المواطن الجزائري بين سيطرة الجيش وتوجيه الإعلام

المواطن الجزائري بين سيطرة الجيش وتوجيه الإعلام
الجمعة 24 أكتوبر 2014 - 13:46

التداعيات التي عرفتها وتعرفها قضية إطلاق النار من قبل الجيش الجزائري على مواطن مغربي ،أصبحت تنتشر انتشار النار في الهشيم ، مهددة بعواقب وخيمة قد تهدد السلم القائم بين البلدين إذا لم تغلب الحكمة كل محاولة اندفاع أو تهور .العلاقة المغربية الجزائرية عرفت ومنذ الاستقلال نوع من المد والجزر حتى قبل أن يسترجع المغرب صحراءه المغتصبة حيث قامت حرب طاحنة بين البلدين سنة 1962.

أما اليوم و بعد تمكن المغرب من استرجاع جزء لا يتجزأ من وطنه ، وهو الأمر الذي أغضب جنرالات الجيش في قصر المرادية مما جعلهم يبدلون ما في وسعهم وتسخير كل إمكاناتهم المادية والمعنوية من أجل اختراق كل المحافل الدولية لإقناع الدول المؤثرة بعدم أحقية المغرب في الصحراء .

ملف الصحراء الذي أصبح أكبر عقبة في تحقيق اندماج اقتصادي مغاربي بإمكانه أن يحقق لكل دولة من دول المغرب العربي نقطتين على الأقل في معدل نموها ،مما سيعود بالنفع عليها وعلى المغاربيين جميعا ويحقق للكل استقرارا اقتصاديا واجتماعيا وخلق وظائف ما أحوج شبابنا إليها .كل هذه الايجابيات تم تجاهلها ليركب العسكر فرسهم الأسود المتنطع الذي يستهدف وحدة البلاد من خلال محاولة مستميتة لخلق كيان وهمي يحقق للجزائر أطماعها الاقتصادية وبذلك يجعلها تحقق حلم التحول إلى قوة كبرى في شمال أفريقيا .

المواطن الجزائري المغلوب على أمره والذي يحكم بقبضة من حديد من طرف طغمة من الجنرالات ، شاخ أغلبهم وعلى الرغم من ذلك لا زالوا متشبثين بدواليب الحكم ، يختفون خلف الكواليس كحكام فعليين للشقيقة الجزائر ، واضعين رئيسا واهن العظم والرأي في الواجهة لتسويق صورة دولة يقودها المدنيون، لكن الحقيقة التي يعرفها الجميع هي عكس ذلك طبعا، لأن الحكام الفعليين هم رجالات الجيش .

أعود إلى المواطن لأقول بأن هذا الأخير وفي ظل الحكم المطلق لجنرالات الجيش ،ومن خلال التوجيه الإعلامي وكل الوسائل الأخرى التي تشكل الرأي العام ، وتدفع به في اتجاه معين لتبعده عن القضايا الاقتصادية والاجتماعية التي تعني معيشه اليومي ومستقبله ومستقبل أبنائه ،تدفعه نحو التموقف ضد قضايا خارجية الصراع فيها مصطنع إن لم نقل وهمي ، يصبح الخطر الخارجي الذي يصوره الحكام أهم وأخطر من الأزمة الاقتصادية الخانقة والاحتقان الاجتماعي الذي يكاد يعصف بالجزائر والذي نرى نقرأ تجليات في مختلف وسائل الإعلام الوطنية والدولية .

مع مرور السنين ومن خلال هذا التوجيه المنظم للرأي العام الجزائري ضد الشعب المغربي الذي تربطه به علاقة تاريخية عريقة تقوم على العروبة والامازيغية والدين والنضال المشترك والتاريخ على ما أقول شهيد .أصبح يكن الحقد الدفين لأشقائه المغاربة واقعا في فخ نصبه له حكامه وهو أن المغرب هو الآفة التي تتربص بالجزائر .هذا الرأي انعكس في استطلاع الرأي قامت به وسائل الإعلام كالروبرتاج الذي قامت به قناة البلاد الجزائرية ، حيث نزلت إلى الشارع تسأل المواطنين حول رأيهم في حادث إطلاق النار على المواطن المغربي و الذي كان سببا في اندلاع شرارة الأزمة بين البلدين .المواطنون المستجوبون والذين لا نعرف كيف انتقتهم القناة التلفزية ، عبروا جميعا عن حقد دفين يبدو أن المواطنين الجزائريين يكنونه لأخوتهم في القطر المغربي .ولم يكتف المستجوبون بهكذا رأي بل اعتبروا الجزائر هي ذلك الحمل الوديع والحمامة التي تحمل في منقارها على الدوام غصن الزيتون في اتجاه المغرب لكن هذا الأخير يصر على التهجم على الجزائر البريئة دون وجه حق .

ما حاولت القناة الجزائرية تسويقه قد ينطلي على الجزائريين المساكين ، أما نحن المغاربة فلا يمكن أن نعتد برأي هذه القناة التلفزية ، لأن استطلاعات الرأي يمكن الأخذ بها واعتبارها موضوعية تعبر بالفعل عن رأي المواطنين، لو أن الجزائر كانت حقا دولة ديمقراطية لا يعيث فيها الجنرالات فسادا.أما وواقع الحال يؤكد عكس ذلك فإن المواطن الجزائري لن يؤخذ بما أدلى به من تصريحات معادية للمغرب .

وسنظل نحن كمغاربة نتحلى بالحكمة والصبر اتجاه إخواننا الجزائريين الذين يصر نظامهم على قطع كل أواصر الأخوة والصداقة التي تجمع بيننا لا.نحن نؤمن انه سيأتي وقت لا بد أن تنتفي فيه أسباب هذا التوتر المصطنع . كما أنه وهذه حتمية تاريخية سيأتي عهد تتخلص فيه الجزائر من حكم العسكر. ولنا في دولة تركيا أكبر دليل على ما نقول، حيث مرت هذه الدولة بفترة حالكة من حكم العسكر على ما نقول ، وفي الأخير تمكنت من نزع السلطة منهم ،لتصبح الكلمة للشعب ، لأن إرادة الشعوب في الأخير هي التي تنتصر .

نختم المقال ، بالحكمة الإلهية الواردة في القرآن ، والتي تحث على الدفاع بالتي هي أحسن ، إلى أن يبزغ فجر جديد مشرق وديمقراطي في سماء الجزائر الشقيقة ، عندها سيدرك الجزائريون حتى الذين كان منهم على ضلال أننا كنا نحمل لهم الود ، وتحلينا بالصبر وسعة الصدر وا كنا معهم على الدوام متسامحين .

– كاتب وروائي

‫تعليقات الزوار

7
  • Simply Mroccan
    الجمعة 24 أكتوبر 2014 - 16:31

    Très bel article. Rien a ajouter. ceci devrait être une bible a lire par tous les Algériens, Pour le progrès, la prospérité et la paix vraie et durable pour tous.!

  • Castor
    الجمعة 24 أكتوبر 2014 - 21:46

    ان المغاربة يرتكبون خطا فادحا بتسمية حكام الجزائر بجنيرالات، فهم ليسوا بجنرالات حقيقيين رغم حملهم للصفة.هولاء المسمون بجنرالات هم في الواقع مجرد كابرانات في الجيش الفرنسي او ما يسمي بالحركي (harkis) فاثناء حرب التحرير في الجزائر استعانت فرنسا باكثر من 250.000 جزائري لقتال ابناء عمومتهم وكان اشرس افراد جيش فرنسا الذين انيطت بهم المهام القذرة في ابادة المدنيين واغتصاب النساء وحرق القري.و كان علي راس هؤلاء المجرمين عدد من الضباط الفرنسيين يعينهم كابرانات من الجزائر كانوا يقتلون ابناء الجزائر وتعدهم فرنسا لحكم الجزائر بعد رحيلها كما قال الجنرال دوكول.لما اضطرت فرنسا للرحيل المقنع اوعزت الي كابراناتها بالالتحاق بحيش التحرير وقد رقوا بعد الاستقلال الي درجة ضباط واغتصبوا السلطة وصاروا حكاما للجزائر نيابة عن فرتسا.ففي حرب التحرير كان الكابرانات يقتلون الجزاءريين المغلوبين علي امرهم وبعد الاستقلال المزعوم اخذوا يسرقون دنانير الغاز ويكدسونها في بنوك امهم فرنسا. ان من يحكم الجزائر هم مجرد عملاء لفرنسا التي ليس لها هدف سوي بقاء سيطرتها علي منطقة المغرب الكبير ومنع اي بلد الانعتاق وخاصة المغرب.

  • محمد
    الجمعة 24 أكتوبر 2014 - 23:18

    سيدي الكريم كان الملك الحسن التاني ورؤساء الجزائر يحاربون بعضهم البعض بعيدا عن الشعبين الشقيقين ولم يقحمو الموطنين من كلا الطرفين في حرب باردة اما بعد مجئ هذ الملك فقد عمل علي تحريض المغاربة علي الجزائر مرة بهيسبرس ومرة بقنوات الدوزيييم كما تسمونها فلا يخلو يوما عن موضوع عنا والاف التعليقات سب وقدح وكان الجزائريين لا يقدرو علي الرد انت وكثير من امثالك تعتقذون انكم تخدمونوطنكم بسب الجزائريين بل تزيدون الطين بلة وتقدمون خدمة مجانية لنضام الجزائر البارحة كان الكثير من الجزائريين متعاطفين معكم الان بغبائكم وتكريركم لاسطوانة الجنرلات حرب الرمال الخضر والفوكه خسرتم الجميع اجلا او عاجلا سيحدث مثل مصر اذا البارحة كان عدوكم السياسيون فقط واليوم شعب وحكومة

  • Amine dz
    السبت 25 أكتوبر 2014 - 07:12

    رقم 02 /// نحن عندما ننتقد العسكر نسميهم كابرنات فلا تقلدنا بليز و تحاول الكذب على الناس //// الجزائريون في وقت الاستعمار كانو يعتبرون فرنسيين و كانت فرنسا تفرض عليهم التجنيد الاجباري و اغلب قادة الثورة كانو في الجيش الفرنسي بوضياف و شادلي و عبان و خيضر وووو و الجزائري عندما يجند ي الجيش الفرنسي يتمتع بكامل حقوقه ورتبته عكس السنغالين و المغاربة يجندون للحراسة مقابل صحن معكرونة ……….و اعطيك مثالين عن جزائريين مجندين مع الجيش الفرنسي عملو في المغرب و اصبحوا اسياد والد محمد اوفقير و الجنرال قدور بن غبريط مؤسس جامع باريس ( حقيقة يخفيها عليكم المخزن) ……….التنويم الاعلامي اثر عليك

  • karim
    السبت 25 أكتوبر 2014 - 09:25

    on ne savait pas qu'il y avait des gens comme toi qui prétend connaitre les algériens et parler a leurs places et pour te dire que la presse algerienne au moins ose dire les choses et la votre et toi autant que correspondant ose -tu écrire sur la famille royale ça m’étonnera donc c'est un défi chiche

  • هاشم
    السبت 25 أكتوبر 2014 - 14:36

    المواطن الجزائري الذي تتكلم عنه يعرف خبث المخزن أكثر من النظام الجزائري ، الموطن الجزائري لوكان موجها كما تزعم لما إنتخب الجبهة الإسلامية للإنقاذ في 90 و91 ، لوكان موجها إعلاميا كما تدعي لما كان النظام يخشاه…فزورة الحكم المطلق للجنرالات ؟!! ..وكيف يتعرضون للشتم والسب والقذف في الشارع وعلى وسائل الإعلام الجزائرية وهذا ما لانجده في مملكة العبودية التي يقدسون فيها ملكهم لدرجة الشرك من ركوع وسجود وبوس الأيدي…نظام الحكم الجزائري الغير شرعي متعدد الأقطاب ومراكز القوى وليس كما هو الحال عند نظام المخزن الذي يخضع شعب بكامله لإرادته… الحقد المغربي على الجزائري ليس جديدا، وأي ملاحظ محايد عندما يشاهد وسائل الإعلام المغربية أو صفحات الويب يصدم من حجم الحقد الدفين للشعب المغربي المستحمر المستغبي وتعليقاته التي تنم عن عقد نفسية مزمنة تجاه جاره الجزائري…يكفي إطلالة يومية فقط على مواقع ( هسبريس والجزائر تامز والعلم ) لتعلم أيها الكاتب المدجن ان كلامك هو ذر للرماد في العيون وينطبق عليك المثل " رمتني بدائها وانسلت".

  • Castor
    السبت 25 أكتوبر 2014 - 14:47

    Amine dz
    شهادة مغتصبة جزايًرية
    وقائع اغتصابنا كانت أكثر ألما من صور سجن أبو غريب تتحدث وثائق رسمية تشير واحدة منها "تعليمة للجنرال بيجو عام 1948 موجهة إلى عسكريين فرنسيين يأمرهم فيها بأخذ النساء دون 15 سنة ونقلهم إلى جزر نائية قرب المحيط الأطلنطي ومعاشرتهن من أجل تقوية الشعب الفرنسي، كما تكشف وثائق أخرى من ملف المجاهدة (لويزة أحريز) عن اعترافات فرنسي يقول فيها أنه داهم قرية بإحدى مناطق الجبال، حيث اعتدوا على النساء وبقيت في ذهنه صورة تلك العجوز التي صادفته ورافعة عن ثوبها عارضة نفسها مقابل أن لا يمس عرض بناتها.
    قالت مجاهدة رفضت ذكر اسمها عن الاغتصاب قائلة "يوميا كان يتحرش بنا. بل إن الاغتصاب كان بالنسبة لهم وسيلة من وسائل التعذيب .فلم يكن المستعمر الفرنسي يكتفي بالاغتصاب، بل إنهم كانوا يتفننون في تجريدنا من ملابسنا.أذكر أنهم كانوا يجردوننا من ملابسنا، وكان يطوف علينا أحد الجنود يقوم بتلمس أجسادنا بعصا حديدية وبعد الاغتصاب كانوا يرفضون إرجاع ملابسنا .ومما روي لنا، مشاركة أطراف إفريقية في عمليات اغتصاب الجزائريات، فكان بعض الجنرالات الفرنسيين يأمرون باغتصابهن من طرف مجندين افارقة.

صوت وصورة
سكان مدينة مراكش بدون ماء
الثلاثاء 19 مارس 2024 - 01:05 3

سكان مدينة مراكش بدون ماء

صوت وصورة
خارجون عن القانون | عواقب عقوق الوالدين
الإثنين 18 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | عواقب عقوق الوالدين

صوت وصورة
كاريزما | حمزة الفيلالي
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:30 1

كاريزما | حمزة الفيلالي

صوت وصورة
خيوط البالون | المقلب الأخير لري تشيكوني
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:00

خيوط البالون | المقلب الأخير لري تشيكوني

صوت وصورة
رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا
الإثنين 18 مارس 2024 - 21:30

رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا

صوت وصورة
ابراهيم دياز يصل إلى المغرب
الإثنين 18 مارس 2024 - 18:09 17

ابراهيم دياز يصل إلى المغرب