فضفضة حول المقاطعة

فضفضة حول المقاطعة
الأربعاء 31 غشت 2016 - 05:35

قبل كل “انتخابات” تثار سجالات حادة بين دعاة المشاركة في العملية ودعاة مقاطعتها.. والكلام في دواعي الاتجاهين يطول ويتفرع ويشكل، وقد مرت تفصيلات في الموضوع في مناسبات سابقة، غير أن مواجهات فضاءات التواصل الاجتماعي تطفي على السطح جزئيات لم تتم إثارتها بعد..

إن دواعي المقاطعة تدور في مجملها حول خسة كثير من الفسدة المشاركين في “اللعبة”(أفراد ومؤسسات)، لكنها ترتكز أساسا على سعي النظام لاحتواء الفاعلين وابتلاعهم قصد تحييد كل ما أو مَن يشكل له قلاقل، فيصون بالتالي شرعيته التي تتآكل.. لذا، فأسباب المقاطعة تتعلق بكل أطراف العملية: المترشحون والنظام،، بل وحتى المصوتون الذين يتصف الكثير منهم بعدم الأهلية..

ولكسر الطوق وحلحلة المواقف، يلجأ بعض دعاة المشاركة إلى تبرير “المشاركة الجزئية” أو “الانتقائية”، حيث يرون أنه لا يمكن تصور المقاطعة في الانتخابات المحلية والجهوية لأنها تفرز “مدبرين مباشرين” محليين أو جهويين تمكن محاسبتهم، على أنه يمكن -بالمقابل- أن تكون المقاطعة مقبولة ومعبرة وفعالة في الانتخابات التشريعية حيث تتقاطع دواعي المقاطعة مع حالة البرلمان..

ولهؤلاء يقول المقاطعون: لقد كانت الدعوة لمقاطعة الانتخابات المحلية والجهوية وقد شاركتم بداعي الإصلاح وقطع الطريق على الفاسدين المفسدين، وأن المنتخبين مدبرون مباشرون مسؤولون مسؤولية مباشرة عما يفعلون،، وكان النجاح لهم والابتهاج لكم، أمَا وأنه تحقق لكم حسنيَي المشاركة والفوز، فإنه لا عذر لكم بتماسيح ولا بعفاريت، وأنكم تحاسَبون على اختياركم بدء من التحالف وصولا إلى التدبير والنتائج والسقطات، وإنه تكليف وندامة، وإن غدكم قد أصبح يومنا بعدما كان -أيام المناكفة- لناظره قريب، وقد وضعت الجهات التي فزتم بها تحت المجهر بمقتضى مبادئ الخطأ، ومعايير العدل والتنمية المطلقة، أي مقارنة الواقع بما يجب أن يكون وفق الموارد والقوانين(حتى لا تلجؤوا إلى المقارنة مع بوركينا فاسو أو شنكيط، ونلجأ إلى المقارنة مع هولندا أو السويد)..

وبالفعل، قد أصبح من الثوابت القارة أنه بعد كل “انتخابات” وما يتمخض عنها من نتائج وتحالفات و”توافقات” وصفقات وتجاوز للعتبات المحددة سلفا… بعد كل لعبة أمكن للمقاطعين أن يقولوا للمشاركين: “ألم نقل لكم؟”، ولا يستطيع المشاركون إطلاقا أن يخاطبوا المقاطعين بنفس العبارة،، بل لا يمكنهم حتى تبرير الموقف من منطلق الدفاع، فما بالك الهجوم!!!..

إن نجاعة أو واقعية أو فاعلية المقاطعة يوجب التمحيص إما بالتدليل الفكري النظري والواقعي، وهما في غير صالح المشاركين بنتيجة لا تقبل المقارنة، أو باللجوء إلى استقصاء رأي الجمهور، وتعديد المقاطعين كاف..

أما لجوء بعض المنهزمين المشككين للتدليل بالجهل على العزوف السياسي عموما ومقاطعة الانتخابات على وجه الخصوص، لا أظن التدليل يكتسي ولو الحد الأدنى من الدقة، ذلك أن سبب العزوف، بل النفور، هو انعدام الثقة المطلق في السياسة والسياسيين، ولا أدل على ذلك -باعتماد على نفس المنحى الإحصائي- من مقاربة نسبة الانتماء السياسي للصفر، مقابل صعود نسبة التعلم لأكثر من 50%، في منحى معاكس!!..

ضف إلى ذلك أن نسبة الانتماء تلك، على هزالتها، تكاد تُحصر في منتسبي الحركة الإسلامية وزمرة من اليساريين، ما دام رعيل الوطنيين/الاستقلاليين قد شارف على الانقراض.. مع التنصيص أن المقصود بالانتماء أو الاهتمام، القناعة والنضال، وليس المصلحية، فهذه الأخيرة لن تنمحي ما دام للارتزاق واللؤم وجود..

‫تعليقات الزوار

3
  • الواسيني
    الأربعاء 31 غشت 2016 - 13:16

    المشارك في الانتخابات تعني مشاركته انه راض على السياسة العامة وعلى العملية الانتخابية لكنه غير مقتنع باي حزب (ملغاة ) او مقتنع باحدهم (ورقة معبرة) ، اما المقاطع فهو بمقاطعته يرسل رسالة الى من يهمهم الامر انه غير مقتنع اصلا بالعملية واللعبة الانتخابية برمتها وليس فقط بالاحزاب، وانها فقط مسرحية تنتج الحكومة وليس الحكم. فهو بذلك لا يشارك في العملية الانتخابية لكنه يتواجد في صميم العملية السياسية بل ومؤثر فيها اكثر من المشارك.

  • محمد أيوب
    الأربعاء 31 غشت 2016 - 23:10

    مبررات المقاطعة:
    1-قضية خدام الدولة. 2-أوراق بنما. 3-التقاعد. 4-الدستور الممنوح. 5-التبذير والاسراف في النفقات العمومية. 6-استغلال السلطة والنفوذ من طرف المسؤولين. 7-غياب ربط المسؤولية بالمحاسبة. 8-تفشي فساد وارتشاء أغلب المسؤولين. 9-استعمال المال. 10-تقاعد الوزراء والبرلمانيين. 11-ارتفاع عدد وزراء الحكومات المتعاقبة وما يرتبط بذلك من تكاليف مالية ترهق كاهل الشعب الفقير. 12-ارتفاع المديونية. 13-كذب المسؤولين على مختلف درجاتهم ورتبهم. 14-قمع الأصوات المقاطعة بعدم السماح لها باستعمال مختلف وسائل الاعلام العمومية. 15-انتشار المحسوبية والزبونية في شغل المناصب العمومية…هذه بعض أسباب دعوتي للمقاطعة.. ولكل واحد منا رأيه الذي يجب أن يحترم..;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;

  • عبد الله
    الجمعة 2 شتنبر 2016 - 07:36

    لقد اتفق الناس على أن لا يتفقوا . كل يتحدث من موقعه واختياره وفهمه ، لكن المقاطعة لها ما يبررها …ألم تر أن جميع الأحزاب تؤكد وجود منطق التحكم ، رغم أنها لا توضح ما المقصود بالتحكم ومن هو المتحكم …صحيح أن التحكم هو قيود تمنع الحريات والاختيارات وتنزيل البرامج الانتخابية ..ولكن هذا واقع وقبل به كل المنخرطين في اللعبة منذ البداية فترويج المصطلحات يراد منها التغليط والتمويه ..

صوت وصورة
سكان مدينة مراكش بدون ماء
الثلاثاء 19 مارس 2024 - 01:05 1

سكان مدينة مراكش بدون ماء

صوت وصورة
خارجون عن القانون | عواقب عقوق الوالدين
الإثنين 18 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | عواقب عقوق الوالدين

صوت وصورة
كاريزما | حمزة الفيلالي
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:30 1

كاريزما | حمزة الفيلالي

صوت وصورة
خيوط البالون | المقلب الأخير لري تشيكوني
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:00

خيوط البالون | المقلب الأخير لري تشيكوني

صوت وصورة
رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا
الإثنين 18 مارس 2024 - 21:30

رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا

صوت وصورة
ابراهيم دياز يصل إلى المغرب
الإثنين 18 مارس 2024 - 18:09 17

ابراهيم دياز يصل إلى المغرب