رسالة من مواطن غيور إلى السيد رئيس الحكومة المنتخب

رسالة من مواطن غيور إلى السيد رئيس الحكومة المنتخب
الإثنين 24 أكتوبر 2016 - 11:35

الاستوزار و الارادة الشعبية

السيد الرئيس المحترم، تحية وسلام.

بادئ ذي بدء أهنئكم بحرارة لفوز حزبكم المستحق، كتعبير عن إرادة الصناديق التي منحتكم الأغلبية، وجعلتكم رئيسا للحكومة للمرة الثانية وألحقت بلوبيات الضغط المخزنية التي ناوئتكم هزيمة على حد تعبير الأمينة العامة- نبيلة منيب – التي قالت عن حق أن المخزن( وأقول بالضبط جزءا من المخزن ) قد اصيب بهزيمة، لأنكم حتى الآن وبالبرامج التي حققتها حكومتكم السالفة، أنتم ايضا جزءا من المخزن، لأنكم تعلمون قبل غيركم انما طبقتموه وهو عكس برنامجكم الذي صوت عليه الشعب المغربي، في الإنتخابات التي بوأتكم الحكومة السابقة. مع العلم ان الشرط الموضوعي والذاتي للبلاد والجيوبوليتيكي لم يكن يترك لكم فرصة غير تطبيق ذلك الخيار، صادقا أهنئكم أيضا من جديد وأتمنى لكم التوفيق في مهامكم المقبلة لصالح هذا الشعب، الذي منحكم ثقته مهما كانت الخلفيات.

هذا التوفيق لن يكون مستحقا إلا إذا تعاملتم وفق الإرادة الشعبية، في عملكم وأوله اختيار وزرائكم والتشكيلة الحكومية المقبلة.

السيد الرئيس المحترم:

يحز في قلبي وأنا أتابع خطواتكم ومشاوراتكم وتصريحاتكم ومتابعات الراي العام لها ،والمسار الذي قد تؤول إليه والذي قد يذهب عكس إرادة الشعب.

إن العديد من الأسماء التي وردت كتكهنات أو كمشاورات تجعلني أخاف على مستقبل هذا البلد. فالمواطنون الذين صوتوا عليكم، تعرفون جيدا أنهم لم يصوتوا عليكم لأن حكومتكم ضربتهم في عمق قدرتهم الشرائية واستفاداتهم من خدمات الدولة عندما رفعتم الدعم عن عدد من المواد الغذائية الضرورية، وعندما قستم صندوق المقاصة وعندما أصلحتم صندوق التقاعد، بالطريقة التي نهجتموها, أو عن طريق الزيادات في الضرائب الغير المباشرة، التي مست فئات من الطبقة الوسطى،ألخ, أنتم يا سيادة الرئيس كنتم التلميذ المطيع لتعليمات صندوق النقد الدولي، تماما كما كانت الحكومات الرجعية التي سبقتكم و بالأخص منذ المخطط الثلاثي الأول في أواخر السبعينات، وبالتالي خدمتم المخزن كما لم تخدمه الحكومات السابقة لأنها لم تكن تتوفر على السند الشعبي الذي توفر لديكم، بحكم خريف الربيع العربي، ومن ثمة ما كان يريد حزب الأصالة والمعاصرة ان يقدمه للمخزن، لولا أن أردته حركة 20 فبراير مهزوما من خلال المطالبة بإسقاطه، اثناء مسيراتها، قبل أن ينتفض مؤخرا ويقوم بما قام به محاولة منه للنهوض مرة أخرى,

لا يفصلكم عنه سوى أخلاقياتكم وبراءة ذمتكم والبياض النسبي لأيديكم، عكس العديد من أطر و أعيان البام و أحزاب أخرى أكلتها تجاربها, وهذا هو السبب الرئيسي الذي منحكم ثقة الناس ، عكسها.

إن التصويت عليكم منذ الإنتخابات الجماعية حتى الآن هو تصويت عقابي ضد الأحزاب الأخرى التي اهترأت ببراغما تيتها المبتذلة ونخبها الإنتفاعية التي طلقت برامجها لفائدة مناصب تكنوقراطيتها بدءا من الوزير الذي ناهض الخوصصة في البرلمان معارضا وطبقها في حكومة التناوب وزيرا، مرورا بأمين عام لحزب قوي اضعفه بممارساته خدمة للبحث عن الإستوزار، حتى وإن كان على حساب المنهجية الديموقراطية التي مات شهداء من حزبه واعتقل مناضلون ، قضوا ريعان شبابهم في السجون من أجلها، إنه تصويت عقابي أيضا ضد الذين يدفعون الأموال لشراء الذمم ، وهو أيضا دخول من جديد للسياسة من فئات غادرتها إحباطا واستعادت بعض الثقة من جديد، لتجرب اللعب مع المستقبل.

السيد رئيس الحكومة.

لا تعتقدوا أن ما كتبته هو تحامل من مناضل يساري يختلف إديولوجيا معكم ، إنه منطق المعاينة السليمة والمحايدة لما وقع خلال الإنتخابات الأخيرة، التي كانت حملاتها من أبشع الحملات الانتخابية التي عرفتها البلاد نظرا لسوقيتها وابتعادها عن الأخلاق وعن نقاش البرامج ولشخصنة الانتقادات، إلا إذا استثنينا حملة فيدرالية اليسار الديموقراطي والتقدم والاشتراكية وغيرها ممن لم نعلمه.

وانطلاقا من هنا فإن (الإرادة الشعبية )التي اوصلتكم إلى الحكم تفرض عليكم احترامها في تشكيلة الحكومة المقبلة، ليس من حقكم أن تستوزروا وزراء أبعدهم الشارع لأنكم فقط حزب الأغلبية أو لتردوا الصاع صاعين للحزب الذي ناوئكم، عليكم أن تحترموا تلك الإرادة في اختيار وزرائكم ، وقد قالت الإرادة كلمتها في عدد من الأسماء التي راجت أثناء المشاورات تكهنا أو حقيقة.

نجيب الوزاني لفظ حزبه ولفظه حزبه ولفظته الجماهير التي صوتت عليه مرارا وأوصلته إلى ما أوصلته، فكيف تريد لهذا الشخص ان يخدم البلد والعباد، وهو جراح لم يستأصل الداء من ذاته؟؟؟، وكيف لأمينين عامين لحزبين ظلا الأقوى في البلد فلم يستطيعا أن يحافظا حتى على وحدة تنظيماتهما، واسقطاها من القمة إلى الحضيض، بعد أن كانت ملجأ الجماهير الشعبية من الظلم والفساد؟؟، كيف سيخدمون البلد وهم لم يحوزوا ثقة أحيائهما بالكاد؟؟، ولا تمثيلية لهما, ناهيك عن نخب الأحزاب الإدارية واشباه الإدارية التي لم نتحدث عنها، لأنها مقصدها منذ الأول كان هو الإنتفاع.

لا تقتلوا بعض الأمل الذي لامس قلوب عدد من المواطنين والمناضلين الشرفاء الذين ابعدهم الإحباط قبل الإنتخابات الجديدة وعادوا أملا في ان تعود السياسة إلى نسبة أقوى من النظافة والمصداقية عما هي عليه الآن وان فعلتم فسيكون ذلك اثما على حد تعبير مرجعيتكم.

نريد لهذا البلد استقرارا حقيقيا, وديموقراطية حقيقية, ومؤسسات حقيقية، ولن يكون ذلك إلا إذا عمل الكل بالصدق والمصداقية, بعيدا عن ثارات السياسة السياسوية أو البراغماتية الإنتفاعية السائدة حتى الآن.

الرباط: 23/10/2016

مواطن أحمد راكز

‫تعليقات الزوار

11
  • كارهة الضلال
    الإثنين 24 أكتوبر 2016 - 14:34

    رســالــة
    تـحلــيلــة دقــيــقــة و واضـــحـــة

    نتمنى أن يقرئهـا رئيس الحكومة و المعــارضة

    رائــع الأستاذ أحمد راكز

    كارهة الضلال

  • boujemaarabou
    الإثنين 24 أكتوبر 2016 - 15:26

    Je suis tout a fait d'accord avec vous Mr Ahmed.Mr au Ben kirane devant lui deux choix : 1) ou bien répondre aux besoins du peuple . 2)ou bien faire plaisirs a TAHAKOUUUUUUUUUUUUUUUUM !

  • saccco
    الإثنين 24 أكتوبر 2016 - 15:28

    آخويا سي أحمد
    راه ماشي حزب العدالة والتنمية اللي غير هو مخزني راحنا كلني مخزنيين .راه كل ما هو عايش في "بلاد المخزن "راه عايش في حضن المخزن ،راه المخزن عشنا فينا اكثر من 5 قرون
    المشكل الخطير هو ان هاد الاحزاب كلها مافيدها والو ،معروف آش غادي تقدر دّير الى وصلت للحكومة واللا البرلمان ،سياسيتها باينة لَعْما : حل المشاكل الماكروإقتصادية والمالية على ظهور الطبقة الواسعة من الشعب :الطبقة البسيطة والمتوسطة
    هيلاري كلينتون واللي عايشة في بلد مُّتْالراسمالية ، العصب الرئيسي للحملة ديالها هو تحقيق نظام عادل وذلك كما تقول ان النظام الحالي غير عادل لان الاغنياء لا يؤدون الضرائب تتناسب وما تؤديه الطبقة الوسطى والمتواضعة ،فهي تقيم حملتها كي يؤدي الاغنياء نفس النسبة على الثروة كما تؤديها الطبقات العريضة
    واش كاين شي قمقوم من هاد الاحزاب المنتخبة والحكومة قال بحال هاد لكلام وخّا غير نظريا وغير بشوية ? !!
    الشعب جابو ليهم الله خبيزة باردة
    راه بحال القصة ديال جمل ولحمار ….مانايضش مانايضش غير زيدو

  • امزوغ
    الإثنين 24 أكتوبر 2016 - 17:04

    اصدق فقرة في المقال

    نريد لهذا البلد استقرارا حقيقيا, وديموقراطية حقيقية, ومؤسسات حقيقية، ولن يكون ذلك إلا إذا عمل الكل بالصدق والمصداقية, بعيدا عن ثارات السياسة السياسوية أو البراغماتية الإنتفاعية السائدة حتى الآن.

    كيف يتحقق هذا الامر و الكل يسعى لاسقاط الحكومة قبل تشكيلها

  • saccco
    الإثنين 24 أكتوبر 2016 - 17:41

    هيلاري كلينتون كَتْواعد الاغلبية ديال الشعب اللي غادي يصوت عليها فبرنامجها بأنه غادي تطبق رفع نسبة الضريبة %4 على كل من كيشد أكثر من واحد لقدر ديال الثروة كما كتقول بأن النظام الضريبي الحالي ظالم في حق الطبقة الوسطى وكيستفد منّو غير اصحاب الاموال وهاد الاجراء غادي يمكنها من ربح الخزينة العامة 150مليار دولار اللي غادي تستفد منها الدولة وتصرف لصالح الاغلبية ديال الشعب
    واش كاين فالمغرب شي حزب إِأُوزي انه إتوشي أصحاب الاموال في المغرب ،مع العلم ان امريكا هما اللي صاوبو الليبرالية ديال هاد العصر ؟ !
    مادام فهاد لبلاد السعيدة ان الاغنياء أنتوشابل مادام السمطة تدّوز على الطبقات الاخرى
    المغرب بلد غني بما في تحت ارضه وما فوقها لكن هناك ظلم إجتماعي ،بوحدهم اصحاب المال هما اللي كيستفدو مزيان من خيرات المغرب ومن التروة ديالو

  • محمد أيوب
    الإثنين 24 أكتوبر 2016 - 20:14

    تهنئة المخزن وليس بنكيران:
    "بادئ ذي بدء أهنئكم بحرارة لفوز حزبكم المستحق، كتعبير عن إرادة الصناديق التي منحتكم الأغلبية،وجعلتكم رئيسا للحكومة للمرة الثانية وألحقت بلوبيات الضغط المخزنية التي ناوئتكم هزيمة على حد تعبير الأمينة العامة- نبيلة منيب–التي قالت عن حق أن المخزن(وأقول بالضبط جزءا من المخزن) قد اصيب بهزيمة،لأنكم حتى الآن وبالبرامج التي حققتها حكومتكم السالفة، أنتم ايضا جزءا من المخزن،لأنكم تعلمون قبل غيركم انما طبقتموه وهو عكس برنامجكم الذي صوت عليه الشعب المغربي،في الإنتخابات التي بوأتكم الحكومة السابقة"..هذه الفقرة مأخوذة من مقال الكاتب..وانني لأستغرب من قافلة"المهنئين"لبنكيران على"فوزه"في مسرحية07أكتوبر،في حين أن قراءة متأنية لما رافق هذه"المسرحية"تبين أن الرابح الأكبر والوحيد هو المخزن الذي صرح أحد أقطاب"اليسار"أو ما تبقى منه بأن المخزن مات.وتحليل لأرقام المشاركين والمقاطعين والملغية أصواتهم توضح بالملموس أن الذين بوؤا المصباح المرتبة الأولى لا يتجاوز عددهم المليون وحوالي 700ألف صوت..فهل هذا العدد يزكي ما ذهب اليه الكاتب وغيره من التطبيل لمسرحية 07أكتوبر؟قليل من الموضوعية.

  • أ بو عثمان
    الإثنين 24 أكتوبر 2016 - 22:11

    جزاك الله خيرا سي أحمد، مقالك في الصميم،تشتم منه رائحة الصدق،اللهم ألهم من يهمهم الامر ادانا صاغية و قلوبا واعية

  • Un frustré
    الإثنين 24 أكتوبر 2016 - 23:59

    Je me demande est ce les paysans qui ont votés pour Le PAM sont devenu des modernistes par baguette magique . Est ce que ce qui ont votés pour le PJD sont tous des musulmans avertis ( ou des simples laissés pour compte). Notre avantage en tant que tiers mondistes c que nous connaissons les personnes et leurs manigances . Alors que dans les pays a institutions on juge et sanctionne sur cahier de charge et du programme . Ma question est ce que les citoyens ont une conscience politique ?

  • م ق
    الثلاثاء 25 أكتوبر 2016 - 13:17

    لو اراد الشعب الحزبين اللدان ظلا الأقوى في البلد فلم يستطيعا أن يحافظا حتى على وحدة تنظيماتهما، واسقطاها من القمة إلى الحضيض، بعد أن كانت ملجأ الجماهير الشعبية من الظلم والفساد لصوت علي الشعب فحدار من هدا التحالف فهو ليس لصالح الشعب اكتر ماهو لصالحكم انتم ح ع ت

  • mourad
    الثلاثاء 25 أكتوبر 2016 - 13:28

    سي راكز أعطيتهم لحزب العدالة والتنمية مصداقية لا يستحقها، فالحصول على بعض الأصوات لا يعني المصداقية، حيث أن التدابير التي يتخذها الحزب في الحكومة كما قلتم لا علاقة لها بالديمقراطية، هل الديمقراطية هي النجاح في الانتخابات أم هي العمل من أجل الديمقراطية في القوانين والقرارات . هل اطلع الكاتب على القوانين التي وضعتها حكومة بنكيران في الولاية السابقة هل هي ديمقراطية ؟ حزب العدالة لا يستطيع أن يعطيك الديمقراطية لانه ليس ديمقراطيا في ما يسعى إليه وفيما يعمل داخل الحكومة، وسيعين بنكيران الوزراء الفاسدين والمنبوذين لانهم حلفاؤه لانه في حزب فاسد مثل غيره، ولو لم يكن فاسدا لما قبل به المخزن والسلام.

  • Citoyen marocain
    الثلاثاء 25 أكتوبر 2016 - 13:39

    Avec qui donc Benkiran va former son gouvernement? Oui, je l'avoue, ce n'est pas facile. Il faut faire une coalition avec minimum trois partis politiques et dans chaque parti il y a de bonnes personnes qui veulent et peuvent livrer la merchandise, mais et il y a toujours ce "mais", le chef de chaque parti veut etre minister et malheureusement tous les chefs de ces partis sont des vrais pourris ????????????? C'est un probleme que "ELMAKHZEN" veut toujours . Aucun parti ne peut avoir la majorite et comme ca nous allons rester toujours dependant de je ne sais quoi ………….HELAS

صوت وصورة
هلال يتصدى لكذب الجزائر
الخميس 18 أبريل 2024 - 13:45

هلال يتصدى لكذب الجزائر

صوت وصورة
مع المخرج نبيل الحمري
الخميس 18 أبريل 2024 - 13:17

مع المخرج نبيل الحمري

صوت وصورة
عريضة من أجل نظافة الجديدة
الخميس 18 أبريل 2024 - 12:17

عريضة من أجل نظافة الجديدة

صوت وصورة
"ليديك" تثير غضب العمال
الخميس 18 أبريل 2024 - 11:55

"ليديك" تثير غضب العمال

صوت وصورة
المعرض المغاربي للكتاب بوجدة
الخميس 18 أبريل 2024 - 01:29

المعرض المغاربي للكتاب بوجدة

صوت وصورة
بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 21:45

بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"