من سيفوز في الانتخابات المقبلة؟

من سيفوز في الانتخابات المقبلة؟
الأربعاء 22 يونيو 2016 - 21:05

بدأت حمى الانتخابات تصطلي لظاها وترتفع مع بداية العد العكسي لانتخابات السابع من أكتوبر، إنتخابات تعتبر الثالثة من نوعها بعد دستور 2011، والثانية التي تنظم في عهد هذه الحكومة التي شارفت ولايتها على الإنتهاء، انتخابات ستكون محكا حقيقيا لكل الأطراف السياسية المشاركة، وأيضا للنظام ذاته الذي يترقب أن يعرف حقيقة هل اجتاز تداعيات الربيع العربي، أم لا زالت تتهدده احتجاجات اجتماعية جديدة…

أول الأطراف الذي يولي هذه الانتخابات اهتماما كبيرا، هو حزب العدالة والتنمية، الذي يترأس أمينه العام « عبد الاله بنكيران » رئاسة الحكومة المغربية الحالية، والذي يمثل أول مشاركة لإسلاميي المغرب في تسيير الدولة، بعد أن تموقعوا مرارا في موقع المعارضة سابقا، وساندوا في سنوات قليلة حكومة التناوب التي قادها عبد الرحمن اليوسفي.

حزب العدالة والتنمية يعتبر هذه المحطة رهانا حقيقيا لأنها تشكل بالنسبة إليه امتحان تقييم نتائج تدبيره لخمس سنوات من الحكم، بغض النظر عن نتيجة الانتخابات الجماعية، التي أظهرت أن شعبيته لم تهتز. هو يراهن على الحصول على المرتبة الأولى بعدد مشرف من المقاعد على غرار 107 مقاعد التي حصل عليها في انتخابات 25 نونبر 2011، هو يريد أن يترأس الحكومة المقبلة لاستكمال وثيرة إصلاحات واستثمار نتائجها. لأنه اختار المسار المتدرج الذي لا يحقق النتائج السريعة، ولكنه يصل إليها بشكل متيقن وملموس.

ولذا حرص حزب العدالة والتنمية على جعل مؤتمره الاستثنائي الأخير محطة للم الشمل وتعبئة الصفوف، وتهييئ المناضلين لخوض انتخابات مصيرية في تاريخه، كما استغل ذات المحطة لتوجيه رسائل مشفرة إلى محيطه، تفيد التنبؤ بالنصر القادم.

الغريم التقليدي لحزب العدالة والتنمية، حزب الأصالة والمعاصرة، بعتبر الفرصة سانحة للانقضاض على المرتبة الأولى، الذي يبدو أنه سيجيش لها كل ما يملك من قوة وعتاد، كما سيستغل شبكة علاقاته الواسعة مع رجال السلطة، للتحكم في الانتخابات وضمان فوزه. قام بانتخاب أمين عام جديد يملك صفات مشابهة لزعيم الاسلاميين من حيث الخطاب والحركية والكارزمية الحزبية، فقد تم انتخاب إلياس العماري بالاجماع وفي ظرف قياسي، لإيمان أعضاء حزب البام بأن المرحلة تتطلب قائدا ثوريا مشاغبا لن يترك حزب العدالة والتنمية يفوز بالكعكة لوحده.

في سنة واحدة، تبنى قضية زارعي القنب الهندي، ووعدهم بتقنينه، ودعم حل قضية الأساتذة المتدربين، وقضايا أخرى، باختصار، هو إذن يمارس التدبير من خارج الحكومة، وهذا مؤشر خطير على كيفية مقاربته للتسيير الحكومي بعد الانتخابات المقبلة.

أتى « إلياس » إذن، وحمل معه مجموعة إعلامية ضخمة برأسمال خيالي « مجهول المصدر »، وانتزع المرتبة الأولى في الانتخابات الجماعية الأخيرة وحصل على خمس جهات من أصل 12، وهو يقود الآن جهة طنجة تطوان الحسيمة بإيقاع سريع لإظهار قدراته وإمكانياته الذاتية، كأنه يطرح نفسه مرشحا لرئاسة الحكومة المقبلة، رغم أنه لا يصرح بذلك علنا. طبعا، العارفون بالشأن المحلي، يعلمون جيدا أن ذلك لا يأتي من فراغ، إن لم يكن لدى « إلياس » من يدعمه في العاصمة الإدارية للملكة، وخصوصا في وزارتي الداخلية، والاقتصاد والمالية.

حزب الاستقلال: الحزب التاريخي الذي تراجعت أسهمه بعد انتخابات 25 نونبر والتي حصل فيها على المرتبة الثانية ب60 مقعدا، لم يعد مرشحا رئيسا للفوز بالمرتبة الأولى، بعد أن كان دائما ضمن لائحة المرشحين، حزب يعاني حاليا من مخاض حقيقي، خصوصا بعد أن أسقطت المحكمة الدستورية عضوية 07 برلمانيين استقلاليين فازوا مؤخرا في انتخابات مجلس المستشارين، كما أن رئيس جهة الداخلة واد الذهب، إحدى الجهتين اللتان فاز بهما حزب الاستقلال، مهدد بفقدان مقعد الرئاسة بعد حكم ابتدائي ضده ولصالح الطاعنة فيه، ممثلة حزب الأصالة والمعاصرة.

ورغم إعادة المياه إلى مجاريها، مع تيار « عبد الواحد الفاسي » الذي حضر ذكرى تأبين الزعيم التاريخي للحزب « علال الفاسي » لهذه السنة، إلا أن هذه العودة لم تحمل الزخم الكبير الذي كان ينتظره شباط وإخوانه، لأن قواعد الحزب فهمت أن الأمر عبارة عن تكتيك انتخابي ليس إلا، لن يلبث إلا أن ينتهي مفعوله ساعة تسليم التزكيات الحزبية.

غير أن كل هذا لا يمنع « شباط » زعيم الحزب وقائده، من حشد كل ما يملك، أولا لمحو هزائمه في الانتخابات الجماعية الأخيرة، خصوصا بالحواضر المغربية، وثانيا، لأنه يحاول أن يكون شريكا أساسيا في الحكومة المقبلة، بعدما تبين للجميع من داخل حزبه وخارجه، فشل الخيار الذي قام به حزب الاستقلال عندما أعلن انسحابه من حكومة بنكيران، وانتقاله إلى المعارضة.

الأحزاب الأخرى متواجدة، لكن لا أمل لها في المرتبة الأولى، ستستفيد قليلا من تخفيض العتبة الانتخابة، لمنع السيطرة المطلقة للأحزاب الكبرى، لكنها لا تحلم بمنصب رئيس الحكومة، رغم الشعارات البراقة التي يرفعها قادتها، « مزوار » نموذجا.

النظام الحاكم متخوف من نسبة المشاركة، أكثر من معرفة ماهية الفائز، هو يعتبر أن كل الأحزاب مروضة بما يكفي لكي لا تخرج عن طوعه، ودليل تخوفه من نسبة المشاركة، هو أنه رفض بشكل قطعي، عن طريق وزارة الداخلية، مراجعة اللوائح الانتخابية ، وتحيينها مخافة تناقص نسب المشاركة إلى أقل من 45 بالمائة، والتي كانت جيدة مقارنة بالاستحقاقات السابقة لما قبل 25 نونبر 2011، لذا هو لا يحبذ تراجعها لما في ذلك من دلالات سياسية واجتماعية خطيرة.

كما أن صفعة 107 مقعد في انتخابات 25 نونبر، أجبرت وزارة الداخلية على عدد من التغييرات بمدونة الانتخابات للتحكم في عملية الانتخابات، كما تم تعليق مشاركة المغاربة القاطنين بالخارج بشكل مباشر وفي دولهم التي يقيمون بها، من أجل تفادي المفاجأة في نتائج الانتخابات المقبلة.

مشكلة هذه الانتخابات، هي أن الشعب سيقف محتارا عند عملية التصويت، فهو جرب جميع الأحزاب، هو يعرف بنكيران وإلياس، وشباط ولشكر وآخرين، ولا يرى أِشخاصا جدد وتيارات تطفو على السطح عدا ما هو موجود في الساحة. هل سيكون إصلاحيا محافظا؟ ولو على حساب مصالحه الشخصية، بالتصويت على حزب العدالة والتنمية، أم سيكون براغماتيا نفعيا بالتصويت على حزب الأصالة والمعاصرة، أم سيصوت على الأحزاب التقليدية بدافع تاريخي ولائي وقبلي دون التفكير بالعواقب. وبغض النظر عن الفائز المقبل، فإن الفائز الحقيقي هو « الشعب » إن أحسن الاختيار.

‫تعليقات الزوار

13
  • متسائل
    الأربعاء 22 يونيو 2016 - 21:36

    آش من لْوالى في تْوالى
    أحزاب في دول ديمقراطية تحصل على الأغلبية المطلقة بنسبة تفوق 50 بالمئة بينما يتنافس 60 حزبا في المغرب للحصول على المرتبة الاولى ب 5 بالمئة من الأصوات فقط .
    حزبك الدي يبدو أنك تدافع عنه ، 95 بالمئة لم تصوت عليه و يتغنون بالشرعية الشعبية .
    95 بالمئة تتشتت أصواتها على 59 حزبا ، لو كانت الخريطة الحزبية تسمح ل 4 أحزاب كبيرة فقط للتباري على الكراسي لكان حزب العداوة و التعمية في الصف الأخير ب 5 بالمئة من الأصوات لأن المصوتون عليهم مريدون تابثون بينما الأول من بقية الأحزاب الثلات سيحصل على الأقل على 32 بالمئة ، لكن المخزن يريد البلقنة حتى يتحكم في خيوط اللعبة السياسية

  • فوهرر
    الأربعاء 22 يونيو 2016 - 22:33

    أصلا السؤال خاطئ,,,

    الانتخابات لا فائز فيها…مسرحية تقام كل 5 سنوات نتيجتها معروفة…استمرار المخزن في الحكم

  • KITAB
    الخميس 23 يونيو 2016 - 00:01

    هناك من الكتاب والأدباء لم يستوعبوا بعمق الفترة الماضية من تاريخ أحزابنا ولهثهم وراء الكراسي ، فهم يبنون تخميناتهم على بعض المعطيات الراهنة دون ربطها بالماضي، وبالتالي يقفون عند سؤال الحسم من سيفوز من سيتآلف ومع من… ناهيك عن اللعبة السياسية الهامة،وهي أن هناك دائما ضحية هو الشعب، ها نحن نلاحظ ماذا حققت هذه الأحزاب كانت في الحكومة أو المعارضة هناك سيناريو واحد جهاز وراء الستار يتحكم في خيوط اللعبة…باختصار شديد.

  • pjd? ATTENTION!!
    الخميس 23 يونيو 2016 - 00:46

    Pour le bien de tous, ne votez osa pour les pjdistes quj sont pleins de haine pour la classe moyenne. je n ai jamais voté. Mais cette fois ci,je voterai PAM le seul partie quj peut sauver le Maroc des maneovres horribles de l organisation international des frères musulmans.

  • مغربي أصيل
    الخميس 23 يونيو 2016 - 01:05

    الإشكال الأساسي هو في نزاهة الانتخابات وليس في من يفوز بها، إذا مرت الانتخابات بطريقة شفافة ديموقراطية فلا يهم بعد ذلك من يكون رئيسا للحكومة المقبلة، ولكن بالنسبة لي الانتخابات مصير مجهول، هناك أكثر من طريقة لتعديل النتائج حتى لو مرّت بشكل نزيه، رأينا في الانتخابات الجهوية الأخيرة كيف أن شخصيات حصلت على رئاسة بعض الجهات المهمة برغم أنها لم تفز في الانتخابات ، للأسف لعبة التحالفات كانت طريقا مهما من طرق تعديل النتائج الأخيرة، أما في الانتخابات البرلمانية فلا أدري إن كان هناك طريقا آخر غير طريق شراء الأصوات بالدقيق والزيت …

  • الجوهري
    الخميس 23 يونيو 2016 - 03:21

    السؤال الموضوعي هو من يستحق الفوز بالإنتخابات المقبلة وأعتقد الجواب هو الحزب الذي لم يتورط مستشاريه وبرلمانييه في ملفات الفساد والرشوة وإصدار الشيكات بدون رصيد أعتقد أنه أحسن معيار لاختيار من سيسير شؤوننا وشكرا

  • Chorouk al maghribia
    الخميس 23 يونيو 2016 - 10:43

    المواطن: -من اين اجد المال لفاتورة لماء والضوء?
    -ليس لدي فلوس المصاريف الاكل والشرب الاسعار ارتفعت
    -رمضان هدا والجيب فارغ
    -فلوس الطبيب
    -فلوس العيد
    – الحكومة قسمت ظهر الفقراء اين المفر
    وعلى كوكب اخر
    تاجر الدين: من سيفوز في الانتخابات ?
    -بن كيران رضي الله عنه?
    -عاش الفصل 222
    -توزيع قفف صكوك الغفران مقابل الاصوات حلال

  • kabour1
    الخميس 23 يونيو 2016 - 11:28

    le pire c;est de voir c e desir ardent de parier sur la voix sans s;occuper des souffrances de celui qui vote;,que sont arrivistes ces hypocrites,qui nous spoilent au nom de l,islam

  • مولاي
    الخميس 23 يونيو 2016 - 13:41

    أليس منكم رجل رشيد؟! حتى ينتظر الجواب،لأن اللعبة أصبحت بلقاء يعرفها القريب والبعيد؛ البرلمان كلعبة الشطرنج، كلما انتهت لعبة أُعيد وضع بيادق في مواقعها المناسبة وتنطلق اللعبة من جديد. ولا شيء يتغير إلا المواقع ونمط اللعبة فقط.

  • المغاربة
    الخميس 23 يونيو 2016 - 16:16

    في حادث غريب، ألقى “محمد يتيم” القيادي بحزب “العدالة والتنمية” الحاكم، كلمة اليوم الأربعاء بمجلس أوربا بستراسبورغ الفرنسية، دافع فيها عن حقوق الانسان والديموقراطية في تُركيا، وظهر “يتيم” وهو مدافع شرس على تُركيا، ووضعية حقوق الانسان فيها، مستعرضاً ما قال أنها تحديات يواجها بلد الأخ “أردوغان”.

    ورغم أن “يتيم” سافر بأموال المغاربة الى ستراسبورغ للدفاع عن المغرب وصورته الحقوقية التي تعرضت لهجمات وتشويه كبيرين، خلال العام الجاري، غير أن “يتيم” فضل “الجماعة” على الوطن”، ليُقدم كلمة “نارية” تنتقد الأوربيين في تعاملهم مع تُركيا.

    وتسائل أحد المشاركين المغاربة من عين المكان ما وصفوه “المجهود الكبير الدي قام به “يتيم” للدفاع عن تُركيا دون أن يُخصص نفس المجهود للدفاع عن بلده المغرب

  • FOUAD
    الخميس 23 يونيو 2016 - 16:32

    صوتوا بكثافة على الاصلح كيفما كان لونه او حزبه ! لكن لا تنسوا ان شهادة الزور اثم عظيم !
    الا ان عتبي شديد على مدعي الدمقراطية يعتبرون الناس قاصرين لا يفقهون شيئا !
    Mon salam

  • KARAM MOUFID
    الخميس 23 يونيو 2016 - 20:46

    الوحيد الذي عرى واقع الحكومة ولازال يفضحها ويظهر فشلها هو حميد شباط وما يحسب لحزب الإستقلال هو انسحابه من الحكومة وتركه ل7 مناصب وزارية يسيل لها اللعاب وخرج للمعارضة ليصطف الى جانب الشعب المغربي فلو كان هدفه الكراسي لظل في الحكومة واستفاذ وافاد أتباعه ومناصريه لكنه أبى إلا أن يقف ضد حكومة الفضائح وقراراتها اللاشعبية وضد الزيادات في الأسعار لذلك سندعم الحزب الذي اصطف الى جانبنا

  • حتى لين
    السبت 25 يونيو 2016 - 14:14

    .. النظام الحاكم متخوف من نسبة المشاركة، أكثر من معرفة ماهية الفائز، هو يعتبر أن كل الأحزاب مروضة بما يكفي لكي لا تخرج عن طوعه…

صوت وصورة
المعرض المغاربي للكتاب بوجدة
الخميس 18 أبريل 2024 - 01:29

المعرض المغاربي للكتاب بوجدة

صوت وصورة
بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 21:45

بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"

صوت وصورة
أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 18:24

أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد

صوت وصورة
احتجاج أرباب محلات لافاج
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 17:32 9

احتجاج أرباب محلات لافاج

صوت وصورة
"كتاب الضبط" يحتجون بالبيضاء
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 15:07

"كتاب الضبط" يحتجون بالبيضاء

صوت وصورة
“أش كاين” تغني للأولمبيين
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 13:52 1

“أش كاين” تغني للأولمبيين