بداية، لا بد من التأكيد أن البلاغ الصادر عن وزارة التربية الوطنية يظل قرارا ينم عن ارتباك وارتجالية في تدبير الأزمة. لا يعقل أن تلقي سلطة تنفيذية الكرة في مرمى الأسر وتخيرها بين الدراسة الحضورية أو التعليم عن بعد. الوزارة مُلزمة باتخاذ قرار سياسي واضح، باعتبارها الجهة التي ترسم خارطة الطريق وليس آباء وأولياء أمور التلاميذ.
الدخول المدرسي هذا الموسم، الذي لا تفصل عنه سوى أيام قليلة، مهدد، والغالبية العظمى من المهتمين والأسر، وحتى الأطر التربوية، لا ينظرون إليه بعين الرضا. أي دخول في ظل هذه الجائحة التي تواصل الفتك بالمغاربة؟ هل ستغامر الأسر في الحواضر على الأقل بإرسال أبنائها صوب المدارس وهي لا تعلم مصيرهم؟ وأية ضمانات ستقدمها الوزارة للأسر التي ستفضل الدراسة الحضورية بعدم إصابة أبنائها؟
أمام هذا التخبط الحكومي، وغياب رؤية واضحة، وفي ظل التجاذب على مواقع التواصل الاجتماعي وتبادل الاتهامات والتراشق “الخاوي”، ما السبيل للخروج من الأزمة التي نعيش فيها جميعا؟
اليوم، نحن في حاجة لتدافع وصراع فكري للخروج من هذه الأزمة، بدل انتظار “غودو” الذي قد لا يأتي، أو نسخ التجربة الفرنسية وتنزيلها في بيئة وشروط لن تنجح أبدا!
اليوم، سواء بوجود فيروس كورونا المستجد أو بدونه، بات لزاما علينا وفق ما تفرضه الثورة التكنولوجية أن يلج تعليمنا الرقمنة وعالم “الديجيتال”. لم يعد مسموحا أن نظل على النهج التقليدي بمدارسنا، خصوصا مع الظروف الطبيعية الصعبة في العديد من مناطق المملكة، وكذا إذا ما رغبنا في اللحاق بالركب.
فلماذا لا نذهب إلى سنة بيضاء ونعمل بمنطق “إذا عمت هانت” ونعفي أنفسنا من كل هذا التخبط والمخاطر الصحية التي قد تنجم عن ذلك، خصوصا وأن العالم مقبل بحسب خبراء الصحة على موجة ثانية للفيروس في الأشهر المقبلة، وحينها سنكون ملزمين بتوقيف الدراسة مجددا على غرار السنة الماضية؟
كثيرون سيختلفون معي في هذا الرأي، وضمنهم وزير التربية الذي اعتبر آثار توقف الدراسة على التلاميذ أخطر من الجائحة في حد ذاتها، وكذا لكون توقيف عجلة الدراسة لسنة كاملة هو تعطيل لمسار آلاف التلاميذ والطلبة ومستقبلهم الدراسي.
في اعتقادي، ولو أني لست باحثا في المجال التربوي، ولا إطارا تربويا، فإن ما ستجنيه المنظومة التربوية من سنة بيضاء أكبر من دخول أكيد سيكون متعثرا في المدارس العمومية إن لم نقل فاشلا، وسيكون متوترا مجددا بين الأسر والمؤسسات الخصوصية على غرار السنة المنصرمة، كيف ذلك؟
توقف الدراسة لسنة كاملة ليس معناه أننا “نربعو” يدينا وننتظر الموسم المقبل ورحيل كورونا، وإنما هي فرصة للوزارة الوصية على القطاع لتحويل ميزانيتها برسم الموسم الدراسي 2020/2021 إلى تجهيز المدارس وتهيئتها للتعليم عن بعد، عبر توفير الأجهزة والمعدات بمختلف الأقسام، وإعداد منصات رقمية خاصة بذلك وبرامج مصورة لموسم كامل.
سنة بيضاء ستتيح للوزارة كذلك تأهيل “جيش” الأساتذة وتكوينهم في عالم “الديجيتال”، عبر دورات تكوينية، خصوصا وأن بعض الأستاذة لا يجيدون استعمال الحاسوب وتقنياته، ولا حتى التعامل مع الكاميرا.
ستكون أيضا فرصة لإشراك المدارس الخصوصية في إعداد تصور للدراسة عن بعد، ودعم الحكومة لها في تكوين أطرها وتوفير التجهيزات الرقمية، طالما أنها ستكون بدون مداخيل بسبب توقف أداء خدماتها المعتادة، وبالتالي تكون قد ساهمت في هذه النقلة النوعية باعتبارها مقاولات مواطنة.
هذا القرار سيجعل الحكومة تُلزم الفاعلين في مجال الاتصالات بتوفير البنية التحتية بمختلف مداشر المملكة بتنسيق مع الجماعات الترابية، خصوصا وأن معظم الدواوير تعاني من ضعف “الريزو”.
سنة بيضاء هي فرصة أيضا لإبرام شراكات بين هذا القطاع الوزاري والجماعات الترابية حتى تكون هذه الأخيرة شريكة في إنجاح تجربة “التعليم عن بعد”، عبر تقديم منح للتلاميذ في العالم القروي لاقتناء المعدات الرقمية، بدلا من إنفاق مبالغ مالية في فصول لا تعود بالنفع على ساكنة نفوذها الترابي.
اليوم، نحن في حاجة لقرار جريء يخرجنا من المتاهة والأزمة، بدل قرارات يدرك الجميع أن الخاسر الأكبر فيها ليست سوى منظومتنا التربوية المعطوبة أصلا!
le laisser aller:Aid:plus de 1000 de victimes du virus chaque jour,une décision de l"annuler aurait évité ce résultat néfaste,
pour les écoles:une réduction des heures ,de 22 h à 10 h par semaine pour une période de 1 mois ,avec réduction des effectifs,décider apres ce mois de teste,
bien sûr il est difficile de décider mais il faut éviter un autre Aid dans les écoles
آراء ومقترحات ينبغي أن تؤخذ بعين الاعتبار والمناقشة.
صراحةً شعرت بالغضب و السخط حينما اطلعت على مضامين التعليم عن بعد التي أنتجتها الوزارة و هذا الكسل و الغباء الغير مبرر ، أقول هذا لأنني أعرف أن في الانترنت هناك آلاف المحتويات الرائعة ذات مستوى عال و بإخراج فني مبهر كثير منه مترجم إلى العربية و بعضها مترجم إلى الدارجة حتى!! يكفي فقط بمجهود بسيط للغاية التنقيب عنها و إدراجها بدلا من إنتاج مضامين بائسة للغاية و بنفس العقلية المهترئة ألا يبعث هذا على السخط؟
أعمل في التدريس منذ سنوات طويلة، لذلك أرفض فكرة سنة بيضاء بشكل قاطع، فهدر سنة كاملة من حياة تلميذ أو طالب، جريمة تربوية و إنسانية لا تغتفر.
كذلك لست مناصرا للتعليم عن بعد، فهو مشقة كبيرة للمدرسين، و هذا أمر لا يعرفه سوى من مروا بجحيم التجربة خلال الموسم الماضي، و يغيب فيه تكافؤ الفرص بين التلاميذ، و جدواه ضعيفة حتى للنجباء منهم و الذين يملكون رغبة كبيرة في التعلم.
الحل هو تأجيل الدخول المدرسي إلى منتصف أكتوبر، مع إحتمالية تأجيله أكثر من ذلك، و إعتماد نظام التفويج الأسبوعي بين فوجين لكل قسم، و تخفيف البرنامج الدراسي، و إلغاء بعض المحاور، فجودة التعلم ليست في الكم، فمادة التاريخ لوحدها بها كم كبير من الدروس التي لا فائدة منها للتلميذ، و ذلك بكل المستويات.
طبعا الكثيرون من الجهلاء و الحاقدين، سيتهمونني و بقية رجال و نساء التعليم بالتلكك و عدم رغبته في العمل، لا يهمني ذلك، وحده االه سبحانه و تعالى يعلم مقدار البؤس و التضحيات التي تعيشها أسرة التعليم، و وحده الله سبحانه و تعالى من يعلم حرصنا على أبناء الآخرين كحرصنا على أبنائنا.
نسأل الله العفو و العافية و الهداية للجميع.
اراء منبعتة من الواقع وهي كلها صواب .
لكن السؤل المطروح هل هناك من ادان صاغية لمتل هده المقترحات والملاحظات التمينة والنيرة .
نتمنى ان تاخد بعين الإعتبار