من الأوبئة الحيوانية إلى الأوبئة المعلوماتية !

من الأوبئة الحيوانية إلى الأوبئة المعلوماتية !
الخميس 25 ماي 2017 - 14:30

الإنسان المعاصر وفن خلق قضايا للاتجار!

لعلنا نعيش طفرة تاريخية محمومة بالقضايا المعقدة؛ تحتضنها بيئة جغرافية ذات طابع فوضوي عارم، لكن يسودها الجشع والإمعان في الربح السريع، مهما كانت سبله ووسائله وهي ؛ من المنظور الاقتصادي المالي؛ إحدى الإفرازات المباشرة لحمى العولمة التي تمكنت من كل مفاصل الاقتصاد العالمي وتوجيه مساراته نحو مزيد من تكديس الثروات والغنى الفاحش في أيادي حفنة قليلة من البشر ، مقابل توسيع جغرافية الفقر على كوكبنا ، وتكريس ثقافة الربح على حساب القيم الإنسانية التي أصابها الضمور ، ولم يعد بمقدورها المواكبة والتعايش في عالم يتحرك فقط بوقود المال !

ومن أبرز عناصر ثقافة الجشع هذه وجود قوى مهيمنة على حقول البيولوجيا والتكنولوجيا بجميع تفرعاتها الدقيقة كآليات لضبط إيقاع الإنتاج البيولوجي كالأمراض والأمصال المتحكمة فيها من جهة، والأوبئة المعلوماتية وكذا الفيروسات المدمرة لها من الجهة الأخرى، ويكفي؛ في هذا السياق؛ استعراض بعض الأوبئة التي احتلت الصدارة في تخوفات الإنسان، ومن ثم إجباره على اقتناء مليارات الدولارات كأثمنة للأمصال واللقاحات والأنظمة المعلوماتية ، على غرار المسودة الآتية:

أوبئة في حقيقتها مخبرية !

– مرض أنفلوزا الطيورBird Flu والذي حصد 75 مليون من الأرواح البشرية ، وكلف لقاحات ب1,6 بليون دولار.

– مرض جنون البقر BSE ؛ كلف أمصالا ب 780 مليون د.

– مرض التهاب السحايا Meningitis ؛ كلف أكثر من 2 بليون د.

– مرض إبولا Ibola ؛ ناهزت تكاليف مقاوته 1 بليون د.

– فيروس السيدا Sida(نقص المناعة) ما زالت أمصال مكافحته قيد التجريب.

– فيروس زيكا Zica…

يتضح؛ من خلال هذه العينة من الأمراض؛ أن الشركات العالمية المهيمنة على إنتاج الأدوية واللقاحات ، والمدعمة من قبل مؤسسات عابرة للقارات تكبد دول المعمور خسائر ببلايين الدولارات، جراء اقتنائها لأطنان من الأمصال واللقاحات والأدوية .. للحيلولة دون انتشار عدوى هذه الأوبئة والمستحضرة في دهاليز مختبرات سرية خاصة.

الأوبئة المعلوماتية Informatic Virus

شهد الجيل الماضي ظهور فيروسات معلوماتية ؛ عطلت بالكاد الحياة التواصلية وشلت حركة العديد من الأنظمة الإلكترونية ؛ يمكن ـ فيما يلي ـ استعراض نماذج أقواها تأثيرا :

– فيروس آبي Appy ، ظهر سنة 1999 ؛

– فيروس ميليسا Melissa تم القبض على صانعه ؛

– فيروس تشرنبيل 1998 ؛ CIH

– فيروس مايكل أنجلو Michelangelo di1999 ؛

– فيروس أحبك I love you 2000 ؛

– فيروس ستوكنيت 2010 ؛

وأخيرا واناكري ، WannaCry 2017 ؛ وهو أخطر أنواع الفيروسات المعلوماتية على الإطلاق (الرغبة في البكاء) ، بدأ بمحو 170,000 حاسوب مركزي في أكثر من 180 بلدا ؛ أصيبت بعدوى هذا الفيروس . يشترط صاحبه فدية 750,000 دولار في غضون ثلاثة أيام الأولى وإلا تضاعفت إلى 2 مليار دولار إذا مضت مدة أسبوع دون تسديد، مقابل فك الشيفرة، أو إتلاف كامل الملفات المشفرة وفقدان كافة بيانات الحواسيب في دولة معينة !

رد الفعل الدولي أو حرب مستعرة على الأبواب

في غضون ساعات؛ وبعد الشلل الإلكتروني الذي ضرب عدة أنظمة معلوماتية في دول تعتبر رائدة في مجال الإنتاج المعلوماتي؛ صممت بعض هذه الدول عزمها على الولوج إلى المنافسات الدولية في ميدان مكافحة الأورام الإلكترونية، وتسويق أنظمة مضادة بمئات المليارات من الدولارات، وهو ما حذرت منه دول رائدة في حقل القرصنة الإلكترونية كروسيا ، التي اعتبرت مثل هذه المنافسة إيذانا بحرب مستعرة ؛ قد تعمل على تدمير سنة ضوئية من المعلومات والمعطيات Data ، فضلا عن شل حركة التواصل المعلوماتي ، وعلى نطاق أوسع من كل التوقعات !

‫تعليقات الزوار

16
  • SALIM.S
    الخميس 25 ماي 2017 - 16:22

    هي العولمة والرأسمالية المتوحشة والتي أفنتا القيم الأخلاقية وجعلت من المال فقط عقيدة وجني الأرباح بكل السبل هدف الإنسان في هذا الزمن البئيس.

  • KITAB
    الخميس 25 ماي 2017 - 16:28

    لا غرو في أن اختفاء القيم تحت حذاء العولمة هو ما نجم عنه عبادة المال واختلاق القضايا والاتجار فيها لفائدة كبريات الشركات العالمية العابرة للقارات، فأن يتقي الإنسان مرض أو فيروس معلوماتي يلزمه اقتناء أنظمة مضادة وأمصال بمليارات الدولارات، إنها الإفرازات الخبيثة الناجمة عن الرأسمالية المتعفنة التي لا تكترث إلا للمال، تحياتي

  • تجارة ... فقط
    الخميس 25 ماي 2017 - 16:54

    الدول الكبرى تتجر في بيع الأسلحة وإشعال الحروب ومواد التعمير وخلق الأوبئة الحيوانية والمعلوماتية والاتجار في أنظمتها المضادة،،،،

  • GLOBALIZATION!
    الخميس 25 ماي 2017 - 17:01

    Everything is permitted in the doctrine of globalization. These diseases and their countermeasures are all that big companies seek, in other words profit and nothing but profit.

  • نعيش زمنا عقيدته الربح
    الخميس 25 ماي 2017 - 17:24

    في حياتنا اليومية نلاحظ أن المنتوجات الاستهلاكية هدفها الربح السريع حتى ولو كان على حساب صحة المواطن لانعدام وسائل المراقبة والتي هي مصابة بفيروس الرشوة.

  • فيروسات إلكترونية
    الخميس 25 ماي 2017 - 17:31

    فعلاً خطر كبير… يمكن للهاكر أن يسرق كل شيء الكترونيا، ويصنع ويرسل عدد كبير من الفيروسات ليوقف نظام أو يحرقه ويبدد كامل معلوماته.

  • شراء الأنظمة ...
    الخميس 25 ماي 2017 - 17:34

    ممتلكات الإنسان على النت باتت مهددة ولو أن نسخا منها محفوظة بقصد الاحتياط، وحتى هذه الأخيرة لا يمكنها أن تسلم ما دامت على صلة بالأوريجين.

  • المجتمع الذكي وأخطاره
    الخميس 25 ماي 2017 - 17:43

    في الدول المتطورة التي يسودها أنظمة التواصل الإلكتروني، يعيش الإنسان في قلق دائم بإمكانية حدوث خلل تكنولوجي ما قد يعطل حاجياته، فالبرمجة من الصعب اختراقها بفضل وجود أنظمة التجسس، أو بمعنى آخر قد يقدم هاكر على اختراق نظامك ويسلب لك كل ممتلكاتك أو يشاركك فيها أشبه بفيروس يعيش في أمعاء الإنسان، وقد تتعطل حاجياتك وتتكبد بموجبها خسائر لكن بعض الأنظمة لا تتحمل مسؤوليتها، وهكذا يصبح الإنسان المعاصر للعولمة معرض لكذا من الأخطار في الزمان والمكان والممتلكات.. تحياتي هيسبريس

  • البوهالي
    الخميس 25 ماي 2017 - 17:59

    من أبرز إفرازات نظام العولمة التحكم في مفاصيل الاقتصاد العالمي بقصد الهيمنة على أسواق الانتاج وتوجيه المستهلك بيقم تكاد تخلو من كل شيء سوى منطق الربح وتكديس الثروات؛ لاحظنا مؤخرا الصين خرجت علينا بمنتوج يلبي الحاجيات الجنسية لكل من الذكر والأنثى؛ كما صار بإمكان الشخص أن يسطو على بنك بوسائل إلكترونية جد متطورة أو إرسال فيروس الى نظام ومطالبة صاحبه بالمليارات مقتبل الإفراج عن معطياته والداتا التي يختزنها…. عالم يعدو خلف المال وهي عقيدته حتى ولو ساوموه في كرامته وشرفه! إنها العولمة التي اغتصبت كل شئ.

  • تدمير الإنسان لنفسه
    الخميس 25 ماي 2017 - 18:13

    زعم السوسيولوجي "دانييل بيل" أن الرأسمالية ستدمر نفسها بنفسها، لأنها تعمل على تشجيع القيم الظرفية لدى المستهلكين بدلا من تحفيز القيم الموجهة على المدى البعيد في أوساط طبقة العمال وبرأي العديد من خبراء الاقتصاد أن الإنسان يسرع الخطى لتدمير نفسه بطريقة أو أخرى…

  • ع.البوسلامتي
    الخميس 25 ماي 2017 - 18:48

    كما يسري على الدول يسري على الأفراد، في المغرب أعمانا الربح وتكاثر تجار الممنوعات وحتى داخل الشركات فهم يشاغلون بمواد ممنوعة أو مستوردة وغير خاضعة للرقابة، المستهلك يعيش بين نار الأسعار وجشع التجار، لو قمنا بدراسة لعينات من البضائع والمستهلكات داخل أسواقنا لوقفنا على مظاهر رهيبة من المواد الفاسدة والسامة تستعمل في إنتاج هذه المادة أو تلك، وهي فعلا كما أكد الكاتب من مظاهر العولمة التي غزت كل بيوتاتنا وحولتنا إلى حيوانات مستهلكة فقط، تحياتي

  • قيم السوق
    الخميس 25 ماي 2017 - 20:02

    منطق السوق هو المتحكم في حياتنا. المال و اصطياده بمختلف الطرق والوسائل بغض الطرف عن مشروعيتها أم لا. وهكذا أصبحنا في عصر نتأسف فيه بحرقة على القيم الأخلاقية والدينية؛ وهذه ثمرة العولمة التي جعلت من عقيدتها المال وكسبه… لا شيء يعلو على صوت المال؛ فبإمكانك أن تشتري به كل شيء الأخلاق والمبادئ هذه هي الأخرى أصبحت خاضعة للمزايدات.

  • عالم هجين....!
    الخميس 25 ماي 2017 - 20:19

    هذا العصر كريه أخلاقيا ويتملص من مسئولياته ، فعلى سبيل المثال تم تجاوز مسألة الحمل الصناعي إلى مسائل أخطر منها بكثير فالهندسة الوراثية تؤمل الإنسان اليوم بأحلام رهيبة ذلك أن الهدف العلمي في أبحاثها لم يعد معرفة البنية المعلوماتية عند الكائنات الحية ، بل التدخل فيها بشكل مباشر وإجراء التجارب عليها واستنباط حيوانات جديدة ربما تكون مشوهة .ثم أيضاً أخطار الاستنساخ cloning الذي صار الشغل الشاغل للكثيرين . انه تحول مخيف ومرعب بلا شك، لا يهدف إلى المعرفة بل إلى التدخل في سياق التطور المعرفي الطبيعي .فمن هنا بدأت الأزمة الأخلاقية لعصر مجتمع المعلومات.
    ومن الملاحظ أن في الفضاء الإلكتروني خليط مشوه يجمع بين التناقض والفوضى والتشظي والحرية والانغماس في المحظور إلى أقصى درجة يمكن تصورها

  • فعلا الاتجار ف كل شيء
    الخميس 25 ماي 2017 - 20:54

    هذه الأوبئة والأمراض كما جاء في عرض الأستاذ هي من صنع بشري وداخل أقبية بعيداً عن أعين البشر ويعتقد أنها في أعماق المحيطات، تخضع لتجارب كثيرة قبل نشرها إما بمنطقة إفريقية نائية أو بآسيا، وفي آن واحد تصنع لها أمصال وأدوية ولقاحات تباع بالملايير ولا يمكن استنساخها أبداً وإلا تعطل مفعول المقاومة والحماية،،،،، والمناعة…

  • حروب ولغة اخرى للعمالقة
    الجمعة 26 ماي 2017 - 01:00

    قد يلاحظ القارئ معي ان الاوبئة الالكترونية الخطيرة التى أتى على

    ذكرها السيد الكاتب لا تستهدف بشراسة عادة سوى الدول الكبيرة

    و أن البلدان العالمثالثية و منها بلدنا ولله الحمد في منآى مريح عن

    التعرض لأذى الكتروني خطير و السبب في تجنبنا للأوبئة المذكورة

    و لله الحمد و الفضل لا يكمن في يقظة أمننا الرقمي كما قد يلوح في الذهن

    بل في تخلفه وانحسار تداوله , قيل إن دولا عربية كانت أجهزتها من بين

    ما استهدف وقد تكتمت حفاظا على سمعتها ولكن حينما ندرك ان التباهي

    بالمصائب و الاضرار صار من عادتها لا نصدق تعرضها لهجوم اليكتروني

    كبير اسوة بالدول المؤثرة

    روسيا و رئيسها بوتين اتهم الولايات المتحدة الامريكية بالمسؤولية عن الهجوم

    الذي تعرضت له انظمتها الرقمية مما يوحي ان حروبا جديدة للعمالقة ساحتها

    رقمية مائة بالمائة و أن لغة مستحدثة باتت حصريا عليهم

    تحياتي

    دليل العنفوان

  • سمسم
    الجمعة 26 ماي 2017 - 12:42

    نعيش زمنا مريعا كل شيء فيه يدعو للقلق، فالعولمة تخطو بالإنسان إلى مزيد من القضايا العويصة، وكل شيء أصبح قابلا للاختراق والاختلاق فكما صنع الإنسان الأمراض وأوجد لها أدواءها، فهانحن إزاء أمراض وميكروبات من نوع آخر ويتعلق الأمر بالفيروسات المعلوماتية ثم صنع لها أنظمتها المضادة، وكأن كل شيء خاضع لمنطق الربح أو كنا عبر عنه الكاتب سي مجدوب هو أن المال ٱصبح وقود كل شيء وفي هذا سباق محموم لتدمير البشرية.

صوت وصورة
سكان مدينة مراكش بدون ماء
الثلاثاء 19 مارس 2024 - 01:05 7

سكان مدينة مراكش بدون ماء

صوت وصورة
خارجون عن القانون | عواقب عقوق الوالدين
الإثنين 18 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | عواقب عقوق الوالدين

صوت وصورة
كاريزما | حمزة الفيلالي
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:30 1

كاريزما | حمزة الفيلالي

صوت وصورة
خيوط البالون | المقلب الأخير لري تشيكوني
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:00

خيوط البالون | المقلب الأخير لري تشيكوني

صوت وصورة
رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا
الإثنين 18 مارس 2024 - 21:30

رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا

صوت وصورة
ابراهيم دياز يصل إلى المغرب
الإثنين 18 مارس 2024 - 18:09 17

ابراهيم دياز يصل إلى المغرب