قراءة في مقال إلياس العماري حول المصالحة

قراءة في مقال إلياس العماري حول المصالحة
الأحد 23 أكتوبر 2016 - 02:24

بغض النظر عن الكاتب الحقيقي لمقال إلياس العماري، شخصيا ورغم أنني لا أستبعد منطق المكر والمناورة ، وددت لو أن النقاش ذهب إلى عمق الأفكار المطروحة وليس إلى الشكل، فالكثير من الزعماء يكتب لهم وينطق باسمهم.

كما قلت سابقا، الأحزاب الإدارية أنشئت لتحكم ، ولم تنشأ لتعارض.

عارضت الخمس السنوات السابقة لاعتقادها أن مرور موجة الربيع العربي، وشجاعة القيام بالإصلاحات الضرورية الكبرى ستجر حزب العدالة والتنمية إلى خارج الحكم، لكن خاب مسعاها لأنها لم تراع فطنة الشعب المغربي الذي تغير في عمقه، لم يكن يهتم بالسياسة لاعتقاده بفسادها الكبير، فأصبح الآن يفعلها لاعتقاده بإمكانية التغيير والإصلاح، وجدد ثقته في حزب العدالة والتنمية وفي زعيمه رائدا للإصلاح.

إذن ما هي استنتاجات قراءة “مقدمات في حاجتنا إلى مصالحة “

أولا، لا يمكن فصل هذا عما يقع في حزب الأحرار، وخروج مزوار مضطرا من رئاسة الحزب، أئذا كان الخيار بيده، أكان سيترك منصب وزارة شبه مضمون|؟

طلب المصالحة، يعني فشل سياسة المكر والاحتيال والكذب والبهتان، المغاربة فطنوا وفهموا، “عاقوا ” كما نقول بالدارجة|.

الاستنتاج الأول هو الرمي بأحزاب الكتلة – وبعد ظهور إمكانية تحالفها مع العدالة والتنمية-إلى مزبلة التاريخ عبر التأكيد أن الشرعية التاريخية كانت في خبر كان، لفسح المجال لمشاريع جديدة.

ثانيا، التأكيد على أن منطق اليمين واليسار، هو منطق بائد والدليل هو حزب الجرار نفسه الذي يجمع بين سجناء ومناضلي حركتي 23 مارس وإلى الأمام الماركسيتين، وبين الفيوداليين والأعيان وخدام الدولة.

ثالثا، طرح موضوع “المصالحة الشجاعة بين مقومات أصالة حضارتنا”، وهذا يظهر أن هذا الحزب ولحد كتابة سالة المصالحة هاته ، كان يحارب الأصالة التي كان يحمل منها إلا الاسم لذر الرماد في العيون، وهو يريد الآن مصالحتها، أهي توبة بعدما ظهر أن رفع شعار “ضد أسلمة المجتمع” لم يجن شيئا.

إلياس العماري وقادة البام، وجب أن يفهموا أن حزب العدالة والتنمية لا يطالب بأسلمة الدولة، ولا أسلمة المجتمع، ولا أسلمة البرامج، لماذا؟

المملكة المغربية دولة إسلامية، -وليست فقط مسلمة ما يريد السي إلياس- وهذا مكتوب في ديباجة دستور 2011 وهذا يكفي.

المغاربة شعب أصيل، متشبث بأصوله وأصالته وتدينه راسخ ولا يمكن أن يطعن فيه، ولم يكن قط على خصام مع كل هذا ليتصالح معه، ولما يخطئ المغربي أو يعرف أنه يقوم بفعل ينكره العرف أو المجتمع يقول لك وبكل شجاعة ‘الله يتوب علينا وعليك، أو الله يعفو أو غير ذلك من الكلمات”.

رابعا، يظهر أن هناك ما يوحي بضرورة تجميع كلمة المغاربة على كلمة سواء، نظرا للمعركة التي يخوضها المغرب من أجل صحرائه وهنا يجب تغليب منطق مصلحة الدولة على مصلحة حزب لطالما أوهم الناس أنه هو والدولة سواء ، وأنه يتحكم في بعض رجالاتها ، لكن انتفاضة السياسيين ظهرت مع بروز نتائج الانتخابات، وانتفاضة أعوانها آتية لا محالة.

خلاصة القول، إذا كان إلياس العماري يطرح المصالحة الشجاعة، وبما أنه ذكر هيأة الإنصاف والمصالحة فلنحذ حذوها وليعترف.

ليعترف بإرادة التحكم والقفز على الإرادة الشعبية، ليعترف بالاستعانة بأعوان الدولة في التأثير على الناخبين، ليعترف بما ناله البعض من تهديد وتخويف وترهيب وضرب للمصالح وهلم جرا.

ثلاث شروط إذن لمصالحة حقيقية، الاعتراف والندم حتى يتبين الأمر، الإقلاع الفوري حتى يتغير السلوك، عدم العزم إلى الرجوع حتى لا تكون مجرد مناورة.

‫تعليقات الزوار

7
  • نعم القول
    الأحد 23 أكتوبر 2016 - 03:02

    باركالله فيك يا أخي ، لقد قرأت و بإمعان شديد مضمون مقالك و استوقفتي كثيرا ما يلي :
    " ثلاث شروط إذن لمصالحة حقيقية، الاعتراف والندم حتى يتبين الأمر، الإقلاع الفوري حتى يتغير السلوك، عدم العزم إلى الرجوع حتى لا تكون مجرد مناورة."
    …..يجب أن نتصدى لهذا الحزب الذي جاء أساسا ليتحكم في المواطنين .

  • amazigh
    الأحد 23 أكتوبر 2016 - 10:00

    ما لم يعجبني و يثير امتعاضي و يستبلد الشعب المغربي الحملة الشرسة ضد الياس العمري و نعته بأبشع النعوت و هو المغربي الأصيل: *** *** *** ….. لم يبق نعث في قاموس التجريح الى و نعث به الياس بالله أهكدا ينعث مناضل مغربي استطاع أن يجمع مغاربة في حزب من أقصى اليمين الى أقصى اليسار و يزرع فيهم حب الوطن . كل هده الحملة ضد البام ما هي الا محاولة لقتل كل مولود جديد في الساحة السياسية ليبقى تجار الريع يتحكمون في المغرب باسم الأحزاب الوطنية…..مع العلم أنني لن أسمع قط الياس العمري يسب أو يشتم أحدا اللهم بنككككيرررران الدي يمثل الأخلاق الاسلامية

  • امزوغ
    الأحد 23 أكتوبر 2016 - 14:16

    الى رقم 9
    انك انت من يستبلد عقولنا
    من هذا الذي لا يعرف الياس اكبر مناضل مخزني عرفه المغرب
    اذا كنت لا تعرف’’’’’’’’

  • حسن من فرانكفورت
    الأحد 23 أكتوبر 2016 - 16:55

    تحليل منطقي. الشعب المغربي على علم بان اللصلاح ممكن ولو توالت لكمات التحكم. وليس الشعب فقط مل الاحزاب آمن بذلك بما فيهم الاصالة والمعاصرة.
    الشعب اختار من ينوب عنه في الولاية القادمة وقد تليهاولايات اخرى حسب النتائج فلذلك يغازل العماري نفسه حزب المصباح لعله يغير رأيه في المعاملة معه لانني أعتقد ان العماري لن يفوز بولاية جديدة في حزبه

  • faty
    الأحد 23 أكتوبر 2016 - 20:10

    on ne cesse pas de rabâcher les oreilles que nous sommes des musulmans ;pourtant les pratiques et les agissements de ces personnes n'ont rien à voir avec l'islam ni avec ses consignes dont la principale consigne n'insulte pas un musulman ; ne dis pas de mal de lui malheureusement même les personnes qui se disent instruites utilisent un vocabulaire dégradant pour analyser et critiquer et elles le font aussi parce qu'elles attendent une récompense quelconque c'est vraiment navrant!

  • mourad
    الأحد 23 أكتوبر 2016 - 23:58

    برافو… تحليل للوضع الحقيقي.

  • شراض عبد العزيز
    الإثنين 24 أكتوبر 2016 - 17:41

    ما العيب في اعلان المصالحة
    هل من الاجدر أن نقرأ التصريح باستحضار سياقه أم الانعراج المؤدي الى قراءة من كتب ومن أفتى بالكتابة وهل كتب بنية مبيتة ….. توقفوا للحظة ودعوا منطق الاقصاء وضعوا أيديكم في يد بعض واخدموا وطنكم واتركوا التاريخ وحده يحكم . اقرؤوا عزوف ما يزيد عن 26 مليون نسمة يحق لهم الادلاء بأصواتهم لايضاح التمثيلية الحقيقية عوض الانسياق وراء 05 مليون ونصف من الهيئة الناخبة , وعلى كل متعجرف بالفوز أن يطرح السؤال : مادا يمثل

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 4

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 1

صحتك النفسانية | الزواج

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40 1

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00 2

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12 3

الأمطار تنعش الفلاحة