"علاَمة المغرب"

"علاَمة المغرب"
الأحد 14 فبراير 2016 - 20:15

لكل دول العالم “علامة”، فعندما تسمع إسم دولة ما تأتي الى مخيلتك صورة تعكس ما تشعر به وتعرفه عن هذه الدولة وقد تكون هذه الصورة إيجابية أو سلبية.

الكثير من بلدان المعمور، خاصة المتقدمة منها والناشئة، تبذل جهودا كبيرة لتحسين صورتها وعلامتها داخل وخارج حدودها الفزيائية.

تَوفُّر دولة ما على علامة مقبولة وجيدة يضفي عليها إيجابيات عديدة؛ فهي تستطيع بيع منتجاتها بسهولة، تكون جذابة لرؤوس أموال أجنبية، تجذب السياح وقد تحصل على قروض بنسبة فوائد أقل من غيرها..

عند جارتنا الشمالية، في عام 2012، تم إحداث المفوظية السامية ل”علامة إسبانيا” ومسؤوليتها، كما ينص على ذالك مرسوم تأسيسها، يكمن في التخطيط، والترويج وتنسيق كل أنشطة المؤسسات العمومية والخاصة التي تهدف الى الترويج وتحسين صورة إسبانيا سواء في الداخل او الخارج.

أتذكر ان أحدهم كتب حينذاك مقالا في جريدة “البايس” (“El País”) حول تلك المفوضية، وقال في مقدمة المقال بأن الدولة التي لا تروج لنفسها فحتما تجد من ينوب عنها….

وهذا ما انطبق علينا مؤخرا في بعض البلدان الإسكيندنافية، وقبلها في شرق إفريقيا وجنوب أمريكا، حيث ناب عنا خصومنا ووقع ما وقع من تضليل وعداء ضد السيادة المغربية على أقاليمه الصحراوية وضد مصالحنا الإقتصادية.

المغرب مملكة مفتوحة على العالم ولديها مصالح كبرى خارج حدودها، ولا بد من العمل والحرص على تقوية “علامة المغرب”، فبلدنا يحتاج الى المزيد من الإستثمارات الخارجية، المزيد من السياح، والى الترويج لمنتجاتنا المصدرة الى الأسواق العالمية (الدفع بعلامة”صنع في المغرب”).

بالإضافة الى المنتجات المصدرة، فالمغرب يتوفر على جالية مهمة؛ حوالي خمسة ملايين مغربي يعيشون في الخارج، وقد حولوا السنة الفارطة حوالي 6 مليار دولار، أي حوالي 7 في المائة من الناتج الداخلي للمملكة.

مصالح المغرب في الخارج لا تقتصر فقط على كل ما هو إقتصادي بل أن هناك أمورا أخرى لا تقل أهمية كالتي تخص مثلا قضيتنا الأولى المتجلية في السيادة الوطنية على أقاليمه الصحراوية، والتعريف، داخل وخارج البلاد، بالأوراش الكبرى المفتوحة داخل المغرب (بنيات تحتية، التنمية البشرية، توسيع فضاء الحريات وحقوق الإنسان، مدونة الأسرة، الجهوية المتقدمة، الخ.)

في غياب هيئة اومفوضية مختصة للترويج وتسويق “علامة المغرب”، يبقى ثقل هذه المسؤولية ملقاة على كاهل الدبلوماسية المغربية الرسمية والموازية.

بالنسبة للدبلوماسية المغربية الموازية فكثيرا ما نادينا أصحاب القرار لوجوب الإستثمار في مغاربة العالم، وخاصة الكفاءات منهم، للنهوض والدفع بهذا الجانب الذي مازال خاما ويستلزم تطويره للإستفادة منه.

اما الجانب الرسمي فقد شهدنا منذ أيام قليلة تعيين سفراء جدد لتمثيل المغرب في جل بقاع العالم، وقد لفت إنتباهي إيجابيا التنوع المساري لهؤلاء، ومسار المتوجهون منهم الى الدول التي لطالما طبق فيها المغرب تلك السياسة المسماة حينها با”سياسة الكراسي الفارغة”.

لقد تبين جليا من نوعية التعيينات الجديدة أن المغرب فتح صفحة جديدة في ديبلوماسيته الرسمية، وما علينا إلا أن نتمنى للسفراء الجدد حضا وافراً حتى يتمكنوا من تمثيل المغرب أحسن تمثيل وللدفاع والترويج ل”علامة المغرب”.

*أستاذ جامعي وباحث بإسبانيا

‫تعليقات الزوار

5
  • عبدو
    الأحد 14 فبراير 2016 - 21:08

    تحسين وتجويد صورة المغرب خارجيا هو مقررون أولا مع تحسين البيت الداخلي ، وهذا لا يتأتى إلا توفير : 1) اﻷمن الداخلي 2) تخليق الحياة الاجتماعية بالقضاء على الفوارق الاجتماعية وعلى الأمية والجهل وتوسيع مجال الحرية الفردية ،وتكريس حقوق المواطنة الحقة بالمساوات بين جميع أفراد المجتمع 3)جعل الإنسان المغربي فعلا مواطنا مسؤولا له واجبات ولديه حقوق 4) حب الانتماء للوطن والدفاع عنه وعن جميع مكوناته العرقية والدينية واللغوية والجهوية بدون تفرقة بينهم. 5) الشعور بالكرامة والعزة كلما سمع اسم المغرب.. صورة المغرب ستشع عندما ينموا مجتمعنا فكريا ، دمقراطيا ، واقتصاديا ، وخلقيا …..

  • موسى
    الأحد 14 فبراير 2016 - 22:15

    آسف يا أستاذ، لأن ما تتحدث عنه بعيد كل البعد عن الواقع. العلامة التي أشرت إليها مجرد واجهة، أما الحقيقة فهي تبادل المصالح و إن لم يكن الرشوة و في أسوأ حال تهديد القوي للضعيف. العلامة لا تختارها أنت، بل أصحاب المصالح و المتحكمون في ثروات الشعوب التي تعامل كقطعان بهائم و ليس كبشر. الغرب تعامل مع العديد من الديكتاتوريين، بل نصب أغلبهم و لك في مصر خير مثال. حضارة قديمة و ثقافة و فن سياحة متنوعة و النتيجة شعب مقهور لا يملك مستقبله بيده. ما يؤسف له هو أن ما نتوفر عليه كعلامة يبقى أمورا سلبية، حكم مطلق، هضم للحقوق، فوارق طبقية بسبب المال السهل، مخدرات، دعارة، انحطاط أخلاقي، استلاب و أمراض نفسية على رأسها عقدة النقص. أقول لك هذا لأنك عندما تتخلى عن أصولك و هويتك و ترتمي في حضن الآخر فأي علامة تبقى لديك؟ ربما علامة فرنسا أو إسبانيا أو أمريكا، من يدري؟.

  • علال
    الإثنين 15 فبراير 2016 - 12:19

    هل نضع علامة على الكرموس او الكرعة ؟المغاربة نفسهم يشتكون من منتوجاتنا المغشوشة تشتري البطاطس بثمن الزبدة ولحم المعزة بثمن الخروف وغلاء السمك .التصدير يتم بخسارة كبيرة ووجوده فقط لجلب العملة الصعبة لكي يتبرع بها اهل االنفوذ.على كل حال فها تركيا مصر واسرائيل تستوحد لنفسها باسهم تتفاقم كل سنة .يجب اولا اصلاح السوق الداخلي والاعتناء باكل المغاربة ولباسهم وصحتهم ومحاربة الجوع والفاقة اما جوج فرنك ديال ماطيشا فهكتار مطيشة لا يساوي حاسوب ومطبعة.مقال يكرر العام زين وها هي العلامة

  • hb
    الخميس 18 فبراير 2016 - 08:02

    شكرا يا أخي
    احب فيك روح التفاؤل وحبك للوطن.

  • hb
    الخميس 18 فبراير 2016 - 13:00

    شكرا يا أخي
    احب فيك روح التفاؤل وحبك للوطن.

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 3

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة