خليفة بغداد في باريس..

خليفة بغداد في باريس..
الخميس 19 نونبر 2015 - 22:00

الهجمات الإرهابية الدامية التي تعرضت لها باريس مؤخرا، ينبغي اعتبارها نقطة تحول لا يمكن التنبؤ بمآلاتها، ليس على فرنسا وحدها ولا حتى على أوروبا، بل على العالم أجمع.

ففرنسا ليست دولة عادية، بل هي قوة نووية وعسكرية واقتصادية وثقافية، وعضو دائم في مجلس الأمن، وشريك حاضر في السياسة الدولية، وفي كل الملفات الديبلوماسية المعقدة.

لكن هل فرنسا في حاجة اليوم للكلام الذي يتكرر في المناسبات الدامية المماثلة، والتي أصبحت تتوالى بوتيرة مقلقة؟ هل هي في حاجة لمن يدعو المسلمين لإصلاح تعليمهم، وإلى تنقيح فقههم، ومحاصرة مظاهر التدين في الشارع العام، وحصر الدين في أماكن العبادة، حتى لا يساهموا في إنتاج التطرف والمتطرفين؟

هل فرنسا في حاجة إلى مسلمين يجلدون ذواتهم ويعتذرون ويقدمون قرابين عن جرائم لا علاقة لهم بها؟

هل هي في حاجة إلى قيام تلفزات عمومية في الضفة الجنوبية للمتوسط بنقل ارتسامات مواطني الشارع وتضامنهم وشجبهم وإدانتهم وتبرأهم من الفاعلين؟

هل هي في حاجة لمن يزينون “بروفايلاتهم” بألوان علمها ويتبارون في ترديد مقاطع من نشيدها الوطني “لامارسياز”؟

فرنسا ليست في حاجة إلى هذا كله، وليُرح جماعة “المداهنين” أنفسهم، فالغرب كله -وليس فرنسا وحدها- يدرك أن الأسباب الحقيقية لما جرى وسيجري، لا علاقة لها لا بالدين ولا بالتدين ولا بمناهج التعليم، بل سببها الرئيسي -إن لم يكن الوحيد- هو غياب الديموقراطية في العالم العربي.

فعندما غزت القوات الأمريكية العراق في الظروف المعروفة، لم تسع لإقامة نظام ديموقراطي ولو على أساس فيدرالي أو كونفدرالي، بل فتحت الباب أمام حرب طائفية أدت -في مرحلة أولى- إلى ظهور الزرقاوي ومن معه، ولم تكن تلك صدفة، فقد كتب كثيرون مبكرا أن أحد اهداف غزو العراق هو تدشين مواجهة بين السنة والشيعة، فالكوفة أريد لها أن تكون منافسة لمكة، وكربلاء أريد لها أن تكون بديلا للمدينة المنورة.. فأصبح لهؤلاء حجهم ولأولئك حجهم، ولهؤلاء مشاعرهم المقدسة ولأولئك عتباتهم المقدسة… بل صار لهؤلاء إسلامهم.. ولأولئك إسلامهم..

ولا أحتاج هنا للتذكير بما فعلته المليشيات الشيعية -ولا تزال- بالمدنيين السنة في العراق وسوريا واليمن ولبنان.. السنة الذين تحولوا غصبا عنهم إلى حاضنة شعبية للتنظيمات المتطرفة من القاعدة إلى داعش حاليا، بفعل غياب النصير وموت الضمير الدولي الذي عادت ما يحتفي لولادة باندا.

لقد تحول العراق بعد أكثر من عقد من الإطاحة بـنظام صدام، إلى دولة طائفية لا مجال للتعايش فيها بين السنة والشيعة والأكراد.. وبقية الأقليات الجينية والعرقية.

ولم يقف الأمر عند العراق، فقد تدخل الغرب علنا لإجهاض المكاسب القليلة التي جاء بها “الربيع العربي”، بينما تولت دول الخليج تمويل الانقلابات والثورات المضادة والحروب الأهلية.. وها هي اليوم تدفع الثمن من أمنها الوطني.

الهاجس المعلن للغرب يومها كان هو ضمان “أمن إسرائيل”، لأنه يدرك أن زحف الديموقراطية على دول الجوار العربي معناه باختصار زوال هذا الكيان الغاصب.. وهل هناك نظام منتخب ديموقراطيا يمكن أن يدافع عن “سلام الشجعان”..

ومن عجائب التاريخ، ان المعادلة الآن اصبحت تتعلق بأمن دول هذا الغرب نفسه وليس فقط بأمن مدللته “إسرائيل”.

خلال متابعتي للقنوات الفرنسية قبيل الانتخابات التشريعية التركية، كانت بعض الاصوات تدعو مباشرة إلى الإطاحة بالحزب الحاكم (العدالة والتنمية)، بل إن صحفيين ومحللين فرنسيين لم يكونوا يخفون رغبتهم في رؤية هذا الحزب يتقهقر ويخسر الريادة التي حافظ عليها باستحقاق طيلة 13 سنة. وعندما جاءت النتائج معاكسة لهذه المتمنيات، أصبح الحديث عن “السلطان أردوغان”، في إيحاءات تاريخية غير خافية، بل تمت الاستعانة بـ”خبراء” أتراك معارضين، نفوا أصلا أن يكون قد تحقق شيء في تركيا خلال السنوات الأخيرة، بل اعتبروا الأمر مجرد تضخيم إعلامي وبروباكاندا “فاشية”..

لماذا بدت “فرنسا النخبة”، ممتعضة من نتائج الانتخابات التركية رغم أنها جرت في ظروف ديموقراطية؟ ولماذا أصرت “فرنسا الرسمية” قبل ذلك على نكء جرح “المذبحة الأرمينية”، في الوقت الذي لا تقبل فيه فرنسا نفسها الخوض في ملف جرائمها الاستعمارية، فأحرى تقديم مجرد اعتذار شفوي للجزائر وغيرها من المستعمرات؟

السبب بسيط وهو أنها ترى أن نجاح التجربة الديموقراطية في تركيا قد تنتقل عدواه إلى البلدان المجاورة، وهذا ما يفسر إصرار الغرب “الديموقراطي” على دعم الديكتاتوريات العربية، ووأد أية بارقة امل في تغيير ديموقراطي في المنطقة..

ومن غريب المصادفات، أن التفجيرات وقعت في نفس اليوم الذي كشف فيه موقع “ميديابار” الشهير خلاصة تقرير الخبرة العلمية التي أكدت أن الوثيقة التي ذكرت حصول الرئيس السابق ساركوزي على 50 مليون أورو من نظام القذافي صحيحة.

وقبل أيام توجه وفد كبير من رجال الأعمال الفرنسيين إلى إيران لحجز حصته من الكعكة..

وفي الحالتين معا، يتضح ان الساسة الفرنسيين ينتقدون الديكتاتورية علنا، بينما يأكلون حتى التخمة على موائد الديكتاتوريين الدمويين، ومن قبض من القذافي هل سيتورع عن القبض من حكام الخليج “الكرماء” وغيرهم؟

كما يتضح أن الدولة الفرنسية -كغيرها من الدول الغربية- مستعدة لنسيان شعارات “حقوق الإنسان” حين يتعلق الأمر بفتح المجال لشركاتها من أجل أكل اموال الشعوب المستضعفة بالباطل.

فقد نسيت مثلا كل مآخذها على نظام الملالي في إيران، وطوت صفحة حقوق المرأة والأقليات، وصفحة الحريات الشخصية والدينية والسياسية..

وهي نفس فرنسا التي استمرت في الدفاع عن نظام بنعلي حتى آخر نفس، ونزل مسؤولوها ضيوفا على حساب شعبه، ليقضوا عطلا طويلة الأمد ويعودوا محملين بالهدايا..

وهي أيضا نفس فرنسا التي طاردت صحافتها الرئيس الغابوني الراحل عمر بانغو، في ايامه الأخيرة، فاضطر للقاء عزرائيل في إحدى مصحات برشلونة، لأن “الرأي العام” الفرنسي لم يقبل أن يعالج على أرضه مسؤول “فاسد”، بينما الكل يعلم أن بانغو كان مجرد موظف لدى الحكومة الفرنسية بدرجة رئيس دولة على مدى 43 سنة، وأن الشركات الفرنسية تنهب خيرات هذا البلد منذ قرون، دون شفقة.

ألم يفكر أحد لماذا يتم الإصرار على إهانة “الرئيس” السيسي والاستخفاف به في العواصم الغربية التي يزورها، رغم أنها تدعم انقلابه؟ أليس في ذلك رسالة لـ”الكائن الشرقي” بأنه لا يساوي شيئا في ميزان “الديموقراطية”؟

الغرب قارئ جيد للتاريخ، ويعرف أن أقصر سبيل نحو التقدم هو الديموقراطية، والتجربة التركية أكبر دليل.. خاصة وأنها كذبت “النظرية” التي تم تسويقها منذ الحقبة الاستعمارية من أن الإنسان الشرقي لا يمكن أن يكون ديموقراطيا، ومن أن معتقداته تمنعه من أن يستفيد من هذه الآلية الراقية لتدبير شؤون الدولة.

اليوم، تغيرت المعادلة بشكل دراماتيكي، فدعم الديكتاتوريات لم يعد كافيا، وقد تأكد ذلك مع فشل النظام المصري الحالي على كافة المستويات، حيث إنه فقد السيطرة حتى جزء من اراضي البلد، ومسلسل سيناء مازال في بدايته بل قد يقوم الطيران الروسي بقصف داعش هنا دون استئذان. كما أن التراخي في التعاطي مع الملف السوري وترك الوقت الكافي لنظام بشار لممارسة الفظائع، ومد الفرقاء في ليبيا بالوقود لمواصلة الاقتتال، بل وتحول الوسطاء الأمميين إلى مجرد “مخبرين” يتقاضون مبالغ مقابل صب الزيت على النار، والمآل الذي قد تنتهي إليه تونس في حالة ما إذا تخلى الفرقاء فيها عن تعقلهم، وانخرطوا في لعبة الفوضى التي راهنت عليها “الرجعية” العربية للانقلاب على ثورة الياسمين… كل ذلك من شأنه أن يوفر وقودا لا ينضب لداعش وغيرها، خاصة إذا تحولت إلى “فكرة” متحررة من قيود التنظيم..

ونموذج واضح لذلك، يتمثل في حركة بوكو حرام النيجيرية (غير العربية). هذه الحركة الإرهابية التي التحقت هي أيضا بداعش، لم تولد من فراغ، ولا علاقة لها بمنظري الإرهاب العرب، بل هي نتاج طبيعي لسوء تدبير الثروات المتنوعة للبلد، وغياب العدالة في توزيعها، بل إن المسلمين الذين يمثلون حوالي ثلثي السكان، تعرضوا لكل أنواع البطش والتنكيل والحرمان والتهميش طيلة عقود، ودفعوا ثمن الصراع الفرنسي الأمريكي على النفط النيجيري وغيره من الثروات..

إن هذا هو السبب في تحول الإرهاب إلى مارد يطرق أبواب العواصم الغربية.. فالحرب لم تعد تدار عن بعد، من غرف العمليات المكيفة في القصور الرئاسية ومقرات وزارة الدفاع، عبر تقنية الفيديو كونفرانس، ولم يعد ممكنا حسمها بالقصف الصاروخي أو باستعمال الطائرات حتى من دون طيار في أطار الحرص على أرواح جنود البلد.. لقد نجح الإرهابيون في نقل المعركة إلى قلب باريس، كما فعلوا سابقا في نيويورك ومدريد ولندن.. لكن الهجمات الأخيرة كانت فارقة على اكثر من صعيد، ونتائجها الحقيقية ستكون بعيدة المدى..

إرسال الطائرات والبوارج وقصف مكان هنا أو هناك، ليس في الواقع سوى محاولة للململة الكرامة المبعثرة، سيرضي غرور المواطن الفرنسي، لكنه لن يقضي على اصل المشكل..

فأجيال.. وأجيال من الأطفال والفتيان والشباب الذين كانت لهم أحلامهم البسيطة والعادية، تم وأدها بسبب حسابات بوش وجماعته المتطرفة، وتوني بلير وبقية شلة “التفوق العرقي”.. أدت إلى تأصيل حالة من الكره اتجاه الغرب، ووجدت من يستثمرها ويحولها من طاقة للبناء إلى آلة للموت والحرق..

فالإرهاب – كما يعرف الغرب قبل غيره- هو نتيجة وليس سببا، نتيجة لحرمان ملايين البشر من حقهم في الحياة الكريمة، ليس في بلدانهم الأصلية فقط، بل حتى في هذا الغرب نفسه.

في فرنسا – مسرح الأحداث الأخيرة- هناك حديث يومي عن المهاجرين، وهناك تضخيم إعلامي وسياسي تلقائي لأي حدث مهما كان بسيطا (فجأة تذكر الجميع مثلا الأصول الجزائرية للاعب بن زيمة بعد انفجار فضيحة الابتزاز)، وهناك إصرار من النخبة الفكرية والسياسية على التخويف من الخطر القادم من الشرق والجنوب..

في فرنسا، حيث ولدت شعارات حقوق الإنسان، أصبح مطلوبا من المسلم، حتى لو كان مستثمرا ذا مال، أو عالما ذا كفاءة علمية عالية، أن يتخلى عن هويته ومعتقداته ولغته وثقافته وإرثه الحضاري والقيمي بمجرد عبوره الحدود، وأن ينصهر في المجتمع المضيف الذي لن يسمح له بأدنى مظهر من مظاهر الاختلاف.

ولعل النجاح الحقيقي لـ”غزوة باريس” سيتمثل في الإجراءات التي تم الشروع في اتخاذها، والتي لن تخرج عن إطار مزيد من الضغط والتضييق على الفرنسيين المسلمين، ففرنسا هي البلد الوحيد في العالم الذي يشكل الإسلام مادة يومية في وسائل إعلامه، لأن مكونات الطبقة السياسية تزايد على بعضها حتى حول ما على المسلمين ارتداؤه وأكله وشربه.. أليس غريبا أن يشكل امتناع التلاميذ المسلمين عن تناول لحم الخنزير في المطاعم المدرسية مادة لحملة انتخابية، عنوانها : ضرورة عدم خضوع “الجمهورية” لـ”الابتزاز”؟

ولعل من يتابع كتابات وتصريحات الصحفي إريك زمور مثلا، يستطيع أن يرى حجم الفاشستية التي أصبحت تطبع خطاب جزء من “النخبة” الفرنسية، التي تريد أن تعود بالتاريخ إلى الوراء، إلى زمن كان فيه المهاجرون مجرد عبيد أو يد عاملة رخيصة، بل إن زمور يريد من المهاجرين أن ينصهروا ويذوبوا (Assimilation) لا أن يندمجوا (Intégration) فقط، لأنه يرى ان احتفاظهم بمقومات هويتهم الاصلية، أمر غير مقبول.

ولهذا يتم التعامل حتى مع أبناء الجيلين الثالث والرابع على أنهم مجرد “مهاجرين”، رغم أن آباءهم وأجدادهم فرنسيون، ورغم أنهم لا يعرفون وطنا آخر غير فرنسا، ولا يتحدثون لغة أخرى غير الفرنسية.. ومن تبعات ذلك أنهم يعاملون في أفضل الحالات كمواطنين من الدرجة الثالثة، فيحرمون من الوظائف بسبب لون الشعر او العينين، ويمنعون الترقية لأن اسماءهم عربية أو إسلامية..

إن اختيار فرنسا تحديدا للقيام بعمليات إرهابية استعراضية، لم يأت اعتباطا، بل لأنها البلد الذي يتوفر على أرض خصبة لزرع التطرف كرد فعل على تطرف من نوع آخر.

إن مشهد التلميذة المحجبة التي تعرضت لقصف كلامي غير مبرر من طرف سيدة فرنسية في أحد القطارات مثلا، لا يمكن إلا ان ينتج تعاطفا قد يتحول إلى وقود لحرب طويلة الأمد.. فالتطرف يجر التطرف، والمتطرفون في نهاية المطاف يتبادلون الخدمات رغم التناقضات الواضحة في خطابهم.

يصعب على العقل أن يتفهم كيف أن الدنيا تقوم ولا تقعد بسبب نكتة أطلقها فنان كوميدي عن اليهود أو عن إسرائيل في لحظة ترفيه عابرة، فتتحرك الأجهزة الإعلامية والأمنية والقضائية لسحله، بينما تتم الإساءة إلى مقدسات المسلمين بشكل شبه يومي، وخارج أي سياق “فني”.. وعندما يحتجون يواجهون بعبارة “حرية التعبير.. وعلى المتضرر اللجوء إلى القضاء”، الذي لم يحدث في التاريخ أن أنصف شاكيا منهم..

وإحدى النتائج بعيدة المدى لما جرى ليلة 13 نوفمبر الجاري بباريس، أن جيش الغاضبين والناقمين على “فرنسا” سيتعزز أكثر، مع توالي ردود الفعل السياسية والحزبية والإعلامية التي تضع المهاجرين في سلة واحدة مع الإرهابيين.

فكل اعتداء أو إجراء عنصري أو قرار سياسي تمييزي، سيكون بمثابة تحريض مباشر على “بيعة” البغدادي.. (إحراق المصاحف، تخريب المساجد.. مداهمة البيوت، الاعتقال بالشبهة..).. بل من المؤكد أنه سيصير في حكم المعتاد الحديث عن قتل “مشتبه به” من طرف قوات الأمن بسبب سحنته المغاربية، أو ملامحه الشرق أوسطية..

فكيف إذن، يمكن أن تقنع شبابا مندفعا بالتعايش مع هذا التمييز الفادح، في بلد يتحدث شعاره عن الحرية والمساواة والأخوة؟

على فرنسا أن تدرك -وهي تدرك ذلك بالتأكيد- أن المنحدرين من مستعمراتها السابقة (خاصة العرب والمسلمين منهم)، من واجبهم أن يحترموا قوانينها ومبادئها، لكن لهم الحق بالمقابل في أن يكونوا مختلفين، وفي أن يتمسكوا بمقومات هويتهم الاصلية.. وعليها أيضا أن تدرك -وهي مدركة بالتأكيد- أن المهاجرين وابناءهم، ساهموا ويساهمون في بناء فرنسا، وانهم ليسوا سبب مشاكلها الاقتصادية والاجتماعية.. بل كانوا ولايزالون سبب رفاهيتها.. فالكل تحدث عن أصل وفصل الإرهابيين الثمانية، لكن لم يتحدث عن عدد العرب والمسلمين الذين كانوا ضمن رجال الإنقاذ وفي المستشفيات..

وملاحظة أخرى..

في اليومين اللذين سبقا الأعمال الإرهابية، تنافست جريدة لوموند ومجلة لوبوان وقناة تي إف 1 وغيرها.. على تخصيص مساحات واسعة لقصة الممثلة المغربية لبنى ابيضار بتفاصيلها المعروفة.. هذا الخبر الذي لا قيمة له، والذي له أوجه أخرى أغفلتها تلك الصحف والقنوات، لم يتم فيه فقط إقحام “المتطرفين” والجزم بهوية الواقفين وراء الاعتداء “المفترض” بل تم التذكير بأن أبيضار “أمازيغية”، وهو وصف لم يوضع اعتباطا، ولا جاء في إطار تنوير القراء.. ففرنسا لازالت تتعامل مع مستعمراتها القديمة بنفس الاساليب الكولونيالية القائمة على زرع المتفجرات العرقية والألغام الطائفية الموقوتة.. بل لازالت تضع المصالح اللغوية والثقافية قبل المصالح الاقتصادية والسياسية..

فلا يمكن أن تحدث في المغرب إشكالية متعلقة بالهوية، وتحديدا بالدين واللغة، إلا وكانت البصمة الفرنسية حاضرة، بل إن “وليدات فرنسا” -وهو توصيف ملطف للعملاء والحرْكيين الجدد-، اصبحوا يتحركون بوجوه مكشوفة، ويساهمون علنا في خلق الفتن وتأزيم الأوضاع.

ولعل ما يبرر نظرية “المؤامرة” هنا، أن هذه التحركات لا تقتصر على المغرب فقط، بل إن نفس الممارسات تحدث في تزامن مريب في كثير من المستعمرات الفرنسية السابقة بشمال إفريقيا.

فهل هي مجرد صدفة أن تتزامن خطوة الدعوة لتدريج التعليم في كل من المغرب والجزائر؟ وهل هي مجرد صدفة أن يكون مستوى اللغة العربية لدى وزيري التعليم في البلدين ضعيفا جدا ومثيرا للشفقة؟

وهل أحتاج للتذكير بالشركات الفرنسية التي تتصرف وكأنها قوة احتلال، وفي فضائح امانديس وليديك ما يغني عن التفصيل؟

وهل أحتاج للتذكير بما كتبه وزير الثقافة الأسبق، الاشتراكي بن سالم حميش عن كون أربعة مخرجين مغاربة فقط يرفضون التمويل الأجنبي لأعمالهم، لأنه مشروط بالمس بالمقدسات وبتشويه صورة البلد؟..

ما ينبغي التوقف عنده ختاما، هو أن التعاطف مع فرنسا هذه المرة لم يكن بالإجماع في مواقع التواصل الاجتماعي، ومن خلال التعليقات والمقالات التي نشرت بالمناسبة، بل إن هناك من ذكّرها بماضيها الاستعماري الأسود، وحاضرها “الامبريالي” الأكثر سوادا، وهناك من شمت فيها لأنها شربت أخيرا من نفس الكأس التي شرب منها المسلمون طيلة عقود..

أغلب هؤلاء، ليسوا متعاطفين مع داعش ولا يتبنون أفكارها، ولكنهم مصدومون من حالة الميز التي يتعرض لها الأموات قبل الأحياء..

فداعش قتلت من المسلمين أضعاف أضعاف ما قتلت من “الكفار” باختلاف مللهم ونحلهم..

والمليشيات الشيعية مارست التطهير الطائفي في العراق على مدى أكثر من 12 سنة.. ولاتزال..

وإسرائيل كلما كانت عندها أزمة سياسية او اقتصادية داخلية إلا وقتلت بضع مئات من الفلسطينيين للخروج من الإشكال..

وروسيا تدخلت عسكريا في سوريا لتنال حصتها من دماء الابرياء.. وفي تاريخ أمريكا ما يغني عن التفصيل في هذا المجال.. وفي الصين يتعرض المسلمون للتضييق والحصار ويمنعون حتى من أداء شعائرهم الدينية.. وفي بورما يتعرضون للذبح والتهجير دون أن يحتج أحد..

إن الخطر الحقيقي هو أن معالم “تفهم” لما قامت به “داعش” في باريس بدأت تظهر في مواقع التواصل الاجتماعي، وهو “تفهم” قد يتحول إلى “تعاطف”، إذا استمر منطق الكيل بمكاييل مختلفة..

فإذا كان ضحايا الإرهاب متساويين في “الإنسانية”، فينبغي للعالم أن يحزن ويعلن الحداد على الجميع دون تمييز بسبب الدين او العرق او اللون، أما إذا كان الضحايا طبقات بعضها فوق بعض، فقد لا يجد المحرومون من “التضامن العالمي” سوى ترديد مقولة أبي سفيان “لم آمر بها ولم تسؤني”، تعليقا على “غزوات داعش” التي لا أحد يعلم أين ستكون محطتها الموالية..

اليوم هناك تطور نوعي، فنحن اليوم لسنا أمام “إرهاب” الستينات والسبعينات الذي كان “أبطاله” يسعون في الغالب للفت الانتباه إلى “قضية” أو “فكرة” ما، أو يحاولون دفع “الليبرالية” لفرملة تغولها، أو يبحثون عن وهم ثوري، بل نحن أمام “إرهابيين” يعتقدون أن الموت بداية وليس نهاية، وأن الحياة الحقيقية تبدأ فعلا بعد تفجير النفس.. لا يملكون “قضية” حقيقية يدافعون عنها.. ولا يمكن للخوف من القتل أن يردعهم..

من المؤكد أن العالم دخل عهدا جديدا بعد أحداث باريس.. وبعد إقرار روسيا بأن طائرتها تعرضت لعمل إرهابي.. لكنه سيكون عهدا أسود بالنسبة للعرب والمسلمين .. أكثر سوادا مما تعرضوا له بعد 11 شتنبر.. فمليار و300 مليون مسلم هم الآن إرهابيون إلى أن يثبت أنهم إرهابيون..

https://www.facebook.com/my.bahtat

‫تعليقات الزوار

20
  • sifao
    الخميس 19 نونبر 2015 - 23:31

    ما تمارسه داعش من اجرام في حق البشرية جمعاء لا يساوي شيئا بالمقارنة مع نتائج ما يمارسه بعض "الكتاب" من تضليل وتزييف للوعي يأخر حدوث انتفاضة دماغية تنقذ ما تبقى من ادمية الانسان المسلم وتخرجه من مستنقع الموت الذي يغرق نفسه فيه ويفتخر…الاقتتال بين السنة والشيعة ليس وليد ، التدخل الامريكي في العراق ومن قبله لبنان ومن بعده سوريا ، بل صراع تاريخي تعود جذوره الى فجر الاسلام …قد يتصالح السني مع اليهودي والمسيحي والبوذي و…الا الشيعي فلا…وهذا يدركه الجميع…
    فرنسا تحتاج الى كل ما ترى انها لا تحتاج اليه ، ليس لتبرير ما تنوي الاقدام عليه وانما لتنال التأييد، كدولة ، من مواطنيها ، هؤلاء هم من سيدفعون ثمن الحرب و ويتحملون تداعياتها ويقتسمون غنائمها ايضا …
    تقول ان فرنسا حاولت افشال التجربة الديمقراطية في تركيا خوفا من تكرارها في الدول العربية ، والحقيقة انها فعلت ذلك خوفا من زحف الديكتاتورية اللاهوتية من جديد على اروبا وتكون تركيا هي قاعدتها الخلفية ، الديكتاتورية الدستورية التي يحاول اردوغان تثبيتها ، بمنطق الاغلبية ، ما هي الا رد على رفض طلب انضمامها الى الاتحاد الاروبي ….

  • From Spain
    الخميس 19 نونبر 2015 - 23:53

    جازاك الله خيرا على هذا المقال..لقد اصبت و افدت

  • antifa
    الجمعة 20 نونبر 2015 - 01:29

    سيدي الفاضل، إن كانت فرنسا تحالفت مع الدكتاتوريات العربية، فرصيدكم أنتم كذلك في هذا الميدان لايستهان به. تذكير:
    ـ في الستينات تحالف إخوان مصر مع آل سعود لضرب التجربة الناصرية اليسارية.
    ـ في السبعينات كنتم حلفاء السادات لضرب التقدميين المصريين.
    ـ تحالفتم مع المالك الراحل الحسن الثاني لتدمير اليسار المغربي.
    ـ تحالفتم مع القاعدة الأمريكية قطر. مادامت قطر لا جيش لها ولا رصيد بشري، صرتم أنتم حليفها المخلص لتحقيق الحلم الإمبراطوري لهذه الإمارة. دمرتم ليبيا بالمال القطري والسلاح القطري والإعلام القطري وسلاح الجو الأطلسي وبالخصوص الفرنسي. والآن صارت ليبيا مرتعا لداعش وكل شذاذ الآفاق من الإرهابيين.
    أما إردوغان الديموقراطي جدا، فهو لذي فتح حدود بلاده لمرور كل الدواعش لتدمير سوريا. وإردوغان الديموقراطي جدا له علاقات تعاون عسكري وآقتصاي وطيد جدا مع الكيان الصهيوني. فإخوانجية إردوغان هي لتحقيق مصالح تركيا. هو قومي تركي قبل وبعد أن يكون إسلاميا. أما مُرسي فلن ننسى برقيته لصدقيه العظيم الصهيوني بيريز، وأن في عهده تم إعلان النفير لتدمير شعب سوريا.
    أما بوق قطر الإخواني فهو القرضاوي ومنذ السبعينات.

  • saccco
    الجمعة 20 نونبر 2015 - 01:45

    تتغير المقدمات واشكالها لكن المضمون يظل هو هو : الارهاب هو رد فعل طبيعي لما قام ويقوم به الغرب
    قد يكون الاستعمار والنظام العالمي(الغربي) ظالما للشعوب التي عانت وتعاني منه رغم انه يمكن طرح السؤال هل هذه الشعوب كانت أحسن حالا قبل دخول الاستعمار وبعد خروجه ؟
    لكن السؤال المحير هو ما هو هذا السر وما هي هذه القوة الجبارة والخارقة التي تمنح للبعض منا القدرة على التخطيط وممارسة القتل ببرودة الدم وبقمة السعادة المطلقة وهم يفجرون أنفسهم لوضع حد لحياتهم ولحياة مدنيين أبرياء
    يقول باسكال
    إن المرء لا يجد سعادة وفرحا في القتل الا عن قناعة دينية

  • العلم الفرنسي
    الجمعة 20 نونبر 2015 - 05:25

    تعيب عليهم خوفهم من اللاهوت الإسلامي ؛ تريدهم أن يتتبعوا الإنتخابات التركية بأعين الغربي وعاطفة الشرقي ؛ تجعل من إيريك زمور الإعلام الفرنسي كله وليس جزء منه ؛ لاتجد لإريك زمور وأمتاله أي عدر ؛ تريدهم أن يتركوك تصلي في الشارع وأنت تطرد التنصيريين ؛ تدكر بماضيهم الإستعماري و تقدس ماضيك الإستعماري التوسعي الدموي الدي استعبد الناس وسبى نسائهم ؛ وأخيرا وليس أخيرا تجد الأعدار للإرهاب وفي نفس الوقت تشجبه ؛ تعيب على الناس تضامنهم وتبرئة دينهم من الذين يدبحون باسمهم ؛ تعيب على الدولة التظاهر بالتضامن لعلها تزرع في مواطنيها بعض الإنسانية التي دمرها فيهم كلام "جلد، صلب، قطع الرقاب … المتردد صباح مساء . لا تعترف بأن الدين أصبح يشكل خطرا ، مازلت تدكر الناس بسلامة رسالته، وتريد من يرى العكس أن يصدقك، وأنت لازلت لم تفهم لمادا يكره دينك، وتريده أن يتبنى حبك إليه …. إيوا أسيدي سير عوض فرانسوا هولند واحكم فرنسا…

  • ربنا لا تئاخدنا بما فعل ،،،
    الجمعة 20 نونبر 2015 - 08:28

    لو ان ابنك كان من بين إرهابيي باريس ؟ولم تسمع بالخبر الا بعد ان وقع الفاس بالرأس ،اكيد أنكا ستصاب بالصدمة ،وتتبرأ منه امام الفانون ،والله ،وتقول لا حول ولا قوة الا بالله ،وتعلن استعدادك للتعويض واو رمزيا لأهل الضحايا ،فهدا هو الموقف الاخلاقي الصائب ،والإسلامي الأصيل ،والدي ،يجب ان يتبناه الجميع ،ولسيما الإسلاميين ،وليس بمتل هده الخطابات ،نعم ندين ولكن الغرب وفرنسا لهما نصيب من المسؤولية ،وهو حكم عام يتطلب تحديد المسؤوليات ،ولكنه خاطئ لانه يبقى دائما السؤال ،مآ دنب أولائك الضحايا ?في مشاكل نجيريا ،او مستعمرات فرنسا سابقا او مشاكل الشرق الأوسط او الرهينكا ،وهو موقف بلندن والقاعدة ، هدا ان أر دتم ان لا يئاخد الغرب مهاجروكم بما فعل سفهائهم ،

  • almohandis
    الجمعة 20 نونبر 2015 - 08:50

    مقال في الصميم يذكر الأسباب و الجذور الحقيقية للإرهاب لكن يبقى أن لجوء هؤلاء المسلمين الى العنف و قتل الأبرياء و المعاملة بالمثل ليست من منهج الأنبياء .. منهج الأنبياء كما ذكره القرآن في الدعوة الى الله و التغيير مخالف و بعيد عن فكر الدواعش فالقرآن لم يذكر نبيا مستضعفا كان يغتال الناس و النبي مكث في مكة مستضعفا فلم يقتل احدا او احرق احدا

  • Tannmmirt
    الجمعة 20 نونبر 2015 - 11:07

    نحن الان في القرن الواحد والعشرين بواقعنا وامكانتنا الراسخة امامك.وواقعنا نحن في المغرب مرتبط بهدا الغرب وملايين المغاربة في الاصل لم يدهبوا هنالك من اجل الدين متلا ولم تكن تصفية الحسابات باسمه يوما في حساباتهم.وتواجدهم هناك كان من اجل تحسين الحال الدي الجءهم اليه سوء الحال وهم في هدا مظطرون لا اكتر.
    كلامك عن فرنسا وامريكا والعراق وغزوة باريس والسنة والشيعة لن يغير من الواقع شيء .وستبقى فرنسا والغرب على بعضه كما هو مالكا لارادته وسيد واقعه وامكاناته .وسيبقى اولاءك الدين تمتلهم رؤاك واقاويلك بنفس واقعهم والادهى انهم يجهولنه .
    تصرفات البعض الطاءشة تلك .كل ما يهمنا فيها نحن كمغاربة هو ارتدادها على المساكين اولاءك من بني جلدتنا وهم كما قلنا بالملايين.
    اما كلامك عن امانديس وغيرها فهي لا تغدو طباع بشر جلب على الطمع كما جلب على الايتار …ولك في العامودي القادم من ارض الحرميين متالا لتقيس …

  • عاجل
    الجمعة 20 نونبر 2015 - 12:25

    شكرا لك يا اخي على هذا المقال الرائع وعلى جميع المقالات التي تكتب،في ما يخص بعض التعليقات المستفزة انصحهم بمغادرة المغرب والتوجه الى باريس او بروكسيل او امستردام ارض الله واسعة،المؤسسات الغربية منذ 600 سنة وهي تفكر ليس فقط في تدمير الاسلام ولكن بتدمير الانسانية، وقد بدأت ذلك المشروع الشيطاني بالاستعمار واحتلال القارات (امريكا اوستراليا نيوزيلاندا……)،لم يكتفوا فقط باحتلال ارض الغير والقضاء على السكان الاصليين بل حاولوا القضاء حتى على ما تتميز به كرتنا الارضية من تنوعات واختلافات ووو،بحيث حاولوا واستطاعوا الى حد ما من "تبييض جنوب افريقيا، وتهويد فلسطين،كما حاولت فرنسا "فرنسة الارض الجزائرية ،ليس فقط اللسان……"،الغرب حيوان مفترس لل يتعامل مع الاخر الا من منطلق انه الاقوى،نُعامل هنا في الغرب كالشحادين كالمساكين،ينطلقون من انك جئت تطلب المساعدة لا اقل ولا اكثر وانا اعيش هنا واعي جيدا ما اقول،ولكن المسؤولية تقع بالدرجة الاولى على الانظمة التي تحكم العالم العربي والاسلامي بدون استثناء.

  • مجد
    الجمعة 20 نونبر 2015 - 12:33

    قبل أن تتوجه أصابع الاتهام الى الاسلام والمسلمين فإن الدولة الاسلامية أعلنت مسؤوليتها عن كل العمليات وآخرها اسقاط الطائرة وهجمات باريس ، وبالتالي فإن الاعتراف يبقى سيد الأدلة.غير أن المنظرين للإسلام السياسي ووراءهم "جماهيرهم-مريدوهم" أحرجوا وحوصروا بالأدلة والاعترافات والأفعال ولم يجدوا منقدا خيرا من نظرية المؤامرة التي أصبح حتى العامي الأمي يتحدث بها .وفي هذا الاتجاه يسير كاتب المقالة بقوله إن الهجمات لاعلاقة لها بالتدين( حاشرا مجموعة من الأحداث من قبيل الاعتداء على أبيضار –الأمازيغية) …وإنما هي ردة فعل على تآمر فرنسا والغرب عموما على الاسلام والمسلمين إلا انه لم يستمر في منطق المؤامرة إلى الآخرويتحدث عن إحسان وفضل "أصدقاء الشعب السوري" الذي يتكون من أكثر من60دولة وتسليح الارهابيين وتدريبهم وتمويلهم وتسهيل مرورهم من طرف تركيا الديموقراطية لتدمير سوريا…ان تبرير الارهاب بهذا الشكل هو تخندق معه وتشجيع له وإطالة أمده بدلا من مراجعة الثرات والفكر الانتحاري التخريبي الذي أوصل الأمور إلى هذا الحد

  • مواطن حر
    الجمعة 20 نونبر 2015 - 12:40

    في اليومين اللذين سبقا الأعمال الإرهابية، تنافست جريدة لوموند ومجلة لوبوان وقناة تي إف 1 وغيرها.. على تخصيص مساحات واسعة لقصة الممثلة المغربية لبنى ابيضار بتفاصيلها المعروفة.. هذا الخبر الذي لا قيمة له، والذي له أوجه أخرى أغفلتها تلك الصحف والقنوات، لم يتم فيه فقط إقحام "المتطرفين" والجزم بهوية الواقفين وراء الاعتداء "المفترض" بل تم التذكير بأن أبيضار "أمازيغية"، وهو وصف لم يوضع اعتباطا، ولا جاء في إطار تنوير القراء.. ففرنسا لازالت تتعامل مع مستعمراتها القديمة بنفس الاساليب الكولونيالية القائمة على زرع المتفجرات العرقية والألغام الطائفية الموقوتة.. بل لازالت تضع المصالح اللغوية والثقافية قبل المصالح الاقتصادية والسياسية..

    فلا يمكن أن تحدث في المغرب إشكالية متعلقة بالهوية، وتحديدا بالدين واللغة، إلا وكانت البصمة الفرنسية حاضرة، بل إن "وليدات فرنسا" -وهو توصيف ملطف للعملاء والحرْكيين الجدد-، اصبحوا يتحركون بوجوه مكشوفة، ويساهمون علنا في خلق الفتن وتأزيم الأوضاع.

  • FOUAD
    الجمعة 20 نونبر 2015 - 13:25

    اشكر الكاتب
    و حتى لا اطيل فاني ساقول!
    لو كان عندك مرحاض في منطقة منعزلة فانك ستحفر حفرة عميقة / مطمورة لجعل مجاري المياه تذهب الى مكان سحيق!!!
    طالما هناك جراح و "مجاري مياه" في فلسطين من 67 سنة و اخرى في العراق و سورية و غيرها فان العالم لن يستمع بالامن! و "الوقاية خير من العلاج"
    بكل موضوعية! ماذا "يربط" السوري بالحياة و هو يقذف من بشار و امريكا و فرنسا و العراق و حزب الله و روسيا!

    و اما المنفذين فهم "مرضى" des vrais psychopathes
    Mon salam

  • antifa,sifao,saccco
    الجمعة 20 نونبر 2015 - 19:02

    هؤلاء من بين أبرز قراء هسبريس أناة ورصانة ، كما قد يشاركني هذا الرأي جمهور القراء ، وإن كانت قد اختفت أسماؤهم لبعض الوقت ، في حين نجد شريحة من القراء مع احتراماتي للجميع يعلقون بعواطفهم الجياشة ، ومنهم من يكتفي بالتعليق على العناوين ليس إلا. إمضاء KITAB

  • sifao
    السبت 21 نونبر 2015 - 00:14

    تركيا استنفذت كل الطرق والسبل للانضمام الى الاتحاد الاروبي ، لكنها لم تفلح ، بالنظر الى ماضيها الاستعماري الدامي ، وعدم اعترافها بجرائمها ضد الانسانية ، ابادة الارمن ، ووضعها الحقوقي المتردي نتيجة سياسة التهميش والاقصاء التي تنهجها ضد الاقليات العرقية ، وبعد فشلها الذريع ولت وجهها جهة الشرق حيث تعيش كائنات استهلاكية وثرية ثراء فاحشا ، عازفة على وتري الدين وفلسطين لاستمالتها ، وكان موقفها من حصارغزة ومحاولة خرقه بداية سطع نجمها في سماء الامل الاسلامي المفقود ، فاتخذ منها الاسلاميون نموذجا لدولتهم الموعودة ، لكن يصطدمون بالحقيقة التي لا يريدونها ، علمانية الدولة " في تركيا .
    هل كانت تركيا ، ستغير سياستها الخارجية ، تجاه قضايا العرب والمسلمين ، لو قبلت دول الاتحاد طلب انضمامها اليه ؟ هل كانت لتضحي بمصالحا الاقتصادية والسياسية من اجل رضاع قطاع غزة ؟ لا يفهم هؤلاء ان علاقات الدول هي علاقة مصالح فقط ،وان الموقف قد يتغير 90 درجة بين عشية وضحاها ، قُتل اكثر من 100 تركي في تفجير انتحاري ولم تحرك ساكنا ، وقتلت اسرائيل 19 في سفينة مررة وادانتها شفويا…من لا يحمي شعبه لا يستطيع حماية غيرة…

  • أطــ ريفي ـلـــس
    السبت 21 نونبر 2015 - 08:20

    في الغرب توجد العديد من الجاليات،إلا أن الجالية الوحيدة التي تعشق الموت بطريقة تراجيدية رغم توفر كل ظروف الحياة الكريمة بالمقارنة مع بلادهم الأصلية هي الجاليات العربية المسلمة أو التي أصابتها لوثة العروبة من مغاربة أو أفارقة.
    لم ينفجر الماليزيون ولا الأندونيسيون ولا الإيرانيون وحتى المغاربيون من سوس والأطلس والريف الذين ارتكبوا هجمات ضد فرنسا لم يفعلوا ذلك ثأرا لأجدادهم الذين أُهينوا أو سقطوا قتلى بواسطة البندقية الفرنسية والإسبانية…إبان فترة الاستعمار،بل إن إبرة البوصلة في جماجم كل الإرهابيين تتجه نحو منطقة الشرالأوسط(أسقطت حرف القاف عمدا لا سهوا)،الكل يتعلل بالقضية الفلسطينية وأن تحرير فلسطين يجب أن يمر أولا على جثة بشار العلوي ونصر الله الشيعي والخامينئي الرافضي!
    الإرهاب أصله عربي وللأسف بنكهة إسلامية:"ترهبون به عدو الله وعدوكم"،"قاتلوا المشركين كافة"،وهذا من سوء حظ الإسلام.
    كان لأمريكا التي أبادت الهنود الحمر أسوة حسنة في العرب(الفاتحين)الذين أبادوا الكثير من الأعراق والقوميات،ولولا اضظهادهم لمسيحيي الشرق ومنعهم من الحج إلى أماكنهم المقدسة لما كان هناك شيء اسمه الحروب الصليبية.

  • FOUAD
    السبت 21 نونبر 2015 - 08:44

    من لم يعايش الاتراك و حبهم لبلدهم و حبهم لدينهم و تضامنهم مع بعضهم البعض لا يحق له ان يقيم 80 مليون تركي!!! تركيا ضربها الارهاب اكثر من امريكا و فرنسا "مجتمعين"! فما "تضامن" معها احد! بل اصدقاء "اوجلان" يستقبلون بالورود في اوربا!
    Vas savoir!!!
    تركيا اقترحت عل العالم حلا جذريا و هو اسقاط بيت الداء بشار! فرفض الغرب ذلك!
    vas savoir!!!
    سياسة "الشياطين" هي توطين الفلسطينيين في لبنان و السوريين في تركيا و المشاكل في الشرق الاسلامي!!!
    المعلقون "الاكثر رزانة" هم المعلقون الاكثر "كرها" لمن يخالفهم! لا كما توهم البعض! فهم يتوزعون بين اليسار و العلمانية! ليس الا! و قد تتبعت تعليقاتهم فبدات اتحاشاها نسبيا لتكرار محتواها! وهي تدندن حول منع "شريحة" مهة من المجتمع من "الحكم" بل من "الكلام" و كانهم مصابون بالجذام! انهم يمثلون اليسار الذي اصبح "قزما"!
    Mon salam
    PS لا ننس ان تركيا لم"يقطر بها سقف" فقد كانت قوة عظمى قبل 100 عام فقط!

  • sifao
    السبت 21 نونبر 2015 - 14:10

    هذه هي العقلية المتطرفة ، من ليس معي فهو عدوي ، هناك فرق بين الكره والاختلاف ، من يكره يستعد للقتل ومن يختلف مستعد لتقبل الرأي الآخر ، انت تقرأ التعليقات انطلاقا من هذه الخلفية ، من ليس معك هو عدوك ، لذلك تنظر الى تعليقاتهم على انها حقد وكره …الاتراك يحبون وطنهم ودينهم ومؤخراتهم ايضا ، هذا لا يهمنا في شيء ، ما يهمنا هو تغاضيهم عن الارهابيين الذين يلتحقون بسوريا عبر اراضيها ، لم تنجح في تعقبهم ونجت في اختطاف اوجلان من قلب روما ، وبعد ان احترقت بنيرانهم اعتقلت خلال ساعات معدودة الاف من اتباع داعش ، بل ، استغلت الحادث لقتل الاكراد بحجة وقوفهم وراء التفجير رغم اعتراف داعش بالمسؤولية …
    حزب العمال الكردستاني يخوض حربا ضد الدولة التركية التي سلبت كل حقوق الاكراد المدنية ، ولم يسبق لاعضائه ان استهدفوا فضاءات عامة في اروبا او حتى في تركيا ، الاعمال التي تُنسبها اليهم الحكومة كلها ملفقة من استخباراتها لتبرير شن حربها على جزء كبير من مواطنيها …الآن تتبول في سروالها مخافة ان تكون ضمن الدول الداعمة للارهاب حسب التصنيف الروسي الجديد…

  • هواجس
    السبت 21 نونبر 2015 - 21:36

    خليفة بغداد في باريس …هذا من فضلكم وبفضلكم وصلوا الى هناك ، تبدعون كل مرة حين تقررون… يقال ان في باريس يوجد كل ما يمكن ان يخطر ببال انسان ، من اتفه الاشياء الى اعظمها، شيء واحد غاب عنها واحضره خليفة بغداد معه اليها …سيذكر التاريخ هذا ، لكن ، دون ان يقرأ تلاميذ المدرسة عن غزوة باريس كما قرأوا عن غزوة بدر الكبرى…
    ميلاد نقطة خلافية اخرى بين الاخوة في الله ، هل موقعة باريس غزوة مباركة ام لا ؟
    فليخرج علينا من يقول ان "داعش" لا تمثل الاسلام ولا المسلمين في شيء ، وان اعمالها لا علاقة لها بالاسلام ، ما لا علاقة له بالاسلام كفر ، اذن ، داعش كافرة…يقولون ان الدواعش يسيؤون للاسلام ولا يقولون انهم ليسوا مسلمين ، يجب ان يتحدثوا كفقهاء وليس كساسة …هل الدواعش مسلمون ام لا ؟
    حديث ضعيف عند الفقهاء القدامى يسمى عند المحدثين منهم مؤامرة ، والآيات الواضحة يقول عنها القدامى منسوخة ، ويقول المحدثون عن الصور الفتوغرافية المباشرة مفبركة ، يجب ان تكذب ما تراه عينيك لتكون صادقا …
    شرفنا حضوركم في عاصمة الانوار…الله اكثر خيركم…

  • FOUAD
    السبت 21 نونبر 2015 - 22:12

    الذين تغيضهم تركيا لانها تقدمت في كل المجالات و تحت قيادة حزب "ظلامي" هذا شانهم! لكن ليكفوا قليلا عن اعطاء الدروس و هم احوج الناس اليها! و اني بكل صدق قائل لهم :
    عندما تحترمون حق الشعوب "كل" الشعوب في اختيار حكامها!
    عندما تدينون الارهاب "كل" الارهاب!
    عندما يكون ارهاب داعش و ارهاب الاكراد عندكم سواء!
    عندما تدركون ان ميزانكم يغلب عليه التطفيف!
    عند ذلك نحترم اختلافكم! و نحن نعرف جيدا الذي يختلف معنا و نحترمه و لو كان ملحدا او مجوسيا او يهوديا و نعرف من يدعو الى اسكات اصوات المخالفين و منعهم من الكلام! و من يلحظ تشنج الردود يعرف ان الاناء بما فيه ينضح!
    ان الاتراك شعب متحضر و يتحمل ب"سخاء" ازمة سورية! بينما تنكر للقوم اهل البترول و الدول التي تدافع عن "حقوق الانسان"! اللهم ما كان من ترحيب بتشتيت الشعب السوري من اجل عيون "شعب الله المختار"!
    تاملوا كيف تقصف روسيا "المعارضة" ب"تقدمييها" و "رجعييها" من اجل ان يبقى بشار في السلطة لتعلموا انكم ستاكلون يوم ياكل الثور الابيض!
    PKK يمارس الارهاب باعتراف اوربا! و يمارسه قبل مجئ اردوغان بكثير! فاين التلفيق?
    Mon salam

  • sifao
    السبت 21 نونبر 2015 - 22:30

    العالم في حيرة …. ، عندما كانت كتائب القدافي على مشارف بنغازي ، تحرق الاخضر واليابس ، ارتفعت اصوات الاستغاثة ، وطالبوا بتدخل الغرب لوقف الزحف ، وعندما تدخل واسقط القذافي وانتشرت الفوضى قالوا ، ان التدخل الغربي في ليبيا ، هو سبب الفوضى ا…عندما انتقلت "الثورة" السورية "المباركة" الى مرحلة المواجهة المسلحة وأُعلن النفير العالم من وسط القاهرة …قالوا ، التدخل الغربي في النزاع خط احمر ،وعندما انتهت مدة 30 يوما التي حددتها المعارضة لاسقاط النظام ، وبدأت البيوت تسقط عللى الرؤوس ، طالبوا بتدخل الغرب ، لكن على مستوى الجو فقط ، اردوا ان يملوا على الغرب ما يجب ان يفعله واذا لم يفعل ، سيتهمونه بالتسبب في ظهور داعش لانه لم يتدخل في الوقت المناسب كما فعل في ليبيا ، اغتيال السفير الامريكي وطاقمه كان اول "رد جميل " لامريكا على تدخلها ومساعدتها للاطاحة بالقذافي ، لا يلذع من نفس الجحر مرتين الا الغبي ….لكن ما يجب ان يتعلمه العرب من هذه الدروس ، هو ان لا شيء يُقدم بالمجان وان يستعدوا للدفع كل مرة اخطأوا في الحسابات ، الغرب يعلن جهارا نهارا ان من حقه يحمي مصالحه على طريقته ….

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 1

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس

صوت وصورة
الحومة | بشرى أهريش
الأربعاء 27 مارس 2024 - 21:30

الحومة | بشرى أهريش

صوت وصورة
احتجاج أساتذة موقوفين
الأربعاء 27 مارس 2024 - 20:30 5

احتجاج أساتذة موقوفين