"خلافات واختلالات" تُبعد "تعاضدية الفنانين" عن شاطئ الاستقرار

"خلافات واختلالات" تُبعد "تعاضدية الفنانين" عن شاطئ الاستقرار
الخميس 19 نونبر 2020 - 03:00

ما زال شد الحبل مستمرا بين عدد من النقابات لممثلة للفنانين، في مختلف الميادين الفنية، وبين التعاضدية الوطنية للفنانين، إذ ترفض هذه النقابات الاعتراف بالمكتب الحالي المسير للتعاضدية، وتعتبره “غير شرعي”.

وعبّرت خمس نقابات ممثلة للفنانين عن رفضها لما سمّته “استمرار التعنت وأسلوب خلط الأوراق الذي طبع تعاطي المكتب الذي يسير التعاضدية، وبشكل غير شرعي، مع مراسلات وزارة الشغل والإدماج المهني، وتوصياتها من أجل الاحتكام إلى القانون وإلى النظم الأساسية للتعاضدية”.

ويأتي رد فعل النقابات المذكورة، وهي النقابة المغربية للمهن الموسيقية والنقابة المغربية لمهن السينما والسمعي البصري والنقابة الحرة للموسيقيين المغاربة والمرصد الوطني لمبدعي الأغنية المغربية وحماية حقوق المؤلفين والاتحاد المغربي لمهن الدراما، على خلفية التقرير الذي أصدرته هيئة مراقبة التأمينات والاحتياط الاجتماعي حول الأحداث التي عرفتها التعاضدية الوطنية للفنانين مؤخرا.

وجاء في نص التقرير الذي اطلعت عليه هسبريس، حول الأحداث التي عرفتها التعاضدية، وخاصة التشطيب على مجموعة من أعضاء مجلسها الإداري، أن هذه الأخيرة “عرفت مجموعة من الاختلالات، سواء على مستوى التسيير واتخاذ القرارات من قبل الأجهزة المسيّرة أو على مستوى التجاوب مع رسائل الوزارة المكلفة بالشغل وتطبيق توصياتها”.

وتمثلت أهم الاختلالات التي رصدها التقرير في التشطيب وإبعاد خمسة أعضاء من المجلس الإداري، وعدم احترام الآجال القانونية من أجل تجديد الأجهزة المسيرة للتعاضدية، ووجود مديرها في حالة تنافٍ، باعتباره مديرا ومندوبا في الوقت نفسه.

كما سجّل التقرير المذكور اختلالات أخرى تتعلق باستقالة رئيس التعاضدية السابق الحاج يونس، وهي الاستقالة التي تراجع عنها بعد رفضها من طرف أعضاء المجلس الإداري بالإجماع، قبل أن يدعو إلى اجتماع المجلس الإداري بتاريخ 10 مارس 2020، لتحديد الإجراءات التي يجب اتخاذها لتطبيق توصيات وزارة الشغل الموجهة إليه بهذا الشأن.

تقرير هيئة مراقبة التأمينات والاحتياط الاجتماعي اعتبر أن الاجتماع العام الاستثنائي لمجلس إدارة التعاضدية يوم 10 مارس 2020، بدعوة من مكتبها المسيّر، تمّ خلافا لمقتضيات الفصل الـ18 من النظم الأساسية النموذجية، والفصل الـ21 من النظم الأساسية للتعاضدية، وجرى في غياب رئيس مجلس الإدارة (الحاج يونس)، الذي تمت دعوته عبر “الواتساب”، وسُحبت الثقة منه خلال الاجتماع، على الرغم من تراجعه عن قرار استقالته، كما سجّل التقرير عدم دعوة الأعضاء المشطّب عليهم.

وخلصت هيئة مراقبة التأمينات والاحتياط الاجتماعي إلى أن استمرار نائب رئيس التعاضدية الوطنية للفنانين في تسييرها، وفي الدعوة إلى عقد جموع عامة لهيئاتها المسيّرة، بالرغم من التوصل برسالة الوزارة الوصية التي تؤكد أن استقالة الرئيس (الحاج يونس) لاغية، وأن هذا الأخير لا يزال يتمتع بمنصبه كرئيس لمجلس إدارة التعاضدية، “يُعتبر إصرارا على خرق الأنظمة الأساسية للتعاضدية”.

في المقابل، يتمسك عبد الإله أمزيل، رئيس المجلس الإداري الحالي للتعاضدية الوطنية للفنانين، الذي حلّ محل الحاج يونس، بشرعية المجلس، معتبرا، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن تقرير هيئة مراقبة التأمينات والاحتياط الاجتماعي “جاء في وقت غير مناسب ولا محل له من الإعراب”، على حد تعبيره.

وذهب أمزيل إلى القول إن تقرير هيئة مراقبة التأمينات والاحتياط الاجتماعي “منحاز” في إشارة إلى الأعضاء الذين تم التشطيب عليهم من المجلس الإداري للتعاضدية، مضيفا: “لقد وجهنا طلبا للقاء هيئة مراقبة التأمينات خمس مرات ولم يستجيبوا لنا، ولا يمكن أن ينجزوا تقريرا وهم لم يطلعوا على الوثائق ولم يزوروا المؤسسة (التعاضدية) ولم يحضروا الانتخابات”.

ووسط تضارب التصريحات، قالت هيئة مرتقبة التأمينات والاحتياط الاجتماعي، في تقريرها، إن وزارة الشغل والإدماج المهني طلبت منها، بتاريخ 23 شتنبر 2019، إجراء مراقبة شاملة بمقر التعاضدية الوطنية للفنانين. كما استقبلت، بطلب من رئيس مجلس النواب، المشتكين المشطّب عليهم من المجلس الإداري.

وفي خضم الوضع غير المستقر الذي تتخبط فيه التعاضدية الوطنية للفنانين، ثمّنت النقابات الفنية الخمس، في بلاغ مشترك صادر عنها، مضامين هيئة مراقبة التأمينات والاحتياط الاجتماعي، معتبرة أن التقرير وقف على “العديد من المعطيات الجوهرية والحقائق الدامغة التي طالما كانت محط اختلاف وطالها الكثير من التعويم والتعتيم”.

واتهمت النقابات المذكورة المكتب الحالي المسيّر للتعاضدية بـ”التمادي في ضرب القوانين والأعراف عُرض الحائط”، متمسكة بكون رئيس التعاضدية الحالي “مطعون في شرعيته”؛ بينما يصرّ عبد الإله أمزيل من جهته على كونه الرئيس الشرعي للتعاضدية، بقوله: “عقدنا جمعا عاما بحضور أغلب الأعضاء انتخبنا فيه رئيسا جديدا، معتبرا أن هيئة مراقبة التأمينات والاحتياط الاجتماعي “تترامى على صلاحيات ليست من اختصاصها؛ بل من اختصاص القضاء”.

‫تعليقات الزوار

4
  • ميلود
    الخميس 19 نونبر 2020 - 13:27

    لا أدري لمادا المغاربة لا يتقنون الا فن شد ليا نقطع ليك
    في الفن
    في الرياضة في السياسة
    في النقابة
    في المعاملات التجارية……..

  • فنان مقهور
    الخميس 19 نونبر 2020 - 14:09

    مع الاسف الشديد ولا واحد يمتل القاعدة العريضة من الفنانين المقهورين هادو كيضربو على راسهم فقط حسبنا الله ونعم الوكيل …بطاقة مهنية و دعم يعطى لمن لايستهلوه واعاقة الفنان المحكور ..وزارة التفافة العفو وزارة التفاهة بامتياز …حسبنا الله ونعم الوكيل فيكم وفي هاته الحكومة المشؤومة

  • فنان مغربي مقيم بامريكا
    الخميس 19 نونبر 2020 - 17:51

    اضع علامة استفهام على طريقة و ضع الكمامة ، يبين لي طريقة التفاهم بين الاخوة الفنانة.

  • عبدالنبي معاس
    الجمعة 20 نونبر 2020 - 10:14

    هيئة مراقبة التأمينات والإحتياط الإجتماعي حشرت انفها فى هذا الملف وخرجت بتقرير ظاهره لتزكية الشرعية وباطنه تعكير الاجواء وخلق البلبلة وتحريك المياه الراكدة وخلق جو من عدم التقة تمهيدا لتطبيق الفصل 26 وحل كل الأجهزة المسيرة لهذه التعاضدية على غرار السيناريو الذي قامت به هذه الهيئة فى حق التعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية .

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 3

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس

صوت وصورة
الحومة | بشرى أهريش
الأربعاء 27 مارس 2024 - 21:30

الحومة | بشرى أهريش

صوت وصورة
احتجاج أساتذة موقوفين
الأربعاء 27 مارس 2024 - 20:30 5

احتجاج أساتذة موقوفين