من تجليات مرض الطفولة اليساري بمكناس

من تجليات مرض الطفولة اليساري بمكناس
الأربعاء 25 ماي 2016 - 08:23

ما جرى ل ” شيماء ” العاملة بمقصف كلية العلوم بمكناس، فعل إجرامي بكل المقاييس.

لم نعتبر، يوما ، أن الترهيب أو الإرهاب، والاعتداء الشنيع في مستوى أقل، مصدره فقط، الفصيل أو الفصائل الإسلامية المبثوثة والنشيطة في الجامعات المغربية، بل إنه يأتي من ” ثقافة ” التطرف ونزعة الإقصاء، ووهم ” امتلاك الحقيقة “، والفهم العميق للمجتمع. وفي هذا، تلتقي الأصوليتان المتطرفتان سواء أكانت إسلامية أو يسراوية.

وقبل أكثر من قرن، تنبه السياسيون الكبار، وقادة الفكر الماركسي والعقلاني، إلى شيء يسري في أوصال المجتمعات الأوروبية، وأحزابها الشيوعية والاشتراكية، مهددا إياها بالكساح والعدمية، والانتصار للرأي الواحد والوحيد بشكل سمج وعدواني يغتال التنوع والاختلاف، والديموقراطية. وهذا الشيء لم يكن سوى ما اصطلح عليه ب ” مرض الطفولة اليساري “.

إنه عين ما جرى وجُرِّبَ من قبل في جامعات بلادنا، وجُرِّبَ بشكل فظ همجي ووحشي في جامعة مكناس مؤخرا، في فتاة عزلاء ” متهمة ” ب ” التجسس “، وذلك بحلق شعر رأسها وحاجبيها، وسط حلقة طلابية عريضة متشفية ومنتشية، من دون أن ترفع ” الله أكبر ” هذه المرة، لأن منفذ القصاص، ” يساري “.

كم من الوقت سيمر لتمحو المسكينة آثار الهجمة الداعشية، والإذلال، والإهانة، والجرح النفسي الغائر، من قلبها ووجدانها وذاكرتها، ودمها.

فهل يتوقف تطبيق ما يسمى ب ” البرنامج المرحلي ” على حلق الرؤوس، وربما جزَّها، وإذلال المعارضين والخصوم، والمشكوك فيهم، والمناوئين الإيديولوجيين.؟

إنها قمة التخلف والهمجية، والوحشية، والإساءة إلى اليسار المسئول والنظيف.

المغرب دولة، والدولة مؤسسات مختلفة، وسلط منظمة وموزعة بمقتضى الدستور، والقوانين المنظمة. وهي ما يمتلك حق ” استعمال القوة”، أو ” العنف ” في حالات خاصة ووفقا للقانون، حفاظا على النظام العام بموجب تعاقد اجتماعي ضمني سارٍ، يتغيا مصلحة الفرد والمجتمع. ويتغيا استتباب الأمن والأمان في البلاد، من خلال مؤسسة القضاء تبعا للأحكام والتشريعات، والقوانين. وكل من خرج عل هذا النظام العام، يستوجب المتابعة والمساءلة، والحساب، والعقاب، لأنه ينشر الفوضى و ” السيبة “، والتغول الإيديولوجي، ويزرع الفتنة التي هي أشد من القتل.

فعلى هذا الفصيل وأضرابه، أن يعود إلى جادة الصواب، وجادة العلم والمعرفة والتحصيل، وأن يعمل على حل نفسه تلقائيا لأنه أصبح خطرا يهدد الأمن العام، ويهدد الوجود الطلابي، والبحث العلمي الذي لا يُزْهِر إلا في شروط الأمن والأمان، والتضامن، والاختلاف، وقبول الرأي المضاد، والحرية، والديموقراطية.

وهذا ما ينبغي أن نُفيدَهُ من العلم والمعرفة، وحرمة الجامعة أولا وأخيراً.

‫تعليقات الزوار

6
  • حمو اوسعيذ
    الأربعاء 25 ماي 2016 - 09:31

    هذه المرة الوحيدة اجدني دون رغبة مني متفقا معك ولكن تنادي ميتا ولو اسمعت حيا لااجاب وفاقد الشىء لا يعطيه الافاعي تغير جلدها لكن تبقى هي هي كيف ستاكل من غير سم…

  • اليسار العربي
    الأربعاء 25 ماي 2016 - 10:12

    انه عمل إرهابي ماركسي لينيني ستاليني ماوي، المشكل ان اليسار يعيش على الاسترزاق والعمالة للاجنبي , اما الشرقي الروسي او الغربي الامريكي الفرنسي ، اذن انه فكر مستورد لم يحقق في البلدان العربية اي تقدم علمي حضاري الخ السودان كمثال تونس كمثال , ليس له ولاء للوطن ولا للدين مثال الاكراد في العراق

    لا اتحدث عن اليسار الذي ارتمى في احضان المخزن , الانسان الحر لا يبلع كل ما اتى به الغرب ، استقلالية الذاتية والفكرية اغلى من التبجح بحقوق الانسان التي لا تحترم ، لستم احسن حال من عقيدة التقية

    اصلا داعش بعثية ماركسية في تعاملها مع الاقليات المحفوظة الحقوق مغلفة بالدين ، اما تطبيق الحدود فهو حنبلي

  • DRISS
    الأربعاء 25 ماي 2016 - 23:10

    يجب على الدولة ان تتحمل مسؤوليتها الكاملة في ردع امثال هؤلاء المجرمين، فاذا قامت السلطات باعتقال المعتدين على مثلي فاس و مشعوذة التمارة عليها كذلك اعتقال هؤلاء و محاكمتهم خاصة بعد ثبوت خيانتهم للوطن كونهم يساندون الطلبة الانفصاليين و يجهرون في الجامعات المغربية ان الصحراء ليست مغربية و ان حدود المغرب الجنوبية هي ورزازات

  • الرياحي
    الأربعاء 25 ماي 2016 - 23:23

    "اليسار المتطرف : مرض طفولة الشيوعية
    في ليلة معلومة حرق هتلير كل كتب الشيوعية ما عدا هذا الكتاب لانه يخدمه
    ما منع بن كيران من حذر هذا التيار المتطرف وغيره
    هل هو تاثير هيتلر ؟
    هؤلاء المتطرفين من متاسلمين ويسايرجية انتقلوا مباشرة من لعب "الغميض" واللعب بالحبل الى اللعب بالمقص واللعب بالسكين و لم يدركون ان اللعب ورائهم بسنوات والجريمة بين يديهم
    و ان اي فكر لا يساوي حياة كلب فما بالك بحياة انسان
     شكرا للكاتب

  • FOUAD
    الخميس 26 ماي 2016 - 11:00

    هناك اناس يدعون التنوير.. يرتقون كرسي الاستاذية دون اهلية.. يوزعون صكوك حسن السيرة كما الغفران! اذا تكلموا عن خصومهم فبازدراء كبير و احتقار وافر! اتدرون من هم? انهم مدعو الدمقراطية و التنوير! لا يحترمون راي الشعب و لا مبادئه! لا يدعون الانفتاح.. لا يستحيون .. اذا تمكنوا من رقاب العباد اغلقوا قنواتهم .. اغلقوا افواههم .. احرقوا كتبهم..
    يدعون.. و كل الحجج الواقعية ضدهم! يقبلون اللعبة بشرط ان يكون الخصم كسيحا!

  • جواد تيداس
    السبت 28 ماي 2016 - 17:07

    مهما اختلاف المرجعيات الفكرية لدى النخب الفكرية والسياسية والجمعوية والطلابية من اقصى اليمين الاسلامي الى اقصى اليسار الماركسي ،تبقى نزعة العنف والاقصاء هي القاسم المشترك لكل هذه الفئات،لكونها منتوج ماركة ومنتوج مجتمعي دكوئي بطريريكي ابيسي واحد ينهل ويمتح من الثقافة الاستبدادية السلطوية سلوكا وفكرا وعملا، انها سزكفرانية وإنفصام للنخب اليسارية بين القول الحامل لنزعة انسانية حضارية وفعل وسلوك مرضي حامل لرواسب السلطوية والذكورية،ومن جهة اخرى نجد قوى يمينية ودينية عقائدية نكوصية متصالحة مع ذاتها قولا وفعلا، كلاهما يكرسان لمشروع مجتمعي فاسد، اللهما استثناءات من الافراد من اليسار من لهم مصداقية في خطاباتهم المنطبقة على افعالهم وممارساتهم،اما الاسلامويون واهل فكر اليمين فليس فيهم من القنافذ املس ،الامشروع وحيد هو الممؤسس والناجح هو مشروع الفساد والاستبداد

صوت وصورة
سكان مدينة مراكش بدون ماء
الثلاثاء 19 مارس 2024 - 01:05

سكان مدينة مراكش بدون ماء

صوت وصورة
خارجون عن القانون | عواقب عقوق الوالدين
الإثنين 18 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | عواقب عقوق الوالدين

صوت وصورة
كاريزما | حمزة الفيلالي
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:30

كاريزما | حمزة الفيلالي

صوت وصورة
خيوط البالون | المقلب الأخير لري تشيكوني
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:00

خيوط البالون | المقلب الأخير لري تشيكوني

صوت وصورة
رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا
الإثنين 18 مارس 2024 - 21:30

رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا

صوت وصورة
ابراهيم دياز يصل إلى المغرب
الإثنين 18 مارس 2024 - 18:09

ابراهيم دياز يصل إلى المغرب