“نحن شعب الولايات المتحدة، رغبة منا في إنشاء اتحاد أكثر كمالا، وفي إقامة العدالة، وضمان الاستقرار الداخلي، وتوفير سبل الدفاع المشترك، وتعزيز الخير العام وتأمين نعم الحرية لنا ولأجيالنا القادمة، نرسم ونضع هذا الدستور للولايات المتحدة الأمريكية.” كلمات يفتتح بها المواطن الأمريكي دستوره منتشيا بالوطنية التي تبعثها فيه، معتزا بوطنه وقيمه التي يقاتل من أجلها حد الفناء. فهل دقت الساعة التي يضع فيها الشعب المغربي دستوره من أجل الكرامة والعدالة والحرية؟ بعد الاستماع للخطاب الملكي في التاسع من مارس أحسست بنوع من الانتعاش وابتسامة بريئة تغمر شفتاي. فلن نضطر لرؤية دماء الشباب مسفوكة في الشوارع ولن نعيش في خوف ونهب وحرق لنمر إلى الإصلاح. لم أترك مجالا للأسئلة المحرجة التي قد ترهق ذهني المتعب أصلا من العمل. فسلمت جسدي المنهك للنوم وتركت الباب مفتوحا للأحلام المشروعة منها والمحظورة، فليس في دستورنا المستغنى عنه ما يعاقب على الأحلام. رأيت فيما رأيت أنني وصلت إلى السويد (صنفتها وحدة المعلومات في الإيكونومست في المرتبة الأولى في مؤشر تقييم الديمقراطية الذي ضم 167 بلداً) في رحلة استجمام. جلست في فندق فاخر أشاهد التلفزيون السويدي بينما ألتهم الفطائر السويدية اللذيذة. بدا لي الملك كارل غوستاف السادس عشر في العيد الوطني السويدي وهو يحيى شعبه والسعادة تعلوا محياه. بينما فريديريك راينفيلت (في منتصف الأربعينيات) منهمك في تحمل المسؤولية الكبرى التي ألقيت على عاتق رئيس الوزراء في السويد منذ فترة طويلة بعد أن حدت صلاحية الملكية لتقتصر على القيام ببعض المراسيم الرسمية الاحتفالية. أخذت فطيرة أخرى بيدي اليمنى وأخذت الرموت كنترول بيدي اليسرى، غيرت القناة بفرنس 24 أحسست بالحنين إلى الوطن فورا بعد أن قرأت خبرا عاجلا مفاده “تسونامي إصلاحات تضرب المغرب، أتلفت كل أجهزة الفساد ودمرت كل بنايات الاستبداد ووضعت حدا لحياة خطابات التمييز والعنصرية.” استقلت طائرتي الشخصية وعدت إلى وطني لأتأكد من صحة النبأ. وجدت أن المغاربة اختاروا شابا رئيسا للوزراء. المعطلون معظهم التحق بالوظيفة وما تبقى منهم خصصت لكل واحد منهم منحة شهرية إلى أن يجد عملا مناسبا له. الأموال التي كانت تبذر في المهرجانات والحفلات التي لا داعي لها تم ضخها في صندوق خاص بحماية النساء المعوزات اللواتي لا معيل لهن ولأطفالهن مما جعل كل المغربيات اللواتي يشتغلن في ملاهي الخليج يعدن لبلدهن لتستعيد المرأة المغربية كرامتها الممرغة في وحل الفساد. وأصبح المغاربة كلهم سواسية في الواجبات والحقوق. كرامة الإنسان المغربي مقدسة ولا يجوز انتهاكها في أي حال من الأحوال….وبينما أنا منذهلة من التحسن الذي يشهده وطني وأحس بالفرح يغمر ذاتي المتعطشة للإصلاح وجدتني وسط أساتذة شباب يدافعون عن حقهم في الحياة برواتب تسمح لهم بالعيش الكريم، مسلحون بأرواحهم الثائرة، مشحونون بمشاعر الغضب والإحباط الذي ولده طول انتظار الوعود التي لم تتحقق بعد. وفجأة هجمت قوات قمع “الشغب” تحمل أدوات قديمة جديدة تهشم كل رأس قاسح لا يبتلع الخطابات الإيجابية والمتفائلة. فإذا بي أجد الدماء منهمرة على الأرض، الكل يركض، الكل يصرخ…حاولت أن أصرخ أنا أيضا لكن صراخي لم يكن يصدر صوتا…تعذبت وبكيت بدون دموع وتمنيت أن يكون كابوسا مزعجا…استيقظت فزعة على صوت منبهي فلقد حان وقت معانقة الواقع… نهضت من فراشي بصعوبة بالغة…توضأت وصليت ثم ارتديت ملابسي في عجالة …ارتشفت قليلا من القهوة…هرولت نحو المحطة وركبت الباص رقم 22 المتجه نحو مقر عملي…ما أرجوه صادقة هو أن لا يكون إنجاز الإصلاحات المعلن عنها بطيئا كالباص رقم 22 وأن لا يكون المخزن كالسكارى والمجرمين الذين يعيقون تقدم حافلتنا رشقا بالحجر وبالقنينات الزجاجية المهشمة لإرهابنا وتوجيه حافلتنا نحو الهلاك، وإلا فاقرؤوا على الدنيا السلام.
تعليقات الزوار
3
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي هسبريس
-
12:48
باحث: رمضان لن يتجاوز 29 يوما بالمغرب
-
12:05
عناصر جمارك باب مليلية تحبط تهريب الشيرا
-
11:11
بورصة الدار البيضاء تفتتح التداول بالأحمر
-
10:55
الاتحاد الاشتراكي يدافع عن "صفقة الدراسات"
-
10:36
زلزال بقوة 5,7 درجات يضرب غرب اليونان
-
10:26
غارة إسرائيلية تسقط 42 قتيلا في سوريا
-
10:19
الريحاني: "بين القصور" عمل احترافي
-
09:25
"تنامي العنف" يقلق نقابة الأمن الخاص
-
08:49
حركة تحصي أشجار الرميلات في طنجة
-
07:42
إحباط تسويق لحوم فاسدة في بني ملال
-
07:29
عطب "نور 3" ينتظر توضيحات بنعلي
-
06:56
جامعة وجدة تنادي بترشيد استعمال الماء
خير وسلام
WHAT PISSES ME OFF IS THIS SUDDEN BURST OF CRITICS FROM EVERYBODY
WHAT EVER ONE WILL DO, MAKE SURE THAT YOU WILL FIND ANOTHER ONE WHO WILL CRITIQUE HIM
BUT MOST, ARE THESE SHORT SIGHTED PEOPLE WHO WANT TO CHANGE THE WORLD IN A MINUTE
GET ON WITH YOUR OWN BUSINESS AND LET THINGS MOVE
THE FUTURE WILL BE DIFFERENT AND I AM SURE IF YOU LET THINGS GO WILL BE BETTER
génial vraiment génial rien à dire c’est très jolie ce que je viens de lire et c’est très approprié à notre réalité bravo fatima zahra