أصحاب "المخزن"!

أصحاب "المخزن"!
الخميس 16 فبراير 2017 - 15:49

خذلوا “المخزن”..

ولا أحد منهم توصل إلى استراتيجية فكرية قادرة على إرضاء الجميع، على أساس “لا خاسر.. الكل رابح”!

ولا حزب واحد لم يحرق كل أوراقه الشعبية..

ولا واحد يستطيع أن يقنع الناس بأن “النخبة السياسية” وفية للوطن والمواطن..

خطاباتها كثيرة، ومختلطة، ولكنها تصب في اتجاه لا علاقة له بالحياة اليومية للمواطنين.. وتتحدث لغة إيديولوجية لا يتعرف فيها الناس على بلسم حقيقي لمشاكلهم اليومية..

ويبدو “المخزن”، وهو والد هذه “النخبة” غير راض على “قيادات” هو رباها، وفي أحضانه تعلمت كيف “تؤطر” المناضلين، وكيف “تروض” الغاضبين..

ثم تبين أن الأصحاب قد خذلوا “المخزن”..

أصحاب “المخزن”، في الأحزاب والنقابات وغيرها، ما زالوا يبلعون حقوق البلاد والعباد، بالليل والنهار، ولم تتمكن كل رواتبهم وامتيازاتهم الخيالية من تنشيط أمخاخهم، للبحث عن حلول جذرية لمشاكل البلد..

و”المخزن” أدرى من غيره أن الحالة الاجتماعية إذا استمرت على غليانها المتواصل، فإن ما تحت الرماد قد يصعد إلى فوق الرماد..

ولم يعد ممكنا الاعتماد على أصحاب “المخزن”.. فهؤلاء لم يتمكنوا حتى من تشكيل حكومة، وما زالوا يرددون نفس الكلمات، ويلوكون نفس “المفردات” التي تعلموها بأحضان مربيهم في “أم الوزارات”..

وحتى من في “الزعماء” تخرجوا من “مدارس” الهراوات، يجدون أنفسهم – هم أيضا – أمام “بلوكاج” فكري يشل أدمغتهم بشكل كامل..

و”المخزن” ينتظر منهم مبادرات.. ولكن المبادرات تحتاج إلى أدمغة فعالة.. وهم بلا عقل يفرق بين الصحيح والخطأ.. إنهم عاجزون..

وما زال هو ينتظر منهم ما لا يستطيعون..

هم فعلا في حالة عجز مطلق..

ولا يريدون لا ديمقراطية ولا عدالة اجتماعية ولا تعليما سليما ولا صحة عمومية ولا اقتصادا في خدمة الجميع..

ولا يريدون الحداثة..

هم أعداء الحداثة..

البلاد تسير في اتجاه، وهم في اتجاه معاكس..

هم متشبعون بهذه “الإيديولوجية” السلبيةج التي تربوا عليها منذ الاستقلال، وأتقنوها في عهد معلمهم المرحوم إدريس ولد عبد الرحمان، ولا يعرفون إلا هذه العقلية وهذا السلوك..

وفاقد الشيء لا يعطيه..

و”المخزن” في حيرة كبرى..

إنهم مثل “كهنة آمون”، لا يعرفون إلا الأكل والشرب وإطلاق الريح، والاستيلاء على خيرات البلد، وجعل الناس لا يشعرون بأنهم مواطنون..

حولوا الوطنية إلى بقرة حلوب..

وحولوا الوطن إلى إقطاعية..

وجعلوا الديمقراطية مجرد شعارات..

وأوصلوا إلى مراكز القرار أهلهم وذويهم وزبناءهم، وأطلقوا لهم يدا طولى لسحق حقوق الفقراء، ونهب صناديق الدولة..

لوبيات تنتج لوبيات، وتشكل أخطبوطا في البلد.. وتساند بعضها.. وهي حاضرة في مختلف المؤسسات.. تعرقل كل شيء.. ولا يحاسبها أحد..

– وكأنها فوق القانون!

و”المخزن” يعرف هذا وأكثر.. وما زالت في نفسه آمال مستحيلة..

وكأنه يجهل أنه قد بلغ السيل الزبى.. وأن طموحات “كهنة آمون” بلا نهاية..

والمستقبل القريب قد لا يبشر بحلول جذرية..

وأي قرار أهبل قد يكون انتحاريا، إذا لم يعالج عمق مشاكل المجتمع..

وهذا لا يتأتى بلا ديمقراطية حقيقية..

وهذه لا تتأتى إلا بفترة “استراحة” سياسية لتمكين البلد من إنجاب أحزاب جديدة ذات ولاء للوطن والمواطن..

وإذا استمر الرهان على الشكليات والشعارات، فإن أحدا لا يستطيع التكهن بما قد يحدث، ما دامت “الكراكيز” بنفس عقليتها القديمة، و”كهنة آمون” لا تفكر إلا في نفسها!

[email protected]

‫تعليقات الزوار

5
  • عبد الرحيم فتح الخير
    الخميس 16 فبراير 2017 - 17:18

    ما أشبه اليوم بالبارحة الشفافية والديموقراطية وارتباط المسؤولية بالمحاسبة احلام التسعينبات انقلبت الى كوابيس ضاغطة لا شيء تحقق الا السراب .
    لازلنا ندور في نفس الحلقة المفرغة لازلنا تجتر نفس الاكاذيب .
    لازال التسويف شعار الادارة لازالت الحدود الدنيا لكرامة المواطن تأبى أن تطل برأسها ولو خجلا .
    لازلنا نعامل وفق القانون القميء باك صاحبي ودهن السير وان بطرق أكثر ابتكارا خوفا من الوقوع ضحية تقنيات غرب كافر ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  • عبد الرفيع الجوهري
    الخميس 16 فبراير 2017 - 20:22

    إنهم يخرجون من الخيمة عوجين مشكلتنا ما تنتجه الخيمة وما يجري بداخلها فالحل هو تغيير شكل الخيمة وجعلها تتماشا مع العصر من الداخل والخارج قبل أم تسقط على الجميع الله يجيب اللي يفهم وشكرا

  • لطيفة لجوي
    الخميس 16 فبراير 2017 - 23:01

    ليسو وحدهم ،هم ونحن ،ما أجمل ان نكون موضوعيين ،سنظل ندور في نفس الخط الحلزوني ولن نلتقي

  • محمد فتح الله
    الجمعة 17 فبراير 2017 - 11:20

    و الله يجب على المخزن هو الاخر ان يغير معاييره مع من يتعامل حتى نصل الى ما يطمح اليه الجميع.

  • مولاي الديني الخزرجي
    الأحد 19 فبراير 2017 - 09:42

    هذه المأساة التي وصفتها وصفا عابرا تُغطي ما هو أفدح وأخطر على البلاد والعباد. والحقيقة أننا نحن والعالم نجتاز بمرحلة أخرى جديدة مفتوحة على تحولات في العالم. وكأننا نعيش بداية القرن العشرين من جديد وبوعود للتحول والتغيير عبر أزمات صعبة جدا ،ولا أحد يستطيع أن يتنبأ بما سيظهر في غضون القرن ٢١ الحالي.
    ويحضرني مثل يختصر جوابي على ما تقدمت به مشكورا لك (قيل لبعضهم ، أسرع أبوك مات. فقال :من الخيمة خرج معوجا.
    وكذلك شأن السلطة المغربية بكل أحزابها ومؤسساتها ورجالاتها.

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 7

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 3

صحتك النفسانية | الزواج

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40 1

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00 3

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال