مقدمة:
يبقى الخلاف حول طريقة تداول السلطة في الإسلام من أبرز الأمور العالقة بين المسلمين. ففي الوقت الذي يعتقد فيه أهل السنة مثلا بالخلافة عن طريق الشورى أو التعيين بالعهد أو حتى عن طريق القهر أحيانا، يتمسك الشيعة بالنص على علي بن أبي طالب (ع) في واقعة الغدير المتواترة عند الطرفين، ومن بعده الأئمة من آل بيت الرسول (ص)، في حين تباينت مواقف فرق أخرى في اختيار الحاكم بين الالتزام بتحديد شروط معينة أو العودة إلى الأمة لتختار لنفسها (الخوارج والمعتزلة)، حيث حاول كل فريق الدفاع عن أطروحته بالأدلة الشرعية والتاريخية التي تسعفه..
نظرية الخلافة عند أهل السنة:
يستند فقهاء أهل السنة والجماعة في طروحاتهم حول أمر تداول السلطة بالأساس على واقع الأحداث التاريخية التي عاشتها الاُمة زمن الصحابة والخلفاء، حيث أجمع معظمهم على ثلاثة وجوه:
الوجه الأوّل: اختيار أهل الحل والعقد ويطلق عليه (نظام الشورى) مما سيأتي تفصيله في هذا المقال
الوجه الثاني: العهد، حيث ينصّ الخليفة قبل موته على مَن يخلفه. كما صنع أبو بكر في عهده الى عمر، أو كما فعل عمر الذي عهد إلى ستة نفر فرض عليهم انتخاب الخليفة القادم من بينهم، أو كعهد سليمان بن عبدالملك الى عمر بن عبدالعزيز بعده، ثمّ الى يزيد بن عبدالملك من بعد عمر، حيث تنتقل الخلافة حسب هذا العهد بالترتيب الذي يحدده الموصي.
الوجه الثالث: القهر و الغلبة بالسيف: قال الإمام أحمد: الإمامة لمن غلب(1) وظاهر أن هذه النظرية بوجوهها إنّما هي نظرية تبرير، لا نظرية تشريع.
حيث يتبين ابتداء بأنه لم تكن هناك قاعدة ثابتة تستند إليها الاُمّة في تعيين الخليفة، عدا الشورى التي تجد لها سندا من الكتاب والسنة، بل يضفي عليها بعضهم صبغة الإجماع(2) فإن الآراء الأخرى لا تستند إلى دليل شرعي البتة، ولم يعرفه حتى فقهاء الصحابة قبل ظهوره على أرض الواقع.
ظروف خلافة أبي بكر (رض):
يحكي البخاري في صحيحه عن أحداث السقيفة على لسان عمر بن الخطاب (رض) فيقول: (..وانه قد كان من خبرنا حين توفي الله نبيه (ص) أن الأنصار خالفونا واجتمعوا بأسرهم في سقيفة بني ساعدة، وخالف عنا علي والزبير ومن معهما واجتمع المهاجرون إلى أبي بكر، فقلت لأبي بكر يا أبا بكر: انطلق بنا إلى إخواننا هؤلاء من الأنصار، فانطلقنا نريدهم فلما دنونا منهم لقينا رجلان منهم صالحان، فذكرا ما تمالى عليه القوم فقالا: أين تريدون يا معشر المهاجرين، فقلنا: نريد إخواننا هؤلاء من الأنصار فقالا: لا عليكم أن لا تقربوهم اقضوا أمركم، فقلت: والله لنأتينهم فانطلقنا حتى أتيناهم في سقيفة بني ساعدة فإذا رجل مزمل بين ظهرانيهم، فقلت: من هذا، قالوا: هذا سعد بن عبادة، فقلت: ماله؟ قالوا: يوعك فلما جلسنا قليلا تشهد خطيبهم فأثنى على الله لما هو أهله ثم قال: أما بعد فنحن أنصار الله وكتيبة الإسلام وأنتم معشر المهاجرين رهط وقد دفت دافة من قومكم فإذا هم يريدون أن يختزلونا من أصلنا وان يحضنونا من الأمر. فلما سكت أردت أن أتكلم وكنت زورت مقالة أعجبتني أريد أن أقدمها بين يدي أبي بكر وكنت إداري منه بعض الحد فلما أردت أن أتكلم قال أبو بكر: على رسلك، فكرهت أن أغضبه فتكلم أبو بكر فكان هو أحلم مني وأوقر والله ما ترك من كلمة أعجبتني في تزويري إلا قال في بديهته مثلها أو أفضل حتى سكت فقال: ما ذكرتم فيكم من خير فأنتم له أهل ولم يعرف هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش هم أوسط العرب نسبا ودارا وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين فبايعوا أيهما شئتم فأخذ بيدي وبيد أبي عبيدة بن الجراح وهو جالس بيننا فلم اكره مما قال غيرها كان والله أن أقدم فتضرب عنقي لا يقربني ذلك من أثم أحب إلي من أن أتأمر على قوم فيهم أبو بكر اللهم إلا أن تسول إلي نفسي عند الموت شيئا لا أجده الآن فقال قائل الأنصار: أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب، منا أمير ومنكم أمير يا معشر قريش فكثر اللغط وارتفعت الأصوات حتى فرقت من الاختلاف، فقلت: ابسط يدك يا أبا بكر، فبسط يده فبايعته وبايعه المهاجرون ثم بايعته الأنصار، ونزونا على سعد بن عبادة فقال قائل منهم: قتلتم سعد بن عبادة فقلت: قتل الله سعد بن عبادة، قال عمر: وأنا والله ما وجدنا فيما حضرنا من أمر أقوى من مبايعة أبي بكر، خشينا أن فارقنا القوم ولم تكن بيعة أن يبايعوا رجلا منهم بعدنا فأما بايعناهم على ما لا نرضى وأما نخالفهم فيكون فساد..)(3)
من خلال هاته الرواية يتبين بأن الأمر قد جاء على حين غرة، وكرد فعل على اجتماع الأنصار في سقيفة بني ساعدة، ولم يكن مخططا له أو متوافقا عليه من طرف كبار المهاجرين والأنصار ممّن ينبغي أن يكونوا في طليعة أهل الحل والعقد وعلى رأسهم علي بن أبي طالب (ع) الذي كان مشغولا بتجهيز النبي (ص) إلى مثواه الأخير، ثم إن الخلاف الذي وقع بين المهاجرين و الأنصار يسلط الضوء على جانب من المعارضة التي لم تبايع أبا بكر (رض) وعلى رأسها سعد بن عبادة زعيم الخزرج.
ومن جهة أخرى، يبرر أنصار هذا الإتجاه ما ذهب إليه عمر بن الخطاب (رض) في ختام هذا الحديث من خوف الاختلاف والفتنة ، ووافقه عليه فيما بعد أبو بكر (رض) عندما سأله الإمام علي (ع) عن سر إسراعهم بهذا الأمر دون استشارة البقية، حيث قال: بلى و لكن خشيتُ الفتنة(4).
هاته الفتنة التي ستعود لتصبح طريقاً شرعياً من طرق تعيين الخليفة فيما بعد، وذلك إلى جانب ما تقدم من وجوه التوريث و القهر والاستيلاء والتغلب بالسيف، مما لا علاقة له بمبادئ الشورى التي ما زال الكثير من المدافعين عنها يتوهمون حصولها بعد وفاة الرسول (ص) لاختيار خليفته الأول.
مناقشة دليل الشورى:
قد لا يجادل أحد في منطق الشورى الذي قد يوازي اليوم ما يتعارف عليه العالم المتحضر بالديموقراطية، ولو أن هذه الأخيرة قد استوردها الغرب من اليونان القديمة وقطع أشوطا في ترسيخ مبادئها وفلسفتها في الدولة والمجتمع منذ نجاح الثورة الفرنسية في الوقت الذي كان البعض يحاول عبثا تسجيل السبق لما وقع بين المسلمين في سقيفة بني ساعدة على أساس أنه فعلا يمثل الشورى التي دعا إليها القرآن الكريم في قوله تعالى: “وأمرهم شورى بينهم” (5) كأساس للديموقراطية الحديثة؟
يقول الشيخ محمد عبده في تفسير: (اُولي الأمر) معناه أصحاب أمر الاُمة في حكمها، وهو الأمر المشار إليه في قوله تعالى (وأمرهم شورى بينهم) ولا يمكن أن يكون شورى بين جميع أفراد الاُمة، فتعين أن يكون شورى بين جماعة تمثل الاُمة.. وما هؤلاء إلاّ أهل الحل والعقد الذين تكرر ذكرهم.
بهذا المنطق يذهب أصحاب هذا الإتجاه وهم أغلب علماء السنة إلى أن نتيجة الشورى ينبغي أن تكون ملزمة لولي الأمر وللنظام بشكل عام، مما يسحب عليها نوعا من الحصانة لا مجال فيه للطعن أو المراجعة.
وعلى اعتبار أن ما وقع في السقيفة يوافق ما جاء في آية الشورى، فإن الإجماع على خلافة أبي بكر (رض) لم يكن تاما، حيث وقف جزء من الأنصار (الخزرج) وجزء آخر مع علي بن أبي طالب (ع) ضد ما آلت إليه هذه الشورى داخل المدينة. ومن جهة أخرى قاد عدد من القيادات السياسية خارج المدينة تمردا ضد هذا الإختيار، حيث كان من أبرز مظاهر هذا العصيان اتخاذ قرار منع أموال الزكاة عن أبي بكر (رض) طعنا منهم في شرعية خلافته.
لكن هناك اتجاها ثانيا يمثله قطاع آخر من علماء السنة إلى جانب فقهاء الشيعة يرى بأن قيمة الشورى توجيهية فقط وليس لها قيمة شرعية في إلزام ولي الأمر بالتنفيذ. ومن هؤلاء: القرطبي، إذ يقول في تفسيره: « والشورى مبنية على اختلاف الآراء والمستشير ينظر في ذلك الاختلاف، وينظر أيّها أقرب الى الكتاب والسنّة إن أمكنه، فإذا أرشده الله تعالى الى ما شاء منه عزم عليه وأنفذه متوكلاً عليه»(6)
كما يقول الشيخ محمد جواد البلاغي، وهو من فقهاء الشيعة في تفسير: “وشاورهم في الأمر”(7) أي؛ واستصلحهم، واستمل قلوبهم بالمشاورة، لا لأنهم يفيدونه سداداً وعلماً بالصالح.
حيث أن الشورى وفق هذا المنظور ليست ملزمة لرسول الله(ص)، حيث يقول تعالى في تتمة نفس الآية : “فإذا عزمت فتوكّل على الله”، مما يعني بأن القيام بالعمل يكون على أساس عزم الرسول (ص) وليس على ما يرتئيه المؤمنون. ومن ذلك قوله تعالى: “وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضلّ ضلالاً مبيناً”(8)
ومن الناحية التاريخية، وكما سبق ذكره، فإن الشورى لم تكن كنظام سياسي شرعي للحكم، لأنها جاءت كتبرير للأمر الواقع والسعي لجعله مصدراً رئيسياً في وصف النظام السياسي الحاكم آنذاك.
بين الشورى والواقع:
من المتعارف عليه، بأن الرسول (ص) كان مرجعا للصحابة وللأمة في حياته، حيث لم يترك للمسلمين أي جانب من الجوانب المرتبطة بالرسالة لم يفسره ويشرحه لهم بما في ذلك طريقة الغسل و الإستنجاء، حيث يتعارض في هذا المقام سكوته عن أمر الشورى وطريقة سلوكها وطبيعة أهل الحل والعقد كما يحلو للبعض توصيفهم، خاصة وأن هناك نصوص كثيرة تكلّمت عن اهتمام الرسول بأمر الاُمة من بعده في حياته وقبيل وفاته.
ومن هنا ينفي الشهيد الصدر (ق س) احتمال أن الرسول قد سلك طريق الإهمال ـ أي أن الرسول لم يتحرك أصلاً لإبلاغ المسلمين وتربيتهم على أمر الولاية والقيادة من بعده ـ وهذا الافتراض باطل لأنه يتعارض مع مقام النبوة المحيط(9)
ومن جهة أخرى فإن سيرة أصحاب الرسول (ص) تدل بصورة لا تدع مجالا للشكّ، على أنهم لم يؤمنوا يوما بهاته الشورى المزعومة، اذ عهد أبو بكر حين اشتد به المرض الى عمر ولم يستشر أحداً وولاّه على الاُمة دون مشورة المسلمين أو أهل الحل والعقد منهم، وسار عمر على المنهج نفسه حين عيّن ستة يختارون من بينهم واحداً وكان يقول: «لو كان سالم حيّاً ما جعلتها شورى»(10)، وكذا قوله متوعدا: “ألا إن بيعة أبي بكر كانت فلتة وقى الله المسلمين شرها، فمن عاد إليها فاقتلوه”(11) كما كان بعض الصحابة يراجع عمر ويسأله أن ينصّ على مَنْ يخلفه(12) مما يناقض جملة وتفصيلا الأسس التي قامت عليها نظرية الشورى ويسقط القوم في فخ التنافس مع الشيعة حول من تؤيده النصوص لخلافة للرسول (ص).
مراجع:
(1)- الأحكام السلطانية، للفراء: 20، 22، 23 .
(2)- منهاج السنّة لابن تيمية: 3/215، 217، 218.
(3)- مقتطف من حديث طويل أخرجه البخاري في صحيحه، الجزء8 صفحة25 كتاب الحدود باب رجم الحبلى من الزنا إذا أحصنت.
(4) – ابن حجر العسقلاني: لسان الميزان ،ط 3 ، مؤسسة الأعلمي، بيروت ، 1986.
(5)- سورة الشورى – الآية 38.
(6) – الشورى في ظل نظام الحكم الإسلامي لعبدالرحمن عبدالخالق: 113 ـ 114.
(7) – سورة آل عمران-الآية 159.
(8)- سورة الأحزاب- الآية 36.
(9)- راجع قصة يوم الدار وانذار العشيرة وموقف الرسول في غزوة تبوك وسورة براءة وحجة الوداع ورزية يوم الخميس حين أراد النبي(ص) ان يكتب الوصية قبيل وفاته، في صحيح البخاري وغيره من الصحاح و المسانيد.
(10)- تاريخ الطبري : 3/292.
(11)- صحيح البخاري 8|210 الحدود، باب رجم الحبلى من الزنا، 4|2130 ح 6830. مسند أحمد بن حنبل 1|323 ح 391. الجمع بن الصحيحين للحميدي 1|104. الجمع بين الصحيحين للموصلي 1|260. المصنف 7|431 ح 37031، 37032.
(12)- الكامل في التاريخ: 3/65.
أنا أتسائل دائما عن ما يسمى بعلوم الحديث وما جاء في الصحاح للبخاري ومسلم كما يدعي أهل السنة ،والمثير للشك والجدل أن البخاري تقريبا ولد بعد 190سنة من موت النبي صلعم وهذا المسمى البخاري لم يكن عربيا وهناك من نقل أنه كان كفيفا ، لكن لما تقرأ أحاديثه وكمثال ما جاء به عن أحداث السقيفة على لسان عمر بن الخطاب من(..وانه قد كان من خبرنا حين توفي الله نبيه (ص) ………إلى … فأما بايعناهم على ما لا نرضى وأما نخالفهم فيكون فساد..) وكأن كل ما ذكر كان مسجل على شريط تسجيل صوتي وثق كل ذلك الكلام إلى أن جاء البخاري ليدونه في كتبه وهناك أحاديث مثيلة وكثيرة، أريد جوابا شافيا ومقنعا ، ولما يبغض الشيعة البخاري رغم أنهم مسلمون، بل هناك شيوخ سنيون يضعفون بعض أحاديثه أو من يقول بوجود إسرائليات ؟ وشكرا
شكرا استاذ على مجهوداتك….
الا انني اخالفك الراي فيما يتعلق باتباع دين السنة والجماعة…..
اتباع هذه الديانة الموازية للاسلام يرون ان الخلافة في العرب دون باقي المسلمين.
ويفسرون قوله تعالى :" ان كرمكم عند الله اتقاكم" انطلاقا من مسلمة ان الخلافة للعرب وان اكرم العرب هم قريش فالخلافة اذن في قريش….
هنا يتساءل السائل : ولماذا منعوا بني هاشم من الخلافة اذن?
نقول : بنو هاشم من نسل ابرايم الخليل وابراهيم بابلي الاصل وبذلك يكون بنو هاشم بابليون وليسوا من قريش….
ولهذا تم اسبعادهم من الخلافة بكل الوسائل.
اما ابن تيمية فيستعمل التقية, فاذا كان في امارة يحكمها عروبي يكون له راي واذا كان في امارة يحكما مسلم يغير رايه…..
ولذلك قضى مجمل عمره من سجن الى سجن.
Les leaders arabes utilisent la religion pour contrôler leurs peuples et rester dans le pouvoir. Ils utilisent des versets coraniques et des ahadiths qu'ils ont mals interprétés pour contrôler les gens naïfs. Le seul moyen pour une bonne gouvernance c'est d'avoir un système judiciaire indépendant qui est au dessus de tous y compris les roi et qui punisent les dictateurs et les tortionnaires avec équité et justice. À part ça le monde il y aura que la corruption la dictature la torture et l'injustice.
الفقهاء لم يتفقوا على حكمٍ موحد للشورى ، و انقسموا إلى فريقين :
فريقٌ يرى الندب ( الاستحباب ) وفريق يرى الوجوب، وكان أقوى هذين الفريقين هو فريق الندب الذي يرى أن الشورى ليست من المبادئ التي تلزم الحكام ، ولكنها مستحبة ، فأذا قام بها الحاكم أستحق الثواب في الآخرة والثناء في الدنيا ، وإذا لم يقم بها وتركها فلا حرج عليه في ذلك. الانتخاب الذي أتى به البشر منصف حيث يساهم كل الشعب في عملية إنتخاب الحاكم وفق فرز الاصوات ويكون عند المواطن إحساس وإلمام بالسياسة بل نوع من المسؤولية اما الشورى التي اتت من السماء فليس لها قواعد أو أحــــكام ولا توجد تجربة تسمى شورى حتى في زمن الخلفاء فالسقيفة كانت حالة فردية ربما ثورة المصالح القبلية والعصبية ولقد أطلق عليها بعضهم فتنة السقيفة ولقد ألغيت بعد توريث أبو بكر الخلافة لعمر وكذلك لعبها عمر والخلفاء والسلاطين وغالبا ماكانت دكتاتورية مطلقة والخروج على الخليفة خروج على الدين والعقوبة وخيمة .من المنصف ومن الاقرب للوهم المقدس منه الى الواقعية إذن شورى من الوحي ام إنتخابات الشعب؟
هذه هرتلة فارغة حول حقبة أسطورية لم تترك أثرا ولا ثيقة تاريخية سوى رغي البدو المتهافت.
هذه الحكايات تتكلم عن حروب طاحنة و ثورات اجتماعية أدت إلى مقتل كل هؤلاء الخلفاء بما فيهم أبا بكر. و كيف كان العربان يسبون نساء ودراري بعضهم البعض أشنع سبي و يقتلون أشنع قتل
ما و حد هؤلاء الهمج هي الحرب و الاعتداء على الشعو بالاخرى لسرقتها و استرقاقها و حلبها كما كان يقول ابن العاص عن مصر. المغرب لم يكن أحسن حظا و اقتاد الاعارب مئات الآلاف من أبنائه و بناته عبيدا نحو بلاد المشرق الكريهة باعتراف المصادر الاسلامية نفسها.
الكاتب كل مرة يطل علينا" بغرنطة" يملؤها الشوق و الحنين نحو نموذج دموي لا أخلاقي لم ينتج غير التخلف و العنف.
لو كان ما تصبو إليه ينفع لنفع السعوديين أولا الذين دخلوا القرن العشرين كبلدٍ قفرِ من التمدن, قفرٍ من أصغر ذرة إنسانية في أخلاقه و شرائعه
أنت رجل ذكي أتحفنا بفكرة حول النظام البرلماني و إصلاح القضاء وتحسين المدرسة و دعك من سعودية القرن 7التي هي ليست نموذجا لشئ
فكر بدماغك الخاص و دعك من ما فعله شخص أسطوري منذألف عام في الصحراء. هذا البدوي لا يمكن أن يكون قدوة لك
بدوري أتساءل عن عدم فسح المجال لكل التيارات الفكرية المختلفة التي يعج بها المجتمع المغربي، فإذا كان صاحب المقال في أدنى الافتراضات ذا هوى شيعي، و كذا الأقلام الأخرى كرشيد المسيحي و غيره من ذوي التوجهات المغايرة كالبهائية تتاح لهم نسبة معتبرة من هذه الصحيفة الإلكترونية الرائدة و هم يمثلون قلة قليلة من المجتمع المغربي ذي ال 97% من المسلمين السنة الذين يتبعون مذهب مالك في الفقه و المدرسة الأشعرية في العقيدة و المدرسة الجنيدية في التصوف. فإذا كان الأمر كذلك تعين أن تبسط مزيد من الصفحات لمختلف الآراء من جميع الإيديولوجيات المتناقضة كالملاحدة، و المنادين ب"الحريات وحقوق الأقليات" و أنصار المدرسة السلفية و الإخوان و غيرهم حتى التكفيريين حتى يقارع الفكر بالفكر و نطلع على ما يحفل به المجتمع من قناعات و اتجاهات قد يصدم القارئ البسيط إذا عرف أنها موجودة بنسبة ما داخل المجتمع المغربي الذي يشهد انفتاحا لم يعرفه خلال العهود السابقة
ما تقدم من كللامك عن التنظير للسلطة هو من افتراضات الفقهاء فقط وليست للإسلام تشريعات تنص عليه. إذ ليس في النصوص التشريعية ما يمكن أن نعده تشريعا لتداول السلطة عند المسلمين.
و الإسلام لم يترك شيئا من شؤون الحياة في الإسلام إلا نص عليه. ومن الأمور المسكوت عنها أو المغيبة في زمن الصراع على السلطة ما يُحسم به في أمر الخلافة ،واتخذوا نمطها العشوائي الممارس في انتقالها من الرسول إلى أبي بكر ، ثم من هذا الأخير إلى من جاء بعده ،
وانتهى الأمر إلى سفك الدماء بين المسلمين من أجلها . وظلت بذلك الخلافة تُنقل بسفك الدماء إلى اليوم .
الخليفة عند السنة يخلف بتعيينه حاكماً على الأمة بالشريعة الإسلامية، وعند الشيعة هو الإمام ولا يشترط أن يكون الإمام حاكماً.حيث اتفق علماؤهم على أن الإمام يساوي النبي في العصمة والإطلاع على حقائق الحق في كل الأمور ……لا يطبق الآن نظام الخلافة منذ سقوط السلطان العثماني عام 1924م.
أما السلطة فتتداول بمشيئة وقدرة الله الواحد الأحد قال تعالى: قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ ۖ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26)
الخلافة تأتي بعد النبوة، وهي وعد رباني لا دخل للبشر فيها: وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفتهم في الأرض… الآية..
الجماعة الإسلامية الأحمدية، التي تأسست بأمر رباني على يد مرزا غلام أحمد القادياني الامام المهدي والمسيح الموعود أحيت من جديد الخلافة على منهاج النبوة وحددت دورها الروحاني. اما السياسية فكل شعب هو أدرى بكيفية حكم نفسه بنفسه. أساس الحكم هو العدل..
الجماعة الإسلامية الأحمدية أحيت قولة المسيح ابن مريم: لقيصر ما لقيصر ولله ما لله..
الى المعلق 8 سر تفيق
كيف اتى الله الملك صدام حسين وحافظ الاسد بإنقلابات عسكرية خلفت ضحايا ابرياء ولازالت إلى يومنا هذا؟إن كنت إلاهي لا دينيا أنزه الله عما يصفون أوملحدا فالله شاء ذالك وكيف سيحاسبني والاية تقول :يهدي من يشاء ويضل من يشاء.
الا تعلم ان الله يفعل ما يشاء ويفعل مايريد ولا يسأل عما يفعل وأنه على كل شيء قدير….قال الرحمان في كتابه المحكم:أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (19) قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ۚ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20) يُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَن يَشَاءُ ۖ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ (21) وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ ۖ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (22) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أُولَٰئِكَ يَئِسُوا مِن رَّحْمَتِي وَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (23)…..
وقال تعالى:مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ (15)
الى المجدد الذي لم يجدد شيئا. إسمع إذا اراد الله شيئا بخلقه فعله ولا يسأل عما يفعل وهم يسألون . المسألة بسيطة فنحن مخلوقاته والله خالقها يفعل بها ما يريد ان شاء يحاسبها وإن شاء رحمها قال تعالى:اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (14) مَّنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۗ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا (15) وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا (16) وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِن بَعْدِ نُوحٍ ۗ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا (17)….. وقال تعالى في سورة مريم: أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا (67) ……أكمل قراءة الاية لتفهم