"بُؤْس العالَم" مَأْوًى للإجرام الاسترهابيّ!

"بُؤْس العالَم" مَأْوًى للإجرام الاسترهابيّ!
الثلاثاء 24 نونبر 2015 - 15:10

لا شكّـ أنّ ما أَوْقَعه، في 13 نُوفمبر الماضي، «الإجْرامُ الاسترهابيُّ» من ضحايا في العاصمة الفرنسيّة “ﭙــاريس” يُمثِّل فظاعةً كُبْرى مِمّا يَقْترفُه «المُفْسِدُون في الأرض» عُدْوانًـا بغير حقّ ومِمّا لا يُسوِّغُه دينُ “الإسلام” إِلَّا في نظر من كان في قلبه مَرضٌ سواء أَعُدّ من المُسلمين أو من غيرهم. ولكنّ هذا الاستنكار لا يَستقيمُ إِلَّا إِذَا ﭐقترنَ بـﭑستنكارٍ آخر يَرْفُض أن تُتّخذَ تلكـ الفَظاعة من قِبَل كُلِّ مَنْ له مصلحةٌ من السِّياسيِّين والإعلاميِّين في توسُّل «الإرْهاب بـﭑللَّـاأَمْن» لتَبْرير حُرُوبهم ضدّ مُختلِف «المُستضعَفِين في الأرض» (و، بالأخصّ، منهم “العرب” و”المُسلِمين” لإصْرارهم على مُقاوَمةِ ما يُؤْتى من الباطل والعُدْوان بـﭑسم مُحارَبة «الإجْرام الاسترهابيّ»).

ومن جرّاء تلكـ الأحداث الفاجعة، صار أَخيرًا سادةُ العالَم إلى إعلان الحقيقة الذي ظَلُّوا يُخْفُونها: «أَنّهُم في حَرْبٍ»، بل أنّهم كانوا (ولا يزالون) يَخُوضون حُروبًـا قَذرةً (فلسطين، أفغانستان، العراق، الصُّومال، الشِّيشان، ليبيا، سُوريا، اليمن، مالي). وإذَا كان مقالُ «حُرُوبُكم، قَتْلانا» للكاتب الفرنسيّ “جُوليان سالانْـگ” (Julien Salingue, «Vos guerres, nos morts», Mediapart, 14 novembre 2015) يُمثِّل أحسن تعبير يَفْضح حُرُوب المُتاجرين بمَآسي البَشر التي هي السبب في القَتْلَى “هُناكـ” و”هُنا”، فإنّ الفيلسوف الألمانيّ “يُورغن هابرماس” قد لَخّص حقيقةَ الأمر بقوله: «أديانُ التّوْحيد الكُبرى تَمتدّ أُصولُها بعيدًا جدًّا في الزّمن [الماضي]، في حين تُعَدّ الحركاتُ الجهاديّةُ شكلًا حديثًـا تمامًـا، شكلًا من ردّ الفعل على شُرُوطِ حياةٍ تَتميّزُ بالاجْتثاث. ولَفْتُ الانتباه، لغرضٍ وِقائيٍّ، إلى إِدْماج اجتماعيٍّ مُتعثِّر أو إلى تحديثٍ اجتماعيٍّ مُختلّ لا يُخْلي، بالطّبع، ذِمّةَ مُقْترِفي تلكـ المَصائب من كُلِّ مَسؤُوليّة شخصيّة.» (لُومُوند، 21 نوفمبر 2015).

ولعلّ الفِلْم الأمريكيّ “مَأْوًى” (Shelter) يُجسِّد شيئًـا من واقع «بُؤْس العالَم» بصفته المَأْوَى الفِعْليّ لـ«ﭐلإجْرام الاسترهابيّ». وهذا الفِلْم من بُطولة “أنتوني ماكّي” (Anthony Mackie) و”دجينفر كُونْلي” (Jennifer Connely)، ومن إخراج “ﭙـول بيتاني” (Paul Bettany)، وهو فِلْمٌ مُنْجَزٌ في عام 2014 وصادر في 13 نوفمبر2015 (لا ينبغي، بالخصوص، خَلْطُه بالفِلْم الآخر الصّادر في هذا العام بالعُنوان نفسه من إخراج “وريون بُولين” و”آدم كُوديل”، ولا بالفِلْم الآخر الصادر عام 2007 من إخراج “يُوناح ماركوفيتز”).

يَتضمّنُ فِلْمُ “مَأْوًى” ذاكـ أَجوبةً عن الأسئلة التي تُلِحّ على كثيرين مِمّنْ يُريدون أن يَفهموا شيئًـا يَتجاوزُ ما يُصرّ مُحْترفُو “التّضْليل” على تَرْسيخه حول ما يُسمّى “الإرهاب” وما يُخْتزَل مصدرُه في «التّطرُّف الدِّينيّ» الذي يُجسِّدُه لديهم “الإسلامُ” ومُجتمعاتُه الغارقة في “التّخلُّف” و”التّزمُّت” فقط بفعل أسبابٍ ذاتيّةٍ لا صلة لها، في ظنِّهم، بنظام “الهَيْمنة” العالَميّ!

وتَتعلّقُ قِصّةُ الفِـلْم بِرَجُلٍ من أَصلٍ أفريقيّ أسود وَجَد نفسَه مُهاجرًا بلا أوراق يَعيش مُتشرِّدًا دون مَأْوًى في شوارع “نيويوركـ”. وفي يوم من الأيام، ﭐحْتجزته الشُّرْطةُ؛ ولمّا أَفْرَجتْ عنه، عاد إلى حيث كان يَتْرُكـ أَمْتعتَه بالشّارع، فأَلْفاها قد نُهِبتْ بما فيها حِـذاؤُه الشّتْويّ الذي رَأَى جارَه “دْجيري” يَنْتعلُه بعد أنْ ﭐلْتقطه غَنيمةً. ثُمّ إنّ “طاهر” هذا، في أثناء تَجْواله بالشّوارع، لَمَح ﭐمرأةً فظَلّ يُلاحقُها ويَرْمُقها من بعيدٍ إلى أنْ أَظْلَم اللّيلُ فـﭑقترب منها على أحد الجُسور، ممّا جَعلَها تَدْخُل معه في خصامٍ طالبةً منه أن يَكُفّ عن مُلاحَقتها. ومن خلال مُحادَثةٍ قصيرةٍ بينهما، أَخبرها أنّه إنّما يُريد سُتْرتَه التي تَنْتَطقُ بها، ثُمّ لَمّا أَلْقَتْها في وَجهه أَسْدى إليها النُّصْح بأَلَّا تبقى طويلًا على الجِسْر مُلَمِّحًـا إلى أنه مكانٌ ﭐعتاد أمثالُها أن يُلْقُوا بأنفسهم من فَوْقه ليَنْتحروا. وما كاد “طاهر” يُنْهي كلماتِ نصيحته، حتّى ﭐعْتلتِ المرأةُ شِباكَـ الجِسْر فأَسرع إليها وطَرَحها على الأرض مُمْسِكًا بها وهي تُحاول أن تُفْلِتَ منه لكي تُكْمِـلَ فَعْلتَها «لأنّها تُريد أن تُغادر [هذا العالَم]». كانتْ هذه الحادثة السّببَ في اللِّقاء بين “طاهر” و”حَنّا” (أو، أحسن، “هَنَاء” في مُقابل الاسم اليهوديّ Hannah) التي هي ﭐمرأةٌ بيضاء قادتها الظُّروفُ إلى أن تَعيش مِثْلَه مُتشرِّدةً في الشّارع بلا مَأْوًى، لأنّها ﭐنْتهتْ إلى إدْمان المُخدِّرات بعد أنْ فَقَدتْ زَوْجَها الجرّاح الذي قُتل في مُهمّةٍ بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 […]؛ وتَطوَّرتِ الأُمورُ بين “طاهر” و”حنّا” إلى أنْ وَجَدا نَفْسيْهما مُتشرِّدَيْن مُتصاحِبَيْن ومُتحابَّيْن. ومن أجمل مَشاهد الفِلْم ذلكـ الحوار الذي دار بين بَطَلَيْه حينما كانتْ “حَنّا” مُنْتشيةً وتُداعب “طاهر” سائلةً إيّاه عمّا إذَا كان مُؤْمِنًـا حقًّـا، فإذَا به يُجيبُها بأنّه يُؤْمن دون أَدنى رَيْب؛ لكنّها سَخِرَتْ منه مُعترضةً بما في العالَم من بُؤْس، فردّ عليها بأنّ نبيّ اللّـه رَأى الجنّة وأكثر أهلها من الفُقراء، غير أنّها لم تُصدِّق وأَمْعَنتْ في سُخْريّتها من طِيبَته إذْ يَرْجُو ما لن يَتحقّق إِلَّا بعد موته! وتَكرّر هذا المشهدُ وهُما في داخل منزلٍ تَسلَّلَا إليه في أثناء غياب أَهْله، حيث بادرتْ “حنّا” إلى سُؤالِ “طاهر” عن إيمانه، فسَأَلها بدوره عمّا تُؤْمن به؛ وكان جوابها أنّها تُؤْمن، مثلا، بـ«الانفجار العظيم»؛ فإذَا به يَسألُها عمّن أَحْدَث هذا الانفجار؟ فتَقُول له: «تلكـ هي المُشكلة، لكنْ لا يُعْقَلُ حَلُّها بما هو أعقد منها!»، مُشيرةً بذلكـ إلى أنّ الإيمان باللّـه ربًّـا خالقًـا ومُدِّبرًا للكون لا يَمنع من استمرار السُّؤال عن الأصل (وهذا ظنّ كثير من المَلاحدة لغفلتهم عن أنّ الإيمان باللّـه يَستلْزم أنّ له «كُلّ صفات الكمال» بما يَجعلُه «واجبَ الوُجود» أو، بالأحرى، «الغنيّ بالوُجود» الذي لا يَفْتقر إلى «علّة مُوجِدة») […]. ويُفْهَم من ذلكـ أنّ ظُروفَ التّشرُّد جَمعتْ بين مُؤْمن ومُلْحدة يَتحاوران ويَتعارفان! ومن أجمل مَشاهد الفِلْم، أيضا، ذاكـ الذي حاوَل فيه “طاهر” مَنْع “حنّا” – لمّا كانا يَبِيتان بنفس المنزل- من الاستمرار في إدْمان المُخدِّرات فأَخذ يُؤنِّبُها بعد أن أَلْقى صورةَ ﭐبنها بين يَدَيْها وهو يُخاطبها: «عارٌ عليكـ! أيُّ أُمٍّ أنتِ؟! كيف تَتْرُكينَ ﭐبْنكـ وحيدًا؟!» (سَبَق في الفِلْم أن ﭐسْتلَم “طاهر” صورةَ ﭐبْنِها من أبيها الذي أَتى يَبحثُ عنها في الشّارع فسأله أن يَدُلّه عليها […])، مِمّا أَدّى إلى نُشُوب مُشادّةٍ بينهما تَرتّب عليها أنْ واجهتْهُ “حنّا” بالسُّؤال عمّن «هو في الواقع» بما أنّه صار يَعْرِف عنها كُلَّ شيءٍ ويَأْبَى أن يُعرِّفها بنفسه. وبعد شيء من التردُّد سَرَد “طاهر” قصّتَه مُخْبرًا إيّاها بأنه آتٍ من مكان أشدّ عُنفًـا من كُلّ ما يُمكنُها أن تَتصوّرَهُ؛ فهو من “نيجيريا” حيث وَجد نفسَه، في ذات يومٍ، يُشاهد (مُخْتبئًـا مع ﭐبنه “إبراهيم” في دُولاب) زوجتَه تُغتصَبُ وتُقْتل؛ ثُمّ أَتتْ بعدُ رصاصةٌ أصابتِ ﭐبْنَه فأَوْدتْ بحياته؛ وفي خلال المَأْتَم جاء من أَخْبره بأنّ «الإسلام زهرةٌ جميلةٌ، لكنّها تحتاج – في بعض الأحيان- إلى الأشواكـ!»؛ مِمّا دفعه إلى أن يَنْخرط فورًا في تنظيم «بُوكُو حرام» فيَصير إلى ﭐقْتراف كُلّ الفَظاعات التي جَعلته مُجْرمًـا يَستحقّ أن يُخلَّد في نار جهنّم. وكمْ كانتْ قصّتهُ صادمةً لـ”حَنّا” التي لم تَمْلِكْـ إِلَّا أن تَحْقِـن نفسَها حُقْنةً شبه قاتلة […]. وما لَبِث أنْ حَلّ الشّتاء بنيويوركـ فمَرِضَ “طاهر” مرضًا شديدًا أَدْخَله إلى المُستشفى، وبعد أنِ ﭐطْمأَنّتْ عليه “حَنّا” وَجَدا نفْسَيْهما مُلْقَيَيْن في الشّارع مرّةً أُخرى، لكونهما بدُون أوراق ولا ضمانات تُمكِّنُهما من إيجادِ مَأْوًى قارّ ومن شراء الأدوية اللّازمة لعلاجه […]. ولقد كافحتْ “حَنّا” لإنْقاذ حياة “طاهر” حتّى إنّها لمْ تَتردّدْ عن تعاطي نوعٍ من الدّعارة مع حارس لَيْليٍّ بمَبْنًى عامّ صار لهما مَأْوًى إلى أن حَدَث ما أدّى إلى مَقْتَل الحارس في عِراكـٍ مع “طاهر” الذي ما لَبِث أنْ مات تاركًـا إيّاها بين خيار أن تستمرّ مُتشرِّدةً في الشّارع أو أن تَرْجع إلى بَيْتها لرعاية ﭐبْنها إلى جانب أَبيها الذي تَكفّل به بعد غيابها والذي أَبَى أن يُساعدها حينما كانتْ في أمسّ الحاجة إليه (إنّه مُلخّصٌ سريعٌ لقصّةِ فِلْم “مَأْوًى”، وهُو مُلَخّصٌ يُرْجَى أَلَّا يَكُون مُخِلًّا بحُبْكةِ القصّة وأَلَّا يُفْسدَ مُتْعةَ من يُريد مُشاهدةَ الفِلْم الذي يَعْرِض مُشْكلةَ «الوَضْع البَشريّ»).

ولَكَـ أن تَتأمّلَ كيف أنّ «الإجْرام الاسترهابيّ» – الذي كان السّببَ في ﭐنتهاء “طاهر” و”حنّا” إلى أن يَعيشَا مُتشرِّدَيْن والذي يُريد المُستفيدُون من نظام “الهَيْمنة” العالَميّ أن يَجعلُوه قَضيّةً مِحْوريّةً في السِّياسة الدّاخليّة والخارجيّة على سواء- هو نفسه السّبب في ما أَدّى إلى اللِّقاء بينهما على النّحو الذي دَخَلَا به في تَجْرِبةٍ وُجوديّةٍ أَثْمرَتْ أنّ كُلًّا منهما تَمكَّن من أن يَستعيدَ «مَأْواهُ الحقيقيّ» كإنسان قادر على “التّعايُش” و”التّعاوُن” مع الآخر. لكنَّ «بُؤسَ العالَم» المُحيط أَبى إِلَّا أن يُعيدَهُما إلى جحيمِ ﭐفْتقاد “المَأْوَى” بما يُؤكِّد أنّ مَكْمَنَ مَصائب البَشريّة جمعاء قائمٌ في مجموع الشُّرُوط المُحدِّدة لـ«نظام العالَم الحديث» بما هو نظامٌ كان، ولا يزال، يَشتغل كإعاة إنْتاج لأوضاع البُؤْس بالنِّسبة لأكثر الناس، وهي الأوضاع نفسها التي يَستغلُّها المُتغلِّبُون أَيّما ﭐستغلال.

وحبّذا لو ﭐستُعمل هذا الفِـلْمُ، وأمثالُه، ضمن برامجَ لتَوْعيةِ كُلّ الّذين يُحِبُّون أن يَتعاملُوا بصَلَفٍ وعُنْجُهيّةٍ مع واقع «الإجْرام الاسترهابيّ» ظانِّين أنّه يُمثِّل مُمارَسةً تَخُصّ وُحُوشًـا لا دواء لها سوى التّقْتيل والتّنْكيل من دُون رَأْفةٍ وخارج القانون. والحالُ أنّ ذلكـ التّعامُل ناتجٌ من تجاهُل واقع «بُؤس العالَم» المُحيط بفئاتٍ كُبرى من كُلّ المُستويات الاجتماعيّة، فئات تُعاني مُختلف أنواع الهَشاشة بما يَجعلُها عُرْضةً لشتّى الاستعمالات. و«بُؤس العالَم» هذا هو الذي وصفه الاجتماعيّاتيّ الفرنسي “ﭙـيير بُورديو” منذ سنوات بصُحْبةِ ثُلّةٍ من الباحثين المُشتغِلين بالاجتماعيّات والإنْسيّات في مُجلَّدٍ بالعُنوان نفسه أَتى كشفًـا لعُمق المُعاناة التي يُكابدُها كثيرون في المجتمع الفرنسيّ (وفي غيره من المُجتمعات) من دُون أن يَلْتفت إليهم أحدٌ (la misère du monde, 1993). وإنه لمن المُؤْسف أنّ «بُؤس العالَم» يَشْتدُّ في ظلّ عَوْلَمةٍ مُتوحِّشة قائمة على استتباع السِّياسة للاقتصاد الذي ما فَتِئ يزداد طابعُه اللَّاماديّ والاستهلاكيّ بالشّكْل الذي يُسخِّر الجماهير عبر مُجتمعات العالَم ضمن أنواع من «العُبوديّة المُستجدّة» بما يَكْفي لوَضْع حَيَوات النّاس بين أَيدي فئاتٍ من المُفْسدِين بلا ذمّة ولا مِلّة يَتكالبُون على خَيْرات العالَم ويَتوسَّلُون بالاقتصاد الحَرْبيّ. ومن هُنا تأتي تلك «الإهانة العُظْمى» التي وَصَفها المُستقبليّاتيُّ المغربيّ “المهدي المنجرة” («الإهانة: في عصر الإمبرياليّة العُظمى»، 2003)، وهو الذي طالَما نبّه على تحوُّلات “العوْلمة” في إطار «الاستيطان الجديد» الذي يَدْفَع المُستفيدين من نظام “الهَيْمنة” العالَميّ إلى خوض «حُرُوب حضاريّة»، بالخصوص ضدّ كل المُقاوِمين. وفقط في هذا السِّياق، يُفْهَم كيف أنّ «الإجْرام الاسترهابيّ» إنّما يُمثِّل سلاحَ الأقوياء كمّا أكّد “نَعُوم تشومسكي” الذي تَناوَل تاريخَه بالخُصوص في «عن الاسترهاب الغربيّ: من هِيرُوشيما إلى حَرْب الدَّارِهة» (Western Terrorism, From Hiroshima to Drone Warfare, 2013)، وهو ما يُؤكِّدُه أيضا المُفكّر الفرنسيّ “رُوجي غارُودي” في كتابه «الاسترهاب الغربيّ» (le terrorisme occidental, 2014).

وهكذا، فبخلاف الصُّورة النَّمطيّة والتّبْسيطية السّائدة التي تُفسِّر «الإجْرام الاسترهابيّ» بصفته عُنْفًـا مُقدَّسًـا يُعبِّر عن جوهر «الدِّين/الإسلام»، يَنبغي أن يُؤكَّد أنّ «التوحُّش الدّاعشيّ» ليس بلَعْنةٍ نَزَلتْ من السّماء كما يَزْعُم الذين يُريدون أن يَتنصّلُوا من مسؤوليّتهم عن إيجاد التُّرْبة الخِصْبة لنُمُوّ تلكـ المخلوقات الشَّيْطانيّة، ولا هو بخُرَاجٍ تَفتّقتْ عنه بُطُونُ كُتب «الفقه الإسلاميّ» كما يُوهِمُ الذين ﭐستبدلوا بتّطرُّفهم السّابق تطرُّفًـا جديدًا يَجعلُهم يَتنافسون في الظُّهُور بمظهر «أهل الاعتدال» الحامِلين للمشروع الإصلاحيّ الذي يبدو أنه صُمِّمَ ليُحقِّق منفعتهم بالتّحديد؛ وإنّما الأمر يَتعلّقُ بنتاج بَشريّ صُنِع تحت أعين أجهزة «الدُّوَل المارِقة» في بُلْدانٍ نُقِلَتْ عَنْوَةً من ﭐستقرار تحت الاستبداد إلى «دُول فاشلة» حيث يَزدادُ هَضْمُ «حُقوق الإنسان» وإهانةُ «الكرامة الآدميّة» على كل المُستويات. وإنّ العرب والمُسلِمين تَلقَّوْا من الإهانة والإذْلال ما يُفسِّر كونَهم صارُوا يَتصدّرُون الإنتاج العالَميّ على مُستوى «الإجْرام الاسترهابيّ».

وعليه، فإنّ السُّؤال الوَحيد الهامّ: «مَنِ المُستفيد من “الإجْرام الاسترهابيّ”؟» لا يَقْبَلُ سوى إجابةٍ لافتةٍ لكُلّ ذِي لُبٍّ: قطعًـا، ليس المُسلمون لأنّهم هُم الذين يَقَعُون كأُولى ضحاياه بين قتيل وجريح ومُضْطهَد إلى الحدّ الذي صارُوا يُمثِّلُون «المَنْبُوذين الجُدد» في العالَم المُعاصر من شدّة ما رُبطتْ بهم وبِدينهم حوادث «الإجْرام الاسترهابيّ». وفقطْ من كان ديدنُه أن يَبْتغيَها عِوَجًـا سيَنْظُر إلى هذا التّوْصيف كمُحاوَلةٍ لتَبْرير ما لا يُمكن أن يُوصف، في الواقع، إِلَّا كـ«إجْرام ﭐسترهابيّ» ويُحدَّد بأنّه يَدْخُل في إطار «ما يَمْتنعُ تَبْريرُه» أو، بالأحرى، «ما يَمْتنعُ تَحمُّله» من النّاحيَتَيْن الأخلاقيّة والسِّياسيّة بما هو شَرٌّ يُعلَّل فقط بَشريًّـا وظرفيًّـا.

ولذلكـ، فإنّ مَنْ يَنْتفضُ لاستنكار فَظاعات «الإجْرام الاسترهابيّ» لا يُمْكنُه – إنْ كان صادقًـا ومُنْصفًـا- أن يُمْعِـنَ في الحُزن والأَسى على ضحاياه الخاصِّين وأن يَلْتزم الصّمتَ، بدعوى الحياد أو اللَّامُبالاة، تُجاه ضحايا كثيرين يَسْقُطون منذ سنوات في بُلدان أُشْعلتْ فيها الفِتنُ التي لا تُبْقي ولا تَذَر (عشرات الآلاف من المُستضعفِين) و، أيضا، تُجاه الإهانة المُنظَّمة التي تَنْصبُّ على “العرب” و”المُسلِمين” الذين ظلُّوا يُعانُون، بعد تحرُّرهم الشّكْليّ من السّيْطرة الاستيطانيّة، في ظلّ حُكْم أنظمة “الاستبداد” و”الفساد” المدعومة من حُكُومات الدُّول الغربيّة التي لم تَتردّدْ، أخيرًا، عن دعم سَيْرُورة “الفوضى الهَلّاكة” بعد إفشال مُحاوَلات “الانتقال الدِّمُقراطيّ” في كُلّ البُلْدان التي ﭐنْتفضتْ شُعُوبها ضمن حَرَاكـ “الرّبيع العربيّ”!

ومَنْ كان، حقًّا، يَحْرِص على مُحارَبة «الإجْرام الاسترهابيّ»، لنْ يَفعل ما يُعْطي ذرائعَ إضافيّةً لمُقْترِفيه بما في ذلكـ مُمارَسته أو ﭐستغلاله، بل سيَعمل على تفكيكـ بِنْيات نظام “الهَيْمنة” العالَميّ المُنْتِج لشتّى المَظالم والمَصائب المُحدِّدة للبُؤْس والخَيْبة لدى مُعظم الناس حتّى في المُجتمعات المُتقدِّمة. ومن يُقدِّس كرامةَ الإنسان ويَستعْظمُ قتلَ النّفس بغير حقٍّ، لَنْ يُرْضيه أبدًا أن يُقيمَ مَوازينَ ضِيزَى تُفاضلُ بين ضحايا أُوَّل يُحتفلُ بموتهم ويُرْثَى لهم، وبين ضحايا ثَوانٍ لا يُعْنى بهَلاكهم إلّا كـ«خسائر جانبيّة» لا مَفرّ منها. فالشرُّ يُسْتنكَر كلُّه بنفس القُوّة سواء أكان من أطرافٍ تَتعاطى «الإجْرام الاسترهابيّ» باسم الدِّين أَمْ من أطراف تُواصل السِّياسة بالاستثمار في الحرب القَذِرة ولا تَتورّع عن التّوسُّل بـ«الإجْرام الاسترهابيّ» في إطار شرعيّةِ الدّوْلة أو الشّرْعيّة الأُمَميّة.

فيا أَيُّها المُسْرِعون إلى الحَسْم في كَيْل الاتِّهامات وعدم التّورُّع عن الكَيْل بمِكْيالَيْن إرضاءً للأَهواء أو حِفْظًـا للمَصالح: من كان مِنْكم بَريئًـا حقًّـا، فَلْيُلْقِ بأَوّلِ حَجَرٍ أو لِيَستمرّ في رَجْم هذه الجُثّة المُلْقاة على أَديم الأرض بلا مَأْوَى المُسمّاة تعميمًا بـ”الإسلام” والدّالَّة تَعْيينًا على إنسان قَدرُه الآن أن يَكْدَح ليَجدَ مَأْوًى في خِضَمّ «بُؤْس ﭐلعالَم» إلى أن يَلْقَى مَوْلاه قاتلًا بغير حقٍّ أو مَقتُولًا بلا ذَنْبٍ! وأمّا من كان يعرف مُحدِّدات «الإجْرام الاسترهابيّ» في الواقع “العَوْمَحلِّيّ”، فَلَنْ يَرى حلًّا من دُون التّأْسيس الموضوعيّ لشُرُوط “القِسْط” و”الإنْصاف” التي هي صِمَامُ “الأمن” و”السلام” المَنْشُودَيْن من قِبَل أكثر النّاس.

‫تعليقات الزوار

16
  • بلا ما نقوليكوم
    الثلاثاء 24 نونبر 2015 - 15:29

    زعما ، غي بيناتنا ، و عاشت فرنسا حرة أبية .

  • موسى
    الثلاثاء 24 نونبر 2015 - 15:34

    حضور الدكتور الكور على عمود كتاب و آراء هسبريس هو قيمة مضافة للجريدة . و لو لم أطالع المقال ، يكفيني كمتابع نزول الدكتور الكور بكل ثقله الفكري . و شكرا

  • السكنى و التعمير
    الثلاثاء 24 نونبر 2015 - 15:41

    فيا أَيُّها المُسْرِعون إلى الحَسْم في كَيْل الاتِّهامات وعدم التّورُّع عن الكَيْل بمِكْيالَيْن إرضاءً للأَهواء أو حِفْظًـا للمَصالح: من كان مِنْكم بَريئًـا حقًّـا، فَلْيُلْقِ بأَوّلِ حَجَرٍ …

    انتهى الاقتباس
    __________________
    عصيان

    وقالت الق بحصاك
    يتدفق شهدي
    فعصيت
    إلا تنهيدة
    وارتعاشه قلب

    الحوار المتمدن

  • حكمون
    الثلاثاء 24 نونبر 2015 - 16:11

    قرر فريق باريس سان جيرمان الفرنسي لكرة القدم أن ارتداء قميص خاص في مباراتين، تحمل تكريما لمن قتلوا في الهجمات التي شنها مسلحون بالعاصمة الفرنسية باريس في وقت سابق من الشهر.
    وتحمل القمصان جملة "أنا باريس" وذلك في إطار التضامن مع الضحايا وذويهم.

  • من هنا خرجت داعش
    الثلاثاء 24 نونبر 2015 - 19:08

    المسألة الثامنة من كتاب«الفتاوي الكبري لابن تيمية»الثاني ص50:
    أفتي ابن تيمية بأن المسلم الذي لا يلتزم بأداء الصلاة في وقتها يجب قتله.
    وفي ذلك يقول:«من أخر الصلاة لصناعة حتي تغيب الشمس وجب عقوبته بل يجب قتله عند جمهور العلماء بعد أن يستتاب»
    المسألة220المجلد الأول من كتاب «الفتاوي الكبري لابن تيمية»ص366:
    في«رجل جار المسجد ولم يحضر مع الجماعة الصلاة» أجاب ابن تيمية: «يؤمر بالصلاة مع المسلمين فإن كان لا يصلي فإنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل».
    المسألة223بالمجلد الأول من كتاب«الفتاوي الكبري لابن تيمية»ص367:
    في«المسافرين في رمضان ومن يصوم ينكر عليه»حكم ابن تيمية بقتل من يخالفونه الرأي ويجيزون الصوم للمسافر في رمضان وقال:«من قال إن الفطر لا يجوز إلا لمن عجز عن الصيام فإنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل»
    المسألة52بالمجلد الثاني من كتاب «الفتاوي الكبري ص114:
    في«قصر الصلاة للمسافر»وقد حكم بأن من يخالفونه الرأي في قصر الصلاة يجب قتلهم حيث قال:«من قال إنه يجب علي كل مسافر أن يصلي أربعا فهو بمنزلة من قال إنه يجب علي المسافر أن يصوم شهر رمضان وكلاهما مخالف لإجماع المسلمين يستتاب قائله فإن تاب وإلا قتل»

  • philo
    الثلاثاء 24 نونبر 2015 - 20:28

    الهدر المدرسي، البئس، الفقر، الظلم ، قنوات و أقراص السلفيين المشحونة بكمية هائلة من الحقد والكراهية والعنف التي يتم تمريرها باسم الدين … كل هذا ساعد على ظهور تيارات رادكالية لا علاقة لنا بها. نزيد على هذا الكم الهائل لرخص بناء المساجد ولا وجود رغبة لبناء المدارس، بناء المدارس مع غرس قيم التسامح بواسطة مناهج لفلاسفة الذين عالجوا هذه المواضيع سيبعد عنا هذا الهلاك والعذاب: نشر العنف وشحن الناشئة بالكراهية للغير

  • sifao
    الثلاثاء 24 نونبر 2015 - 23:55

    المدينة الفاضلة ، لم تتحقق عبر تاريخ البشرية الا في "جمجمة" افلاطون من خلال فهم خاص لمفهوم العدالة الذي يعني عدم المساواة في الحقوق والواجبات واالزام كل فئة بمهام خاصة ، الفلاسفة للتدبير والجيش للدفاع والعامة للعمل ، واي اخلال بهذه التراتبية لن يؤدي الا الى فوضى عارمة ، باسم الحق ، تمرد العبيد على الاسياد والحقوا بهم شر هزيمة ، وهذا الحق لم يكن الا حقدا برداء اسمه "الله"… انفلتت الاوابد من عقالها وبدأ الرفس… صار العبد سيدا والفرح حزنا والبؤس سعادة ، هكذا بدأ ت ثورة العبيد على اخلاق الاسياد ، كل شيء انقلب رأسا على عقب ، غريزة حب البقاء التي تشترك فيها كل الكائنات ، تحولت لدى فئة الى "غريزة حب القتل و الموت" ، سعادته او غبطته الابدية هي ان يموت وهو يقتل ، فعندما قسم "الله" في خلقه ، الى سيء و جيد ، مؤمن وكافر ، خير وشرير ، كان يعد ويهيء اجواء الحرب ، بين المفسدين ومعهم ابليس من جهة ، مصلحين ومعهم جنود من الله من جهة ثانية….اذن ، فلماذا تصرخون، الغلبة لكم ومفتاحها الصبر…فاصبروا وما للصبر حدود …

  • sifao
    الأربعاء 25 نونبر 2015 - 01:58

    حينما كان يلاحق ديكارت سراب الحقيقة ، بدأ الشك يدب الى اعماقه وخارجه ، في لحظة ، ما توقف عند استحالة الشك في الشك ، لحظة المعرفة هذه ، ستنقلب الى لحظ ايمان لاحقا ، تسليما واليس اثباتا ، لانعدام فعل الحسم ، كما كان الحال بالنسبة ل"الانا" انا أشك ، اذن فكر ، مادمت افكر فأنا موجود .
    الآن بعد ان اصبح الارهاب والتطرف واقعا يعيشه اناس لا علاقة لهم بالظلم الاجتماعي ولا بالهشاشة التي يعاني منها الكثيرون ، لا بالمقاومة ولا بالاستسلام ، اناس ، ما يحدث خارج اذهانهم ومنازلهم هم غافلون ، كالذي جاء الى مطعم بسبب الجوع فانفجرت في وجهه قنبلة، بعد كل هذا ، سيضطر "هبرماس" الت مراجعة معنى التوحيد في الديانات الثلاث ، والسبيل الى توحيد الله، حسب الانجيل والتوراة والقرآن ، سنتشط كذلك الترجمة وقراءة"امهات الكتب" بلغتها ، وسيكون للغة العربية الحظ الاوفر منها …وهذه مناسبة للرفع من عدد المهتمين بها
    جميع الشعوب استعمرت وأُستعمرت ورحل بعضها عن بعض ، الفيتنام دُمرت وكذلك اليابات والمانيا وفرنسا وبولونيا ..كلها انبعثت من الرماد…الا الدول الاسلامية فسيظل الاستعمار جاثما على عقول شعوبها …قميص يوسف

  • abdelali
    الأربعاء 25 نونبر 2015 - 04:37

    تحية للأخ سيفاو صاحب " كل الدول استعمرت واستٌعمـِرت ولم تنتج إرهابيين، إلا العرب… ما هي هده القوة الخارقة التي تجعل منك متفجرا لنفسك وأنت في قمة السعادة ؟ هدا هو السؤال الموجه لأستادنا الفاضل لعله يفيدنا بشئ ما في حلقة قادمة. أنا في فرنسا عاطل عن العمل، من ضحايا العولمة، ولكن لن أفجر الناس الذين لهم القدرة على تناول كاس قهوة في مكان فاخر، للأسباب التالية : 1 : أحب الإنسان ولايستطيع ابن تيمية أن يحول بيني وبين من عاداهم هو (المؤمنون بالديانات الأخرى ؛ المرأة ؛ المتليون ؛ المسلم العاصي في نظره ووووو) ؛ 2 : ا لعولمة رغم توحشها تعيل أطفالي وتمدرسهم وتطببهم بالمجان، وتساعدني على كراء الشقة بأكتر من النصف، ولي مدخل شهري رغم هزالته يكفيني لقضاء بعض الحاجات الضرورية بما فيهم كأس قهوة في محل شعبي بين الأصدقاء والأحباب نلهو ونلعب الكارتة، بعيدين كل البعد عن الإهتمام بالكتب الصفراء، التي أصبحت وباء على البشرية. فهي التي تفرخ وتصنع الإرهاب، وليس الهشاشة، وليس قصف فلسطين… يجب إعادة تربيتنا على حب الإنسان، يجب …..

  • Preposterous
    الأربعاء 25 نونبر 2015 - 10:14

    Alors que « Le diable peut citer l’Ecriture pour ses besoins » comme disait Shakespeare, un islamiste peut citer le diable quand ça l’arrange. Mais Il n’a ni l’ouverture d’esprit ni l’honnêteté intellectuelle pour aller jusqu’au bout de la pensée des autres. Il aime orner son verbiage pompeux, creux et antihumaniste par des citations savantes pour donner l’illusion que son argumentation va au-delà des dogmes de son secte rétrograde et s’inscrit dans la lignée des grandes philosophies qui ont façonné la conscience collective universelle, alors que ses conclusions, connues d’avance, sont la négation même des fruits de ce précieux patrimoine philosophique. Quels liens peuvent attacher un islamiste qui abhorre l’art et la culture et prône la mise à mort des apostats et la lapidation des adultères et voit en un laïc son ennemi juré à des philosophes qui chérissent les libertés individuelles et les droits fondamentaux et pensent que même un athée peut être un très bon citoyen.

  • الدكتور المصري
    الأربعاء 25 نونبر 2015 - 12:11

    إن الوهابيين منذ نشأتهم يظنون أن دخول الجنة يستلزم سفك دماء كل المسلمين الآخرين ونهب أموالهم بحجة أنهم مشركين، وقد كانوا دائما ومازالوا حربا على الإسلام والمسلمين وبردا وسلاما على أعدائهم، وقد نشئوا وترعرعوا على يد الإنجليز ثم ارتموا في أحضان أمريكا ومازالوا يعيشون في حضنها، ولن يبرحوه أبدا إلا بهلاكهم أو هلاك أمريكا، وقد تآمروا مع الصهاينة وجونسون رئيس أمريكا ضد مصر سنة 67 كما أصبح معلوما الآن، كما تحالفوا مع إمام اليمن الشيعي الزيدي وشاه إيران الشيعي الإمامي ومع إسرائيل الصهيونية ومع بريطانيا البروتستانتية ضد مصر السنية بعد أن استنجد بها ثوار اليمن، ورصدوا الجوائز لمن يأتيهم برؤوس الجنود المصريين.
    الوهابية أعداء الحياة و أعداء كل من يخالفهم إذا كانت مخالفاته ستضر بمصالحهم،كان شاه إيران الشيعي حبيبهم فلما جاء الخميني و طرد الإسرائيليين من البلاد و منح مقر سفارتهم للفلسطينيين كفروه و استحضروا كل الخلافات التاريخية التي نسيها الناس أو كادوا و أعلنوا عليه الحرب بواسطة نغلهم المقبور حاكم العراق و جيشوا الأقلام المأجورة و القنوات الطائفية …………..

  • الدكتور المصري
    الأربعاء 25 نونبر 2015 - 12:56

    المقصود أن هم النظام الوهابي هو القضاء على من يهدد نفوذه،لذلك تحالف مع إمام اليمن الزيدي،الشاه الشيعي،بريطانيا،والآن يضربون الزيدية!
    إن السلفية فهي ليست بفضيلة بل هي مرض نفسي واجتماعي،كما أنها خطيئة دينية، فالمؤمن مأمور باتباع ما أنزل الله تعالى وبأن يتدبر القرءان وبأن يعمل فيه ملكاته الذهنية،والآيات التي تأمر بذلك عديدة،أما من سلف من المؤمنين فكل ما هو مطلوب من المسلم أن يستغفر لمن آمن منهم على العموم،وليس أن يتخذهم سادة أو أربابا من دون الله تعالى.
    إن من اخترع الديانة المسماة الآن بالسلفية أخذ من الإسلام بعض الأمور الشكلية وصبغ بها عادات وتقاليد الأعراب الذين هم أشد كفرا ونفاقا وجهلا وتخلفا عن ركب الحضارة فضلا عن غلظة طباعهم،فالسلفية تخلت عن مضمون ومقاصد الإسلام،وتمسكت بتقاليد عبس وذبيان،ومن المعلوم أن الأعرابي الذي هو أشد الناس جهلا وتخلفا يعتبر نفسه فوق كل الناس وأن الناس قد خلقوا لينهبهم ويغير عليهم ويستبيح ما لديهم،ومحاولات تهذيب هذا الدين لن تجدي فتيلا،وأتباعه منذ نشأتهم كانوا ومازالوا حربا على الإسلام والمسلمين وبردا وسلاما على أعدائهم،وهم الآن مطية للشيطان ولألد أعداء الإسلام.

  • الدكتور المصري
    الأربعاء 25 نونبر 2015 - 13:29

    إن أشد الفئات تطاولا على الرسول وتهوينا من شأنه هم بلا منافس الوهابية، وهم بحجة مكافحة الشرك ينفسون من حقدهم عليه وكراهيتهم له باضطهاد كل من أظهر حبه له وعظَّم من قدره، إن أرباب الوهابية الحقيقيون هم ابن ملجم ويزيد بن معاوية وعبيد الله بن زياد ومسرف ابن عقبة المري والحجاج الثقفي وابن تيمية وابن عبد الوهاب وبعض الأبناء الآخرين الأقل شهرة،
    أضف إلى ذلك أن الجيش الذي أباد البقية من الأنصار في معركة الحرة وما تلاها كان به الكثير من نصارى الشام وأن هؤلاء النصارى وخاصة عائلة سرجون الرومي ومعهم اليهود في الشام لعبوا دورا خطيرا في محاولة القضاء على الإسلام وتشويهه عن طريق المرويات الموضوعة، وأنهم قاموا بذلك في العصر الأموي تحت أسماء مستترة ثم أفصحوا عن أنفسهم في العصر العباسي باستعمال أسماء بني إسرائيل.

  • saccco
    الأربعاء 25 نونبر 2015 - 16:30

    من يبرر الارهاب بإرهاب آخر يدعونا ان نكون كلنا إرهابيون ،هي دعوة ليسود الإرهاب كل العالم ، ان يكون الارهاب هو غريزتنا الطبيعية عوض حب البقاء وتطوير النوع البشري فمرحا بالعالم في مستشفى الامراض العقلية
    ان مبدأ الانسان السليم لايجد للإرهاب اي مبرر ،عندما نجد عذرا ما للإرهاب فهو إقرار منا بشرعية وجوده وكأن الحل الوحيد لأزمة عالم البشرية اليوم هو وجود الارهاب
    أكيد ان البعض
    يدافعون عن الارهاب حتى لا يجدوا حرجا مع النص القرآني وهو الجهاد
    فالجهاد حسب النص القرآني قسمه الفقهاء الى بضع انواع منها قد تكون فرضا على المسلم ان يضحي بأمواله وبنفسه في نصرة ماجاءت به الذات الالهية على لسان محمد سواءا دفاعا عن النفس او دفاعا عن نشر كلام الله ودينه
    فعندما يُمس فلسطيني او عراقي أو سربي اي اي مسلم في اي مكان من هذا العالم وإِلاّ بالضرورة نرى فيه ظلما للإسلام ونبدي تضامننا المطلق معه حتي في فعل رهابي مادام هناك ما نعتقده إرهابا من الآخر وبهذا نجعل مشروعية الارهاب لأمة المسلمين فاي منا فهو مفوض للقيام بالارهاب مقابل ما يراه إرهابا من الآخر حتى بقتل النفس وقتل الابرياء

  • AKSIL
    الأربعاء 25 نونبر 2015 - 17:03

    شكرا للأخ الانسان المغاربي =عبد الدليل الكور على هذا المقال.
    خلاصة المقال: داعش لا علاقة لها بالإسلام والإرهاب من عمل الغرب
    نفس اسطوانة تلميع الاسلام وتبرير الارهاب الجهادي

  • saccco
    الخميس 26 نونبر 2015 - 01:19

    أصل البلية هم الفقهاء مإن دخلوا قرية الا وأفسدوها وشطروا اهلها بين موحد ومشرك بين مؤمن وكافر بين سني وشيعي بين علماني وإسلامي يجترون ثراثا وموروثا بنيتهما الاساسية التسلط والاستبداد والغدر والتآمر والقتل
    يستغلون رأسمالهم الديني وقوة تاثيره على العامة ليبنون المتاريس بين الشعوب بل بين أبناء المجتمع الواحد بل بين الاسرة الواحدة

صوت وصورة
سكان مدينة مراكش بدون ماء
الثلاثاء 19 مارس 2024 - 01:05 3

سكان مدينة مراكش بدون ماء

صوت وصورة
خارجون عن القانون | عواقب عقوق الوالدين
الإثنين 18 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | عواقب عقوق الوالدين

صوت وصورة
كاريزما | حمزة الفيلالي
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:30 1

كاريزما | حمزة الفيلالي

صوت وصورة
خيوط البالون | المقلب الأخير لري تشيكوني
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:00

خيوط البالون | المقلب الأخير لري تشيكوني

صوت وصورة
رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا
الإثنين 18 مارس 2024 - 21:30

رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا

صوت وصورة
ابراهيم دياز يصل إلى المغرب
الإثنين 18 مارس 2024 - 18:09 17

ابراهيم دياز يصل إلى المغرب