بنبركة .. "اللغز" الأشهر في تاريخ المغرب

بنبركة .. "اللغز" الأشهر في تاريخ المغرب
الإثنين 5 نونبر 2012 - 02:00

ليس شرطا أن تكون رائعا كي يتذكرك التاريخ، فكثير من الرائعين رحلوا دون ذكريات..وليس شرطا أن تكون إنسانا شريفا كي ينصفك التاريخ، فكثير من الشرفاء صورتهم كتب التاريخ على أنهم أنذل البشر..وليس شرطا أن تكون حيا كي يذكرك الناس، فهناك من يعيشون معنا رغما عن رغبة التاريخ في محوهم من دفاتره.

هذا الوصف الأخير هو الذي ينطبق على المهدي بنبركة، الفينيق الذي لم ولن يموت أبدا.. من رماده المشتعل ما تزال كلماته حاضرة في كثير من قلوب المغاربة، حيث إن 47 سنة بالتمام والكمال عن اختفائه الشهير لم تستطع إخماد نار الرغبة في معرفة مصير رجل لم يكن كأي الرجال.. كل سنة تعاد الأسئلة بنفس الحرقة ونفس الألم: كيف اغتالوا بن بركة؟ أين هو جثمان بنبركة؟ من قتل بنبركة؟ كأنه حق يأبى النسيان..كأنه جرح يرفض التضميد..كأنه وطن يتمرد ضد الاستبداد..

المهدي بنبركة قيل في حقه الكثير، وقيل كذلك ضده الكثير..أفكاره كواحد من أشهر القادة السياسيين في الخمسينات والستينات ألهمت الكثير من الشعوب الطامحة آنذاك للاستقلال..معارضته القوية للحسن الثاني في وقت كانت كلمة “لا” تساوي الدم والنار..واغتياله بطريقة غامضة شبيهة بسيناريوهات أفلام التشويق..عوامل جعلت من بنبركة اللغز المغربي الأكثر شهرة عبر التاريخ، ووضعته ضيفا وازنا على “زووم” لهذا الأسبوع في هسبريس، وذلك عبر رحلة إلى سنوات الخمسينات والستينات..هناك حيث سكن الألم.

بن بركة ومناهضة الاستعمار..

كان المهدي أصغر الوطنيين الذين وقعوا على وثيقة المطالبة بالاستقلال سنة 1944، اسمه المكتوب على صدر تلك الوثيقة لا زال شاهدا على رغبته القوية في دحر الاستعمار بالطرق السياسية وهو لا يزال ابن الـ24 سنة، ابن مدينة الرباط الذي حاز على البكالوريا سنة 1938 بميزة جيد جدا، ثم الإجازة في الرياضيات من الجزائر بداية الأربعينات بعدما تعذر عليه الذهاب إلى فرنسا التي كانت محتلة من طرف ألمانيا الهتلرية.

كان المهدي مثالا مبهرا للنضال حيث ظهرت بوادره الأولى بالجزائر حين انتخب إبان دراسته رئيسا لاتحاد طلاب شمال إفريقيا، ومباشرة بعد عودته للمغرب انتخب في اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، وكان من بين المساهمين في إصدار جريدة العلم، مما جعل الإقامة العامة الفرنسية بالمغرب تجعله على رأس قائمتها السوداء ليتم اعتقاله ونفيه إلى الجنوب المغربي ابتداء من سنة 1951، ولم تمنعه 3 سنوات من الاعتقال والنفي أن يعمل بشكل جدي من أجل تعميق معارفه السياسية إلى حين الإفراج عنه سنة 1954.

امحمد الخليفة، القيادي في حزب الاستقلال، قال في تصريحات لهسبريس: “المهدي كان بالنسبة لنا نحن من بدأنا ممارسة الوعي السياسي مثالا حيا للنضال ضد الاستعمار، كنت داخل الشبيبة الاستقلالية التي دائما ما كان بنبركة يؤطرها، وكانت تدخلات الرجل القوية والبليغة تبهرنا وتحيي فينا الرغبة في النضال”.

ومباشرة بعد خروجه من السجن، كثف بنبركة العمل من أجل استقلال الوطن، وتحول إلى خطر حقيقي ضد السلطات الفرنسية بالمغرب، وهو الأمر الذي أكده وزير البيئة السابق في عهد حكومة اليوسفي ونائب الأمين العام للحزب الاشتراكي مولاي أحمد العراقي بقوله: “المهدي كان خصما حقيقيا للمستعمر لأنه لم يكن ينفعل أو ينتقم، بل كان يمتلك مشروعا بديلا، والمشاريع البديلة هي التي ترعب المستعمرين”.

وأبرز ما كان يميز عمل حزب الاستقلال في السنوات الأخيرة من عمر الاستعمار بالمغرب، هو تعاونه المميز مع المؤسسة الملكية التي كان المهدي بنبركة ينظر إليها كلبنة أساسية من أجل الحفاظ على استقرار المغرب كما يقول محمد الحبابي، القيادي داخل الاتحاد الوطني للقوات الشعبية ثم داخل الاتحاد الاشتراكي، في تصريحات خص بها هسبريس:” كان بنبركة مؤمنا بالمؤسسة الملكية، غير أنه كان يرى أن هناك ضرورة لكي تتطور هذه المؤسسة وتتحول البيعة من ذلك الشكل التقليدي إلى بيعة عصرية قائمة على اختيار الشعب، وهذا الأمر تفهمه الراحل محمد الخامس، رغم أن الحسن الثاني كان قد طلب من والده أن يعينه وليا للعهد بظهير وهو ما قبله محمد الخامس في البداية قبل أن يتراجع عنه ويعود إلى الشكل التقليدي للبيعة”.

وأردف الحبابي بأن المهدي بنبركة وعبد الرحيم بوعبيد كانا يدخلان إلى القصر الملكي متخفيين بشكل دائم لكي يتواصلا مع محمد الخامس كي لا تعرف بذلك سلطات الحماية، كما أن بنبركة كان هو الذي نظم استقبال الملك من منفاه، وساهم بشكل كبير في خطبته الشهيرة التي ألقاها بطنجة سنة 1947، بل إن الحبابي يعتقد أن بنبركة هو الذي كتبها رغم أنه لم يعترف بذلك صراحة.

بنبركة وجيش التحرير

وشهدت السنوات الممتدة بين منتصف الخمسينيات ومنتصف الستينات تداخل ثلاث جهات قوية تتبنى مطلب الاستقلال: القصر الملكي وحزب الاستقلال وجيش التحرير، ولئن كانت علاقة المهدي بالقصر في ذلك الوقت مستقرة، فعلاقته مع جيش التحرير شابها الكثير من الجدل خاصة أن التسابق حول من يملك الشرعية الأولى للنضال بدأت تظهر بوادره، على اعتبار أن جيش التحرير تشكل في وقت كان فيه الكثير من قادة حزب الاستقلال معتقلين بمن فيهم المهدي الذي كان منفيا إلى الجنوب المغربي، لذلك ومع اقتراب الاستقلال، كان هناك سؤال قوي عمن سيكون في الصفوف الأمامية في الدولة المغربية.

هنا تأتي بعض الاتهامات خاصة من الشبيبة الإسلامية التي تقول بأن بنبركة تورط في أعمال قتل بالريف راح ضحيتها عباس المساعدي، واحد من أكبر قادة جيش التحرير بالريف والذي اغتيل في ظروف غامضة في يوليوز 1956 أي 4 أشهر فقط بعد الإعلان الرسمي عن استقلال المغرب، إضافة إلى بعض الاتهامات المتعلقة باغتيال عبد الله الحداوي عن منظمة الهلال الأسود، غير أن الكثير ممن عاصروا المهدي نفوا بشكل قاطع هذه الاتهامات، فالحبابي الذي تكفل بنبركة بمقامه بالرباط سنة 44 عندما كان يجتاز امتحان البكالوريا ثم ساعده في نيل الدكتوراه سنة 55 يقول: “لم يكن المهدي يقتل أو يعطي أوامر بالقتل، ومثل هذه الدعايات أطلقها مجموعة من الأشخاص وعدد من الأحزاب الكرطونية التي أنشأها القصر الملكي فيما بعد للنيل من حزبي الاستقلال ومن الاتحاد الوطني للقوات الشعبية”، وهذا الأمر يؤكده اخليفة الذي يقول بأن هناك “أقلام وجهت وأحزاب خلقت منذ 58 من أجل النيل من مناضلي الشعب المغرب ومن بينهم بنبركة”، كما يتحدى مولاي أحمد العراقي هذه الجهات التي تتهم بنبركة مطالبا إياها بإتيان براهينها إن كانت صادقة.

الاستقلال الناقص..

أتى الاستقلال الموعود، وانتقل المغاربة من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر؛ أي من محاربة الاستعمار إلى بناء الدولة، وسعادة الكثير من القادة المغاربة بهذا الاستقلال لم تكن غامرة وعلى رأسهم المهدي بنبركة الذي سألته أخته بعد إعلان الاستقلال: “لماذا لا تفرح يا المهدي كبقية الناس”؟ ليجيبها: “لم نأخذ استقلالنا بعد، ما تحقق لحد اللحظة هو نصف استقلال فقط”.

كان بنبركة يحس في قرارة نفسه أن هناك شيئا ليس على ما يرام، وهو ما ترجمه في ما بعد في تقريره”الاختيار الثوري” عندما تحدث عن خطأ مفاوضات إكس ليبان التي شارك فيها، والتي أعطت للمغرب استقلالا ناقصا مقابل استمرار نهب السلطات الفرنسية للخيرات المغربية، كما يقول مولاي أحمد العراقي، فـ”المهدي اعترف فيما بعد بأن تلك المفاوضات ما كان عليها أن تكون بتلك الطريقة التي سهلت استمرارية اللوبي الفرنسي في المغرب”.

غير أن هذا الألم لم يمنع بنبركة من مواصلة العمل مع حزبه ومع المؤسسة الملكية من أجل بناء مغرب الغد، ومن أكبر الأدلة على ذلك إشرافه على بناء طريق الوحدة الذي جمع بين المغرب الذي كان تحت الوصاية الفرنسية بالذي كان تحت الوصاية الإسبانية، فـ”خطاب محمد الخامس حول هذا المشروع أشعرنا بنوع من العجز في كيفية تطبيقه، لكن ما إن التقينا بالمهدي بنبركة، حتى ظهرت لنا خطة العمل سهلة بعد شرحه المميز، فقد كان وجوده معنا حافزا كبيرا، كان يبني معنا الطريق، وفي الليل يسهر معنا في النقاش” يقول امحمد الخليفة.

ورغم كل المحاولات من أجل إقناع بنبركة للدخول في أول حكومة من بعد الاستقلال، فقد فضل أن يكون رئيسا للمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، وأن يكتفي بتكوين الشباب في العمل السياسي داخل حزب الاستقلال، لكن سرعان ما بدأت الخلافات تدب في جسم حزب الاستقلال الذي صار فضاء لمجموعة من التيارات السياسية والنقابية والحقوقية، خاصة مع تبلور الأفكار الاشتراكية في ذهن المهدي ومجموعة من رفاقه كعبد الرحيم بوعبيد والفقيه البصري والمحجوب بن الصديق، إضافة إلى وجود بعض المنتفعين داخل حزب الاستقلال ممن كانوا يتقربون من ولي العهد الراحل الحسن الثاني من أجل الدخول إلى الحكومة، كما يؤكد محمد الحبابي الذي يحكي كيف أنه كان ذات يوم في منزل بوعبيد لما كان هذا الأخير وزيرا للاقتصاد وكان الحبابي موظفا في ديوانه، ثم أتى المهدي بنبركة واقترح على بوعبيد تشكيل حزب جديد بسبب كثرة المنتفعين داخل حزب الاستقلال، ولفترات ظل بوعبيد رافضا للفكرة قبل أن يذعن لها ويعلن موافقته على تأسيس حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية الذي رأى النور سنة 1959.

وتوجد بعض الروايات التي تتحدث عن كون بنبركة طرد بطريقة غير مباشرة من حزب الاستقلال بعدما ظهر أن هناك اختلافا جذريا حول مواقف رجالات الحزب خاصة فيما بتعلق بالموقف من المؤسسة الملكية رغم أن المهدي بنبركة كان في السنوات الأولى للاستقلال هو دينامو الحزب، وفق إفادة امحمد الخليفة.

النزاع مع الحسن الثاني

ويذكر رضا اكديرة في كتاب “مغرب الحسن الثاني” كيف أن الأمير مولاي الحسن اعتبر تأسيس حكومة يسارية قوية نهاية سنة 58 خطرا على المؤسسة الملكية، خاصة أن اليسار كان قويا في العالم سنوات الخمسينات والستينات، لذلك شكل الأمير حينذاك معارضة قوية من الشخصيات الأكثر تمثيلية تكفلت بإسقاط حكومة عبد الله إبراهيم الذي كان قد انفصل مع أصدقائه عن حزب الاستقلال وشكلوا الاتحاد الوطني للقوات الشعبية”.

توفي محمد الخامس، واعتلى الحسن الثاني العرش سنة 61، في وقت كانت فيه الكثير من الملكيات مهددة في العالم العربي، لذلك كان الحسن الثاني واعيا بضرورة تقوية منصبه كحاكم للبلاد، وهي الرغبة التي اصطدمت برجال الحركة الوطنية الذين لم يكونوا ليقبلوا أن يبقوا كمجرد متفرجين على الساحة السياسية، وأكيد أن بنبركة كان في مقدمتهم خاصة وأننا نعلم كيف كان مقتنعا على أن الملكية يجب أن تطور من نفسها وتستجيب لحاجيات عصرها، إضافة إلى أن محمد الخامس توافق مع مكونات الحركة الوطنية على نوع من الملكية البرلمانية قبل الاستقلال لاجتثاث المستعمر من البلاد كما يؤكد لنا مولاي أحمد العراقي، مما يظهر أن الحسن الثاني لم يكن مستعدا لتقديم مثل هذه التنازلات.

ويضيف العراقي أن النزاع بين الحسن الثاني والمهدي بنبركة كان يتمحور حول توزيع السلط، فالملك الراحل كان متشبثا بالإبقاء على أسس الدولة المخزنية، في حين كان المهدي بنبركة مقتنعا بملك يسود ولا يحكم، أي أنه كان يرى في الملكية ضرورة، لكن بشرط أن تكون ديمقراطية، كما يتحدث العراقي عن أن الكثير من رجال الاستعمار تدخلوا بعد الاستقلال لنسف هذا التوافق حول الملكية البرلمانية، حيث حاولوا تشويه صورة مناضلي الحركة الوطنية لدى القصر الملكي، زيادة على أن ” الحسن الثاني ربما اعتقد أن الملكية البرلمانية قد تهدد عرشه خاصة في وقت كانت فيه الكثير من الملكيات تتساقط في العالم العربي، لذلك قام بكل ما يمكن القيام به من أجل منع الملكية البرلمانية حتى ولو كان الأمر متعلقا بملكية مطلقة” يقول العراقي في حديثه مع هسبريس.

ومن بين أهم ما طبع التوتر بين بنبركة والحسن الثاني، تصويت حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية على الدستور الذي قدمه الحسن الثاني سنة 62 ب “لا” مقابل تصويت حزب الاستقلال عليه ب”نعم”، وهي “لا” التي كانت ضد الحكم المطلق وضد دستور لم يكن ينسجم مع مبادئ الديمقراطية كما هو متعارف عليه حاليا، وقوة الأعضاء المؤسسين للاتحاد الوطني للقوات الشعبية جعلت من “لا” سنة 62 كلمة قوية أثارت جدلا كبيرا ووصل مداها إلى خارج المغرب. ومن نتائج هذه الكلمة، الحكم على بنبركة بالإعدام في أطار ما يسمى بمحاكمة يوليوز 63 التي يصفها العراقي بالمصطنعة، والتي بسببها خرج المهدي من المغرب رغم أنه حقق فوزا لافتا خلال انتخابات نفس السنة عندما فاز في دائرة يعقوب المنصور بالرباط، إضافة إلى تخوين بنبركة بسبب مساندته للنظام الجزائري خلال حرب الرمال بأكتوبر من نفس السنة، رغم أن ابنه البشير أكد لجريدة المساء أن والداه كان رافضا للحرب ككل وكان يحاول التوفيق بين مسؤولياته كمسؤول لمنظمة تضامن الشعوب الإفريقية الآسيوية وقيادي مغربي وصديق لجبهة التحرير الجزائرية.

سنة الاغتيال الأشهر في تاريخ المغرب

رغم الأزمة بين الحسن الثاني والمهدي بنبركة ، فقد كان هناك نوع من التقدير بينهما، يقول محمد اخليفة أن الملك الراحل كان يقدر كثيرا المهدي خاصة أنه كان أستاذه في الرياضيات، كما أنه وفي عز الأزمة كان سفير المغرب في فرنسا مولاي علي يتشاور مع بنبركة حول إمكانية دخول هذا الأخير في الحكومة الائتلافية التي اقترحها الحسن الثاني، وكان رأي بنبركة آنذاك إيجابيا، وفي هذا الصدد يستعيد محمد الحبابي تلك الأيام متحدثا:

” 23 مارس 65، قتلت وزارة أوفقير العشرات فيما عرف بانتفاضة التلاميذ ، وحينها اتصل الحسن الثاني ببوعبيد متحدثا عن أن هناك طائرة هيلوكبتر تنتظره وراء القصر، وأنه مستعد للهرب من المغرب في حال ما تصاعدت الأحداث، بنفس شاكلة ما وقع بتونس السنة الماضية عندما هرب بنعلي، واقترح الحسن الثاني في ذلك الوقت على بوعبيد إنشاء حكومة ائتلافية تتكون من قادة الإتحاد الوطني للقوات الشعبية لإنقاذ الوضعية، شرط أن يعود المهدي بنبركة ويتولى وزارة الخارجية، لذلك بعث الملك بسفيره في فرنسا محاولا إقناع بنبركة الذي أكد أنه سيعود للمغرب، لكن فقط بعد زيارته لكوبا، حيث كان يحضر لمؤتمر القارات الثلاث بهافانا”.

ويتابع الحبابي:” سافرت عند المهدي بنبركة بباريس بطلب من بوعبيد، أخبرته كيف أن الملك اقترح علينا أن نشارك في الانتخابات، وكيف أن الجميع داخل الاتحاد الوطني للقوات الشعبية كان متأكدا من أننا سنحوز على الأغلبية، أتذكر جيدا حديثنا في مقهى les champs Elysée بباريس، وبينما كنا نتحدث، كان هناك ثلاث رجال من المخابرات يتبعوننا، كان بنبركة يحس بالخطر هناك أيضا، فقد كان يحس أنه ستكون هناك محاولة جديدة لاغتياله بعد محاولاتين سابقتين بالمغرب وسويسرا، كما أن المهدي أخبرني أن لديه موعدا مع الرئيس الفرنسي في نونبر من نفس تلك السنة، لكن للأسف اغتيل المهدي يوما قبل أن يلتقي به”.

الإطار السياسي للاغتيال..

وظلت أسئلة من قبيل: من المسؤول عن اغتيال المهدي بنبركة وكيف تمت تصفيته وأين هو جثمانه مطروحة طوال 47 سنة، والمثير في الأمر أن الكثير من الشهود وجدوا منتحرين لصلتهم بالحادث كما تقول الدوائر الرسمية، وعموما فما تتفق عليه الكثير من الشهادات أن هناك من عمل فخا للمهدي بإقناعه بالمشاركة في فيلم حول الحركات التحررية بالعالم، ثم اختطفه شرطيان فرنسيان من أمام مطعم ليب بباريس حيث اختفى عن الأنظار.

ومن الشهادات المهمة في هذا الصدد، شهادة أحمد بخاري العميل السابق في الاستخبارات المغربية الذي قال لمجموعة من وسائل الإعلام بداية الألفية الثالثة أن بنبركة تعرض للتعذيب بشكل وحشي من طرف أحمد الدليمي مساعد وزير الداخلية محمد أوفقير، في إحدى الفيلات في فونتناي ـ لو فيكونت بالقرب من باريس، واستمر التعذيب بعد وصول أوفقير الذي شارك فيه كذلك، ليفارق المهدي الحياة حوالي الساعة الثالثة من فجر يوم السبت 30 أكتوبر، ونقلت جثته للرباط، حيث أذيبت في خزان من حمض الأسيد، ويضيف البخاري كذلك في حوار كانت قد أجرته معه قناة الجزيرة أن المخابرات المغربية وعناصر من سي أي إيه الأمريكية اتفقوا على وضع حد لحياة المهدي بنبركة بسبب نشاطاته الاشتراكية.

ومن الشهادات كذلك، توجد شهادة الحبابي لعدد من الجرائد الوطنية حين صرح أن جثمان المهدي بنبركة مدفون تحت السفارة المغربية بفرنسا، بينما دفن رأسه بالمغرب بالنقطة الثابتة PF3 ، وقد أكد الحبابي أن اغتيال بنبركة دبره الأمريكيون الذين تعاون معهم جهاز الاستخبارات المغربي الكاب 1 ، وأن الحسن الثاني حاول منع هذا الاغتيال عندما كان يتصل ببنبركة من أجل أن يرجع للمغرب، لأن الولايات المتحدة الأمريكية كانت تدبر لاغتيال مجموعة من الشخصيات المنظمة لمؤتمر القارات الثلاث الذي يضرب مصالحها، رغم أن الحبابي عاد ليؤكد في حوار له مع يومية المساء المغربية أن الراحل الحسن الثاني اعترف بالتقصير في منع اختطاف المهدي بنبركة وهو ما ترجمه بمراجعة عدد من مواقفه بداية التسعينات.

وتوجد كذلك شهادة فلوري، وهو واحد من أفراد القوات الفرنسية الخاصة سابقا، الذي قال إن جثة بنبركة أحرقت في بناية خارج باريس. وقد حاول الصحفيان الفرنسيان جاك درجي وفرديرك بلوكان لملمة أجزاء الحقيقة، في تحليل ظهر منطقيا إلى أبعد الحدود، فشخصية المهدي بنبركة كمعارض اشتراكي معروف، جعلته هدفا لأربعة أطراف أساسية هي الولايات المتحدة الأمريكية التي كانت تريد إفشال مؤتمر القارات الثلاث وتريد زعزعة الرئيس الفرنسي دوغول الذي كان يأبى الانحياز إليها، إضافة لرغبتها في تخليص حليفها المغربي من معارض قوي، وهناك الطرف الثاني وهو الدولة الفرنسية التي تواطأت لمنع كشف الجريمة ومرتكبيها، زيادة على الطرف الثالث أي الدولة الإسرائيلية التي كانت شريكا قويا للمغرب آنذاك وكانت تريد التخلص من بنبركة الذي كان يناضل عالميا من أجل فلسطين، ثم السلطة المغربية ممثلة في وزير الداخلية أوفقير.

ومن الغريب في قضية بنبركة أنها تظهر كفيلم تشويق، بفارق بسيط هو أنه فيلم بأحداث واقعية، فعدد من الشهود في القضية انتحروا أو قتلوا، فجورج فيغون رجل العصابات الفرنسي الذي رتب اختطاف بنبركة تم العثور عليه منتحرا بداية 66، وعلقت الجريدة الفرنسية لوكنار أونشيني على موته بعنوان “فيغون ينتحر برصاصتين في ظهره” كما قال البشير بنبركة في أحد حوارته مع المساء، إضافة لثلاثة من رجال العصابات الذين اختطفوا بنبركة والذي تمت تصفيتهم، ثم الدليمي الذي توفي في حادث سيارة مثير للجدل.

ماذا تبقى من فكر بنبركة؟

يقول فتح الله ولعلو أحد القياديين الاشتراكيين عن بنبركة:” كان رجلا استثنائيا بدون مبالغة، كان جد ذكي وجد مجتهد، لم يكن رجل قطيعة، بل كان رجلا واقعيا، دائما يبحث عن طريق للتفاوض وربط التواصل، اغتياله قوى الأطماع الخارجية ضد المغرب، ولو كان المهدي بنبركة على قيد الحياة لكان قوة تفاوضية أقوى بالنسبة للمغرب للدفاع عن الصحراء، وقد كان رحمه الله رجل حركة، يفكر بسرعة، يعطي مئات الأفكار يوميا، باختصار كان رجلا وظف حياته من أجل المستقبل”.

ويتحدث مولاي أحمد العراقي عنه:” الحاجة اليوم لفكر بنبركة هي حاجة ملحة جدا، ويجب أن نستفيد من فكره عندما كان يتأقلم مع المستجدات الواقعية وعندما كان يتعامل مع المغرب المعاصر في الوقت المعاصر”.

والأكيد أن مكانة بنبركة كبيرة جدا عند الكثير من المغاربة، خاصة عند من تشبعوا بالأفكار الاشتراكية، لكن هل كان المهدي سيكون سعيدا وهو يرى هذا التشتت الذي حدث لحزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية ثم لحزب الاتحاد الاشتراكي فيما بعد؟ هل كان ليكون فرحا ورفاق دربه يدخلون في تجربة اسمها حكومة التناوب لم تقم سوى بقتل الكثير من وهج الاشتراكيين في المغرب؟ هل كان ليكون مطمئنا ورفاق دربه يدخلون إلى وزارة العدل مرتين دون أن تكون لهم القدرة لتحريك ملفه؟ هل كان المهدي ليقبل لو بقي حيا بتحريف مسار الإتحاد الاشتراكي الذي قبل أن يبقى في حكومة رئيسها لم يأت من الانتخابات؟

يقول مولاي أحمد العراقي في نهاية حديثه لهسبريس بكثير من الألم:” لو بعث المهدي بنبركة من جديد، فأكيد أننا لم نكن لنسقط في الكثير من الأخطاء، ولو كان رئيسا لحكومة تملك الكثير من الصلاحيات التي قتل من أجلها الكثير من شرفاء هذا الوطن، أكيد أنه كان ليفعل الكثير والكثير”..

فكم من غائب حاضر بفكره وإنجازاته..وكم من حاضر غائب حتى ولو ملأ السماء خطبا وتصريحات!

‫تعليقات الزوار

39
  • Mr.raskal
    الإثنين 5 نونبر 2012 - 03:48

    السلام عليكم ،
    نحن كجيل ناشئ نريد إعادة فهم ملبسات القضية وفتحها من جديد ، المهدي بنبركة شريف و مكافح و متدين بشاهدة ناس الذين عايشوه ، إذا نحن نحترمه ونتخده كقدوة في عمل سياسي .
    مستحيل أن تجد رجل متله الأن ، أغلبهم لايوجهون العافريت و التماسيح ، بينما المهدي بنبركة كان قاهر الحكماء بشاهدة حسن التاني .
    رحمك لله يامن جاهد في سبيل وطنه وحربـــــــه أبناء وطنه .

    :::::محـــــــــــــــارب على منهج النبوة:::::

  • مصطفى العبدي
    الإثنين 5 نونبر 2012 - 04:07

    شبه كبير بين ماساة شي كيفارا والمهدي ،فمنفذو عملية ٌقتل الشي ما توا تبعا بالحديد والنار من أول جند بسيط بوليفي إلى الأكبر منه مرتبة وكذا الأمر حصل لكل من ذركر أن له علاقة بموت أو خطف المهدي,,,, ويذكرني الأمر ايضا بممثلي فيلم الصعود إلى القمر الدين قضوا تباعا إذ تصيدتم السيا واحدا واحدا حتى أفنتهم و لم يجديهم هروبهم إلى الشرق الأقصى وذوبانهم عيشا مع بسطاء القوم هناك
    ولتشابه الأحداث تجزم أن السيا هي قاتلة المهدي ، والأمر يقبل ويصدق إن عرفنا أن بنبركة كان ابدا في رحلة مكوكية من روسيا إلى الصين ومنها إلى كوبا حاملا معه حقيبة من العملة تفوق المليار…. قد كان معولا عليه في بناء نظام اشتراكي شيوعي في المغرب وفي افريقا وبما أن أمريكا كان نصب اعينها ووقتها محاربة المد الاشتراكي صفته …ولكن بأيادي مغربية

  • Naoress
    الإثنين 5 نونبر 2012 - 04:12

    تستوقفني هده المقولة للشاعر العملاق محمود درويش في هدا الصدد : '' اني اخترتك يا وطني فل يتتنكر لي زمني مادمت ستذكرني ''
    المهدي بن بركة إختار الوطن على المناصب و الكراسي وقال '' لا '' للدستور الممنوح و '' لا '' لقبظة الحديد، ومن نتائج هذه الكلمة، الحكم على بنبركة بالإعدام في أطار ما يسمى بمحاكمة يوليوز 63 كان يساريا حتى النخاع متشبع بالفكر الإشتراكي لكن الجميل أنه كان يصلي وكلما ذكر سيد الخلق او الصحابة او باقي الرسل إلا ويثني عليهم و يصلي.. كان إنسان شهم بشهادة أعدائه قبل أصدقائه رحمك الله فأنت دائما رمز للصمود و النضال فالجسد فان والأفعال خالدة وستبقى خالدا في تاريخ المغرب المعاصر

  • zakaria
    الإثنين 5 نونبر 2012 - 04:17

    لو بعث المهدي بنبركة من جديد، فأكيد أننا لم نكن لنسقط في الكثير من الأخطاء، ولو كان رئيسا لحكومة تملك الكثير من الصلاحيات التي قتل من أجلها الكثير من شرفاء هذا الوطن، أكيد أنه كان ليفعل الكثير والكثير"..

    رجل لو لا اغتياله لكان المغرب غير الدي نعيشه

  • زنوبيا
    الإثنين 5 نونبر 2012 - 04:29

    ما أحوجنا الى رجال من طينة المهدي بنبركة في هاته الظرفية الحرجة التي تمر بها بلادنا.المناضلين الحقيقيين كانوا فعهد الحسن الثاني اما دابا النضال رجع موضة من يعانون من مراهقة سياسية.مخليين القضايا الكبرى و جالسين (كيناضلوا )من اجل الافطار العلني و الاجهاض و الدفاع عن حق المجرمين في الحياة..

  • hicham-xrfw
    الإثنين 5 نونبر 2012 - 08:17

    هذه هي سياسة اليسار من اجل خطف بعض البصيص ، بنبركة مات فين كاين المشكيل دليمي حتی هو مات و افقير و الحسن الثاني ، يجب اخراج المهدي بنبركة من ادهانكم كان مجرد شخص عندو اخطاء كثيرة وبعض الحسنات القليلة جدا
    انا بعدا لمعدة كتوجعني باش كنقرا هاد لخرايف

  • Khalid Abdullah
    الإثنين 5 نونبر 2012 - 08:38

    notre chèr pays a toujours donné des Hommes de valeurs. des hommes et des femmes courageux. on peut ne pas être d'accord avec toutes leur idées; mais notre amour pour notre pays de notre histroire et de notre chèr peuple nous fait oublier toutes nos différences

    y'a encore des Hommes de valeurs. Al Khayro Amame comme disait mon grand père

    Salam

  • aissa
    الإثنين 5 نونبر 2012 - 08:48

    مدام اشتراكيا في اتجاهه فافكاركه ليس لها اي معنئ فنحن رءينا مال الاشتراكيين ونحن نرئ عواقب الراسمالية اذن افكار هذا المناضل ليس لها اي اساس من الواقعية فاعتبروا يا أولي الالباب

  • شاب
    الإثنين 5 نونبر 2012 - 08:56

    هاده الاشياء اللتي وقعت في التاريخ لم ندرسها في المدارس, لم اسمع بئسم بن بركة حتى هاده السنة وانا الان في عمر 37سنة.

  • fati
    الإثنين 5 نونبر 2012 - 09:19

    لا إلاه إلا الله محمد رسول الله ……اللهم إرحم هذا الرجل وأعني لمن أدعي المهدي بن بركة وكل من قضى نحبه من أجل هذا الوطن الشريف amine ya rab

  • حميد
    الإثنين 5 نونبر 2012 - 09:22

    بعد تحليل هذه المقالة الشاملة حتى القراء البسطاء يدركون ان قتلة المهدي معروفون وان محاكمتهم حان اوانها لطي الملق بصفة نهائية .لكن هل من شجاعة سياسية لفك العقدة التي لم تعد لغزا?

  • BARAKA
    الإثنين 5 نونبر 2012 - 10:07

    Il y a beaucoup de sujets à discuter pour un Maroc meilleur au lieu de perdre notre temps à chercher sur des futilités. BENBARKA faisait partie de l'école et de la génération de EL KEDDAFI , SADDAM HOUSSEIN et HAFID EL ASSAD.

  • خالد
    الإثنين 5 نونبر 2012 - 10:22

    فعلا كان المهدي انسان استتنائي بكل المقايس المهدي لم يمت بل لازال في روح كل شرفاء هذا الوطن ,المهدي هو ذاك الحلم الذي نحمله من اجل تحرير المغرب من قبضة المخزن ومن التبعية لامبرالية ,المهدي روح ترفض ان تموت حتى ننتصر .

  • fatiha/Marrakech
    الإثنين 5 نونبر 2012 - 10:37

    ا لمهدي بن بركة سعيش دائما في قلوبنا ووجداننا بافكاره الوطنية وبمبادئه وقيمه الانسانية فهو لن يموت ابدا
    والمهدي رجل ليس كالرجال عجزت النساء ان تلد متله

  • abdallah
    الإثنين 5 نونبر 2012 - 10:38

    في السبعينات تأثرت كثيرا بفكر المهدي بنبركة وطعاطفت معه كثيرا الا أنني غيرت نظرتي حوله حينما صرح لإحدى الجرائد الصادرة بالقاهرة بوصف البرابرة بالهمجيين وغير المتحضرين مما يدل على أنه عنصري مثله مثل الذين يقتلون شعوبهم في المشرق لقد نجنا الله سبحانه وتعالى من شره لانه كان يسعى لقيام جمهورية بالمغرب وهذا ما لا نتمناه حفظ لنا الله ملوكنا العلويين ورحم الله المغفور الملك الحسن الثاني الذي كان أعضم ملك ونحبه كثيرا لأنه يحب بلده المغرب كثيرا وكان يسعى إلى إسعاده.

  • hadj bajji
    الإثنين 5 نونبر 2012 - 10:51

    il est incorecte que notre generations a venire ne puissent pas conetre la verite sur le passe de leur paye sur tout quils non auqu une vengence a reclamer a perssonne .jespere que les journalistes qui ce dit libre et responssable ,les historiens qui fond des recherches sur le passer de cette nation et les responssables politique et morale porte sur leurs epole et dans leurs honneur cette responssabilite .

  • عمر 51
    الإثنين 5 نونبر 2012 - 11:11

    بنبركة يشارك في مفاوضات مع الاستعمار من أجل استقلال المغرب , ثم بعد ذلك ينتقض نتائجها , ليقول لأخته: إن استقلال المغرب ناقص . هكذا يقتلون الأنسان ثم يسيرون في جنازته ويبكون . السؤال : لماذا علال الفاسي لم تشر إليه الأصابع في قتل عباس لمساعدي لا من قريب ولا من بعيد ؟ ولم تشر الأصابع كذلك إلى اي استقلال آخر في قتل عباس . والحسن الثالي رحمه الله يعترف ضمنيا على أن بنبركة له يد في قتل عباس ؟؟؟؟

  • rahmouni
    الإثنين 5 نونبر 2012 - 11:27

    يقال أن المناضلين الاتحاديين المزورين شاركوا ,في دفنه و قتله ,وهم بطبع يسكتون عن كشف الحقيقة . لهم مصالح في اقبار الجريمة.
    لم يستطع اليوسفي و لا راضي فمن سيقول الحقيقة

  • معاد الريفي
    الإثنين 5 نونبر 2012 - 11:34

    بنبركة دلك القيادي المحنك اللدي وان قتلوه لن يستطيعوا محوه من ادهاننا المهدي صاخب معادلة 30 درهم لكل مغربي من موارد الفوسفاط

  • مواطن
    الإثنين 5 نونبر 2012 - 11:38

    جل الدين قاموا بهده التصفية او شاركوا في التخطيط لها قد ماتوا .وستظل هده الواقعة وشمة عار علي جبين الدولة المغربية …..حرام ان يبقى هدا المناضل بدون قير…….اتقوا الله…اتقوا الله..ولا حول ولا قوة الا بلله

  • achabdan2012
    الإثنين 5 نونبر 2012 - 11:43

    رجل لو لا اغتياله لكان المغرب غير الدي نعيشه

    (" 23 مارس 65، قتلت وزارة أوفقير العشرات فيما عرف بانتفاضة التلاميذ ، وحينها اتصل الحسن الثاني ببوعبيد متحدثا عن أن هناك طائرة هيلوكبتر تنتظره وراء القصر، وأنه مستعد للهرب من المغرب في حال ما تصاعدت الأحداث، بنفس شاكلة ما وقع بتونس السنة الماضية عندما هرب بنعلي، واقترح الحسن الثاني في ذلك الوقت على بوعبيد إنشاء حكومة ائتلافية تتكون من قادة الإتحاد الوطني للقوات الشعبية لإنقاذ الوضعية، شرط أن يعود المهدي بنبركة ويتولى وزارة الخارجية، لذلك بعث الملك بسفيره في فرنسا محاولا إقناع بنبركة الذي أكد أنه سيعود للمغرب، لكن فقط بعد زيارته لكوبا، حيث كان يحضر لمؤتمر القارات الثلاث بهافانا".)

  • samir
    الإثنين 5 نونبر 2012 - 11:45

    المهدي بنبركة مغربي كباقي المغاربة. الكل قاوم الاحتلال الفرنسي. بنبركة كانت له مصلحة ما معارضة او يمين. بنبركة يرحمه الله. فلننظر الى المستقبل و لا داعي للرجوع الى الوراء. بنبركة كان ضد الملكية. يعني انه مثل صدام القدافي حافظ الاسد….مسكين بمغرفة وحدة. عاشت الملكية. الله الوطن الملك. فداك يا ملكي و يا وطني.

  • jada salam
    الإثنين 5 نونبر 2012 - 11:54

    ———
    كان رجلا حقيقيا لوطن غير واقعي .
    ما أثارني هو ازدواجية الموقف للمؤسسة الملكية .. من نشاطات هذا المناضل وكفاحه من اجل وطن سوي ونظام سياسي تاخد فيه الملكية ملامحها التي تناسب التوجه العام للسياسات العربية في هده الفترة.

  • زواق
    الإثنين 5 نونبر 2012 - 12:07

    تقرر القاء القبض عليه من طرف الحسن الثاني يوم 25 مارس 1965 اي يومين بعد احداث الدارالبيضاء و رصد لهذه الجريمة مبلغ يناهز 700 الف درهم انذاك!اخر من نصح الفقيد بعدم التوجه الى باريس كان الجزائري الاخضر الابراهيمي

  • ابنادم
    الإثنين 5 نونبر 2012 - 12:28

    اولا رحم الله المهدي بن بركة نعم كان لامريكا وفرنسا مع اسرائيل ثم من سبب للمغرب كل الاوجاع اوفقير كلهم اكيد متهمون لكن يمكن اقحام حكام جارة السوء فلاتستبعدوهم خاصة عندما اعلن عن خريطة المغرب بكل اراضيه المسروقة ولاننسى انه كان ضد الانقلاب الذي قاموا به ضد بن بلة

  • Marrakchi
    الإثنين 5 نونبر 2012 - 12:34

    Une hirondelle ne peut pas faire le printemps Certes la présence de cet homme pourrait aider à l'adoption d'une démarche différente de celle entreprise jusqu'à présent, mais il ne faut pas attribuer à une seule personne la réussite ou l'échec de tout un peuple!

  • محمد
    الإثنين 5 نونبر 2012 - 13:10

    لقد أنقذتنا العناية الإلهية من خطر الجمهورية والاستبداد الاشتراكي الذي كان يخطط له المرحوم ورفاقه. لو تم ما خططوا له لكان نعيش الآن تبعات نظام لا يختلف عن أنظمة القذافي والأسد وكوبا وغيرها ولكانت الحدود المغربية تنتهي عند كلميم. لقد كان الرجل يساند علنية الجزائر في حروبها السياسية والعسكرية ضد المغرب.

  • férraii boudraa
    الإثنين 5 نونبر 2012 - 14:34

    La vrais histoire de MONSIEUR BEN BERKA c'est ici tout pres d'EL JADIDA ou il repose un vrais prédateur de tout le temps du l'histoir criminel du maroc.Des sociétés partout au monde, des villas et des demeurs aussu dans les quatre coins du globe.ILYAS MILOUDI TOUNSI dit CHTOUKI qui sait toutes les histoires criminelles du MAROC .C'est sous ces yeux que le militant BEN BERKA a vu la mort.

  • symere8
    الإثنين 5 نونبر 2012 - 15:13

    لاشك ان الذين قتلوه كان يهدد مشروعهم وانا ارى ان المتهم الاول هو فرنسا وان كانت هناك جهات اخرى تريد تصفيته فربما كان بن بركة على وعي تام باطماع ومشروع وسياسة فرنسا بالمغرب وبالتالي ففرنسا لاتريد عقبات في طريقها نحو تحقيق مشاريعها هذه العقبات التي تواجهها الى حد الان فلا استبعد ان حكومة عبد الالاه عبد بن كيران تتعرظ لمختطات وضغوط خفية لماتبنت من مشاريع تهدد مصالح المستعمر الفرنسي واتباعه

  • samira
    الإثنين 5 نونبر 2012 - 15:56

    ا ن بنبركه مات ومن قتله او دبر او ساهم في ذلك منهم من ماتو ومنهم مازلو على قيد الحياه .اغلبيه من حزبه يعرف من قتله لكن هم لهم مصلحه في ذلك.السؤال هو لماذا حتى اليوم بدء الحديث عن هذا الحدث

  • yahassra
    الإثنين 5 نونبر 2012 - 16:04

    allah yarhamou il etait le symbole de résistance d'intélligence un visionnaire qui voulait un maroc démocratique,moderne,fort,puissant economiquement,un pays ou il n'ya aucun analphabéte,de la justice ,de l'égalité, le partage des richesses,de l'égalité des chances pour tout les citoyens.
    ceux qui l'ont assassiné , ce sont eux qui ont affamé les marocains ,les ont privé de liberté,ce sont eux qui ont signé les accords d'aix libans,ce sont eux qui méttaient leurs enfants dans les missions francaises ,ce sont eux qui ont exilé mohamed abdelkarim el khatabi et d'autres symboles disparus.

    malheureusement,maintenant et avant le maroc est gérer par les voleurs,en mettant en place des guignoles tels al aamrani,des al iraqui,des filali, de fassi,et benkiran et et et chabat allah yastar que des grands savants des intellictuels plutot des grands voleurs !!!!
    ,

  • ahmed
    الإثنين 5 نونبر 2012 - 19:44

    لا احد ينكر ان المغرب عرف شخصيات بارز ة عبر التاريخ شخصيات عبرة عن مدى حبها للوطن و اخرى تكن له الكره اغلبهم يسعون الى الثراء و السلطة و الفرب من البلاط و قليل منهم من تهمه مصلحة الوطن و الشعب خصوصا بعد الحصول على الاستقلال

  • berrada
    الإثنين 5 نونبر 2012 - 21:07

    QUE DIEU AIT SON AME il était un homme ingénieux qui voulait moderniser le maroc par le fait de lutter contre l'analphabétisme ; l'injustice et le fanatisme c'est a dire que son souhait ou son désir c'est d'avoir un pays ou son peuple puissent vivre en harmonie ou règne a la fois la démocratie (la légitimité du régime) et la liberté et la salubrité ect bref tout ce je peux dire c'est que le maroc a perdu un grand militant qui voulait tout simplement l'intéret de ce dernier

  • abou-sami
    الثلاثاء 6 نونبر 2012 - 00:28

    ton nom restera gravée à jamais dans la mémoire des marocains, tu es toujours présent dans le coeur des marocains, on ne t'oubliera pas feu Mehdi, Tu étais un grand symbol de patriotisme et déffenseur de pays de droit, un exemple de miltantisme rayonnant………………….Concernant l'affaire Msaadi, j'invite tout ce qui doute concérnant l'innocence de Mehdi dans cette salle affaire à consulter le livre: "Dar bricha ou histoire d'un enlevé" pour mieux connaitre l'histoire de "jaich attahrir" et ces massacres par milliers à l'encontre des vrais militants de patriotisme et déffenseurs de l'indépendance de notre patrie…cordialement

  • fatima tetouan
    الثلاثاء 6 نونبر 2012 - 00:42

    رغم ماقيل ومازال يقال حول شخصية المهدي بنبركة ..وسواء كان الذي قيل صحيحا ام خطأ..فأعتقد ان المرحوم كان شخصية فريدة من نوعها ..مناضل حقيقي .. كانت عنده مبادئ وقناعات آمن بها ومات وهو يدافع عليها..ليس كبعض السياسيين في أيامنا هذه..يغيرون لونهم وجلدهم بأبخص الاثمان..ليس لديهم مكانة للمبادئ ولا القيم ولا يعرفون معنى النضال السياسي الحقيقي كالذي ضحى من اجله المرحوم المهدي بنبركة…

  • محمد المهدي
    الثلاثاء 6 نونبر 2012 - 16:16

    شكرا للكاتب على هذا المقال الشامل المتعوازن.
    لا يمكن أن يبنى مستقبل شعب على التستر على المجرمين القتلة. لا بد من تصفية هذا الملف بتحديد المسؤولية وتعيين قبر لشهيد الكرامة..
    مازال بين ظهرانينا من تعرفون ما وقع وكيف وقع، ومن الغباء أن نترك هؤلاء بيننا كالضباع، لا بد أن يسترجعوا إنسانيتهم بالتصريح بالحقيقة، وحسابهم عند ربهم.
    قد يستغرب بعض القراء وجود بعض المعلقين الذين لم تثر جريمة الاغتيال اشمئزازهم، بل هناك من استثقل الحديث في الموضوع واعتبره مضيعة للوقت. وأنا لا أستغرب ذلك لأنهم قد يكونون من المجرمين أو ورثتهم في الجريمة، وقد يكونون مجرد ضباع لا تعرف معنى الكرامة.
    الاغتيال جريمة شنعاء، لا تقبلها المجتمعات السليمة، لأنها تقوم على الخيانة، والخيانة ضد التعامل المدني.

  • الحسن بن الحافظ
    الجمعة 9 نونبر 2012 - 00:23

    كتب لابن بركة ان لا يعيش كما يشتهي الرجال ان يعيشوا وقد امتدت يد المكر لاغتيال هدا الصوت الدي ازعج المارقين والخارقين لارادة صوت الحق ويمكرون ويمكر الله واالله خير الماكرين لنكن صرحاء ابن بركة كان معادلة صعبة في وجه الانظمة المطلقة وكان صوته رصاصة صعبة تضرب مباشرة فكان لابد من تغييبه بصورة هوليودية و باخراج بوليسي مريض

  • عزام إسماعيل
    الجمعة 9 نونبر 2012 - 17:31

    ومن بين أهم ما طبع التوتر بين بنبركة والحسن الثاني، تصويت حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية على الدستور الذي قدمه الحسن الثاني سنة 62 ب "لا" مقابل تصويت حزب الاستقلال عليه ب"نعم"، وهي "لا" التي كانت ضد الحكم المطلق وضد دستور لم يكن ينسجم مع مبادئ الديمقراطية كما هو متعارف عليه حاليا، …

  • yuba
    الأحد 11 نونبر 2012 - 23:24

    نطرح داءما هذا السؤال من قتل المهدي بن بركه.? و لا.. نطرح من قتل عباس المساعدي..? و كان المهدي من بين من وقع علئ وتيقه بيع المغرب زمره اهل فاس

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 3

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس

صوت وصورة
الحومة | بشرى أهريش
الأربعاء 27 مارس 2024 - 21:30

الحومة | بشرى أهريش