تعتبر الدورة الحادية العشرة للملتقى الدولي للفلاحة بمكناس، الذي تم تنظيمها من 26 أبريل إلى 01 ماي، مناسبة للوقوف على الإنجازات المهمة لمخطط المغرب الأخضر، كواحد من أهم البرامج التنموية في مغرب القرن الواحد والعشرين، وأحد أكبر المشاريع الشاهدة على التطورات والإصلاحات التي يعرفها المغرب خلال العشرية الاخيرة.
فهو يخص قطاعا حيويا، يساهم ب 19 في المائة من الناتج الداخلي الخام، منها 15 في المائة في الفلاحة و4 في المائة في الصناعة الفلاحية، ويشغل 4 مليون قروي، ويوفر حوالي 100 ألف منصب شغل في قطاع الصناعات الغذائية. وبالإضافة إلى إسهامه في توازن ميزان التجارة الخارجية، فهو يتحمل مسؤولية توفير الغداء ل33 مليون مغربي.
النجاح في هذه المهمة تعترضه عراقيل كثيرة، على رأسها ضعف استعمال وسائل الإنتاج، كالأسمدة والمكننة، (11 مرة أقل مقارنة مع إسبانيا)، وضعف مساهمة الأبناك في تمويل المشاريع الفلاحية وضعف دعم الفلاحة المغربية مقارنة مع مجموعة من الدول، وكذلك ضعف نسيج الصناعات الفلاحية التحويلية.
للخروج من هذه الحالة سطر مخطط المغرب الأخضر أهدافا طموحة، بدأت تؤتي أكلها حقيقة، حيث ارتفع الناتج الإجمالي الفلاحي من 75 مليار درهم سنة 2007 إلى 118 مليار درهم سنة 2015، وارتفعت قيمة الصادرات الفلاحية ب 36% بين 2009 و2015 لتمر من 2.5 مليار درهم إلى 3.4 مليار درهم .. وارتفع معدل نمو القطاع الفلاحي إلى 9.3% فيما بين 2008 و 2015 عوض معدل 4.1% للاقتصاد الوطني …
هذه النتائج تعبر بوضوح عن نجاحات مخطط المغرب الأخضر، حيث وقد بلغ حجم الاستثمارات التي تم تسخيرها حوالي 100 مليار درهم مند 2008، سيتمكن من بلوغ هدفه الكبير في مضاعفة الناتج ألإجماعي للقطاع الفلاحي ضعفين قبل التاريخ المحدد (2020)! إنه نموذج للقطاعات التي يحقق فيها المغرب تحولات عميقة وإنجازات مشرفة. فما هي تحديات هذا المخطط إدن في المستقبل القريب ؟
ونحن تقترب من 2020، سنة انتهاء الامتداد الزمني للمخطط الحالي، يمكن اعتبار سنوات 2016 – 2020 فترة المرور إلى السرعة القصوى، وذلك من خلال تفعيل عاملين اثنين. العامل الأول يتمثل في التوجه نحو فلاحة تخصصية، بناء على برامج جهوية، وفق المعطيات الجغرافية المحلية، كاستراتيجية تهدف إلى خلق فلاحة تنافسية ذات قيمة مضافة عالية. وكمثال هنا يمكن ذكر جهة سوس التي استطاعت أن تضاعف ثلاث مرات صادراتها من مشتقات الأركان مند 2008. أما العامل الثاني، فيثمل في النهوض بالدورة الاقتصادية الفلاحية كاملة، بما فيها ما قبل عملية الإنتاج الفلاحي وما بعدها. ما قبلها خاصة في أبعادها التنظيمية والتمويلية والتأهيلية للفلاح المغربي. وما بعدها أولا من خلال تطوير الصناعات التحويلية التي تمكن من رفع القيمية المضافة للمنتوج الفلاحي، وثانيا بالرفع من الفعالية التجارية للمنتوج الفلاحي المغربي داخل الأسواق الدولية.
*أستاذ جامعي، دكتوراه في علوم التدبير والتسويق
ازالت المغرب لافغنستان كاكبر منتج لحشيش في العالم يضهر ان مشروع المغرب الاخضر حقق نتائجه اما فيما يخص اللحوم و الخضر فالمغرب اصبح يستورد كل شيئ بداية من بصل و بيض الى حليب و دجاج و ثوم و قمح .
مشروع ربحي بدون امن غدائي