أجور العمال قبل الصدقات والطواف حول الكعبة

أجور العمال قبل الصدقات والطواف حول الكعبة
الأحد 30 أبريل 2017 - 13:30

تحتفل الطبقة الشغيلة عبر عدد من دول العالم بعيد الشغل الذي تعتبره مناسبة للمطالبة بمزيد من الحقوق والامتيازات، إلا أن الأمر مخالف تماما لدى عدد من عمال الشركات المغربية التي تنشط في ميادين النسيج والعقار، الذين لا يتعدى سقف أحلامهم مجرد حصولهم على أجرتهم الهزيلة في موعدها المحدد بداية كل شهر.

الحسين واحد من هؤلاء العمال الذين أفنوا عمرهم في خدمة مؤسسة بقطاع النسيج، قضى بها أكثر من عشرين سنة، وكان له الفضل في مضاعفة أرباحها سنة بعد أخرى، بفضل حنكته في المجال التجاري، وقدرته على التواصل مع الزبناء الأوروبيين.

لم يكن الحسين يفكر يوما في المستقبل وما يخفيه له من أحزان..أصيبت زوجته بسرطان في الرأس، وتدهورت حالتها الصحية بشكل متسارع.. كما أن مستلزمات التطبيب أصبحت تفرغ جيوبه قبل أن يحين موعد الأجرة المقبلة.

أثناء زيارة خاطفة قمت بها قبل سنوات إلى المغرب، سألت عن الحسين، فقيل لي إن حاله يدمي القلوب؛ فبعد كل ما قدمه للشركة التي انتقل عدد عمالها من 100 إلى قرابة 2000 عامل بفضل مجهوداته، أصبح لا يجد مالا يصلح به سيارته المعطلة، وزوجته تصارع الموت، وليس لديه ما يشتري به الدواء.

سألت عن صاحب الشركة، وابنه المدير العام، فقيل لي إنهما يطوفان حول الكعبة، ونسيا أن يصرفا الأجور، ونحن في اليوم الـ13 من الشهر..نسيا أن يعطيا الحقوق لأصحابها، وقصدا البيت الحرام ليقضيا به عمرتهما “الألف”.

حال الحسين وزملائه في العمل حال عدد كبير من عمال قطاع النسيج والبناء في المغرب؛ فباستثناء عدد قليل من الشركات التي تلتزم بالقوانين والأعراف المنظمة للعمل، فالحال عند أخرى يدعو إلى التساؤل حول الجدوى من تخصيص الفاتح من ماي للاحتفال بالطبقة الشغيلة بالمغرب.

عاد المعتمران، وتناثرت أخبار تفيد بأن رجل الأعمال وزع أظرفا مالية على الفقراء، بمحيط مكة المكرمة، يحتوي كل ظرف منها على ما يعادل 6000 درهم، ولم يغفل أمرا مهما بالنسبة له، ألا وهو الأقدام على التوزيع على مرأى ومسمع المعتمرين المغاربة.

لمثل هؤلاء، دبج أحدهم عبارة عرفت تداولا كبيرا على “فيسبوك”، تقول “أيها الطائفون حول الكعبة اهتموا بالفقراء حولكم تجدون الله”. ومن المؤكد أن الملائكة على مثل هؤلاء ترد بـ”لا لبيك ولا سعديك، حتى ترد ما عليك”.. فإعطاء الحقوق لأهلها أوجب من التصدق على الفقراء.

العزاء الوحيد لهؤلاء العمال هو أن شقيق مشغلهم لم يدفع أجورهم إلا في الـ21 من الشهر بدلا من فاتح الشهر، في مناسبة سابقة، وهم متمسكون بالأمل، ويشعرون بأنهم أقل سوءا من جيرانهم، في الشركة المجاورة، التي اختار صاحبها استثمار أجورهم في قطاع العقار، بدلا من صرفها لهم في موعدها.

وفي الأخير، لا يسعنا إلا أن نمني النفس بأن تجد وزارة التشغيل حلا للتظلم الذي يعيشه الألوف من العمال المغاربة، بسبب طغيان رجال أعمال يعيشون على قانون الغاب، نسجوه لأنفسهم تماشيا ما يخدم مصالحهم، دون الاكتراث بأحوال عمالهم، صانعي القيمة المضافة.

‫تعليقات الزوار

12
  • sabri
    الأحد 30 أبريل 2017 - 13:50

    المتل المغربى كيكول الكرش شبعانة متحس ب الجيعانة وسلام

  • عبد الرحيم فتح الخير
    الأحد 30 أبريل 2017 - 15:11

    أجراء يشتغلون لعشر ساعات متواصلة وأكثر ولايستفيدون لامن تغطية صحية ولا عطل مدفوعة الأجر وبرواتب أشبه بالصدقات انهم السواد الأعظم من أبناء الشعب أجور في حدود 2000 درهم بالكاد تكفيهم خبزا حاف وجبة دسمة بالنسبة لهذه العينة ثرف يمارس مرة كل عقد من الزمان هذه الفئة هي الأكثر تضررا .
    اصرار وجال التعليم والاطباء والمهندسين وكل القطاعات المهيكلة على الضغط في اتجاه نهب ميزانية الدولة رغم الرواتب المرتفعة والامتيازات اللامحدودة يدفع بالدولة نحو الهاوية فهؤلاء الأجراء لايملكون وسائل ضغط ونقاباتهم نقابات عميلة هؤلاء هم الجياع فحذاري من ثورة الجياع فانها تلتهم الأخضر وتلتهم اليابس

  • ansari
    الأحد 30 أبريل 2017 - 15:13

    الفهم الأعوج للدين هو الذي يولد مثل هذه المظاهر. فالعديد من ذوي الأموال قد ينفقون الملايين في تأدية عمرتهم العشرين مثلا ويبخلون أمام حالات اجتماعية اذوي الأمراض المزمنة..
    لا حاجة لله في أن نزور بيته الحرام سنويا بينما يئن إخوة لنا تحت وطأة الفقر والمرض والحاجة..
    نحن في حاجة لفهم حقيقي لمعنى الأجر ولمعنى العبادة.. ولا أدل على ذلك من إقدام بعض المغاربة للاقتراص الربوي لشراء أضحية العيد

  • مغربي
    الأحد 30 أبريل 2017 - 15:36

    اجور العمال قبل الخمارات
    ورخص العمال قبل رخص الخمارات
    هكذا اخبرني سعيد رب عمله كريم مع الخمارات شحيح مع العمال

  • عبد الرحيم فتح الخير
    الأحد 30 أبريل 2017 - 15:59

    غالبية الأجراء أسماءهم مكتوبة بقلم الرصاص فهم أمام خياران أحلاهما مر اما القبول بتعسف الباطرونا أو التشطيب .
    أنا أعلم أن تعليقي الأول أصاب كبد الحقيقة فأوجع .
    وأن أمام كل مقيم منصف هناك جيش من المقيمين الانتهازيين سوادهم الأعظم من رجال التعليم أكثر الفئات انتهازية
    من هذا المنبر الحر أتوجه برسالة تحذيرية لرئيس الحكومة اياك والانبطاح اياك

  • hamid neg
    الأحد 30 أبريل 2017 - 16:45

    نفس الحالة
    فكرني هاذا المقال في عمي خو با ،لاباس عليه بينما نحن نتخبط في العيد لكبير لم نجد مالا لنشتري به خروف العيد، عمي كان يفرق الأضاحي في دوار صاحبو باش يبان عليه. ….

  • لقبايلي
    الأحد 30 أبريل 2017 - 18:46

    إلى الأخ – عبد الرحيم فتح الخير 2
    لأدري سر تحاملك على رجال التعليم لوحدهم،صحيح أنا متفق معك ،هناك العديد منهم لاتربطه بمهنة التعليم سوى حوالة آخر الشهر،لكن بالله عليك لماذا اخترت " الحيط القصير " ماالسر في تجنبك الحديث عن جماهير الغرفتين: مجلس النواب، يضم 395 عضوا . مجلس المستشارين، يضم 120 عضوا،يعني مامجموعه:515 موظف شبح ،لكل واحد من هؤلاء أجرة شهرية هي:35000 صافي شهر ماشي الخام .يساوي كم :Faites vos comptes. ستصاب بالذهول عندما تجد الرقم الخارج من عملية الضرب،ثم أضربه في 12 شهرا، ثم أضربه في مدة الولاية 5سنوات للبرلمان وست سنوات لمجلس المستشارين.ثم عرج على المدراء العامون للمكاتب الوطنية: مكاين غير30،20 40مليون في الشهر،فضلا عن 39 وزير كلهم بمرتب يساوي:70.000درهم.إيوا هنا فين خصك ضرب لحساب لايشيط ليك

  • khalid
    الإثنين 1 ماي 2017 - 01:02

    هذا سببه الفتاوي التي تعمل جاهدة لكي يحج ويعتمر كل مسلم عشرات مرات؛ والأخطر هو حين يُشجع على حج لقريب مات منذ سنين، كيف يمكن أن يتقبل العقل هذا الأمر … الحديث النبوي يقول أنه لا تُقبل الصلاة في الحرمين وأنت تركت ورائك جائع أو مريض فقير…

  • إلى فتح الخير
    الإثنين 1 ماي 2017 - 14:25

    فساد المجتمع ناتج عن فساد كل فئاته الإجتماعية و ليس فقط جزء من رجال التعليم،إذهب للمحكمة ،المستشفيات العمومية و الخاصة ،الضرائب، الجماعات ،المهنيون ،التجار، المتسولون،الفساد ينخر المجتمع إلا فئة قليلة و أحلم بتكاثر هذه الفئة.

  • Chouf
    الإثنين 1 ماي 2017 - 16:52

    فين دور التوعية يوم الجمعة.هاذه الظاهرة م نتشرة ولا حولة ولا قوة الا بالله.كل حق المسكين والاجير وقل اذهب الى العمرة او الحج نغسل لعضمات.

  • citoyenne du monde
    الثلاثاء 2 ماي 2017 - 03:41

    Dieu est partout quand on est un vrai croyant et il voit tout. Les gens dont parle l'auteur, et ils sont malheureusement trop nombreux, ne croient pas en Dieu et son omniprésence; autrement ils seraient plus enclin a s'acquitter de leurs dettes et à faire le bien autour d'eux. C'est la seule façon pour obtenir la bénédiction de Dieu sous la forme d'une satisfaction magnifique devant le sentiment du devoir accompli.

  • jamal
    الأربعاء 3 ماي 2017 - 12:15

    Même la richesse va chez les débiles qui tournent encore autour du kaaba que les malades qui croient que leur richesses va leur servir au l'au-delà.c pas ces connards qui doivent leurs donner leurs droits les ouvriers sont ignorants et les syndicats sont corrompus,ts les gens qui opérent sur le territoires doivent tous obtempérer par la force de la loi,

صوت وصورة
سكان مدينة مراكش بدون ماء
الثلاثاء 19 مارس 2024 - 01:05 3

سكان مدينة مراكش بدون ماء

صوت وصورة
خارجون عن القانون | عواقب عقوق الوالدين
الإثنين 18 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | عواقب عقوق الوالدين

صوت وصورة
كاريزما | حمزة الفيلالي
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:30 1

كاريزما | حمزة الفيلالي

صوت وصورة
خيوط البالون | المقلب الأخير لري تشيكوني
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:00

خيوط البالون | المقلب الأخير لري تشيكوني

صوت وصورة
رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا
الإثنين 18 مارس 2024 - 21:30

رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا

صوت وصورة
ابراهيم دياز يصل إلى المغرب
الإثنين 18 مارس 2024 - 18:09 17

ابراهيم دياز يصل إلى المغرب