ماذا بعد ظهور حركة حماس في الانتخابات المغربية

ماذا بعد ظهور حركة حماس في الانتخابات المغربية
الخميس 29 شتنبر 2016 - 08:32

مرد عنوان هذه المساهمة يتجلى في الحضور غير المبرر لعضو قيادي بحماس في افتتاح الحملة الانتخابية لحزب العدالة و التنمية بالرباط ، و هو الافتتاح الذي جيش له بنكيران جل منخرطي من أجل أن يظهر بالصورة الاردوغانية التي جلبت الحركة الاسلامية نفسها على تصوير تجمعاتها بها، وهي العملية التي يتوخى من خلالها زعيم حزب العدالة و التنمية إبراز عضلات حزبه الانتخابية و طول باعه الجماهيري.

قد يبدو هذا التدبيج عاديا فكل الاحزاب السياسية ستحاول ان تنزل بثقلها الجماهيري في المدن التي ستحتضن مهرجاناتها الخطابية ، لكن المثير في الحشد الذي رافق الظهور الاول بعد الاعلان عن انطلاق الحملة الانتخابية لزعيم حزب العدالة و التنمية، هو الحضور غير المبرر لحماس، وجرأة هذه الحركة على حشر أنفها في كل الدول العربية حيث التواجد الاخواني من زاوية مبدئية تربوية وتنظيمية والتي ينص شعارها و نشيدها الاساسي على الارتباط العضوي بالتنظيم الدولي للاخوان،

هذا الحضور يشكل بالملموس تدخلا و دعما خارجيا لجهة معينة وهي هنا الجهة المنظمة للمهرجان، وهو ما يتنافى و الاعراف و التقاليد و القوانين المعمول بها في وطننا حيث تظل الانتخابات شأنا داخليا ،ان الحضور الحمساوي في الحملة الانتخابية للعدالة و التنمية يحيل الى قراءات عدة منها :

اولا: اشهار منطق النعرة ومبدا المناصرة من خلال الحضور الميداني قصد استجلاب العطف الشعبي في صفوف الحركة الاسلامية سواء المناصرة لحزب العدالة والتنمية او تلك التي تقف على مسافة منها كالجمعيات الدينية او المقاطعة كتنظيم العدل و الاحسان

ثانيا: في تعاطيهم مع هذا الاستحقاق يحاولون تسييد منطق المؤامرة و الاستهداف المتعمد و الممنهج ضدهم بما يعني أن اللحظة تتطلب تظافر جهود اصحاب القضية ” الاسلامية الاخوانية ” من أجل قطع الطريق على الانقلابيين بمفهوم كل من سوف يحاول سلك مجرى معارضة و مجابهة حزب العدالة والتنمية ويذكرنا المشهد هنا بالانتخابات الرئاسية المصرية حيث تم تسجيل حضور تنظيم حماس بشدة بل وبفعالية لجناحها المسلح .

وهنا من حقنا ان نتساءل هل حضور حماس في الانتخابات المغربية من خلال حزب العدالة و التنمية هو اشارة مبالغ فيها للدولة في الامكانيات المستقبلية التي تحبل بها العملية الانتخابية المغربية من جهة ومن جهة اخرى ، وحتى لا نحمل الامور ما لا تحتمل فلا بد لنا ان نشير الى ان حماس تضع نفسها الحامي الاول بما تمتلكه من لوجستيك و خبرة ميدانية للمكتسبات “الديمقراطية” التي جاء بها الربيع العربي للحركة الاخوانية العالمية

فحركة حماس استفادت بشكل مطلق من ما يسمى ” الربيع العربي” و الذي جعل من التيارات الاخوانية هي المسيطرة و المحاورة بحكم أنها شكلت في هيجان 2011 على المستوى العربي التيارات الأكثر تنظيما افقيا و عموديا ، مع الدور الذي لعبته قطر من خلال الدعم المادي و اللوجيستيكي و الدعم الاعلامي من خلال قناة الجزيرة ، و التي ستحاول هذه المرة أن تعطي للانتخابات المغربية فسحة كبيرة في نشراتها المقبلة بهدف دعم حزب العدالة و التنمية

. و تجلت هذه الاستفادة لحركة حماس في المتنفس المادي و اللو جيستيكي الذي وفره لها حزب الحرية و التنمية المصري حيث صارت في ظرف سنة من الحكم الاخواني لمصر جزءا من القرار السيادي المصري و هو ما دفع بالقوى الحية في مصر إلى الانتفاظ ضد هدا السلوك ، كما أن تواجد قيادة الاخوان المسلمين في كل من الدوحة و انقرة أضفيا مجالات و ميادين أوسع للتنظيم الحمساوي للتموقع في سياسات دول التي سيطرت عليها التيارات الاسلامية .

لقد أبان التاريخ السياسي المغربي مدى ارتباطه العميق بالقضية الفلسطينة و مع كل مكونات وحركات العمل الفلسطيني و مع ممثلهم الشرعي منظمة التحرير الفلسطينية سواء مع الشهيد الرمز ياسر عرفات و كل مناضلي حركة فتح و كذلك مع الفصائل الثورية الاخرى من قبيل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين و الجبهة الديمقراطية ، و هذا الارتباط تجسد في اعتبار القضية الفلسطينية قضية وطنية . ورغم كل هذا الارتباط حد التبني ، لم يشهد المشهد السياسي المغربي اي تدخل فلسطيني في الشأن الداخلي المغربي بل ظلت منظمة التحرير الفلسطينية بكل فصائلها بعيدة كل البعد عن دعم جهة ما على حساب جهة أخرى.

إن المتتبع للتجربة السياسية في الوطن العربي ، و بالضبط للحركات الاسلامية سوف لن يخرج عن استنتاجات أولية قد تشكل قواعد مشتركة بين هذه التنظيمات و تتجلى في نهجهم منهج التجييش و التأزيم و التهديد و الوعيد حد الحمق السياسي ، تحت مبرر نحن أو الطوفان و أن لا خلاص إلا عبر عودتنا الى الكراسي من موقع قوة و من موقع المزيد من التمكين قصد التحكم الحقيقي.

يخلو هذا المقال من استنتاجات ولكنه يحاول ان يشير الى اننا نعيش منعرجات الوضوح في ما لحزب العدالة و التنمية من استراتيجيات بديلة قد تعصف بالتراكمات الايجابية التي راكمها المغرب على طول تاريخه المعاصر.

‫تعليقات الزوار

12
  • karim
    الخميس 29 شتنبر 2016 - 08:51

    سبحان الله ما هذا التفسير الضيق … ما هذه الحملة المسعورة على جزب ذنبه الوحيد انه يحضى بتعاطف الطبقات الفقيرة والمسحوقة في المجتمع انه يمثل هموم المواطنين وارادتهم هل تريد ان تنسخ ما وقع بمصر لتؤجج له في المغرب ..حماس لم تتدخل في شؤون مصر ل من بعيد ولا من قريب ولكن الاعلام الصهيوني الذي خدر عقلك جعلك تؤمن ان حماس تتدحل لو كانت تملك تلك القوة لحررت فلسطين

  • تلميذ
    الخميس 29 شتنبر 2016 - 09:24

    كلام معقول وجدي وفي أوانه. الأمر أعتبره خطيرا لأن من دهبوا إلى حد المتاجرة في كلام الله المقدس عن طريق سوء تأويله وتحريفه حتى، وذلك من أجل الكراسي والسلطة والمال والنساء، لن يترددوا أبدا في حرق الأخضر واليابس من أجل تحقيق أهدافهم. كما أن خطورتهم تكمن في اعتقادهم أنهم وحدهم لهم الحق في الحياة وبأي ثمن كان .

  • simo
    الخميس 29 شتنبر 2016 - 09:30

    دابا هاد بنكيران اللي جايب لينا واحد من حماس كيأطر ليه كتائب البيجيدي الإلكترونية، واش حنا كنبانو ليه مغاربة و لا بني صهيون؟
    تخيلوا دابا و يخسر في الانتخابات، واش سي عبديلاه غادي يبدل الكتائب الاكترونية بكتائب القسام و يصفيها لينا كاملين؟
    و الله هتلر باباه ما تطيح عليه هاد الفكرة…

  • LAHOUCINE
    الخميس 29 شتنبر 2016 - 10:26

    La perche est à mon sens trop courte pour atteindre le PJD. Cherchez autre chose plus solide et concret pour déstabiliser ce grand part qui vous fait peur. Vous le détester parc qu'il vous empêche de continuer à prendre le Maroc pour une vache à lait. Laissez les gents à travailler si vraiment vous aimez du bien pour ce pays. Vous étiez aux commandes de très longues périodes et vous n'avez rien fait d’intéressant.

  • Hamid
    الخميس 29 شتنبر 2016 - 10:35

    سبق ان شاركت البوليزاريو في لقائات لفصائل من فتح و لا يزالون.
    كانت فتح الممثل الوحيد لفلسطين ايام 60 و 70 اما الا فقد تغير المشهد و لاوجود حقيقي لها في غزة و عديد من مناطق الضفة.
    عباس رئيس انتهت ولايته بحوالي 10 سنوات الان.

    كلا. مقالك كلها استنتاجات و ترويج لاكاذيب و برباكاندا بقايا يسار 70. استاصاليون و فاتكم القطار!

  • non au hamas
    الخميس 29 شتنبر 2016 - 10:42

    et voilà ,Hamas, soutenu par les frères musulmans payés largement par le qatar qui cherche à détruire la syrie, sa maudite chaine aljézira qui ne parle que du sahara occidental par la bouche d' une algérienne F Z animatrice sans diplôme ,cette chaine ne dit jamais le sahara marocain,
    le qatar minuscule état arraché à l'arabie séoudite par le colonialisme britanique qui cherche à diviser les arabes,
    l'état garant de l'unité des marocains et de la paix dans cher maroc, doit intervenir pour ne pas permettre à des étrangers de fausser les campagnes électorales ,
    attention ,le hamas est un virus,il ne veut pas de paix, il est la branche armée des frères musulmans ennemis de la démocratie et des libertés ,Bravo, Sissi de les avoir éliminés de l'égypte

  • غريب امركم
    الخميس 29 شتنبر 2016 - 20:28

    والله العظيم لقد كثر الخبط وضرب الاخماس في الاسداس!
    على حد علمي فان المغرب لا يعتبر كاسرائيل حماس منظمة ارهابية وانما حركة تحررية وتيارا سياسيا عاديا, وان كان الامر كذلك فما العيب ان يستقبل البيجيدي عضوا من حماس?
    وما رايك في البام الذي استقبل اعضاء من الحزب الشيوعي الصيني?
    والاتحاد الاشتراكي الذي يشارك في مؤتمرات الاممية الاشتراكية ويستقبل من يشاء ويسافر اعضاءه حيث يشاؤون للقاء الرفاق?
    اذا عتبرنا ربط العلاقلت الخارجية من حق البام والاتحاد الاشتراكي فلماذا لا يكون ذلك من حق الاخرين?

  • كازاوي
    الخميس 29 شتنبر 2016 - 21:29

    الى. Karim

    عن أي تعاطف تتحدث لحزبك من طرف فقراء المغرب ومسحوقيه؟ علما ان حكومة تجار الدين كانت اقسى حكومة على الطبقة المتوسطة والفقيرة منذ استقلال المغرب الى الان؟
    من يسمعك ايضا تتكلم عن تعاطف الطبقة المسحوقة والفقيرة في المغرب لحزبك سيخال البه ان حزبكم ربما هو حزب الجماهير الشعبية في المغرب، الدي يحظى بثقة غالبية الشعب! مع العلم ان كل الانتخابات التي مرت من قبل لم يستطع حزب تجار الدين ان يحصل من أصوات الشعب حتى 8 في المءة! ولأرقام موجودة بالطبع وموثقة ويكفي ان حزب بن اكيران كل ما يحصل عليه في المغرب كله لا يتجاوز 1 مليون واشوية فقط من الأصوات !معضمهم من المريدين وبعض الأميين وبسطاء الناس في بعض المدن والقرى من الذين غرر بهم باسم الدين… بينما يصل مجموع الناخبين المغاربة الذين يحق لهم التصويت اكثر من 25 مليون ناخب مغربي؟

    وباز أسيدي !! ما قتقضاوش من الكذوب بعدا والحلاقي والبلا بلا،،!!!
    ياك مايتسحاب ليكم المغاربة اغبياء لا يفهمون ؟؟

  • زرهوني
    الخميس 29 شتنبر 2016 - 21:39

    الإعلامي الفلسطيني اللداوي لم يكن وحده الحاضر بل حضر إلى جانبه أوروبيون وأفارقة، فرنسيون وألمان وأسبانٌ، إلى جانب إعلاميين من السنغال وموريتانيا ودول أفريقية عدةٍ،
    فلم التركيز عليه دون غيره.

  • عزيز هناوي
    الجمعة 30 شتنبر 2016 - 02:33

    اللداوي يوضح :

    صادف وجودي في المغرب بدعوةٍ كريمةٍ من المرصد المغربي لمقاومة التطبيع انطلاق أعمال الحملة الانتخابية، ولما كان اليومُ يومَ أحدٍ، وفيه تعطل الحياة العامة في المغرب، رأيت أن أحضر بصفتي الإعلامية وهويتي الشخصية المهرجان الانتخابي، حيث التزمت بصمتٍ مقاعد الإعلاميين، وجلست على منصة الأجانب المخصصة لهم، وكان إلى جواري أوروبيون وأفارقة، فرنسيون وألمان وأسبانٌ، إلى جانب إعلاميين من السنغال وموريتانيا ودول أفريقية عدةٍ، جلست معهم بصمتٍ، واستمعت إلى بعض ما قيل باللغة العربية الفصحى، ووجمت عاجزاً عن الفهم عند الحديث بالدارجة المغربية.

    لكن بعض الأقلام المغربية التي لا أستطيع وصفها سوى أنها أخطأت وجانبت الصواب، واختلقت وافترت أحياناً بقصد توظيف مشاركتي العادية في معركتهم الانتخابية، كتبت بغير إنصافٍ، وروت من غير دليلٍ، أنني كنت في المنصة الرئيسة، وفي الصفوف الأولى للحضور، وأنني قد جئت خصيصاً للمشاركة في أعمال المهرجان، وأنني خبيرٌ في الإعلام الإليكتروني وإدارة الحملات الانتخابية، وأنني هنا في المغرب لأشرف على تأطير وتدريب الكوادر والطاقات الإعلامية المختلفة لحزب العدالة والتنمية.

  • نور الهدى
    الجمعة 30 شتنبر 2016 - 12:09

    اليوم أمكن للناس التمييز بين الخبيث والطيب، التمييز بين المحب الأمين وبين الكذاب الأثيم، بين "ولد الشعب، المتواضع، الذي لم يتغير بتغير الزمن، ولم يتبدل بتبدل المسؤوليات"، وبين النصاب الذي ينتهز الفرص، ويتلون بكل لون حتى إذا تمكن استفرد، وإن واتته فرصة انقض وتنكر، فليس عسيرا علينا فهم المراد وليس صعبا أن نستحضر المَثُلات، مسيرة المهزلة فضحت كل بليد عليم، وكشفت كل خفي سخيف، كانوا يتوقعون تسيير الانقلاب في ظلام، فإذا بالإعلام الجديد يفضح مناكر المتنكرين ويرفع الغشاء عن كل حقود لئيم، سيَّروا مسيرة بين ليلة وضحاها فإذا بمنابر الإعلام الأنيق ينقل إلى العالم وضاعة المؤامرة ودناءة المفاكرة. منقول.

  • الديموقراطية الحمساوية
    الجمعة 30 شتنبر 2016 - 17:00

    لعلهم يريدون نقل تجربتهم الديموقراطية الفريدة من نوعها بين ديموقراطيات العالم إلى حزب الباجدة ويعلموهم كيف أن حماس شاركت مرة واحدة في انتخابات ديموقراطية ثم استولت على القطاع بما فيه البشر وأعلنته ملكية خاصة تتصرف في كل شيء ولم تعد في حاجة لتنظيم انتخابات ويكفيها تطبيق قاعدة الأمير المُتغلب التي حُكم بها المسلمون قرون طويلة ومن تكلم تُقطع رأسه بدعوى تجنب الفتنة. عاشت الديموقراطية الحمساوية وخاب من لم يتعلم منها. على الاحزاب الديموقراطية بالفعل أن تستفيد من التجارب الديموقراطية الحقيقية والعريقة مثل الديموقراطية الاشتراكية السويدية حيث في هذا البلد بعض الوزراء يذهبون لعملهم على دراجات عادية وحيث لكل مواطن الحق بمراجعة مصاريف المسؤولين فلو سكن وزير في فندق يحق لكل مواطن أن يذهب للفندق والاطلاع على المصاريف بكل شفافية. لهذا فالحل في المغرب في نظري هو د. منيب كرئيسة للحكومة المقبلة، والسلام ختام وشكراً

صوت وصورة
سكان مدينة مراكش بدون ماء
الثلاثاء 19 مارس 2024 - 01:05 3

سكان مدينة مراكش بدون ماء

صوت وصورة
خارجون عن القانون | عواقب عقوق الوالدين
الإثنين 18 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | عواقب عقوق الوالدين

صوت وصورة
كاريزما | حمزة الفيلالي
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:30 1

كاريزما | حمزة الفيلالي

صوت وصورة
خيوط البالون | المقلب الأخير لري تشيكوني
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:00

خيوط البالون | المقلب الأخير لري تشيكوني

صوت وصورة
رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا
الإثنين 18 مارس 2024 - 21:30

رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا

صوت وصورة
ابراهيم دياز يصل إلى المغرب
الإثنين 18 مارس 2024 - 18:09 17

ابراهيم دياز يصل إلى المغرب