غورونيو .. سكرتيرة الحسن الثاني ألهمت المنجرة وقاومت فرانكو

غورونيو .. سكرتيرة الحسن الثاني ألهمت المنجرة وقاومت فرانكو
الأربعاء 23 غشت 2017 - 19:00

بعد أسابيع من احتفالها بعيد ميلادها الرابع بعد المائة، توفيت أمس في الرباط، باكيتا غورونيو التي حلمت بالجمهورية الثالثة في إسبانيا، توفيت وهي متلحفة بعَلَم الجمهورية الثانية.

وعانت هذه الناشطة من بطش الجنرال الاسباني فرانكو، وبعد نجاحها في الحفاظ على حياتها هربت للمغرب، لتتحول إلى أيقونة لنضال الجمهوريين الإسبان ضد فاشية فرانكو ونظامه الدموي.

بدأت غورينو عملها موظفة في شركة الطيران الإسبانية في باريس بحكم إتقانها للغة الفرنسية، وقضت في المغرب 78 سنة من عمرها المديد، حيث لعبت دورا فعالا في نضالات الحركة النقابية المغربية منذ أربعينات القرن الماضي.

أثرت بأفكارها أجيالا من المغاربة الذين علَّمتهم الدفاع عن المبادئ السامية، جنبا إلى جنب تدريسهم اللغة الإسبانية، ومن أشهر هؤلاء كان الدكتور المهدي المنجرة، الذي قال عنها ذات مرة: “إنها أمي الثانية التي علمتني كيف أدافع عن العدالة الاجتماعية”.

رفضت كل الإغراءات للعودة إلى إسبانيا بعد رحيل الدكتاتور فرانكو وتحقيق الانتقال الديموقراطي هناك، لأنها أحبت المغرب وآثرته على غيره. وكانت وهي الجمهورية حتى النخاع، ترفض الذهاب إلى مدريد لأنها كانت ضد أن يتم ختم جواز سفرها الجمهوري بالخاتم الفرانكاوي.

وإذا كان أشهر إسباني عاش في المغرب لمدة طويلة هو الأديب الراحل “خوان غويتيصولو”، فإن هناك سيدة لا يعرف عنها المغاربة إلا القليل جداً؛ إنها “فرانسيسكا لوبيز كوادرادو” (اسمها الحقيقي الذي استبدلته باسم حَرَكي) التي احتفظت بذكرياتها وحلمها الذي أرغمها على الفرار من دكتاتورية فرانكو.

وقد كانت وجها يساريا معروفا نجت من أحد أشهر مذابح فرانكو لمجموعة من قيادات اليسار المجتمع في أحد المقرات الحزبية، لتعيش في المغرب ضعف ما عاشه “خوان غويتوصولو” فيه متنقلا بين مدينتي طنجة ومراكش.

في المغرب جعلت من النضال ضد الاستعمار ومن المساهمة في خلق وعي سياسي واجتماعي لدى المغاربة رسالتها الأولى. لذا كانت مُحبة للحياة وللإنسان، ومناصرة لقضايا الحرية عبر العالم، وفي مقدمتها حق الشعب الفلسطيني في التحرر من الاحتلال الصهيوني الذي كانت تعتبر أنه يشبه في جوانب كثيرة منه نظام فرانكو وممارساته الفاشية، وقد كانت تحتضن الكثير من مناضلي اليسار الإسباني والمغربي النشيط في مجال المقاطعة الاقتصادية والثقافية للكيان الإسرائيلي ومحاكمة مجرمي الحرب.

من مدينتها المفضلة الرباط، ساهمت منذ أربعينات القرن الماضي في تأطير العمل النقابي، في وقت كانت النقابات حكراً على الرجال. بدأت حياتها المهنية في المغرب مترجمة، لينتبه الملك الراحل الحسن الثاني لإمكانياتها، فقام بتعيينها سكرتيرته الخاصة سنة 1955، وبعد عدة سنوات من عملها ذاك، تحكي فرانسيسكا، لم تعد الأجواء تروق لها، فتركت هذه الوظيفة لتبحث عن أخرى.

في مرحلة التقاعد، أصرت “باكيتا” على أن تبقى في المغرب الذي احتضنها، رغم كل مغريات الرحيل إلى بلدها الذي كان قد بدأ رحلة انتقاله نحو الديموقراطية والتخلص من الإرث الفرانكوي.

وظلت تعيش في شقة متواضعة بالرباط، تقع في الطابق الثاني بمنزل لا يتوفر على مصعد، حيث عاشت فيها أكثر مما عاشت في بلدها إسبانيا. ومنذ حوالي عقدين من الزمن ترافقها المغربية فاطمة التي تتكلف برعاية شؤونها، بعد أن انفصلت عن زوجها، الذي خلف زواجهما ابنا وحيدا يعيش حاليا في براغ بجمهورية التشيك.

‫تعليقات الزوار

6
  • لطيفة
    الأربعاء 23 غشت 2017 - 19:19

    نعم المراة. المناضلة صاحبة مبادئ انسانية. تدافع عن الحق وعن الانسان اينما كان. رحمة الله عليها.

  • Abou majd
    الأربعاء 23 غشت 2017 - 19:21

    نموذج انساني رفيع كيف تغفل هذه المراة من طرف اليسار ومن طرف الدولة وقد كانت بوما في خدمة الملك والله تستحق كل التكريم والاكرام الاووربيون المتحضرون غير الماديين يحبون المغرب ارضا وشعبا وملكا ومن الواجب على الاعلام والمثقفين ابراز مثل هذه النماذج

  • Mohammed fes
    الأربعاء 23 غشت 2017 - 19:48

    الحسن التاني كان يعيش لنفسه . الحالة التي نحن عليها هي من سياسته التهميشية . ترك عباءا قتيلا للمحمد 6
    – شعب أمي
    – لا شيء يدكر
    رحم الله عبدا عمل شيئ فاتته

  • الصحراوي
    الأربعاء 23 غشت 2017 - 22:40

    و دابا عاد قلتوها
    هدي يعلم الله من امتا وهي عندنا في المغرب و مكينش للي ساق اخبارها حتى ماتة والله هده غريبة جدا
    وكانتايضا مناضلة!!!!!!!!!!
    غرييييب اكاد لا اصدق

  • عبدالكريم بوشيخي
    الأربعاء 23 غشت 2017 - 23:08

    فضلت المغرب عن بلدها اسبانيا بالرغم من الاغراءات نعم بلادنا يستطيع ان يعيش فيها اي انسان مهما كانت جنسيته او ثقافته و تقاليده فعلا بلدنا جميل و كل من تطاء قدماه هذه الارض الطيبة يصبح جزءا منها في حين ان هذه الخاصية لا توجد في بلدان عربية اخرى و يتميز بها المغرب فقط و هناك من يغيظه نعمة الاستقرار و الخيرات التي ننعم بها و يحسدنوننا عليها مثل صاحب التعليق رقم3 الذي يقول ان المغاربة شعب امي او لا شيء يذكر فاقول له اذا كنت بالفعل مغربيا و تشعر انك امي فهذه مشكلتك فالامي لا يفهم شيئا و كيف عرفت اننا اميون و ما هو مستواك حتى تحكم علينا باننا اميون نحن مثقفون و درسنا و لله الحمد و تعلمنا كل شيء بفضل دولتنا التي سخرت لنا كل شيء لنتعلم و نقرا فاذا كنت مغربيا من فاس و انا اشك في ذالك فيجب عليك ان تعرف ان تلك المدينة انجبت خيرة الاطر المغربية من كبار الاطباء الاختصاصيين الى رجال المال و الاعمال و ادارة الشركات الكبرى و هم مفخرة لنا و نعتز بهم فاذا كانت لك مشكلة مع المغاربة و نظامهم فاترك الشعب المغربي لحاله هو الذي يعرف مصالحه و عش انت مع اميتك مادمت قد اعترفت انك مغربي و المغاربة كلهم اميون

  • Smayri
    الخميس 24 غشت 2017 - 16:42

    A mon avis personnes ne va la connaître sauf le comantaire numéro 1

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 3

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة