جلسة عمل ملكية في زمن إنتخابي: محاولة قراءة

جلسة عمل ملكية في زمن إنتخابي: محاولة  قراءة
الثلاثاء 27 شتنبر 2016 - 15:37

حسب بلاغ للديوان الملكي، ترأس الملك يوم أمس الاثنين 26 شتنبر بالقصر الملكي بطنجة، جلسة عمل، خصصت للقطاع الطاقي وبالأساس البرنامج الوطني لتنمية الطاقات المتجددة،وذلك بحضور رئيس الحكومة، ومستشارين للملك ، ووزير الاقتصاد والمالية ، ووزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة ، ومدير المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، ومديرة المكتب الوطني للهيدروكربورات والمعادن ، ورئيس مجلس إدارة الوكالة المغربية للطاقات المستدامة .

في سياق مابعد دستور 2011،تعتبر هذه الجلسة سابع جلسة عمل ،يصدر بشأنها بلاغ للديوان الملكي .

تاريخيا، وإلى جانب ترؤُّس الملك للمجالس الوزارية، شكلت جلسات العمل الملكية إحدى صيغ المساهمة المباشرة في صناعة السياسة العامة للدولة؛ حيث إنه عادة ما يكون موضوع هذه الجلسات يهم إحدى القضايا الأساسية للبلاد؛ وذلك بحضور المسؤولين المباشرين عن الملف المطروح (وزير، مسؤول مؤسسة أو مقاولة عمومية…)، وغالبا ما يكون الملك، الذي يترأس الجلسات، مرفوقاً بأحد مستشاريه، فيما لم يكن يتم استدعاء الوزير الأول- سابقا- في أكثرية هذه اللقاءات. وتحرص وسائل الإعلام العمومية على تغطية هذه الجلسات، انطلاقاً في الغالب من بلاغ للديوان الملكي.

وإذا كان الانتقال إلى دستور 2011، وما رافقه من خطاب حول نهاية «الملكية التنفيذية»، قد جعل المتتبعين يطرحون السؤال حول مصير هذه الجلسات الملكية، فإن الممارسة شهدت استمرار هذه الصيغة، وإن كان ذلك بوتيرة أقل؛ حيث تم الإعلان رسميا، دون احتساب الجلسة الأخيرة ليوم الاثنين الماضي ، عن ستة جلسات عمل؛ الأولى في ظل حكومة ذ. عباس الفاسي، وخصصت لتتبع سير البرامج المندمجة في مجال الطاقات المتجددة( الرباط /22شتنبر 2011).

أما جلسات العمل الملكية التالية، فقد انعقدت طبعا في ظل حكومة ذ.عبد الإله بنكيران المنتهية ولايتها قريبا ؛ حيث خُصصت الثانية لموضوع «السلوكات غير اللائقة ذات الصلة بالرشوة وسوء المعاملة الممارسة من قبل عدد من عناصر الأمن العاملين في عدد من المراكز الحدودية»؛ وذلك بحضور وزيري الداخلية والاقتصاد والمالية، والجنرال كور دارمي قائد الدرك الملكي، والمدير العام للأمن الوطني، والمدير العام للجمارك والضرائب غير المباشرة(البيضاء/9غشت 2012).

وبالنسبة إلى الجلسة الثالثة، فقد خُصّصت لتدارس مختلف الجوانب المرتبطة بإشكالية الهجرة،وكانت قد عرفت حضور رئيس الحكومة ،و أحد مستشاري الملك،و وزراء العدل والخارجية والداخلية ،بالإضافة إلى مكلف بمهمة في الديوان الملكي و الكاتب العام لوزارة التشغيل (البيضاء/10 شتنبر 2013).

جلسة العمل الرابعة ، خُصّصت لتقديم ودراسة مخطط العمل المتعلق بتنفيذ الاتفاقيات الموقعة مع المصنع «بي إس أ بوجو – سيتروين»،وكان قد حضرها رئيس الحكومة والوزراء الموقعون على الاتفاقيات المذكورة ومجموعة من مديري المقاولات العمومية المعنية(الرباط/ 24يونيو 2015).

جلسة العمل الخامسة ، خصصت للقطاع الطاقي، وأساسا للبرنامج الوطني لتنمية الطاقات المتجددة، وتميزت بتعليمات ملكية، من أجل إعداد تصور شامل بشأن الاستراتيجية الكفيلة بتحقيق انسجام أكبر بين مختلف الفاعلين المعنيين في هذا القطاع ،وكان قد حضر جلسة العمل هذه، رئيس الحكومة ، و ثلاتة مستشارين للملك ، ووزير الاقتصاد والمالية، ووزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة ومدير المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، ومديرة المكتب الوطني للهيدروكربورات والمعادن ، ورئيس مجلس الإدارة الجماعية للوكالة المغربية للطاقة الشمسية .(طنجة /13 أكتوبر 2015).

الجلسة السادسة ،خصصت كذلك لقطاع الطاقة بإعتبارها إمتدادا للجلسة السابقة ،وكانت قد تميزت بإصدار تعليمات ملكية حول تولى الوكالة المغربية للطاقة الشمسية (مازين)، قيادة قطاع الطاقات المتجددة وخصوصا الشمسية والريحية والكهرومائية،وهي الجلسة التي حضرها كل من رئيس الحكومة، ومستشارين للملك، ووزير الاقتصاد والمالية ، ووزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة، ومدير المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، ومديرة المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن ، ورئيس المجلس الإداري للوكالة المغربية للطاقة الشمسية. (البيضاء،26 دجنبر 2015).

قراءة سريعة في هذه الجلسات ،توضح أن رئيس الحكومة الحالية ،حضر خمس جلسات ،خلال ولايته (2011/2016)،حيث لم يشارك سوى في جلسة واحدة كانت قد خصصت لموضوع السلوكات غير اللائقة لبعض رجال الأمن في مراكز حدودية.

كما أن أكثر من نصف هذه الجلسات (4 جلسات من 7) خصص لموضوع تنمية الطاقات المتجددة، حيث أن التوجيهات الصادرة بمناسبة إنعقادها، كانت حاسمة في رسم معالم السياسة الطاقية الجديدة ،على المستويات التشريعية والمؤسساتية والتدبيرية.

من جهة أخرى ،يبدو أن هناك حرص خاص ،من طرف بلاغات الديوان الملكي ، على إختيار اللقاءات التي تستحق توصيف :”جلسة العمل “،مقارنة بما هو ليس كذلك .هكذا كانت الصحافة كانت قد تحدتث عن كثير من الجلسات التي لم يصدر بشأنها أي تصريح رسمي ،أو بلاغ صحفي ،مثل الجلسة المخصصة لمعالجة تداعيات إشكالية دفاتر التحملات،بحضور رئيس الحكومة و وزير الدولة ، ووزير الاتصال (أبريل 2012)،أو تلك التي همت الحوار الوطني حول العدالة ،بحضور وزير العدل ،أو الجلسة المنعقدة بطلب من رئيس الحكومة ،و المخصصة لأشكالية صندوق المقاصة،بحضور رئيس الحكومة و ووزير الدولة و الوزير المنتدب في الميزانية (نونبر 2012)،كما أن بلاغات الديوان الملكي لم تستعمل مفهوم جلسة العمل ،مثلا في إجتماعات أخرى تم إخبار الرأي العام بشأنها، مثل اللقاء الذي خصص لتدارس قضية الإجهاض ،بحضور مستشار ملكي ،و وزيري العدل و الأوقاف ،و مسؤول المجلس الوطني لحقوق الإنسان. (15مارس2015)

من كل جلسات العمل السابق ذكرها ، فإن الجلسة الثانية لوحدها كانت قد أثارت ردود فعل بعض القيادات السياسية والباحثين والصحافة. حيث تم الوقوف على الإشكالية التي تطرحها القرارات المُتخذة خلالها، وعلى مدى اعتبارها منسجمة مع الدستور المغربي(مقال عبد العالي حامي الدين “دفاعا عن الدستور “في يومية أخبار اليوم /31 غشت 2012).

هذا، وكان الأستاذ محمد الساسي اعتبر، مثلاً، أن التدابير المتخذة في جلسة العمل الملكية، تلك، والمتعلقة بالأمر الملكي بفتح تحقيق في سلوكات صادرة عن عناصر أمن، هي عبارة عن مهام «يفهم من الدستور الجديد أنه أوكل لها أمر النهوض بها إلى الحكومة، وحصر صلاحيات الملك في ما تم التنصيص عليه صراحة في الدستور»…

عُموماً تطرح هذه الجلسات سؤال موقع الملك بالنسبة إلى السلطة التنفيذية، وأساسا إشكالية تَمفْصُل العلاقة المُلتبسة بين الاختصاصات الملكية المتعلقة بالإشراف الاستراتيجي والصلاحيات الحكومية في مجال السياسات العمومية.

فكما يُمكن أن تُقرأ كمؤشر لعودة الملكية التنفيذية حيث يمكن للملك الحلول محل الحكومة في ممارسة بعض من صلاحياتها العادية ، يُمكنها أن تُعتبر إحدى آليات تجسيد ملكية «استراتيجية»، مُهتمة بوظيفة تتبع ما يقع خارج دورة الولايات الحكومية.

وهنا فإن أهمية وحيوية الوظيفة الاستراتيجية للمؤسسة الملكية المنطلقة من مشروعيتها التاريخية والسياسية، ترتبط عمليا بالحرص على ممارسة الحكومة لصلاحياتها الدستورية المنطلقة من الشرعية الانتخابية، ومن فكرة ربط المسؤولية بالمحاسبة،ذلك أن ملء الحكومة لكامل مساحتها الدستورية، وحده سيسمح ببروز أوضح لوظيفة اليقظة الاستراتيجية للمؤسسة الملكية.

تبقى الإشارة إلى أن توقيت إنعقاد جلسة العمل الأخيرة ،المتزامن مع الحملة الانتخابية لاعضاء مجلس النواب ، يحمل إشارة واضحة إلى تموقع الصلاحيات الاستراتيجية للملك ،خارج الزمن الانتخابي ،وبعيدا عن دائرة التنافس ومنطق الأغلبية والمعارضة .

‫تعليقات الزوار

4
  • بوعلام ت-ف
    الثلاثاء 27 شتنبر 2016 - 18:12

    و الله لا أصدق الى أين وصلت بنا الامور في الايالة الشريفة و كأن لا شيئ يشغل بال و عين البعض سوى متابعة شغل ناس آخرين و كأنهم أتوا فعلا جبارا و الحقيقة هي فقط جبن و تفاهة و تطاول و قد اتعقدوا ان الجو خلا لهم فتخيلوا انها لحظة الانقضاض و مهاجمة رأس الدولة متناسين أن في الامر خطة جهنمية سقطوا فيها ن غير لا يعقلون و هم في هذا لا يزال الحماس الاخونجي التخريبي التدميري فاعل فيهم مثل الغلما و الاطفال و الصبايا و المراهقين وعوض الاتفات الى امور شتى في البلد و المحيط الدائر بنا تراهم يصوبزن سهامهم على أسيادهم الشرفاء و هي في نظرهم الوهمي شجاعة و نقد و بلاء حسن الخ- نحن امام مراهقين مكبوتين تعرف سماهم في اصواتتهم المخنوقة كبتا و قهرا-
    فهل يجب عدم الشغل حتى تنتهي الانتخابات و عطل العيد و رمضان الخ؟؟ ثم لم السرعة في الرد و كأن الامر هوس مرضي بما يذكرنا بجماعات السفك و الصراخ و الفساد الاخلاقي في الشرق العربي و مغربه- الملك يعمل طيب و انت ماذا تعمل تنتقد؟؟؟؟؟ يا سلام- لا شغل لك- اقصد الشغل بالمعنى الواسع- تراك صلعت و ازددت خبثا و قبحا و سمنة و كسلا و بحاحة ربما طغى عليك "كرموس الهندية" و صرت تطلب

  • غسيل الدماغ
    الأربعاء 28 شتنبر 2016 - 12:04

    توجيهات الملك لاتكون غالبا من عقله الشخصي وهدا مايجب فهمه فالملفات كبيرة وتستوجب البحث والتقصي وهده العملية يجب ان يقوم بها شخص منتخب او لجنة منتخبة من الشعب وتخاف الحساب وليس شخص جاء من السماء واصبح مستشارا بالرغم من امكانياته المحترمة ،فالمستشار يختبئ وراء الملك ولم يعد الملك غير دالك الناطق الرسمي باسم المستشارين وهنا المهزلة فعوض ان تكون العربة وراء الحصان اصبحت امامه والنتيجة امامكم شعب ب60 في المئة من الامية ونسبة الحشيش في الميزانية 12مليار وصحراء تحت احتلال الجزائر وحكومة تحت ضغوط ومحاصرة ومعيشة ضنكة وشباب هاجر البلاد

  • mostafa
    الخميس 29 شتنبر 2016 - 14:57

    Chers amis et compatriotes
    الأولى في ظل حكومة ذ. عباس الفاسي.
    فإن الجلسة الثانية.
    وبالنسبة إلى الجلسة الثالثة.
    جلسة العمل الرابعة .
    جلسة العمل الخامسة .
    الجلسة السادسة .
    ياسيدي الفاضل لقد اصبت .اللهم اكثر جلساته. واكثر على الشعب المغربي المشاريع التي تعود بالخير والنماء.
    يشهد الله اني اقدر شخصيتان واحترمهما انتم وابوزيد.
    ياسيدي الفاضل كفاك ماتراه في الساحة من اشباه السياسيين ولا سياسيين.مسيرة تخرج من تحت الرماد مجهولة المصدر والهدف ،،،أبطالها أميون سذج مقابل دريهمات.شعارات تستعصي حتى على طلبة جامعيين.
    أغلبية مستحكمة في الضرع أقسمت على ألا تسلمه لخلفها .فهل من عاقل سيسلم المقاليد كاملة لحزب من هؤلاء المتناطحون كالجديان؟وهل في صالح البلاد إرجاء مشاريع من عيار بوينغ إلى حين إنتخاب حكومة إستهلاك وطنية؟
    وهل ملك البلاد سيعطل الشاريع الكبرى إلى حين وعودة السيد بنكران الذي لايزال حديث عهد بالسياسة؟يجب أن يخجل كل من يطلب صلاحيات مطلقة.إنها دولة عريقة ومعقدة وإكراهات تستعصي على فصيل أو فصيلين.
    قاليك العفاريت والتماسيح كون عطاوك السفينة بوحدك كون غرقتيها.
    tu proposes, les compétents disposent

  • محمد بلحسن
    الخميس 29 شتنبر 2016 - 15:03

    جلالة الملك يثقن عمله في انسجام مع مقتضيات الدستور و مع الخطابات الملكية السامية و مع المنطق السليم…التجارب طيلة 18 سنة و بالضبط منذ يوم 14 مارس 1998 تاريخ بداية تجربة التناوب التوافقي و عودة "السياسة" إلى حضن أم الوزارات في الكفاءات المهنية و الحكامة العصرية "وزارة الأشغال العمومية", أوضحت أم ملفات كبرى تتطلب خبرات مهنية عالية لا تستطيع الحسابات السياسية الضيقة المهيمنة توفريها.
    المرجو من سي حسن طارق و زملاءه في البحوث الجامعية السادة الساسي و حامي الدين الاهتمام بقضايا اسندت للاحزاب السياسية كاحترام برنامج انجاز الطريق السيار الرابط بين الجديدة و اسفي مثلا. علاش تعطيل في انجاز الاشغال دام 500 يوم؟ علاش السياسي غير قادر على اقناع المواطنين على أهمية خدمة المصلحة العامة بنزع الملكية بأثمنة مناسبة حددتها اللجن الجهوية للتقويم ؟ علاش الاجوبة على المقالات الصحفية غير مقنعة خصوصا بالنسبة للقراء المتنمين لقطاع الطرق؟ علاش القضاء غير منصف للصحافة ؟ علاش غياب الاجتهاد القضائي في مجالات الوقاية من الرشوة و هدر المال العام؟ علاش لا تهتمون بمواضيع تشغل بال الرأي العام و تتقلبو على "جوى منجل"

صوت وصورة
الفهم عن الله | التوكل على الله
الإثنين 18 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | التوكل على الله

صوت وصورة
مهن وكواليس | الرايس سعيد
الإثنين 18 مارس 2024 - 17:30

مهن وكواليس | الرايس سعيد

صوت وصورة
حملة "بن زايد" لإفطار الصائم
الإثنين 18 مارس 2024 - 16:21 2

حملة "بن زايد" لإفطار الصائم

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الاحتياجات النفسية عند الأطفال
الإثنين 18 مارس 2024 - 16:00

صحتك النفسانية | الاحتياجات النفسية عند الأطفال

صوت وصورة
ناجية تروي تفاصيل حادث أزيلال
الإثنين 18 مارس 2024 - 15:25 15

ناجية تروي تفاصيل حادث أزيلال

صوت وصورة
ما لم يحك | تصفية الدليمي
الإثنين 18 مارس 2024 - 15:00 1

ما لم يحك | تصفية الدليمي