المرابطون والبوليساريو...

المرابطون والبوليساريو...
السبت 19 ماي 2018 - 23:00

يتبادر إلى الذهن ما الذي يجمع الدولة المرابطية وزعماءها والبوليساريو؟ هل من قواسم مشتركة؟ وكيف ينظر البوليساريو إلى امتدادات الدولة المغربية في عهد المرابطين من نهر السينغال جنوبا حتى الشمال الاسباني وبرقة شرقا؟

قد ينظر ويكتب البوليساريو أن دولة المرابطين، وزعيمها يوسف بن تاشفين، دولة الأجداد ودولة للامتداد وللمجد التاريخي. وقد ينظرون إلى فتوحاتها وفي انطلاقاتها من الجنوب وهي تحكم المغرب وتوحده من الجنوب حتى الشمال تحت سيادتها، على أنه أمر جميل، على أنها دافعت عن استقلال المغرب في معارك طاحنة وهيأت من الرجال والنساء من يذود على أرض البلاد وسيادتها، وهو أمر محمود نكاد نتفق عليه جمعيا بلا ريب؛ فالسيادة هنا بالمفهوم التاريخي على أن الأرض التي تأسست عليها الدولة المرابطية مع زعمائها أرض مغربية لا يمكن أن يجادل فيها أحد، وهي شواهد تاريخية بكل اللغات. هي الأرض نفسها التي دافعت عنها دولة الموحدين والسعديين والعلويين… كل باستطاعته موثقة بالرسائل التاريخية وبالوقائع والأحداث وبالتضحيات الجسام وبالحجج وبمفهوم البيعة والسيادة للسلطة المركزية، سواء كانت في فاس أو مراكش أو الرباط فيما بعد…

إذا كانت البوليساريو تنظر بالمنظار نفسه، وعلى أن الأرض التي ترغب فيها كانت دائما أرضا مغربية بامتياز وأنها أرض يوسف بن تاشفين في منطلقاته وهو يدافع عن كرامة البلاد من الأجنبي ومن الترهل ومن الأطماع الأجنبية ومن عدم فقدان سيادتها، ما الذي تقولونه بالمعيار نفسه مع المولى اسماعيل أو مع المولى الحسن الأول الذي توفي وهو عائد من الصحراء أو مع محمد السادس وهو يسعى إلى تنمية المنطقة بكاملها؟

أليس هذا من ذاك وأن تلك الأرض “المتنازع” حولها الآن هي الأرض التي انطلقت منها أغلب الشخصيات المؤسسة للدولة المغربية عبر تاريخها؟ كيف يمكن إنكار أرض دولة المرابطين المنطلق والسعديين والعلويين وهي المنطلقات ذاتها لآلاف السنين وللمغاربة المنحدرين من جنوب المغرب الذين شكلوا رجالا عظاما لهذه الدولة ووجوها سياسية وفكرية وثقافية وهامات طويلة بفكرهم وبحروبهم وذكائهم وانتمائهم الوطني… في البحث عن دولة كبيرة لا مجزأة وغير مقسمة بثعالب المستعمر؟

ألم يكن المولى سليمان من السلاطين الذين أغلقوا حدود البلاد احترازا وخوفا على ضياعها بين براثن المستعمر، وهو الرجل الفقيه والسياسي المحنك الذي عمر طويلا في الحكم وكان يعرف أن الدولة المغربية في أوج سنوات الطاعون والجفاف والمجاعة والأوبئة وأن يموت نصف المغاربة في عهده وتظل البلاد شامخة وغير مستعمرة خير من بلاد تفتح في وجه التكالب الاستعماري؟

ما نعيشه اليوم في المغرب وفي المنطقة المغاربية هو وجه آخر للتكالب الاستعماري بقوالب جديدة تقوده الزمرة التي كانت ذات يوم في حكم زعيمنا يوسف بن تاشفين تحت امرأته… وهو نوع من التكالب الاستعماري تقوده جارة عزيزة علينا لم تعرف يوما معنى للاستقلال وحراسة البلد من كيد الطامعين، وظلت مستعمرة من مستعمر تركي إلى مستعمر فرنسي إلى مستعمر من فيالق إنكشارية عسكرية تركتها طغمة الاستعمارات وذهنياتها والأعيبها، وهي لم تنس ذات يوم تأثير الاستعمار والاستعباد والقرارات التي تملى عليها من الخارج.

المغرب من دولة المرابطين إلى دولة العلويين محطات كبيرة وحروب طاحنة ووحدة شعب لم تزده الأيام إلا تدبرا وتأملا في الحفاظ على البلد بتنوعه العرقي والثقافي والديني وتسامحه وتعايشه وانفتاحه على واجهتين بحرتين، ونحن ندافع بكل ما لدينا في الصدر والقلب والبندقية والقلم من إرث المرابطين وعلى قسم يوسف بن تاشفين والمنصور الذهبي وسيدي محمد بن عبد الله…

قد لا تعني هذه الأسماء للجيران وللطغمة التي تبيع كل شيء حتى الأرض من أجل مصالحها إلا مزيدا من الحنق ومعاول الهدم وهم ينظرون إلى البلاد في أبهى استقرارها ومحطاتها وتوسعاتها وقدراتها البشرية واستقراها في أزمنة “الربيع العربي” المخرب للمنطقة ولخيراتها.

التاريخ لا يمكن أن نكتبه نحن المغاربة بل هو ارث إنساني؛ وذلك أن علم الدولة المرابطية تحتفظ به اسبانيا في متحفها ببرشلونة وهو تأكيد على قدرة المغاربة حينما يدافعون عن بلادهم وأحوزها… الأرض لا تعني فقط بضع مدن بالجنوب كما يدعي تجار الحروب، أو قطعة أرض خالية بالصحراء الغربية وهي تطل على المحيط الأطلنتي للمغرب غربا، ولكن هي محطات للعبور.. للمقاومة.. لأرض الأسلاف.. لأرض الرجال والمنطلقات.. وللأرض التي يموت المغاربة عنها إلى آخر نفر ولا يسمح فيها.. فهي إرث مغربي توارثناه أجيالا بعد أجيال وحلم أرض حاول المستعمر الفرنسي والاسباني والتركي أن يسرق مواردها وخلف خلفه غرائب شؤم…

إن كنتم بالفعل رجالا من أرض المرابطين ولستم مرتزقة متسللين ومتسولين… ومن طغمة المستعمر بعد الرحيل، أن تفكروا وتتأملوا أن يوسف بن تاشفين كان من قلب صحراء المغرب مترامية الأطراف حد نهر السينغال التي دافع عنها حتى النفس الأخير وعن مغرب كبير بأفكاره وشعبه يتسع للجميع…

‫تعليقات الزوار

4
  • وهل تستوي وحدة ...
    الأحد 20 ماي 2018 - 22:04

    … المرابطين مع انفصال البوليزاريو ؟
    الصحراء كانت أرض قبائل الملثمين وكان نهر السنغال يسمى نهر صنهاجة.
    كان المغرب منقسما بين الخوارج والسنة والشيعة بعد أن أسقط العبيديون الشيعة دولة الأدارسة نهاية القرن الثالث الهجري ، فعمت البدع والفتن والإنقسامات البلاد المغاربية .
    استغل فقيه المذهب المالكي أبو عمران الفاسي الأمازيغي لقائه بالقيروان مع يحيا بن إبراهيم لجدالي أمير اللمتونيين ، فبعثه إلى تلميذه سيدي وجاج الإدريسي اللمطي بسوس الذي أرسل معه عبد الله بن ياسين لتلقين المعارف الإسلامية لقومه.
    نجحت خطة الفقهاء إذ وحد المرابطون المغرب والأندلس على المذهب المالكي.
    كان المرابطون قد أوقفوا في المغرب الأوسط ، زحف قبائل بني هلال التي أطلقها العبيديون الشيعة لتخريب البلاد المغاربية ، إلا أن يعقوب المنصور الموحدي سمح لها بالإقامة في المغرب الأقصى ،فاستوطن بنومعقل الصحراء او ما يسمى بلاد شنقيط.
    فلو ظهر ولد دادة المعقلي الإنفصالي و بورقيبة التونسي الذي سانده وبوخروبة الجزائري والقذافي الليبي الداعمان للإنفصال ، في عهد يوسف بن تاشفين لاستنزلهم من كراسيهم كما استنزل ملوك الطوائف من عروشهم.

  • ملوك
    الإثنين 21 ماي 2018 - 09:45

    ههههه لازلتم تعيشون بالماضي وحتى لو فرضنا جدلا ان احلامكم مشروعة فان يوسف بن تاشفين ليس مغربيا وهدا ما يجهض هدا الحلم لو سايركم العالم فيما تقولون لاصبح الكون روينة فيقوا رحمكم الله البكاء على الاطلال لا يجدي اللهم الا ان كان هدا مقصود لتلهية الشعب المطحون فهنا يصبح مشروعا حسب الفكر المخزني

  • الصحراء المغربية
    الإثنين 21 ماي 2018 - 14:17

    يوسف بن تاشفين مغربي من الصحراء كأي مغربي آخر ينحدر من سوس أو الريف . وقد أسس دولة عظيمة عاصمتها مراكش وحدودها نهر السينيغال جنوبا والاندلس شمالا ومصر شرقا والمحيط غربا. . ثم إن الصحراء وبإعتراف الإسبان كانت أرضا خلاء ، فأين جمهورية الوهم التي قاومت اجتياحهم أرض الأجداد كما يزعمون . كما أن الإسبان ماقالوا بنظرية الأرض الخلاء إلا ليشرعنوا لاغتصابهم الغاشم لأراضي مغربية ذات ضعف من المركز الرباط .

  • anas
    الإثنين 21 ماي 2018 - 15:51

    pour le N°2, les almoravides sont des marocains, le premier rassemblement des almoravides s'est constitué dans le village d'Aglou au Sous marocain, les almoravides ont poussé très loin au sud jusqu'au sénégal et le Mali, mais la dynastie en tant que telle est d'origine marocaine

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 3

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس

صوت وصورة
الحومة | بشرى أهريش
الأربعاء 27 مارس 2024 - 21:30

الحومة | بشرى أهريش