ميثاق المعرض الدولي للكتاب

ميثاق المعرض الدولي للكتاب
الثلاثاء 21 فبراير 2017 - 12:08

ينتهي المعرض وفي النفس شيء من “اقرأ”، ينتهي وكأنه “زمن قرائي” محدود في عشرة أيام، ننتظر عودته في الدورة المقبلة، إذا أطال الله في “عمر الثقافة”. فبين “زمن القراءة” و”زمن الثقافة” علاقة حضارية تربط بين الأجيال.

فما الإستراتيجية الثقافية التي نودع بها المعرض في انتظار آخر؟ وهل عبرة النجاح بعدد الزوار ودور النشر والدول المشاركة وعدد العناوين والمبيعات؟ أم أن للمعرض رأسمالا ثقافيا مستمرا؟ وكيف نجعل منه وسيلة لمحاربة الأمية ورفع مردود التعليم؟

إن الثقافة متوقفة على القراءة أكثر من العرض، فقد نكتب ولا فائدة، وقد نطبع الكتب بأرقى الأشكال ولا قراءة، وقد نجهز المكتبات بآخر طراز من الأجهزة ولا قراء. وارتفاع نسبة القراء هو الأساس الحضاري لتصنيف البلدان بين التخلف والتقدم. وللقراءة سكرات وتذوق مثل الموت؛ فلا أحد يموت مكان الآخر، ولا أحد يقرأ مكان الآخر، وكلاهما حياة حقيقية؛ فالقراءة أول الخطوات وليست آخرها، والموت بداية حياة أبدية، وحتى لا نموت قبل الموت الحقيقي نطرح هذا “الميثاق القرائي” للمعرض.

القراءة من أجل الكرامة:

إن كلمة “اقرأ” سبقت العقيدة والعبادة، وارتبطت بصيغة التفضيل “الأكرم”؛ فلا قيمة للقراءة دون كرامة، و”اقرأ يكرمك الله”، ويغنيك عن كل الناس. بالقراءة تنال شهادة الكرامة والحرية، والشعوب التي لا تقرأ تستعبد بالقوة وبالفعل.

إن القراءة رمز للحضارة، والقلم رمز تاريخي لم نعد نستعمله؛ بل أصبح النقر على لوحة الحاسوب للقراءة والكتابة في كل الأحوال في المكتب أو على الطائرة.

لقد منحت القراءة الكرامة لشعوب عبر التاريخ، فأرسطو اليونان سماه العرب “المعلم الأول” دون عقدة، قرؤوه ونقلوه إلى الغرب. ولا يوجد “شهيد الكتب” ولا “قارئ عالمي” كالجاحظ. والغزالي هجر الأستاذية متفرغا للقراءة، والإمام البخاري يقوم في الليلة الواحدة أكثر من أربع عشرة مرة للتأكد من حديث، والشافعي يغطي الصفحة الثانية من الكتاب تفاديا لنهم القراءة، والشيخ بدر الدين الدمشقي يحبس نفسه تسع سنوات في مكتبة، وغيرهم من “القراء النماذج”، الذين صنعوا “حضارة القراءة”.

وقد كرم الله الشعب الياباني الذي لم يعد به أمي منذ سنوات، ومؤسسات النشر تصدر له 35 ألف عنوان جديد سنوياً تقريباً، بنسبة ضعفيّ ما ينشر في الولايات المتحدة الأمريكية، (حسب إحصائيات نهاية الألفية الثانية).

من أجل “لاوعي ثقافي” للقراءة:

يرتبط “اللاوعي الثقافي” للقراءة بالمعيش اليومي، لا بمعنى “اللاوعي الجماعي”، حسب يونغ، ولا “اللاوعي المعرفي” حسب بياجيه، أو الوعي الثقافي كذاكرة ومخزون تاريخي. إن “اللاوعي الثقافي” ليس مظاهر شكلية أو معارض رسمية، بل تجربة إنسان في واقع يومي، شخصية متواصلة في الزمان والمكان والاعتبار والأفكار.. “اللاوعي الثقافي” “طرائق عمل”، و”أدوات إنتاج”، و”نشاط للفكر والإحساس”.

من أجل “زمن قرائي” مغربي:

من أجل زمن القراءة الذي ضاع مع لعنة الزمن، نريد أن نرجع الزمن أو نعيد لحظة من لحظات القراءة في زمن الفراغ الملعون.. نريد أن نجلس بين ثنايا الذاكرة على الطاولة لنستمع إلى “نمنمات القراءة”، ونعيد نطق الحرف الأول بالفرح الطفولي نفسه، نعيد الكلام قبل النطق ونستمع إلى “ما يقال”، ونبحث عن إيقاع الإحساس، عن فرحة اكتشاف العالم.. نريد أن نعيد قراءة أول حرف حدد مصيرنا.. نريد أن نجعل من الشيخوخة زمنا للقراءة مع الأبناء والتلاميذ والأصدقاء.

من أجل “الانقراء”:

إذا كانت حياة واحدة لا تكفي، فنحن نقرأ، وإذا كان الواقع وحده لا يصنع وعيا، فنحن نقرأ، نقرأ من أجل “الانقراء”، قراءة الإيقاع لا قراءة التسكع في الواقع والانفصال عنه، لا قراءة التأجيل للتفكير، لا القراءة السلبية المطلوبة لذاتها، التي تربط قراءها بالمعلومات وتحرمهم نشوة الانقراء.

الإنقراء قراءة وتجربة، تأمل وانهمام، تبصر واستبصار، حيث الكلام يتكلم القول يقال والقدرة على “الإنصات” إلى “ما يقال”.

حين نقرأ و”ننقرئ” نمارس الشهادة، وتصبح الحروف أمة من الأمم، لها سيرة دلالية تفسر كل شيء في الكون وتشهد على أهل الأرض.

صوت وصورة
سكان مدينة مراكش بدون ماء
الثلاثاء 19 مارس 2024 - 01:05 8

سكان مدينة مراكش بدون ماء

صوت وصورة
خارجون عن القانون | عقوق الوالدين
الإثنين 18 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | عقوق الوالدين

صوت وصورة
كاريزما | حمزة الفيلالي
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:30 1

كاريزما | حمزة الفيلالي

صوت وصورة
خيوط البالون | مقلب ري تشيكوني
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:00

خيوط البالون | مقلب ري تشيكوني

صوت وصورة
رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا
الإثنين 18 مارس 2024 - 21:30

رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا

صوت وصورة
ابراهيم دياز يصل إلى المغرب
الإثنين 18 مارس 2024 - 18:09 18

ابراهيم دياز يصل إلى المغرب