الارهاب...متى نطرح السؤال الصحيح!؟

الارهاب...متى نطرح السؤال الصحيح!؟
الإثنين 30 نونبر 2015 - 00:49

لم يعد أحد يهتم اليوم بتعريف الإرهاب، الذي لطالما عقدت ندوات ومؤتمرات دولية من أجل ذلك ؟ولا بأسبابه، التي أختلفت باختلاف المنطلقات والمواقع للباحث نفسه؟ وهو ما جعل الاختلاف والتباين حول التعريف مستمرا ولم يتم الحسم فيه حتى الآن؟.

وقد تولى الاعلام الحسم في تمييز حالات العنف المعتبرة مشروعة وتلك غير المتصفة بذلك، فقد صوره فعل نمطي لصيق بالعرب والمسلمين، وتراه يركز اهتمامه على الضحايا من غير جنس العرب ومن غير دين الاسلام . فاستقر وعي وضمير المجتمع الدولي على أنه فعل مدان يجب شجبه، والمساهمة والمشاركة في محاربته أو على الأقل التزام الصمت، تحت طائلة انت محرض عليه أو مشيد به.

إلا أن تجاوز الاختلاف والتناقض في وصف الارهاب وتعريفه قسرا، وترك النقاش على حاله، لم يمنع من استمرار التباين نفسه حول طبيعة ومصدر وشكل الارهاب الحالي في الغرب، هل هو خارجي المنشىء ونتيجة لإرادة خارجية توفرت لديها نية وقصد تصديره إلى داخل الدول الأوروبية والغربية ؟ أم داخلي الخلق والنماء؟

ومع بروز هذا الاختلاف، المرشح أن يعمر بدوره طويلا في محاولة تحليله أمنيا وأكاديميا، ومحتمل أن يشكل مادة للاستعمال والتجادب السياسي بين أحزاب اليمين واليمين المتطرف واليسار الاستراكي والراديكالي والأحزاب القومية في الدول الغربية، لتدافع المسؤولية بينها في فشل تدبير المشكل، قبل أن يتحول الى آفة، الى هذا الفريق أو ذاك، في محاولة لكل منها دعم وتقوية مركزها الانتخابي لمن يستطيع الصاق الفشل بالآخر.

فإن هذا السجال، لا محالة سيغطي على أولوية البحث في انتقاء أحسن الاستراتيجية والسياسة الناجعة لمحاربة الارهاب؟ فما بين تركيز اهتمام الدول الغربية على إحتواء الخطر الداهم والمحدق الذي تشكله العمليات الإرهابية و تعقب الإرهابيين، و تشفي الانتقام سريعا من المصدر الذي تبنى العمليات، داعش، قد يكتشف العالم أنه أخطأ السبيل والهدف.

ذلك، أن إرادة تطويق الإرهاب والقضاء عليه الحالية، ولئن هي ضرورية ، فهو ينحو لاعتماد أسهل الحلول عن طريق الزيادة في تسلط الدولة، واللجوء الى سياسات الطوارىء والاستثناء والمداهمات، وقمع الحقوق والحريان.

وهي سياسات كانت مقررة فقط لزمن وحالة الحرب. إذ أن وصف مجرد ذئب منفرد سارد وتائه، أو حتى كوماندو واحد بمثابة كيان دولة، وإعلان الحرب عليه، هو الخطأ نفسه، لأن ذلك يحول البحث في الجذور الحقيقية واقتلاعها.

نعم قد يسكت الجميع الآن، أمام هول الصدمة والفاجعة وشدة الخوف والفزع والاضطراب، لكن حتما، سيستيقظ الوعي الفردي والجماعي، في المستقبل القريب، أو حتى البعيد، غدا، او بعد غد ، او بعد سنة، أو بعد عشر سنوات، وسيتملك الجرأة التي افتقدناها الآن، وسيطرح السؤال، الذي لا نجرأ على طرحه الآن، من كان السب في بروز الإرهاب وتطوره الى ما وصل عليه الآن؟

حتما، الجميع يتحدث عن الأسباب المباشرة، في رعونة الأجهزة الأمنية والاستخباراتية، وفي عدم قدرتها الكشف عن المخاطر قبل وقوعها واستباقها، وهو المتداول اليوم. وقد يذهب البعض الآخر وفي نفس الاتجاه الى عدم تقدير قدرات داعش في تصدير العنف، والوقوع في خطأ أثناء مقارنتها بالقاعدة، أو حتى في تهميش احتمال تأثير هذه الحركات في شباب خلق و ترعرع في تربية ومناخ غربي.

صحيح، قد يكون لكل ذلك قسط في حدوث العنف ، لكن للإرهاب أسباب ذاتية وموضوعية تكمن في التربية، سواء داخل البيت أو المدرسة أو الشارع أو في أماكن العبادة والموعظة.

ويكمن أيضا في انتهاج سياسات عمومية ملؤها الإقصاء والتهميش والتمييز وفشل خطط الاندماج . وناتج في طبيعة السياسات الخارجية لمجموعة من البلدان الأوروبية؛ تدخلا وعدوانا حينا، وتحالفا مع الظام والاسبداد تارة أخرى و مساهمة في انهيار أنظمة وخراب دول أو حتى داعمة لمنظمات ارهابية تتمرد عليها فيما بعد.

لكل ذلك نصيب وفرصة لتنامي فكر التطرف والعنف والإرهاب، فمتى تدرك المجموعة الدولية ذلك، فالإرهاب لا أحد في منأى عنه، فالعالم في مركب واحد ننجو جميعا أو نموت جميعا.

*خبير في القانون الدولي، الهجرة وشؤون الصحراء

‫تعليقات الزوار

6
  • Kinany
    الإثنين 30 نونبر 2015 - 07:04

    يا إستاد كل يعرفه حسب منهج حياته و ما يراه حق و ما يراه غير ذلك، الفلسطيني يعرفه او بالأحرى يصنف تصرفات الصهاينة ارهاب و الصهيوني يصنف كل ما حركة تتناقض مع مصالحه ارهاب، فالأشكال ليس العريف بل تصنيف تصرف معين بإرهاب او غير ذلك.

  • Tannmmirt
    الإثنين 30 نونبر 2015 - 10:31

    بعد مرحلة من تحقيق الانا باسم الاسلام من عصر الرسول الى حدود سقوط الدولة العباسية.عاد الشرق بواجهته العربية الى سباته.فاظطلع بالامر اناس وعرقيات اخرى وباسم الاسلام ايضا .فاستلم الزمام ال عتمان……..
    بالمقابل حقق الاخرون نهضتهم بعيدا عن الدين .فخرجوا الى الواقع بعد ان نفضوا عنهم وعن عقولهم غبار الكنيسة ورجالها .فاعملو عقولهم تلك ليجيء واقع اخر لمركز التجادبات الدي هو الشرق …..وفي الوقت الدي كانت فيه روح ما اسموه بدهاء ماكر البعت العربي .بعت معه وجود كيان مستفز لهده الروح انه كيان اسراءيل .وبعد اخد ورد من جانب العرب مع هدا الكيان باسم الانتماء الى العروبة انتهى الامر بتجرع انواع الهزاءم والصدمات على يد اناس كان العرب ينامون ويستفيقون على دونيتهم …….وتحت الصدمة وايمان النفس بالضعف والتسليم له اصبح الاسلام ملجء هده النفس حيت وجدت فيه ما تنتقده وينقصها على ارض الواقع ….وهدا الي نراه ملتصقا بالاسلام انما هو تلك القراءة له بعقليات المشارقة العرب تم جاءت اموال البترول وعقول وشيوخ الوهابية ولكم ما ترونه الان…

  • Rachid
    الإثنين 30 نونبر 2015 - 10:48

    Mais mon cher ami! (je repartage mon commentaire); si vous croyez que ces questions n’ont pas été déjà posées et discutées dans les termes que vous reprenez c’est que soit vous êtes entrain de redécouvrir la roue soit que vous prêchez des convaincus mais je n’irais pas jusqu’à supposer que vous prenez les gens pour des demeurés. Je pense que votre propos serait plus intéressant en traitant un point précis ou en abordant le sujet sous d’autres ongles plus riches intellectuellement. Il y a besoin aujourd’hui de réflexions plus profondes comme (par exemple) sur le temps de l’émotion et le temps de la réflexion, quelle distance critique? ou encore sur la place grandissante de la théorie du complot et le conspirationnisme dans les perceptions des faits terroristes dans les consciences populaires dans nos sociétés ..etc. et celà sous l'angle de la réflexion et pas de l’expertise, car force est de constater qu’il y a trop de spécialistes en tout dans ce pays.

    0

  • عابر
    الإثنين 30 نونبر 2015 - 15:39

    مصطلح الإرهاب أو الإرهابيين أومكافحة أو محاربة الإرهاب والتطرف … والذي ألصق بالإسلام وأصبح مرادفا له ؛ هو مجرد ورقة استراتيجية تم التمهيد لها بحكمة وصنعها باحتراف لتتيح لأي دولة قوية التدخل ـ في شؤون باقي الدول خصوصا ما أطلقوا عليه بالشرق الأوسط ـ والغزو والنهب والسلب والقتل والإغتصاب والتشريد وتعذيب وإبادة للأبرياء ، ودك العمران والمنشآت بتجريب أحدث أسلحة الدمار ، وسرقة للآثار و للثروات وتقسيم الدول بزرع كل أنواع الفتن ؛ من عملاء يعملون جاهدين على إثارة النعرات والأفكار الهدامة ، العنصرية ، الطائفية المذهبية…، وهذه الجرائم على بشاعتها ، شرعية إذا مارستها العصابة الدولية ولا غبارعليها قانونيا وأخلاقيا ، وغير شرعية ممن لا ينتمي للعصابة ، فمثلا ماتفعله روسيا و فرنسا في سوريا ، وأمريكا وإيران في العراق وقبله أفغنستان واليابان .. وإسرائيل في فلسطين المحتلة …؛ والقائمة تطول ، كل هذه الأفعال جرائم حرب بلا شك لكنها مجمع على شرعيتها دوليا تحت بند محاربة الإرهاب .

  • مصدر الإ‘رهاب
    الإثنين 30 نونبر 2015 - 20:10

    كشفت شركة تويوتا اليابانية عن كيفية وصول سياراتها لداعش حيث أعلنت شبكات إعلامية روسية ان الجيش الروسي سلم شركة تويوتا صورا لعشرات السيارات مع ارقام محركاتها والتي استولى عليها الجيش السوري في معاركه على الأرض بدعم جوي نوعي من القوات الروسية خلال هذا الأسبوع.وفي وقت متأخر من مساء السبت الماضي تسلمت الحكومتان السورية والروسية من شركة تويوتا تقريرا أوليا بشأن صور السيارات التي تسلمتها الشركة من المخابرات العسكرية الروسية،حيث ذكر التقرير أن ارقام المحركات تخص السيارات من أصل 22500 سيارة اشترتها السعوديه وأرقام محركات تخص سيارات من أصل 32000 سيارة اشترتها قطر وأخرى تخص 11650 من سيارات اشترتها الامارات وأخرى تخص سيارات من أصل 4500 سيارة استوردها الجيش الاردني!بأعتماد أئتماني من بنوك سعوديه!
    فكيف وصلت السيارات المخصصه للجيش الاردني لداعش ؟
    و لماذا تدفع ثمنها السعوديه ؟

  • سهام الوردي
    الثلاثاء 1 دجنبر 2015 - 18:30

    لقد عرضتَ مجموعة من أسباب الإرهاب كلها معروفة ومتداولة. أما تعريف الإرهاب فواضح والمُعرف لايحتاج لتعريف. السؤال الذي بَحَثتَ عنه ولم تجده في مقالك المحترم يكمن في التالي حسب رأيي: الجميع يعرف أن الأسباب التي ذكرت موجودة وربما بدرجة أكبر في كثير من دول العالم الفقير، لكنها لم تُنتج الإرهاب كما فعَلَتْ عند المسلمين، فلماذا يا تُرَى؟ علينا أن نملك الشجاعة لطرح هذا السؤال ونحتاج لشجاعة أكبر للجواب عليه بصدق مع النفس قبل الغير. المشكل له علاقة واضحة بتاريخ الإسلام أولاً وعدم قدرة المسلمين لحد الآن أن يدرسوا هذا التاريخ بنقده وفحصه وبعد ذلك تعليمه للنشء وتربيتهم عليه. أن نعيش في القرن الواحد والعشرين ونقرأ ثراثاً كُتب في القرن الرابع الهجري فهذا هو الانفصام الشخصي بل الجنون بعينه. وشكراً

صوت وصورة
سكان مدينة مراكش بدون ماء
الثلاثاء 19 مارس 2024 - 01:05

سكان مدينة مراكش بدون ماء

صوت وصورة
خارجون عن القانون | عقوق الوالدين
الإثنين 18 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | عقوق الوالدين

صوت وصورة
كاريزما | حمزة الفيلالي
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:30

كاريزما | حمزة الفيلالي

صوت وصورة
خيوط البالون | مقلب ري تشيكوني
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:00

خيوط البالون | مقلب ري تشيكوني

صوت وصورة
رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا
الإثنين 18 مارس 2024 - 21:30

رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا

صوت وصورة
ابراهيم دياز يصل إلى المغرب
الإثنين 18 مارس 2024 - 18:09

ابراهيم دياز يصل إلى المغرب