نقد الدين أم نقد الفكر الديني والتدين؟

نقد الدين أم نقد الفكر الديني والتدين؟
الخميس 11 فبراير 2016 - 14:37

لابد أن نميز بين الدين والفكر الديني والتدين..فهي ثلاثة مجالات مختلفة، الأول يتسم بالقدسية لأن الدين الحق مصدره إلهي، بينما الفكر الديني مصدره بشري، يشمل الفقه والفلسفة الدينية والثقافة التي أنتجها العقل بمرجعية دينية، أما التدين فهو السلوك الذي يتأطر بالمجالين السابقين في علاقة الإنسان بربه وبنفسه وبالكون من حوله.

بخلاف الدين، فإن الفكر الديني والتدين لا يتسمان بأية قدسية، وبالتالي يتجه النقد لهذين المجالين دون الأول ـ على الأقل من داخل المرجعية الواحدة ـ أما إذا اختلفت المرجعيات، فإن النقد يتجه رأسا للدين نفسه، ثم للإنتاج الفكري المنبثق عنه والسلوك الإنساني الذي يتمثله تصورا وقيما وأخلاقا.

لقد عانت البشرية ردحا من الزمن مع من يسحبون القداسة على اجتهاداتهم ويزعمون أنهم يتحدثون باسم السماء أو يحكمون بالحق الإلهي أو يمثلون ظل الله في الأرض..قال تعالى : (فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا، فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون).

وقال سبحانه: ( أفتطمعون أن يومنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون).

ولهذا لا يستقيم نقد النص الديني من داخل المرجعية الواحدة، بل يتجه النقد لشروحه وتمثلاته أو نقده من خارج المرجعية، وهذا واضح..وإنما حصل الخلط في هذه المسألة لأن السلطة الزمنية قد تفرض عقوبات على من ينتقد النص الديني أو تكفيره، فلجأ قوم لتبني مرجعية الدولة وهم لا يقيمون لها وزنا، وراحوا يسلطون مبضع النقد على النص الديني نفسه وهم يزعمون أنه إلهي قدسي، فوقعوا في التحريف المنهي عنه.

لكن ما هو الدين؟

عند المسلمين، الدين هو الإسلام لقوله تعالى:(إن الدين عند الله الإسلام) وقوله سبحانه:(ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين)، والإسلام هو كل ما جاء في القرآن وصحيح السنة النبوية، لقوله تعالى: (ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء) وقوله سبحانه: (وأنزلنا إليك الذكرلتبين للناس ما نزل إليهم).

فلا يجوز أن نتهم القرآن أو صحيح السنة بإنتاج العنف والإرهاب أو مصادرة حق الآخر في الوجود والتعبير، كما فعلت بعض الأقلام مؤخرا وهي تحلل التوجيه الملكي للوزيرين في الشؤون الإسلامية وفي التعليم بإعادة النظر في المقرر الديني..في حين الذي يفهم من التوجيه الملكي المطالبة بإعادة النظر في اختيار النصوص الدينية وشروحها بما يناسب الفئات العمرية المستهدفة من أجل تكوين أجيال تتسم بالواقعية والنسبية والانفتاح والتعايش مع الآخر في أفق تأسيس المشترك الإنساني الذي يعلي من قيم التسامح والتعاون ونشر المعرفة واحترام الرأي الآخر، وبناء العقلية النقدية المقاصدية التي تتفحص العلل والحكم والمآلات، ولا تقف عند حرفية النص، عقلية تستفيذ من تجارب الآخر وحكمته وعلومه دون شعور بالنقص أو الاستلاب الذي يمسخ الهوية ويوقع في انفصام الشخصية.

النص الديني بريء من الإرهاب

لا يمكن أن نتهم النص الديني بإنتاج العنف والإرهاب، بالرغم من حديث القرآن والسيرة النبوية عن الجهاد والقتال والغزوات والسرايا، لأن هذه إحدى آليات تأسيس الدولة والحفاظ على كيان الجماعة، وهي الآلية التي لا يستغني عنها مجتمع تحددت معالمه وتشكل نسيجه وبنى تصوراته بحدود جغرافية وسلطة مركزية.

إن الفهم الخاطئ لنصوص الجهاد وعدم مراعاة سياقاتها وشروطها وموازين القوى، قاد جماعات تكفيرية خوارجية لإنتاج العنف المذموم وسفك الدماء باسم الإسلام، بالإضافة للنزعة التسلطية والاستعلاء.

إن الحل لمعضلة العنف والإرهاب لا يكمن في إحلال الدرس الفلسفي مكان الدرس الديني لتحقيق الانتقال من الإطلاقية إلى النسبية، كما يقترح البعض اليوم..لا..فها هي التجربة الغربية ماثلة أمام أعيننا.

لقد قامت أوروبا بالإصلاح الديني، وعزلت الكنيسة عن الشأن العام، وقادت ثورات فكرية هائلة على يد فلاسفة الأنوار، وأطلقت العنان للعقل والغريزة بعد أن كبلهما اللاهوت لقرون عاشت فيها أوروبا عصور الظلام.

انطلق العقل الغربي من عقاله يكشف أسرار الكون وينظم سننه وقوانينه في معادلات رياضية، سيوظفها فيما بعد لخدمة الإنسان ورفاهيته، وأيضا لتدمير الإنسان واستنزاف الطبيعة وتلويث البيئة وإهلاك الحرث والنسل، وإشعال الحروب واستعباد الشعوب وإرهابها ونهب ثرواتها، وتكديس أسلحة الدمار الشامل، واستعمالها من أجل إخضاع الأمم الضعيفة لجبروته واكتساح قيمها ومعتقداتها وفرض قيمه وأجندته عليها.

الكشوفات الهائلة لأسرار الطبيعة، والإنتاج الفكري الضخم في مجالات العلوم الإنسانية والفلسفة، لم تحقق سعادة الإنسان، ولم تخرجه من الحيرة والقلق، ولم تحل بينه وبين العنف والقتل والدمار.

إن الحربين العالميتين التي ذهب ضحيتها أزيد من 50 مليون قتيل، وضرب هيروشيما وناكازاكي، المدينتين اليابانيتين، بالقنابل الذرية المبيدة للحضارة والإنسان،والاستعمار الغربي لأرض المسلمين، هي من الأعمال الوحشية التي لم تعرف لها البشرية نظيرا في التاريخ.. والجرائم الوحشية التي قام بها جوزيف استالين باسم الماركسية اللينينية، وأدولف هتلر باسم النازية، وبوش باسم الليبرالية، وغيرهم من قادة الهلاك في العصر الحديث، لا علاقة لها بتعاليم المسيح عليه السلام ولا بالشريعة الموسوية، بل أطرتها فلسفات مادية تعلي من شأن العنف والقوة والسيطرة إلى حد التقديس.

إن الوحش “الداعشي” الدموي لم يخرج من ثنايا المصحف والسيرة المحمدية، بل خرج برعاية أمريكية من السجون العراقية والأفغانية، حيث تنتهك الآدمية ويعبث بالأعراض والمعتقدات..خرج من برميل بارود طائفي، فتيلته نطفة أمريكية وضعت في رحم فارسي، أنتج جنينا مشوها، كبر بسرعة كما تكبر وحوش بعض أفلام الخيال العلمي..

إنه الإمعان في تشويه الشريعة المحمدية كما تم تشويه الشريعة الموسوية وتعاليم المسيح عليه السلام..وكلها تخرج من مشكاة واحدة، جاءت لإسعاد البشرية وربطها بخالقها سبحانه وحده لا شريك له.

قال تعالى: ( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه).

‫تعليقات الزوار

21
  • عبد الصمد الأندلسي
    الخميس 11 فبراير 2016 - 16:29

    السلام عليكم ورحمة الله
    اعتبر ان هذا المقال مهم جداً ونصرة كبيرة لدين الله
    وهو رد مفحم في الرد على مقالات عصيد المغلفة التي ينتقد فيها الدين ليجعله إنسيا وهو يريد ان يفهمنا انه ينتقد الجزء البشري في التدين في الحقيقة هو يتكلم من خارج الدائرة المرجعية للأمة ولكن ليست لع الشجاعة ليقول ذلك
    ولكن مشكلتنا ليست معه بقدر ما هي مشكلة التناقضات الفكرية والمرجعية التي ظهرت في المجتمع العربي الاسلامي
    وهؤلاء الذين يتقون بالغرب هاهو الغرب يفلس على جميع المستويات فماذا هم فاعلون
    هل سيبحثون عن شياطين اخر ام سيعودون لرشدهم كما سبقهم الى ذلك منير شفيق وغيره
    في في الحقيقة لا حرج في نقد ًتصويب كل ما هو بشري فكري في سلوك وتدين وغيره …

  • مولاي زاهي
    الخميس 11 فبراير 2016 - 18:07

    لعبة العجين:
    تتعاملون مع النصوص الدينية كما يتصرف الأطفال مع لعبة العجين؛ تحورون وتغيرون وتحرفون حسب مشيئتكم وحسب ما يتطلب منكم الموقف السياسي المرغوب فيه.
    تدعون أن الإسلام لم يكن دين العنف والحروب.ولاتستحيون: فما الاسم الذي تطلقونه على (الغزوات التي بلغت ٨٦ غزوة بمعدل ثلاث غزوة في السنة!؟
    أهي كلها غزوات السويق المشهورة بطعام الذي تناوله المحاربون فيها:وتعدون كل هذه الغزوات تحت هذا المصطلح؟ وأن المحاربين أتوا به لإطعام من يواجهون في كل الغزوات.وليس هذا ببعيد عن تفكيركم،لقول من قال:إذا لم تستحي فقل ماشئت،وعلل حسب هواك،لأنكم ألفتم مخاطبة العامة والرؤساء ممن لا يعير للقول اهتماما، ويتقبله على علاته .
    وأضيف لكم تسؤلا آخر حول ما الذي به تعللون ما جاء في الكتاب من٧٧ لفظة دالة على فعل (قتل)في أشكال تصريفه ،
    وربما كتب اقتلوا محرفًا من (ابتلوا)لما كتب الكتاب بحروف دون تنقيط ووو.وربما وجدتم مبررا أحسن من هذا،وعبقريتكم تحسن التبرير والتعليل والتحريف.ولكن نقول لكم:ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.

  • ميمون
    الخميس 11 فبراير 2016 - 19:12

    شكرا على هدا التحليل الممتع و المتيسر و ازالة اللبس و الغموض بين الدين و التدين فالمشكل ليس في دين الله و انما في استعماله من طرف البعض غفر الله لهم

  • الحداد
    الخميس 11 فبراير 2016 - 19:54

    الجهاد والقتال والسبي والسرايا هي احدى اليات تاسيس الدولة والحفاظ على الجماعة!!!قيادة الغزوات في اتجاه شمال افريقيا وحتى اوربا هو من اجل الحفاظ على الجماعةولم تسفك قطرة دم.واذا كان الامر كذلك فلماذا ندين غزوة باريس وغزوة نيويورك التي لم تسفك فيهما قطرة دم، لماذا لا نعتبرهما الية تاسيس الدولة الاسلامية التي ينادي بها "المجاهدون" اليوم؟
    الغرب الذي تحدث الكاتب عنه يريد ان يختزل انجازاته في التسلح ولم يتحدث عن فضل هذه الانجازات على البشرية جمعاء ومنها الانترنيت. فما هو عدد الارواح التي انقدها بفضل الادوية والعلاجات ..الغرب كانت لديه الشجاعة لان يقول للكنيسة كفى فحيدها عن الشان العام ولم يخترع "نظرية المؤامرة"بل اخترع الاليات للتكتل والوحدة والعودة الى العمل والبناء بسرعة قياسية.ولم يبق حبيس اوهام كما نفعل نتهم امريكاروسيا اسرائيل ايران اورباالعلمانية الشيطان عيوش جمعيات حقوق الانسان والحيوان الدولة العميقة الليبراليةغير ملتحية الكل يتامر علينا نحن المظلومين.اذا لم نتحمل مسؤوليتنا ونمارس نقدا ذاتيا ومراجعات تلو مراجعات فلن نخرج من هده الدائرة الضيقة التي وضعنا انفسنا فيها ونتهم الاخرين.

  • حسن يوسف
    الخميس 11 فبراير 2016 - 20:44

    ما أورده الكاتب مجرد حركات بهلوانية لرفض الحقيقة الساطعة. ولكن ما الفائدة في معالجة الأعراض إذا لم نقض على المرض الأصلي؟ المرض الأصلي هو الدين والتدين والفكر الديني معا. لا يملك الذين يدعون سماحة الإسلام إلا آيات متناثرة من القرآن المكي، ويملك الإرهابيون ما تبقى من الكتاب والسنة. لذلك عندما تحدى السلفيون السجناء المغاربة الدولة أن تحاججهم في الإسلام، لم تجد من يقوم بذلك، لأن الإرهابيون سيفحمون بالدليل والبرهان معارضيهم. وتكفيهم سورة التوبة لتوجيه الضربة القاضية للمعتدلين ولو احتوت في آخرها على آياتين مكيتين سلميتين. هي سورة بدون بسملة ويقول التفسير " نزلت" بدون بسملة لأن البسملة آمان وجاءت السورة لتنهي الأمان بالسيف( تفسير الجلالين). أما السنة فحدث ولا حرج في قطع الرؤوس. المعتدلون يشككون في الناسخ والمنسوخ وفي الكثير مما رواه البخاري…وإذا حذفوا هذه وتلك، فماذا تبقى من الإسلام؟؟ قد نضيع سنوات طويلة أخرى في لي عنق الآيات لتبدو مسالمة والإدعاء بأن ألفاظ القتل والعبودية والسبي تعني شيئا آخر أجمل، ولكن في كل مرة لا نقنع حتى أنفسنا. الاسلام معصلة، وعلينا الإسراع في الإقلاع عن النفاق.

  • saccco
    الخميس 11 فبراير 2016 - 20:58

    الدين والتفكير الديني مترابطان لا يمكن فهم القرآن والاحاديث بدون العودة الى التفسيرات والتأويلات للرواة الاولين لقربهم التاريخي من الاحداث وفهمهم الواقع اللغوي والمفاهيمي والثقافي إبان التأسيس .فنحن ل لا نفهم النصوص المؤسسة الا عبر ما وصلنا من المعاني والمفاهيم التي أعطاها الرواة الاولون للغة القرآن والاحاديث

    إن إنكار العنف اللفظي والمادي في الديانات منها الدين الاسلامي اي النصوص الاساسية المكونة للدين ليس في صالح المسلمين ولا يخدم الدين الاسلامي ويبين ان الدين الاسلامي يجتاز مرحلية تراجيدية من تاريخه ،حيث انكار العنف او الصاقه بجهات خارجية هي مجرد حكايات للبراعم تعبر عن العجز على إصلاح الفكر الاسلامي الحالي الذي يعرف فوضى عارمة لغياب مؤسسات ذات سلطة لحسم صراعات التأويلات وإقرار قراءة موحدة للنصوص

    إن تغيير عادات وطقوس ومعتقدات وثنية عاشت بالجزيرة وعمّرت آلاف السنين وتحجرت في الوعي الجماعي عبر التاريخ ليس من السهل والهين تغييرها في فترة زمنية وجيزة وليس من السهل على هؤلاء القوم التخلي طواعية عن هذه الموروثات بل إستوجبت الدفاع عنها مما جعل المواجهة مسلحة ضرورة لا محيد عنها

  • sifao
    الخميس 11 فبراير 2016 - 22:02

    الدين هو كلام السماء ، والفكر الديني هو ما انتجه الانسان تفسيرا وتأويلا وقياسا على ما ورد فيه مكن احكام ، اما التدين فهو محاكاة الانسان ومحاولته تجسيده لاحكام السماء على الارض ، الاصل هو الدين والفكر الديني والتدين هو ما تفرع غنه نتيجة محاولة الانسان فهم وتطبيق شرائعه ، قول بأن هذه المجالات مختلفة ليس دقيقا بما فيه الكفاية ، فلا فكر ديني ولا تدين في غياب الدين … النقد مفهوم فلسفي ، يعني اعمال العقل في القضايا موضوع البحث ، لذا فإن نقد الفكر الديني يعني اخضاع الكل ، الدين والتدين وما أُنتج على الموضوعين لسلطة العقل ، في جميع الحالات لم يتغير منهج رجال اللاهوت واسلوبهم في التعامل مع تناقضات هترفاتهم ، لدرء تناقضات الايات فيما بينها لجأوا الى ابتداع الناسخ والمنسوخ في القرآن ، ولسبر تضارب الرويات لجأوا الى وضع تصنيفات للاحاديث "حسن" "ضعيف" "قدسي" …وهو نفس الاسلوب الذي ينهجه حراس معبد الحق لتضليل الناس وابعادهم عن ادراك الحقيقة ، لا فكر ديني ولا تدين في غياب الدين ، الدين هو الاصل وكل ما سيأتي بعده هو منه واليه…فلا تحاول ان تراوغ ، ناقش …

  • مختصر
    الخميس 11 فبراير 2016 - 23:47

    تقول أن الدين يتسم بالقدسية بخلاف الفكر، وهنا أوقفك قليلا لأقول لك بأن الفكر ينتجه العقل الذي خلقه الله، والدين نفسه يقول "أفلا يتفكرون" ولم يقل "أفلا يتدينون" فهو يعطي قداسة للفكر أكثر مما يعطيها للدين. والفكر يتمتع بحرية مطلقة في الزمان والمكان بخلاف الدين الذي يتسم بالسلطوية والتزمت وإصدار الأوامر بما يجب أن نقوله ونفعله منذ الصباح حتى المساء. القانون يعطيني الحق أن أتصرف بكل حرية، ثم يعاقبني إذا أخطأت، وهذا ما يفعله الله. لكن معاقبة الله تكون دائما بطريقة متميزة لترجعني إلى طريق الصواب. وفي حياتي أخطأت كثيرا وتحملت عقاب خطاياي، بدون اللجوء لأية محكمة، وكم كان العقلب مريرا في كثير من الأحيان. فأنا أعيش تحت قوانين صارمة وضعها الله، لا يبصرها سواي، وهذا هو الدين الذي أخضع له. أما الدين الذي تتبناه الدولة فيمكنها أن تستغي عنه، فهي التي تحمل نفسها ما لا طاقة لها به. لأن لها من القوانين ما يغنيها عن الإهتمام بمعتقدات الناس.

  • Zakat
    الخميس 11 فبراير 2016 - 23:47

    التنوير ثم التنوير ولا شيء غير التنوير هو الذي سينقل مجتمعاتنا من مجتمعات التخلف ومجتمعات النقل إلى مجتمعات العقل والتقدم

  • الحقيقة الغائبة رقم 1 !
    الجمعة 12 فبراير 2016 - 06:06

    ان رفض العلمانية من طرف أي مسلم لا يعني الا كونه داعشي القناعات مهما ادعى من وسطية و اعتدال و تسامح. و هنا نقف عند شيزوفرينيا المسلمين التي عجز جهابذة علم النفس و الاجتماع عن تحليلها و تفكيكها.فالاسلام الوردي الذي يتشدق به الوسطيون يستند أساسا على القرآن المكي "المنسوخ",الذي أقر في سياق ظرف زمكاني معين بحرية المعتقد.
    و هذا هو جوهر العلمانية التي لا تعني الا فصل الدين عن الدولة وعدم تدخلها فيه و الحياد تجاهه,و ليس كما يروج المغرضون عن قصد أو عن جهل بأن العلمانية تعادي الدين.والصحيح أن العلمانية تحمي الدين نفسه من تدخل الحكومات و الأنظمة فيه لغايات سياسوية محضة.
    و هذا بالضبط ما يخشاه حراس المعبد الذين يشحنون القطعان ضد علمنة الدولة واصفينها بكونها تمردا على حاكمية الاله و على شرعه و قوانينه و اشاعة للاباحية و الانحلال, في حين أن التمرد الوحيد في العلمانية هو على سلطة المستبد باسم الدين, و على الكهنة الذين يسترزقون من خلاله عن طريق ممارسة كل أنواع الدجل والاستمناءات الفكرية و الدينية و السياسة!

    أما دول "الفانطازم" بالنسبة للمسلمين كتركيا و ماليزيا…فقد أسست على يد قادة علمانيين اقحاح.

  • samir
    الجمعة 12 فبراير 2016 - 06:10

    Le sujet est sans aucun intérêt
    Depuis 1928 au moins que les khwanjiya discutent si la fourchette est licite halal ou pas et avec chqiri on va traiter le cas des cuillères, les petites , les moyennes et les grandes
    Alors ma question est la suivante , pourquoi dieu n'a pas créé les cuillères
    Pourquoi il a laissé certains humains le faire
    C'est quoi la sagesse derrière tout ça ?
    Chqiri chabbiha du pjd

  • الحقيقة الغائبة رقم 2 !
    الجمعة 12 فبراير 2016 - 06:36

    أما رافضوا العلمانية, فدفوعاتهم تتلخص في كون الاسلام الصحيح هو الالتزام الحرفي بنصوص القرآن و السنة, و عدم الحياد عنها الى يوم القيامة باعتبار أن الاسلام صالح لكل زمان و مكان. وهذا يعني فيما يعنيه, تشريع جهاد غير المسلمين الذين لا يدفعون الجزية وقتل المرتد وتارك الصلاة، ملك اليمين وسبي نساء المشركين واموالهم، والجهاد ضد الجميع دفعا و طلبا، و العمل على استعادة الخلافة بأحكامها و حدودها: "ومن لم يحكم بما أنزل الله فؤولئك هم الكافرون"، و محاربة الفن بدءا من الموسيقى :"مزامير الشياطين", وصولا الى الشعر و الشعراء :"يتبعهم الغاوون"..,مع احراق وثيقة حقوق الانسان بأكملها: "فمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ"؟

    طبعا أول ما يتبادر الى الذهن هو *داعش* و أخواتها, أليس هذا بالضبط ما يقومون به و يعملون لأجله؟! هل هذا هو الاسلام الحقيقي المنشود الذي يبحث عنه رافضي العلمانية؟ فلتكن عندهم الجرأة اذن لاعلانها؟؟ ام يخافون من الدولة و المجتمع ?! و هنا يفهم جيدا نفاقهم و جبنهم وانفصام شخصيتهم!

    و اذا كانوا يعتقدون بأن *داعش* ليست اسلامية…فمحاكم التفتيش و صكوك الغفران لم تكن مسيحية!

  • الحقيقة الغائبة رقم 3 !
    الجمعة 12 فبراير 2016 - 07:04

    أما الفريق الآخير الذي يشكل الأغلبية الساحقة,فهو الذي يعتبر نفسه معتدلا مع وقف التنفيذ بالتعبير القانوني, أو *داعشيا* في مرحلة الكمون بالتعبير الطبي. اذ يقول من جهة بأن الاسلام الصحيح هو الاسلام الوسطي المعتدل, و بعبارة أخرى الاسلام الانتقائي.

    و يختار ما يناسبه من نصوص حسب الظروف و التسهيلات خاضعا في انتقائيته هذه لمقولة ماركس "الواقع فوق أي نظرية لا تتوافق معه"،و من جهة أخرى فهو يؤمن مبدئيا بحد الردة ورجم الزاني وقطع يد السارق والجهاد واباحة دماء الكفار…,لكنه يتغاضى عن نصوصه الى حين، و لا يستدعيها الا في المكان و الزمان المناسبين, و يموه على داعشيته تارة بالتأويل و تارة بالتفسير و اللعب باللغة و الاستنجاد بمكرها!

    أمام كل هذا العبث و التيه, ألا يفرض الخيار العلماني نفسه كضرورة ملحة لوقف نزيف الشعوب المنصوب عليها باسم الدين و تضميض جراحها؟ أليست الطريقة الأنجع لادارة الاختلاف بين كافة الأديان و الطوائف و الملل و النحل؟و أولها المسلمون الذين لا يعانون الا من تبعات الحكم باسم الدين,و الذي قضى على كل أفق للتطور والنهوض ومسايرة العالم.

    انشروا رحمكم الله… لتعم الفائدة وتسقط الاقنعة!

  • الحقيقة الغائبة : تتمة !
    الجمعة 12 فبراير 2016 - 08:07

    لقد شكلت مآلات حكم الاسلاميين و تنظيمات السياسية في دول ما سمي بالربيع العربي, و التي تخطت مخاض التغيير بسلاسة, شكلت لحظة أخرى حاسمة و دالة على فشل المشروع الاسلامي و افتقاره للقدرة على ادارة الاختلاف. و فهمه القاصر الأجوف للديمقراطية و لطبيعة الدولة الحديثة و أسس المواطنة و الانتماء…, مما أدى الى اجهاض هذه التجربة بل و اجهاض مشروع التغيير بأكمله. و العودة الى متاهات الفوضى و الاستبداد من جديد. في ردة و انتكاسة جائت كرد فعل طبيعي على محاولات طمس الهوية و الثقافة السائدة في تلك الدول و قرصنة المكاسب التي وصلت اليها شعوب المنطقة في مجال الحقوق و الحريات على هزالتها و تواضعها طبعا. و العودة بها الى زمن المنظومات القروسطية الرجعية المتخلفة !

    هذا الفشل الذريع لحكم الاسلام السياسي الذي اقترن وصوله الى السلطة بارادة شعوب مقهورة متطلعة للنهوض و الالتحاق بركب الحضارة, لم يكن الا تحصيل حاصل و تكريرا للمكرر بحكم أن الكهنوت عبر 1400 سنة لم يقدم للمسلمين الا حكاما مستبدين و فقهاء مهمتهم الوحيدة تبرير الاستبداد و الباسه رداء القداسة, و جيوشا من الغلمان و الجواري و الحريم و السبايا وسفكا للدماء !

  • جمعة مباركة !!
    الجمعة 12 فبراير 2016 - 12:38

    ماذا ينتظر المسلمون لاعلان وفاة الاسلام كحل ومنهج للحكم و تسيير الدولة و اعادته الى مكانه الطبيعي أي المسجد؟ قبل الاعلان عن تقادمه و تهالكه كدين لا تقترن سيرته الا مع التخلف و العنف والكراهية و الفوارق الطبقية؟و لماذا يرفض المسلمون الخيار الديموقراطي اللائكي و تبني ترسانة حقوق الانسان المتعارف عليها دوليا كحل وسط فعال و ناجع لتخليصهم على الأقل من سطوة و وصاية الكهنوت الذي لم يثبث ولاؤه عبر التاريخ الا للحاكم أو لولي نعمته؟

    حيث اصبحت المجتمعات "الاسلامية" مجتمعات فاسدة و متفسخة اخلاقيا واقتصاديا وسياسيا ، تتفوق على غيرها من المجتمعات الاخرى في الفساد الاداري والمالي, و تتألق عندما يتعلق الأمر بالكذب و النفاق و الرشوة وبالدعارة و التحرش الجنسي و جرائم الاغتصاب و العقم الحضاري المزمن ، والغالبية العظمى منها اعتزلت البحث العلمي و التكنولوجي وعوضت الفلسفة و المنطق والعلوم الانسانية والعلوم الحقة في مناهجها التعليمية بالفكر اللاهوتي الميتافيزيقي وملؤوا رؤوس الاطفال بالخرافات والاساطير وخطاب الحقد والكراهية الذي بدا يعطي نتائجه الكارثية في الشرق الاوسط الكبير ويهدد مصير الانسانية جمعاء!

  • مولي زاهي
    الجمعة 12 فبراير 2016 - 12:55

    ثقافة التلميع والنفاق:
    لست أدري ماسبب قول الله تعالى في محكم بيانه"وما غنمتم من شيء فلله خمسه .."وربما ادعى المغرضون والمنافقون أن ذلك كان لبيان الخمس الواجب إعطاؤه للمؤلفة قلوبهم.وذلك رحمة وعطفا عليهم،وإحسانا لمن دخلوا في الإسلام وتحبيبا الإسلام لهم….!وليس لغاية أخرى.وهم يحرفون ويطمحون الحقائق التي ساءهم اليوم بريقها،وكأنهم هم المسؤولون عن تطوير الخطاب الديني الجديد،وأن الخطاب السابق لم يعد يرجى نفعه،لأن الوضع السياسي اليوم وضع جديد؛ لما تحول المجتمع الإسلامي من مجتمع القوة والغزو الانتصار إلى مجتمع الضعف والهزال والانهزام:وشرع فقهاء الانهزام إلى التستر والتغطية على ما هم عليه.
    ونعم الفقه والفقهاء في زمن الخنوع .

  • Freethinker
    الجمعة 12 فبراير 2016 - 13:24

    "إنه الإمعان في تشويه الشريعة المحمدية كما تم تشويه الشريعة الموسوية وتعاليم المسيح عليه السلام..وكلها تخرج من مشكاة واحدة، جاءت لإسعاد البشرية وربطها بخالقها سبحانه وحده لا شريك له" حقا!!! لا يكتفي الكاتب المحترم بالدفاع عن دين الإسلام ضد "الفكر الديني"، بل يضيف إليه التوراة والإنجيل، الديانات الإبراهيمية (الإنجيل الجديد بدرجة أقل) المستطير شرّها، والمحرضة على التعصب وسفك الدماء والخروج على الفطرة السليمة الحقيقية التي يدعي المتأسلمون أن الإسلام مطابق لها. هذه الديانات لم تأت قطعا لإسعاد البشرية كما يدعي الكاتب، بل لمحاربة جميع مظاهر الفرح والسعادة والانطلاق وترك الروح على سجيتها في هذا الكون الفسيح لسبر أغواره وإنما الوعد والوعيد بالخلود في النار لمجرد التفكير في مخالفة الرأي

  • عزيز
    الجمعة 12 فبراير 2016 - 17:07

    أن دين الإسلام هو دين الحق
    الذي أرتضاه الله لعباده إلى يوم القيامة لا يقبل غيره بصريح كتابه هدفه تحقيق مصالح الناس في الدنيا والآخرة فكل ما شرعه الله هو الحق وما سواه الباطل خبروني بربكم من اتبع كلام الله أم هرطقات العلمانيون الذين الذين لايملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا

  • ابن أنس
    الجمعة 12 فبراير 2016 - 18:15

    الآيات التي مهدت بها لموضوعك انتزعت من سياقها هي خاصة ببني اسرائيل الذين حرفوا التوراة ووضعوا إلى جانبها تفسيرا مقدسا يسمى التلمود، أما المسلمون فليس لهم إلا قرآنا واحدا مقدسا هو الموجود بين أيديهم الآن وقد وصل إلينا بطريق التواتر وأما تفاسير القرآن فلم يقل أحد إنها مقدسة. ولا بد من الإشارة هنا إلى أن الاختلاف في الفقه أو الفروع مسألة طبيعية جدا وهذا الذي يفسر تعدد المذاهب الفقهية في الإسلام في بداياته ذكرها بالتفصيل المرحوم وهبة الزحيلي في موسوعته الرائعة (الفقه الإسلامي وأدلته) على ما أذكر بلغ بها نحو ثمانين مذهبا إلا أنها اليوم انحصرت في أربعة فقط لانقطاع السند عن الأخرى، وهذا الفقه المتصل كان دائما يخضع للمراجعة والتجديد .. فمذهب مالك الآن في بلدنا بلد القرويين ليس هو مذهب مالك في زمن مالك.
    أما الاختلاف في الأصول فمرفوض والعلة في ذلك أنه لا مجال للظن فيها بل لا بد فيها من نقل صحيح إلا من شذ عن القاعدة والشاذ لا يقاس عليه كما هو معلوم، وجماعة الحداثين في نقدهم لأصول الإسلام وفروعه إنما بعتمدون في الغالب الأعم على ما شذ وقل وندر.

  • ابن أني
    الجمعة 12 فبراير 2016 - 23:07

    قلت في التعليق السابق الأصول "لا بد فيها من نقل صحيح"
    في الحقيقة لا يكفي أن بكون النقل صحيحا بل لا بد أن تكون دلالته قطعية لا ظنية، فضلا عن ذلك بعض العقائد لا يصح أن يعلم إلا بالدليل العقلي. فثبت أن الدليل نوعان نقلي بالشرطين المذكورين وعقلي وشرطه أن يكون صريحا … والموضوع يحتاج إلى تفصيل أكثر وأنا على موعد مع الامتحانات في الأسبوع المقبل فوجب التنبيه.

  • ثقافة أرض الرمال
    السبت 13 فبراير 2016 - 17:29

    إن الدين هو أصل كل أحداث،فلا يمكن للمتدين أن ينتهج مصارا خارج غلاف الدين ، فالفكر الديني منتوج لهذا المصار ولا يستغني عنه .ألا تعرف يا أستاذ ان الرأي محرم في الإسلام فما أرى ماتقتصر عليه سوى رأي صادر عنك و عن جماعتك الذي يذوبون كالعادة في أسطورة الوسطية والإعتدال ، من يقول على نفسه وسطي فهو يتخد من الدين ما يحلوا له، كما يفعل المسلمين في إستشهادهم بالأيات المكية المنسوخة بالمدنية .
    الدين الإسلامي نتاج لما يحدث من إرهاب و عنف و إضظهاد للأقليات وغيره، فالفكر الديني فقط مبسطا ومفسرا في حدود التي لا تخرج عن المقاصد الأساسية والقواعد الكلية.

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 3

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس

صوت وصورة
الحومة | بشرى أهريش
الأربعاء 27 مارس 2024 - 21:30

الحومة | بشرى أهريش