ما بعد الانتفاضات والبيانات...؟

ما بعد الانتفاضات والبيانات...؟
الإثنين 27 فبراير 2017 - 14:01

على هامش مؤتمر دعم الانتفاضة الفلسطينية بإيران؛ ما بعد الانتفاضات والبيانات…؟

يُخطئ مَنْ يعتبر تحرير فلسطين مهمة الشعب الفلسطيني وحده (…)، ويُخطئ أكثر كل مَنْ يعتقد أن هذا الشعب الصبور قادر لوحده على تحرير كل الأرض المغتصبة، ومعها كل المقدسات المستباحة من لدن الكيان الصهيوني.

لقد استقرت في الأذهان بطولات هذا الشعب، إلى جانب تضحياته وصموده الأسطوري، على امتداد حوالي سبعين سنة… وبات حتى مَنْ يناصر قضيته العادلة بصدق والتزام، مِنَ الأحرار في المنطقة والعالم، يُصدق أنه يكفي تمكين هذا الشعب من السلاح والخبرة وبيانات التضامن والإسناد في المحافل الدولية، كافٍ لتغيير موازين القوى ودحر الكيان الصهيوني وتحقيق التحرير الشامل.

إن مَنْ ينحو طريق هذا الاعتقاد، يسقط بالضرورة في “معضلة الرؤية القاصرة والغامضة للصراع” في المنطقة وحولها، ويُحمل هذا الشعب المظلوم ما لا طاقة له به، بالنظر إلى “طبيعة القضية وأبعادها”، والمنحدرة من المشروع الاستعماري الإمبريالي المنبثق عن نتائج الحرب الكونية الثانية، وعن الأهمية الاستراتيجية للمنطقة العربية في هذا المشروع المتواصل والخاضع للتحيين والتطوير باستمرار.

إنه لمِنْ نافل القول التذكير بالطبيعةِ الخاصة في التاريخ الحديث كله للقضية الفلسطينية، إذْ يتعلق الأمر بصيغة استعمارية فريدة من نوعها، شكلاً ومضموناً، في هذا التاريخ، حين لجأ الاستعمار المباشر للقارات الثلاث من لدن القوى والإمبراطوريات الاستعمارية التقليدية، إلى زَرْعِ كيان عرقي عنصري جُمِعَ من الشتات العالمي في فلسطين قلب المنطقة العربية، تحت شعار كاذبٍ “أرض بلا شعب لشعب بلا أرض” وعنوانٍ ديني خرافي” أرض الميعاد” اليهودية.

ومنذ هذا التوليد القيصري لإسرائيل بالمنطقة، اِعتبر الغرب بقيادة أمريكا هذا الكيان مولوداً مِنْ صُلبه، فأحيط بالعناية الفائقة كمحمية استعماريةٍ إمبرياليةٍ، أوكلتْ لها وظائف ومهام حراسة ثروات الشرق الأوسط لفائدةِ الغرب أو “الاستعمار الجديد”، وكَبْحِ أي تطلع نحو النهضة والتقدم والإشعاع لشعوب وبلدان المنطقة… ومنذ ذاك الوقت إلى الآن وإلى حين تغير ميزان القوى، وحصل ما يُشبه “الزواج الكاثوليكي” بين الإمبريالية والصهيونية.

لقد استوعب السابقون من الأحرار في المنطقة والعالم طبيعة هذا المشروع ومخاطره الدائمة على المنطقة والسلم العالمي، وعلى أي تطلعٍ لشعوب الشرق الأوسط و”شرق المتوسط” إلى الوحدة والنهضة واستعادة الإشعاع الحضاري، فكانتْ المقاومة في الداخل وفي الخارج على حد سواء(…)، حيث انطلقت “الثورة الفلسطينية”، وجُربتْ محاولات تحقيق الوحدة بين أهم بلدان المنطقة/ مصر سوريا والعراق مثلاً، لإسناد هذه “الثورة” وتنشيط الجبهة العربية الواسعة في هذا الصراع التاريخي المصيري.

اِنتهت هذه المحاولات والتجارب إلى ما انتهتْ إليه، مِنَ “النكبة”/1948 إلى “النكسة”/1967 إلى “النصر المهدور”/1973، وتواصلت المقاومة الفلسطينية بالداخل ومنافي الشتات في شروط صعبة وقاسية، تفاقم معها اختلال موازين القوى لصالح الكيان الصهيوني والمخطط الإمبريالي، وذلك إلى حين اجتثاث نظام شاه إيران (…)، مع استمرار تَمنعِ سوريا وما عُرِفَ بجبهة “الصمود والتصدي”، والبزوغ الواعد للمقاومة في لبنان وغيرها.

هنا والآن، وبعد التدمير شبه الشامل للدولة في ليبيا، وإطلاق ذات المخطط على اليمن، وخروج مصر مُترنحةً أو شبه معافاة من هذا المخطط، وصمود سوريا في وجه حرب كونية مصغرة حتى الآن، واستقرار استراتيجيتي “الردع وتوازن الرعب” مع الكيان الصهيوني كحقيقة على أرض الواقع (…)، وذلك بتزامن مع التحول الملموس في ميزان القوى العالمي لفائدة “القطبية بصيغة التعدد”، وجنوح أهم دول الخليج نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني تحت ذريعة “الخوف من المشروع الفارسي في المنطقة”، ووصول التطرف القومي لقيادة أمريكا وتوقعه في بعض بلدان أوربا…

هنا والآن، وفي شروط ومعطيات هذا السياق المحلي والعالمي، يُطرح السؤال؛ ما العمل؟، مرتبطاً – في إطار التقييم والتقويم – بسؤال؛ ماذا كنا نعمل؟

‫تعليقات الزوار

5
  • كاره الضلام
    الإثنين 27 فبراير 2017 - 21:15

    البعثيون في سوريا قتلوا الفلسطينيين في اليرموك و فلسطينيوا احمد جبريل قتلوا المواطنين السوريين في بلدهم، مقاومة حزب اللات قتلت سوريين بالالاف بعدما احتضنوها حينما دمرتها اسرائيل،حزب اللات المقاوم تدرب في سوريا بدبابات امريكية و كان قد تخلى عن دعم حماس ابان الضربة الاسرائيلية فانتقدته بشدة، وهو الدي دهب ليقاوم السوريين الدين احتلوا بلدهم تاركا اسرائيل بجانب وسادته في مزارع شبعا، و يقول لنا ان الفلسطينيين ينقصهم السلاح فقط، اين دهبت ادن اسلحة الملالي و التطور الكبير في التسلح و اين دهب جيش حزب اللات و اسلحة حماس المتطورة و اين دهبت فتناوي الخميني عن اغراق اسرائيل بالماء فقط؟ متى تتحول المقاومة الى مقاومة؟متى يتحول سلاح الممانعين من العطالة الى الفعل؟متى يقررون محاربة اسرائيل؟لمادا لا يسلح الملالي حماس عوض تحريضهم على السلطة؟كيف يسلح الملالي الحوثيين ليحاربوا السعودية و لا يسلحون حماس لتحارب المحتل الاسرائيلي؟ نحن نشفق فهلا على اسرائيل حينما نرى من يعاديها، العيب الوحيد الدي يسيئ الى عظمة اسرائيل هم اعدائها، انها تستحق اعداء اكبر و ارقى

  • كاره الضلام
    الثلاثاء 28 فبراير 2017 - 00:04

    اولا لا وجود لشيئ اسمه الشعب الفلسطيني،هناك شعب غزة و شعب الضفة و لكلاهما حساباته و اهدافه المختلفة و هما متناقضان في كل شيئ، و انت نفسك حينما تكتب كلمة الشعب الفلسطيني لا بد انك تقصد حماس
    ليس هناك مضال اسطوري للشعب الفلسطيني فالكل يعرف انهم باعو ارضهم لليهود و عجزوا عن تحريرها خلافا لكل شعوب المنطقة التي تحررت دون ضجيج و دون مظلومية و دون تسول مساعدة الاخرين
    الامر الاسطوري حقيقة هو اسرائيل، في ظرف بضع عقود اصبحت قوة عظمى سياسيا و اقتصاديا و عسكريا و مخابراتيا و علميا،فادا كانت الهزائم انجازات اسطورية فمادا تكون انتصارات اسرائيل في كل الميادين؟
    من تسميهم المانعة مجرد خدم لاسرائيل من حزب اللات للملالي لبشار،و العرب عليهم التطبيع مع اسراييل و ليس الاستمرار في مهزلة العداء المضحك
    ان هدا الكلام الدي كتبته دبجه العرب و اعادوه ملايين المرات،قاله الاجداد و يردده الاحفاد دون ملل او كلل، لازالو في مرحلة وصف العدو و لا ندري متى تاتي مرحلة محاربته،و لازالو الى الان يطرحون سؤال مادا بعد البيانات؟اما سؤالنا نحن فهو:كيف لا تحتل اسرائيل امة مثل هده؟

  • محمد الفرسيوي
    الثلاثاء 28 فبراير 2017 - 10:49

    فعلاً، ومثلما قلتَ في آخر كلامك ؛ مقاومةُ الاستعمار والتبعية وثقافتهما، والكيان الصهيوني مسارٌ متواصلٌ "دبجه العرب و اعادوه ملايين المرات،قاله الاجداد و يردده الاحفاد دون ملل او كلل "…

  • كاره الضلام
    الثلاثاء 28 فبراير 2017 - 12:41

    الامة السيزيفية تحتاج الى حاسة الملل و التكيف مع الزمن، انت قلت لنا هنا ما قاله العرب مند ستين سنة و تعتقد انك اتيت بشيئ جديد، غزوة شفوية مكرورة الى ما لا نهاية، امة تمتهن الروتين و تشتغل بالتكرار و تتفنن في الاجترار،كم من مقالة صيغت بنفس الحروف و جائت بنفس المعنى مند عقود، اسرائيل كيان مصطنع و العرب خانعون و الشعب المظلوم متهلى عنه الخ الخ، كلمات فسدت و تحللت في حلوق اهلها ،لقد عافكم الكلام و ملتكم اللغة، لقد ضاق بكم الهديان درعا،كلام واحد مكرور لكل مقام ، لا تغيرون واقعا و لا تطابقون الخطاب مع الوقائع المتغيرة، كلام ات من اغوار القرن الماضي يرددونه علينا اليوم و كان لا شيئ تغير مند دلك الحين،و يحدثوننا
    عن النكبة بصيغة المفرد، الا تعلمون ان تاريخ امتكم تاريخ نكبات و ماسي، الا تفهمون ان هده الامة نكبة في حد داتها ،؟نحن نرثي لحال اسرائيل العظيمة لارتباط مصيرها بهده الامة مدمنة الهزائم ، آن للبلاد العربية ان تتخلص من القصة الخنساوية المقززة، ان لهده البلدان ان تتخلص من جثة القضية الفلسطينية ،لا انبعاث للعرب مادام فيهم من يدبج مثل هدا المقال

  • كاره الضلام
    الثلاثاء 28 فبراير 2017 - 13:17

    يقول لي ان العرب يحضنون اسرايئل، لم يفهم ان احتضان اسرائيل لم يعد تهمة بل هو نيشان و دليل نباهة عند من يقوم به، يؤكد كلامه انه لم يتخط القرن الماضي بعد،و كلامه هدا يفترض ان هناك من غير العرب من يقاوم اسرائيل بينما العالم يعلم ان الجميع يقوم لها بالسخرة و ان الكل متخاصم في حبها و نيل مودتها، و كلامه يؤكد ايضا امرا معروفا و هو استغلال القضية للنيل من الخصم المحلي، فش الغل في عرب الرجعية و الانظمة و الخونة و المطبعين الخ الخ، هدا كل ما يستطيعونه ،عجزهم عن مقارعة العدو القوي يجعلهم يلتفتون الى مخالفيهم في بلادهم و المزايدة بالقضية،و الاهم من هدا و داك هو ما شاننا نحن كمغاربة الزمن المعاصر في قضية فلسطين و احتضان العرب لاسرائيل؟ الا تعلم ان قراء المقالة الخنساوية انقرضوا هناك بله هنا؟ لو قرا فلسطيني مقالتك لوقع على الارض من الضحك فكيف بالمغاربة؟ يجب على من يكتب ان يعرف لمن يكتب و يعرف ما الهدف من كلامه، من الدي يكترث اليوم و هنا يتهلي العرب عن فلسطين؟ لا وقت لدينا لزيارة المتاحف و البحث في قصص الاقوام الاخرى

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45

ريمونتادا | رضى بنيس

صوت وصورة
الحومة | بشرى أهريش
الأربعاء 27 مارس 2024 - 21:30

الحومة | بشرى أهريش

صوت وصورة
احتجاج أساتذة موقوفين
الأربعاء 27 مارس 2024 - 20:30

احتجاج أساتذة موقوفين