رد شاف على وزير أوقاف

رد شاف على وزير أوقاف
الأربعاء 21 يونيو 2017 - 13:14

ألقى وزير الأوقاف في افتتاح الدروس الحسنية الرمضان هذه السنة يوم الأحد 2 رمضان 1438 – 28 يونيو 2017 درسا أثار الجدل في الاعلام وفي شبكات التواصل الاجتماعي نظرا للأطروحة الغريبة التي أدلى بها كهدف رئيسي وهي محاربة من سماهم بـ”المتربصين بالهوية الوطنية” متهما من خلالها قطاعا عريضا من المغاربة بالتكفيريين لأنهم خالفوا مذهبه في الصلاة والاعتقاد ، لكنهم حسبه “لا يستطيعون المجاهرة في البيئة المغربية بالتكفير”، واتهمهم انطلاقا من هذه المخالفات بالخطورة السياسية قائلا “إن هذه المخلفات ليست لها من أهمية دينية بقدر ما لها من خطورة سياسية”.

الخلفية الفكرية والإيديولوجية لدرس الوزير

لو لم أكن مغربيا ولم أعرف مسبقا السيد الوزير وكنت مجرد سامع لدرسه لظننت أنه شيعي متعصب تكفيري لأهل السنة، أو هو أحد آيات الله المتعصبين من العراق أو لبنان أو إيران يلقي بتحريضاته أمام آيات الله العظمى صاحب “الولاية العظمى”. وبالفعل هناك علاقة وتشابه بين السيد وزير الأوقاف والشيعة المتطرفين عقيدة وسلوكا؛ أهم ما يقوم به في وزارته هو محاربة السنة المتعارف عليها قديما في المذهب المالكي والانتصار للشطحات والعقائد الفاسدة من خلال برامج دعم منكرات عبادة القبور في مواسم عاشوراء التي يسميها “المشاهد” في درسه مقتبسا المصطلح من الشيعة وغلاة الصوفية؛ سُميت بالمشاهد لأنهم يجتمعون عليها جماعات وجماعات يشاهدون طقوسها يرقصون ويغنون وفي بعضها يضربون رؤوسهم بالعصي والسكاكين ويشربون دماء جراحاتهم وغير ذلك من “المشاهد”؛ ومن أشد منكرات تلك “المشاهد” الطواف على القبور والاستغاثة بها والاستعانة بها في قضاء الحوائج والاستشفاء (نموذج ضريح بويا عمر) وشرب دماء الذبائح عليها بعد ذبحها بطريقة همجية (ناقة مولاي إبراهيم) كما يفعل الشيعة الغلاة تماما في بلادهم. ومعلوم في مراجع التصوف الفلسفي التي يستقي منها الوزير “المدد الإلهي” أن حضور تلك المشاهد إنما تُوصِل إلى الاتصال المباشر بالله ومشاهدة اللوح المحفوظ والحصول على العلم اللدني بدون واسطة التعلم العقلي أو النقلي! وهي أمور مستنكرة بإجماع علماء المغرب المشهود لهم بعلم الفقه والأصول والحديث قديما وحديثا، وتستنكرها الطرق الصوفية السنية المشهود لها بالاعتدال وتتبرأ منها في كل أنحاء المغرب؛ حاربها العلماء عبر الزمان ويقوم ولاة الأمور بالحد منها بالتوجيه والإرشاد كلما استفحلت بسبب انتشار الجهل والأمية، كما فعل السلطان مولاي سليمان في رسالته المشهورة، وكما يفعل غيره من العلماء حتى انحصرت في ظواهر شاذة غريبة، لا تجد سندا من العلماء والفقهاء المعتبرين، ولم يبق في عصرنا من تلك “المشاهد” إلا القليل في هذه الجهة أو تلك وممارسات بدعية نادرة هنا وهناك؛ بينما كانت عامة في كل قرية ومدينة وفي كل حي في عهد الشيعة الفاطميين قبل مجيئ دولة المرابطين وإدخالهم مذهب الإمام مالك إلى المغرب. جاء الاستبداد الحداثي بالسيد الوزير ليروج لتلك المنكرات والخرافات كنموذج للإصلاح الديني ومحاربة التطرف.

لقد أُغلِق مع الأسف قوسُ الحضور العلمي والفكري الوازن في محيط إمارة المؤمنين في هذا العهد بتولي التوفيق للوزارة مع سيطرة اللبراليين الجدد على دواليب الدولة، وفُتح الباب للدجل والتسيب والميوعة في الدين باسم الإصلاح الديني والمحاربة المزعومة للتطرف.

أهداف الدرس

الهدف الرئيسي من الدرس هو سياسي محض ذكره الوزير في ثنايا حديثه وهو الكشف عن خلفيات المتربصين بالهوية الوطنية قائلا “بيان حضور وعي العلماء بدورهم في حماية هذه الهوية مع استحضار خلفيات المتربصين بها”. ركز على الشق الأخير وهو الكشف عن المتربصين التكفيريين المعروفين بـ “المخالفة من جهة المذهب”.

ملاحظات في المنهج

في شرحه للهوية المغربية كما يتصورها وتحديد صفات المتربصين بها، انطلق الوزير من الحديث النبوي الشريف “يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين”. هناك ملاحظات مهمة وأساسية على مستوى المنهج في ارتباطه بالمضمون تسقط أهمية الدرس وقيمته العلمية وتبين أن الدرس ليس له إعداد علمي أكاديمي بترتيباته ومضامينه ومفرداته.

1- لم يتحر الوزير الدقة في بناء درسه بدءا من المضامين وكذا المفردات والمعلومات التي أوردها في شرحه للهوية الوطنية وصولاً إلى المراجع والمصادر التي لم تسعفه في أي شيء مما ذهب إليه إلا بتحريف توجهاتها وإخفاء مضامينها؛ كما زج بأحداث تاريخية وعدد من الآراء والمواقف من دون شواهد أو حقائق تدعمها، مع أنه من المفروض أن يستدل فيما ذهب إليه بنصوص للعلماء الذين ذكر استناده إليهم في شرح الحديث.

2 – مسألة منهجية أخرى مهمة وأساسية هي أنه لم يأت في درسه بفكرة علمية جديدة يمكن إضافتها للموضوع الذي تناوله إلا التحريض بعنف لفظي على المخالفين لمذهبه بتأويل الحديث وتحريفه عن مقصود جميع الشراح الذين استند إليهم (ابن عبد البر وأبو الوليد ابن رشد..).

3 – النزاهة الفكرية العاصمة من التحريف الغالي والانتحال المبطل والتأويل الجاهل

أدرك السيد الوزير أهمية هذا الشرط في البحث العلمي فحاول أن يوهم السامع أنه أخذه بعين الاعتبار عند حديثه عن الصفة المميزة للعلماء وهي “العدالة أي ما نسميه اليوم النزاهة الفكرية”؛ ومن غرائب تفسيره للأهواء المناقضة للنزاهة الفكرية قوله “لقد عُرف المفسدون في تاريخ الإسلام بأهل الأهواء أي الذين لهم انتماءات تزيغ بهم عن فهم الجمهور” وهو تفسير شاذ ومتطرف لم يقل به أحد من العلماء وكم من فتوى ورأي علمي عند السلف والخلف يخالف الجمهور ولا يتهمه أحد بـ “الفساد والزيغ والهوى” لمجرد المخالفة وإنما بعدم اتباع الدليل والتعصب للرأي بمؤشر اتباع هوى في نفسه. ومن غرائب السيد الوزير ومفارقات درسه أن ينفي صفة “عالم الأمة” عن المنتمي “لطائفة أو فرقة أو تيار أو حزب من الأحزاب” مع العلم أن الوزير نفسه ينتمي إلى طائفة صوفية، وبذلك يشهد على نفسه بالزيغ والفساد واتباع الهوى كما يشهد عليه تعصبه وتطرفه تجاه المخالفين.

4 – يناقض نفسه عندما استدل على فقه الاعتدال بأحد علماء القرن التاسع عشر وهو محمد بن يوسف الذي كان “قصده بيان مرحومية الأمة ووجوب الرفق بأهلها… وقرر أن كل مختلف فيه لا إنكار فيه”؛ بينما سيادة الوزير لم يرحم مخالفيه ولم يرفق بهم ورماهم بالعمل التكفيري والتطرف بلا دليل إلا بأعمال فقهية اعترف بكونها “مخالفات جزئية”؛ ويبدو أن سيادة الوزير يجهل أن ما قرره الفقيه محمد بن يوسف ليس رأيا من عنده وإنما هو قاعدة من القواعد المشهورة في الفقه المالكي ترد في كتب القواعد الفقهية في باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبصيغة أن “المختلَف فيه لا يجب فيه الأمر بالمعروف ولا النهي عن المنكر”؛ وهي قاعدة من أهم القواعد التي يحقق بها الذهب المالكي التعايش مع جميع المذاهب وينئاه عن الصراع المذهبي والطائفي؛ لو اطلع السيد الوزير قبل القاء الدرس على مسألتين اثنتين من سيرة الإمام مالك لكفانا شر القتال بتعصبه، إحداهما رفضه رفضا قاطعا فرض مذهبه وموطئه على جميع الأئمة حين عرض عليه الخليفة العباسي ذلك؛ والثانية هي استحسانه العمل برأي المخالف في بعض مواطن الخلاف، من باب الورع والخروج من الخلاف؛ لكن السيد الوزير، لعدم تخصصه في المجال، لم يدرك هذه القاعد ولا فهم مغزاها في التسامح مع المخالف؛ وإلا لما حاول فرض مذهبه ولما حرض السلطة على المخالفات ولما اعتبر العمل بها تكفيريا.

5 – لقد تبين من خلال مفردات عرضه سيطرة الانطباع والانفعال والتحزب والتعصب لطائفته الصوفية التي اشتهر بها؛ ذلك انه لم يستطع إظهار نصوص الشراح الذين استند إليهم واكتفى فقط تدليسا للسامع بالإشارة إلى أسمائهم كابن عبد البر المالكي شيخ الحفاظ وابي الوليد ابن رشد الجد المرجع والإمام الأكبر للمالكية في المغرب وأفريقيا؛ لقد تجنب إيراد أمثلة من شروحاتهم لأنهم يناصرون السنة ويخالفون مذهبه في جميع الجزئيات التي رمى بها غيره بالتكفير والتطرف والإفساد في الدين. ومن التحريف هنا ذكره يوسف بن تاشفين وسؤاله لأبي الوليد ابن رشد (الجد ت 520 هـ) لإيهام السامع أن السؤال يتعلق بمذهب الوزير بينما هو بدقة يتعلق بالحكم على من يكفر أهل السنة بسبب الخلاف المذهبي، ولو أطلع الناس بالجواب لوجدوه حجة على الوزير ومذهبه وليست له؛ فمن التضليل إيراد أسمائهم لإيهام السامعين أنهم يذهبون مذهبه. لو اطلعنا مثلا على كتاب التمهيد في شرح موطأ الإمام مالك للحافظ المالكي المغربي ابن عبد البر لراينا أن كل جزئيات الصلاة التي استنكرها الوزير هي مذهب الحافظ بأدلة من السنة. وقس على ذلك بالنسبة للعلماء الآخرين الذين حاول التستر وراءهم لتضليل الناس وتضليل الملك والمحيطين به.

أكتفي بمثالين لمزيد من التوضيح: الأول في العقيدة حيث يدافع الوزير عن القبورية “المشاهد” بالتضليل والتلبيس على المواطنين وتصوير ذلك من عقيدة علماء المذهب المالكي، وأن إنكارها مذهب مستورد من السلفيين المعاصرين. سئل الإمام المالكي الأكبر ابن رشد الجد عن البناء على القبور فقال: “هو من بِدع أهل الطَّول… وهو مما لا اختلاف فيه” (البيان والتحصيل، 1988: ص 220 ج2)؛ وقال عالم الأصول المالكي المشهور الونشريسي (ت 914 هـ) في كتابه المعيار المعرب (طبعة وزارة الأوقاف المغربية 1981) “أفتى ابن رشد بوجوب هدم ما بني في مقابر المسلمين من السقائف والقبب” (ج1 ص 318)، ونقل عن ابن عبد الحكم فتواه “لا تنفذ وصية بالبناء على القبر” (الونشريسي ج1 ص 318) ؛ وجاء في المدونة المعتمدة عند جميع علماء المغرب: “قال مالك: أكره تجصيص القبور واﻟﺒﻨﺎء ﻋﻠﻴﻬﺎ… ﻗﺎل ﺳﺤﻨﻮن: ﻓﻬﺬه آﺛﺎر ﻓﻲ ﺗﺴﻮﻳﺘﻬﺎ ﻓﻜﻴﻒ ﺑﻤﻦ ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﺒﻨﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ” (170 ج1) وذهب القاضي عياض المراكشي (ت 544 هـ) إلى منع البناء على القبور (251/2) وإلى تسويتها في “باب الأمر بتسوية القبر… وقد جاء عن عمر أنه هدمها” (عياض: إكمال المعْلم بفوائد مسلم، 1998 ج3، 438). وكذلك كانت فتوي جميع العلماء المالكيين الكبار من أهل علم الحديث وعلم الأصول وعلم الفقه كابن عبد البر في التمهيد والعدوي في حاشيته وخليل في مختصره والدسوقي في حاشيته وأحمد زروق في شرح الرسالة وكل القدامى، وعلى ذلك كان المغاربة ولم تنتشر ظاهرة القباب إلا في عهد السيبة ثم الاستعمار الفرنسي وتفشي الأمية.

المثال الثاني هو وضع اليد اليمنى على اليسرى؛ اعتبره إمام المالكية القاضي عياض في إكمال المعلم.. مذهب جمهور العلماء ” ذهب جمهور العلماء وأئمة الفتوى إلى أخذ الشمال باليمين في الصلاة، وأنه من سننها وتمام وخشوعها… وتأول بعض شيوخنا أن كراهية مالك له إنما هو لمن فعله عن طريق الاعتماد… وأما من فعله تسننا ولغير الاعتماد فلا يكرهه” (ج 2 ص 291)؛ وهو نفسه قول شيخ المالكية ابن الحاج في حاشيته على “ميارة الصغير”، وقول من قبله كابن عبد البر وابن العربي وابن رشد وغيرهم كثر. وكذلك بالنسبة للسنن الأخرى، فالاختلاف فيها اختلاف معتبر، وليست ميزانا في اتباع أو عدم اتباع مذهب الإمام مالك كما يظن الوزير.

6 – حاول الوزير خداع الملك وجميع المستمعين والتغرير بهم من خلال عبارات وجمل وتعميمات مضللة، واستعمال أسلوب يوهم أن الجزئيات التي بسببها كفر غالبية المغاربة لا خلاف حولها في المذهب كقوله بعبارة مضللة ومنافية للواقع: “تدل الوثائق البصرية الراجعة إلى العقود القليلة الماضية أن هذه المخالفات لم يكن لها وجود في حياة المغاربة فقد طرأت في ما يشبه عولمة داخل الإسلام لا توقر الاختيارات السليمة المبنية عليها التوابث الوطنية”؛ في حين أن الخلاف موجود ومسموح به في المذهب قديما وحديثا، والعمل بها عند عدد من المغاربة ثابت ومقرر.

7 – ومن أخطر أساليبه التدليسية أن يوهم الشعب المغربي وكل السامعين لدرسه أو يوحي بأن الملك منحاز الى مذهبه وموقفه الشاذ؛ من شأن هذا التدليس أن يورط الملك في الانتصار لهذه الرؤية الضيقة للإسلام القائمة على تجزيئات وتسميات وتصنيفات بدل الانتصار للإسلام الجامع، والوطنية الحاضنة لجميع المتدينين بمقتضى الدستور وبمقتضى التسامح الديني حيث لا إكراه في الدين فكيف يكون الاكراه في الفقه والمذهب .

وأخيرا، أم المزالق المنهجية هي عدم قيامه بالرصد والتحليل لآراء العلماء مؤيدين ومخالفين للأطروحة على غرار البحوث العلمية ليكون استنتاجه مبنيا على المنهج العلمي والنظر بالدليل.

تلك أمثلة من المزالق المنهجية لئلا يطول بنا المقال؛ وهي مزالق تجعل الدرس مجرد حديث فارغ في المنظور الأكاديمي، لا يسمن ولا يغني في البحث العلمي؛ وهو يعلم علم اليقين أن الدروس الحسنية يتابعها العلماء والمفكرون بالتحليل والدراسة، ويشترط في أي درس من دروسها أن تطبعها الصبغة الأكاديمية وأن تكون جزءا من عملية البحث العلمي.

الخلاصة العامة أن العرض الذي ألقاه السيد الوزير أمام الملك هو خطبة التحريض، وإن جاز أن نسميه درسا فهو درس الفتة في الدين والوطن الذي جاء بعد الخطبة الفتنة في الحسيمة وفتنة عزل عدد من الخطباء بسبب تطرقهم في الخطب لبعض مظاهر الفساد المتعلقة بشخصيات نافذة أو لأنهم لا ينتمون لطائفته. يبدو من خلال أطروحته أنه فتح بقصد أو بغير قصد جبهة جديدة وعريضة في مجال حرية التدين؛ لكنه لم يحسب لها حسابا دقيقا في هذه الظروف التي يعيشها المغرب والتي يطالب فيها المغاربة بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية. من شأن استمرار الوزير في مهامه التحريفية أن يؤجج الأوضاع في الوطن ومساجده؛ بينما الأمة في أمس الحاجة اليوم إلى من يقرب ويسدد ويعمل على جمع كلمتها، من أجل مواجهة تحديات خطيرة تتجاوز الخلافات الفقهية والنزوعات الطائفية.

‫تعليقات الزوار

9
  • سعيد المغربي
    الأربعاء 21 يونيو 2017 - 15:50

    تحية للكاتب وبعد: فقد شعرت بأسف شديد بعد قراءة مقالك. كيف؟ اعتقدت بداية أنك ستنتقد خطبة الوزير من حيث اعتباره الدين عنصراً من عناصر الهوية. لكني رأيت أنك تتفق معه في الرأي، وتختلف معه في المنهج. فقد بدأتَ مقالك بحديث طويل تنتقد فيه الشيعة وغلوهم في الدين وخروجهم عنه (إذن بدأت بالتكفير). ثم رجعت إلى تدليس الوزير على السامعين. فأما ما أرى، فإن تدليس الوزير على السامعين هو مجرد خطاب موجه لأشخاص مقتنعين فعلاً بذاك القول ما داموا يُسخرون الدين لإحكام قبضتهم على السلطة. وأما اعتبار الدين جزءاً من الهوية فإن فيه خطراً على الناس وعلى العالم. كيف ذلك؟ عندما قررت إسرائيل اعتبار دولتها يهودية، قامت الدنيا ولم تقعد، لأنها بفعلها ذاك تُخرج من دائرة الانتماء الوطني كل العرب غير اليهود المقيمين فيها. فتأمل معي لو قررت فرنسا اعتبار المسيحية جزءاً من الهوية، وكذلك فعلت إيطاليا وألمانيا، أين يروح المسلمون والبوذيون واليهود، وخاصة اللادينيين وهم الكثرة الكثيرة في هذا العالم؟ إن قول الوزير مفهوم: فهو يدافع عن رأي السلطة بالكذب المعهود فيها. لكن قولك (وأنت الباحث المحايد) هو الذي يتعذر فهمه. وتحية رمضانية

  • Lamya
    الأربعاء 21 يونيو 2017 - 17:10

    المغاربة هم صوفية في الاصل و يسمى المغرب بلد الاولياء و الصالحين, و اذا تمعنا جيدا في الدارجة المغربية و الامثال و الاغاني الشعبية و الطرب الاندلسي و الملحون..انها كلها صوفية, وهذا ما توارثناه عن اجدادنا منذ المولى ادريس, وهذا ما يقصده معالي الوزير بالهوية, اي الهوية المغربية الاصيلة. وهناك فعلا من يكفرهم كالسلفيين و غيرهم و ينعتونهم بانهم عبدة القبور و مبتدعة…
    ولكن الصوفية عندهم ايضا حججهم من القران و السنة بجواز التبرك و بناء القبور.
    مثلا:
    "وَكَذَٰلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ ۖ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَانًا ۖ رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ ۚ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَىٰ أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا" (21)

    " ٱذْهَبُواْ بِقَمِيصِى هَٰذَا فَأَلْقُوهُ عَلَىٰ وَجْهِ أَبِى يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِى بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ "

    و مول النية يربح

  • أ . ر .
    الأربعاء 21 يونيو 2017 - 19:18

    كل من أراد أن يقصف خصومه السياسيين يخرج من كيسه بعبع الشيعة!
    الكاتب يقول:(لو لم أكن مغربيا ولم أعرف مسبقا السيد الوزير… لظننت أنه شيعي متعصب…)!
    ولست أدرى لمَ توقف الكاتب في شأن الوزير فلم يقل إن أصوله شيعية فاطمية -المعلوم أن الفاطميين أصلهم من المغرب- وأنه يستعمل التقية،أليست التقية هي دين الشيعة كما يروّج خصومهم،فإذا كان باراك أوباما من أصول شيعية كما رُوّج لذلك لتفسير سياسته مع الجمهورية الإسلامية فكيف يستبعد أن يكون وزير الأوقاف الذي يرعى المشاهد والأضرحة شيعيا؟علما أن وزير الأوقاف جزء أساسي من المنظومة المخزنية التي رمت سكان الريف بالتشيع فقط لأن زعيم الحراك كان يستشهد بسيرة عمر بن الخطاب،ولا أدري بمَ كانوا سينعتونه لو اقتبس شيئا من حِكم الإمام عليّ أو ختم بدعاء لزين العابدين؟
    إليكم جميعا فصل الخطاب:
    "قل ياأهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم،وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا،فلا تأس على القوم الكافرين،إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون".
    …يتبع

  • أ . ر .
    الأربعاء 21 يونيو 2017 - 23:17

    اليهود أهل كتاب،النصارى أهل كتاب،والمسلمون بعد وفاة النبي أصبحوا من أهل الكتاب،فهل يقيمون ما أنزل إليهم من ربهم؟
    إنهم لم يفعلوا ولن يفعلوا لأن الأمور اختلطت عليهم فلم يعودوا يميزون بين وحي الرحمن و وحي الشيطان.
    لذا،كُفوا عن المزايدة على بعضكم البعض لأنكم سواء،فإذا كانت اليهود قالت:"ليست النصارى على شيء"،وقالت النصارى:"ليست اليهود على شيء"،فإن لسان حال المسلمين يؤكّد أنهم ليسوا على شيء وإلا لكانوا في مقدمة الأمم لا في ذيلها،وكل من ينتحل صفة "الإسلامية" فإنما يفعل ذلك لمآرب سياسية ودنيوية لا غير.
    النبي جاء لتصحيح الاعتقاد وإتمام مكارم الأخلاق وتكريس قيم المساواة والعدل،ولم يأت لتأسيس دولة،ومن يزعم أن النبي أسس دولة فعليه أن يسلم مقاليدها لمن ادعى أنه الأولى بخلافته وأعني به:الإمام عليّا وأولاده وشيعتهم،أولاده الحقيقيون وليس الأدعياء الذين ينتحلون نسبه ويخالفون هديه.
    على مَرّ التاريخ لم تشهد الأرض حاكما مسلما عادلا -ما رُوي عن بعضهم لا ندري صحته من بطلانه ونحن نرى الحاضر يُزوّر أمام أعيننا فكيف بالماضي- فظلم الساسة وشيوخهم لم يستثن القريب ولا البعيد،ومن لم يقتله سيف الردة قتله سيف الغزو.

  • أ . ر .
    الخميس 22 يونيو 2017 - 00:25

    الإسلام جاء ليؤسس لعلاقة صحيحة بين الله وعباده كأفراد وليس كقبيلة أو طائفة أو دولة،والخطاب القرآني كان يتوجه للأنسان،لبني آدم،للناس،كل الناس،فكيف يأتي شخص ليزعم أنه هو الصراط المستقيم،وأن الهداية في اتباعه والغواية في مخالفته.
    لا أحد يملك سلطة على قلوب وضمائر ووجدان الناس،حتى النبي لم يكن يملك هذه الصلاحية:
    "ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء"
    "ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا،أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين"
    ما أشبه اليوم بالأمس،عندما اضطهدت قريش المؤمنين عقائديا وشددت عليهم ماديا أمرهم النبي بالهجرة نحو الحبشة،ذلك البلد الذي حكمه ملك نصراني وصفه النبي بالقول:"إنه لا يُظلم عنده أحد"،واليوم،لا يجد المحرومون من ثروات بلادهم والمضطهدون المجبرون على اتباع سنة آبائهم وأجدادهم ملاذا لهم إلا البلاد المسيحية،حيث الملوك والرؤساء هناك لا يُظلم عندهم أحد،وكم من مسلم أُخرج من بلده صعلوكا ثم صار ذا شأن في بلاد الغرب،ولو بقي في بلاد المسلمين لظلّ صعلوكا ابن صعلوك.
    على الحكام وكهنتهم أن يرفعوا أيديهم عن قلوب الناس،فنحن لا ننبش في ضمائرهم لنتحقق هل يؤمنون بما يلزموننا به أم لا؟وقـد نفعل.

  • ابن أنس
    الخميس 22 يونيو 2017 - 05:14

    بالنسبة لقبض اليدين فتوى الإمام مالك واضحة في الموضوع فقد كرهه في الفريضة وقال لا بأس به في النافلة ولكن بما أنك لا مذهبي لجأت إلى التأويل البعيد المشهور من كون الكراهية للاعتماد مع أن السياق يتحدث عن كراهيتين كراهية الاعتماد وكراهية القبض. وبالنسبة لتخوفك من تدليس التوفيق على الملك أقول لك اطمئن معظم هذه الجزئيات الفقهية نوقشت بحضرة أجداد الملك وكان الحسم دائما لما قُرر في المرشد المعين وقصة "من قَبضَ يُقبض" معروفة. التوفيق في درسه الحسني كان موفقا، المذهب المالكي هجره كثير من المغاربة بمن فيهم حضرتك، وقد قال مولاي التهامي في مقال نشر هنا مؤخرا"لو أن الإمام مالك أخذ جولة في مساجد المملكة لظن أنه في ضيافة أبي حنيفة أو الشافعي" ولكن أقول ليته وجد نفسه كذلك لأنه في هذه الحالة سيفرح ويحمد الله على أن مذهبه لم يفرض على الناس فرضا كما أراد خليفة زمانه، في الحقيقة سيجد نفسه في ضيافة اللامذهبية التلفيقية الأمر الذي سيدفعه لكتابة رد مستفيض يحذر فيه من منهج المارقين على المذاهب المعتبرة مثلما كتب البوطي (اللامذهبية أكبر بدعة تهدد الشريعة الإسلامية) أو الكوثري (اللامذهبية قنطرة اللادينية

  • slima
    الخميس 22 يونيو 2017 - 09:31

    مزجوا الدين بالسياسة للتحكم في العباد فاختلطت الأمور عند العامة :(إذا مزجت الصباغة البيضاء مع السوداء فلن تحصل لا على بيضاء ولا على سوداء)

  • ابن أنس
    الخميس 22 يونيو 2017 - 22:12

    من الأدلة القوية على إرسال اليدين في الصلاة ما رواه الحافظ الكبير أبي زرعة الدمشقي على شرط البخاري "حدثني عبد الرحمن بن إبراهيم عن عبد الله بن يحي المعافري عن حيوة عن بكر بن عمرو أنه لم ير أبا أمامة يعني ابن سهل واضعا إحدى يديه على الأخرى قط ولا أحدا من أهل المدينة حتى قدم الشام فرأى الأوزاعي وناسا يضعونه"

    ملاحظة
    لا ينبغي أن تستغلوا سكوت التوفيق على بعض المنكرات المقننة في المغرب لتمرير مخططكم الاستعجالي الذي يروم هدم العقيدة والفقه والتصوف التي بينها ابن عاشر رحمه الله في منظومته الشهيرة بعد أن مهد لها بمقدمة جامعة مانعة.
    (في عقد الأشعري وفقه مالك وفِي طريقة الجنيد السالك)

  • احمد العمراني
    السبت 24 يونيو 2017 - 02:27

    سئل النبي صلى الله عليه ..لقد كنا في الجاهلية في شر وجئتنا بهذا الخير اوبعد هذا الخير شر ؟فقال نعم.قال السائل ..او بعد ذاك الشر خير؟ قال نعم وفيه درن .قال وما درنه؟ قال اناس يفتون بغير علم تعرف منهم وتنكر.صدق رسول الله.

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 1

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة