ثورة الملك .. ثورة الشعب

ثورة الملك .. ثورة الشعب
الأحد 20 غشت 2017 - 11:31

تنتظر الطبقة السياسية والمحللين وعموم الشعب المغربي الخطاب الملكي بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب؛ وذلك لارتباطه سياقيا بخطاب العرش الأخير، الذي اتسم بطابعه النقدي والتقريعي للإدارة والسياسة الحزبية وأعطابهما.

لن نضيف جديدا إذا قلنا ماذا استجد بين الخطابين سوى إطلاق بعض معتقلي حراك الحسيمة، وعلى رأسهم سيليا. وكانت التخمينات، إن لم أقل الأمل، قبل خطاب العرش، تذهب إلى أن انفراجا نهائيا سيأتي به الخطاب يبدأ بالعفو الشامل عن كل معتقلي الحراك ورأس قيادته ناصر الزفزافي، فتم تخييب الظن بالمعنى البلاغي للكلمة، فهل خطاب 20 غشت من شأنه أن يحقق أفق الانتظار كل المغاربة، بإعلان الملك وفي خطاب رسمي ومن الحسيمة حيث بدأ عاهل البلاد عطلته المعهودة والمفضلة عن نهاية كابوس كبّد الدولة والمجتمع خسائر مادية ومعنوية؟

شخصيا، لا أرجم بالغيب؛ بيد أن هذا لا يمنع من مساهمة تتلمس افتراض سيناريو ممكن على تراب الواقع:

تردي التدبير الحكومي غير المسبوق، خصوصا أمام تدبير حراك الحسيمة وتركه للتعقيد اكتفاء بالمقاربة الأمنية /القمعية زاد من توتر المجتمع والدولة.

توسع دائرة الاحتجاجات بتوسع عدد الجثامين والضحايا التي يدفنها أهالي الريف جراء التدخل الأمني غير المتوازن والمفرط في استعمال العنف أمام تظاهر سلمي لا يزداد إلا تشبثا بسلميته، وهنا الخطورة .

استدامة الوضع المتوتر في الحسيمة ليس أبدا من مصلحة الدولة ولا من مصلحة المجتمع: نواجه وضعا أمميا حول قضية الصحراء، خصوصا والخصوم وأعداء وحدتنا الترابية يتربصون منتظرين كل الفرص والأخطاء لاستثمارها، كذلك الحركات الإرهابية عينها واسعة وشهوتها مفتوحة لاختراق أي حراك (أحداث برشلونة قريبة زمانا ومكانا وبشرا).

ثم لا يجب أن ننسى حالة الإنهاك النفسي التي وصلت إليها القوات العمومية وانعكاساتها السلبية المحتملة وغير المحتملة (يتم الحديث مؤخرا عن حالة فرار لبضعة أفراد من القوات المساعدة الذين حركوا إلى أحد شواطئ جنوب إسبانيا) ثم تسجيل ارتفاع ملحوظ في عدد المقتحمين لمعبر سبتة وانعكاس ذلك كله على سمعة بلدنا الذي انخرط بشكل إيجابي في مكافحة الهجرة السرية وقد يؤثر بعض التراخي في المراقبة على علاقتنا بجراننا الأوروبيين خصوصا الإسبان .

لهذه الاعتبارات وغيرها وارد، أتوسم أن يكون الخطاب الملكي لـ20 غشت ثورة، يتقاسمها الملك والشعب:

الملك بإعلانه قرارات جريئة وحازمة في شأن التدبير الحكوماتي وما شابه من خلل وأعطاب عطلت دواليب التنمية وشلت حركة الاقتصاد أمام ارتفاع الدين الخارجي واختلال الموازنة بين الاستيراد والتصدير وعجزه الحكومة في التحكم في معدل العجز والنمو وتفاحش البطالة بالمقارنة مع السنة الماضية، ناهيك عن الفضائح المالية التي تظهر هنا وهناك بملايير الدراهم من صناديق قاتم لونها، دون أن نتوقف على خلاصات المجلس الأعلى للحسابات التي أينعت فيها رؤوس ولم تجد من يقطعها.

من بين هذه القرارات الثورية، التي أتوسم أن الخطاب الملكي سيقدم عليها:

– إطلاق سراح كل معتقلي الحراك؛ وعلى رأسهم ناصر الزفزافي.

-إعفاء حكومة العثماني وتعيين شخصية تقنوقراطية مستقلة لتشكيل حكومة ائتلاف وطني يكون من مهامها إتمام وإغلاق كل الأوراش التنموية التي بقيت معطلة في الريف وباقي المناطق المغربية المستهدفة وتهييئ الأجواء لتعديل جديد في الدستور تهييئا للانتخابات المقبلة.

هذه أحد السيناريوهات الممكنة والمحتملة لتجاوز محنة نضوب منسوب الثقة في ما بين الدولة والريف، أي الدولة والشعب.. ومن ثمّ، يمكن اعتبار ثورة الملك وثورة الشعب ثورة على الفساد والحكرة وثورة من أجل الكرامة والعزة.

في17 غشت 2017 الحسيمة/ المغرب .

*شاعر مترجم وباحث

‫تعليقات الزوار

2
  • محند
    الأحد 20 غشت 2017 - 12:45

    ننتظر تطبيق المتمنيات والاحلام ومضامين الخطابات والدساتير الى افعال واعمال ملموسة ترجع بالنفع على جميع المواطنين والمواطنات لكي يتمتعوا بالحرية والكرامة والعدالة وحقوقهم المشروعة في التعليم والصحة والسكن والشغل ولعيش الكريم. وثورة الملك والشعب ناقصة في هذه اللحضة العصيبة لان مقوماتها جد منعدمة. واهم شي في الدولة هو الحكم بالعدل وهذا منعدم تماما. فكيف الحديث عن ثورة الملك والشعب وجزء كبير من الشعب يعيش تحت القهر والظلم والنهب والافتراس والنصب والارهاب النفسي والجسدي باسم الله والملك من طرف فءة قليلة تتحكم في المال والسلطة والنفوذ وخيرات الشعب? هذا مؤشر خطير سيؤدي الى ثورة الشعب العارمة ضد الفساد والاستبداد ورموزها كيفما كانت مرتبتهم ليستعيد ثروته المادية والغير المادية المنهوبة والمسروقة.

  • محمد أيوب
    الأحد 20 غشت 2017 - 14:44

    اشرحوا لي من فضلكم:
    شخصيا لست مطلعا كثيرا على خفايا مرحلة الاستعمار لبلدنا..لكن معلوماتي-رغم قلتها-تقول لي بأن ثورة الملك والشعب حدث عادي..كل ما في الأمر أن المرحوم محمد الخامس كان يدافع عن عرشه ضد واحد من أفراد عائلته ارتأى المستعمر ومن معه من الحاشية السلطوية أن يجلسوه على العرش..كان محمد الخامس هو الملك الشرعي في تلك الفترة..ولسبب ما أراد أن يتمرد على المستعمر وينحاز للمقاومة حسب الرواية الرسمية..لكن الأرشيف الاستعماري الذي يختزن وثائق مهمة جدا من شأن الافراج عنها فضح كثير من الذين ادعوا وما زالوا مقاومتهم للمستعمر..وهذا ما ينتظره المؤرخون لمعرفة حقيقة تلك المرحلة بتفاصيلها وليس وفق الروايات الرسمية المخدومة..جاء في التعليق رقم1:"..فكيف الحديث عن ثورة الملك والشعب وجزء كبير من الشعب يعيش تحت القهر والظلم والنهب والافتراس والنصب والارهاب النفسي والجسدي باسم الله والملك من طرف فة قليلة تتحكم في المال والسلطة والنفوذ وخيرات الشعب?"..ان هذا هو الواقع الفاضح والذي يتغافل عنه الكثيرون وينفخون في وقائع تاريخية لا زالت تحمل الكثير من الأسئلة الحارقة التي لا يرغب الكثيرون في معرفتها..

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 1

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة