" الدَّارِجة " : لُغةٌ تَسِير عَوْجاء أم تصير مَيِّتة؟!

" الدَّارِجة " : لُغةٌ تَسِير عَوْجاء أم تصير مَيِّتة؟!
الأربعاء 14 يوليوز 2010 - 09:25


منذ بضع سنوات، أخذ بعض ﭐلمغاربة من ﭐلمثقفين وﭐلصِّحافيين -على غرار كثير من أمثالهم ﭐلمشارقة- يستسلمون في أحاديثهم وكتاباتهم لاستعمال ﭐللغة “ﭐلعامّيّة” (لغة عامة ﭐلناس كلغة تفتقد “ﭐلتنميط ﭐلمعياري” و”ﭐلتثبيت ﭐلكتابي” وتخضع، من ثم، لـ”ﭐلابتذال ﭐلفردي وﭐليومي” ﭐلذي يجعلها تتسم تداوليا وﭐجتماعيا بـ”ﭐلتدنّي”)، وهم في معظمهم من ﭐلذين وَجَدوا أنفسهم قد صاروا عاجزين -بهذا ﭐلقدر أو ذاكـ- عن ﭐلاستعمال ﭐلقويم للسان ﭐلعربي بالكيفية نفسها ﭐلتي يفرضها عليهم ﭐستعمال أحد ﭐلألسن ﭐلمُهيمنة عالميا (“ﭐلإنجليزية” أو “ﭐلفرنسية” أو “ﭐلإسبانية”). ولقد كان نُظراؤهم قبل ذلك مُضطرين -بفعل شروط موضوعية مرتبطة بمقتضيات مجالات ﭐلتعليم وﭐلثقافة وﭐلإعلام- إلى ﭐكتساب وحفظ ﭐلاستعمال ﭐلقويم لِلِّسان ﭐلعربي، بالخصوص من جراء ﭐلتحدّي ﭐلمرتبط بأحد ﭐلألسن ﭐلأجنبية.


وشيئا فشيئا صِرْنا نرى كيف أن بعض ﭐلصِّحافيين وﭐلكُتّاب قد أخذوا يَستخفُّون بقواعد ﭐلنحو وﭐلبلاغة ﭐلعربيَّيْن إلى حدّ مُضاهاة “لَحْن ﭐلعامّة”. فلا غَرو، إذن، أن ينتهى ﭐلأمر بكثير منهم إلى أن يستعيدوا -شِفاهيا وكتابيا- كثيرا من ﭐلتعابير ﭐلعامّيّة، حتى قام ﭐلتنافس بينهم في ذلكـ فلم يعودوا يكتفون باستعمال لفظٍ أو عبارة من “ﭐلعاميّة” لغرض توضيحي أو ﭐستدلالي ما، بل صاروا يَتبارَوْن في ﭐنتقاء ألفاظ منها ووضعها عناوين لمقالاتهم. تُرى، ما معنى أن يتكلم ﭐلمرء “ﭐلعامّية”؟ وما حقيقة ﭐلدعوة إلى ﭐستبدال “ﭐلعاميّة” مكان “ﭐلفصحى”؟


إنه لمن ﭐلعجيب، ﭐبتداء، أنْ نجد أنّ “ﭐلعامّيّة” (« langage familier/populaire/argotique ») تُسمّى لدى ﭐلمغاربة [“دَارِجة”]، وهي تسمية تُؤكد -في آن واحد- ﭐعوجاجا في ﭐللسان وقِلَّة فقه في علم ﭐلعربية. ذلكـ بأن “ﭐلدَّرْج/ﭐلدُّرُوج/ﭐلدَّرَجان/ﭐلدَّرِيج” أسماءٌ تدل، في ﭐللسان ﭐلعربي، على ثلاثة معان: أولها، “ﭐلمَشْي ﭐلضعيف وﭐلمُعوجّ” (وهو سيرُ أو دبيبُ ﭐلضَّبّ وﭐلصبِيّ وﭐلشيخ، ﭐلقريب من ﭐلعِوَج كسَيْر “ﭐلدَّرَّاج” ﭐلذي هو “ﭐلقُنفُذ”، أو كطائر “ﭐلدُّرّاج”، أو كما يمشي من يَصعَد في سُلَّمٍ ذي “دَرَج” أو “دَرجات”)، وثانيها “ﭐلموت/ﭐلانقراض” (وهو مُضِيٌّ فيه ﭐعوجاج وﭐرتداد مُضاعَف: إذ بالموت يَرجع ﭐلمرء دَرَجَهُ ﭐلحقيقي لَفًّا وطَيًّا، وبه ينحني رأسُه وسائر جسمه كذلكـ!)، وثالثها “ﭐللفّ/ﭐلطيّ” (بمعنى “ﭐلإدراج” و”ﭐلإدخال”). فصفةُ “ﭐلدَّارِج” (ومؤنثُها “دَارِجة”) تدل، إذن، على «ﭐلسائر بضعف وعلى عِوَج» أو «ﭐلميت/ﭐلمنقرض» (يُقال: “قبيلة دَارِجة”، أي “إذا ﭐنقرضت ولم يبق لها عَقِب”) أو «ﭐلمَلْفوف/ﭐلمَطْوِيّ» (يُسمّى ﭐلتراب ﭐلذي تَلُفُّه ﭐلرياح وتُغشِّيه “دَارِجا”، وتُسمَّى ﭐلخِرْقة ﭐلملفوفة “دُرْجَةً”). ولذا، فإن تسمية “لغة ﭐلعامّة” كما يفعل ﭐلمغاربة بـ”ﭐلدَّارجة” تسمية تَنْضَح وصمًا وقدحًا بخلاف ما يظنه كثيرون!


ولعل تلكـ ﭐلتسمية جاءت ترجمةً للعبارة ﭐلأجنبية (« langage courant/current use »)، حيث تَوهَّم ﭐلمترجمُ ﭐلعربي -كما هي عادته- أن صفة («courant/current ») ﭐلتي معناها ﭐلحقيقي “جارٍ/سائر” تقبل أن يُؤدَّى معناها ﭐلمجازي (“ﭐلعادي”، “ﭐلعامّ”، “ﭐلمألوف”، “ﭐلحاضر”) بصفة “دَارِج/دَارِجة”! ويتعزز هذا ﭐلخطأ بآخر من خلال ﭐلتعبير ﭐلشائع: [“دَرَج على ﭐلشيء”] بمعنى “ﭐعتاده” (بل، بفعل ذلك، صار يُعَدّى هذا ﭐلفعل بأداة لا يُعدى بها في ﭐلأصل: [“تعوَّد/ﭐعتاد عليه”]!)، في حين أن فعل “دَرَج” أو “دَرِج” إذا تَعَدّى بـ”على” لا يُفيد سوى “سار عليه صُعُدا”، أي “مشى على دَرَجه أو درجاته”! ومثل هذين ﭐلخطأين كثير على ألسنة وأقلام مُستعمِلي ﭐللسان ﭐلعربي ﭐلمعاصرين. ومن هنا، يظهر أن “لغة ﭐلعامّة” (ﭐلتي تُسمّى بتغليب ﭐلصفة ﭐلنَّسَبيّة “عامّيّة”) ليست، في مقابل لغة ﭐلخاصّة، سوى جملة من ﭐلاستعمالات ﭐلمُعوجّة ﭐلتي تجري وتسير على ألسن عامة ﭐلناس، من حيث إنها تفتقد “ﭐلضبط” و”ﭐلتهذيب” ﭐللَّذين تخضع لهما ﭐللغة في ﭐستعمالها من قِبَل “ﭐلخاصّة” (ﭐلشعراء وﭐلأدباء وﭐللغويين وﭐلمفكرين). لكن، حينما تصير “ﭐلخاصة” نفسها واقعةً في ﭐللحن على ذلكـ ﭐلنحو، كيف تتميز في لغتها عن “ﭐلعامة”؟


إن ﭐستعمال ﭐلمغاربة -بمن فيهم ﭐلمثقفين وﭐلمتعلمين- لصفة “دارجة” في تسمية “لغة ﭐلعامّة” (من حيث كونها “جاريةً” و”سائرةً”) إنما هو تأكيد لفكرة أن ﭐللغة تُؤخَذ في جريانها وسَيْرها على ﭐلألسن أو سَريانها بين ﭐلناس، وهو تأكيد لا يلتفت إلى أن ﭐلاستناد إلى مجرد ﭐلاستعمال (كسيْر عادي) لا يَكفُل لِلُّغة أن تكون جديرة بالاعتماد وفقط بصفتها تلكـ، لأن هذا “ﭐلسير ﭐلعادي” لا يَنْفكّـ -في ﭐلغالب- عن قليل أو كثير من ﭐلاعوجاج وﭐلابتذال وﭐلتفلُّت. ولذا، إذا كان لا بد من حفظ تسمية “ﭐلعامّيّة” بـ”ﭐلدارجة”، فإن أبرز ما يبدو منها -على أساس هذه ﭐلتسمية- إنما هو جوانبها ﭐلسَّلْبية كلغة يَغلِب عليها ﭐلابتذال وتخضع لانجرافات ﭐلاستعمال ﭐلعفوي وﭐلتلقائي كما يتعاطاه ﭐلأفراد من حيث إنهم يتصورون أنفسهم متكلمين أحرارا أو مُتحرِّرين من القيود الخاصة والمُخصِّصة للاستعمال.


ومن ثم، فإن أول ما يَجدُر لَفْت ﭐلانتباه إليه هو أن “ﭐلعامية” تُمثِّل ﭐلمحيط ﭐللغوي ﭐلذي يَسبح فيه متكلمو مجتمع ما، وأنها ليست في ﭐلواقع ﭐلفعلي “عاميّة” واحدة ومُحتَتِنة، بل هي “عامّيّات” متعاقبات ومتجاورات ومتنافرات، بفعل شتى عوامل ﭐلتغيُّر وﭐلتعدُّد ﭐلتي تجعل ﭐستعمال ﭐللغة يَتحدَّد أساسا كـ«لانهائية من ﭐلتغايُر». وعليه، فلا لسان من ﭐلألسن ﭐلمعيارية في ﭐلعالم كله يُمكنه أن يقوم في صورة نسق مُنقطع أو مفصول كليّا عن محيطه ﭐللغوي ﭐلعامّي. ولذا، فإن ﭐلذين يَدْعُون أو يبتهجون لاستعمال هذه “ﭐلعامية” أو تلكـ لا يفعلون شيئا سوى أنهم يُؤكدون مدى جهلهم أو تجاهُلهم لواقع ﭐللغة ﭐلبشرية بما هي قدرة على ﭐلكلام مشروطة بكل عوامل ﭐلوجود ﭐلاجتماعي وﭐلتاريخي للإنسان في تعدُّدها وتغيُّرها. وبالتالي، فكل جماعة لغوية تُعدّ في ﭐلواقع جملة من ﭐلإمكانات وﭐلاختيارات ﭐلقائمة على ﭐلتنازُع ماديا ورمزيا بشأن ﭐلنوع ﭐلمشروع من ﭐلاستعمال. ومن هنا، تأتي أهمية مفهوم “ﭐلرأسمال ﭐللغوي” (كما بناه “ﭙيير بورديو” على ﭐمتداد تحليلات طويلة وشديدة ﭐلخصوصية) في صلته ﭐلوُثقى وﭐلدائمة بـ«سوق معينة» لها مُنتجِوها وأرباحها، كما لها إنتاجاتها بأثمنة مُحدَّدة لمستهلكين خاصِّين ضمن مجموع أنماط ﭐلتبادل ﭐلتي يُميَّز فيها بين من يملكـ ﭐلكثير وبين من لا يملكـ إلا ﭐلقليل (أو لا شيء) مما له قيمة تداولية، بشكل يجعل ﭐلمتكلمين وﭐلمتخاطبين، على مستوى مجال اجتماعي معين، ينقسمون بالضرورة إلى “مسيطرين” و”مسيطر عليهم“.


وهكذا، نجد أنه حتى لو أمكن ﭐستعمال عاميّة واحدة في مجال ﭐجتماعي أو ثقافي معين، فلن يخلو ﭐلأمر من أن يكون ﭐستعمالا خاصا بنمط مشروع من أشكال ﭐلتكلُّم على نحو يجعل فئات ﭐلمتكلمين ﭐلمعنيّين تنقسم بالضرورة (هي ضرورة ﭐجتماعية و، من ثم، تاريخية وثقافية) إلى مُسيطرين ومسيطر عليهم. وإنه لمن ﭐلتوهم المحض أن يظن ﭐلمرء أن عامة ﭐلناس بلغتها ﭐلعامّيّة تُمثل كتلةً ﭐجتماعية وثقافية يَشيع بالتساوي بين كل أفرادها ﭐلحق في ﭐلكلام ووسائل ﭐلكلام ﭐلنافذ وﭐلمشروع. وهذا ﭐلظن هو وحده ﭐلذي يُمكنُه أن يُظهِر ﭐلدعوة ﭐلمبتهجة إلى ﭐستعمال ﭐلعامّية كما لو كانت نوعا من ﭐلنضال ﭐلفعلي في سبيل إقرار ﭐلحق في ﭐلاستعمال ﭐلمتساوي وﭐلمتكافئ للخيرات ﭐللغوية. غير أن ذلكـ ﭐلظن، وﭐلتوهم ﭐلذي يُصاحِبُه ويَسنُده، ليس بشيء من ﭐلناحيتين ﭐلسوسيولوجية وﭐلأنثربولوجية. إذ أن ﭐللغة موضوع للتنازُع وﭐلتفاوُت و، بالتالي، ﭐلتمايُز مَثَلها كمَثل كل ﭐلخيرات ﭐلمادية وﭐلرمزية في كل ﭐلمجتمعات ﭐلبشرية.


وفيما وراء ذلك، يبقى أن ﭐلطريق ﭐلمؤدي إلى ﭐلإنصاف في توزيع ﭐلحق في ﭐلكلام ﭐلمشروع إنما يَمُرّ عبر سيرورة طويلة ومُضنية من تَعرُّف ﭐلمنطق ﭐلعملي ﭐلذي يَحكُم أشكال ﭐلتبادل ﭐلرمزي وﭐلثقافي (ﭐلتي يُعدّ “ﭐلتبادل ﭐللغوي” أحدها، من دون أن يكون ﭐلأهم دائما) في إطار نوع من ﭐلاقتصاد ﭐلاجتماعي ﭐلشديد ﭐلتعقُّد، بحيث لا إمكان لامتلاكـ ﭐلحق في ﭐلكلام ﭐلمشروع (بالتمكن من وسائله ﭐلمناسبة) إلا بإقامة ممارسة علمية وعملية تُتيح تحصيل ونشر وسائل مقاومة ﭐلعنف ﭐلرمزي ﭐلمرتبط بذلك ﭐلقَبُول ﭐلمتواطئ لأشياء تُعدّ ﭐعتباطية في ﭐلأصل، وهو ﭐلقَبول ﭐلذي يَحصُل بفعل ميل كل شيء في حياة ﭐلناس إلى جعل ﭐلأمور تَفرِض نفسها ﭐجتماعيا وثقافيا كما لو كانت طبيعية وبديهية.


ومثل ذلكـ ﭐلفتح وﭐلانفتاح لا يمكن أن يتأتى بمجرد ﭐلخضوع لِلُّغة ﭐلعامّيّة كما يدعو إليها ﭐلغوغائيون ﭐلمبتهجون. فما يجعل ذلك ﭐلانفتاح ممكنا إنما هو -بخلاف ﭐلظن ﭐلشائع تماما- ﭐلانقطاع ﭐلمنهجي وﭐلمعرفي عن ﭐلاستعمال ﭐلعامّي، وهو ﭐلانقطاع ﭐلذي لا يكتمل في الحقيقة إلا بانقطاع آخر عن لغة “ﭐلخاصّة” نفسها كلغة مدرسية (بل “مَدْرَسانيّة”) تَمِيل إلى تعزيز جملة من ﭐلانحرفات وﭐلتضليلات ﭐلتي تَحجُب ﭐلمنطق ﭐلنقيض ﭐلمتعلق بالحس ﭐلعملي في تناقضه وﭐلتباسه وتواطُئِه.


وفي ﭐلمدى ﭐلذي تُعدّ “ﭐلعامية” سيرورةً ﭐجتماعية وثقافية قائمة على ﭐلاعوجاج وﭐلابتذال في ﭐستعمال ﭐللغة (بفعل ﭐلتوزيع ﭐلمتفاوت لكل ﭐلخيرات، وليس فقط ﭐلخيرات ﭐلثقافية وﭐللغوية)، فإنها تتحدد كـ”تَعْمِيَة” (تَعْدِيَة صفة “ﭐلعامّيّ” إلى ﭐللغة وﭐلثقافة) بنحو يجعلها تتضادّ مع “ﭐلتفصيح” و”ﭐلتهذيب” ﭐللذين هما مناط ﭐستعمال “ﭐلخاصّة” لِلُّغة وﭐلثقافة في إطار سيرورة لطلب وبناء “ﭐلكُلّي” لغويا وثقافيا، طلب وبناء يتحققان هما أيضا تنازُعيا وتناسُبيا وَفْق ﭐلشروط ﭐلمُحدِّدة لكل مجال من مجالات ﭐلعالم ﭐلاجتماعي.


إن ﭐلاستعادة ﭐلشعبانية وﭐلغوغائية لـ«ما هو عامّي أو شعبي» لا تنفصل عن صيرورة كاملة تَطبَع ﭐلفترة ﭐلمعاصرة (ﭐلفن، ﭐلأدب، ﭐلغناء) وتقود إلى أن يُنظَر إلى “ﭐلعامّي/ﭐلشعبي” كما لو كان يُمثِّل “ﭐلأصيل/ﭐلأصلي” على ﭐلمستوى ﭐللغوي وﭐلثقافي، بحيث يصير سهلا ﭐلميل إلى ﭐمتداحه وﭐلاحتفال به بعيدا عن كل تَبيُّن نقدي. لكن “ﭐلعامّي/ﭐلشعبي” كنتاج ﭐجتماعي وثقافي لا يَحدُث وفق معايير ﭐلمعقولية ﭐلمتعارفة، ولا يملكـ أن يكون نتاجا واحدا ومُتَّسقا، مما يجعله بالتالي أبعد عن أن يكون تعبيرا أشد أصالة وﭐبتكارا من غيره (غيره ﭐلذي يُوصف، عادةً، بأنه مُصطنَع ومُتكلَّف).


وإذا كان من ﭐلمقرر أن ﭐلكلام ﭐلبشري قائم على مبدإ “ﭐقتصاد ﭐلجهد”، وهو ﭐلمبدأ ﭐلذي يقود إلى تفضيل “ﭐلخِفّة” على ﭐللسان في كل ما يُلفَظ به، فمن ﭐلمؤكد أن مبدأ “ﭐلتخفُّف/ﭐلتخفيف” سرعان ما يَؤُول في واقع ﭐلاستعمال إلى “ﭐلاستخفاف”، حيث لا يتكلم ﭐلناس فقط باعتماد “ﭐلسَّماع”، بل إنهم يظنون أن “ﭐلسَّماع” يُقبَل من أي ناطق. ومن ثم، نجد أن ﭐللغة تُستعمَل أساسا وَفْق مبدإ “ﭐلمُحاكاة” ﭐلذي يجعل ﭐلمتكلمين يُحاكي بعضهم بعضا بفعل “ﭐلعادة” ﭐلتي تَستحكم فتتحول إلى مُحاكاة أشبه بالاشتغال “ﭐلطَّبْعي/ﭐلطبيعي” (مُحاكاة آلية). غير أن ضرورة “ﭐلتميُّز” تقتضي ﭐلخروج من “ﭐلمُحاكاة” وطلب “ﭐلتفرُّد”. ومن هنا، نجد أن بعض ﭐلمتكلمين ممن يريدون “ﭐلتميُّز” لا يفتأون يطلبون “ﭐلتجديد” و”ﭐلابتكار” من خلال ﭐستحداث تعابير غير مسبوقة (وغير مسموعة)، وهو ﭐلتوجُّه ﭐلذي يقود إما إلى “ﭐلانزياح” ﭐنحرافا عمّا هو سائد أو معتمد (مثال [“درج عليه”] و[“ﭐعتاد/تعوّد عليه”] و[“لغة دارجة”])، وإما إلى “ﭐلإغراب” بالاستكثار من ﭐستعمال “ﭐلغريب” من الألفاظ والتعابير. ولذا، فإن من يستعمل ﭐللغة في حديثه أو كتابته بنوع من ﭐلاستسهال وﭐلاستخفاف لا يستطيع أن يقف في وجه ﭐلانحراف وﭐلتحريف “ﭐلعامّي”، بل إنه ليَحفَظ وضع “ﭐلتدنّي” و”ﭐلابتذال” فيُسهِم بذلكـ في تعميق واقع ﭐلسيطرة على نحو يزيد من مُعاناة ﭐلمستضعفين على كل ﭐلمستويات.


لذلكـ، فإن ﭐلفرق بين من يُدافع عن “ﭐلعربية ﭐلفُصحى” على غرار “ﭐلشَّعْبانية ﭐلمُحافظة” (مثال “نينّي” ويومية “ﭐلمساء”) وبين من يدعو إلى “ﭐلعامّيّة” على شاكلة “ﭐلشَّعْبانية ﭐلمُتحرِّرة” (مثال “بنشمسي” وأسبوعية “نيشان”) ليس سوى فرق شكلي وسطحي: ﭐلأول يَعرِض نفسه مُدافعا عن “هوية مُهدَّدة”، وﭐلآخر يُقدِّم نفسه مُناضلا في سبيل “حق مُضيَّع” ؛ وهما معا يتناولان ما يُنافحان عنه بمنطق تشييئي وتسليعي يُريدان به أن يكون لكل منهما حصريا أو بالامتياز حق ﭐلتصرف فيه بما يخدم أغراضه ﭐلخاصة على مستوى ﭐلنجاح ﭐلمادي و/أو ﭐلرمزي. فلا “ﭐلعربية ﭐلفصحى” ترقى عند ﭐلأول إلى مستوى “ﭐلحق ﭐلمَدَنِي” في ﭐللغة ﭐلمشروعة، ولا “ﭐلعامّيّة” تستوي لدى ﭐلآخر كـ”مُكوِّن تاريخي” لـ”هوية متعددة”. وهذان ﭐلخصمان كلاهما ليسا خصمين إلا لأن ﭐلأول صاحب حِصّة كُبرى من سوق “ﭐلعربية ﭐلفصحى” تُعدّ -لأسباب موضوعية لا يُراد ﭐلاعتراف بها- مُمتنِعة على ﭐلآخر ﭐلذي لم يكن يجد بين يديه وسيلةً أخرى لانتزاع حصته من تلك ﭐلسوق سوى “ﭐلفرنسية” ﭐلتي تبقى محدودة في زبائنها وﭐلتي صارت مُضطرّة للتراجع أمام نوع من “ﭐلعربية” يَتحدَّد كـ”عربية فصيحة” (فصيحة بدرجة أو درجتين، أي مُتفاصحة بصعوبةٍ وكَأْد، بحيث لا تستطيع أن تُثبِت فصاحتَها إلا بالتذكير ﭐلدائم بامتيازها عن “ﭐللغة ﭐلدنيا”!)، وهي عربية تتعارض -على ﭐلأقل ظاهريا- مع “ﭐلعربية ﭐلعامّيّة” ﭐلتي لا تملك أن تَعرِض نفسها بتلك ﭐلصفة (كلغة فصيحة) ؛ غير أنها كانت ولا تزال تُمثِّل لسانا وسيطا يَجمَع أطراف ألسن شتى، بل إنها في ﭐلواقع ﭐلفعلي تُعَدّ لسان من فَقَد إمكان ﭐلتمتُّع باللغة ﭐلمشروعة (سواء أكانت فرنسية أم عربية)، مما يجعله لسان ﭐلأكثرية (لسان عامة ﭐلناس ﭐلذين لا يخفى أنهم يُمثِّلون سوقا أكبر من سوق “ﭐلعربية ﭐلفصحى” نفسها و، من ثم، تتجلى أهمية ﭐلرهان بالنسبة لِدُعاة “ﭐلتَّعمية“!).


ومن ﭐلبَيِّن أن “ﭐللغة” -سواء أكانت فُصحى أم عامية- لا تتجلى بأحد ذينك ﭐلوجهين إلا بالنسبة إلى من أمكنه أن يَخرُج (أو يُخرَج)، بهذا ﭐلقدر أو ذاكـ، من ﭐستعمالها ﭐلعامّي فيتمكن بذلك من ﭐلانخراط ضمن زُمرة “ﭐلمسيطرين” ﭐلذين يصعب عليهم أن يقتسموا حظهم من ﭐللغة ﭐلمشروعة مع ﭐلمَحرومين من دون ضمان جَنْي أرباح خاصة يمتنع أن تكون كذلك إلا من حيث إنها تأتي على حساب من يُقدَّمون كضحايا يجب أن يُدافَع عنهم (وعن قضيتهم النبيلة)! لكنّ ما يَغفُل عنه أصحاب “قضية ﭐلشعب” هو أن ﭐلقيام ﭐلفعلي بمُهمّة ﭐلدفاع تلكـ يتطلب بالأساس ﭐلخروج من مقتضيات “ﭐلشَّعْبانية” (كانتظارات وتوهُّمات) ومن أُطُر “ﭐلنخبوية” (كآليات وتحريفات)، وهو ﭐلخروج ﭐلذي ينبغي أن يتحقق كانقلاب مُضاعَف يَنقُل ﭐلتفكير ﭐلعامّي من حَمْأة “ﭐلإغراض” إلى مستوى ﭐلتفكير ﭐلنقدي، ويتحول بالتفكير ﭐلعالِم من وقاحة “ﭐلإعراض” ﭐلمستقيل إلى نوع من ﭐلالتزام ﭐلذي يَنهض بمُقاومة آثار ﭐلسيطرة من دون ﭐلخضوع للاستعجال ﭐلمُتسايِس أو ﭐلإذعان للاستسهال ﭐلمُتفاحِش. وفقط في هذه ﭐلسياق، يمكن أن يكون ﭐلدفاع عن ﭐلحق في ﭐللغة ﭐلمشروعة دفاعا عن قضية تَخُصّ ﭐلمحرومين فيما وراء ثنائية “عامّة/خاصّة” أو “شعب/نُخبة”، لأنه يكون حينئذ دفاعا عن حقوق ﭐلمُواطن كفاعل ﭐجتماعي مُعرَّض -بفعل ﭐلضرورة ﭐلاجتماعية وﭐلتاريخية- لآثار ﭐلسيطرة وما يُلازمها من عنف رمزي على كل ﭐلمستويات (ﭐقتصاديا وثقافيا ولغويا وسياسيا).


من أجل ذلكـ، فإن ما يَجهله دُعاة “ﭐلتَّعمية” بين ظَهْرانَيْنا إنما هو كون كل لسان من ﭐلألسن ﭐلقائمة في ﭐلمجتمعات ﭐلمعاصرة تُحيط به مجموعة من “ﭐللُّغَيّات ﭐلعامية”، ﭐلتي هي لُغيّات قد تكون مرتبطة به وقريبة منه (كما هو حال ﭐلعاميات “ﭐلعربية”، بل ﭐلعاميات ﭐلأمازيغية أيضا في ﭐلمدى ﭐلذي تنتمي إلى نفس ﭐلمجموعة ﭐللغوية، أي مجموعة ﭐلألسن “ﭐلأفريقية-ﭐلأسيوية”)، وقد تكون منفصلة عنه ومُغايِرة له (كما هو ﭐلحال بالنسبة إلى “ﭐلفرنسية ﭐلمعيارية” في علاقتها بعاميّات جهوية أو فئوية، وحال “ﭐلإسبانية” بالنسبة إلى لُغيّاتها ﭐلعاميّة وﭐلجهوية أو ﭐللغة “ﭐلباسكية”، وﭐلحال نفسه يصدق أيضا على “ﭐلإنجليزية” و”ﭐلألمانية”). وكون “ﭐلعربية ﭐلفصحى” تُوجد في محيط من ﭐللُّغيّات ﭐلعامية ﭐلتي تشترك معها في كثير من ﭐلمُكوِّنات ﭐلصوتية وﭐلمعجمية وﭐلتركيبية، يجعلها “لسانا ذا عاميّات”، بحيث لا يُخاف عليه منها بقدر ما يُخاف عليه من ألسن مُنافِسة أهمها “ﭐلفرنسية” و”ﭐلإنجليزية” و”ﭐلإسبانية” ﭐلتي تتحدّد تاريخيا وثقافيا كألسن ذات توجُّه توسُّعي وهيمني.


وهكذا، فإن ﭐلدعوة إلى ﭐلتخلِّي عن “ﭐلعربية ﭐلفصحى” وﭐعتماد “عاميّة” من عاميّاتها ليست فقط عملا على تكريس نوع من ﭐلسيطرة ﭐللغوية وﭐلثقافية ﭐلتي لن تكون إلا خاصة بجهة معينة وبفئات ﭐجتماعية مُحدَّدة، وإنما هي في ﭐلعمق إقرار بفشل ﭐلمؤسسة ﭐلمدرسية، وهو ﭐلفشل ﭐلذي يَؤُول إلى فشل لنظام ﭐلمؤسسات ﭐلخاص بالمجتمع كله. وبذلك، فإن ﭐلدعوة إلى “ﭐلتَّعمية” تُعبِّر عن تبرير لاستقالة “ﭐلدولة” من إحدى مَهامّها ووظائفها ﭐلكبرى: ﭐلعمل على إيجاد نظام مُؤسَّسي يَكفُل تكافُؤ ﭐلفرص بالنسبة لكل ﭐلمواطنين من أجل بُلوغ ﭐلنمط ﭐلمشروع لغويا وثقافيا. ولذا، فإن هذه ﭐلدعوة تُعدّ دعوة مُوغِلة في ﭐلتَّسييب وﭐلتضليل ومُضيِّعة، من ثم، للحقوق ومُثَبِّتة لإحدى دعائم ﭐلسيطرة ﭐلاجتماعية بكل تجلياتها: زيادة حرمان ﭐلمستضعفين بتركهم في حدود وسائلهم ﭐلمحدودة ماديا ورمزيا، وذلك باسم نوع من ﭐلتضليل ﭐلشَّعْباني وﭐلغوغائي ﭐلذي يستفحل ويتواقح في إطار ﭐلارتكاس ﭐلعام للمجتمع وﭐلثقافة وﭐلاقتصاد في عصر تتعولم “ﭐلأزمة” وتَبِعاتُها أكثر مما تتعولم “ﭐلنهضة” ونوابضُها!


[email protected]

‫تعليقات الزوار

10
  • nadia
    الأربعاء 14 يوليوز 2010 - 09:35

    جل المغاربة يفتقدون للغة الحوار كيفما كان مستواهم الثقافي. فكم مرة شاهدت مهندسا او طبيبا بالقناة يتلعثم بالتفسير وكان اللغة العربية غريبة عنه ولم يدرسها قط.فكيف وان صارت العامية.هكذا سينسى تماما قواعد اللغة وقيمة اللغة الفصحى بحياة الانسان العربي.لتختفي بقاموسه وتظهر كلمات عامية ليس لها وقع قوي بدلالتها.للاسف اتحسر كثيرا لو ايد هذا جل الناس.

  • MAXIMUS
    الأربعاء 14 يوليوز 2010 - 09:41

    وهل تعتقد ان اللغة العربية الفصحى التي تخدم مصالح فئة يدافعون عنها لا لسبب غير انها تخدمهم اقتصاديا!!!!!! مكّنتنا من شيئ؟؟؟ وبشهادة كل المغاربة هل يمكنك ان تقدّم للقرّاء نتيجة تعريب التعليم؟؟!
    البعض الاخر يدافع عنها من ناحية الدين مع انه لا علاقة للغة بالدّين !!!! <<انّا انزلناه قرانا عربيا لعلكم تعقلون>> صدق تعالى. فالعرب لم يستوعبوا حكمة الله تعالى مع انّ القران بلغتهم وما هذا الاّ توبيخ لهم … والغريب في الامر ان البعض يرى في هذه الاية امر بتعلّم اللغة العربية!!!!!!!
    فالقران عربي اللغة وهذا واضح ولما الخلط ين لغة القران واختيارات الانسان في تعلم اللغة التي يريد؟؟؟
    اتركو حرية آلاختيار للفرد ولا تسيؤو للدين باقحامه في ما يروق لكم

  • مروكي.
    الأربعاء 14 يوليوز 2010 - 09:37

    أولا اللغة الجميلة هي اللغة المفيدة أي اللغة التي يفهمها المواطن ويستطيع أن يتقدم بها ثانيا اللغة الأقرب والأنفع هي لغة الأم وفي المغرب نعرف أن لغة الأم هي الأمازيغية أما العربية فهي لغة شعر ودين ولغة أجنبية لا يفهمها جل المغاربة هي مجدة وقدست لتفتح المجال لترسيخ السيطرة العربية على بلاد الأمازيغ.من يريد إبقاء اللغة هذه على كل ورق المغرب فهو لا يهمه تطور المواطن والحفاظ على هويته الحقيقية بل ترسيخ التبعية لالعرب وإقبار الأمازيغة هويتنا الحقيقية التي نفتخر بها من يفتخر بهوية العرب في المغرب فهو كما يقول المثل باللغة العامية لِّي لابْسْ حْوَايْج ْالناَّسْ هو عْرْيانْ.

  • مولاة الحريرة
    الأربعاء 14 يوليوز 2010 - 09:27

    مافهمت والو. كون درجتي كون فهمت

  • الكتامي
    الأربعاء 14 يوليوز 2010 - 09:43

    ربما لا يعرف Maximus و القبائلي الذي يتخفى تحت مسمى “مروكي” و الآخر من قبائل زولو أدغال افريقيا! عما يتحدثون !، و القول ان لهم أنصارا في المغارب الإسلامي لترهاتهم و دجلهم هو مجرد ادعاء مجاني بئيس، فالشلحية و الزيانية و الريفية و القبائيلية-الجزائر- و الطوارقية-قبائل طوارق الصحراء الكبرى- ليست لغات بل هي “لهجات “مجزأة بإحكام في الفضاء الجغرافي بشمال افريقيا أي أنها تقاس بمسيرة من الترحال لأيام و ليالي معلومة من منطقة لهجة فرعية الى منطقة لهجة إقليمية وطبعا لم توجد في ذلك الوقت الطرق السيارة و زمن السيارات!..و محاولة احياء هذه اللهجات كمن يحاول احياء العظام و هي رميم!!!..
    هذه البديهيات تكشف عن جهل المعلقين المذكورين و خلطهم الحابل بالنابل ، و حتى اللغات المدونة ليست موحدة أي قائمة الذات و الصفات و لم يصبها تأثير المحيط، وبالتالي فهي تخضع للتغيير تأثرا باللهجات المحلية ، بصيغة أكثر أو أقل أهمية. وهذا من وجهة النظرية اللغوية. و من الواضح أن أكثر من لغات موحدة ومركزية مثل الفرنسية عرفت تغييرات و تحويرات و نقلا حرفيا أو مستترا و استقلابا كبيرا منذ أن كانت لغة النخبة في مدينة باريس فقط..
    أما اثارة اللغط حول العربية العامية فهو مجرد زوبعة في فنجان لن يقدم أو يؤخر!..فاللغة العربية الفصحى هي الأصل و الباقي تقليد ممسوخ و مضحك فقط!.. و لن يغير في اكتساح اللغة العربية لجميع الميادين
    فاللغة العربية تبقى لغة التدوين الرسمسة في كافة مناحي الحياة الإجتماعية العامة و ذات القواعد المعترف بها و هي أيضا لغة حضارة معترف بها دوليا و لغة أدب و علم و دين و أخلاق و تراث تاريخي ما زالت حية بفضل كتاب الوحي الإلهي.هي حافظة الوحي. و الوحي حافظها. و موتوا بغيظكم..فهذه ارادة العلي القدير و ما أنتم الا هباء لا وزن له في ملك الأرض و السماوات العلا.

  • hashum
    الأربعاء 14 يوليوز 2010 - 09:31

    الجهل بعلوم اللغة و خصوصياتها هو الذي يدفع البعض إلى المغامرة بتصنيف غير منطقي و مبرر من قبيل لغة أحسن من لغة أو لغة أصعب في التعلم من أخرى. كل هذا غيرصحيح لأن أية لغة و كيفما كانت هي في طبيعتها و تركيبتها الذهنية نظام دقيق من القواعد يستعمله المتحدث إما عن وعي منه كما هو الحال عند من درس اللغة العربية الفصحى و يتحدث بها, أو عن غير وعي كما هو الحال عند كل من تعلم اللغة العامية أو الأمازيغية من خلال البيت و الشارع وفضاءات الحياة المجتمعية الأخرى. كلتا اللغتين عبارة عن نسق منطقي و مقنن ينتجهما جهاز واحد ألا و هو المخ أو دعنا نقل العقل ويستعملهما وفق الوظيفة التي حددها المجتمع المعني لاعتبارات معينة و متعارف عليها. فتصنيف اللغة يرجع بالأساس إلى الرتبة الإجتماعية التي توافق عليها الناطقون بها. أما علميا فكل اللغات سواء.

  • مسلم معتز بدينه
    الأربعاء 14 يوليوز 2010 - 09:33

    ايها الحاقدون على اللغة العربية من المعلقين والصحفيين وغيرهم ممن يدعون كذبا وزورا ان المغرب امازيغي بالكامل اقول لكم العربية لغة القران ولغة يتداولها الناس الان في الشبكة العنكبوتية اكثر من الفرنسية التي انزوت وانكمشت واقول لكم انتم ضغمائيون تريدون جر البلد الى الجهل والتخلف كيف سيتعلم هذا المواطن المسكين وانتم تدعون ايها العلمانيون بل الجهلانيون انكم تريدون التقدم للبلد كيف يكون ذلك وجميع انواع العلوم المطبوعة مترجمة للغة العربية وباقي اللغات الحية فالمواطن البسيط اسهل له ان يتعلم العربية من الفرنسية لان لهجتنا اصلها منها واغلب مفرداتها منها فلايلزم المتعلم الا جهد بسيط ومن تم يتعلم لغة جد غنية بل من اغنى اللغات على الاطلاق باعتراف من انتم لهم اذناب الا وهم الغربيون اما الفرنسية فمستعصية واغلب الشعب لا يعرف منها الا بضع كلمات فالاحرى ان تحاربوها هي ولكن نحن لسنا متخلفون مثلكم بل نقول علينا ان نتعلمها ولكن في الظروف الراهنة الانجليزية اولى منها . لاباس المسلم عليه ان يكون متعدد اللغات اما قضية الامازيغ فنحن والله نحبهم وهم قد بنو مجد المغرب القديم جنبا الى جنب مع العرب وما يوسف ابن تاشفين وابوبكر اللنتوني وغيرهم من اكابر الامازيغين الا اسماء كتبت من ذهب في تاريخ المسلمين وانا كعربي مغربي احبهم اشد الحب واسال الله ان يعود لنا امثال هؤلاء امازيغا وعربا فنحن امة واحدة بلا عنصرية ولاتفرقة فاقول لاخواني الامازيغ نحن اخوة والمغردين امثال عصيد وغيره لن يفسدوا علينا محبتنا واطلب من بن شمسي وغيره ان يترجموا لنا الكتب العلمية الى الدرجة ان ارادوا تطبيق هذا المشروع الفاشل طبعا لن يستطيعوا ذلك الا بعد الف عام او اكثرواذكر لكم قصة كنت في العمرة فتكلمت مع ابريطاني مسلم بالانجليزية لكن طبعامكسرة ورديئة فقلت له اسف على هذه الركاكة فقال لي بل انا المتاسف اني لا اتكلم لغة القران اما انت فنعم اغبطك على ذلك فغلبتني العبرات وعرفت قيمة لغتي فابشروا يا بني علمان بالفشل الدريع

  • توضيح
    الأربعاء 14 يوليوز 2010 - 09:45

    اللغة العربية شيئ والفصاحة شيئ اخر .ان الفصاحة هي ان يتكلم الشخص بوضح واتقان لغة ما اي نقول شخص فصيح اما اللغة فهي العربية فقط اما تسمية الربية الفصحى فخطا كما ليست هناك عربية قديمة وجديدة .هده التسمية من اعمال الاعداء.
    الدارجة ليست بلغة بل خليط من العربية وقليل من الفرنسية والاسبانة الخ من اللغات وكتير من الاخطاء المنطقية واللغوية انها فعلا لغة الجهلة والاميين
    انشرو ايها الجبناء ان استطعتم

  • عبد الله
    الأربعاء 14 يوليوز 2010 - 09:29

    أصبحت في الآونة الأخيرة على النت لغة جديدة ماهي بالعربية ولا الفرنسية و لا الدارجة عبارة عن حروف فرنسية و أرقام تعوض بعض الحروف التي لا توجد بالفرنسية فهل هذه اللغة يجب هي الأخرى الدفاع عنها و ترسيمها ؟ أعجبني تحليل التعليق رقم 8 حينما طلب من المعجبين باللهجة العامية ترجمة جميع كتب العربية إلى الدارجة حتى تفهمها الأجيال القادمة عندما تصير الدارجة لغة رسمية فأقول للمعلق رقم 8 تبارك الله عليك – هذه الجملة ننطقها بالدارجة لكنها عربية عربية عربية

  • الحسن
    الأربعاء 14 يوليوز 2010 - 09:39

    وبقي الاستعمار على وزن طارت عنزة.فمن مدافع عن العامية باسم الوضوح والسهول،ومدافع عن الأمازيغية باسم لغة الأجداد،ومدافع عن الفرانكفونية باسم التفتح.
    والمدافعون إما مغفلون أو متواطئون أو جاهلون.
    فالمغفلون لايدرون مايحاك لهذ البلد وغيره من خلال اللغة.
    والمتواطئون شرذمة من عملاء الاستعمار.
    والجاهلون فريق ممن لا يحسن التحدث باللغة العربية الفصحى لقلة بضاعته فيها فيستنجد بالعامية.

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 1

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة