سلطة الدولة في الجزائر ظلم للديموقراطية

سلطة الدولة في الجزائر ظلم للديموقراطية
الإثنين 24 فبراير 2014 - 10:50

تبدوا الجزائر أنها غير مستعدة للمغامرة في هذه الظرفية لكونها غير مستعدة لمواجهة المطالب المتنامية في الداخل، بحكم أن أي تغيير في رأس هرم السلطة سيؤدي إلى تغيير في المواقف داخل نسق الدولة وبنياتها ووظائفها ، فالجزائر الحالية تحاول ربح الوقت لكون النخبة السياسية المعسكرة ببنية كبيرة لها اليد في التأخير بدليل أن عبد العزيز بوتفليقة ومن خلال مسار حياته في تاريخ الجزائر يتبين أنه وصل إلى رئاسة الدولة بالانقلاب، لذا فإن التعددية الحزبية في الجزائر لا يمكن أن يطالها النسيان لفترة أطول وغير منطقية في ظل استمرار مناخ التواطؤ والتآمرعلى قواعد اللعبة الديموقراطية.

فالجزائر من دول العالم الثالث التي لا تقبل التغيير بالانتخابات كإحدى وسائل وآليات التغيير الخمسة، لتبقى الامكانيات الأخرى الأربع ممكنة ويتعلق الأمر بالانقلابات العسكرية لأنها كانت عبر تاريخ الجزائر السياسي المخرج في المراحل الحرجة، وأيضا الاضطرابات الاجتماعية ثم الثورات مالم يتم انتظار الوسيلة الخامسة وهي انتظار موت الاشخاص الحاكمين ومنها انتظار موت عبد العزيز بوتفليقة ليرضخالكل للأمر الواقع، وبالتالي تدخل الجزائر مرحلة إصلاح قد تؤشر على ماراطون غير منتهى، لأن ذوق الحرية ما يزال الانسان الجزائري متعطش له، وسيصعب معه قمع الشباب والاحزاب في المراحل الموالية… بحيث أن وسائل الاعلام والعالم الحر والأحزاب تراقب عن كثب وضع الجزائر …

وعلى فرانسا أن تحتاط من الوضع في الجزائر فقد تتأذى من تبعات التدخل والتاريخ المرير الذي لم يعد السكوت عنه أمر ممكن.

وبالرغم من سياسة المصالحة التي تحسب للرئيس بوتفليقة، والتي وضعت حدا للحرب الاهلية التي أسفرت عن 200 ألف قتيل، حيث الرغبة في المصالحة هي مطوية شعبية والحرب الأهلية ليست في صالح الشعب ….

لذابقاءه في السلطة أكثر من 15 سنة أصبح أمر مخجل بالنسبة لدولة مفروض فيها تغيير عقليتها بما يتماشى مع الرؤية الجديدة للعالم من حولها، ولأن ظاهرة الانقلاب العسكري على الهواري بومدينوالذي وصل أيضا إلى الرئاسة بانقلاب عسكري واستمراره 13 سنة في السلطة (1965ـ1978) .زد على ذلك الانقلاب الأبيض على الشاذلي بن جديد بعد فوز الإسلاميين في تسعينيات القرن الماضي..

كما أن دخول بوتفليقة في أزمة صحية سنة 1999 ونقل سنة 2000 إلى مستشفى بباريس العسكري وعاود سنة 2013 مرة أخرى زيارة المستشفى الفرنسي إثر جلطة دماغية، يدل على أن شرط صحة المرشح للرئاسة غير متوفر، وأن بقاء عبد العزيز بوتفليقة سيجعل المقربين من منصب الرئاسة يقومون بأفعال باسم الرئيس ووفقا لاختصاصاته ومن الصعب مساءلتهم بعد وفاته، والديموقراطية تبقى قيم وليست أشخاص .

كما أن ثورة القبائل، واندلاع الاحتجاجات ضد غلاء المعيشة، وحالة الطوارئ التي عمرت 19 سنة إلى حدود 2011 التي رفعت بسبب تداعيات الربيع العربي، وتهميش المعارضة التي اتهمت النظام، مما يدل على الاحتقان والأزمة المتعددة الأوجه وهي كما يلي:

– الأزمة مع فرنسا: وقد تتبنا صامويل هانتجتون لبعض جوانبها سنة 2008 لكن التقدير الزمني لم يكن دقيقا، حيث أن أزمة العلاقة الجزائرية الفرنسية ستكون أكبر أزمة في تاريخالنظام الجزائري لأن فرنسا التي يقوم نظامها السياسي على السيادة الشعبية التي نظر لها جون جاك روسو (كأحد رواد العقد الاجتماعي) وحكم الشعب نفسه بنفسه، فلم تسمح بتصدير هذه البضاعة الديموقراطية للجزائر أو غيرها، لكنها احتلت واستعمرت وقتلت المواطنين في بلدانهم ثم اضطهدت شعب عن طريق حكام موالين ، مما يدل على عمق التدخل في الشؤون الداخلية …

ذلك أنه من الديمقراطية الفرنسية تفرض أن يسلم الرئيس الفرنسي الخاسر في الانتخابات مفاتيح قصر إيليزيه بهدوء وتحت أمانة فرنسا إلى الرئيس الفائز الجديد دون أي ردة فعل، وكيف لا يمكن للجزائر أن تكون كذلك شبيهة بفرنسا ؟ لذا فدخول الأمازيغية والعربية على الخط أربك الحسابات الفرنسية ، والحق في الحرية والمساواة والتناوب السياسي مطلب لم يعد ممكن التعسف عليه، والثروات اليوم تدققت فيها الحسابات…الخ.

– وأزمة قلب الأوراق: في كثير من جوانب الدولة بتغيير وجهها، حيث الاتفاقيات المرتبطة بعدة مواضيع سواء السرية او الرسمية وشروط ابرامها ستخضع للمراجعة….الخ، ومنها اتفاقيات تهم موضوع الغاز الجزائري المرتبط بلوبياتدولية، وأزمة توزيع الثروات الجزائرية لكون المواطن محروم من الاستثمار ومحاسبة الحكام بسبب طبيعة الادارة والقانون…

– وأزمة التغيير: إن بقاء الجزائر في القارة الافريقية بدون تغيير وقد تقادم الفكر السياسي الجزائري على غرار الفكر السياسي الليبي وغيره في المنطقة، حيث نجد كل الأنظمة المغاربية والعربية تغيرت وآخر رئيس لم يتغير لحد اليوم هو رئيس الجزائر، وهذا اربك علاقة الجزائر الافريقية والعربية والمغاربية بسبب العقلية السياسية لنخب تجاوزها الزمن… .

– وأزمة الحريات وتداول السلطة: إن النظام الجزائري يعيق التناوب السياسي بين المعارضة والأغلبية وقف قواعد محددة تضمن سلامة العملية السياسية، مما يدل على الغليان المنتظر حول العملية السياسية لأن مصالح الشعب لا تقبل التعطيل، وغير كافي القول، بل الفعل هو المنتظر وهو الأساس، والدولة هي الاطار الأمثل لحياة الشعب وضمان الحقوق، وفرض النظام، وغير كافي الاشتغال بالأجهزة التي تصدر الأزمات على مستويات عالية، باتهامات للدول بهدف ما، وهو ما قد يجعلالمساس بالسيادة خط أحمر.

عموما تبقى السلطة في الجزائر أكبر خطر مهدد لديموقراطيتها، والتغيير أمر مكلف بسبب التبعية و طبيعة النظام العسكري القمعي والذي نسج خيوطا صعب تداركها ومراجعتها، بالإضافة إلى الضغوطات الداخلية بسبب الوضاع الاقتصادية والاجتماعية كمطالب تحسبها المعارضة بشكل دقيق، وأيضا التحديات المستقبلية التي تنتظر الشعب الجزائري التنموية الوطنية والمغاربية والدولية، كما أن عشرون حزبا ليس من السهل القفز عليها أو مراوغتها لمجرد سماع إعلان عبد العزيز بوتفليقة على لسان نائبه ترشيحه للمرة الرابعة .

متخصص في الأنظمة السياسية المعاصرة

‫تعليقات الزوار

9
  • عربي هائم
    الإثنين 24 فبراير 2014 - 15:01

    تحليل منطقي يتجاوز الجزائر لكل البلدان العربية ومهما كانت طبيعة الحكم فيها فإن الأنظمة كالشعوب مناوئة لحريتها ولم يتحقق التغيير الذهني بداخلها سواأ أكان الحكم ملكي أم جمهوري فاللوبيات أصحاب المصالح هم المتحم الأول وأكثر شريحة تكون مازالت لم تتحرر هي ما يسمى بالمثقف لأنها تمارس عقلية تبديل التفكير وليس تغييره وبالتالي لن يصلح الوطن بصلاح الحاكم أكان من الشعب مختار أو من الخاصة ملكا منصبا إلا بإتباع السنة الإلهيه "إن الله لا يغيير ما بقوم حتى يغييروا ما بأنفسهم" ولن تكون لنا عزة إلا بالرجوع إلى أصل الأصول هو الدين ولي بغا تتنقى لبلاد ينقي قدام باب داروا وهذا ما ينقصنا

  • mohamed
    الإثنين 24 فبراير 2014 - 17:35

    la junte algerienne exerce la dictature militaire et parler de democratie est vraiment ridicule,c'est insulter la raison que de parler de democratie de generaux,et genaraux francais en plus,que bouteflika parte ou qu il reste ca n as aucune importance, parece que le regime restera et aucune orce ne pourras le changer
    la dictature en algerie est une fatalité

  • ميمون الوجدي
    الإثنين 24 فبراير 2014 - 19:12

    الجزائر تحت احتلال و لم تتحرر بعد حتى تكون فيها ديمقراطية،الاحتلال العسكري للجزائر سيدوم اطول من الاحتلال الفرنسي،و هو احتلال مزدوج فرنسي حركي،الشعب الجزائري ليس له ان يختار الا بين رؤوس النظام و حريته ان يختار بين جلاد و آخر والشعب لا علم له بمصير امواله و لا يعرف كيف تصرف و ليس له رقابة و الانكى انه الان ضحية صراع الاجنحة و التي ستسوي خلافاتها على حسابه

  • allal
    الإثنين 24 فبراير 2014 - 19:51

    qu ils aillent au diable, c est un pays qui ne se redressera jamais, quand on nage sur un ocean de petrole et on reste dans la fange ce veut dire que la regression est inherente au pays et au peuple aussi,le petrole ne dure pas,et l algerie qui n as pas progressé avec tant de ressources ne le feras certainement pas sans elles

  • صلاح
    الإثنين 24 فبراير 2014 - 20:23

    جاء في تقرير لميدل ايست اونلاين ان حربا طاحنة وشيكة بين الجيش و المخابرات و ان الانتخاات ستكون هي النقطة التي تفيض الكاس بينهما،و قال التقرير ان فرنسا علمت ان جهاز المخارات الجزائري وراء عمليات خطف الاورويين في الساحل و ان امريكا ايضا تضغط لصالح تطهير الاجهزة الجزائرية من الارهاب

  • barklay
    الإثنين 24 فبراير 2014 - 23:21

    عموما تبقى السلطة في الجزائر أكبر خطر مهدد لديموقراطيتها، والتغيير أمر مكلف بسبب التبعية و طبيعة النظام العسكري القمعي والذي نسج خيوطا صعب تداركها ومراجعتها، بالإضافة إلى الضغوطات الداخلية بسبب الوضاع الاقتصادية والاجتماعية كمطالب تحسبها المعارضة بشكل دقيق، وأيضا التحديات المستقبلية التي تنتظر الشعب الجزائري التنموية الوطنية والمغاربية والدولية، كما أن عشرون حزبا ليس من السهل القفز عليها أو مراوغتها لمجرد سماع إعلان عبد العزيز بوتفليقة على لسان نائبه ترشيحه للمرة الرابعة .

  • عربي هائم
    الثلاثاء 25 فبراير 2014 - 08:07

    نحن لا نتباهى ولا نغالي فكلنا في الهوى سوى يا إخوتي، ولنتعلم جميعا أن نترتفع إلى المصلحة العليا للأمة، لقد إستطاع الغرب أن يوجه أنظارنا من المصلحة العامة إلى المصلحة الخاصة الضييقة؛ لأنهم أدركوا أننا أصبحنا لا نقرأ وإن قرأنا فالبغريزة لا بالعقل والمنطق، فوجهونا كيفماشاؤوا، وأصبحنا نتراشق بأشياء لا هي من الدين ولاهي من العرف ولاهي من تراثنا؛ وياليت قومي يعلمون، الرئيس وحاشيته والملك وكهنته "يقضوا في صوالحهم" على حساب الشعوب والشعوب الغبية تصفق وتتغني بحياة الملك ونسيت أن الملك الوحيد الأوحد الذي إن صفقت له ورجعت إليه سيعزها ويرفع شأنها هو ربها ولكم في التاريخ عبر ما يؤلمني هو أن بعض من يسمون مثقفين عندما يكتبون يكتبون"عن دراية أو جهل سيان" لتقطيع أواصر الأمة، وتشتيت المشتت وتمزيق الممزق وووو؛ يكتبون بلذة فائقة ، لا أدري لما ولكن وللأسف هم من يجدون الطريق معبد٠

  • رشيد
    الأربعاء 26 فبراير 2014 - 08:07

    إن جميع الدول العربية التي خضعت للاستعمار و التي بها مصالح اقتصادية لا زالت تحت سيطرة مستعمرها القديم لكن بصورة جديدة. فالمستعمر خرج عسكريا لكنه ترك انظمة تعمل لصالحه بطريقة أو بأخرى. فالجزائر مثلا كانت تصدر القمح لفرنسا قبل سنة 1830 لكنها سنة 2013 أول مستورد للقمح الفرنسي … و الامثلة كثيرة في مصر و المغرب و الخليج العربي …

  • rachid boujaber
    الجمعة 7 مارس 2014 - 23:46

    عاش الملك عاش المغرب

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12 2

الأمطار تنعش الفلاحة

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 3

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس