نشرت جريدة “الباييس” الإسبانية الواسعة الإنتشار بتاريخ 17 نوفمبر 2015 إستجواباً مع الشّاعر السّوري أحمد سعيد إسبر المعروف بأدونيس والمقيم حالياً فى باريس.،وفيما يلي مقتطفاتٍ من هذا الإستجواب لهذا الشاعرالكبير المثير للجدل دائماً فى عَرضٍ مُقتضَبٍ لأهمّ ما جاء فى هذا الحوار :
نبوغٌ مبكّر..
إستهلّ الصحافي الإسباني ” غِيّيرْمُو أَلتَارِيسْ” الذي أجرى معه هذا الإستجواب حديثه مشيراً أنّ الرئيس السوري الأسبق شكري القوتلي كان قد زار ذات مرّة ضيعة القصابين عام 1943 وخلال هذه الزّيارة عُهد إلى طفل صغير ذي نبوغ أدبي مبكّر يُدعى علي أحمد إسبر بقراءة قصيدة أمام الرئيس القوتلي الذي فى غمرة سروره بذلك سأله إذا ما كان يريد أن يفعل شيئاً من أجله، فأجابه الطفل الصّغير قائلاً :” أدخلني إلى المدرسة ” ،ذلك الطفل هو الذي أصبح يُعرف اليوم بأدونيس، والذي أصبح من كبار الشّعراء العرب،وقال المستجوِب أنّ أدونيس هاجر فى البداية إلى لبنان عام 1956 ثم إنتقل إلى باريس عام 1986 ، وقد أصبح اليوم وهو فى الخامسة والثمانين من عمره ليس شاعراً كبيراً فقط، بل من الأصوات الناقدة والمشعّة فى العالم العربي حسب ما يعكس كتابه الأخير الذي يحمل عنوان ” العنف والإسلام” (!) الذي سينقل إلى لغة سيرفانطيس، وسيرى النور فى شهر مارس المقبل عن دار النشر الإسبانية “أرييل”.
أشار أدونيس فى بداية حديثه الذي لم يخلُ من بعض المبالغات والتضخيم حول بعض القضايا التي أثارها المستجوِب الإسباني، والتي لها صلة بالعالم العربي ،والأوضاع التي يعيشها فى ظلّ الظروف الصّعبة التي أصبح يعرفها العالمان العربي والغربي على حدّ سواء خاصّة بعد الأحداث ،والهجمات التي عرفتها باريس مؤخراً ،ولقد فسّر البعض تصريحات أدونيس هذه لجريدة “البايّيس” أنّها جاءت إسترضاءً للغرب، وتقرّباً منه، وتزّفاً إليه .. !
المُرشّح الأبدي لجائزة نوبل !
يشير الصحافى الإسباني أنه أجرى معه هذا الحديث فى إحدى المقاهي البارسية الشّهيرة التي يؤمّها صفوة المثقفين، والفنانين الأوربيين،التي كانت غاصّة بالسيّاح والبارسيين، وبعد أن أورد المستجوِب مقتطفاً من قصيدة نثرية لأدونيس يقول فيها ما معناه :” إذا كنت مواطناً مشرقيّاً ،فذلك لأنني خلقتُ مشرقي الخاص بي ،إنني أنتمي إليه بقدر ما ينتمي هو إليّ..هذا المشرق هو كذلك الذاكرة والنسيان ،الحضور والغياب”. وأضاف المستجوِب مشيراً : ” أنّ هذا المرشّح الأبديّ لجائزة نوبل فى لآداب (!) (حتى ولو حصل على عدّة جوائز هامّة منها جائزة” جوته” ) لا يتردّد فى تقديم نظرته الخاصّة به حول المشرق فيقول: ” لا يمكن أن تكون هناك ثورة عربية حقيقية بدون الفصل التام والجذري ما بين الدّين والثقافة، والمجتمع والسياسة .
عن سؤال أن كيف يشعر عندما يرى الحربَ السّورية تصل إلى قلب باريس؟ أجاب قائلاً: هذا أمر لم يباغتني ، ف ” داعش” والإرهابيون يسعون ليصبحوا دوليّين، ليبيّنوا أنهم هناك،وأنهم أقوياء “.
لا يمكننا أن نهزم العنفَ بالعنف
وعن تأثير ” الدولة الإسلامية” البليغ فى بعض الشباب؟ أشار:” لا شكّ أنهم يؤثّرون على بعض العقليات ، لأنّ هناك ذاكرة تاريخية نحو الغرب،كما أنّ هناك حالة نفسية راجعة للإحباط الذي يعتري العربَ على جميع الأصعدة ،ولهذا يمكن ل ( داعش) أن تؤثّر فى العديد من الأشخاص كما أمكنها أن تجد لها مساحة فى عقلية بعض العرب الذين يعيشون فى جوٍّ من العدمية،إنه من الضروري البحث عن جذور هذا التأثير، ومحاربة داعش كذلك بالثقافة، إذ لا يمكن للجيوش فقط القيام بذلك. وعن إعتقاده بأنّ الثقافة هي أهمّ من العمليات الحربية؟ أشار:” إنّها بالفعل أكثر أهمية، فالجيش فى نظره لا يمكنه أن يقاتل ،بل يمكنه أن يسحق أو يصفّي ، إلاّ أنه لن يحقّق من جرّاء ذلك الكثير. إذ لا يمكننا أن نهزم العنف بمزيد من العنف، بل ينبغي البحث عن وسائل أخرى”.وعن سؤال إذا ما كان يرى أنّ هناك مخرجاً للنزاع السّوري؟ أشار:” أنه ينبغي لنا أن نتوقّع دائماً بأنّه يوجد مخرج ،فالشّعب يستطيع دائماً أن يجد مخرجاً ، لا ينبغي لنا أن نيأس،فالأمل هو جزء من شخصية جميع الشعوب”.
جراح الحروب الأهليّة
وعن جراح “الحرب الأهلية السورية” التي يبدو أنها أصبحت غائرة وعميقة جداً، والتي أمست تتحوّل إلى نزاع وحشيّ فى نظر المُستجوِب الإسباني،أشار الشاعر أدونيس :” إنّ جراح أيّ حرب أهلية هي دائماً عميقة وغائرة، وخاطب المستجوِبَ الإسباني قائلاً:” وأنتم فى إسبانيا تعرفون ذلك جيّداً” ،وأضاف :” أنّ الحرب الأهلية هي جرحٌ فى حدّ ذاتها،” إلاّ أنه مع ذلك ما زال متفائلاً بالنسبة للشعوب،وأشار بغير قليل من المبالغة :” أنّه ليس هناك نظام عربي ديمقراطي” ،وفى رأيه :” فإنّ العرب لم يعرفوا الديمقراطية قطّ فى تاريخهم”، وتحدّث عن حقوق الإنسان،وعن وضع المرأة فى العالم العربي، وعن النصوص الدينية ، كما تهجّم بدون هوادة على المعارضة فى البلدان العربية ،وأشار:” وما هوأكثر إثارة للدّهشة هو أنّ جميع المعارضين كأنّهم صيغوا من نفس المادّة،أو من نفس الخشب، وذات الطينة، إنهم يقدّمون – حسب رأيه- الوجه الآخر لنفس العملة،لأنّ معظمهم ليس لديهم أيّ مشروع للقطيعة مع الدّين”، مستثنياً تونس فى هذا القبيل،حيث أشار:” على الرّغم من أنه كان هناك بعض التقدّم، إلاّ أنه لا وجود للنساء،ولم يعد مصيرهنّ فى أيديهنّ”، وقال من جهةٍ أخرى :” إنّ السياسة بالنسبة له هي جزء من الثقافة ،ولا يمكن أن تكون هناك ثورة عربية بدون فصل تام وجذري ما بين الدّين والثقافة، والمجتمع والسياسة” .
الرّبيع العربي..!
وعن سؤال عن “الربيع العربي” إن كان قد أمسى فرصة ضائعة؟ ، أشار أدونيس:” مع الأسف ،نعم، لقد كتبتُ الكثير حول هذا الموضوع، لقد إنتهى كلّ شئ، وتحوّل إلى نزاع دولي بعد أن تجاوز العنف سوريا بشكل كبير” . وبإعتباره مواطناً سورياً وفى ذات الوقت باريسياً سأله المستجوِب الإسباني عن شعوره بعد الأحداث الأخيرة التي عرفتها باريس؟، فأشار:” أنّ ذلك كان فظيعاً،وأن الذين قاموا بهذه العمليات كانوا مرتزقة ، فداعش تحارب ومعها أناس من 80 بلداً ،لقد ذبحوا الناس،ووضعوا النساءَ داخل قفص ،وباعوهنّ كما لو كنّ سلعة أو بضاعة ،هذا شئ رهيب ومُروِّع ،لقد حطّموا أعمالاً كبرى للمعمار والفنون،،ودمّروا ونهبوا المتاحف،هذا ليس بثورة، فالثورة ينبغي لها الحفاظ على التاريخ،وعلى الفنون،أيّة ثورة هذه التي دمّرت سوق حلب الذي كان عملاً رائعاً..؟ هل فى مقدور ثورة سورية حقيقية تدمير حلب أو تدمر..؟
الدّول الأوربيّة ومأساة اللاّجئين
وقال له المستجوب أنه فرّ من بلاده عام 1956، وهرب إلى بيروت، ومنها فى الثمانينيات من القرن الماضي إلى باريس بسبب الحرب الأهلية… بماذا يشعر عندما يرى آلاف الأشخاص فى الطرقات الأوربيّة بحثاً عن ملجأ أو مأوى؟. فقال:” إنها مأساة بالنسبة له أن يرى هؤلاء الأشخاص الذين يُسامون سوء المعاملة من طرف الأوربيين الذين يتردّدون فى قبولهم “،ووجّه تحية إلى ألمانيا التي قال عنها :” إنها كانت من أكثر الأقطارالأوربية كرماً ،حتى وإن لم تكن قد إستعمرت البلدان العربية، وأمّا الدّول التي إستعمرت البدان العربية مثل المملكة المتحدة،وفرنسا، وبلجيكا،وإيطاليا، فقد كانت أقلّ كرماً من ألمانيا”،وتساءل: “هلاّ تشعر هذه البلدان بأن عليها دَيْناً خلقياً نحو العرب ..؟!” وعن الواقعة الطريفة إيّاها التي وقعت له شخصياّ- أنّ على الاطفال العرب أن يذهبوا إلى المدرسة – حتى تعمل الثقافة على إيجاد الحلول لمثل هذه المشاكل. قال :” إنّ ذلك كان فى الأربعينيات ، وكان شئ آخر”،وهو يرى أنّ الثقافة شئ ينقص العرب، كما ينقصهم العمل كذلك، فالبطالة تعتبر مشكلة كبرى،فضلاً عن المشاكل الإجتماعية ، والقبلية، والإعتقاد، والروابط الأسرية،والعِرقية، كلّ هذه العناصر ما زالت هناك،” وقال :” إننا لم نتمكّن من إيجاد الحلول بعد لأيّ شئ، لأننا – حسب إعتقاده- لم نتمكّن من فصل الدّين عن الدّولة”. ،وقال :” إننا ما زلنا فى القرون الوسطى (!) ،لم تتغيّر سوى الواجهة، لدينا سيارات وطائرات،إلاّ أنّ الثقافة ما زالت قبلية وقديمة ودينية”. وعن سؤال:” إنْ كان كلّ ذلك قد وصل أيضاً إلى الشباب العرب ( ولم يذكر الأمازيغ الذين يشكّلون نسبةً هامّة فى فرنسا وأوربّا من هؤلاء المهاجرين !) في الضواحي،والأحياء، والأرباض الفرنسية ؟ .قال: نعم إنه نفس الشئ، فالجمهورية الفرنسية تشعر أنه لا علاقة لها بهم، مثلما يشعرون هم بالشئ ذاته كذلك حيال الجمهورية، هناك جدار ضخم يفصل بينهما،كيف يمكن تدمير هذا الجدار؟…قال:” إنه ليس لديه الجواب على ذلك، فهو ليس سياسياً”.!
*عضو الأكاديمية الإسبانية – الأمريكية للآداب والعلوم – بوغوطا- ( كولومبيا).
الديموقراطية تكون مع الدين أو لا تكون. التجارب التي حاولت إقصاء الدين، بل اجتثاثه، كانت من ألعن الأنظمة التي عرفتها الإنسانية. في العالم العربي مفكرين ومعارضين يفهمون بلدانهم جيدا، كما أنهم على اطلاع على الفكر الإنساني. والثورات العربية ثمرة لعملهم. أما الردة الحالية فتعود لكون المنطقة العربية ما زالت ضحية لمناورات الأمبريالية التي لا هم لها إلا إبقاء المنطقة تحت السيطرة. ولن ينعتق العالم العربي إلا إذا حدث انقلاب جذري في موازين القوى العالمية، أو إذا كان الثمن الذي تدفعه الأمبرياليات أغلى مما تجنيه من منافع. لقد خرف أدونيس وتشققت اسطوانته
تنبأ الشاعر و المفكر ادونيس بما ستؤول اليه ثورات أو انتفاضات ما يسمي بالربيع العربي عندما قال في بدايتها ، بأن الثورة التي تنطلق من المساجد مآلها الفشل أو اعادة الاستبداد الديني.
و قد صدقت نبوءته.
صدق أدونيس ، العرب تنقصهم الثقافة ، أظن أن لا أحد يزايد على الشاعر في قوله المحكم في العرب في دائهم الذي دواؤه ثقافة ليس إلا .
ما نفع مثقف من طينة أدونيس إن لم يستطع أن يدين إجرام بشار الأسد بكلمة واحدة.
نتفق معه على طول الخط، فيما يخص الجماعات الإرهابية، ومخططاتها الظلامية القاتمة.
لكن ألم يكن حريا بأدونيس، أن يدفن انتماءه العلوي وهو الحداثي المفترض، ليقول كلمة واحدة في حق الإجرام الذي طال أبناء بلده من نظام الأسد عقودا من الزمن، الأب والابن، على حد سواء.
وكم كان صغيرا أيضا وهو يتحدث بإسفاف عن الربيع العربي وسط القاهرة.
ثمة أناس يفوقونك يا أدونيس إيمانا بقيم الحداثة، وأكثر منك أمانة في ترجمتها إلى مواقفهم، لكنهم أدركوا اللحظات الأنساب للشجب والانتصار للإنسانية في دواخلهم
أرى أن السيد أدونيس قد إبتعدا عن حقيقة التغيير وعن حقيقة الصراع الحالي وفي نقطتين حول هذا الأمر أقول التالي.لست أظن أن الأسباب التي أفرزت التخلف أو التمزق قد تكون دينية بقدر ما نرى الأسباب في السيطرة الإيمبريالية الدولية والتي وضعت حكا يخدمون مصالح ما وراء البحار ولو كان الدين هو السبب لرأينا البيروا والفلبين وكونغوا وإثوبيا كدول لا إسلام لديها في القمم المتعالية المحترمة، أما من حيث الصراع هذا أرى أن الثورة كانت تلقائية من الشعوب لكن رغبة الإستبداد والرأسمالية الدولية حولتها إلا فوضى خلاقة تنتعش بها تجارة الأسلحة وتجار الحروب وبعض القنوات التي تساهم بشكل واقح في إذكاء الإضطراب المذهبي والديني وذالك لتحويل أنظار الشعب الثائر عن حقه في الخبز والعدالة والكرامة،
Education,Education,Education Mr Adonis got it 100% Wright in that aspect but the rest I don,t think so.thank you no 4.
فأعتقد أن أمر الصراع ككل يتعدى ما هو إيديولوجي وديني وماهو مذهبي أو عرقي بحيث فالمعلوم هو أن شعوب كانت تشعر بالتمزق جراء الإستبداد الداخلي والهيمنة الإيمبريالية الخارجية على مخازين ثرواتها بغلاف أنجلوفرانكوفوني كولونولي،لكن وبمجرد أن عرفت الدول الكبرى أن الربيع يشكل خطر على بقاء جيوبها تستنزف الثروة وعلى مضامن البضاعة التي تدفعها إلينا للإستهلاك ،فلقد حولت مصير ربيع الأمل إلى ربيع الإرهاب حركت بذالك كل أجهزتها المعتمدة من بينها الدولة العميقة حبيبة العلمانية الأعرابية وكذا قنوات إعلامية فاسدة تذكي الإضطراب الديني متعاونة مع بعض تجار الحروب والمفلسين في علم السياسة اللذين رحلوا الأسرهم إلى قلب بريطانيا وباريس،وهنا ظهر داعش تحرق هنا وتذبح هنالك وتمارس اللعبة مع العملاقة في زمن يبحث فيه جبابرة الرأسمال عن ضرب طرف بطرف وبدون مراجعة قانون الأخلاق،