العلمانية ذريعة لتسويغ الانقلاب .. الحالة التركية أنموذجا

العلمانية ذريعة لتسويغ الانقلاب .. الحالة التركية أنموذجا
الأحد 24 يوليوز 2016 - 23:25

كشفت مراسلات الانقلابيين على الانترنيت وعلى مجموعة مغلقة بالواتساب؛ والمسربة من لدن إحدى القنوات العربية المشهورة، أن انقلابيي يوم الجمعة 15 يوليوز 2016 بتركيا، كانوا سَيُعلنون في الناس؛ بعد نجاح تآمرهم المكشوف على الشرعية؛ ممثلة في الرئيس المنتخب بواسطة الصناديق الزجاجية؛ رجب طيب أردوغان؛ مسوغات مفادها؛ أنهم قاموا بالانقلاب من أجل الدفاع عن العلمانية التي يعتبرها العسكر مجالا حصريا له يحتكره؛ ورثوه عن مؤسس الدولة مصطفى كمال أتاتورك :

( 19مايو/ 1881 10 نوفمبر1938(وهذا الانقلاب العسكري الفاشل، ليس الأول والأخير، فقد جرب العسكر هناك، الانقلاب على الشرعية الدستورية والانتخابية، كما حصل مع الزعيم نجم الدين أربكان سابقا؛ والذي تولى رئاسة حزب الرفاه الإسلامي، ورئاسة وزراء تركيا من الفترة بين 1996 و1997، وفي عام 1998 تم حظر هذا الحزب، وتوبع نجم الدين أربكان بتهم غليظة؛ منها انتهاك طابع علمانية الدولة، ومنع من مزاولة النشاط السياسي لخمس سنوات، لكن أربكان لم يغادر الساحة السياسية فقام بتأسيس حزب باسم الفضيلة بزعامة أحد معاونيه، وبدأ يديره من خلف الكواليس، لكن هذا الحزب تعرض للحظر أيضا في عام 2000 م. ومن جديد يعود أربكان ليؤسس بعد انتهاء مدة الحظر في عام 2003م حزب السعادة، لكن خصومه من العلمانيين، تربصوا به؛ ليتم اعتقاله ومحاكمته في العام نفسه، وقد كانت الانقلابات تتم دائما؛ عن تحت ذريعة الدفاع عن العلمانية؛ التي يرى الجيش أن تجربة الأحزاب الإسلامية تمثل تهديدا قويا لها.

ولكن الإشكال التي يجلي تهافت هذا الزعم المردود، يتمثل في جرأة هؤلاء؛ أي المجموعة الانقلابية داخل الجيش التركي، على مكتسبات الشعب التركي، وعلى رأسها إرساء نظام ديموقراطي؛ أعاد العسكر للثكنات، وزج بسلاح الدبابات والطائرات، في أتون السياسة؛ مما يعد انتكاسة خطيرة للتجربة التركية التي تعتبر متميزة في منطقتها وفي العالم، ليس من خلال تعايش الإسلام والحداثة بين مفاصلها فحسب، ولكن من خلال حصائلها الاقتصادية والاجتماعية، ونسب النمو التي لاشك لمسها يلمسها الشعب التركي؛ الذي خرج قاطبة للتنديد بالانقلاب؛ وأعلن رفضه وتمسكه بالخيار الديموقراطي…

لكن سؤال الأسئلة التي يتبادر ههنا، هل الدفاع عن العلمانية يمر قطعا عبر إنهاء المسار الديموقراطي، والانقلاب على رموزه المنتخبين أصحاب الشرعية السياسية المخولة من أعلى سلطة في البلاد وهي الشعب التركي، بغض النظر عن انتماءات المنقلَب عليهم بفتح اللام؟؟؟

أليست الديموقراطية بمفهومها الغربي، أي الصناديق الزجاجية، والانتخابات البرلمانية، واختيار الرئيس من الحزب الذي يحصل على أغلبية الأصوات، أليست من ثمار العلمانية التي أرساها العالم الغربي المتقدم؟

ثم، ألا تعتبر اختيارات الشعب التركي، تجسيدا لإرادته التي يجب على الجيش الدفاع عنها وحمايتها ؟

لماذا يعتبر الجيش نفسه دائما وصيا على العلمانية ؟

أي علمانية يجب حمايتها، إذا كنا سنهدم أبرز معالمها وخصائصها وثمارها؛ ممثلة في الديموقراطية ؟

ألم يكن حريا بالجيش التركي، أو بالأصح المجموعة الانقلابية داخله التي قادت الانقلاب الفاشل، وتلطخت أيديهم بدماء الأبرياء، الاقتداء بالجيوش العالمية للدول الكبرى ؟

هل يمكن للجيشين الأمريكي أو الروسي أو أي جيش أوروبي؛ وهي من أعتى الجيوش في العالم ، الانقلاب على الرئيس المنتخب دستوريا، وإخراج الدبابات والطائرات لإرهاب الشعب وحظر التجوال؟؟

إن ذريعة حماية العلمانية من التهديد الإسلامي الذي يمثله حزب العدالة والتنمية، بقيادة رجب طيب أردوغان، لا يمثل في رأيي، سوى شماعة أرادت الطغمة العسكرية المتسلطة أن تعلق الانقلاب عليها، من أجل تسويغه وتسويقه ونيل الاعتراف به …

إن الجيش التركي أو بالأصح المجموعة الانقلابية داخله، أرادت تصفية حسابات شخصية مع الرئيس رجب طيب أردوغان، ومع حزب العدالة والتنمية، بعدما شعرت بانحسار مجال تدخلها ومناوراتها داخل الساحة السياسية التركية …

إن تهديد العمل السياسي لرجب طيب أردوغان وحزبه، للتوجه العلماني للدولة التركية؛ يجب أن يكون محل انتقاد وشجب من لدن الشعب التركي وحده؛ الذي يملك السيادة في الاختيار، والتي يمارسها عن طريق الانتخابات وبواسطة ممثليه في البرلمان ومؤسسات الدولة…

إن خروج جميع أطياف الشعب التركي والأحزاب السياسية، والمعارضة منها أيضا لرجب طيب أردوغان وحزبه، من الأحزاب اليسارية والعلمانية في مظاهرات عارمة استجابة لنداء الزعيم في أشد اللحظات حرجا في تاريخ البلاد الحديث، دليل ساطع على أن الديموقراطية التركية، قد قطعت أشواطا كبيرة، وأصبحت ناضجة وراسخة؛ لا يمكننا أن نخشى أحدا على مستقبلها القريب والبعيد أيضا؛ بحيث لا يمكن العبث بها من أي جهة كانت؛ وإذا كانت السياسة الحكومية الحالية ٍ لرجب طيب أردوغان، وحزبه ومعاونيه، ضارة بتاريخ تركيا، وتوابثها المتوارثة، فعلى الشعب أن يمارس حقه في معاقبة ممثليه في مؤسسات الدولة الشرعية؛ وذلك بعدم التصويت عليهم من جديد في الانتخابات التشريعية والمحلية والرئاسية …

إن تسبب الجيش التركي والفصائل التي قادت الانقلاب في مقتل حوالي 264 تركيا، من بين القتلى 104 من مؤيدي الانقلاب و161 غالبيتهم من المدنيين والشرطة، كما أن مشاهد طائرات الهيلوكبتر والدبابات وهي تقصف قوات الشرطة التي رفضت الانقلاب؛ كل ذلك لا صلة له بالعلمانية كما يفهمها الغرب، ولا علاقة له بالعالم المتحضر اليوم، العلمانية هي التي أنتجت في الغرب المتقدم ، مفاهيم الديموقراطية والحداثة وحقوق الإنسان ، بالأمس القرب جدا، ضربت بريطانيا للعالم مثالا رائعا في الديموقراطية واحترام إرادة الشعوب، كاميرون يعلن عن تنظيم استفتاء البقاء في الاتحاد الأوروبي، ظن أن نتائجه ستكون كما يريد، لكن نتائج التصويت أتت مفاجئة ؛ فلم يقرر رئيس الوزراء الخلود في منصبه ، كما أن الجيش البريطاني لم ينقلب على سلطته السياسية من أجل إملاء خيار البقاء في الاتحاد الأوروبي أو الانسحاب منه ، في هذه الدول الرائدة على جميع الأصعدة تتم الاستجابة لنبض الشارع والاحتكام لقرارات الشعب وإرادته وأي مخالفة لها تعرض المسؤولين للمحاسبة الأليمة والقاسية …

على الجيش التركي أن يعي موقع بلاده وبعدها الأوروبي وأن لا يستفيد من الجيوش المجاورة خبرتها القتالية وعتادها المتقدم والرائد فقط؛ بل عليه أن يأخذ العبرة من حراسة هذه الجيوش المتحضرة لإرادة الشعوب في العيش الكريم؛ والتمتع بثمار الديموقراطية ؛ والتداول السلمي على السلطة ….وحماية الحدود

‫تعليقات الزوار

10
  • أمزوغ
    الأحد 24 يوليوز 2016 - 23:38

    أثبت الإسلاميون، وعلى الرغم من كل ماجرى لهم، وعلى الرغم من أخطائهم أيضاً، أنهم أكثر احتراماً والتزاماً بمبادىء الديمقراطية وآلياتها على مدى أربع سنوات من الربيع العربي المنكوب، والذي حولته أنظمة المنطقة الفرعونية العميقة إلى خريف دام، وحتى قبل انطلاق شرارة هذا الربيع العربي، كان الإسلاميون في مصر وتونس والأردن والكويت والمغرب وفلسطين، ممن خاضوا غمار الديمقراطية فعليا،ً هم أكثر رصانة وانفتاحاً على الآخر المعارض، والأكثر قدرة على احتواء المخالفين واحتضانهم.

    الديمقراطية كما يفهمها أراجوزات العلمانية والليبرالية واليسارية والقومية (إلا من رحم ربك من بعض الأقلية) هي إقصاء الآخر تماماً، والإجهاز عليه بالضربة القاضية، إذا حاز على الأغلبية. أما إذا حصل خصومهم الاسلاميون تحديداً على الأغلبية، فنسمع كلاماً آخر عن الديمقراطية التشاركية التوافقية، والتحذير من الهيمنة والاستحواذ والأخونة، وما إلى ذلك من مصطلحات تسميم الذاكرة وتزييف الحقائق،

  • الرياحي
    الأحد 24 يوليوز 2016 - 23:49

    كل إنقلابي غير شريف ولا عزيز النفس لسبب بسيط لأنه من الجبن أو يشهر سلاحا في وجه مدني لنيل تميزات سياسية أو غيرها.الجملة الأخيرة هي التعريف بالإرهاب.مع الأسف في بلداننا الإسلامية طبعنا ، ومنذ زمن طويل ، مع فكرة الحكم والقوة سيان بل أفتى بعض الفقهاء بقتل الضعيف في حالة النزاع على السلطة.لم يبقى أحد يلجئ "للرقاص" بل يستعمل الهاتف وما الديمقراطية إلا آلية عصرية لتفادي الصراعات الدامية وتدبير الخلافات.في 1793 أعلنت الجمهورية الفرنسية بفارق صوت واحد ! 360 مؤيد 361 و صوت مضاذ

  • ع.بوجمعة
    الأحد 24 يوليوز 2016 - 23:53

    من الافضل والاهم هم القضاء على العلمانية في بلاد المسلمين فهم اخطر من الاستعمار لماذا لانهم يخدمون لصالح الغرب العلماني الذي دمر الشعب الاروبي عن هويته وعن حضارته حتى اصبح اكثر الناس كفارا لا يؤمنون يشئ اسمه الله او كتبه وحتى الماضي نسوه وساروا لا يفهمون الا الماديت وما يسمى بالحداثة, فالحمد لله ان مجتمعاتنا الاسلامية بالف خير اذا ابتعد عنهم المرتدون العلمانيون فلقد حضرنا نبينا عليه السلام اناس من ابنائي جلدتنا سيحربوا هذا الدين فالحدر من هؤلاء القوم
    اتمنى كالعادت ان تنشر هسبريس تغليقي هذا ولا تمنعه وشكرا

  • المواطن المغربي
    الإثنين 25 يوليوز 2016 - 00:03

    هنالك سابقة وجب الإشارة إليها

    سابقا عندما كان يخرج الجيش بدباباته لا يجد أمامه إلا مواطنين عزل بصدور عارية

    كما حدث في مصر مع السيسي، ومن قبل في كل انقلابات العالم العربي

    ربما هذه أول في تاريخ المنطقة والعالم الإسلامي يجد الانقلابيون ليس فقط مواطنين يقفون لهم بالمرصاد، بل جزء مهم من قوات والأمن والقوات الخاصة التي بادلتهم إطلاق النار

    هذه القوات الخاصة هي تلك التي كانت تحمل قمصانا بلون بني مختلف عن قوات الجيش بلونها الرمادي الأخضر

    هذه القوات كان لها تدريب عالي جدا وحس وطني مرهف، وهي تتبع مباشرة لقيادة الأركان

    هذه القوات الخاصة ومعها قوات الأمن هي التي قلبت ميزان قوى

    ويمكن توقع أن هذه القوات الموالية للشرعية سوف يتم تطويرها وزيادة عديدها وعتادها حتى تستطيع مقارعة أي محاولة جديدة

    بالمقارنة سوف يتم تلجيم قوات الجيش وإخضاعها للمراقبة الاستعلاماتية

    فأي قائد عسكري يعرف عليه تعصبه للنزعة العلمانية سوت يتم وضعه في لائح المتهمين

    فلن نسمع بعد الآن أي قيادي يهدد ويزبد ويرعد بأنه وصي على اختيارات الشعب التركي

    لقد وصلت تركيا إلى نقطة اللاعودة بالنسبة لأتباع النزعة العلمانية الإنقلابية

  • saccco
    الإثنين 25 يوليوز 2016 - 09:23

    لم نسمع من اي مسؤول تركي ان سبب الانقلاب هو العلمانية بل سمعنا منهم مباشرة ان سبب الانقلاب ومدبريه هم من فصيل إسلامي آخر ،وقد اكدت السلطات التركية رسميا ان الاسلامي عبد الله كّولن هو العقل المدبر الرئيسي للإنقلاب ولم نرى ان حملة التطهير طالت العلمانيين بل شملت كل من له علاقة بالداعيةالاسلامي عبد الله كّولن من عسكر ومدنيين
    فحزب العدالة والتنمية التركي مند وصوله الى الحكم في 2002 ما فتئ يردد انه حزب إصلاحي محافظ يسعي الى تشكيل حلقة توازن بين البعد الاسلامي لجذور المجتمع التركي والتوجه العلماني للحياة العامة
    تم كيف نفسر ان احزاب المعارضة العلمانية كحزب الشعب الجمهوري ومؤسسه هو مصطفي كمال خرج للشارع ضد الانقلابيين ؟
    تم ان الانقلابيين هم فصيل محدود ومعزول من الجيش التركي الذي ظلا وفيا للشرعية وساهم في إحباط هذه المؤامرة الاجرامية لهذا الفصيل العسكري المحدود ضد الشرعية

  • pour أمزوغ
    الإثنين 25 يوليوز 2016 - 11:50

    le conflit en turquie est entre les islamistes integristes (representés par ardugan) et les islamistes pacifistes , sofistes (representés par gulen) , ça n'a rien avoir avec les restes composants du peuple turque
    et n'oublie pas que c'est le systeme laique qui a permis aux islamistes d'arriver au pouvoir n c'est pas le contraire
    il vaut mieux etre oeille et esprit au lieu d'etre seulement oreille (amzzough)

  • أمزوغ
    الإثنين 25 يوليوز 2016 - 14:59

    الى رقم 6
    انها الديموقراطية التي اتت بالاسلاميين وليست العلمانية انها صناديق الانتخابات يا حبيبي
    العلمانية استبداد في الحكم و اقصاء للاسلام والمسلمين و فساد للدنيا والدين والواقع يشهد على ذلك كل الدول العربية علمانية فماذا حققت و ماذا انجزت
    لا داعي لتزوير الحقائق
    لقد افتضح امر العلمانيين

  • KITAB
    الإثنين 25 يوليوز 2016 - 22:39

    أزكي تعليق الأخ الرياحي الوارد في هذا المقال، فمن الجبن السياسي والديموقراطي استخدام البندقية للانقضاض على السلطة، فهذه الأخيرة لها سكتها وهي الصناديق،

  • المواطن المغربي
    الإثنين 25 يوليوز 2016 - 22:52

    جماعة الخدمة في تركيا هي أشبه بحزب النور السلفي بمصر الذي أيد الانقلاب العسكري

    فالخيانة التي ارتكبها ذلك الحزب المدعي انتسابه للإسلام في مصر هي أشد غدرا ومكرا

    فهذه صناعة استخباراتية غربية جديدة لمحاربة الإسلام من الداخل

    فهي جماعات إسلامية نعم لكنها مخترقة من الداخل وموظفة لخدمة الأطروحات العلمانية

    الأحزاب العلمانية في تركيا تراجعت شعبيتها بشكل كبير وبالتالي هي لا تستطيع أن توفر غطاءا شعبيا لأي انقلاب عسكري

    ولهذا تفتقت عبقرية صناع القرار والدوائر الاستخباراتية للقوى الكبرى في إنشاء تنظيمات دينية مؤدلجة ومدجنة ومخترقة يمكن من خلالها الضحك على الشعوب
    لجعلهم كما حدث في مصر يؤيدون ويبررون الانقلابات العسكرية

  • Omar
    الثلاثاء 26 يوليوز 2016 - 09:02

    Quelle merveille! L´etat turque est d´une efficacitée au dessus de tout soupçon.En une semaine , en plus d´emprisonner des miliers de militaires de tous les grades,chose que notre naiveté peut absorber , d´autres miliers de professeurs,avocats,medecins etc ont eté limogés drôle coup d état de ces turques

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 1

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس

صوت وصورة
الحومة | بشرى أهريش
الأربعاء 27 مارس 2024 - 21:30

الحومة | بشرى أهريش

صوت وصورة
احتجاج أساتذة موقوفين
الأربعاء 27 مارس 2024 - 20:30 5

احتجاج أساتذة موقوفين