Sí, Podemos

Sí, Podemos
الخميس 26 مارس 2015 - 10:18

بتاريخ 23 فبراير 2015 نشر الصحفي سليمان الريسوني مقالاً في جريدة “المساء” وفي موقع هسبريس في نفس الوقت بعنوان No podemos (لا نستطيع، أو لن نستطيع).سياق المقال مرتبط بتطورات الحركات الاحتجاجية وحركات “الساخطين” على الأوضاع في كل من المغرب وإسبانيا. المقال لامس بحدس نقدي مشكل انتقال هذه الحركات من عفوية الشارع المعبّرة عن “السخط”، إلى امتلاك مشروع معبّر عن استراتيجية تجاوز الأوضاع “المسخوط عنها” عبر الفعل السياسي الواعد بتحسين هذه الأوضاع.

ما أثار انتباهي في هذا المقال، بالرغم من حسه النقدي، هو الطابع التشاؤمي فيه: No podemos (لا أو لن نستطيع)! الظاهر أن كاتب المقال متتبع لما يقع في إسبانيا، وكأي مغربي قريب من الجغرافيا (الطبيعية أو السياسية) لإسبانيا، لا شك أنه يتأثر بما يقع في البلد الجار، وربما يتخذ من التحولات التي عرفتها وتعرفها إسبانيا مرجعية ونموذجاً يُحتذى (في الانتقال الديمقراطي كما في تدبير الديمقراطية). إسبانيا ليست بالضرورة نموذجاً!في كل قراءة لتحولات مجتمع ما يمكن أن نقوم بتمرينين: إما قراءة تشاؤمية أو قراءة تفاؤلية. قد تستند القراءتان معاً على حجج ومبررات؛ وقد تكون القراءتان معاً، منطقياً، صحيحة. لكن، من موقع مسؤوليتي كمثقف، أجد نفسي مدفوعاً للانحياز للقراءة التفاؤلية، ونحو جعل القراءة التشاؤمية مبرراً أساسياً لصناعة التفاؤل.

لماذا، أولاً، لا تعتبر إسبانيا نموذجاً يُحتذى؟ إنها بكل بساطة تنتمي اليوم إلى نموذج الدولة المواطنة، أو دولة المواطن. ونحن ما زلنا بعيدين عن هذا النموذج. دولة المواطن هي دولة يتماهى معها المواطن، وحتى يتماهى معها، اختارت نمطين لتدبير الاختلاف: الديمقراطية واللائكية.الديمقراطية واللائكية، في الشرط التاريخي الذي نجتازه، صعبة التحقيق (لكنها ممكنة على أية حال).الديمقراطية لعبة شديدة التعقيد (والتقعيد)، تتطلب معرفة ومهارة، تتطلب مواطناً كفؤاً ومستقلاً بذاته، مواطناً تم إنجازه كذلك (أي كمواطن) في نظام تربوي يجعله قادراً على استعمال قُدراته (اللغوية والمنطقية والمعرفية) لاختيار حريته، لاختيار ممارسته لحريته ولمسؤوليته.اللائكية شرط أساسي لتدبير الاختلاف، لفض النزاعات والتوترات، لتدبير المال والأعمال، وما يتطلبه المال والأعمال، بمعزل عن القناعات الدينية والمذهبية. اللائكية أيضاً شرط لممارسة حرية العقل، العقل الذي هو شرط التحرر والتقدم.

في إسبانيا، نضجت الشروط التاريخية لتصبح الديمقراطية واللائكية هما المحددان لهوية المواطن، لفعله، لحريته، لمسؤوليته. إسبانيا عرفت، منذ تحرك “الملوك الكاثوليك”، تحالف الكنسية مع السياسة، أو تماهي السياسة مع الكنيسة، حيث إلى غاية العقد الأول من القرن العشرين، كانت الكنسية هي الدولة والمجتمع معاً، كل شيء كان يفسَّر ويدبَّر بإرادة الأسقف أو الراهب. في الأندلس كما في بلاد الباسك وأقاليم أخرى من إسبانيا، كانت أهم مؤسسة، وأهم عمارة، في المدينة كما في البادية، هي الكنسية. بين كل بيت وبيت، كنا نجد كنسية. إسبانيا اليوم مختلفة تماماً، مختلفة جذرياً. لقد توارت الكنسية إلى مكانها الطبيعي، كمكان للعبادة، تزاحمها في ذلك كنائس الأرثوذوكس والبروتستانت ومساجد المسلمين وبيعات اليهود ومعابد بوذا وغيرها من المعابد. لم تعد الكنسية مركزاً للسياسة والمجتمع.

إسبانيا اليوم، الديمقراطية واللائكية، هي قوة إقليمية، قوة اقتصادية، قوة ثقافية، قوة ديمقراطية. دخلها القومي وحدها يوازي الدخل القومي للدول العربية مجتمعة، بما فيها دول الخليج. نسبة الأمية فيها تكاد تكون منعدمة. وهي فوق كل ذلك قوة ثقافية وعلمية، إذ يكفي مثال واحد: ففي مجال الترجمة، ما تترجمه إسبانيا من كتب في سنة واحدة يعادل ما ترجمه العرب منذ إنشاء بيت الحكمة ببغداد إلى اليوم، أي منذ أزيد من 1200 سنة! أما ما يتعلق بتمويل البحث العلمي، فنجد أن إسبانيا، رغم التقشف، خصصت له سنة 2014 5 مليار و639 مليون أورو من ميزانيتها العامة، مقابل 45,5 مليون أورو التي خصصتها الحكومة المغربية لنفس الغرض. قوة إسبانيا الثقافية والعلمية لا تكمن فقط في تراثها الإنساني الغني (بما فيه الأندلسي)، بل في عبقرية أدبائها وعلمائها ومفكريها الذين ساهموا في بناء إسبانيا الحديثة. وقد حازت إسبانيا على سبعة جوائز نوبل (5 في الآداب و2 في العلوم) مقابل نوبل واحد لكل العرب (ولا شيء للأمازيغً)!
إن حزب “بوديموس”، وقبله حركة “الساخطون” هم لا شك نتاج اجتماعي “طبيعي” للأزمة الحادة التي بدأت تعرفها إسبانيا منذ سنة 2008، لكن قبل ذلك هو نتاج لرد فعل مسؤول لأغلبية المواطنين الذين يختلفون في تقييم الأزمة وطرح البدائل لتجاوزها. لكن، بالرغم من الإجماع على حدة الأزمة، وعلى تراجع الخدمات الاجتماعية والقدرة الشرائية للمواطنين، ما تزال مدن إسبانيا نظيفة للغاية وحركة المرور سلسة ومنظمة، وأمن المواطنين مضموناً، كما أن المواطن لن يبيع صوته مقابل بعض النقود (خلافاً لما يجري، ولما نتوقعه هنا)!
السبب الثاني الذي يجعلني أقول بأن إسبانيا ليست نموذجاً يُحتذى يكمن في الهوة العميقة بين التحولات المجتمعية في إسبانيا والتحولات الجارية في بلدنا، فلا مقارنة مع وجود فارق. إن إسبانيا التي لا يتجاوز عدد سكانها 1,4 ضعفاً عدد سكان المغرب، فإن دخلها القومي يتجاوز دخلنا القومي عشرة أضعاف.

نحن كمغاربة، لسنا مدعوين بالضرورة إلى اقتفاء أثر “بوديموس”، أو الانبهار به (بالمناسبة، فأقلية قليلة من المغاربة هي التي تتابع تطورات الوضع السياسي في إسبانيا، خلافاً لاهتمامنا الشديد بما يقع في بلاد الغال). لكننا، عكس ذلك، نحن مدعوون إلى البحث في مكامن ضعفنا ومكامن قوتنا، حتى نتمكن من جعل معرفة الضعف مقدمة والقوة عماداً ومرجعاً.كثير من التحليلات وصفت حركاتنا الاحتجاجية (العفوية والظرفية) بالقصور والضعف. هذه خلاصة هامة. ولكن، هل تساءلنا لماذا هذا القصور والضعف؟ إن الحركات الاحتجاجية، الشبابية وغير الشبابية، هي حركات مطلبية بالأساس ترمي إما إلى المطالبة بمنصب شغل، أو توفير دواء، أو الحصول على سكن أو بقعة أرض. وعندما تكون هذه الحركات أكثر نضجاً، تطالب بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية وبحياة أفضل.

في بلد انخرط في “مسلسل” ديمقراطي سنة 1976 وفي “انتقال” ديمقراطي سنة 1998، من المفروض أنه اختار الديمقراطية كأسلوب للتدبير السياسي يتنافى مع ظهور أصوات تطالب بالحرية والديمقراطية، فالديمقراطية تكون أو لا تكون! ثمة شيء ما متعثر في “ديمقراطيتنا”. هذا الشيء المتعثر، في نظري، هو عدم تطابق النظام الديمقراطي مع النموذج المجتمعي الذي يريده المغاربة، أو بعض المغاربة، أو هو مفروض على المغاربة، أو بعض المغاربة. إليكم سمات هذا النموذج المجتمعي:

النظام التعليمي:

إنه نظام متردد في استراتيجيته، متعثر في أهدافه، ضعيف في أدائه، غير واضح وغير منسجم في مضمونه. إنه نظام لم يستقر بعد.
نظام مكلّف لكن غير ذي جدوى تناسب تكلفته. نظام يعتمد الأبارتهايد التعليمي، إذ يميز بين مدارس للفقراء، ضعيفة الكفاءة والفعالية، ومدارس للأغنياء، عالية الكفاءة والفعالية، نسبياً.نظام يُشحن ولا يلقّن، يدرّس ولا يكوّن، يخاطب ولا يبرهن، يوعظ ولا يمدّن (من المدنية). إنه نتيجة لذلك لا يُنجز مواطناً قادراً على التفكير، على صياغة الحلول (سواء كانت رياضية أو وجودية أو سياسية)، على بناء منظومة منسجمة للقيم، هذه المنظومة الضرورية للانخراط في مجتمع الحداثة.

إنه نظام يُنجز أفراداً إذا تمكنوا من القراءة فهم يقرؤون ولا يفهمون، وإذا فهموا فإنهم لا يتفاهمون، وإذا كتبوا فإنهم لا يتواصلون. نحن الآن أمام جيل لا يملك لغة، واللغة أداة للتعبير، والتعبير ضروري للتواصل، والتواصل ضروري للتعايش وبناء القيم.نظام يجعل من التربية الدينية، عبر إعمال منطق “النقل” على حساب منطق “العقل”، عموده الفقري: فدرس اللغة هو درس في الدين، ودرس التاريخ هو درس في الدين، ودرس العلوم هو درس في الدين، ودرس التربية على المواطنة وحقوق الإنسان هو درس في الدين. في المدرسة (العمومية) تهيمن النظرة اللاهوتية، وننسى أن الدين ما هو إلا بعد من أبعاد الوجود الكثيرة. ونتيجة لذلك فالمدرسة تُنجز أفراداً غير مستقرين روحياً، متشددين أحياناً، متمردين عن القيم أحياناُ. والأكثر ذكاءاً من هؤلاء يوظفون الدين إما لتدمير المجتمع، وإما للسيطرة على المجتمع.
نحن أمام جيل جردت المدرسة طاقته الطبيعية في الانعتاق من الطبيعة ومن الإنسان. جيل لا يحقق ذاته، من خلال ممارسته لحريته، في الخلق والإبداع، وفي العمل والإنتاج، بل في العنف (المادي والرمزي)، عنف إن لم يتمكن من توجيهه للآخر فإنه يوجهه لنفسه عبر تدمير الذات.

لا شك أن كثيراً من الأساتذة مثلي يحسون باكتئاب كبير حين يقيمون طلبتهم، ولا شك أنه ينتابهم قلق عظيم عندما يكتشفون أن “غالبية” الطلبة لا يعرفون بناء جملة مفيدة: جملة صحيحة نحوياً قبل أن تكون مفيدة لغوياً ومعرفياً. إنها الكارثة بعينها!

النظام الاقتصادي:

النظام الرأسمالي (كقيمة وكسلوك) أصبح راسخاً في المجتمع المغربي الذي غدا يتفرد باستمرار. لقد مضى زمن الحديث عن الاقتصاد المزدوج (عصري/تقليدي)، فقليلون من المغاربة هم الذين يضعون أسئلة على كنه هذا النظام ومدى توافقه مع العدالة الاجتماعية.الأسئلة المطروحة لا تتعلق بشرعية أو لاشرعية النظام الرأسمالي، بل بالأساس بطرق تكوين الثروة في أفق “البديل الديمقراطي”، بطرق اشتغال الدورة الرأسمالية، بمدى إعمال مبدإ التنافس الحر والنزيه، بمدى توزيع الثروات ودور الدولة كناظم وحكم.ثمة عائقان أساسيان لانطلاق الاقتصاد المغربي في أفق إضفاء الطابع الاجتماعي والإنساني عليه، وإن كان الوجه الحقيقي للرأسمالية هو الوجه المتوحش المبني على الاحتكار والجشع.

العائق الأول هو تطابق السلوكات الدينية مع روح الرأسمال، ليس ذلك التطابق كما فسره ماكس فيبر في دراسته عن “البروتستانتية وروح الرأسمالية” (الجهد كفضيلة والكسل كخطيئة)، وإنما القدرة التبريرية الغالبة لدى مستعملي الدين للجشع واحتكار الثروة، والتعامل مع الفقر كمسألة طبيعية موازية تجد حلها في رأفة وشفقة الأغنياء!

العائق الثاني هو الفساد في وجهه الاقتصادي والتدبيري، مع مفارقة أن مختزلي الفساد في الجانب الأخلاقي (بعض أبعاد الأخلاق فقط) لا يعيرون كثير الاهتمام للفساد الاقتصادي والتدبيري. هناك إجماع على أن الفساد يعتبر من بين عوائق التنمية. فإسبانيا، على سبيل المثال، تخسر بسبب الفساد حوالي 120 مليار أورو سنوياً (80 مليار بسبب التهرب الضريبي و40 مليار بسبب فساد المؤسسات والمقاولات). وإذا كانت إسبانيا تحتل مكانة أقل فساداً من المغرب (حيث تحتل الرتبة 37 مقابل 80 للمغرب من أصل 174 دولة)، وإذا كانت آلياتها في محاربة الفساد أكثر كفاءة وفعالية من الآليات المعمول بها في المغرب، فمن السهل تصور مدى خطورة الفساد والتهرب الضريبي في المغرب.

وللفساد الاقتصادي أشكال يمارسها النافذون في المغرب، أهمها:

الاستيلاء على أملاك الدولة أو الأراضي الجماعية بمقابل رمزي أو بمقابل أقل بكثير من ثمن السوق (البعض استولى على الأملاك الغابوية وأملاك الغير “بالعلالي”)؛

فرض عمولات على الصفقات العمومية والتحايل الضريبي بما في ذلك الشراكة مع المقاولات المتعددة الجنسية سواء عبر صيغة الامتياز (franchise) أو عبر صيغة التدبير المفوض للخدمات العمومية لصالح المقاولات الأجنبية؛

هيمنة اقتصاد الريع عبر منح امتيازات تعرقل التنافس والمبادرة الحرة والنزيهة وتكافؤ الفرص، وتمتد هذه الامتيازات من رخص وسائل النقل (الطاكسيات والحافلات) إلى استغلال المعادن ومقالع الرمل والأحجار، إلى الأجور المرتفعة (أحياناً مرتفعة جداً) لمدراء المقاولات العمومية والشبه عمومية، إلى العلاوات الإضافية المرتفعة (القانونية والشبه قانونية) الممنوحة لبعض “الخبراء” و”المستشارين” وأعضاء “اللجان الخاصة” وبعض المسؤولين السامين في الدولة، إلى الجمع بين عدة وظائف ومهام عمومية في يد نفس الأشخاص، إلى غير ذلك.

النظام السياسي:

أقصد بالنظام السياسي النظام الحزبي بالأساس، ذلك لكون الأحزاب توجد في صلب العملية السياسية لكل ديمقراطية.وبغض النظر عن الأدوار التاريخية التي مارستها التشكيلات الحزبية المغربية، وبغض النظر عن مواطن قوتها ومواطن ضعفها، فإن المنظومة الحزبية، في مجملها، لا تعبر حالياً عن انتظارات غالبية المغاربة وذلك لعدة أسباب أوجزها فيما يلي:

انسياق الأحزاب وراء منطق “المحاسبة السياسية” (المحاسبة بمعنى العمليات الحسابية) بحث إن هاجسها الأكبر هو الحصول على بعض المقاعد وبعض الأصوات بأية طريقة ممكنة، مستعينة في ذلك بمبدإ “الغاية تبرر الوسيلة”. طبعاً الغاية هي الحصول على مقاعد (المقعد يمكن أن يترجم بمنصب شغل أو قاعدة نفوذ أو حصانة)، والوسيلة هي ترسانة من اجتهادات انتخابوية تتقاطع فيها الشعبوية والزبونية مع سلطة المال وسلطة التقرب ممن هم أكثر نفوذاً.

ضعف الإبداعية السياسية، سواء على المستوى التنظيمي أو مستوى الخطاب والتواصل، لذلك فجل التنظيمات السياسية، إن لم تكن كلها، تجتر نفس الأساليب التي ورثتها منذ أزيد من نصف قرن وترتوي أحياناً من قاموس شعبوي وأحياناً أخرى من قاموس ديني و/أو إيديولوجي لا يعبر بالضرورة عن إمكانيات التغيير في أفق حداثي ديمقراطي.

هيمنة الزعامة (المزاجية والمعصومة من الخطإ) وضعف الديمقراطية الداخلية (فاقد الشيء لا يعطيه)، مع ما يتبع ذلك من تحويل العمل السياسي من تطوع مدني وإخلاص لممارسة المواطنة السياسية، إلى ارتزاق واسترزاق وحرفة مربحة يتوارثها الابن عن الأب كما يتوارث الثروة (بالمناسبة يمكن أن أسجل حالة، وما أكثر الحالات، لهذا السلوك، حيث إن أباً كان قيد حياته في نفس الوقت رئيس بلدية ورئيساً لغرفة مهنية ورئيساً لمجموعة بنكية وبرلمانياً، وبعد موته، ورثه ابنه فأصبح في نفس الوقت رئيس بلدية ورئيساً لغرفة مهنية ورئيساً لمجموعة بنكية وبرلمانياً).

ضعف الحس الوطني عند الكثير من أصحاب القرار والنفوذ، وهذا الضعف راجع بالأساس إلى ضعف قدرتهم على فرض استقلالية القرار من خلال انتمائهم إلى شبكات من مصالح عابرة للجهات وعابرة للدول أو من خلال تعدد ولاءاتهم كمحميين جدد (كنموذج على ذلك حاملو الجنسيات المزدوجة و/أو حاملو المصالح المزدوجة). إن الحس الوطني الحقيقي غير المطعون فيه هو حس الفقراء وجزء من الطبقات المتوسطة الذين لا جنسية لهم غير عرقهم الذي به يسقون هذا الوطن.

نتيجة لما سبق، وفي غياب رؤية استراتيجية مدروسة ومتأنية، فإن المنظومة الحزبية المغربية لا تعبر بالضرورة عن أداة صلبة لقيادة التغيير وتدبيره، ولعل ذلك ما يفسر هشاشة وظرفية التحالفات الاستراتيجية من جهة، وبلقنة المشهد السياسي من جهة أخرى. إن الانقسامات المستمرة والمتلاحقة داخل الأحزاب، بقدر ما لا تعبر عن أية قيمة مضافة، بقدر ما تعيق بلورة مشهد سياسي قادر على قيادة التنمية الديمقراطية.

الأفق الثقافي:

المرجعية الثقافية للمغاربة متعددة، والجميع يعتبر ذلك ثروة ينبغي استثمارها كقيمة مضافة بدل النظر إليها كعائق. غير أن هذه المرجعية، إن لم تستثمر في اتجاه رؤية استراتيجية ترمي إلى تحرير الإنسان من قصور الذات ومعيقات المحيط، فإن طابعها المفجر للطاقات سيخبو لا محالة، وسيتحول إلى عائق حقيقي للتنمية.ثقافتنا تحددها الأسرة والمجتمع والدولة، وهي التي تحدد، في نهاية المطاف سلوكنا، إما كمواطنين مستقلين ذاتياً، قادرين على القيام بالفعل الملائم لتجاوز قصور الذات ومعيقات المحيط، وإما كرعايا أو زبناء أو مريدين مسلوبي القدرة على تجاوز قصور الذات ومعيقات المحيط، وبالتالي يعتمدون على القدر المحتوم أو الخدمة الإرادية للأسياد.

أفقنا الثقافي محدود جداً في وضعنا الحالي. فنتيجة لفشل نظامنا التعليمي وطبيعة اقتصادنا المبني على الاحتكار والريع، وبلقنة المشهد السياسي وعدم قدرته على فهم انتظارات غالبية المغاربة، إضافة إلى تفشي الأمية وشبه الأمية والفقر والبطالة وزحف ثقافة الاستهلاك، فإن مخزوننا الثقافي لا يترجم قدرة المغاربة على بناء نموذجهم الخاص في ولوج مجتمع الحرية والعدالة الاجتماعية، الذي هو بالضرورة مجتمع الرفاهية.

ونتيجة لكل ذلك، أيضاً أصبحت ثقافتنا هجينة (لغوياً ومعرفياً)، حيث إن “العودة اللاشعورية للتدين” ما هي إلا مؤشر لذلك. وأقصد بالعودة اللاشعورية للتدين هيمنة اللاوعي الديني على كل الحقول المجتمعية الأخرى (التربوية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية)، مع اختزال الدين في الطقوس الظاهرة على حساب منظومة القيم.إن منظومة القيم هي المتأثرة بالدرجة الأولى من الوضع الهجين لثقافتنا: العقل، الحرية، المساواة، التسامح، التعايش، الصدق، الوضوح، العمل، المجهود، الاستقلال الذاتي… وفي تضعضع هذه القيم يكمن أهم تحد لتجاوز قصور الذات ومعيقات المحيط.

ونتيجة لتضعضع منظومة القيم، أصبحت السمات الرئيسية لثقافتنا هي الغش (في الامتحانات والمباريات، كما في التنافس الاقتصادي والسياسي)، والهروب من المسؤولية (الاستعمال المكثف وفي غير محله لعبارة “إن شاء الله” في حياتنا اليومية)، وسيادة ثقافة الريع (الكل يريد أن يستفيد بغض النظر عن الكفاءة والفعالية والمردودية)، والاتكالية (ثقافة التسول أصبحت تطغى على ثقافة الجهد والعمل)، وثقافة التبرير (التبرير الذي ينكر الحقيقة بدل الاعتراف بها).والآن، وبعد كل هذا، هل نستطيع؟نعم نستطيع، Sí, Podemos نستطيع، لأننا نحن المغاربة، شأننا في ذلك شأن سائر الشعوب، نستطيع أن نقوم بفعل انعكاسي لتأمل الذات، لمساءلة الواقع، لموازنة قوتنا وضعفنا، للتأثير في محيطنا، لتقرير مصيرنا.

نستطيع أن نحول الضعف إلى قوة، نستطيع أن نتجاوز نواقصنا في النظام التعليمي كما في النظام الاقتصادي والنظام السياسي. نستطيع، ليس بالضرورة اليوم أو غداً، ليس بالضرورة كلنا أو بعضنا؛ فالزمن ليس زمن الفرد (الزائل لا محالة)، والعدد ليس بالضرورة عملية حسابية.

نستطيع، لأننا نحن المغاربة لسنا بجبناء. من يعتقد أن تحملنا للأعباء (غلاء المعيشة، الأعباء الضريبية، المديونية الداخلية والخارجية، الاستحواذ على الخيرات، العجز التعليمي، العجز الصحي، العجز الأمني، العجز التشريعي والقضائي…)، من يعتقد بأن تحملنا للأعباء جبن فهو خاطئ. إن تحملنا للأعباء منبعه الولاء للوطن أولاً. إن رد فعل غير مدروس، فجائي، ظرفي (كما وقع في بعض البلدان مؤخراً) هو رد فعل سيوقظ الوحش الذي يسكننا، سيوقظ الوحش المتربص بنا (الوحش طبعاً يوجد في المصالح المتشابكة العابرة للجهات والدول، كما يوجد في البعض أو الكثير من المحميين الجدد ومن ذوي الامتيازات القدامى والجدد. نحن المغاربة تعلمنا منذ زمن بعيد أن إثارة الوحش لا تفيد، وأن الصبر المدروس حكمة.

نستطيع، لأن غالبيتنا لم تقل كلمتها بعد. اللعبة الانتخابية (وليس بالضرورة الديمقراطية) تهم أقلية فقط، و”ممثلو الأمة” هم ممثلو أقلية من الأمة تم استدراجها بالوسائل التقليدية.

نستطيع، لأن نظام توزيع المصالح، عبر اقتصاد الريع، لا يمكن أن يعمم، بمعنى أن يدمقرط. إن تعميمه هو نفي للنظام (نظام الأقلية التي تحكم الأغلبية). وبما أن تعميم المصالح (الذي يمكن ترجمته بالتوزيع العادل للثروات) غير ممكن الآن وفي المنظور القريب، فلا شك أن كثيراً من المغاربة سيكتشفون بطلان نظام الريع (الريع تستفيد منه أقلية فقط).

نستطيع، لأن طاقة الفقراء وجزء من الطبقات المتوسطة (من عمال وفلاحين وحرفيين وتجار صغار وموظفين وبعض أصحاب المهن الحرة) طاقة لا تنضب. إنهم بمثابة شبكة الأوعية الدموية لجسم الوطن. هذه الطاقة التي لا تنضب تحاول محاصرتها شبكات المصالح العابرة للجهات والدول، ولكن ككل طاقة، فمحاولة محاصرتها، مهما طال الزمن، آيلة إلى فشل، فالطاقة في حاجة إلى تحرير.

نستطيع، لأن الشباب لم يقولوا كلمتهم بعد. إنهم مشروع بناء مؤجل، طاقات معطلة (ذاتياً، بفعل التربية، وخارجياً، بفعل القهر). إنهم يساهمون في بناء مستقبل الوطن قدر الإمكان، وعندما يضيق بهم الوطن، يفجرون طاقاتهم خارجة (في الرياضة كما في الفن، في العمل الفكري كما في العمل السياسي…). الشباب يكتشفون أكثر فأكثر أنهم ضحية نظام تعليمي مفلس ويحاولون إعادة تربية ذاتهم. يكتشفون أكثر فأكثر أن الإدمان على الإنترنيت ما هو إلا بديل رخيص للإدمان على أنواع أخرى من المخدرات ويحاولون أن يكتشفوا الوجه المفيد لوسائل الاتصال الجديدة. يكتشفون أكثر فأكثر أن زمن جشع الشيوخ وأصحاب القفى الغليظة قد ولى، وأنه حان الأوان لأخذ المبادرة والتحكم في زمام الأمور. يكتشفون أكثر فأكثر أن الأبواب الموصدة (ربما لأنها صدئة) لا تمنعهم من فتح أبواب جديدة والتوجه نحو أفق بديلة.

نستطيع، لأن نساء المغرب بدأن ينتفضن من قيود فرضت عليهن منذ زمن ليس بيسير، فباسم قناعات شكلية فرضت السلطة الرجولية النظرة الدونية عليهن وقبلن، عن وعي أو غير وعي، الخدمة الإرادية للسيد ولزمن الحجاب المادي والرمزي معاً. المرأة أصبحت اليوم أكثر يقظة وفطنة، فتماماً كالفقراء الذين يتجنبون إثارة الوحش، فهي تتجنب إثارة الأوصياء عليهن (من التقليدانيين المتطرفين أو المتزمتين أو الليبراليين المنتفعين) وتمشي بخطى حثيثة نحو التحرر وفرض الذات.

نستطيع، لأن المثقفين المغاربة يدركون تماماً، شيئاً فشيئاً، أن دورهم الطبيعي هو العمل، ليس فقط على نقد الواقع من خلال الفكر والإبداع، وإنما أيضاً على صناعة الأمل وفتح الآفاق الجديدة لتجاوز قصور الذات وعوائق المحيط. المثقفون المغاربة لا يسعون كلهم أن يترأسوا لجاناً لمنح إعانات للسينمائيين أو المسرحيين أو الكتاب مقابل بعض العلاوات، كما أنهم لا يسعون كلهم إلى أن يصبحوا وزراء للثقافة ليطبعوا كتبهم على نفقة الحكومة. إنهم يدركون جيداً محدودية هذه الخدمات، لذلك فهم يتوجهون أكثر فأكثر نحو مواقف أكثر تأثيراً في الفكر وفي المجتمع.

نعم نستطيع، لأن حاملي مشروع اليسار المغربي، الحداثي والديمقراطي، غير المكتمل بفعل التسلط تارة وبفعل التضليل والإغراء تارة أخرى، يكتشفون تدريجياً أنهم كانوا مخدوعين، وبأن الانتهازية ما هي إلا مرض ظرفي يصيب جسم المجتمع في وهنه، وأن العمل السياسي تطوع وليس تبضع، وأنه حان الوقت للدخول في لعبة جديدة: فإما أن ينخرطوا كلية في “الخديعة” وإما أن يبادروا إلى قيادة زمن التغيير الدمقراطي بواقعية جديدة: النضال الديمقراطي السلمي، المبدع والخلاق، المعتمد على مناصرة الأغلبية واحترام الأقلية، المستعمل للغة العقل والقانون واللياقة الأخلاقية (عوض لغة الهزل والسخرية والمزاج). النضال الديمقراطي السلمي بهذه المواصفات هو الكفيل بالتوجه بالمغاربة نحو مجتمع الحرية والعدالة الاجتماعية ومجتمع الرفاهية.

‫تعليقات الزوار

17
  • mistral
    الخميس 26 مارس 2015 - 11:30

    لا تخافوا و لا تياسوا فسياتي اليوم الذي تسطع فيه شمس الحرية على هذه الغابة البئيسة, اليوم الذي سيهاجمها الحطابون من كل ناحية, اليوم الذي يستطيعون فيه بفؤوسهم و معاولهم, تطهيرها من الاعشاب الضارة و الجذور المنخورة و بذلك سيحل موسم تساقطات الجذوع المهترئة…

  • حسن
    الخميس 26 مارس 2015 - 11:30

    مقال ممتاز يعكس سمو معرفة و ثقافة الكاتب. أشار لعدة أسباب جعلت المغرب يعاني مما يعاني به من جهل و ريع. الحلول متاحة و يمكن تجاوز كل الصعوبات بنهج سياسات بناءة, اولها إصلاح المناهج الدراسية و تكوين المعلمين و الأساتذة, و فسح المجال للإعلام المسؤول من اجل مسيرة فكرية معرفية حديثة و لمحاربة كل أشكال التطرف و فضح الفساد الإداري و الإقتصادي و المالي.
    تقييم الأحزاب و فق المعطيات الملموسة و الإنجازات و ليس وفق التصريحات و الكلام الفضفاض أو الخلفيات الدينية أو الولائية.
    لا استطيع سرد كل المجالات التي تستحق المراجعة.
    و لكن أنا متيقن أن الوقت يسير في غير صالحنا, إن لم نتدارك الأمور عاجلا, لسك مسار مبني على العدالة الإجتماعية و الفكر و الحرية و المحاسبة و ترسيخ الدمقراطية فإن الإستقرار الهش بالمغرب سينهار و ستعم الفوضى التي سيستغلها الإرهابيون و المتطرفون لهدم كل ما هو موجود و سفك الدماء.
    أين تغيب العدالة الإجتماعية تكثر الحروب و الفتن و الإستبداد. الحجة في الشرق الدموي.

    عاشت الإنسانية, عاش المغرب الغالي, عاشت إسبانيا الحبيبة و عاشت الحرية و الوئام و السلام.

  • جابر
    الخميس 26 مارس 2015 - 12:51

    شتان بين مدننا ومدن إسبانيا كما أشار الجندي الذي يعمل في الخفاء السي لورياشي مرزوق الأستاد الفاضل ما لديهم من حس جمالي كبير يقابله ما لدينا من خشونة في فضائنا البيئي الشوارع تحتل لا شجرة ولا غطاء نباتي ولا ولا… موضوعك ممتاز أيها الأستاذ الكريم إليك مني التحية والإكبار.

  • اين الخلل
    الخميس 26 مارس 2015 - 13:04

    مقال في المستوى وللاسف ليس كل ما يكتب ويقال له قناعات ومبادئ بل للاستهلاك واثبات الذات فكم من مثقف تاجر باسم المنظمات غير الحكومية وتشبث بها كانها سلطته المطلقة ولا مجال للديموقراطية والتناوب بدعوى الحنكة والتاسيس .على المثقف ان لا يفرض على الاخرين ما لا يؤمن به فتطبيق قيم المواطنة على ارض الواقع صعب للغاية على المثقف ان ينزل من ابراجه العاجية ويؤمن بما ينظر له حقيقة .

  • يساري سابقا
    الخميس 26 مارس 2015 - 14:23

    اليسار لا يستطيع و لن يستطيع لان فاقد الشيء لا يعطيه فاليسار لا دين له و لا اخلاق له ولا مباديء له و لاغيرة له و لا وطنية له و لا……ولا…..و لا يستطيع ان يقدم للمجتمع الا الدمار و الخراب و الفساد… العالم كله نبذ اليسار …و ان استطاع ان يظهر في مكان ما بزي تنكري اسمه بوديموس فسرعان ما ينكشف امره …فاتكم القطار و مزبلة التاريخ في انتظاركم…..

  • عقى
    الخميس 26 مارس 2015 - 14:48

    كل المظاهر التي أشار إليها الأستاذ قيس – وأنا أتفق معه في كل تفاصيلها – تشير إلى حقيقة واحدة. إن الإنسان المغربي فقد كل المعالم(Repères) : فحينما يعجز المثقف عن مراقبة غرائزه في التسلق والتزلف، وحينما ينحدر المستوى العلمي للجامعة إلى درجة تخريج أطر تستميت في الدفاع عن معتقدات رضعتها مع حليب الأم، وحينما يصل الأمر بنا إلى فصام وطني عام يجعل المغاربة (وليس المسؤولين منهم فقط) يتكلمون بالإصلاح ويمارسون الإفساد، وحينما يصير الصدق والإخلاص في العمل سذاجة ويصبح التحايل والغش ذكاء و حذقا… فإن هذا يشير الى سيادة الجبن والأنانية والإنكفاء على الذات، و الى كون هذه الصفات الذميمة "قيما" يعمل بها فعليا ويتبرأ منها لفظيا ( في أغرب تواطؤ ضمني وصامت عرفته التجمعات البشرية عبر تاريخها.)
    لو سألت مغربيا -أي مغربي – عن مشاعره تجاه وطنه لسمعت كلاما يعبر عن مشاعر حارة وعواطف جياشة. ولو كلفت نفسك عناء ملاحظة عابرة في الحي أو الشارع أوفي الشاطئ، لهالك هذا الفرق الشاسع بين حرارة الخطاب وبرودة السلوك والتصرف. غياب البعد الوطني والمواطن في البناء المعرفي للفرد هو ما يميزنا للأسف.

  • نجيب
    الخميس 26 مارس 2015 - 16:18

    بعد أن أحبطتنا برسمك لوحة سوداء عن الأوضاع التعليمية والاقتصادية والثقافية وغيرها، ينتهي بك المطاف إلى مجموعة من الأحلام والأماني كأساس لما سميته "نعم نستطيع"، مقالك عبارة عن مرافعة ضد الأمل بل إنك تؤكد فعلا أننا "لن نستطيع". أما اقتراحك للبديل "مشروع اليسار" فكان نكتة غير مضحكة وحنينا إلى زمن الأحلام واقتسام الثروات مما يؤكد فعلا صعوبة التغيير: تغيير الذهنيات.

  • شاكر
    الخميس 26 مارس 2015 - 16:37

    تحليل مانع شافي ينم عن إدراك كبير مما يعج به المجتمع المغربي من تناقضات بنيوية وعوائق كبيرة تحد من فعاليته في اتجاه تنمية حقيقية تخدم رفاه الإنسان المغربي وأستادنا الكبيركما اعتادناه لا تخدعه الألقاب والمساحيق كعالم اجتماع يسخر قلمه من أجل خدمة افكار التنويردائما يسائل لايومن بالبديهيات من منطلق نقدي فاحص، وكثر الله أمثاله

  • منا رشدي
    الخميس 26 مارس 2015 - 16:51

    العدالة الإجتماعية إرتبطت باليسار الذي لم يكن يخفي إنتماءه للمعسكر الشرقي بقيادة الإتحاد السوفياتي ! الإتحاد السوفياتي لم يحقق العدالة الإجتماعية في موسكو فما بالك بالأطراف ! كان طبيعيا أن ينهار هذا المصطلح مع إنهيار الإتحاد السوفياتي وإفلاس أيديولوجيته ! لكن ثقافة الإعتذار عن الخطإ غائبة تماما عن اليسار ولو خلفوا من الضحايا أضعاف أضعاف ما خلفته الأنظمة الإقطاعية !
    إسبانيا إستفادت بطريقة غير مباشرة من الثورة الثقافية والصناعية ! وبصفة مباشرة من عضويتها داخل السوق الأوربية المشتركة وهو ما إفتقر إليه المغرب ! البلد الذي ظل معزولا بين الإرث العثماني وبين المخاض الذي كانت تعيشه أوربا الغربية ؛ المخاض الذي أنتج الحداثة ! ليختار في الأخير الإرتماء في أحضان الديكتاتوريات العربية التي جعلت همها شيطنة الغرب وتحميله ما وصلته من تخلف ! لم نسمع لرأي منتقذ لإختيار المغرب بل العكس ! أجمع المثقفون يمينا ويسارا على شرعنة هذا الإختيار راكبين أيديولوجيا تزييف الحقائق !
    لم يكن مستغربا قول أن ما يحدث بإسبانيا يختلف عن ما حدث في المغرب مع إنتقاذهم لقوات ' فرانتيكس " الأوربية لتسييج القارة العجوز !!!!

  • cent pour cent daccord
    الخميس 26 مارس 2015 - 18:04

    Bravo
    Podemos y temos que entntar y ententar
    Nous pouvons, nous devons essayer et essayer
    Quand je constate que dans mon pays il y a des citoyens de ce calibre, l'éspoir reviens…

  • محا
    الخميس 26 مارس 2015 - 19:03

    لااجادل ولا اناقش .اكتفي فقط بالاستماع لهدا الشهم المختفي بارادة .اتعلم والتقط الرسائل كما عودنا في رحاب الجامعة.سؤالي هو لمادا امثالك يغيبون بمعتى من المعاني ويتركون المجال لغير اهله؟ارجوك ايها العظيم ان تسقينا وترحمنا شيا فشيئا.مع المتمنيات بدوام الصحة والعقل الرزين. طالب سابق متعلق بفكرك.

  • إكرام
    الخميس 26 مارس 2015 - 19:22

    إذا طبق اليسار أو ما تبقى منه البرنامج الذي تقترحه عليه أنت فإنه سيصبح حزبا ليبراليا ويتنكر لذاته، لقد بنى اليسار مجده في سبعينيات القرن الماضي على عدم الإيمان بالديموقراطية كوسيلة للتغيير الاجتماعي بل بالعنف الثوري وبديكتاتورية البروليتاريا وهلم جرا، و ذلك في زمن كان فيه العنف سمة السياسة. أما اليوم فالمسألة لا تتعلق بأشخاص انحرفوا عن المبادئ وباعوا الماتش بقدر ما تتعلق بتقادم فكر وانتهاء صلاحية وسيلة. لعلك كنت تريد القول إنه يجب تأسيس حزب جديد ؟

  • حسن حوريكي
    الخميس 26 مارس 2015 - 20:29

    مساهمة في الحوار
    في البداية نحيي الاستاذ على هذا المقال المفعوم بالامل،ونقول بالفعل المستقبل لليسار الحداثي الديموقراطي ،خصوصا مع عودة الراسمالية الى التوحش خصوصا بعد الانتصار على اليسار الدوغمائي
    ولكن هذا المستقبل رهين بتصحيح الاخطاء التي وقع فيها والقيام بمجموعة من الوقفات التصحيحية واهمها في نظري
    -علاقته مع اليسار العربي بحيث عليه الخروج من التبعية ازاء هذا اليسار وعدم السقوط في المفاهيم الشمولية مثل العالم العربي فمثل هذه المفاهيم تجعل اليسار المغربي كسولا يرفع المظلة كلما رفعت في لبنان اوسوريا ،
    _لذا عليه ان يعيد تصوراته ازاء لغات الشعب المغربي ،فشحصيا استغرب عندما اجد يساريا مغربيا يدعي الدفاع عن الطبقات الشعبية ولكن يحتقر لغات هذا الشعب من امازيغية او دارجة
    _ان يدخل المجال الديني ويشتغل عليه لايجاد فهم اسلامي مغربي جديد لديننا الذي جاء لتكريم الانسان يساير العصر
    كما اتفق مع الاستاذ الذي اكد على العمل السلمي الديموقراطي ،دون ايقاض الوحش الذي يسكننا ،كما اتفق معه عندما قال بان الشعب المغربي ليس جبانا،فهو شعب مسؤول يستحق الحياة لذا ينبغي انجاح الاصلاح الذي هو في مصلحة الجميع

  • ربيع
    الجمعة 27 مارس 2015 - 00:53

    تحية عالية لأستاذ الأجيال قيس مرزوق الورياشي
    أتفق مع الكاتب كون الإمكانية (الاستطاعة) دائما موجودة ولولا ذلك لما كانت المحاولة.. ومظاهر رفض الواقع وممانعته التي تحدث عنها الكاتب تبين -رغم اختلاف أهدافها- أن هذا الشعب بإمكانه تحقيق التغيير كما يريده هو وليس كما يراد له! مهما طاااال الزمن.. وهناك تجارب لشعوب تقاسمنا نفس الواقع (تقريبا) استطاعت… وبالتالي نحن كذلك نستطيع.. ينقصنا فقط الوعي بهذه الإمكانية (الاستطاعة) وهذا يتطلب شروطا بينها الكاتب بشكل جلي
    وأقول صادقا: أتمنى أن نستطيع

  • مغربي
    الجمعة 27 مارس 2015 - 10:26

    جميل كل ماقاله الاستاذ، ولكن هل الاستاذ يؤمن بهذه الافكار ويطبقها هو قبل غيره. الحديث شئ والواقع شيئ آخر يأستاذ أنت استوليت على سيكوديل لسنوات واستغلاله لاغراض شخصية وسفريات الى اسبانيا البلد الجميل العزيز عليك طبعا. في سيكوديل لم تكن تعطي الفرص للرفاق حتى لإبداء الرأي فكل من خالفك الرأي كان مصيره التهميش. وكنت تعود الى المنخرطين الا حينما تريد أن تمرر مشروعا ما أو من أجل أخذ التزكية لولاية أخرى، على رأس المنظمة، لكن الاعيبك الخبيثة لم تكن تنطوي على أحد .
    فأتحداك أن تكون أنت تؤمن بما قتله، أي أنك انسان ديموقراطي، ونزيه وحداثي تؤمن بالتغيير.
    في هذه الحالة إما أنك منافق أو تعاني من انفصام للشخصية تؤمن ولكن لا تطبق.
    أستسمح وشكرا أستاذي

  • عادل
    الجمعة 27 مارس 2015 - 11:18

    لقد عودنا الأستاذ الورياشي عن تحليلاته الموضوعية والعلمية ومواقفه الواضحة من مجموعة من القضايا التي للاسف سكتت الاحزاب والنقابات والمجتمع المدني عن الخوض فيها والتعبير عليها.
    نحن في المغرب في حاجة إلى متقفين يخلقون الفارق في التحليل والجرأة في اتخاد المواقف اللازمة، ولا غرابة عن الأستاذ قيس المختص في علم الاجتماع وبالأخص الحركات الاحتجاجية الاجتماعية وهو بهذا التحليل التفاؤلي الموضوعي يضع النقط على الحروف بخصوص دور الحركات الاحتجاجية في المغرب ودور الفاعلين وقدرتهم على الفعل والتأثير في صناعة القرار وبناء مجتمع العدالة والكرامة والحرية والمواطنة، مجتمع تسود فيه قيم الديمقراطية والفعل المؤسساتي السليم.
    شكرا للباحت والأستاذ قيس

  • moh
    الأحد 5 أبريل 2015 - 18:04

    قصور الذات ومعيقات المحيط .ينطبق هذا على الفرد في المغرب وعلى المؤسسة الحزبية بل وعلى المغرب كبلد . قال العروي يوما : المغرب بلد مطوق. الجزائر من جهة وإسبانيا من جهة أخرى . ليس معنى هذا الكلام الغيمان بنظرية المؤامرة ولا رمي اللوم على الغير بل يعني التحليل الواقعي للامور .

صوت وصورة
ملفات هسبريس | أزمة المياه
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 23:30

ملفات هسبريس | أزمة المياه

صوت وصورة
معرض الحلي الأمازيغية للقصر الملكي
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 23:15

معرض الحلي الأمازيغية للقصر الملكي

صوت وصورة
أحكام قضية الدهس بالبيضاء
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 21:50

أحكام قضية الدهس بالبيضاء

صوت وصورة
اعتصام ممرضين في سلا
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 19:08

اعتصام ممرضين في سلا

صوت وصورة
وزير الفلاحة وعيد الأضحى
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 17:34

وزير الفلاحة وعيد الأضحى

صوت وصورة
تكافؤ الفرص التربوية بين الجنسين
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 16:12

تكافؤ الفرص التربوية بين الجنسين