الرحل في ميدلت .. سيزيفيون ضائعون في زحمة الجغرافيا

الرحل في ميدلت .. سيزيفيون ضائعون في زحمة الجغرافيا
الجمعة 30 غشت 2013 - 12:00

ضائعون في زحمة الجغرافيا، يتنقلون بشكل مستمر، مسافرون دائمون من بقعة بؤس إلى أخرى، في محاولة عيش يائسة، يحاولون التكيف مع قساوة الزمن والطبيعة والإنسان، مواطنون مغاربة يقاسون حياة مريرة على هامش الوطن، “هسبريس” انتقلت إلى جبال الأطلس المتوسط لمقابلة”الرحل” الذين اختارتهم حياة السفر الأبدي، في كل سفر بحث مقاومة لواقع فقير وحزين.

“هسبريس” عاشت يوما مع “الرحل “في منطقة توغاش على بعد كيلومترات من ميدلت، ونقلت قصصهم المؤثرة على ألسنتهم، قبل أن يشدوا الرحال ربما إلى وجهة أخرى.

الزمن هنا متوقف، لا شيء يوحي بأن هناك حياة تنبض في هذه الجبال المقفرة في أعالي الأطلس المتوسط، لا شيء بتاتا يدل على أنك قد تصادف في جولانك في هذا الفراغ الرهيب آدميين من شحم ولحم، من تراه يستوطن هذه القفار؟ ومن يمكنه يا ترى أن يتحمل قسوة الانعزال عن العالم والعيش خارجه؟ وهل على هذه الأرض بخوائها الفظيع ما يستحق الحياة؟ لا يمكن لغريب قادم من المدينة ويزور المكان للوهلة الأولى سوى أن يطرح أسئلة مماثلة، وهو ينطلق في رحلة البحث عن مواطنين مغاربة ضاعوا في زحمة الجغرافيا في جبال توغاش على بعد كيلومترات من ميدلت، لا داعي للاستغراب ففي هاته الأرض الخلاء ثمة عائلات بشيوخها ونسائها وأطفالها تعيش أو تتظاهر بذلك، فمن الصعب أن تقنع نفسك بأنك حي فعلا على هامش الموت، بنكيران حتما لا يعرف هذا المكان، وهؤلاء الذين يجاهدون للبقاء على قيد الحياة هنا، لم يكونوا على ما يبدو جزءا من برنامجه الانتخابي،هنا لا يعرفون أي شيء عن التماسيح والعفاريت ولا حتى عن مشروع القرار الأمريكي في الصحراء، لم يسمعوا عن الأزمة الاقتصادية وخطرها الذي يهدد البلاد والعباد، فهم في أزمة دائمة، أزمة منذ نبضات القلب الأولى لمعظمهم، أزمة منذ البداية، هم كمن سقطوا سهوا من منطق الدولة، فلا أحد يعرفهم ويهتم لحالهم، منسيون حتى سلموا أنه قدرهم، وأنها مشيئة الله، اعتادوا هذا الوضع وتعايشوا معه إلى درجة الاقتناع أنه لا يمكن لحالهم أن يكون أفضل، لا يمكن لهم أن يحيوا حياة أخرى غير حياة الترحال الدائم من فراغ إلى فراغ، حتى كاد الترحال والعيش في الخلاء على أمل إيجاد الكلأ أن يصبح دينا يؤمنون به، هو ليس اختيارا بقدر ما هو واقع مفروض لا مفر منه، إرث الآباء والأجداد كما يقول معظمهم، هو إرث ثقيل لكن ما العمل؟ فعقارات وأراضي الوطن الشاسعة لا تسع بساطتهم والدولة لا تعترف بحقهم في العيش عيشا كريما لذلك وجدوا في هذا السفر الطويل الذي لا تعرف له نهاية المخرج الوحيد، سفر سيزيفي حقيقي في صراع مع الطبيعة والإنسان.

المنسيون ..

اليوم يوم سبت، صباح حار جدا، لا يهم فعلا إن كان اليوم يوم سبت فلا معنى لنهاية الأسبوع هنا، فقد قلنا أن الزمن هنا متوقف، من يسكنون هنا ضبطوا زمنهم الخاص، حياتهم تمر بين الشروق والغروب كل يوم، برفقة مرافقنا “عاشور” ابن المنطقة الذي يشتغل سائقا في منطقة “تيمناي” البعيدة بحوالي 20 كيلومترا عن مركز مدينة ميدلت، انطلقت رحلتنا عبر السيارة للقاء “الرحل” الذين يسكنون هذه المنطقة،عشرات العائلات تتواجد في هذه المساحات الشاسعة والفارغة، تشتغل على الرعي، لكن إيجادها أمر صعب، لأنها تغير مكان نصب خيامها باستمرار، تتوقف السيارة بعد نصف ساعة من السير في أرض خالية، هنا كانت خيمة قبل أسابيع ومخلفاتها مازالت واضحة، يتذكر مرافقنا، يبدو أن هذه العائلة قد غادرت هذا المكان بعد أن ضاق بها الحال، وانتقلت إلى مكان آخر غير بعيد، تستمر رحلتنا عبر المسالك الوعرة بحثا عن نقطة حياة ..بعد مسافة غير يسيرة من البحث سنجد أخيرا خيمة مأهولة.

يوقف عاشور محرك السيارة، نتوقف على بعد أمتار من الخيمة، يفاجئ توقف السيارة المقيمين هنا الذين لم يزرهم أحد منذ شهور، فيهرعون لمعرفة ما الذي يحدث، من الخيمة يخرج طفلان صغيران، على ملامحهما حزن فطري، أحدهما جرى بسرعة نحو السيارة ينظر إلينا بتعجب، قبل أن ينادي والده ليخبره بأن هناك زائرين، يطل الأب برأسه من الخيمة محاولا تبين وجوه الضيوف، ثم يتقدم نحونا بعد أن يلمح أن من بين الزائرين شخص بملامح محلية، هم يخشون الغرباء، فبقدر ما تعودوا أن يعيشوا وحيدين دون أن يسأل عنهم أحد تكون أي زيارة كتلك التي قامت بها ” هسبريس”مبعثا للتوجس، يلقي “موحى ناموسي” كما سنتعرف عليه فيما بعد التحية، ثم يسألنا بالأمازيغية عن سبب مقدمنا، سيتكلف مرافقنا بتبديد مخاوفه وطمأنته على أن المقصود خير، وأننا نريد فقط أن نتعرف على حياة الرحل عن قرب، يستأذننا موحى ليتشاور مع زوجته بخصوص هذا الأمر، سيغيب عنا لدقائق ثم سيعود مرحبا بنا في خيمته البسيطة التي تأويه وعائلته.

لا تحتاج كثيرا من الكلام، لتصف المكان،”لو رأى سكان الكاريانات في المدن هذا المشهد لما اشتكوا أبدا ..”، قال مرافقنا وهو يتحدث عن منظر الخيمة، العائلة المتكونة من أربعة أفراد تفترش حصيرا باليا، وتؤثث المكان بأفرشة رثة، أواني وكؤوس محدودة على رؤوس الأصابع تفي بالغرض، رحب بنا موحى بحرارة وطلب من زوجته أن تعد لنا كأس شاي، جلس الرجل الأربعيني إلى جانب ابنيه ياسين وسعيد، يعتمر طربوشا باليا، تظهر على قسمات وجهه علامات ضنك العيش والتعب وأشياء أخرى، مقل في الكلام، لا يتحدث إلا حينما تسأله، أمام تلك الصور الصادمة عن مغرب آخر لم أكن أعرف من أين أبدأ، لا تحتاج لأن تسأل لتستنتج أن موحى وأبناءه يعيشون حياة مزرية للغاية، إنهم يقاومون عبثا قساوة الزمن والمناخ، منذ متى وأنتم تعيشون حياة الرحل؟ كان هذا أول سؤال تكلف مرافقنا بترجمته إلى الأمازيغية، بدا سؤالنا غريبا بعض الشيء بالنسبة لموحى، فهو لم يعرف حياة أخرى غير هذه الحياة منذ أن رأت عيناه النور لأول مرة “منذ أن ولدت وأنا أعيش هذه الحياة، مع أبي كنا ننتقل من مكان إلى آخر وأبي أيضا عاش الحياة نفسها مع جدي، إنه إرث ورثناه عن أجدادنا، هذه حياتنا ولا نعرف حياة أخرى غيرها، نحن رحل وقد تعودنا على هذا الوضع..نحن في هذه المنطقة منذ حوالي تسعة أشهر، وإن لم نجد ما نأكله هنا فإننا سنجمع أشياءنا وسنرحل مجددا إلى منطقة أخرى، حيث يمكننا أن نعيش أفضل، ربما سنعود إلى الصحراء مجددا..لم نترك مكانا لم نرتحل إليه، نحن متحدرون من أيت عياش، لكن الوضع هنا ليس أحسن من الأماكن التي كنا فيها سابقا على الإطلاق،..رحلنا كثيرا في السنوات الأخيرة، وانتقلنا بين الغرب وبودنيب وبوعرفة ومناطق كثيرة .. جلنا كثيرا ولم نكن نتجاوز فترة ثلاثة إلى أربعة أشهر في كل منطقة ثم نغادرها “، يصمت موحى قليلا بعد هذا الكلام، يداعب ابنه حسن ابن الست سنوات ثم يستعجل زوجته لإعداد الشاي، ويستمر في الحديث هذه المرة مستعملا بعض مهاراته في العامية المغربية “..لكن كما أخبرتك فحالنا لا يختلف هنا عما كان عليه حالنا في المناطق الأخرى، السكان المحليون يطلبون منا الرحيل، نحن نعاني كثيرا ولكن الحمد لله ..حنا مكرفصين بزاف ولكن الحمد لله، الآن المناخ حار ويمكننا التعامل معه، أما في أيام البرد والثلج فإن الحياة تصبح شبه مستحيلة، لقد مرت علينا أيام صعبة جدا هنا، أنا أستطيع الصمود لكن الأطفال لا يستطيعون، في أيام البرد لا نبرح الخيمة، لا يمكننا ذلك..لم يسأل عنا أي أحد، نحن نطلب أن يسمحوا لنا بالبناء في المناطق المجاورة، لنعيش فقط في فترة اشتداد البرد ثم نعود بعدها إلى الخيمة، لكنهم يرفضون مخافة أن نبقى هناك، هم لا يفهمون أننا لا نستطيع أن نعيش أصلا خارج الخيمة، لأننا لن نجد عملا” .

سقط سهوا من الوطن

يعيش موحى وأسرته الصغيرة على رعي الغنم والأبقار، لا مدخول آخر له غير هذا العمل، الرحل لا يشتغلون في مهن أخرى كما شرح لنا عاشور، القطيع الذي يرعاه موحى ليس قطيعه الخاص، فهو يشتغل فقط عند آخرين، مقابل أجر يومي لا يتجاوز ثمانين درهما طيلة السنة وبشكل يومي، يتولى موحى في مقابل ذلك الاعتناء بالقطيع،”أنا غير كنقابل الكسيبة ديال الناس هادشي اللي كتشوف ماشي ديالي، إنه عمل متعب للغاية، فأنا أعمل طيلة اليوم ليل نهار، في النهار آخذ القطيع للرعي وفي المساء أظل مستيقظا لحراستها، لأنها أمانة وعلي أن أحافظ عليها، إنه عمل مضاعف بدون أجر مضاعف، حنا كنتكرفصو بزاف ..في السابق كنت أرعى الغنم لكن مالكها قرر استبدالها بالبقر، لأن الغنم مكلفة جدا بالنسبة إليه على عكس البقر”، يكمل موحى كلامه لنا بعد أن أحضر الشاي، إلى جانب كل هذه المعاناة يواجه الرحل شبح السرقة، وكأنه لا يكفيهم شظف الحياة ليزداد هم آخر يثقل كاهلهم المثخن بالآلام أصلا، فهم معرضون دائما لخطر أن تتعرض الماشية أو القطيع الذي يرعونه للسرقة من طرف المتربصين ” ايرحالن يعانون دائما من السرقة، حنا ديما محكورين..لقد وقعت حوادث كثيرة لعائلات في الخيام سرقت أغنامها أو أبقارها، لذلك علينا أن نبقى يقظين دائما “، يسترسل موحى وهو يهدئ من روع أحد أطفاله، ماذا عن المدرسة؟ هل يفكر في تدريس أبنائه؟ موحى يخشى أن يواجه أبناءه نفس مصيره، أن يضيعوا بين مكان وآخر، بين رحلة وأخرى، ويطالب بأن تقدم الدولة حلا بأن توفر معلما للرحل، “لماذا لا يمنحوننا معلما لكل عشر عائلات الأمر ممكن، نحن لا نريد لأولادنا أن يضيعوا هكذا، نريد لأبنائنا أن يعيشوا حياة أخرى مغايرة”، في هذه اللحظة بالذات تنتاب موحى نوبة حزن، فعند الحديث عن أبنائه يتذكر كم هي بئيسة حياتهم،”بنادم ضعيف ..حياتنا صعبة جدا، فلكي نقتني ما يلزمنا علينا أن نسافر بعيدا، ونقطع مسافة طويلة، ونقضي يوما كاملا في انتظار أن نجد وسيلة نقل تنقلنا، لا شيء هنا كل شيء بعيد عنا، فحتى الماء نضطر لأن نقطع مسافة تتجاوز الأربع كيلومترات لجلبه، لماذا لا يحفرون بئرا هنا فالماء موجود؟ أما حينما يمرض أطفالنا فلا نجد مكانا نأخذهم إليه، لا أحد يهتم لأمرنا ..أنا أتذكر كيف نقلوا الخيام إلى مكان بعيد جدا، حينما كانت هناك زيارة ملكية للمنطقة، لا يريدون لأحد أن يعرف بوجودنا “.

تركنا موحى وعائلته لنستمر في رحلتنا هاته بحثا عن خيمة معاناة أخرى، فكل خيمة تختصر هنا قصة إنسانية مؤثرة، مرافقنا يصر على تذكيرنا أن الرحل لا يستطيعون الاستغناء عن هذه الحياة التي ألفوها، فهم لا يستطيعون تأدية أي عمل آخر غير الرعي، ولا يمكنهم فعل ذلك خارج حياة الترحال، لكنه في المقابل يشرح لنا كيف أن الدولة أهملت هؤلاء، فقط مرة كل سنة أو سنتين تصل بعض المساعدات من بعض الجماعات المجاورة للأماكن التي يوجد فيها الرحل، وهي مساعدات مؤدى عنها، وبالتالي لا يمكن اعتبارها إعانات، قطعنا حوالي ثلاثة كيلومترات قبل أن نصادف رحالين يرعيان قطيعا من الغنم، اقتربنا منهما وقدمنا أنفسنا، لم يبديا أي ممانعة في الحديث إلينا، إيدير حديدو في الأربعينيات من عمره، انخرط في الحديث تلقائيا،”الرحالة مكرفصين كثر من القياس، نحن نعاني من كل النواحي، الحالة التي نعيش فيها حالة سيئة جدا، وخاصة في أيام البرد القارس والشتاء، ليس لدينا في هذا الخلاء ما يدفئنا، نضطر للصعود إلى القمة ليومين بحثا عن الحطب، أما بالنسبة للماء فالحال أكثر سوءا، لأننا نقضي يوما كاملا بحثا عن الماء، لأنه لا وجود لآبار قريبة من خيامنا، فضلا عن أن ما نجنيه ضعيف جدا، ولا يكفي لتلبية حاجاتنا، نحن نحاول فقط أن نمضي الأيام ونصبر، فليس أمامنا أي حل آخر غير المقاومة، كما ترى فإننا نعيش على الرعي ولا شيء غيره، وإذا لم يثق فينا صاحب الأغنام، فإنه سيتعين علينا البحث عن مكان آخر ننتقل إليه، هذه هي حياتنا اليومية، كل يوم نبدأ منذ الفجر وننتهي عند غروب الشمس”، أما أوعثمان سعيد العجوز الذي تجاوز الستين سنة، صاحب الخيمة التي حدثنا عنها مرافقنا في بداية الرحلة، والذي انتقل إلى مكان آخر على بعد كيلومترات منها، فهو يحكي لنا كيف أنه لم يعرف مهنة أخرى غير الرعي، وكيف أنه عاش رحالا طيلة الوقت، قبل أن يسترسل”كما أخبرك حديدو حياتنا كلها ارتحال من مكان إلى آخر، كلها معاناة، لكن لا شيء آخر نفعله، أنا قضيت عمري كله مرتحلا، هذا قدرنا “، ثم استأذنا منا بسرعة للعودة إلى تعبهم المحتوم، لأن القطيع قد بدأ يبتعد عن عينيهما، وعليهما حراسته والحرص على أن يعودوا بالعدد مكتملا غير ناقص في المساء.

سفر طويل إلى البؤس

وصلنا إلى خيمة أخرى من خيام هجرها الفرح، رحبت بنا رقية أزلماض وابنتها، رب الأسرة ومعيلها العجوز البالغ من العمر سبعين سنة يوجد خارج الخيمة منذ ساعات الصباح الأولى للرعي، رقية امرأة متعبة تقدم بها السن، على ملامحها وجع السنين والمسافات الطويلة والأسفار البعيدة التي لا تنتهي أبدا وفي عينيها مسحة حزن غريبة، فرحت كثيرا بقدومنا فلا أحد قبل هذا اليوم زارهم واستمع إليهم.

“حنا أولدي كندوزو الوقت وصافي..نعيش مقهورين ونعاني كثيرا، لكننا تعودنا على هذه الحياة ونحمد الله عليها،..حياة الرحالة كلها معاناة، فلم نستطع حتى أن نرسل أبناءنا إلى المدارس للتعلم بسبب عدم استقرارنا وتنقلنا الدائم. على هذه الأرض اليوم نعاني لأن هناك من يطالبنا بأن نرحل، لأننا لسنا من أبناء المنطقة” تسكت رقية قبل أن تكمل بصوت حزين “نحن نعاني، في هذا المكان لا يوجد كلأ كاف، لقد اضطررنا لبيع بعض أغنامنا حتى نجد ما نسد به رمقنا، والأغنام التي كنا نرعاها لصالح مالكها باعها هذا الأخير، فضلا عن الجفاف الذي يتسبب في عدم ولادة رؤوس غنم جديدة،..كما أننا ننفق كثيرا في حال مرض البقر، وهو ما حدث أخيرا فقط” أما ابنتها الشابة “يطو” فعمرها بعمر هذه الرحلات الطويلة من الشقاء، هي ابنة الخيمة كما تقول ولم تعرف عالما آخر خارجها، تقول ذلك راضية عن الحال رغم اعترافها بأن معيشتهم قصة حزينة “لو وجدنا أفضل مما نحن عليه لأقبلنا عليه دون تردد، لكن ليس لدينا ما نفعله سوى الترحال، لا شيء، لا بديل لنا، لقد اختارتنا هذه الحياة، وتعودنا على أن نتنقل كثيرا..ثم لا يمكننا العيش في مكان آخر، لأنهم لن يسمحوا لنا بتربية البقر والماشية، ونحن لا يمكننا أن نعيش من دونها..هادشي مكتوب علينا”، شقيقتها تزوجت فيما مازالت هي تنتظر النصيب كما قالت والدتها، تعينها في التكفل بأشغال الخيمة والعناية بالبقر، تبتسم يطو قليلا في وجه المعاناة، وتصر على أن نتذوق “السمن”، فلا يمكننا أن نزور الخيمة دون أن نفعل ذلك، بعدها تكمل سرد مأساة العائلة”منذ ثلاثين سنة ونحن نرحل، من زقلات إلى أيت عياش إلى بوحفس ،..المعيشة تكلفنا غاليا جدا، وكذلك “علف” الغنم، نحن نعاني كثيرا ..قدمنا طلبا للبناء في مكان قريب لكن لم يجيبونا، نحن نبحث عن حياة أفضل لأن العيش هكذا مضن، والوالد تقدم في السن كثيرا،..لكن ليس لنا ما نفعله”.

هكذا ختمت يطو حديثها لـ”هسبريس”بمزيج بين الحلم بحياة أفضل على هذه الأرض، وإيمانا بأن الواقع الذي يعيشونه قدر لا يمكنهم تغييره.

في طريق المغادرة بعد يوم كامل قضيناه في ضيافة الرحل في الأطلس المتوسط، كانت ملامح سكان هذه الأرض الجرداء سوى من “ربيع ميت” مازالت عالقة في الأذهان، على هذه الأرض هناك شعب يحاول أن يعيش، ثمة مواطنون مغلوبون على أمرهم، يطاردون الحياة بين جبل وآخر، يتنقلون بين الصحاري ويشيدون أحلاما ثم يهدمونها ليبحثوا عن ملجأ آخر، يعيشون الفقر والبؤس وانسداد الآفاق، مواطنون مغاربة يأويهم الجوع والفراغ، ورغم كل شيء لا يشتكون إلا نادرا، فحياة الترحال اختارتهم وقد فات الأوان بالنسبة إليهم لمراجعة هذا الاختيار، وحتى دولتهم اختارت أن تتجاهلهم تجاهلا فظيعا، ولم تعرهم أي اهتمام في شعاراتها الكبيرة والرنانة، فلا هي اعتبرتهم تراثا ثقافيا وإنسانيا يتعين النهوض به والحفاظ عليه، ولا هي انتشلتهم من قساوة الترحال المستمر، هكذا غادرناهم لنتركهم يستعدون لرحلة أخرى وهم يحاولون تحدي كل شيء، فكل شيء يسير ضدهم، تركناهم يبتسمون في وجه المأساة، لعل خيمة هنا في هذا المكان أو في مكان آخر في هذا الوطن الذي يعيشون على هامشه قد تكون أملا لبداية أفضل، فلا مانع لديهم من تحمل عناء هذا السفر المستمر حتى ولو كان إلى جحيم يشبه جحيم “دانتي”، لا بأس، فهم ليسوا مهزومين ما داموا يقاومون، ففي ترحالهم الأبدي انتصار.

تأثيرات جانبية

وجود الرحل في المنطقة كانت له انعكاسات كبيرة اكتست طابعا خطيرا على الغطاء النباتي والغابوي بالمنطقة، بحسب ما ذكره فاعلون محليون التقتهم “هسبريس” أثناء إنجاز هذا الربورتاج، وقال فاعل جمعوي محلي فضل عدم الكشف عن اسمه، إنه على الرغم من أن الرحل هنا يحظون بالتعاطف بسبب المعاناة التي يعيشونها، إلا أنه لا يجب إغفال التأثيرات الجانبية السيئة لوجودهم في هذه المنطقة، وتابع المصدر نفسه ” الدولة مسؤولة عن ما تعرض له الغطاء النباتي والغابوي، لأنها لا تجد حلا لهذه العينة من المواطنين، فالرعي الجائر وتنقل الماشية بأعداد كبيرة يتسبب في إتلافه، لا أحد ينكر أن ما تعانيه هذه العائلات الموجودة في الخيام قاس، لكنهم أيضا ارتكبوا بسبب قلة وعيهم جرائم في حق الطبيعة، على الدولة أن تتحمل مسؤوليتها وأن تبحث لهم عن أماكن لتأويهم فيها، وإلا ازداد الأمر سوءا، ويضيف “أنا لا أحملهم المسؤولية لأنهم لا يملكون حلولا أخرى، فهم يلجأون للغابات بحثا عن الحطب للتدفئة خلال البرد القارس، لكنني أتساءل أين الدولة، ولماذا لم تجد حلا لما يزيد عن مائة عائلة ؟”

الدولة غائبة

ظاهرة الرحل في المغرب قديمة جدا، ويعتبر الرحل أول من قاوم الاحتلال والغزو الأجنبي خلال القرن الماضي، ويمكن اعتبار الرحل موروثا ثقافيا وحضاريا، إلا أنه ظل مغيبا بشكل تام عن سياسات جميع الحكومات المتعاقبة، التي لم تعتمد أي سياسة تنموية تأخذه بعين الاعتبار وتحوله إلى شكل جديد من أشكال الإنتاج الاقتصادي، الذي يمكن بناؤه على التنقل بحثا عن الماء والكلأ، لم يشكل الرحل أبدا جزءا من برنامج القائمين على شأن الجماعات المحلية والقروية التي يلجأون إليها، ومنها ميدلت على سبيل المثال، ويعاني الرحل من إهمال الدولة لهم، فهي لم تدمجهم في مشاريعها التنموية، ولم تتخذ أية إجراءات لتنمية قطاع الماشية الذي يعد مورد رزقهم الوحيد، هذا في الوقت الذي ينتظر فيه أن تزداد حياة الرحل صعوبة في السنوات القادمة بفعل التحولات المناخية وارتفاع تكاليف شراء الأعلاف، وهو ما ورد على لسان عدد من الرحل ممن قابلتهم “هسبريس” أثناء إنجاز هذا الربورتاج.

‫تعليقات الزوار

34
  • Yacine
    الجمعة 30 غشت 2013 - 12:15

    pourkoi pas creer une association pas cell come "touche pas a mon salaire"

  • عيسى
    الجمعة 30 غشت 2013 - 12:38

    شكرا اخي (عماد استيتو من ميدلت) على هذا المقال الرائع. هذا حال أغلب مناطق المغرب العميق
    في خطاب ما بمناسبة ما سنسمع ملك الفقراء يحمل المسؤولية لشخص ما
    وتستمر المعانات………

  • احمد العنبرى
    الجمعة 30 غشت 2013 - 12:39

    احيانا اهمال الدولة لا يحتاج الى دليل…اذا كان الامر كذلك بالنسبة لاقليم الخميسات الذى لا يبعد عن العاصمة الا بضع عشرات من الكلومترات( فى البادية لازال السكان يقتنون الماء من الابار مستعملين الحبال كما كنا نفعل ايام الرومان) و المنطقة تزخر بمؤهلات طبيعية اراضى فلاحية شاسعة فرشة مائية معدل التساقطات المطرية الموقع الجغرافى… مثلا ايام الحماية كان القطار ينطلق من مدينة الخميسات الى ميناء الدار البيضاء لنقل خيرات الاقليم الى الخارج… لكن الان التهميش و الاقصاء كاننا وموطنين من الدرجة الثانية او الثالثة…فما بالكم بالاقاليم النائية…خنيفرة… ميدلت …الراشدية….فكيك…ووووو….التنمية الوطنية من تنمية كل الاقاليم…

  • youness
    الجمعة 30 غشت 2013 - 12:51

    ربما تكون فاعلا جمعويا بقتات على منح الدولة لكن أولائك الرحل انصهروا مع الأرض لذلك لا تقل لي انهم يدمرون الغطاء النباتي بالمنطقة فمن يفعل ذلك هم تجار الخشب الذين يجتثون الاشجار بلا حسيب و لا رقيب.
    اللهم و قولك أرض الله واسعة أبدلني ارضا خيرا من هذه حيث يكرم الانسان لإنسانيته لا غير.

  • midelti
    الجمعة 30 غشت 2013 - 13:05

    alhamdoulilah la vie ne qu´est un voyage trés court

  • Mustapha
    الجمعة 30 غشت 2013 - 13:12

    Excellent article, et merci . ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

  • الوادنوني
    الجمعة 30 غشت 2013 - 13:13

    تقرير جميل عن واقع قبيح
    هل هناك برنامج حكومي مخصص للمواطنين الرحل في المغرب والموج دون خاصة في أتجنب الشرقي ووادي درعة الى نواحي واد نون وكلميم والزاك
    اين قوافل الإعانة الصحية والاجتماعية
    أليس لهؤلاء المواطنين نصاب من الخيام والأدوية والأغذية التي يمنحها المغرب لمجتمعات إفريقية

  • ABDE
    الجمعة 30 غشت 2013 - 13:16

    هذا هو المغرب الحقيقي وليس الذي نراه على شاشات التلفاز .فساكنة الجبال تعاني من ضعف البنية التحتية كغياب الطرقات والمسطوصفات فحتى ان تواجدت هذه الاخيرة فانها خالية من العاملين فيها اما المدارس فحدث ولا حرج ،رغم ان هذه المناطق تستخرج منها المعادن(اميضر مثلا) هذا تهمش و اقصاء متعمدين نحن نعاني و صبرنا قليل .

  • alkanasse
    الجمعة 30 غشت 2013 - 13:20

    .. فقد مللت سماع الخطابات الوهمية التي توهم الشعب بأننا دولة متقدمة و أن الاصلاحات جارية على قدم و ساق …. من دولة تزداد فيها نسبة البطالة يوما بعد يوم .. و حتى ان وجدت عملا .. فلن تكفيك أجرته حتى في دفع أجر كراء منزل ويعاني الرحل من إهمال الدولة لهم، فهي لم تدمجهم في مشاريعها التنموية، ولم تتخذ أية إجراءات لتنمية قطاع الماشية الذي يعد مورد رزقهم الوحيد، هذا في الوقت الذي ينتظر فيه أن تزداد حياة الرحل صعوبة في السنوات القادمة بفعل التحولات المناخية وارتفاع تكاليف شراء الأعلاف،

  • med
    الجمعة 30 غشت 2013 - 13:24

    et pourtant ils font ce qu ils doivent dans leur travail pour se nourrir pas comme les associations qui obtiennent l argent et les avantages sans aucun effort

  • yo-vivo oujda
    الجمعة 30 غشت 2013 - 13:48

    لماذا تفسرون حياة ألرحل وتقيسونها بحياتنا على أنهم ضحايا…معا كونهم يعيشون حياة بسيطة وخالية من ألمشاكل ألتي يعانيها سكان ألمدن وألكسل وألمصاريف ألتي لا تعد ولا تحصى …في يوم من ألأيام كان جدي رحمه ألله من قبائل بني وكيل وكان دائم ألترحال فلما توفية جدتي وبقي لوحده مدة سنة أردنا أن نأخده للعيش معنا في ألمدينة تدهورة صحته ولم تعد له رغبة في ألعيش ليس حزنآ على جدتي لكن فرقة خيمته هي ألسبب…

  • hiro
    الجمعة 30 غشت 2013 - 13:57

    مساكين ’اللهم ارزقهم من عندك’

  • المتعاطفة
    الجمعة 30 غشت 2013 - 14:15

    يا اخي شيئ من المصداقية ، البدو الرحل او الأعراب هم من قاوم الاحتلال الأجنبي ؟ متى نريد ان نعرف ؟ وكيف ؟ هم لا يستقر لهم قرار وليس لديهم وعي وطني او ديني وكما ترى حتئ ولو وجدت مدارس فلا يمكن لهم الاستمرار في التعلم لأنهم يرتحلون وليسوا بقارين في مكان من اجل الرعي ؟ فكيف يقاومون الأجنبي وهم في مقاومة دائمة مع الحياة ؟ بل العكس انهم خطر على المقاومة قد يبيع ضميره بأبخس ثمن من اجل الرعي ؟ فلا يمكن الاعتماد عليهم .. وانهم ألفوا هذه الحياة الا اذا تقدمت هيسبريس مشكورة وهي غنية بتقديم كارافان مخصصة بكل اللوازم من تكييف وتسخين تقيهم البرد القارس والحر الشديد لكل عائلة ؟؟ وهل هذا ممكنا ؟ هاتوا لنا حلا لهذه الفئة من المواطنين الذين اختاروا مهنة الرعي اب عن جد بل موروث قديم جداً ؟ انني افكر ..إذا كانت المساعدات البسيطة من زيت ودقيق التي خصصت للفقراء يأخذها الأغنياء او المستغنين عنها وما فضيحة (سراق الزيت ) ببعيدة ؟؟ فماذا تريد من بنكيران ان يفعل ؟ يشتري ضمائرة حية للناس ؟؟ افرض خصصت الدولة معلمين لهذه الأسر فاي معلم سيظل تابعهم الى اماكن الرعي ؟اقترح ان تتكفل بأولادهمج الخيرية

  • CHAAB
    الجمعة 30 غشت 2013 - 14:17

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الرحل في ميدلت .. سيزيفيون ضائعون في زحمة الجغرافيا؟صور مؤلمة لمن عنده ضمير وإحساس بالمسؤولية .هل هذا هو المغرب تاني واجهة للسياحة في إيفريقيا؟هل يجوز أن المغرب ينظم مهرجنات دولية ؟ الطائرات ذهبت إلى الصومال ونحن نشاهذ الأسوء في بلادنا؟هل ينامون أعضاء البرلمان وهم على علم الشعب المغربي مغترب في بلاده؟بكل صراحة الغرب رغم لم أتفق مع بعض الأمور.لكن لم نرى هذه الصورة المأساوية .

  • Marocain
    الجمعة 30 غشت 2013 - 14:23

    Salam,article tres tres important !! ca serai bien si vous pouvez poster des videos pour ca !!
    Merci pour l'équipe Hespress d'avoir visiter la région

  • الوجه الآخر للمغرب
    الجمعة 30 غشت 2013 - 15:02

    اعرف جيدا رحل اقليم ميدلت ولي علاقات وطيدة معهم حين كنت ادرس باحدى المدارس المتناثرة وسط خلاء فضيع بحيث لا وجود لمعالم الحياة البشرية الا من دواوير صغيرة متناثرة هنا وهناك فظروف منطقة انفكو ارحم بكثير بهذه المناطق الخالية من الزرع والثمرات الا من نباتات xerophytes ونباتات الحلفاء المقاومة للجفاف والمتكيفة مع البرودة الشديدة ،فنظرة واحدة في افق هذا المكان تجعلك تحس بانك كائن تعيش خارج المكان والزمان تنتابك وحشة ورهبة لهول الفراغ الذي لا تسمع فيه الا صوت الريح الذي يصفع وجهك .لقد كنت اقطع مسافة20 كلم اما مشيا عاى الاقدام او ركوبا على احدى دواب هؤلاء الرحل الذين اعتبرهم عائلتي والذين احتضنوني كواحد منهم ولم يتنكروا ابدا لي لا لشيء وانما لتلك الخدمات التي كنت اقدمها لهم في شكل حصص تعليمية مؤقتة لابنائهم وااذين بهرني ذكائهم وسرعة تحصيلهم للقراءة والكتابة.
    هذا هو المغرب الحقيقي الذي تتنكر الدولة له المغرب ليس هو الرباط او الدارالبيضاء او تطوان ومارتيل.انه لمن العار ان لا تنظر الدولة لهذه الفئة من المغاربة الذين تركوا لوحدهم يصارعون الفقر وضنك العيش وفي ظروف طبيعية قاسية . 

  • زايد اعلي
    الجمعة 30 غشت 2013 - 15:09

    للاسف كل ما جاء في هدا المقال حقيقة مرة فكوني ابن الرحل و عشت طفولتي تحت الخيمة و قمت بالرعي لسنوات بالموازات مع الدراسة .
    ان فئة الرحل لا يعترف بها المخزن الا كمواد لحلقات البرنامج امودو و كانهم قبائل في بلد اخر .

  • وملكاه
    الجمعة 30 غشت 2013 - 15:23

    هؤولاء هم المغاربة الاحرار المنسيون المهمشون المعذبون في الدنيا والخونة واللصوص في النعيم لا التفاة ملكية على الاقل ارسال مساعدات باستمرار طبية ومعيشية انها وصمة عارعلى جبين كل المغاربة الاحرار ادا لم تستحيي فافعل ماشئت فالله مهل ولايهمل تخيل حياةهوؤلاء المغاربة لاماء لااكل لاتطبيب لامدرسة الجو القارس لاترفيه لااعلام حياة الدل والحكرة والاقصاء

  • abdsalam
    الجمعة 30 غشت 2013 - 15:33

    صراحة ظروف الرحالة صعبة جدا وماتحمل الكلمة من معني. هذا الى جانب غياب أي التفاتة أورعاية من ائ جهة حكومية شبه حكومية هذا يزيد من حدة ظروف هذه الشريحة المواطنة ;نتمني من الحكومة أن تلتفت الى هده الطبقة ولو بابسط الإعانات للتخفيف من أوجاع فئة اتلقى لم اتلق تصنع واقعها المعاشى

  • amazir
    الجمعة 30 غشت 2013 - 15:46

    هكدا الحياة ادن ولأول مرة تزورون هده المناطق وتعرفون حقيقة العيش ودل الحياة وقساوة الظروف ،الا ان هؤلاء الرحل رغم كل رواياتهم الاانهم يختمون كلامهم دائم بالحمد لله ،لانهم مقتنعون بقسمة عيشهم وبرزقهم،
    واتمنى صادقا ان تستكشفوا بلدكم وان تنقلوا الصور الحية للمسؤولين الدين يتحدثون من وراء الكراسي وهم لا يعرفون حتى جغرافية انتمائهم،فكثير هم من احوج للمساعدات خاصة تلكم المناطق

  • Hakim
    الجمعة 30 غشت 2013 - 15:51

    J'ai vécu 18 ans de ma vie au sein de ses montagnes, je me rappelle bien que je me plainait d'une telle misérable atroce et sévère environnement. Aujourd'hui, les meilleures villes du monde me partagent. C'est seulement qu'aujourd'hui, je réalise que le Grand Atlas de Midelt est beaucoup moins sévère et plus agréable que ces grandes villes. Si seulement j'avais les moyens, j'aurais resté la bas cultiver la terre avec mes propres mains

  • XXX
    الجمعة 30 غشت 2013 - 16:00

    ça fait mal au coeur wallah l3adim de trouver des familles vivent dans des conditions pareils

  • iso
    الجمعة 30 غشت 2013 - 16:49

    قصص جد مؤثرة, اناس يعيشون في ظروف لا انسانية

  • زايد اعلي
    الجمعة 30 غشت 2013 - 17:40

    يبدو انك لا تعرفين من تاريخ المغرب الا كلمة الاستقلال اولا ليسو اعراب بل هم قبائل امازيغية تصدت باتحادها على المستعمر بتباعها حرب العصابات الى ان حالتهم اصبحت جحيما بعد الاستقلال بسبب استقرارهم في المناطق الوعرة فيما قسم العملاء الاراضي الخصبة بعد انسحاب المستعمر…

  • hassan de;midelt
    الجمعة 30 غشت 2013 - 20:09

    ردا على القائلة انها متعاطفة انت اختي لم تدرسي التاريخ ولل معلومات لديكي على علم الاجتماع لا يجوز ان تحكمي من فراغ فاقد الضميرلن يتجاوب هؤولاء من يوفرون لكي ولغيركي اضحية العيد ربما هدا يقنعك لاننا نحن المغاربة مستهلكون لكل شيء حتى الثقافة الله اجيب ..الرحل اشرف من الوزراء لانهم عمليون يؤمنون بالعمل والتوكل على الخالق لا الاسترزاق بالجساد والنفاق

  • المتعاطفة
    الجمعة 30 غشت 2013 - 20:44

    انا صاحبة التعليق بعنوان : المتعاطفة ، وفعلا متعاطفة وانا اكتب من اي باد وهذا التصحيح الإملائي يتعبني انا اكتب شيئ وتخرج الكتابة شئ اخر ؟ يا اسلوب ركيك يا كلام لم تقصده ، فانا بريئة من كلمة. همج والتي لا اعلم من اين أتت ؟ اي همج ؟ هم أهلي وناسي ومواطنين شرفاء كادحين واتمنى لهم كل خير واتمنى لأطفالهم ان يتعلموا كالأخوين ربما يغيروا حياتهم ويعينوا أهاليهم .. والله الذي لا الاه إلاهو ما حتى خطرت في بالي كلمة همج ؟ فمن أضافها الى تعليقي ؟ حسبي الله ونعم الوكيل

  • fatima من اسبانيا
    الجمعة 30 غشت 2013 - 22:53

    السلام عليكم . هدا هو حال المغرب الحكومة المنافيقة كتزيد في المواد الغدائية والاطباء مكيبغيوش يمشيو البادية والمعلمين اما المعلمين القدام خدمو مع الاطفال البادية . بغيت انسول الاطباء علاش هوما اطباء الطب خدمة انسانية ماشي تجارة حيت في المدينة كيخدمو في العيادة الخاصة والناس البوادي ليهم الله

  • maghribi Mhajer
    الجمعة 30 غشت 2013 - 23:05

    C’est le tableau du décor marocain de MIDELT, en façade il y'a eu dans la même ville la nomination du chef du gouvernement et derrière le décor, la misère d'une population oubliée depuis que les "franssiss", les ennemis du passé, sont parti. Je rêve d’un jour ou même ce paysan ait sa carte de sécurité sociale et un revenu minimum. Mais ; Rêvons de là ou on est chez les nations qui ne laissent personne par default en marge de la société Et Vive Midelt City.

  • mostafa
    السبت 31 غشت 2013 - 00:03

    زرت الرااشدية في اسبوع الاول من رمضان و لله احسد هؤلاء الرحل لبساطة حياتهم …

  • زهرة خنيبيلا
    السبت 31 غشت 2013 - 11:31

    رغم البؤس و الفقر جل هؤلاء الرحل راضون بقدرهم و هم قدوة لكل المتدمرين من واقع عيشهم لا اظن ان هناك من يعيش اسوء منهم لكن رغم الالم هناك بسمة امل حزينة هي المحفز على الصبر. تحية تقدير و احترام لكل الرحل وشكرا اخي على هذا المقال

  • mustapha
    السبت 31 غشت 2013 - 12:12

    bjr moi j ss de la region(rich) tous ca est vrai la preuve c k la route vers rich entre les montagnes de tizi ntghamt je trouve ces gens tjr ki demandent aux passagers la nourriture et de l eau potable et leurs visages montrent les signes des conditions de vie miserables et d pauvreté et surtou les enfants merci d envoyer un avion com cell envoyer a soudan a ces gens et surtou k d ici un mois va commencer le froid et la neige la bas je di un k c un froid et un climat insupportabl et surtou ds une tente

  • إنسان([email protected])
    السبت 31 غشت 2013 - 12:30

    " إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَ فِي الرِّقَابِ وَ الْغَارِمِينَ وَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ."
    الآية رقم 60 من سورة التوبة.
    هذه الآية هي من القواعد المؤسسة لمبدأ "الحَقُ يُعْطَى دون أنْ يُـطـلَــبُ"

    في حين أن مبدأ "الحق يُطلب و يُطالب به وينتزع و يقاتل من أجله" هو الذي أفرز هذه الوضعيات المجتمعية !.
    فإذا كان الساسة ينتظرون من الرُّضع والضعفاء عُمُوماً (والضعف درجات و أنواع) أن يَطــلُــبُوا حُقوقهم فهذا لأنَّ الساسة هُمْ في حكم " ( وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ) [الأعراف:40]. ..

  • عابر سبيل
    السبت 31 غشت 2013 - 15:07

    الرحل الدين تتحدثون عنهم اعرفهم جيدا هم اختارو هدا النوع من الحياة فمن يملك 400 راس غنم و يرفض فكرة الاستقرار و يرفض تدريس ابناءه فهدا دنبه و ليس دنب الدولة اللتي ينتمي لها

  • مول الشي
    السبت 31 غشت 2013 - 19:36

    لماذا تحاولون تسيس ومسكنة كل شئ؟ الرحل ذاك شانهم، لا يريدون حياتك انت. ذاك اسلوبهم في العيش ولوطلبت منه السكن في فيلا في الدار البيضاء لرفض. تلميع الاسلوب ومسكنتهم وجعلهم ضحايا لا ادري لماذا. انتبه لحالك انت اوقيل عليك الرحل واسلوبهم المعيشي.

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 1

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس

صوت وصورة
الحومة | بشرى أهريش
الأربعاء 27 مارس 2024 - 21:30

الحومة | بشرى أهريش

صوت وصورة
احتجاج أساتذة موقوفين
الأربعاء 27 مارس 2024 - 20:30 5

احتجاج أساتذة موقوفين