زهرة .. قصّة شابة تواجه أشواك الحياة ومرض الأم بـ"رْضاة الواليدة"

زهرة .. قصّة شابة تواجه أشواك الحياة ومرض الأم بـ"رْضاة الواليدة"
السبت 18 ماي 2019 - 09:00

“لا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة”، هي الجملة المُلهمة التي تفوّه بها الموسيقار الشهير بيتهوفن الذي لم يمنعه الصمم من صنع المستحيل..إنه مثال لأشخاص انتصروا على الإعاقة، لم يقفوا عاجزين أمامها، بل حداهم الأمل لتحقيق طموحاتهم بفضل إرادتهم الاستثنائية التي هزمت المستحيل.

أبصروا الحياة بشكل أفضل لأنهم لم يضعوا خطاً للنهاية..هذه هي حياتهم كما يرونها، صبروا طويلا على شظف العيش وقسوة الحياة، ولم تمنعهم الإعاقة من تحقيق الطموح، ولم تسلب منهم أحلامهم، رغم نظرات العطف التي تلاحقهم في أحايين كثيرة، رافضين بذلك مقولة “العقل السليم في الجسم السليم”.

قصص إنسانية لها سحر خاص تبقى عالقة في الذاكرة والوجدان، سيكون القراء الكرام على موعد معها طوال رمضان..”مُتشائلون” بطبعهم، على حد تعبير الأديب الفلسطيني إميل حبيبي، بعدما صاروا قابعين في منطقة وسطى بين التفاؤل والتشاؤم..إنها لحظات بوح يسترجعون فيها الإخفاقات والنجاحات التي واجهت مسارهم.

****

قصة إنسانية لا تشبه سوى ذاتها، محاطة بهالة من البؤس والكآبة..مساحات حياتها المأساوية تداعب خيال ذاكرتها، لتتعلم قسوة الحياة منذ سن مبكرة..رافقها شبح الجوع طوال حياتها، لتنسج بذلك ذاكرتها الباطنية الموسومة بغموض الروح والعذوبة في الانتظار على بياض الورق.

مواجع تبوح بأسرارها

زهرة، ثلاثينية تعيش معاناة بلا ضجيج، لطالما كان همها الوحيد هو إعالة أمها العجوز التي تقاسي شظف العيش منذ ما يزيد عن خمس سنوات، بعدما تعرضت لكسر خطير في وركها، بسبب سقوطها المفاجئ في سلم منزلها، لتبدأ بذلك مسلسلا جديدا من المعاناة، ينضاف إلى مشاكل بحثها عن العمل.

في هذا الصدد تقول المتحدثة، في حديث مع جريدة هسبريس الإلكترونية، إن أمها “طريحة الفراش لمدة سنوات، في ظل تعرض رجلها اليمنى لكسور خطيرة تعذر معها العلاج، نتيجة مصاريف التطبيب المرتفعة، إذ تصل تكلفة إجراء العملية الجراحية إلى مليوني سنتيم”.

وتضيف زهرة بحرقة بالغة، وهي تنظر إلى أمها التي لم تعد تستطيع الكلام: “أخبرني الطبيب المختص، بعد إجراء الفحوصات الأولية، أنها ستموت حتما في حالة عدم التعجيل بإجراء العملية الجراحية، لكنني لا أتوفر على ذلك المبلغ الكبير، لأنني أشتغل فقط في مهن موسمية هامشية”، داعية المحسنين إلى “مساعدتها من أجل الخروج من أزمتها الحالية التي تهدد بفقدان أمها في القريب العاجل”.

جرح غائر

زهرة عاطلة عن العمل، لكنها ليست عاطلة عن الحلم، تكمن قوتها في قدرتها على تحويل لحظات اليأس إلى فرح، حتى تكون قوية في الخارج، لكن من يعرفها جيدا يُدرك أنها محطمة نفسيا من جميع النواحي، لاسيما أن أيام حياة أمها توشك على الانتهاء. وما أصعب أن يعيش الإنسان هذه اللحظات.

مشقة مضاعفة تعيشها المتحدثة، فهي التي تقاسي من أجل الحصول على لقمة العيش، وتتكلف برعاية أمها في آن واحد، لكن تدهور حالتها الصحية أجبرها على العطالة والتفرغ للعناية بوالدتها، لأنها لا تستطيع الحركة أو الكلام.

وتمضي زهرة مسترسلة: “الجيران يتكلفون بإمدادنا بالطعام، بفعل العلاقات الإنسانية الوطيدة التي تجمعنا داخل الحي، إلى جانب اعتمادي على القروض لدى المحل التجاري المجاور لمنزلنا، الذي يتعامل معي صاحبه بتساهل معين، لأنه يعرف أسرتنا جيدا؛ فضلا عن بعض المساعدات الإنسانية التي نحصل عليها بين الفينة والأخرى من لدن الناس”.

الحرقة بادية على وجه زهرة، التي تتحدث معنا والدموع تنهمر من عينيها، لأنها تخاف من مستقبل أسود لا تدري معالمه وما قد يحمله، قائلة: “أنا تائهة حاليا..لا أعرف ماذا أفعل؟ نعيش حالة مأساوية”؛ لكنها سرعان ما استعادت رباطة جأشها، مضيفة بصوت خفيض لاهث: “لن أتخلى عن أمي مهما وقع.. إنها أمي التي سهرت على تربيتي”.

للتواصل مع العائلة، الاتصال بالرقم الهاتفي الآتي: 0672713735

‫تعليقات الزوار

12
  • الحسن
    السبت 18 ماي 2019 - 09:54

    هذه هي المشاكل التي لا تحلها "قفة رمضان" !!!

  • حميد
    السبت 18 ماي 2019 - 10:34

    عندما ترى مثل هاته الحالات،تصبح على يقين أن المغرب ليس سوى سهول ماساي مارا،وأن كل المؤسسات والتنظيمات من قمة الهرم إلى سفحه ما هي إلا كيانات إقطاعية فيودالية وانتهازية كاذبة.
    وما الغرب الكافر إلا قوم أشراف،،،وما بنو قومي إلا شرار ملعون.

  • بدون عقل
    السبت 18 ماي 2019 - 11:13

    لم اجد ما اقول الا سبحان الله ونعم الوكيل في هذا البلد ….، لقد صدمت عندما رايت هذه الحالة ،الم تبقى اي انسانية ابدا في الطبيب . متى سوف نفيق من سباتنا. و نفعل شيئاحقيقيا لنبدا في التغي .حتى قراء التعاليق التي تقارن بين الصحةفي اوروبا و هنا او فساد الدولة او الحكومة اصبحت مادة مكررة تجلب الهوان اكثر. لايسعني هنا الا ان اشكر ناصر الزفزافي لانه الوحيد الذي طالب بمستشفى من اجلنا رغم اختلافنا معه

  • صابر
    السبت 18 ماي 2019 - 11:46

    انما للصبر حدود . المراءة تريد العلاج تريد حقها فيه اما الصبر الذي تتحدتون عنه فتركته لكم
    وانت ايتها البنت البارة فاصبري وصابري والله لا يضيع اجرك .نساءل الله لها الشفاء

  • Said
    السبت 18 ماي 2019 - 13:07

    حسبنا الله ونعم الوكيل الله يصبرك أختي الله يحفضها لك واتمنى من ميسور ان يساعدك والله ياخد الحق

  • zaki l.algerien
    السبت 18 ماي 2019 - 14:27

    اللهم أشفيها وأرزقهم من خيراتك ياغني يارزاق,,,,,,,,,,,,,,,,,,,أمين يارب

  • متتبع
    السبت 18 ماي 2019 - 15:21

    قالت : ديتها للمركب وما قبلوهاليش …تصوروا لو كانت ام شخصية او ميسور كيفاش غاديين يتعاماو معها هذا الى مشات للمركب أما الميسورين والسراقة ديال المال العام كيمشيو يدواو في الخارج.

  • وفاء
    السبت 18 ماي 2019 - 18:03

    اختي الحبيبة ربي معاكم الله سوف يجازيك كل الخير ويعوضك ويحفظ امك يارب. استمري وكوني قوية ان شاء الله ستفرج ان الله مع الصابرين.

  • ايت الراصد:المهاجر
    السبت 18 ماي 2019 - 19:04

    ان معاناة هذه الشابة لايمكن ان تحل بثقافة تسول الصدقات والاحسان السلبي والقفة الموسمية في رمضان ؟! بل بتحرك عاجل لتفعيل إجراءات ملموسة من اجل الحق في الولوج للصحة والرعاية الصحية ..والاغرب انه بمناسبة يوم الرعاية الصحية الشهر الماضي تحدث الملك عن وجوب الاهتمام والرعاية الصحية للمرضى ..باختصار يتكلم العثماني عن تبخيس عملهم…ولكي يتم إنصاف الذين يعملون … فما عليه الا ان يرفع من إيقاع عمله في اطار مؤسساتي طبي …فيتكفل بهذه الحالة الخطيرة لمستضعفة من المهمشين وغيرها مثلما تكفل الملك بمصاريف علاج ام ابن كيران -قبل وفاتها -عندما كان رئيسا للحكومة…؟!؟

  • El hazzat
    السبت 18 ماي 2019 - 20:36

    بلد بلا كرامة ولا رجولة ولا شهامة قالت ديتها المركب ومقبلوهلش تخيلوا معي لو كانت فرنسية أو أمريكية ووقع لها هذا في المغرب وداوها لي للمركب واش غادي يشدوها ولا ماغديش يشدوها

  • Rahma
    الأحد 19 ماي 2019 - 04:15

    أكيد ان كل من شاهد هذا الفيديو فد وقف على حجم المأساة التي تعيشها هذه الاسرة ومدى الظلم الذي لحقها في حقها في العلاج.لدى فكرت في إنشاء مجموعة على الواتساب من اجل التنسيق مع الاسرة في جمع مبلغ 20000 درهم حتى نمكن هذه المرأة من العملية .

  • خولة
    الإثنين 3 يونيو 2019 - 17:26

    لا حولة ولا قوة إلا.بالله العلي العضيم اختي الحبيبة صبر ثم صبرا ثم فرجا الحمد لله على كل.شيئ

صوت وصورة
المعرض المغاربي للكتاب بوجدة
الخميس 18 أبريل 2024 - 01:29

المعرض المغاربي للكتاب بوجدة

صوت وصورة
بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 21:45

بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"

صوت وصورة
أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 18:24

أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد

صوت وصورة
احتجاج أرباب محلات لافاج
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 17:32

احتجاج أرباب محلات لافاج

صوت وصورة
"كتاب الضبط" يحتجون بالبيضاء
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 15:07

"كتاب الضبط" يحتجون بالبيضاء

صوت وصورة
“أش كاين” تغني للأولمبيين
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 13:52

“أش كاين” تغني للأولمبيين