كان يا مكان في قديم الزمان، في الجزيرة العجيبة الغريبة الأعجوبة المعزولة، بلد قانونه أعجوبة يحمي المرتشين و المرتشيات، السارقين و السارقات، ناهبي مال الشعب و ناهبات مال الشعب، مهربي الأموال و مهربات الأموال، ولكن شريطة الانتماء إلى طبقة الحكوميين و الحكوميات، المتحزبين و المتحزبات، القياديين و القياديات. و أما الشعب العادي فكان يطبق عليه عكس ما جاء في القانون الأعجوبة ذاك، حيث جاءت النصوص كما يلي:
“و أما الشعب العادي غير الحكومي، فيطبق عليه عكس هذه المقتضيات التي تحمي ما سلف ذكرهم من مرتشين كبار ومرتشيات قياديات ناهبات سارقات من طبقة الحكوميين إلى آخره…”
البلد الأعجوبة المذكور أعلاه لم يكن قانونه يقيم نظام العنصرية على أساس العرق، و لكنه كان يميز بين الحكوميين وغير الحكوميين، فيسمح لطبقة الحكوميين بنهب رزق الشعب و لا يسمح لغير طبقة الحكوميين بذلك معتبرا أن نهب مال الشعب هو حق مشروع لطبقة الحكوميين فقط، حيث جاء النص كما يلي:
” لقد رزقت طبقة الحكوميين و الحكوميات بشعب جبان جبنه لا ينضب أبدا… لا يحق لغير الحكوميين و الحكوميات بنهبه كشعب جبان جبنه أسطوري…إلى آخره”.
وتجدر الإشارة إلى أن الجبن ككلمة كان لها في اللغة مرادف و هو الحكمة، حكمة السكوت عن الحق و انتظار الصعود إلى طبقة الحكوميين للاستفادة من قانون الميز الذي يبيح للحكوميين و الحكوميات استعمال جميع أساليب و تقنيات الخداع و اللصوصية لنهب مال الشعب من أجل العيش الذليل، و كان الذل في ذلك الزمان يعني السعادة، فلقد كانت اللغة غير اللغة، و المفاهيم غير المفاهيم، و المعاني غير المعاني.
كان القانون يطبق بحذافيره في البلد ذاك…
فظهر السارق المرتشي ناهب مال الشعب، و المتاجر في أراضي الشعب، و بقع الشعب، و حجرات الشعب، و “حجيرات” الشعب، و ميزانيات الشعب، صاحب الستة مائة مليار دينار، ظهر كبطل شعبي شهم كبير لا يمكن لأي أحد أن يحاسبه و ذلك لأن قانون الميز بين طبقة الحكوميين و طبقة غير الحكوميين كان يحميه حماية كاملة بتشريع غير مكتوب لا يناقش.
وظهرت صاحبة شقق ما وراء البحار مهربة الأموال المسروقة و المستفيدة ” ربما…” من رشوة شمالية كبيرة مقابل التستر على محاولة تسميم الشعب بدواء منتهي الصلاحية، كانت تعرف بصاحبة شقق ما وراء البحار و كذلك بالمرأة البدوية الضاحكة الوصولية الانتهازية التي يا ما ضحكت مباشرة على الهواء، -عبر ما كان يسمى في ذلك الزمن من قديم الزمان بجهاز التلفاز-، على فئة من شعب فقير معزول عن العالم مصاب بداء ما كان يسمى بداء “اللشمانيور”، كانت معروفة كامرأة ضحكت و قهقهت لمدة طويلة جدا على كل أسرة مريضة فقيرة مقهورة لا يسمح لها قانون الميز بالحصول على المال للظفر بحياة عادية تمكنها من شراء الدواء و قوتها اليومي.
وظهر سارق ثلثي ثمن خوذات الدراجات النارية من مال الشعب، و المعروف ببيع أملاك الشعب كالرافعات الجديدة في سوق المتلاشيات بثمن بخس في سبيل المحسوبية و مقابل الرشوة و الحظوة عند بعض المعمرين القدامى أو الجدد في ذلك الزمن من قديم الزمان، و المعروف أيضا بالمرتشي صاحب القناطر و الطرق المغشوشة و الملقب بالغالب صاحب الرافعة لأن لا أحد استطاع أن يغلبه.
و في يوم من الأيام سقط هؤلاء الحكام و الحاكمات من سدة الحكم و جاء حكام جدد وعدوا بالعدالة و التنمية، فحاولوا تغيير قانون الميز غير المكتوب ليصبح قانون اللاميز المكتوب قوامه العدل و المساواة. و لكن هيهات. فلقد كان الفاسدون و المفسدون، و الفاسدات و المفسدات، لهم بالمرصاد و لم يتمكنوا بتمرير مشروع القانون الجديد في مجالس التشريع نظرا لجبن الشعب ذو الجبن الأسطوري حسب مفاهيم ذلك الزمان القديم، ولكن المفاهيم و المعاني أخذت تتغير في أذهان الناس شيئا فشيئا، و رويدا رويدا، إلى أن أصبح الجميع يعلم و يعرف بأن الذل ذل و ليس سعادة، و بأن الجبن جبن و ليس حكمة، و بأن قانون الميز غير المكتوب ليس قانونا بل انتهاكا للإنسانية.
علم المتاجر في حجرات و “حجيرات” الشعب، و الغالب صاحب الرافعة، كما المرأة البدوية الضاحكة على الشعب، بأن الانعطافة الشعبية الكاسحة آتية لا ريب، و بأن من المستحيل أن يضل قانون الميز ساري المفعول لأن لا يمكن لأي منطق أن يغامر بمصير البلد برمته و الزج به في المجهول في سبيل إنقاذ مجرد فاسدين مرتشيين ناهين لمال الشعب و فاسدة مرتشية ناهبة لمال الشعب من السجن و التتريك العادل المنصف حتى يطمئن الشعب و يهدأ.
فكانت السلسلة الموالية ألا و هي محاولة تقديم أكباش فداء من سماسرة الرشوة و المتعاونين في الشر من عبّاد و عابدات المال في ميادين الصحة و مشاريعها، و عبّاد و عابدات المال في ميدان الطرقات و مشاريعها، و عبّاد و عابدات المال في ميدان التعمير و مشاريعه، في محاولة يائسة للنجاة من المحاسبة، و لكن هيهات هيهات، فلقد كان الشعب قد استفاق و علم بأن الذل ذل و ليس سعادة، و بأن الجبن جبن و ليس حكمة، و بأن قانون الميز غير المكتوب ليس قانونا بل انتهاكا للإنسانية، و بات الشعب يطالب بالرؤوس و الحيتان الكبيرة أولا قبل الرؤوس و الحيتان الصغيرة، أصبح الشعب يطالب بمحاكمة المتاجر في حجرات و “حجيرات” الشعب، و الغالب صاحب الرافعة، كما المرأة البدوية الضاحكة على الشعب صاحبة شقق ما وراء البحار، المرأة الضاحكة على “اللشمانيور” و صاحبة الدواء الفاسد و الدواء المنتهية صلاحيته.
كان المنطق واضحا للجميع في البلد:
” ضرورة الاستجابة الفورية لمطلب الشعب بمحاكمة تلك الرؤوس الثلاثة محاكمة عادلة منصفة بدون محسوبية و لا غش و لا رشوة مادية أو معنوية و لا مناورات جهنمية، لا من قبل مجتمع مدني متدبدب غير مكتمل التكوين و الاستقلالية و لا من قبل قضاء خائف، من شأن كذا استجابة فورية أن تمنح للحكام الجدد في البلد وقتا كافيا و مناخا ملائما للعمل بهدوء في ما يتعلق بملف الأزمة الاقتصادية العالق بمساندة شعبية متينة قد تضمن الأمن و الاستقرار رغم كل الصعوبات التي تلوح في الأفق”… …
كان المنطق واضحا للجميع في ذلك البلد و كان الجميع ينتظر تحرك قضائي موفق قبل فوات الأوان، في ذلك الزمان ذو القصص العجيبة المدونة في الرواية الأدبية الإبداعية الخيالية المحضة في الجزيرة العجيبة الغريبة الأعجوبة المعزولة…
ملحوظة: كل المعلومات المتوفرة في الرواية الأدبية الإبداعية الخيالية المحضة مستنبطة أو من وحي صحافة الجزيرة العجيبة الغريبة الأعجوبة المعزولة الخيالية الناشرة لتصريحات موفقة مضبوطة للمجتمع المدني، الخيالي أيضا، في إطار قصص كان يا مكان في قديم الزمان… وتحية للقراء الشرفاء الأعزاء.
هناك ميز لغوي :فمثلا شركة تريد التوظيف :تلزم التكلم ب العربية
وانا ولدت امازيغيا وارضي امازغية…..
Personnellement je ne vous connais pas
Mais je trouve que vous maniez la plume avec beaucoup d'audace ,de culot et d'aplomb
Vous avez excellemment brillé dans le passage
صاحبة شقق ما وراء البحار مهربة الأموال المسروقة و المستفيدة "
C'est dit de façon sans détour
Plein dans le mille
لن يمنعني الجبن الاسطوري و ﻻ حكمة السكوت من أن أرفع لك القبعة
..وأثناء ذلك،وفي أيام الرجل ذو الرافعة،والمرأة الضاحكة ،وحسب شهود عيان،فقدظهر الرجل المقهقه والرجال الضاحكون ،وفي هاته الفترة ،يقال انه كثر الضحك والإضحاك،على الدقون ،والناس والعباد وظهرت في هاته اللأونة المرأة العبوس والتي أسكتت إبان حكمها كل الرجال واتهمتهم جميعهم بحمل السلاح الفتاك،ويقال والله أعلم بحقيقة ما جرى في ذلك الزمان،ظهور صنف من الرجال يدعون بالمحنكين ،وآخرون. مثلهم يأمرون بالمعروف،وينهون عن المنكر،وبين هؤلاء وهؤلاء شعب مقهور هارب إلى ماورا ء البحار. وفي هاته الفترة بالذات كادت البلاد انتمحي من الوجود بفعل تسونامي خطير لولا أن تصدى له جيش من الاولياء والصالحين المتى منهم والاحياءعلى حد سواء..والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه..
آه من ذلك الذل والجبن لكم كمم من أفواه ودفع الشرفاء إلى الانزواء لكن الرواية لم تنته بعد فقد وعى شعب الجزيرة الخيالية والمنسية ان دوام الحال من المحال ومن سره زمن ساءته ازمان وان كل لحم نبت من حرام فالنار أولى به. وصدق ابو القاسم الشابي حين قال فلا الأفق يحضن ميت الطيور ولا النحل يلثم ميت الزهر
رغم الاسلوب الممل اقول باختصار تشبيه صائب في البداية لكن خرج عن الواقع عندما جاءت الحكومة التي تهدف الى العدالة والتنمية حيث ان الشعب الجبان اكتشف بالواضح انها كذالك جاءت لتتمتع بقانون حماية السارقين الحكوميين وان كل ماكانت تقوله من قبل ما هو الا حيلة ومكيدة فاجهزت على ذلك الشعب الجبان المسكين وصادقت تلك الدينصورات العجيبة وهذا مكتوب في كتاب الواقع الصحيح.فهمت او لا لا.
لا باس، كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته. من تولى مسؤولية ما فهو مسؤول أمام الله فيسأل عن ماله مما كسبه وفيما أنفقه هل مصدره من حلال أو من رشوة أو نهب أو سلب أو استغلال النفوذ والشطط في استعمال السلطة. كان السلف الصالح يتهربون من المسؤولية لأنها أمانة في أعناقهم يسألون عنها يوم القيامة يوم لا ينفع لا مال ولا بنون لأنهم كانوا يخافون الله أن يظلموا أحدا عبدا من عباد الله أوقبيلة …فيقفون لهم يومئذ أمام الصراط.
فمن تولى المسؤولية وجب عليه تحري طريق الحلال والصدق والعدل والأمانة والإستقامة والإبتعاد عن سبيل الظلم والحرام والمنكر والفساد فيبارك له الله في دنياه وأخراه.
-الميز له مفهوم واحد..لهذا اريد ان اسأل الاستاذ الكريم عن الميز اللغوي اي اقصاء اللغة الامازيغية ..منذ الاستقلال الى الآن..والميز العرقي (عرق معين) نكتة ابو زيد كمثال والمدافعين عنه والمآزرين له في خطئه..الميز بسبب اللون..اقصاء ذوي البشرة السوداء من المناصب العليا اوهكذا يبدو..تهميش مناطق معينة من التنمية لعقود..نزع الاراضي من اصحابها بقوانين استعمارية ومنحها لمنعشين عقاريين باثمنة تفضيلية من غير تعويض…تمكين الخنزير البري من مناطق معينة على حساب الانسان المهدد في حياته وقوت يومه من هذا الحيوان المتوحش..وتغريمه كلما قام بتعنيفه لابعاده عن حماه حماية لممتلكاته وامن ابنائه..اما الطبقية كما يراها كاتبنا فهي نتيجة لكل ما ذكر..وعلى صاحبنا ان يقارب الموضوع في شموليته لا ان يختزله من الزاوية الضيقة التي هي عبارة المظهر السطحي الذي يخفي الاساس الذي ينبغي معالجته