لا يختلف أحد على أن رهان تقدم الدول اليوم وتطورها لم يعد ينحصر في قوتها العسكرية و الاقتصادية فقط ، بل أصبح وبالدرجة الأولى يكمن في مدى قوة إعلامها لإعتبار هذا الأخيرهو المحدد الأساسي لمكانة الدولة و موقعها على خارطة العالم.
يحيل العنوان على مفهومين متداخلين سلطة الاعلام من حيث قوته في التأثير و التوجيه و صنع رأي عام ، و سلطة الإعلام أيضا تعني الإعلام الخاضع للسلطة الحاكمة التي تحرص على احتكار المعلومة و الخبر بل وتستفيض في إطلاق أخبار وتحجب أخرى مادامت لا تحقق مصلحتها، و لا تسمح أحيانا بالإطلاع عليها بل وتنتقد من يتناولها بدعوى أنه لا أصل لها و أنها ليست رسمية و لا دقيقة.
فمن المتعارف عليه أن تبعية الإعلام للسلطة في العالم العربي عموما تعد المعيق المباشر لتطور هذا القطاع، كما أنها تحول دون تحقيق مبادئ الإعلام الأساسية و التي تتجلى في المصداقية و النزاهة و كسب ثقة الجماهير.
فالسلطات العربية لا زالت مصرة على أن تفرض هيمنتها على الإعلام،فاستخدمت كل الوسائل لجعل الإعلام بوق دعاية لها بغرض تحقيق مصالحها و الترويج لقراراتها و تلميع صورتها،بيد أن الدور الحقيقي للإعلام يتجلى أساسا في نقل الحقائق بحرية و استقلالية تامة و أن لا يكون بيدقا تحركه السلطة كما تشاء و أينما تشاء، بل المفروض في الإعلام أن يلعب دورا رقابيا يكشف انحرافات السلطة في تأدية مهامها يفضح الفساد السياسي و الإداري فضلا عن الدور الإنتقادي لأي قرار سياسي يضر بالمصلحة العامة للمجتمع.
إن من يتأمل قنواتنا العمومية و يدقق النظرفيها سيتضح له لا محالة مدى النقص الذي تعانيه هذه القنوات على جميع المستويات،رغم المجهوذات التي بذلتها و التغيير النسبي الذي حققته على مستوى الحرية و تخفيف الرقابة الذاتية، و يظهر هذا جليا في البرامج السياسية و نشرات الأخبار،و إن كان التغيير طفيفا له أسبابه التي فرضتها الظروف السياسية (الربيع العربي) لكن في العموم ما زال الحال كما هو عليه من حيث الخطاب الإعلامي و مضمونه و أهدافه مما يثير التساؤل حول صعوبة دمقرطة القطاع السمعي البصري ببلادنا و انفتاحه على جميع مكونات المجتمع ,مطلب على المستوى العملي يبدو صعب التحقيق يحتاج تظافر الجهود و إرادة شعبية قوية لتحقيق إعلام نزيه قريب من اهتمام المواطن ,إعلام لا يخاف
عموما ، يقال أن الإعلام رابع السلط ، و هذا القول لا يجزء المفهوم الأخير عن مسمى السلطة ، بل على العكس يقحمه فيها أيما إقحام ، بمعنى أخر الإعلام هو دراع من أدرع السلطة ، هو دراعها المعنوي و وسيلة إدعان لها بحلة غير مادية ، فإلى جانب القوة العسكرية تبرز الحاجة الماسة إلى وجود قوة معنوية تأسس لكيان السلطة المعنوي و تثبت إيديلوجتها و توجه الأمة صوب الاتفاف حول ما ذكر .
للأسف الشديد شئنا ، أبينا ، قبلنا ، رفضنا هذا واقع اعلامنا أنستي ، لكن يبقى من جملة ما يعز على الفهم كيف يمكن لإعلام مستقل ــ الذي هو سلطة بالأساس ــ أن ينشئ بشكل بشكل مستقل داخل نسق ما تحكمه سلطة ؟ من الساذج جدا أن نعتقد بامكانية وجود إعلام مستقل في واقع يحكمه صراع السلط .
في نظرا الشخصي ، إستقلالية الإعلام مجرد فكرة رومانسية أوتوبية لن تجد لنفسها في الواقع موطئ قدم
أظن انه لم يبقى حاليا اي مشكل مع كثرة طرق الوصول الي المعلومات(ألقنوات الإذاعية، شبكات العنكبوتية….) فالمتلقي له واسع النظر ….
بالطبع عليه ان يقوم بمجهود فكري …