القتل بالتكبير... !

القتل بالتكبير... !
الأربعاء 4 مارس 2015 - 19:31

هل من شريعة، تجيز قتل المسلم لأخيه المسلم بالتكبير؟

التكبير أن تقول الله أكبر، في أماكن مخصوصة، وأوقات مخصوصة، الله أكبر عند إعلان الصلاة، والله أكبر في افتتاح الصلاة، فقد أخرج مسلم في صحيحه، والنسائي، والطبراني من طريق عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن عبد الله بن عمر قال: بينا نحن نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال رجل من القوم: الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من القائل كلمة كذا وكذا؟ فقال الرجل: أنا، فقال: لقد رأيت أبواب السماء فتحت لها) . قال تعالى: (وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) البقرة /185. فالله أكبر تنطق بها، وأنت في فرح بعيد الفطر أو الأضحى، تذكر نعمة الهداية، التي هداك الله إليها، وهي الإيمان وصيام رمضان، وهي غايات من غايات فرائض الإسلام التربوية، في أن يشعر المؤمن بنعمة التقوى، وهي في حالة الصيام، أكثر استدعاء لتفيء القلوب إلى كمالها، والله أكبر وأنت في الحج في إقبال على الله، تناجيه في ذل وانكسار. فانظروا كيف حرف المفهوم من مجال تحرسه التقوى ورقابة الله، إلى مجال القتل برقابة الشيطان.. ! وإذا كانت أبواب الرحمن تفتح لأهل الإيمان،فإن أهل الحقد والتدمير تفتح لهم أبواب النيران؟

والتوجيهات الإيمانية والتربوية في ديننا كثيرة، تكسب المتشبث بها قيمه السامية، فيسير في الناس داعيا ومرشدا. أما في حالة اقتتال المسلمين فيما بينهم، يأتي التوجيه في سورة الحجرات تربويا كذلك، وهي سورة الدروس والأدب مع الله ورسوله.

وإن الآراء والاقتراحات كلها لله ورسوله، فتربى المؤمنين بهذه التربية المحمدية، التي فيها كمال التقوى والإيمان، لتنعكس في خطابهم، وتصرفاتهم، ومجالسهم، وعلاقاتهم بغيرهم، قال الله تعالى: (وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ ۚ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا ۖ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) الحجرات/9. وتأتي الدعوة إلى الأخوة الإيمانية، والتذكير بها أول خطوات الصلح والمصالحة، وهي من القواعد التشريعية لإصلاح المجتمع، وكثير من الإشكالات تأتي من خبر فاسق يمشي به في الناس، فيشعل حربا ضروسا، وفتنة كبرى. وفي حالة عدم الاستجابة إلى الصلح، وبغت طائفة على الأخرى، تجتمع الأمة كلها على قتالها حتى ترجع إلى رشدها، وتفيء إلى أمر الله، ويجب أن يكون هذا الصلح بميزان القسط والعدل.

ولا يختلف اثنان في أن الوحدة الإسلامية هي الأصل، لكن دونها عقبات، وأن القتال، والخلاف، والنزاع، هو الاستثناء الذي ينبغي أن يرد إلى الأصل عند وقوعه، ولا يترك للفساق يغذونه بأخبارهم الفاسقة، ولمقتضيات هذا الأصل آداب إسلامية، في ألا يجهز على جريح، ولا يقتل أسير، ولا تنتهك أعراض النساء ، ولا يسبين مع أطفالهن، وهي آداب – للأسف- بقيت على الصفحات، وتقرأ في الخطب والعظات. فإذا كنا نؤمن بالنص القرآني وخلوده وصلاحيته،وأهميته في التربية والبناء، فيجب إعماله في الأمة لحل نزاعاتها واقتتالها وعدم تعطيله، فيما يدعو إليه من نظام التحكيم في الخلافات، لما له من قوة البراءة من العيب، وصفة الإيمان والعدل.( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) الحجرات/10.

‫تعليقات الزوار

9
  • الطاهر
    الأربعاء 4 مارس 2015 - 19:47

    تريد إبعاد شبح الإرهاب والقتل والجلد عن النصوص الإسلامية ،هي موجودة بكثرة في القرآن ،في الحديث ، وما عليك سوى سماع بعض الأئمة في نهاية خطبة الجمعة : اللهم شتت شمل الكفار، اللهم يتم أطفالهم،اللهم رمل نساءهم ،اللهم إجعل أموالهم ونساءهم غنيمة للمسلمين " ويرد وراءه كل المسلمون: آمين .

  • Muslim
    الأربعاء 4 مارس 2015 - 20:16

    في كل يوم نرى ونشاهد وقائعا واحداثا لجرائم الدواعش تتقزز منها اشرس الوحوش ومنها قطع الرؤوس وضربها بالاقدام وتصويرها ونشرها على الفضائيات , فنستهجن تلك الافعال الخسيسة وينبري الخطباء و فقهاؤنا والجمهور بالصياح والخطب الرنانة لتبرئة تراثنا من تلك الافعال ولكنهم نسوا أو تناسوا أن من فعل ذلك هم من يطلقون عليهم لقب السلف الصالح.. لنقرأ بعض النصوص عن قطع الرؤوس والطواف بها على الناس لارعابهم من كتبنا السنية صحيح بخاري و مسلم ، تاريخ الطبري ،البداية والنهاية لابن كثير ،سير اعلام النبلاء للذهبي و إبن الأثير, وهي رؤوس مسلمين من صحابة النبي (ص) بل من آله الذين أوصى بهم وجاء ذكرهم في نصوص القرآن الكريم : (قل لا اسألكم عليه إلا المودة في القربى) !.. لكن المسلمين الوهابين الدواعش المعاصرين لم يأتو بجديد
    –ما سمي زورا بحروب الردة (خلافة إبى بكر (ض))
    –قبيل معركة الجمل في البصرة , تاريخ المذبحة سنة 36 هجرية
    — الارهاب والقتل في ايام حكم معاوية على بلاد الشام
    –في وقعة كربلاء رؤوس آل النبي محمد (ص) تحمل على الاعواد بيد دواعش بني أمية ونساء آل النبي محمد (ص) سبايا المسلمين
    و الائحة طويلة إقرؤ و

  • متسائل
    الأربعاء 4 مارس 2015 - 21:28

    إذن ، كانوا يكذبون علينا في المسلسلات الدينية ، حيث كنا نشاهد ، غزوات المسلمين ، حيث المسلم و هو على حصانه يقطع رأس العدو و هو يصيح : الله أكبر ، الله أكبر ..
    شكرا لك سيدي الكاتب ، لقد نبهتنا إلى هذا.

  • مغربي
    الأربعاء 4 مارس 2015 - 22:05

    منقول من العنوان:" هل من شريعة، تجيز قتل المسلم لأخيه المسلم بالتكبير؟ "

    وما الفرق إدا قتل المسلم أخاه المسلم بلا تكبير؟
    هل التكبير هو الجريمة أم القتل؟

    ياسيدي: لقد قتل خالد بن الوليد جماعة من المسلمين وعلى رأسهم مالك بن النويرة وبسبب هده الجريمة النكراء سماه أبو بكر بسيف الله المسلول افتراءا وبهتانا على الله وأنتم تترضون عليهما، والله يقول:
    ( ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما ( 93 ).

    اعلم أنه لا يوجد فرق بين الداعشي ومن يترضى على الداعشي.

  • كما تحاسبوننا
    الأربعاء 4 مارس 2015 - 23:27

    العنوان خاطء اولا لانه المفروض ان تقول هل في شريعة الاسلام ما يجيز للمسلم وليس في اي شريعة فالشراءع الاخرى لا تشرع للمسلم
    الموضوع بعيد عن العنوان فهو لا يناقش الربط بين التكبير واعمال القتل بل يتحدث عن الاحوال والهيءات ااتي يشرع عندها التكبير
    ثم فقرة في الوسط مدسوسة في الموضوع بلا سياق ..تتصدرها جملة عجيبة ان الاراء والاقتراحات لله وهذا عجب ايما عجب..
    ثم انتقل بلا مقدمات لاداب ااقتال ثم وجوب الاصلاح بين الاخوة..فما علاقة كل هذا بالعنوان
    ملحوظة..اذا كان مفتش اخذ الوقت اللازم لكتابة مقال تحت برد مكيف يرتكب كل هذه الاخطاء لمنهجية القاتلة فكيف يسوغ له محاسبة استاذ يعد عشرات الدروس ويعمل في ظروف الحر والقر والاكتظاظ والشغب ثم ياتي مفتش ما ليتصيد هفواته ويتفنن في القاء الخطب
    ..حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا غيركم

  • bashar ibn keyboard
    الأربعاء 4 مارس 2015 - 23:28

    " هل من شريعة، تجيز قتل المسلم لأخيه المسلم بالتكبير؟"

    السؤال ياسيد هو هل من شريعة تجيز قتل أي كان ؟ إدا رجعنا إلى "العهد القديم" الدي هوالأساس المشترك لليهودية و المسيحية, ستطالعنا وصية : لاتقتل ! بالمطلق, لاتقتل ,لا إستثناءات ولا إجتهادات, من قبيل "إلا بالحق" .. لاتقتل تعني لاتقتل ! المسيحية خرافة ؟ نعم هي برأيي كدلك. هي محرفة ؟ ما أروع التحريف إدا كان يفضي إلى مزيد من الأدمية بدل مزيد من الدموية..
    كل روايات الطبري والترمدي لاتساوي حياة إنسان،
    ليس للموتى حق على الأحياء عدا واجب الذكرى نحو من دهبوا للعدم ,هده النهاية المأهولة بالوعود…

  • mohamed tinghir
    الخميس 5 مارس 2015 - 02:12

    أتفق معك الى حد كبير ، فما أحوجنا اليوم الى تصحيح الكثير من المفاهيم المغلوطة ، والتي يأخذها البعض عن وعي أو عن غير وعي مطية لاضفاء صبغة المشروعية على أعمال تنطق الفطرة ويتحدث المنطق بهمجيتها … متفق معك من هنا البداية .

  • اخي غير المسلم
    الخميس 5 مارس 2015 - 13:45

    " هل من شريعة، تجيز قتل المسلم لأخيه المسلم " كل ما يهمك في الامر هو فقط قتل اخوك المسلم اما قتل غير المسلم فهو اخر اهتمامتك غير المسلم ايضا هو اخوك في الانسانية و هو ايضا بشر يستحق الحياة.

    يكفي ان ان يقرأ المرئ السطر الاول من هذا المقال ليعرف انه من الصعب جدا انتزاع العقلية الارهابية و العنصرية من الاسلام بما فيه الاسلام المعتدل.

  • مسلمة مسالمة
    الخميس 5 مارس 2015 - 15:45

    malheuresement on a grandi avec l'idée qu'on est les meilleurs et que tous les autres sont des mécreants qui méritent notre mépris et haine en plus on a laissé l'nseignement de la religion à des gens borné non compétant qui ne connaissent rien ni à l'islam ni aux autres religion et ils ont creé un amalgame entre laes coutumes et la religion sans vouloir entrer dans les détails si on nous dit que notre religion insite à la viloence et à la haine ils n'ont pas totalement tort on vit sur des textes écrits il y' a des siècles de ça sans réflechir que plusieurs versets du coran ont été déscendu sur des faits du moment c'est à dire que le verset est venu pour un .évènement précis dans un moment précis. il revoir tout ça et former des gens compétent pour passer au gens les vraies principes et valeurs de l'islam. et que la violence et la tuerie et la barbarie n'ont jamais été justifié on est des humains et non sauvage même les sauvages ont des règles qu'ils respectent. .

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 6

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 5

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 3

صحتك النفسانية | الزواج

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40 1

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00 3

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال