ من مهام الخليفة و ليس كله لان الخليفة يجب ان يكون في المقام الاول داعية الى الله فشكل نظام الحكم يجب ان يوفر العدل و ان يراعي احكام الله و المسلمون استفادوا من نظم الحكم الرومانية و الفارسية كما حدث في عهد عمر (ض) مع الدواوين (الادارة و اجهزة الحكم) و قد نقل الفقيه المالكي ابن خلدون نظم الحكم في زمانه و من قبله و ليست كلها متطابقة بل كانت مختلفة فهي مسألة اجتهادية .
    المشكلة في العصر الحديث و المصيبة الكبرى هي ما أصاب المسلمين بعد الاستعمار. فقد تسلط تلاميذ الاستعمار من العلمانيين على مختلف أشكالهم (شيوعيين ليبراليين الخ) على الحكم فغيروا الوعي الجماعي و بنية المجتمع للمسلمين

  • abdou
    الإثنين 1 شتنبر 2014 - 08:52

    هناك رجل كان ربما اول من اثار مفهوم الخلافة في الثمانينات عندما كان هذا المفهوم غائبا تماما عند علماء المسلمين في سنوات العض و الجبر،هذا الرجل يعرفه جيدا الاستاذ ادريس الكنبوري انه الاستاذ عبدالسالم ياسين .
    نتمنى منه عندما يناقش موضوع الخلافة الا يغيب هذا الجبل الشامخ في سماء التجديد و الفكر لاننا نستفيد جدا من مقالات استاذنا الحبيب الكنبوري

صوت وصورة
رمضان بين الأمس واليوم
الخميس 14 مارس 2024 - 11:29 1

رمضان بين الأمس واليوم

صوت وصورة
ارتفاع أسعار الطماطم والفلفل
الخميس 14 مارس 2024 - 10:37 4

ارتفاع أسعار الطماطم والفلفل

صوت وصورة
خارجون عن القانون | ذبح أسرة
الأربعاء 13 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | ذبح أسرة

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | وادي المخازن
الأربعاء 13 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | وادي المخازن

صوت وصورة
ريمونتادا | الراقي وبطل الدوري
الأربعاء 13 مارس 2024 - 22:00

ريمونتادا | الراقي وبطل الدوري

صوت وصورة
الحومة | هشام الوالي
الأربعاء 13 مارس 2024 - 21:01 1

الحومة | هشام الوالي