رئاسيات فرنسا .. "لا شيء يقف في طريق "روتشيلد"

رئاسيات فرنسا .. "لا شيء يقف في طريق "روتشيلد"
السبت 29 أبريل 2017 - 17:52

في بنك خيال المال والأعمال Rothschild، بدأَ ماكرون مشواره العملي إطاراً مصرفياً شاباً، لِيُلحقَ بالحزب الاشتراكي مستشاراً للرئيس هولاند، فوزيراً للاقتصاد في إحدى حكوماته، وزعيماً لحركة سياسية على الافتراضي، ثم رئيساً وشيكاً لفرنسا.

لم يستغرق حصول هذه “الطفرة الساحرة” في طريق ماكرون نحو الإليزيه، سوى القليل من الوقت، بل سوى النزر القليل من نفوذ ودهاء آل روتشيلد وآخرين.

ربما يُسعف هنا، كتاب “أحجار فوق رقعة الشطرنج”، في تفهم ضربة الحظ المدهشة هذه، رغم أن مؤلف هذا الكتاب الشهير ويليام غادي كار، ومعه جيمس ريكاردر في كتابه المفيد “حروب العملات”، كانا بصدد الجواب عن سؤال؛ كيف أصبحت “روتشيلد” تمتلك وتتحكم في أكثر من نصف العالم، برأسمال مالي يتجاوز 500 تريليون مليون دولار أمريكي…؟؟؟

وإنْ نحنُ جربنا على سبيلِ التمرينِ فقط، كتابةَ هذا الرصيدِ بالأرقام، والذي قد لا تسعه على الورق السطور القليلة، سنتفهم طبعاً؛ أنْ “لا شيء يقف في طريق Rothschild”، ودخول ماكرون قصر الإيليزيه على أكتاف نفوذ المال والدعاية والإعلام…؟

يقول عالم بالأمور؛ “حين نتحدث عن الدهاء المفرط، الثراء الفاحش والسلطة المطلقة مجتمعين في آنٍ واحد، فنحن حتماً نعني عائلةَ روتشيلد اليهودية، عائلة من طراز آخر، تخطت كل الأعراف، تجاوزت كل القوانين حتى سادت العالم وأحكمت قبضتها عليه”.

حاولت تقارير ومتابعات عديدة تفسير سِر تصاعد ثروة وسلطة ونفوذ روتشيلد الكاسحة للعالم، فلم تجد غير أسرار التجارة في الحروب، في العملات والذهب، وفي التحكم في الدول بواسطة القروض والديون، وذلك منذ حروب نابليون بونابرت، إلى اليوم.

لقد لعبت الحروب دوراً حاسماً في ازدياد وتضخم ثروات روتشيلد، منذ أن تأسست في القرن السادس عشر في فرنكفورت الألمانية على يد إسحاق إكنان.

ففي حروب نابليون على سبيل المثال لا الحصر، دَعمَ فرع روتشيلد في فرنسا نابليون في حروبه ضد النمسا وإنجلترا وغيرها، بينما دعمت الفروع الأخرى خصومه في هذه الدول، وذلك لتحقيق النتيجة النهائية؛ مصلحة روتشيلد واليهود، والتحكم في أكبر عدد ممكن من حكومات وأنظمة العالم…

وفي معركة “واترلو” الشهيرة التي انتهت بانتصار إنجلترا على فرنسا، سارع عراب روتشيلد آنذاك، بوقت قليل قبل إعلان نتيجة الحرب التي كان يعلمها، إلى بيع سنداته بأرخص الأثمان في مصارف إنجلترا، مضللاً الجميع بهزيمة هذه الأخيرة في الحرب، الأمر الذي دفع الآخرين إلى التخلص من سنداتهم مقابل ثمن رمزي جداً، وبيعها لسماسرته المبثوثين في عين المكان.

إن آل روتشيلد “تجار حروب” بامتياز، ويطلق عليهم المصرفيون لقب سادة المال والسندات… ومنذ أول القرن الماضي وضعواْ اليد على الاستثمارات الثابتة في مصانع الأسلحة والسفن والأدوية والغذاء والنقل والإعلام(…)، وعلى هوليود وCNN والأقمار الصناعية ومعظم أبناك العالم وحوالي ثلث الماء العذب في الكرة الأرضية…

روتشيلد لعبت أيضاً دوراً حاسماً في إتمام المخطط الصهيوني وإقامة الدولة الصهيونية على أرض فلسطين، منذ وعد بلفور وإلى الآن. ويُنسب لها تصفية رؤساء من مثل إبراهيم لينكون، تايلور، جاكسون وجون كيندي وآخرين… وهي “تقرض الدول والحكومات الأموال والذهب، مما يجعل لها هيمنة على الدول وسياساتها وقراراتها”.

لا شيء إذن، يقف في طريق إمبراطورية Rothschild المالية والاقتصادية والإعلامية والسياسية، في معظم أوربا الهرمة والعالم الرأسمالي… وبالنتيجة لا شيء قد يقف في طريق ماكرون نحو الإيليزيه، ممثلاً لتيار التطرف الرأسمالي اليميني الفعلي في فرنسا وأوربا، وعنواناً للعبارة الساحرة؛ “لقد هرمت الأحزاب”.؟

لذلك، تبدو الأمور في الحالة الانتخابية الفرنسية الحالية، وقد تأهل لمباراتها النهائية التطرف اليميني بجناحيْه الفعلي والعلني، تماماً كما لو كانت علامة على أفول السياسة والأخلاق والأفكار، على مذبح المال والكذب والفساد، في قلب موطن “فلسفة الأنوار”…؟

‫تعليقات الزوار

9
  • زينون الرواقي
    السبت 29 أبريل 2017 - 18:23

    يا أخي الكاتب اراك أسهبت في الحديث عن تاريخ آل روتشيلد أكثر من تعقبك لمسار الانتخابات الرئاسية الفرنسية حتى ليخال المرء ان ماكرون سليل عائلة روتشيلد ، ماكرون كان مجرد موظف إطار وليس وريثا او عضوا في العائلة الإخطبوط ، وتظافر ظروف معينة هي من هيأته للتسلق ، فبعد احتراق اليسار الاشتراكي الذي عرف أسوأ فترات حكمه في عهد هولند حتى ان المسكين بونوا آمون أدى فاتورة انتمائه واستوزاره تحت هذا اليسار ، تبعه يمين الوسط الذي عصفت بأقطابه الفضائح بدءا بساركوزي لتستقر عند فيون ، والبرنامج الصاعق لاقصى اليسار ممثلا بملونشون الذي أجده سابقا لعصره خصوصا وان الفرنسي العادي يهاب المجازفة والانقلابات الكبرى من صنف الانتقال الى الجمهورية السادسة والفتك بطبقة الاثرياء ولو تطلب الامر مصادرة قطاع اقتصادي استراتيجي من عينة عملاق الإسمنت لافارج التي توعدها ميلونشون في حال فوزه بالتصفية القضائية ومصادرتها على خلفية تعاملها مع داعش في سوريا ، كل هذا مهد الطريق لماكرون في ظل انعدام بديل يطرح تغييرا سلسا دون كي ودون صدمات ، فلا روتشيلد ولا هم يحزنون كانت مجرد محطة في حياة ماكرون وانتهت .

  • يوسف
    السبت 29 أبريل 2017 - 18:28

    اذا كان ذلك كذلك لم اضطر حزب ساركوزي تمويل حملته من عطايا القذافي الذي تم تقبيره فرنسيا فقط لدفنه و سره معه } آل روتشيلد اسطورة من اساطير الخيال الصهيوني سينجم منها الملك المتوج على العالم للدولة التي ستحكم العالم .

  • كاره الضلام
    السبت 29 أبريل 2017 - 19:19

    ماكرون رجل وصولي عابد عجل ليس في مهنته فقط و انما في حياته ،لقد نزوج امراة تكبره بخمس و عشرين سنة لثرائها الفاحش،رجل يجيد بيع اي شيئ و بنفس المنطق تخلى عن حزبه الدي جعل منه سياسيا معروفا،ماكرون يمثل التوجه اللبرالي الفاحش رغم اصله اليساري و برناكجه السياسي هو الدي يعتبره المحللون السياسيون اخر مسمار في نعش الجمهورية الخامسة،و هو رجل النسق السياسي رغم ادعائه انه من خارجه،نحن لا يهمنا مصير فرنسا او مستقبلها و لا نتحدث عن انتخابات هدا البلد الا لارتباطنا به بشكل من الاشكال،و من هده الزاوية نقول ان اليمين المتطرف افضل لنا كمغاربة من اي تيار اخر،فليقل اي شيئ عن لوبين فانها تبقى افضل من سياسي تقليدي يمارس ازدواجية الادوار و يتكلم لغة الخشب، مرشحة تقول ان الاستعمار الفرنسي حضر الجزائر افضل من مرضح يقول ان الاستعنار كان جريمة حرب،و مرشحو اليمين يهاجمون الجزائر بشكل علني من ساركوزي الدي وصفها بوكر الارهاب الى لوبين التي تهاجمها في كل وقت،هدا منطق المصلحة المغربية @#

  • كاره الضلام
    السبت 29 أبريل 2017 - 21:08

    استطلاعات الراي في امريكا كانت تضع كلينتون في المقدمة بدون منافسة و في الاخير فاز ترامب بفارق كبير،فلا يفرحن بعد من يريدون ماكرون فاللعبة قد تصدمهم، السؤال للسدج هو هل ماكرون يحبكم اكثر من لوبين؟ فلنترك لهم الجواب، بالنسبة لمن ينعتون لوبين بالعنصرية فليفسروا لنا عدد الاجانب و المهاجرين و المسلمين في حملتها،هل هؤلاء عنصريون ضد عرقهم و دينهم؟و الدين يهاجمونها هل هم اقل عنصرية ضد الاسلام و العرب؟ خدوا اي قلم او مفكر يهاجم عنصرية لوبين و اقرؤوا اي مقال له و انظروا كم الاحقاد التي يكنونها لبلاد الجنوب،اليسوا هم من يصف شعوب المنطقة بالظلامية و السكيزوفرينية و الهمجية و الامية و التطرف الخ الخ؟بالنسبة لطردها الاجانب فهو مجرد شعار غير قابل للتطبيق،هل طرد ترامب المهاجرين كما وعد؟ ما يهمنا كمغاربة هو انها ستعمل على تسريع انهيار الاتحاد الاوروبي مما سيكون له نفع كبير على بلدان الجنوب عكس ما يصوروه الببغاوات،زوال الاتحاد مسالة وقت و لكن لوبين ستعمل على تسريع هدا التفكك و بالتالي فيجب ان نصلي كمغاربة لكي تصل الى سدة الحكم

  • Lila
    الأحد 30 أبريل 2017 - 09:15

    Au n° 1 كاره الظلام
    Je suis attérrée de vos commentaires ! J'ai toujours apprécié vos interventions et vos analyses, mais là je pense que vous ne maîtrisez pas votre sujet.

    Vous pensez que la fin de l'Union Européenne peut changer quoi que ce soit chez nous, je trouve que c'est indigne de vous.
    C'est à nous de changer notre situation et de tirer des bénéfices de ce qui nous entoure

    La présentation que vous faites de Mme Le Pen et de
    M. Macron reste juste votre point de vue. Je veux juste vous rappeler que le Front National est issu de l'OAS et qu'il ne s'est pas encore débarrassé de ses rancoeurs.

  • شاكر
    الأحد 30 أبريل 2017 - 17:34

    Le monde est divisé en trois catégories de personnes: une catégorie qui s'applique à réaliser des événements qui ont été prévus، une autre qui surveille les premiers، et une troisième catégorie، la plus nombreuse، qui ne comprend pas ce qui se passe réellement.

    (( الرجال ثلاثة: رجال يصنعون الأحداث، ورجال يشاهدونهم وتقف بهم عزائمهم دون مشاركتهم، ورجال يتعجبون من الأحداث كيف حدثت..))

  • العالر محمد الفرسيوي غابر
    الأحد 30 أبريل 2017 - 22:06

    ………… قد أتفق مع التقدير القائل بحروشة أقل للوبين( رمز التطرف اليميني العلني)، بخصوص علاقتنا مع فرنسا…. مقارنة مع رمز التطرف اليميني الفعلي – حتى لا أقول السري – مكرون.
    …… بيد أنه أبداً؛ ماحك جلدنا غير ظُفرنا.
    …………………………………………. تحياتي

  • العابر محمد الفرسيوي عابر
    الإثنين 1 ماي 2017 - 14:45

    الذئب لا يرعى الغنم…!
    …………………………. ————— قال الشاعرعبد الله ورياش؛

    أَعْرِفُ أن النفْخَ فِي المِزْمَار
    يُوقِضُ شَهْوَةَ الأفَاعِي
    لكني، أبداً، لم أكنْ أَدْرِي
    أَن الذئَابَ تَمْدَحُ يَقْظَةََ الراعِي!
    ——————————— مع تقديراتي

  • زينون الرواقي
    الإثنين 1 ماي 2017 - 16:59

    Merci de signaler tout commentaire abusif ….

صوت وصورة
سكان مدينة مراكش بدون ماء
الثلاثاء 19 مارس 2024 - 01:05 7

سكان مدينة مراكش بدون ماء

صوت وصورة
خارجون عن القانون | عواقب عقوق الوالدين
الإثنين 18 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | عواقب عقوق الوالدين

صوت وصورة
كاريزما | حمزة الفيلالي
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:30 1

كاريزما | حمزة الفيلالي

صوت وصورة
خيوط البالون | المقلب الأخير لري تشيكوني
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:00

خيوط البالون | المقلب الأخير لري تشيكوني

صوت وصورة
رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا
الإثنين 18 مارس 2024 - 21:30

رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا

صوت وصورة
ابراهيم دياز يصل إلى المغرب
الإثنين 18 مارس 2024 - 18:09 17

ابراهيم دياز يصل إلى المغرب