من المسؤول عن الحملات المعادية للإسلام في المانيا؟

من المسؤول عن الحملات المعادية للإسلام في المانيا؟
الجمعة 30 يناير 2015 - 00:25

يعيش مسلمو ألمانيا في الآونة الأخيرة حملات عداء غير مسبوقة في حدتها وسرعة وتيرة انتشارها بين مختلف أوساط المجتمع الألماني. كان أبرز هذه الحملات وأكثرها تأثيرا في الرأي العام وحضورا في الإعلام حركة بيغيدا (1) التي أصبحت تتسع رقعة نفوذها ويتزايد أنصارها يوما بعد يوم في كل الولايات الألمانية شرقا وغربا؛ فقد استطاعت هذه الحركة أن تنجح في أحد مظاهراتها الأخيرة في مدينيه دريسدن؛ شرق ألمانيا في حشد أزيد من ثمانية عشر ألف متظاهر؛ رفعوا شعارات مناهضة للإسلام والمسلمين ولسياسة الحكومة الألمانية تجاه الأجانب واللاجئين.

ورغم إدانة المؤسسات الرسمية؛ على رأسها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ومعظم الأحزاب السياسية والكنائس والمنظمات اليهودية وهيئات المجتمع المدني لحركة بيغيدا، واعتبارها حركة عنصرية متطرفة، فإنه ليس من الإنصاف في شيء وضع كل المؤيدين لهذه الحركة والمشاركين في مظاهراتها في خانة واحدة، واتهامهم بالعنصرية أو الانتماء إلى تيار اليمين المتطرف. وإنما ينبغي أن يؤخذ بعين الاعتبار أن حركة بيغيدا شكلت لبعض من أيدها أو شارك فيها صماما نفس من خلاله عما تراكم لديه من إحباط وسخط تجاه سياسة الحكومة الألمانية التي فشلت في معالجة الكثير من القضايا الاجتماعية (2).

كما لا يمكن في نفس الوقت تجاهل تفاقم ظاهرة التمييز العنصري الذي يتعرض له المسلمون أكثر من باقي الأقليات الأخرى – حسب كل البحوث والدراسات في هذا الشأن، واستشراء “فوبيا الإسلام” لدى شريحة عريضة من المجتمع الألماني – على اختلاف مكاناتها الاجتماعية ومؤهلاتها العلمية ومستوياتها الاقتصادية وتوجهاتها السياسية – كانت في الماضي القريب في منأى عن ذلك، والتي ستزداد لا محالة بعد الهجوم الإرهابي على صحيفة “شارلي إيبدو” في باريس الذي سيشكل منعطفا خطيرا لكل المسلمين في الغرب بصفة عامة.

فقد أظهرت دراسة حديثة لاستطلاع الرأي قام بها معهد “إنزا” لصحيفة “بيلد”، أكبر الصحف الألمانية وأكثرها انتشارا ونفوذا، أن ثلاثة من أصل خمسة مشاركين في الاستطلاع أي ما يعادل 58 في المائة، يتخوفون من التأثير المتنامي للإسلام في ألمانيا، شاطرهم هذا الرأي 47,7 في المائة من مشاركين ينحدرون من أصول أجنبية. وقد أكدت من قبل ‫مدى استفحال وتفشي شعور الخوف من الإسلام في المجتمع الألماني بشكل أوضح الدراسة التي قام بها معهد ألينسباخ عام 2006 حيث خلصت إلى أن صورة الإسلام في المجتمع الألماني قد ازدادت سوءا عما كانت عليه من ذي قبل. ففي حين كانت نسبة 85 في المائة من الذين تم استطلاع آرائهم عام 2004 يعتقدون أن الإسلام دين يضطهد المرأة، ارتفعت هذه النسبة لتبلغ 91 في المائة عام 2006، وارتفعت نسبة الذين يرون في الإسلام دينا متطرفا من 75 إلى 83 في المائة، وازدادت نسبة من كان يعتقد أنه دين رجعي من 49 إلى 62 في المائة، وأنه دين غير متسامح من 66 إلى 71 في المائة. بينما الذين يعتبرونه دينا منافيا للديموقراطية، فقد ارتفعت نسبتهم من 52 لتصل إلى 60 في المائة، في حين لا يرى في الإسلام دين تسامح وسلام سوى ثمانية في المائة من الألمان (3). ‬

وعبرت عن هذا الشعور السلبي تجاه الإسلام والمسلمين بشكل واضح جلى، الكاتبة والإعلامية الألمانية “كورا شتيفان” في مقال لها على الموقع الإلكتروني لإذاعة “أن دي أر” هاجمت فيه منتقدي حركة بيغيدا قائلة: “إن كل من يدرك خطورة تقدم الإسلاميين المتطرفين، لا يسعه سوى أن يعتريه الذعر من الإرهابيين الذين يقومون – باسم دينهم – بذبح الأطفال، وقطع رؤوس الرهائن، ورجم النساء، ولا يتحرجون من اقتراف ذلك كله امام عدسات الكاميرا. افلا ينبغي لمن يتملكه الخوف، أن يضيق ذرعا عندما ينعق المتظاهرون المسلمون في الشوارع الألمانية بشعارات معادية للسامية؟ّ! إني أعترف أن قلبي يشمئز لهذا أكثر مما يشمئز للحفنة القليلة من اليمين المتطرف التي تجوب مدينة دريسدن.” (4)

إن حملات العداء تجاه الإسلام والمسلمين ليست ظاهرة غريبة في المجتمع الألماني، ولكن ارتفاع حدتها في الآونة الأخيرة بهذه السرعة وبلوغها هذا المستوى أمر يثير الكثير من الخوف والقلق ليس لدى المسلمين فحسب بل حتى لدى باقي فئات المجتمع الألماني، ومن شأنه، إن استمر الحال على ما هو عليه الآن، أن تهدد هذه الحملات السلام الاجتماعي.

ويبدو للوهلة الأولى، أن تنامي الصراعات الدائرة في بعض بلدان العالم الإسلامي بإيقاعها السريع، وطغيان التقارير الصحفية السلبية غير المتوازنة في الإعلام الألماني حول قضايا المسلمين بشكل عام واحتدام الجدل حول حق اللجوء السياسي وارتفاع أعداد اللاجئين وسوء تسيير هذا الملف من قِبل الحكومة الألمانية وما صاحب ذلك من تذمر لدى المواطنين وإنهاك لكاهل ميزانيات كثير من المدن، قد شكل سببا مباشرا في ظهور الحركات المعادية للإسلام. وما هذا في الواقع سوى “القشة التي قصمت ظهر البعير!”. فهذه الظاهرة لها جوانب متعدّدة وأكثر تعقيدًا من أن يتم اختزالها في الأحداث الأخيرة السالفة الذكر. فقد لعبت عوامل كثيرة وأطراف مختلفة – عن قصد وعن غير قصد – منذ عقود متتالية دورا أساسيا أدى إلى خلق مناخ ملائم لتأجيج مشاعر الخوف لدى المواطن الألماني من فقدان هويته الثقافية المسيحية التي تهددها هيمنة وهمية وشيكة للإسلام على أوروبا وفرض الشريعة الإسلامية فيها والتي من شأنها أن تقوض الثقافة الليبرالية في المجتمع الألماني مما ساهم بشكل مباشر في ظهور كثير من الجماعات العنصرية المتطرفة، مثل جماعة “من أجل كولونيا” (5) وجماعة “من أجل شمال الراين وستفاليا” (6) ثم أخيرا حركة بيغيدا ومثيلاتها.

الدور الإعلامي

لا يستطيع أحد إنكار الدور السلبي واللامسؤول الذي لعبته ولا تزال وسائل الإعلام المختلفة في تعميق الهوة بين المسلمين وغيرهم في المجتمع الألماني، فهي تحظى في هذا السياق بالقدر الأكبر من التأثير الاجتماعي حيث درجت على تكريس الصورة النمطية للإسلام والمسلمين لدى الغرب في جل منتجاتها الإعلامية الموجهة للمستهلك “البسيط” الذي لا يسعه في أغلب الأحيان سوى استهلاك هذه المنتجات كما أريد لها دون نقد أو تمحيص. وقد أثبت هذا الخللَ العديدُ من الدراسات والأبحاث العلمية التي تناولت صورة الإسلام في الإعلام الألماني منذ الثورة الإسلامية في إيران إلى اليوم؛ منها دراسة “كارل غابرييل” أستاذ قسم “الدين والسياسية” في جامعة مونستر؛ عام 2011 تحت عنوان “الدين لدى صنّاع الرأي العام”، أكد فيها أن موقف النخبة الإعلامية الألمانية تجاه الإسلام يتسم بـ “التدافع الثقافي”، وهو ما يشكل في آخر المطاف – حسب رأيه – أحد مصادر الصراع القائم مع الإسلام في المجتمع (7).

وتبدو نزعة الانتصار للثقافة الغربية في الإعلام الألماني جلية في الطريقة المجحفة التي يتعاطى بها الإعلام الألماني لكل ما يتعلق بالإسلام؛ على المستويين الداخلي والخارجي، لاسيما بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، وتركيزه على السلبيات دون الإيجابيات، وانحيازه الصارخ اللامشروط للموقف الغربي في تناوله لقضاياهم كالصراع في الشرق الأوسط مثلا، كما اعترف بذلك مؤخرا الصحفي الألماني “أودو أولفكوته” في كتابه الأخير “الصحفيون المرتشون” (8)، مما ساهم بشكل خطير ومباشر في بلورة الرؤية الاعلامية القاتمة حول الإسلام والمسلمين؛ وبالتالي في ارتفاع حدة حملات التخويف منه، وترسيخ صورة مشوهة عنه لدى المستهلك الألماني مرتبطة بالإرهاب والعنف والتطرف واضطهاد المرأة وكل ما هو سيء وقبيح. وهذا ما يفسر إلى حد كبير تظاهر الآلاف من الألمان خوفا من “أسلمة الغرب” في مناطق لا يتجاوز فيها عدد الأجانب نسبة 2,2 في المائة ولا يشكل فيها المسلمون سوى فئة قليلة لا تكاد تذكر.

وقد بلغ مستوى التعميم في الخطاب الإعلامي الألماني ذروته في الآونة الأخيرة حتى أصبح الإسلام نفسه في ‫مرمى نيران ألسنة حداد تنضح بالحقد والكراهية. ولعل أجرأ من عبر عن حقده تجاه الإسلام ورفضه له بكل صراحة ودون حرج من الإعلاميين الألمان هو الصحفي “نيقولاس كلاين” الذي كتب صيف العام الماضي في صحيفة “بيلد” التي كان يشغل منصب نائب رئيس تحريرها تعليقا أثار انتقادا حادا وجدلا واسعا آنذاك، قال فيه: “أنا ملحد متسامح مع الأديان. فأنا وإن كنت لا أومن بالله، فإن المسيحية واليهودية والبوذية لا تزعجني على الإطلاق. فقط الإسلام هو من ‫يثير إزعاجي أكثر فأكثر‬. تزعجني المعدلات الضخمة للجريمة لدى الشباب المسلم؛ يزعجني ازدراء الإسلام للمرأة والمثليين جنسيا؛ يزعجني الزواج القسري و”حكام الصلح” و”جرائم الشرف”؛ تزعجني حملات العنف ضد السامية بشكل أعجز عن وصفه بالكلمات. إنني أتساءل الآن: هل يشكل الدين عقبة للاندماج؟ انطباعي: ليس بالضرورة دائما، لكن بالنسبة للإسلام، بكل تأكيد نعم.”‬ (9)‬

الدور السياسي

أما من الناحية السياسية، فقد ساهم الإخفاق المتواصل للحكومات الألمانية المتعاقبة في وضع سياسة ناجحة لقضايا الاندماج بعد أن ظل هذا الملف لا يحظى لديها لعقود طويلة بالاهتمام الذي يليق به في تنامي التذمر من الأجانب نتيجة تراكم المشاكل الاجتماعية المترتبة عن ذلك واستفحالها. وبما أن المسلمين يشكلون أكبر الأقليات في ألمانيا، فقد أصبحت هذه المشاكل مرتبطة بهم دون غيرهم وملازمة لهم عند أغلبية المجتمع الألماني. وقد لعب عالم الاقتصاد ووزير المالية السابق في ولاية برلين “تيلو زاراتسين” مؤخرا دورا بارزا في الترويج لهذه “المتلازمة” في كتابه المثير للجدل “ألمانيا تلغي نفسها” الذي كان لمدة طويلة على رأس قائمة أكثر الكتب مبيعا في ألمانيا؛ حيث حمل المسلمين بمستوياتهم التعليمية المتواضعة – حسب رأيه – مسؤولية تهديد الهوية الألمانية في الأجيال القادمة نتيجة للتحول الديموغرافي السريع الذي يعرفه المجتمع الألماني لصالح الأقلية المسلمة (10).

إن انعدام الرغبة السياسية الجادة في حل الكثير من القضايا العالقة المرتبطة بالمسلمين، كالمماطلة في الاعتراف بهم رسميا كجماعة دينية بالمفهوم الدستوري على غرار المسيحيين واليهود، ورفض المنظمات الإسلامية الكبرى في المانيا كممثل شرعي للمسلمين، ووضع العراقيل المختلفة في سبيل تحقيق ذلك، والمبالغة في التعاطي لبعض قضاياهم كمسألة الحجاب والنقاب والتطرف الديني، وطغيان الأسلوب الشعبوي على الخطاب السياسي خاصة في الحملات الانتخابية، واللعب على وتر الخوف من خطر التأثير الإسلامي في المجتمع الألماني لكسب أكبر قدر من أصوات الناخبين وضمان ولائهم وصب الزيت على نار الشعور السائد في المجتمع تجاه الإسلام، كان من أهم الأسباب التي زادت من حدة معاناة الأقلية المسلمة في ألمانيا.

دور المسلمين والمنظمات والمؤسسات الإسلامية

لا يمكننا أن نحصر أسباب تنامي حملات العداء للإسلام والمسلمين في ألمانيا في الأسباب السالفة الذكر فحسب دون الإشارة إلى الدور السلبي للمسلمين أنفسهم فيما آل إليه وضعهم.

فعلى الرغم من أن المسلمين يعيشون منذ نحو خمسين عاما بصفة دائمة في ألمانيا، فإن شعور المواطنة والانتماء إلى المجتمع الألماني لا زال ضعيفا مقتصرا فقط على فئة قليلة منهم. أما معظمهم فلا زال يعيش في “مجتمعات موازية” وعوالم مختزلة من أوطانهم الأصلية منعزلين عن أي احتكاك إيجابي بالمجتمع الألماني.

إن اللافت للنظر عند مقارنة حجم المسلمين بباقي أقليات المجتمع الألماني، هو الخلل البائن والتناقض الصارخ بين ثقل وزنهم الديموغرافي المتنامي باستمرار وضعف تأثيرهم في اتخاذ القرارات، خاصة على المستوى السياسي منها والذي لا يرقي إلى حجم المشاكل التي يعانون منها والتحديات التي يواجهونها كل يوم كأقلية دينية.

فإذا كانت العوامل السالفة الذكر قد أدت جميعها إلى الوضع الذي عليه المسلمون الآن في ألمانيا، فإنه لم يكن ثمة ما يمنع المسلمين من خوض غمار الإعلام والسياسة باعتبارهما ‫الأداتين الفعالتين اللتين‬ تساعدان مباشرة في نزع ما ران على صورة الإسلام في الغرب من افتراءات وتراكمات ثقافية زائفة بعضها فوق بعض. ‬

فنلاحظ – على سبيل المثال لا الحصر – أنه رغم الجلبة واللغط اللذين يصحبان مختلف الانتخابات البرلمانية منذ الوهلة الأولى من اندلاع شرارتها، ورغم التخوف من تنامي قوة شوكة الأحزاب اليمينية المتطرفة في هذه الانتخابات، فإننا نجد أن المسلمين لا يعيرونها أدنى اهتمام ويمرون عليها، إن فعلوا في أحسن الأحوال، مر الكرام، مكتفين فيها دائما بدور “الطاعم الكاسي”.

لقد فوت هذا العزوف عن المشاركة الإيجابية الفعالة في العمل السياسي والإعلامي على المسلمين في ألمانيا فرصا كثيرة كانت بمثابة بيضة الديك للحصول على حقوقهم وتحقيق مصالحهم.

وإذا كانت صورة الإسلام والمسلمين لدى الغرب يعتريها ما يعتريها من تشويه وتحريف، فإنه لابد في المقابل أن نبحث عن حجم المفاهيم المغلوطة والصور المشوهة عن الغرب وثقافته لدى المسلمين أيضا، وعن عبء الموروث التاريخي لعلاقة الغرب بالإسلام الذي لا زال يرهق كاهل الحوار الإسلامي الغربي ويساهم بنصيب وافر في بلورة صورة الغرب لدى المسلمين ويعيق في الأخير محاولة التعرف على الآخر والتحاور معه دون أحكام مسبقة.

إن ركون المسلمين طوال عقود خلت إلى السلبية تجاه كل هذه المشاكل ودأبهم الإسراع بالإشارة بأصابع الاتهام دوما إلى الغير في كل ما يصيبهم من نوازل واكتفائهم بـ “لعن الظلام” فقط، جعل النقد الذاتي غير وارد في محاولات البحث عن حلول ناجعة لهذه المشاكل بل ساهم في استفحالها وأدى تارة بصفة مباشرة وتارة أخرى بصفة غير مباشرة، إلى تكريس الصورة النمطية للإسلام والمسلمين.

أما العمل الإسلامي في ألمانيا عموما فلا زال يرتكز على التطوع ويعتمد بشكل كبير على المجهود الفردي الذي تطغى عليه العفوية والسذاجة في غالب الأحيان، ويفتقر إلى الاحترافية والمأسسة والتنظيم وإلى بعد النظر وإتقان لعبة المصالح وفقه الأولويات كما يفتقد إلى الكثير من الحكمة والحنكة وطول النفس وهو في أزمته الحالية، إن لم يتم إصلاحه وتُعد هيكلته، سوف لن ينتج إلا مزيدا من ‫ التأزيم والإفشال في التجاوب المطلوب لتجاوز هذه الفترة الحرجة. ‬

وتأثير الانتماءات المختلفة للمسلمين على العمل الإسلامي في ألمانيا وتعدد الولاءات لجهات خارجية مختلفة والفشل الذريع في التوفيق بين ضرورة الوحدة الواجبة والرغبة في الحفاظ على الهوية بمفهومها الضيق الذي لا يستوعب عند البعض حتى أبناء “الوطن” الواحد، أدى إلى إهدار كثير من الوقت والأموال والطاقات في صراعات لا طائل من ورائها شتت الشمل وشقت الصف وأثرت سلبا على مصالح المسلمين، كما أدى أيضا إلى صعوبة إنشاء مرجعية دينية واحدة مستقلة على مستوى الاتحاد الألماني تقوم بتمثيل الشأن الديني مؤسساتيا لدى الحكومة الألمانية وبترشيد التدين وضبطه خاصة لدى الشباب المسلم الذي بات في ضل غياب هذه المرجعية عرضة للغلو والتطرف الديني وضحية سهلة للجماعات الإرهابية التي تستغل عطشه الروحي وجهله بالإسلام لتحقيق مآرب خاضعة لمتغيرات سياسية معقدة لا ناقة هنا للمسلمين فيها ولا جمل.

إن المسؤولية العظيمة الملقاة على عاتق الجمعيات والمساجد التي تمثل أساس المنظمات الإسلامية الكبيرة وعمودها الفقري، باعتبارها حلقة الوصل المباشرة بينها وبين المسلمين، لا يمكن أن يضطلع بها اليوم مسؤولون يديرونها بمنظور عابر السبيل، لازال كثير منهم لا يتقن اللغة الألمانية ولا يملك من الكفاءات والمهارات ما يؤهله للتعامل السليم مع ما يعاني منه المسلمون في هذا البلد من مشاكل كثيرة وما يتعرضون له من حملات عنصرية متطرفة.

ينبغي على المسلمين في المانيا أن يعوا أنهم مسؤولون عن التغيير كغيرهم تماما، وأن يتحملوا مسؤولية الواقع الذي يعيشونه والذي ساهموا بأنفسهم في صياغته بشكل أو بآخر وأن يكونوا جزءا من هذا الوطن ألمانا مسلمين لهم حقوق وعليهم واجبات وأن يخرجوا من دور “العامل الضيف” الذي لا زالوا يتقمصونه منذ ستينات القرن الماضي إلى الآن.

*رئيس رابطة الجمعيات الإسلامية الألمانية بالراين ماين / ألمانيا

الهوامش:

1. إختصار لـ: PEGIDA (Patriotische Europäer gegen die Islamisierung des Abendlandes) وتعني: طنيون أوروبيون ضد أسلمة الغرب.

2. راجع الدراسة التي قامت بها جامعة دريسدن في هذا الشأن: من يذهب إلى مظاهرات بيغيدا ولماذا؟ في هذا الرابط:

http://tu-dresden.de/aktuelles/news/Downloads/praespeg

تم الدخول على الرابط بتاريخ 28 من يناير/ كانون الثاني 2015

3. Heiner Bielefeldt: Das Islambild in Deutschland. Zum öffentlichen Umgang mit der Angst vor dem Islam. 2. aktualisierte Auflage. Berlin: Deutsches Institut für Menschenrechte, 2008

4. Cora Stephan, Populisten, Pöbel und Politiker, in: http://www.ndr.de/info/sendungen/kommentare/Populisten-Poebel-und-Politiker,pegida144.html

تم الدخول على الرابط بتاريخ 28 من يناير/ كانون الثاني 2015

5. Bürgerbewegung PRO KÖLN

6. Bürgerbewegung pro Nordrhein-Westfalen

7. Christel Gärtner, Karl Gabriel und Hans-Richard Reuter: Religion bei Meinungsmachern. Eine Untersuchung bei Elitejournalisten in Deutschland, Wiesbaden: VS Verlag, 2012.

8. Udo Ulfkotte: Gekaufte Journalisten. Wie Politiker, Geheimdienste und Hochfinanz Deutschlands Massenmedien lenken. Rottenburg: Kopp Verlag, 2014.

9. Nicolaus Fest, Islam als Integrationshindernis, in: http://www.bild.de/news/standards/religionen/islam-als-integrationshindernis-36990528.bild.html

تم الدخول على الرابط بتاريخ 28 من يناير/ كانون الثاني 2015

10. Thilo Sarrazin: Deutschland schafft sich ab. Wie wir unser Land aufs Spiel setzen. 2. Auflage. München: Deutsche Verlags-Anstalt, 2010.

‫تعليقات الزوار

17
  • عبداللطيف
    الجمعة 30 يناير 2015 - 09:08

    قليلا ما يقرا المرأ مقالا متوازنا كاللذي بايدينا الان. لقد خلل الكاتب الظرفية من كل نواحيها الاجتماعية و السياسية و الدينية. لقد خط لنا الكاتب خارطة طريق، ارا انها الامثل لاتباعها ختى نخرج من الازمة كمواطنين انداد للجميع. تحياتي للكاتب و لنوحد جهودنا.
    ملاحظة: سيدي الكاتب، لماذا لا تتوحدون مع رابطة الجمعيات المغربية، فانا و الله عرفتهم و لم اجد فيهم سوى التضحية و الاخلاص و التفاني في العمل و لا ازكي على الله احدا( السادة الحمامي و البوزياني و الصبابي و غيرهم كثير من جنود الخفاء ممن ضحوا بالغالي و النفيس خدمة للمغاربة و المسلمين عموما)

  • حفيد الراوندي
    الجمعة 30 يناير 2015 - 09:11

    إن المسلمون قد أساءوا للإسلام قبل غيرهم وان الغرب (الكافر) احتضنهم وآمنهم من خوف وبعد ذلك يقومون برد الجميل له .لا تتوقع من أي مسلم ملتزم كان أو معتدل أن يندمج بشكل أو بآخر في المجتمع الغربي والسبب نصوص الدين التي تقودة للانغلاق والإستعلاء بحجة الحفاظ على الدين والثوابت ..فأي اندماج يتوخاه المسلمون وهم يقرأون آيات التكفير والكراهية تجاه هذه الشعوب خمس مرات في اليوم:(غير المغضوب عليهم ولاالضالين.) هل يوجد أسوأ من أن يقوم خطباء مغمورين بشتم وسب اليهود والمسيحيين والملاحدة عقب صلاة كل يوم جمعة. نحن نتهجم على جل الأديان و الشعوب في العالم رغم أن هؤلاء لم يفعلوا لنا شيء ، فكيف لنا إذن أن نحاسب الآخرين على العنصرية اتجاه المسلمين ، ونحن نتغافل على العنصرية و الكراهية التي هي من صميم عقيدتنا كمسلمين ، فهنا فارق كبير بين عنصرية قد يحملها شخص أو أثنين أو حتى مليون ، وبين عنصرية تدرس في المدارس (عقيدة الولاء والبراء) وتغرس في أذهان الناشئة . المسلمون ينتظرهم حساب عسير إن لم يقوموا بتنقية نصوص دينهم من الشوائب التي زرعها ابو هريرة وأمثاله .

  • عبدالرحيم
    الجمعة 30 يناير 2015 - 09:15

    أستاذي العزيز
    الجماعات الارهابية تستغل عقولهم الغير الناضجة,اما العطش الروحي فترويته يكون بماء الحياة,بذكر الله"مثل الذي يذكر ربه والذي لايذكر ربه كمثل الحي والميت"أو كما قال عليه الصلاة والسلام المبعوث رحمة للعالمين.
    جزيتم خيرا وبارك الله فيكم

  • Ilmani
    الجمعة 30 يناير 2015 - 10:35

    on pouras jamais changer les idees des autres sans changer avant notre comportement.
    On peut pas arriver dans une societe libre et democrate et on tente d´imposer nos idees et notre maniere d´etre.
    Les musulmans qui ont accepter les autres, et se sont integres dans l´occident n´ont pas de problemes et il ont des psotes et bon niveau de vie mais les musulmans qui se sont enfermes dans des societes paraleles et refusent de s´integres sous l´excuse que les autres sont les kuffars, jamais il auront le respect et l´acceptation de l´occident.
    Il faut mieux commencer a nous auto-critiquer avant de critiquer les autres.
    Il faut mieux chercher les cause de l´islamophobie chez nous et pas chez les autres.
    Les musulamns cherchent de l´occident la libertes, l´aide sociales mais ils refusent le laicisme, l´integration le respet envers les autre.
    Comme ça meme les les habitants de l´amazon vont nous rejetter.

  • يحيى
    الجمعة 30 يناير 2015 - 11:33

    من المسؤول عن الحملات المعادية للإسلام في المانيا؟ المسؤول الذي يدربهم وهي امريكا وتمولهم قطر والسعودية وتحتضنهم تركيا واسرائيل لتشويه صورة
    الاسلام والمسلمين قال الله تعالى : (وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا) . •

  • حمورابى
    الجمعة 30 يناير 2015 - 12:30

    العالم يتكلم عن الاسلام ,وانا اتساءل عن اى اسلام يتكلمون ؟؟؟المسلمون يتقاتلون بعضهم بعضا , وكل جماعة تكفر الاخرى :الاشاعرة كفروا المعتزلة ,السنة كفروا الشيعة والشيعة كفروا السنة …فى كل عهد سواء فى عهد ما يسمى الخلفاء الراشدين او الامويين او العباسيين او العثمانيين دائما زرع الشقاق والنفاق بين الناس ..كل حاكم يبرر شرعيته بما يشاء …هدا هو تاريخ بنوا العباس …كل الدول العربية لها حدود مع بعضها ولكن شعوبها تتشابه فى نمط العيش :الفقر ,الجهل ,الامراض ,الامية ,انعدام الكرامة والعدالة الاجتماعية لازال الانسان العربى يعيش فى الكهوف فى بعض الدول العربية لازال الانسان يجلد فى السودان ومالى وموريطانيا والسعودية والباكستان وايران وافغانستان واخيرا فى العراق وسوريا على يد ما يسمى بالدولة الاسلامية فى العراق والشام …هل هى عقوبة من السماء ؟؟؟لقد اجابنى عن هدا السؤال الدكتور والباحث والاستاد فى احدى الجامعات الالمانية الرفيق حامد عبد الصمد فى كل كتبه المعروضة فى اليوتوب وحتى بعض لقاءاته ومحاضراته ….وكتاب نحن والتراث للدكتور محمد عابد الجابرى والباحث والمفكر السورى ادونيس …ارجو النشر

  • sifao
    الجمعة 30 يناير 2015 - 12:54

    حملت للغرب ما لا طاقة له به في تردي اوضاع المسلمين في بلدانه ، بدء بالاعلام مرورا بالسياسة وانتهاء بالمجتمع المدني ، ولم تشر الى مسؤولية المسلمين الا بشكل مقتضب ، التقاعس وعدم المواظبة على اظهار الصورة الحقيقية للاسلام والانخراط اعلاميا في المجتمع الغربي وما الى ذلك من الامور التافهة والزائدة ولم تتوقف جيدا عند معنى "انعدام الوطنية "، اذا لم يكن لديهم حس وطني اتجاه البلد الذي يعيشون فيه ويحمي كافة حقوققهم التي حرموا منها في بلدانهم الاصلية ، ماذا تنتظر ان يكون رد فعل المواطنين اتجاه عديمي المواطنة ، هذا "الحقد " الذي يطال الجالية المسلمة في الغرب لا تعاني منه الجليات الاخرى بنفس الحدة ، رغم انها تقع ضمن دائرة المهاجرين ، هذا عنصر اضافي قد يفيد في فهم الوجود غير المريح للمسلمين ، ليس في البلدان الغربية وحدها ، وانما اينما وُجدوا ، والآن يبادلون الحقد بعضهم بعضا حتى في بلدانهم الاصلية ، لسبب بسيط لان الانسان المسلم لا يستطيع العيش في ظل السلم والاحترام المتبادل ، فهم لا يستشعرون ثقل وجودهم الا في بوجود اعداء حقاقيين او وهميين ، اذن ، البحث عن اسباب العداء للمسلمين يكمن فيهم وليس في غيرهم

  • محمد باسكال حيلوط
    الجمعة 30 يناير 2015 - 14:31

    أخانا الكريم عبد الكريم

    توازن تقديمكم للموضوع يشرفكم. لقد قرأت كتاب Thilo Sarazin (أي العربي) اليساري SPD. بين أن قلة إندماج الوافدين على ألمانيا من تركيا والشرق الأوسط وشمال إفريقيا مشكل تدلنا عليه أرقام وحسابات وليس مجرد عبارات عن مشاعر حب أو عن نفور.

    وعندكم مؤسسات مستقلة مثل Bertellsmanstiftung أو KfZ تبين أن معاملات التلاميذ المنحدرين من أصول إسلامية أكثر عنفا بكثير من تلاميذ هم من أصل فييتنامي أو روسي، وأن العمل بجد وبمثابرة هؤلاء الأخيرين جعلهم يندمجون بل يتفوقون على المواطنين الألمان بمجرد مرور الجيل الأول.

    فتربيتنا الإسلامية (أو بالأحرى قلة أخلاقيتها) لربما هي ما تشكل عوائق وقيود تجعلنا لا نحب الآخرين وتمنعنا من أن نصبح لهم أو يصبحوا لنا أولياء أو أقارب.
    لذا أسأل رابطتكم الإسلامية : متى تخلصتم رسميا من تحريم الزواج على المسلمة بالألمانيين أو غير المسلمين؟ هل من الإحترام في شيء أن نربي أبناءنا على احترام مقولات مثل : "يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء، بعضهم أولياء بعض، ومن يتولهم منكم فإنه منهم، إن الله لا يهدي القوم الظالمين" ؟ متى سنغير ما بأنفسنا ؟

  • Kant Khwanji
    الجمعة 30 يناير 2015 - 14:45

    أليس المسلمون من يتبجح أن ألمانيا على وشك أن تصبح مسلمة؟
    والآن، تستنكرون العداء للاسلام والمسلمين في ألمانيا!
    أليس المسلمون هم أنفسهم من ينشر أن الغرب يدخلون أفواجا في دين الله…وها أنتم تشكون اسلاموفبية الغرب!
    أليس الإسلام هو من يعادي كل الاديان "ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين"!؟
    ما لا تريدون الإقرار به أو فهمه هو أن الناس اليوم، بفضل الانترنت، تطلع على أصول الإسلام في الكتب المقدسة (أهوال البخاري و القرآن المدني الدموي الإستعماري التوسعي) التي تدعو إلى قتل غير المسلمين دون اسثناء
    فاحمدوا ربكم أنهم لم يتغذوا بكم قبل أن تتعشووا بهم، لما تعدون لهم ما أستطعتم من من قوة و رباط الخيل…وكفى تقية وحربائية
    ليس هناك حربا ضد الإسلام، وليس هناك حقدا على الإسلام، بل هو دفاع طبيعي و مشروع للبشر عن أنفسهم..

  • arsa
    الجمعة 30 يناير 2015 - 16:21

    الذي على المسلمين الغربيين والمقيمينﻻفي العرب هو ان ينزعوا على انفسهم ردائة الجبن والتحفظ عن اصولهم لابد ان يخرجوا ويعملوا ويعبروا عن شعورهم ويدافعوا عن حقوقهم كمكون للنسيج الاجتماعي الغربي المسلمين الغربييين يخافون ويتحاشون الاعلان هن هيتهم مما يجعلهم في نظر الاخرين اناس انطوائيين وغير مفهومين المسلم الغربي مواطن ولابد له ان يفتخر باصوله ودينه ووطنيته ويخرج بهذا علانا ويعمل المساهمة في تنويع الثقافي لبلده حتى يحقق الاندماج التام .ومن جانب الرأي ارى ان حملة بغيتا العنصرية واليمين المتطرف ستحرق اوروبا قبل ان تصل الى الاسلام او المسلمين ذلك للان العالم اصبح يتجه عكس الانطواء على القومية او العاشائرية او الطائفية وهذه الحركات العنصرية في حقيقتها تدعوا الى العزلة والانكماش ونبد الاخر وهذا فكر فاشي نازي .

  • خائنجي
    الجمعة 30 يناير 2015 - 17:46

    رقم 9 kant
    أرى ان اسطوانتك المشروخة التي ترددها منذ ان بدأت بهذه الكليشيهات التي تتكرر ولا تتقرر بل تزيد مللا ونفورا.
    اراك لا تستقرأ الواقع كما هو بل أصبحت صباغا متخصصا في اللون الأسود دون ادراكك للحقيقة التي آلت الى البحث عن الإسلام .لست ادري ان كنت تعلم ان الانسان في الغرب يحب الاستطلاع خصوصا اذا كانت القضية معولمة ومركزة من قبل الاعلام واعني بذلك ما يسمى محاربة الإرهاب هذا هو الذي أدى إلى فتح الشهية لديه لادراك مفهوم الإرهاب المدعي وهذا الذي جعلهم يقرؤون النسخ المترجمة للقرآن الكريم حينها فهموا حقيقة الإرهاب فدخلوا في دين الله افواجا.
    بعد شارلي نقرأ على هسبريس ان في فرنسا اقبال كبير على المصاحف مما يعني ان التائبين الجدد قادمون بحول الله لذلك فالاسلام سينتصر وينتشر رغم انف المتربصين الذين يريدون الوقوف في وجه تسونامي المتنامي.
    الذي لا تدركه هو ان الإسلام عبارة عن كعكة لا تذوق طعمها إلا إذا اكلتها وهي متماسكة اما ان تذوق من احدى مكوناتها فقط فلن تجد أي لذة وهذا ما ينطبق عليك بالتحديد لأنك تأتي بآية وتترك آيات أخرى ألم يقل الله:قل يا اهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم …

  • ahmed arawendi
    الجمعة 30 يناير 2015 - 18:03

    نحتاج قدرا كبيرا من العمى ليكون الجواب مخالفا ل:
    المسلمون و الاسلام!

  • Ziyani
    الجمعة 30 يناير 2015 - 20:07

    أرى أن الكاتب قلل من مسؤلية المسلمين وخصوصاً مسؤلية محترفي علوم ألدين. احترافهم محدود في اجتهادات قرون مضت. فكر إنسان تلك القرون لزمانه و ضروفه، و بعضنا اليوم يتتلمذ على اجتهادات و نضريات متجاوزة. المعرفة الإنسانية قطعت مسافات نحو التقدم و نحو تتبيت قيم حرية و كرامة الإنسان. هذه القيم تتلاقى مع قيم الرسالة المحمدية لكي يؤمن من شاء و يكفر من شاء.

    المسلمون ضحايا أناس يمنعونهم من استخدام عقولهم أو من الإستماع لمن يستخدم عقله من المسلمين الصادقين.

    ليس كما قال الإخوة الغير المسلمين في مداخلاتهم، الإسلام هو ألدين الذي فيه مقومات الاستمرارية و التأقلم مع التطور. وألدين هو ما بين دفتي المصحف بفهم صادق وقراءة لا تخرجه الأيات من نسقها و ضرفها، ليس كما يفعل حليوط و اصدقائه. يجمع آيات الجهاد التي نزلت في ضروف الحرب و تحت وقع هزيمة المسلمين في معركة سابقة (سورة التوبة مع الروم و حلفائهم).و يتعامى على العشرات من الأيات الواضحة في الدعوة إلى حرية الاعتقاد، و بدون أي آية واحدة في قتل الكافر أو المرتد بدون سبب عدوان مسلح على الدولة. و على أي حال الجهاد واجب على أي معتدي حتى ولو كان يدعي الإسلام.

  • rachid
    السبت 31 يناير 2015 - 09:04

    لا يكتفي الإسلام بتعليم أتباعه هذا التسامح الشامل بوصفه شرطاً من شروط السلام الضروري للمجتمع الإنساني، بل يطلب منهم أيضاً الالتزام بالسلوك العادل الذي لا يقبل بالآخر فحسب، بل يحترم ثقافته وعقيدته وخصوصياته الحضارية. وخَير وصف يمكن أن نطلقه على هذا التسامح أنه تسامح إيجابي وليس تسامحاً حيادياً. وفي هذا يقول القرآن الكريم: ﴿لاَ يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ (الممتحنة: 8).

  • om om
    السبت 31 يناير 2015 - 12:35

    المشكل ليس الإسلام فوبيا إنما هو ملخص في قوله تعالى :*ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير *

  • الحسن لشهاب
    السبت 31 يناير 2015 - 20:39

    في الواقع الاسلام يتعرض للحملات من عقر داره اولا و بكل المقاييس ،قبل ان يتعرض لها من المجتمعات الصهيونية التي لا يمكن لها ان تنسى او تتناسى هزائمها النكراء ابان الغزو الاسلامي،ثم ابان الابادة اليهودية،كان بامكان المسلمين كسب ثقة النازلة الالمانية قبل و بعد الحرب العالمية التانية ابان عدائها بالصهيونية الاوروبية و على راسها ابريطانيا و فرنسا ،حيث كانت النازية تعادي اليهودية نسبيا ،ولكن المسلمين بحكم تشبتهم بالكراسي والمناصب و السياحة الجنسية و الفحولة وكل انواع الفساد ،فانهم ليس لهم الوقت ولا الرغبة في كسب ثقة المانيا الوحيدة الخارجة عن حزب الصهيونية في تلك المرحلة،اما الان وبعد ان فعلت الصهيونية فعلتها في المجتمع الالماني بالجواسيس وبرؤوس الاموال فان المانيا تحتل المرتبة رقم 5 من للهرم المكون للصهيونية بعد ابريطانيا وفرنسا و اسرائيل ثم امريكا،وان اكثر من 70 في المأة من المجتمع الالماني على استعداد كامل لتأييد كل المخططات الصهيونية ،ماديا و معنويا،خصوصا وانها تقوم بزيارات للمجتمعات الاسلامية التي لا ترحم ابنائها حتى في المستشفيات العمومية.

  • om om
    الأحد 1 فبراير 2015 - 18:41

    اقصد المشكل عند الغرب ليس الإسلام فوبيا إنما هو ملخص في قوله تعالى :*ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير * أي لن يرضى هنا الغرب حتى نترك ديننا ونتبعهم وهيهات هيهاتت ان تجد دينا اسمى من الاسلام

صوت وصورة
شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG
الجمعة 29 مارس 2024 - 11:43

شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55

تقنين التنقل بالتطبيقات