المجلس الاقتصادي والاجتماعي يطلب الأولوية لمكافحة تعنيف المغربيات

المجلس الاقتصادي والاجتماعي يطلب الأولوية لمكافحة تعنيف المغربيات
أرشيق
الجمعة 18 دجنبر 2020 - 05:55

يبدو أن الإجراءات التي اتخذتها السلطات العمومية من أجل الحد من العنف ضد النساء في المغرب لم تُثمر النتائج المرجوة منها؛ وهو ما أكده التقرير الأخير الصادر عن المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، إذ كشف أن التدابير الخاصة المتخذة يكتنفها القصور.

وأبرز التقرير، المعنون بـ”القضاء على العنف ضد الفتيات والنساء.. استعجال وطني”، أن هذه الظاهرة ما زالت “متفشية على نطاق واسع في بلدنا”، حيث أفاد التقرير الأخير للمندوبية السامية للتخطيط بأن 7.6 ملايين امرأة من أصل 13.4 ملايين من النساء المتراوحة أعمارهن بين 15 و74 سنة، تعرّضن، في سنة 2019، لشكل واحد على الأقل من أشكال العنف خلال الاثني عشر شهرا التي سبقت البحث.

المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي اعتبر أن كل الإجراءات التي اتخذتها السلطات العمومية، من إستراتيجيات وبرامج ومخططات متتالية لمحاربة العنف ضد النساء والفتيات منذ سنة 2002، بما فيها القانون 103.13 المتعلق بمحاربة العنف ضد النساء، “لم يكن لها وقع ملموس على الجهود الرامية إلى التقليص من حدة هذه الظاهرة والقضاء عليها”.

ويظهر أن التدابير الإجرائية التي تتخذها السلطات العمومية لمحاربة العنف ضد النساء لا تثمر سوى نتائج محدودة الأثر على أرض الواقع؛ فعلاوة على كون العنف ما زال يطال 57 في المائة من النساء بالمغرب، فإن نسبة كبيرة من أفراد المجتمع ما زالت تعتبره “سلوكا مقبولا، بل ومبرّرا في مجتمعنا”، حسب تقرير المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي.

وأورد المصدر نفسه، استنادا إلى البحث الوطني الثاني الذي أجرته المندوبية السامية للتخطيط، أن حوالي 38 في المائة من النساء، و40 في المائة من الرجال، يَعتبرون أن تحمُّل المرأة للعنف الزوجي أمر مقبول للحفاظ على استقرار الأسرة، ويرى 21 في المائة من النساء و25 في المائة من الرجال، أنه من حق الزوج ضرب زوجته أو تعنيفها، في حال خروجها من البيت دون إذنه.

وإضافة إلى “التطبيع المجتمعي” مع العنف ضد النساء، سجّل المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي أن هناك عوامل أخرى تساهم في تفشي هذه الظاهرة؛ منها ضعف الإلمام بالقانون وبسُبل الانتصاف المؤسساتية، وعدم تبليغ فئة من كبيرة النساء عن تعرضهن للعنف، وضعف فعالية منظومة الحماية.

وبخصوص أسباب محدودية أثر الإستراتيجيات التي وضعتها السلطات العمومية في مجال محاربة العنف ضد النساء، قال المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي إنه وقف على ستّة عوائق رئيسية؛ وهي: عدم اعتبار محاربة العنف ضد النساء أولوية واضحة في السياسات العمومية، وعدم ملاءمة الإطار المعياري الوطني مع مرجعية القانون الدولي ذات الصلة، ووجود نواقص وثغرات في القانون المتعلق بمحاربة العنف ضد النساء، ومحدودية أثر التدابير الوقائية المتخذة، وصعوبة ولوج النساء والفتيات ضحايا العنف إلى العدالة، وغياب آلية ممأسسة للحماية ذات بعد ترابي وقادرة على ضمان الرصد المبكّر والتكفل الفعال ومتعدد التخصصات بالفتيات والنساء ضحايا العنف وفق مسار مقنّن، وعدم مراعاة الظروف الخاصة للفئات الأكثر هشاشة.

المجلس الاقتصادي والاجتماعي قدّم مجموعة من التوصيات من أجل تجاوز المعيقات التي تحول دون توفير الحماية للنساء والفتيات من العنف في المغرب، حيث دعا إلى جعل هذا الموضوع “قضية ذات أولوية على الصعيد الوطني يتم تنزيلها في شكل سياسة عمومية شاملة وعرضانية ترتكز على ميزانية مستدامة ومحددة”.

ودعا المجلس كذلك إلى وضع إطار معياري ملائم مع الاتفاقيات الدولية المصادق عليها، يكفل تعزيز وحماية الحقوق الأساسية لكل فرد داخل المجتمع بدون أي تمييز، وتدارك نواقص وثغرات القانون رقم 103.13 التي تمّ الوقوف عليها أثناء تطبيقه، وتعزيز ثقافة المساواة وعدم التسامح مع العنف، من خلال وضع سياسة وقائية شاملة ضد العنف المرتكب في حق الفتيات والنساء.

وشددت الهيئة الدستورية سالفة الذكر على ضرورة تذليل مختلف الصعوبات التي تحول دون إعمال حق النساء في الولوج إلى العدالة، وإحداث آلية عملية مندمجة وذات بعد ترابي لحماية الفتيات والنساء ضحايا العنف، واعتماد تدابير ملائمة تتيح مراعاة الأوضاع الخاصة التي تعيشها الفئات الأكثر هشاشة، على مستوى السياسات والبرامج والبنيات المعتمدة لمحاربة العنف القائم على النوع الاجتماعي.

‫تعليقات الزوار

12
  • متزوج ونادم
    الجمعة 18 دجنبر 2020 - 07:16

    وفينهوا العنف ضضد الرجال…والله اتا كرهتو المغاربة فزواج. غتبقاو كنو لرجال حتا ميبقا حتا واحد بغي تزوج ودك ساعة….حملة خليها تبور

  • عبد ربه
    الجمعة 18 دجنبر 2020 - 07:41

    كل ما يدور من تفاهات اثناء هذه الجائحة في فرنسا يستقدم الى المغرب رغم اختلاف الثقافة ها تعنيف النساء اصبح الذي موضوع الصباح والمساء كان هذا الوباء هو سبب هذه المهزلة

  • البوعناني
    الجمعة 18 دجنبر 2020 - 07:46

    وراه الرجال لعادو يتعنفو من النساء اتقاو الله وشفو شي موضوع فيه النفع

  • محمد
    الجمعة 18 دجنبر 2020 - 08:02

    لماذا لا يتكلمون عن تعنيف المغربيات وقتلهن من طرف أزواجهن الأجانب،أو أن العنف أصبح مقرون بالرجل المغربي،

  • مغربي
    الجمعة 18 دجنبر 2020 - 08:16

    و الله اشماءزينا و كرهنا هاته المواضيع التي تتحدث عن تعنيف النساء ، و هاته المواضيع تفوح منها رائحة ايادي خارجية هدفها ضرب استقرار المراءة و الذي يضمنه لها الدين الإسلامي الحنيف ،لماذا لا تتكلمون على المرأة التي هي و أبناءها في الأرياف و الجبال و التي هي في وامس الحاجة لمن يعينها على تكاليف الحياة؟ ام ان هاته السيدة الكفيفة و العفيفة ليست امرأة ؟ و اخيرا اعلموا أن منشوراتكم هاته تفوح منها رائحة ان.

  • عمر
    الجمعة 18 دجنبر 2020 - 08:36

    لقد بالغتم في حماية المرأة .الرجل لا يتوفر على الحماية لا على أية حقوق .لست ضد المرأة و لا أكرهها ولكن اعطيتم اهتماما للمرأة كثيرا .المرأة اليوم أصبحت أحسن من الرجل في شتى المجالات.

  • reda
    الجمعة 18 دجنبر 2020 - 09:12

    اين هو التعنيف ضض الرجال من النساء الذي لا يطيعون ازواجهن من حيث لا يدري الجميع ان المساوات لرجال والنساء

  • noureddine
    الجمعة 18 دجنبر 2020 - 09:24

    يجب عليكم ان توضحوا الامور حتى يعلم الجميع بأن من أسباب تعنيف النساء والتعنيف المتبادل هو البطالة والامية وقلة الشغل السكن غير اللاءق وعدم تنظيم الأسرة اما الأرقام والنسب من خلالها معرفة الاسباب وايجاد الحلول.

  • القصراوي
    الجمعة 18 دجنبر 2020 - 10:15

    تقرير سطحي يكتفي بالتركيز على محاربة أعراض المرض و لا ينفد إلى الأسباب العميقة و الجدرية لتعنيف النساء و من أهمها انتشار الفقر و الجهل و البطالة في مجتمعنا بسبب فشل المسؤولين و من بينهم الشامى نفسه و منذ عشرات السنين في إدارة الوطن بطريقة كفءة و فعالة و نزيهة مما أدى إلى تفشى البطالة و الجهل و الفقر الدي أعتبرهم أصل كل مشاكل المغرب سواء تعنيف النساء أو إرتفاع حوادث السير أو الفشل في احتواء كورونا.

  • محمدين
    الجمعة 18 دجنبر 2020 - 11:43

    المجلس الاقتصادي والاجتماعي عوض ان ينكب على تفعيل القوانين التي تصب في مجال التشغيل وتأمين الأجراء والحماية الاجتماعية لهم ورفع الحد الأدنى للأجور حتى تعيش الأسر المغربية ظروفا اقتصادية واجتماعية مناسبة يكون لها التأثير الإيجابي على العلاقات داخل الأسر المغربية فهو يذهب في اتجاه تعميق التفرقة والانقسام داخل الأسر من خلال تبنيه لهذه الأطروحات التي تقف وراءها جهات لا تريد الخير لبلادنا كأن الرجل لا يتعرض للتعنيف النفسي والجسدي سواء من طرف النساء أو الأولاد أو المشغلين

  • نورالدين المعتدل
    الجمعة 18 دجنبر 2020 - 20:15

    كلمة أولوية للنساء المغربيات !!!!!!!!!!!! هذا في حد ذاته ترجيح الكفة للنساء ،واهدارا لحقوق الرجل وفي الاصل ووفق قانون الطبيعة ولا أقول الديني حتى اتفادى الانحياز كلاهما يكمل الآخر ،وهذا من المسلمات. ويبقى فتح الحوار والنقاش في هذا الرابط هو ضربا صارخا لمبادئ الشرعية الكونية .

  • اجنبي زوج مواطنه مغربيه
    الثلاثاء 22 دجنبر 2020 - 10:21

    عن اي حمايه وعن اي قانون تتكلم اذا كانت موطنه لديها طفلين وعندهم جواز مغربي وزوجنا رسمي من المحكمه فلمغرب. وفرنا جميع الاوراق المطلوبه عشان تاشيرة دخول زوج المواطنه واولادها وبلاخر لا رد من الخارجيه ولا توضيح سبب هذا يعتبر تشتيت عائلة وتيتيم اطفال بمائني دخلت المغرب مرتين وناضمي ياناس اريد اعمل لاولادي ومراتي مستقبل مصدر رزق. لاحياة لمن تنادي وين الحماية ولحقوق الي تتكلمو عنها والله المراه المغربية حقوقها مدفونه لاتتصنعو امام الاعلام

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 1

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس

صوت وصورة
الحومة | بشرى أهريش
الأربعاء 27 مارس 2024 - 21:30

الحومة | بشرى أهريش

صوت وصورة
احتجاج أساتذة موقوفين
الأربعاء 27 مارس 2024 - 20:30 5

احتجاج أساتذة موقوفين