نادي قضاة المغرب جمعية ام حزب؟

نادي قضاة المغرب جمعية ام حزب؟
الثلاثاء 4 غشت 2015 - 16:33

شبه السيد ممثل الأمة د/ طارق حسن الحراك القضائي لنادي قضاة المغرب بالحراك الحزبي و ان نادي قضاة المغرب تجاوز دوره كجمعية مهنية تدافع عن مطالبها وتناصر افكارها الى لعب دور التأثير على ممثلي الأمة ولعب دور المراقب لهم في خرق سافر لواجب التحفظ الذي تمليه عليه المهنة

وإذا كانت مقالة السيد النائب المحترم لا تخلو من الصواب الا انها تحمل بين طياتها الكثير من المغالاطات والدلالات التي تفسر هذا الفتور الذي نلمسه في تعاطي المثقفين المغاربة بصفة عامة مع الحراك القضائي فجل المثقفين المغاربة ينظرون بعين الريبة في هذا الحراك منبهرين منه مشككين في قدرة فصول الدستور ٢٠١١ وما حملته من جرعات الحرية في بعث الروح في هذا الجسم الذي ألفوا سكوته لسنوات

وإذا كان صاحب المقالة مشكورا اعترف للسادة القضاة بالفطنة و المعرفة الكافية بمعالم وحدود الدولة وبالتالي لا مجال لتخوف مما اصطلح عليه بدولة القضاة فان هذه المعرفة تقتضي منا الاهتمام بأهم ما جاء في المقالة وهو التمييز بين الجمعية والحزب والحدود الفاصلة بينهما فبعد اطلاعي على مختلف التعريفات التي اتيحت لي هذا الصباح وجدت ان الفرق الأساسي بينهما هو انصراف دور الأحزاب الى تسيير الشأن العام وممارسة السياسة في حين ان دور الجمعيات ينحصر في الأهداف المتفق عليها من طرف مؤسسيها وبالتالي تبقى ممارسة السياسة هي الفيصل بين الحزب والجمعية فهل نادي قضاة المغرب من خلال حراكه الأخير تجاوز أهدافه المسطرة في الفصل ٤من القانون الأساسي المنظم له وتحول الى ممارسة السياسة

ان اهم الأهداف المسطرة في الفصل المذكور تتمثل في الدفاع عن القضاء واستقلاله وان دفاع نادي قضاة المغرب لخروج قوانين تنظيمية سليمة وتستجيب لمطالب السادة القضاة من اهم الأهداف التي أسس لاجلها النادي وان تدبير هذا الدفاع من اختصاص الأجهزة المنتخبة بالشكل الذي تتطلبه المرحلة وان التزامها هو التزام ببذل الجهد لا بتحقيق النتيجة وإذا اختارت اُسلوب الاحتجاج فذلك من اجل إيصال صوتها ودق ناقوس الخطر الذي يهدد اهم مجال تدافع عليه والذي و هو فطام السلطة القضائية الذي طال أمده و الذي اتضح من خلال ما راج ان المشكل ليس في الرضيع المستعد لذلك وإنما في الام التي اعتادت الإرضاع لذلك جاء تحرك الرضيع بما يتلاءم وتشبث الام باستمرار هذه الرضاعة وفق منهج مخالف لما جاء به دستور ٢٠١١

ان القضاة ونظرًا للوعي الذي وصفتهم به المقالة هو الذي جعلهم يتحملون مسؤولية تاريخية في هذه المرحلة بالذات فمعرفتهم الدقيقة بواقع المؤسسات بالمغرب وخاصة البرلمان وما تعاني منه من ضعف في التكوين القانوني والتشريعي هو ما جعل هذا الحراك قويا للتنبيه عن خصوصية وخطورة القوانين المعروضة وما يمكن ان تسببه من أزمة بين سلطات الدولة الثلاث فكان لابد من الالحاح لايصال صوت الفئة المعنية اولا لاخلاء الذمة وثانيا لتتحمل المؤسسة التشريعية كامل المسؤولية التاريخية في إقرار نصوص متقدمة بتقدم دستور ٢٠١١ والذي حاول البعض اغتياله

ان نفي الدور عن السادة وزراء العدل في زمن الرصاص ومحاولة إلصاقه بالقضاء خطا كبير فالتعليمات وتلصيق التهم لا يمكن ان يتصور دون نيابة عامة والتي كان يراسها هؤلاء خلال هذه الحقبة وبالتالي لا يمكن إعفاؤهم من المسؤولية لذلك فحراك نادي القضاة المبني على الشفافية والوضوح هو ما جعل المثقف المغربي تختلط عليه الأوراق

فوضوح الرؤية وجدية المطالَب والاستماتة في الدفاع عنها كلها أشياء لم يعهدها المثقف المغربي في زمن ضاعت فيه الأمانة وهو ما جعل النائب المحترم يشكك في ماهية إطارنا

-عضو المكتب الجهوي لنادي قضاة المغرب بالرباط

‫تعليقات الزوار

4
  • محمد ناجي
    الثلاثاء 4 غشت 2015 - 19:42

    الذي لم يستوعبه المواطن المغربي العادي هو كيف لنادي القضاة أن يستمر فيما يسميه بالدفاع عن استقلال القضاء؛ مع أن هذا أمر متحقق قانونا ودستورا؛
    فإذا كان المقصود باستقلال القضاء، استقلال القاضي في أحكامه وقراراته، بحيث لا يبقى ملزما بإصدار أحكام مملاة عليه، فهذا لم يعد موضوع نقاش، لأن الدستور حسمه ونص على استقلاليته وعلى تطبيق القانون، وجعل عدم تبليغ القاضي عن تلقيه أمرا يخرق استقلاليته، جريمة يتابع عليها القاضي نفسُه.
    فالمسألة إذن أصبحت موكولة للقضاة لتطبيق الدستور وتفعيله ورفض أي أمر يوجه إليهم والتبليغ عنه.
    أما إذا كان نادي القضاة يقصد ألا تكون عليهم رقابة من أي جهة؛ فهذا أمر مرفوض؛ لأنهم يعرفون أن هناك قضاة فاسدين مندسين في القضاء؛ إذا أطـلِـقَـت لهم اليد في الناس؛ فإنهم سيفترسونهم لحما وعظما؛ ولا تملك تلك الفئة من القضاة الشرفاء النزهاء وسيلة لردعهم.
    أما النقطة الثالثة، وهي أن يضعوا قوانينهم بأنفسهم ، فهذا يتعارض مع فصل السلط: فالقوانين والتشريعات تضعها السلطة التشريعية، والسلطة القضائية تطبقها وتكيفها حسب الحالات؛
    إننا نتمنى أن ينصب اهتمام النادي بتحسين صورة القاضي عند الناس أولا

  • الحبيب
    الثلاثاء 4 غشت 2015 - 22:28

    الواقع أن نادي قضاة المغرب يجمع بين مكونات الجمعية والحزب السياسي والنقابة فهو خليط من كل ذلك والغريب هو صمت السلطات أمام شطحات هذا النادي ذلك أن الدستور سمح للقضاة بإنشاء جمعيات والجمعيات ليس من حقها ممارسة العمل النقابي ولا السياسي فكيف تسمح السلطات لجمعية بأن تخرج عن أهدافها لتصبح لها ملفات مطلبية وتحركات سياسوية ؟؟؟ أليس الخروج عن أهداف الجمعية سبب قانوني لحلها ؟؟؟ ربما في صمت السلطات حكمة لا يدرك سرها الرأي العام فمتى كان للجمعيات أن تدعو للإضراب وشل حركة منظومة العدالة وتعطيل مصالح البلاد و العباد . على القضاة أن ينتظروا تعديلا دستوريا يسمح لهم بتكوين النقابات كما هو الشأن في فرنسا مثلا والا فإن الوضع الدستوري الراهن يجعل تصرفات نادي القضاة تصرفات خارج القانون

  • الجوهري
    الثلاثاء 4 غشت 2015 - 23:02

    في رأيي المتواضع نادي القضاة رغم مطالبه الضخمة و إلحاحه على تنزيلها فهؤلاء القضاة رغم اختلاف المواطنين مع طريقتهم في الإحتجاج وخلافهم مع الوزير إلا أنهم ظاهرة صحية و سترجع على الجسم القضائي بالربح الكبير لماذا أولا هذا الصراع عرى على جميع مشاكل القضاء والقضاة ثانيا لولا النادي
    لما خرجت النيابة من جلباب الوزير وثالثا نتمنى من الملك أطال الله في عمره أن يأمر الجيع للجلوس إلى طاولة التفاهم و يأخذ كل ذي حق حقه فلا يعقل أن يضيع الحق بين أهله وشكرا

  • MOHAMMED MEKNOUNOUNI
    الخميس 6 غشت 2015 - 14:39

    Il faut comprendre la réalité de ses juges .
    ce sont des juges honnetes.

صوت وصورة
سكان مدينة مراكش بدون ماء
الثلاثاء 19 مارس 2024 - 01:05 3

سكان مدينة مراكش بدون ماء

صوت وصورة
خارجون عن القانون | عواقب عقوق الوالدين
الإثنين 18 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | عواقب عقوق الوالدين

صوت وصورة
كاريزما | حمزة الفيلالي
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:30 1

كاريزما | حمزة الفيلالي

صوت وصورة
خيوط البالون | المقلب الأخير لري تشيكوني
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:00

خيوط البالون | المقلب الأخير لري تشيكوني

صوت وصورة
رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا
الإثنين 18 مارس 2024 - 21:30

رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا

صوت وصورة
ابراهيم دياز يصل إلى المغرب
الإثنين 18 مارس 2024 - 18:09 17

ابراهيم دياز يصل إلى المغرب