العجز والإعجاز

العجز والإعجاز
الإثنين 22 يناير 2018 - 20:32

طلع علينا الداعية المصري عمرو خالد بفتح إعجازي جديد عندما قال في برنامج تلفزيوني بأن الإسلام سبق الفيزيائي ” ألبرت إنشتاين” في تصوير الكون، وذلك انطلاقا من الآية: ” والقى في الأرض رواسي أن تميد بكم”. ( سورة النحل. الآية:15). وهكذا أعطى خالد دلالة جديدة للفظ : “رواسي” التي تتفق التفاسير على شرحها بمعنى: الجبال.

نقرأ في تفسير الآية المذكورة عند الطبري:

(( الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { وَأَلْقَى فِي الْأَرْض رَوَاسِي أَنْ تَمِيد بِكُمْ } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : وَمِنْ نِعَمه عَلَيْكُمْ أَيّهَا النَّاس أَيْضًا , أَنْ أَلْقَى فِي الْأَرْض رَوَاسِي , وَهِيَ جَمْع رَاسِيَة , وَهِيَ الثَّوَابِت فِي الْأَرْض مِنْ الْحِبَال . وَقَوْله : { أَنْ تَمِيد بِكُمْ } يَعْنِي : أَنْ لَا تَمِيد بِكُمْ , وَذَلِكَ كَقَوْلِهِ : { يُبَيِّن اللَّه لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا } وَالْمَعْنَى : أَنْ لَا تَضِلُّوا . وَذَلِكَ أَنَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ أَرْسَى الْأَرْض بِالْجِبَالِ لِئَلَّا يَمِيد خَلْقه الَّذِي عَلَى ظَهْرهَا , بَلْ وَقَدْ كَانَتْ مَائِدَة قَبْل أَنْ تُرْسَى بِهَا…)).

أما عند ابن كثير فنقرأ التالي:

((…ثم ذكر تعالى وما ألقى فيها من الرواسي الشامخات والجبال الراسيات لتقر الأرض ولا تميد، أي تضطرب بما عليها من الحيوانات، فلا يهنأ لهم عيش بسبب ذلك، ولهذا قال: { والجبال أرساها}.)).

الداعية عمرو خالد يعتبر أن هذه الدلالة التي اتفقت عليها التفاسير خاطئة، حيث يشرح قائلا:

“(علينا الالتزام بالمعنى الحرفي للقرآن، فمن الخطأ أن تقول على الرواسي إنها الجبال كما تقول بعض التفاسير، ولكن عليك عندما تسمع الآية التي تقول مثلا “وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم” أن تتأمل في أن الأرض تحتاج إلى ما يرسيها كي لا تنجرف وتتوه في متاهات الفضاء مثلما تحتاج السفينة إلى ما يرسيها كي لا تنجرف وتتوه في متاهات البحر، وتلك هي تأثيرات الجاذبية كما يتصورها العلماء…).

عمرو خالد يدعو هنا إلى الالتزام بالمعنى الحرفي للقرآن، ولكن يبدو أنه يناقض نفسه، فالمعنى الحرفي هو الذي تتفق عليه التفاسير التي ينتقدها، وذلك له ما يبرره على الأقل من الناحية التاريخية إذا اعتبرنا أن اللغة قابلة للتطور والتجديد، فالطبري عاش في القرن الثالث الهجري، وهذا يعني أن تفسيره كان هو الأقرب إلى الدلالة اللغوية المتداولة حينئذ في لسان العرب الذين نزل القرآن بلغتهم. وهو ما يحيلنا على الآية 195 من سورة الشعراء التي يفسرها الطبري كالتالي: ((وقوله: ( بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ) يقول: لتنذر قومك بلسان عربي مبين, يبين لمن سمعه أنه عربي, وبلسان العرب نـزل, والباء من قوله ( بلسان ) من صلة قوله: ( نـزلَ ), وإنما ذكر تعالى ذكره أنه نـزل هذا القرآن بلسان عربي مبين في هذا الموضع, إعلاما منه مشركي قريش أنه أنـزله كذلك, لئلا يقولوا إنه نـزل بغير لساننا, فنحن إنما نعرض عنه ولا نسمعه, لأنا لا نفهمه…)).

ومن ثمة فإن معاني لغة القرآن بدلالتها الحرفية هي في متناول الأقوام الذين عاصروا النبوة وما بعدها أكثر مما هي في متناول من عاشوا بعدهم بقرون طويلة، وذلك لسبب بسيط هو أن القرآن نزل بلغة الخطاب والتواصل المتداولة آنذاك. لذلك فهم العرب من لفظ ” الرواسي” معنى الجبال التي تمكن الأرض من الثبات وتمنعها من الإضطراب. وهو ما ينسجم مع الآية : ” والجبال أوتادا “. ( سورة النبأ. الآية:07). والتي يفسرها ابن كثير بقوله: (( أي جعل لها أوتادا أرساها بها وثبتها وقررها حتى سكنت ولم تضطرب بمن عليها.)). وهو نفس المعنى الذي انطلق منه شيخ ” الإعجازيين” زغلول النجار الذي يرى أن وجه الإعجاز يتجلى في وظيفة الجبال التي تثبت الأرض وتجعلها راسية كما ترسو السفينة في الماء. ومن تم فلفظ “رواسي” يدل على الجبال التي ثبت الأرض وتمنحها توازنها كما يرى النجار، لكن عمرو خالد يستنتج دلالة مختلفة تصبح معها كلمة “رواسي” دالة على الجاذبية. فأيهما نصدق إذن؟. هل الجبال هي التي تثبت الأرض وتمنعها من الإضطراب أم الجاذبية؟.

المشكل هنا يكمن في أن فقهاء الإعجاز يسعون دائما إلى لي عنق منطوق النص القرآني كلما أظهرت الأبحاث العلمية حقائق وأدلة تجيب عن أسئلة تتعلق بظواهر الكون. وهو ما يشكل خطرا على الدين نفسه، لأن العلوم يحكمها منطق التغير والتطور، والتهافت وراء الإعجاز العلمي في القرآن من شأنه أن يسيء للدين أكثر من خدمته، مادام العلم قابلا للتطور أما منطوق النص القرآني فهو ثابت. ويبدو أن هاجس عمرو خالد هو جعل القرآن متناغما مع نظرية النسبية العامة لإنشتاين التي تنظر إلى الجاذبية باعتبارها ناتجة عن انحناءات الفضاء وليست قوة كما ذهب إلى ذلك نيوتن من قبل. ولأن إنشتاين يعتبر أن حركة الأجسام السماوية تحدث موجات جاذبية في الفضاء مشابهة للموجات التي تحدثها حركة السفن في الماء، فإن الإعجاز الجديد الذي يتحدث عنه عمرو خالد يمنح لفظ: “رواسي” معنى: “المرساة” التي تمنع السفينة من الإنحراف عن مسارها في البحر. لكنه يمنح وظيفتها للجاذبية لا للجبال كما ذهبت إلى ذلك تفاسير الفقهاء…

إن الشغل الشاغل لفقهاء الإعجاز هو إثبات الحقيقة الدينية بالحقيقة العلمية، لذلك يفتحون باب التأويل على مصراعيه خدمة لهذا الهدف. فقد احتضنت مدينة إسلام أباد الباكستانية ” المؤتمر العالمي الأول للإعجاز العلمي” سنة 1987، وخلاله تم تعريف هذا مفهوم الإعجاز العلمي بأنه:

( تأكيد الكشوف العلمية الحديثة الثابتة، والمستقرة للحقائق الواردة في القرآن الكريم، والسنة المطهرة، بأدلة تفيد القطع واليقين باتفاق المتخصصين، وتهدف دراسته وإجراء البحوث فيه إلى إثبات صدق النبي فيما جاء به من الوحي بالنسبة لغير المؤمنين، وتزيد الإيمان وتقوي اليقين في قلوب المؤمنين.).

وفي سبيل هذا الهدف تنافس هؤلاء في قراءة النصوص بلغة العلم الحديث، وذلك من أجل أن يخبروا العالم بأمر واحد مفاده أن الإسلام سبق كل العلوم والعلماء في إظهار هذه الحقائق. أما، لماذا لم يتوصل العلماء المسلمون إلى هذه الحقائق قبل غيرهم؟ فلا أحد من هؤلاء الفقهاء يمتلك الإجابة عنه، لأنه لا يختلف عن سؤال: لماذا تخلف المسلمون وتقدم غيرهم؟.

إن العقل السلفي الذي يسكنه الماضي يوظف نتائج العلم الحديث لأغراض دينية وليست علمية، ويستخدم البلاغة اللغوية مدخلا للحديث عن إعجاز علمي من خلال التلاعب بمعاني الكلمات. وفي هذا الصدد نتوقف عند آية: ” كمثل العنكبوت اتخذت بيتا” ( سورة العنكبوت. الآية” 41)، التي يعتبرها ” التفسير العصري” – الذي يتغذى على الإنجازات العلمية – دليلا على إعجاز قرآني يتجلى في تأنيث العنكبوت، وذلك بعدما أكدت الأبحاث العلمية أن أنثى العنكبوت هي التي تبني الشبكة وليس الذكر، بينما تجمع التفاسير والقواميس القديمة على أن العرب أنثوا لفظ: “عنكبوت”. لذلك وردت في القرآن على لسانهم مادام يتحدث بلغتهم ويخاطبهم بلسانهم. وهذا يعني أن تأنيث العنكبوت لا علاقة له بإعجاز علمي، بل هو استعمال لغوي عادي درج عليه العرب. وذلك ما نجده في ” لسان العرب” لابن منظور، حيث نقرأ: (عنكبوت: دويبة تنسج في الهواء وعلى رأس البئر نسجا رقيقا مهلهلا ، مؤنثة…).

صحيح أن القرآن يحفل بآيات تدعو إلى إعمال العقل والنظر في الموجودات، لكن ذلك يقتضي إحداث ثورة في العقل الإسلامي من خلال تشجيع البحث العلمي الجاد لإنتاج نظريات علمية حقيقية، والمساهمة في تقدم الحضارة الإنسانية، وليس عبر استغلال مجهودات الآخرين وربطها بالإسلام بدعوى أنها وردت في القرآن منذ أربعة عشر قرنا… لذلك فإن الإصرار على تأويل النص الديني بما يفيد بأنه يتضمن إعجازا علميا كلما ظهرت نظرية علمية حديدة هو محاولة للتوفيق بين مرجعيتين مختلفتين في الموضوع والمنهج. فالعقل السلفي لا يعيش مقتضيات العصر ولا يستطيع إنتاج معرفة علمية، لذلك لا يستثمر نتائج العلوم الحقة في الفلك والفيزياء والطب وفي مختلف الميادين النهوض لركوب قطار البحث العلمي والمساهمة ولو بقسط يسير في تطور الحضارة الإنسانية، بل يستثمرها ليشد المسلمين إلى الماضي في قلب عجيب لحركة التاريخ يحضر فيه هذا الماضي كأفق ينبغي العودة إليه باستمرار…. وهو بذلك يدرأ العجز بالإعجاز.

‫تعليقات الزوار

10
  • أمين صادق
    الثلاثاء 23 يناير 2018 - 01:55

    هم يصنعون المعجزات .. ونحن نصطنع الإعجاز !

    فإذا أرسوا نظريات، قلنا كتابنا المقدس سبق العلمَ إليها.. وإذا أنجزوا ابتكارات، قلنا تقدمَ قرآننا وتحدث عنها.. وإذا طوروا اختراعات أكدنا أن مصحفنا الكريم يحتويها… وكأن الله يحتاج إلى استنباط الإعجاز من كلامه للتدليل على أنه معجِز، وإلى اجتهاد الدعاة للبرهنة على أنه قادر منجِز… وأن كل ما قد يتوصل إليه العلم عند غيرنا، أعلمَنا بحديثه فرقاننا، فلا حاجة لنا إلى حدوثه عندنا.. يكفينا عظمة أننا أهل هذا الكتاب العظيم الذي فيه كل شيء، ولو لم نخترع شيئا أو نطوِّر أي شيء.. نحن خير أمة أخرجت للناس، فلِما نتعب عقولنا من الأساس، ونحرم أنفسنا من النعاس.. لِما نهدر أموالنا في ابتداع ما يبتكره الآخرون، ونضيع وقتنا في تطوير العلوم ونحن إليها السباقون وهم المتأخرون…؟

  • Rio
    الثلاثاء 23 يناير 2018 - 07:05

    شكرا جزيلا على مقالك المفصل و الدقيق.
    لكن دعني اؤاخدك عن وقت نشر هذا المقال. لو كنت نشرته قبل 3 سنوات، كنت ستساعد مجموعة كبيرة من الشباب الدين غر بهم و كذب عليهم، و في اسوء الحالات انتهى بهم الامر في سوريا أو في العراق.
    الإزعاج العلمي كان و ما زال بوابة لاستقطاب الشباب للفكر الوهابي، السلفي، الإرهابي ، المدمر، عن طريق استعمال العلم، للحديث عن الصحيحين و السيرة و تفاسير القران التي يعلم الكل , الكم الهائل من الكراهية و الاٍرهاب التي تحتوي عليها.
    واصل من فضلك.
    و شكرًا

  • يوفانتيس
    الثلاثاء 23 يناير 2018 - 11:36

    ذلك الداعية لا علاقة له بالعولوم وحتى الدعوة هو لم يتثلمد على يد اي شيخ او حتى في الازهر كما ان هنالك شبوهات في من يدعمه ومن جعل منه داعية ومن فتح له هذا المجال .
    كما ان له بعض الفيدوهات تناقض التوجه الذي يدعوله من خلال اقواله وسلوكه مع بعض المخالفين له فكرا وسياسيا

  • топ обсуждение
    الثلاثاء 23 يناير 2018 - 13:46

    الإعجازوالمعجزة والأمرالمعجز لغة واِصطلاحاهوالأمر الخارق الذي لا يمكن للبشر أن يأتي بمثله أي بمثل ماجاء في الفرقان .لكن الفقهاء والمفسرين الدجالين المعاصرين أصبحوا يقولون بعلمية القرآن بمعنى ان ذاك الذي كان معجزا أصبح غيرمعجز في العصرالحالي.فالعلوم المكتشفة لحد الآن كلها بشرية فإذا قلنا بوجودها في القرآن يعني أن القرآن أصبح غيرمعجزاحدا

    /والأرض وما دحاها/أي بسطها كما فسرها القدامى الأقرب لمفهوم دحى في ذاك الزمان,لكن زغلول الدجال لَوَى عنق أية قائلا أن الدحو تاتي من الدحية اي بيضة النعامة.حقيقة أن اللغة تتطور فلايمكن إطلاقا أن هذه الكلمة كانت زمن نبي الإسلام وحتى وإن كانت ستكون بمعنى أخر.لكن زغلول ارادها بيضة نعامة.

    "إن الله لايستحي ان يضرب مثلآ ما بعوضة فما فوقها"فسرها الدجالون بأنه فوق جناح البعوضة مخلوقات أرادها الله.القدامى شرحوا الأية أنها فقط مَثَلًا وليس إخبارا لك والأمثال تضرب لمن يعيها وبذهنية قومها وليس بذهنية القرن 21 ,إن المقصود هنا ليس ما فوق جناح البعوضة لكن المقصود وفق قول العرب/جائني فلان أوالذي فوقه,فالمقصود هنا من باب الرتبة وليس ما فوق البدن.
    حمقى اعيوا من يداويهم

  • ندم
    الثلاثاء 23 يناير 2018 - 13:51

    المقال ممكن ان يصنف في خانة حق يراد به باطل

    اما ان عمرو خالد قد خاض في شيئ لايجيده فهذا ممكن
    اما التجاوز الى التشكيك في الاعجاز العلمي في القران والتهكم على حال المسلمين الان فهذا ناتج عن سوء فهم وعن الضغط القوي للحضارة الغربية الرائعة على اعصاب المنبهر
    القران كلام من خلق البشر والكون والمعجز والعادي
    والقران من اهدافه اثبات ان هذا القران ليس من كلام بشر وان الاسلام ليس من اختراع احد وان الله هو خالق كل شيء واليه يرجع الامر كله
    لذلك حفل القران بالايات المبهرات_ المعجزات_ لمن الق السمع وهو شهيد
    المعجزات حجج على المسلمين وغير المسلمين وليست للسبق او غير السبق

    ( سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ )

  • سياقة في الممنوع
    الثلاثاء 23 يناير 2018 - 17:49

    القران كتاب تشريع لك ان تقبل به ولك ان ترفضه . وهو ليس كتاب طب ولا علوم وليس كتاب تاريخ ولا جغرافية خالد تاجر دين في زمن الخطأ فلا أحد يصدق كلاما يربط بين العلم والقران تلك تجارة اصابها البوار .

  • lousieur
    الثلاثاء 23 يناير 2018 - 19:29

    اثمن ما جاء به صاحب المقال مشكورا..فالمصحف الشريف فيه جانب عقدي يدعو الى توحيد الله واخلاص العبودية له وجانب تشريعي فيه احكام تنظم العلاقة بين الانسان والخالق وبين الانسان ونفسه وبين الانسان وغيره وهي ما يصطلح عليه بالكتاب..المهم ان القرآن جاء للتوحيد وإقامة العدل ﴿لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ﴾..فالمصحف ليس كتاب فيزياء او كيمياء اورياضيات..وكل هؤلاء من علماء الشحن الذين يدعون الاعجاز العلمي في القرآن فهم لا يختلفون عن المشعوذين..ويجب الانبراء لهم …
    اقول ان 98 ب 100 من المسلمين سذج ومن قوم تبع..ولا احد منا يبحث وينقب اننا نعيسش عالة على علماء عاشوا في عصور متخلفة فورثنا عنهم هذه التصورات القاصرة والمدبجة بالخزعبلات والاسرائيليات.
    شكرا لهيسبريس على هذه النقالا ت التنويرية وبارك الله في صاحب المقالة

  • أمين صادق
    الثلاثاء 23 يناير 2018 - 20:34

    ليس المقصود التشكيك في الإعجاز العلمي في القرآن، بل تفكيك المقاصد من الآيات المعجزات في كلام الرحمان؛ أتراها آيات نزلت فقط على سبيل البيان، أم لحث المؤمنين على الارتقاء بالإنسان، عن طريق العلم والعمل بكامل الإتقان.. هل الغاية من الإعجازِ الإعجازُ في حد ذاته، لإبهار المهتدي والتائه، وإظهار الحجج على أن الله حق، وأن الإسلام دين الحق.. أم أن أسباب النزول تتعدى مسألة الإقناع، إلى حمل المسلم المُجيد للسمع، على الاقتداء بربه في حسن الصنع، والخلق والقدرة على الاختراع، والتغلب على غيره بجودة الإنتاج وروعة الإبداع… فهل حال المسلمين اليوم لا يبعث على السخرية السوداء؛ وقد انشغلوا بفوائد الحبة السوداء، وتركوا لغيرهم صنع الدواء وغزو الفضاء.. ألا يبعث حالهم على البكاء والرثاء، حين تراهم اليوم كما هُم؛ غارقون في التخلف لا همّ لهم، سوى ملء البطون والتباهي بالقشور، والعيش في الماضي وسالف العصور، والاستكانة إلى ظواهر النصوص وبواطنها، دون تطبيق مقاصدها… فهل من الإعجاز أن يكتفي المسلم بسرد المعجزات، بينما هو عاجز عن التقدم العلمي وتحقيق المنجزات؟؟؟

  • الأعرابي يزعج لما يعجز
    الأربعاء 24 يناير 2018 - 09:26

    الإزعاج العلمي في القرآن:
    قام الشيخ اليمني، عبد المجيد الزنداني،في الثمانينات بعرض شريط برنامج "إنه الحق"، و جمعه لاحقا في كتاب يعرض فيه مواضيع الإعجاز وشهادة علماء الغرب لهذا الإعجاز، 14 عالما في مجالات مختلفة. لكن بعد اطلاع هؤلاء العلماء على محتوى الشريط، قاموا بالرد على الشيخ الدجال المدلس الماكر،في فيديوهات نشرها باحث بريطاني، يشرحون الطريقة الماكرة والخبيثة التي تم استدراجهم بها للمشاركة في تلك اللقاءات وكيف تم تزوير ما صرحوا به والتلاعب به، تحدثوا عن الخداع الذي تعرضوا له والتحريف والقص واللصق الذي تعرضت له تصريحاتهم، ويكشفون رأيهم الحقيقي في الإعجاز القرآني. من بينهم البروفسور الأمريكي وليام هاي المتخصص في علم جيولوجيا البحار، و البروفسور الأمريكي توماس أرمسترونغ و البروفسور الألماني ألفريد كرونر المتخصص في علم الجيولوجيا، والبروفسور الأمريكي أليسون بالمر وآخرون!
    يبتر الجواب عن سؤال علمي،ثم يلصقه كأنه جواب سؤال عن الإسلام
    Montage
    (إقتباس) – الشكر للأخ رشيد الحمامي

    "الداهية" عمرو خالد دعا من الحج فقط لمتتبعي صفحته الفايسبوكية!
    يتمسكون بالقشة من أجل إستمرار تجارتهم البائرة!

    KK

  • أمين صادق
    الأربعاء 24 يناير 2018 - 12:44

    بسبب هذا الخلط ما زلنا حتى اليوم نرى أرباب البهلوانات التأويلية يجدّون في البحث عن الكواكب في صفحات القرآن، لا خلف عدسات التلسكوبات، وعن الدواء في متون الأحاديث، لا في مختبرات الطب، وعن محيط الأرض في أرقام الآيات، لا في وسائل القياس العلمية. بطريقة عاد أثرها على المتدينين بأزمتين: الأولى اكتساب قابلي هذه التأويلات مرونة ساذجة، تفقدهم حساسية التمييز بين ما هو علمي وما هو زائف. والثانية فقدان رافضي هذه التأويلات الثقة بكامل الدين. وكلاهما أسير لنفس النظرة العلمية للنص.

    محمد عطبوش في كتابه نقد الإعجاز العلمي.

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 1

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة