كارثة التعليم "المبغرر" والأفق المسدود

كارثة التعليم "المبغرر" والأفق المسدود
الثلاثاء 11 شتنبر 2018 - 10:57

من دون أدنى شك أن التعليم يشكل رافعة أساسية في بناء الوطن والأمة، بل وفي بناء الإنسان وتكوين شخصيته؛ فالأمم المتقدمة لم يتأت لها ذلك إلا بفضل ما بنته من أجيال كان فيها للتعليم دور ريادي في وضع سياسة ذات برامج وأهداف واضحة، محورها أولا وأخيرا الإنسان؛ فهو الوسيلة كما هو الهدف باعتباره أساس التنمية. ولا يستقيم ذلك إلا من خلال تعليم ومناهج تربوية تسند سياستها لرجال قلوبهم على وطنهم، ولا هم لهم سوى بناء ذلك الوطن على أسس قويمة وسليمة، وبعيدا كل البعد عن الحسابات الضيقة.

وفي سياق ذلك تتناسل الأسئلة على كثرتها، منها هل القائمون على سياستنا التربوية والتعليمية هم أولا أصحاب معرفة واختصاص؟ وثانيا هل يتحلون بالوطنية حتى تكون قلوبهم مرهفة لخدمة وطنهم، أم أنهم يرون في أبناء هذا الشعب فئرانا يجب وضعها في مختبر حتى يواجهوا في كل حقبة عملية إقصاء ممنهج تتنوع فصوله حسب المخرج من بداية الاستقلال إلى يومنا المشؤوم هذا؟.

بالتأكيد أن مسلسل تدمير الأمة لا يعدو أن يكون نتاجا لتدمير التعليم في هذا البلد. ولم يتوقف أبدا هذا المسلسل، فالتخبط في السياسة التعليمية والتربوية كان هو المتحكم في التوجهات. ومن التخبط ما هو ناتج عن الجهل بالأشياء، ومنه ما هو ناتج عن قصد وعن غاية مبيتة في نفس يعقوب. والغريب في الأمر أن هذين النوعين من التخبط: الجهل والنية المبيتة، اجتمعا وبقيا ملازمين للشخصيات التي تعاقبت على هذا القطاع.

فمع بداية الاستقلال ورث أولئك الذين يطلقون على أنفسهم أنهم “وطنيون” مغربا جاهزا ومعدا على قياسهم؛ ولضمان استمرارية مغربهم، اعتمدوا بالأساس على تعليم مفتوح في وجه النبلاء قوامه اللغة الفرنسية، لغة المستعمر. ولسنا ضد هذه اللغة، ولكن نحن ضد من يريد أن تظل محصورة في أبنائه ومحظورة على أبناء الشعب الذين تم الدفع بهم عن قصد إلى العسكر في رتبه الدنيا؛ بينما عمد هؤلاء النبلاء وورثة الاستعمار إلى توجيه أبنائهم إلى الجامعات والمعاهد الفرنسية. فتخرجوا منها وعادوا ليستلموا زمام الأمور في هذا البلد من آبائهم وذويهم، حجتهم الواهية في ذلك أن المغرب مفتوح في وجه الكفاءات، بينما في واقع الحال رفضوا أن يكون تعليمه مفتوحا أمام تكافؤ الفرص. فطبيعي أن يكون التفاوت في تحصيل المعرفة وفي المستويات لأن المفاضلة بين مغربي من الدرجة الأولى ومغربي غير مصنف كانت منذ نقطة البداية؛ فكان الحكم آنذاك على الأمازيغي بأنه إنسان جاهل ومتخلف ومصيره مسقف بطموح لا يتجاوز أن يصبح عسكريا، وهو ما يشكل السيناريو الأول من عملية الإقصاء في السياسة التعليمية للمغرب مع بداية الستينيات إلى أواسط سبعينيات القرن الماضي. وقد أرادوا لجيل بأكمله أن يكون ضحية لهذه السياسة، وتأتى لهم ذلك.

السيناريو الثاني في هذا المسلسل هو ما عرف بتعريب التعليم، فهو حق أريد به باطل، وقد جاءه الباطل بتكريس وضعية الإقصاء من جديد من أجل إبقاء أصحاب السلطة على رأس السلطة. كيف تم ذلك؟ الداعون إلى التعريب وتعميمه على جميع مواد التدريس في المراحل الابتدائية والثانوية والإعدادية يوهمون الناس بأنهم من المدافعين عن اللغة العربية وأنها لغة القرآن وأن المغرب بلد عربي، وأن استقلال المغرب هو من استقلال تعليمه، وغير ذلك من المبررات الكاذبة..والمفارقة أن من دعا إلى التعريب أبقى على أبنائه في المدارس الفرنسية. هذا التوجه أريد به إضعاف تكوين أبناء عامة الناس وإغراقهم في تعليم متخلف ينبني على لغة واحدة، فيما تراجعت المستويات في اللغة الفرنسية. وبات التلميذ في عداد الأميين يتردد على المدرسة العمومية ليغرف من منابع الجهل والأمية ووضع له سقف محدود لا يتجاوز مستواه في أحسن الأحوال مستوى البكالوريا، وأصبح العائق الكبير أمامه هو مستواه الضعيف في اللغة الأجنبية الذي لا يمكنه من متابعة دراسته الجامعية. هذه الوضعية المزرية جعلت الجامعات والمعاهد العليا التي تعتمد الفرنسية في متناول أبناء المنعمين بخيرات الوطن، وهم الذين تلقوا تعليمهم في مراحلهم الأولى في المدارس الأجنبية لضمان استمرارهم في التعليم العالي وانتزاع شواهد عليا لا علاقة لها بما دعا إليه آباؤهم من تعميم التعريب في المدرسة المغربية؛ وها هم اليوم أصحاب مناصب عليا والمتحكمون في رقاب البلاد والعباد، وعلى نهج آبائهم وأجدادهم، يدعون حاليا إلى “بغررة التعليم”، أي إدراج الدارجة في مناهج التعليم بالمدارس الحكومية.

شخصيا لا أستطيع أن أستوعب هدا التوجه، ولا أجد له معنى أو مكانا في المنظومة التربوية؛ فالطفل الذي تفتقت عيناه داخل الأسرة وفي الشارع لا يتحدث سوى الدارجة، فما هي الإضافة التي بمقدور المعلم أن يعطيها للتلميذ في هذا التعليم. الأصل في التعليم أن يتعلم الطفل لغة جديدة، قد تكون العربية الفصحى وقد تكون لغة أجنبية. وهنا تبرز أهمية رجل التعليم كمعلم وكملقن وكمرب. ثم ما أهمية هذه الدارجة في علاقاتها التفاعلية مع لغات التخاطب الكوني؟ وكيف يمكن استعمالها خارج الحدود والاستفادة من العلوم التي حققتها البشرية في مختلف العوالم؟ في اعتقادنا أن دعاة الدارجة هم من دعاة العزلة والتقوقع. يحدث ذلك في اللحظة التي بات فيها العالم قرية صغيرة بفضل تكنولوجيا عابرة للقارات. أريد من دعاتنا تفسيرا بداغوجيا وعلميا لتبرير هدا الاختيار. إنهم يعملون بكل بساطة على تدمير المجتمع.

لذلك فإن “بغررة” التعليم أو “حرحرته” لم تأت محض الصدفة، بل هي نتيجة حتمية لمسلسل متحكم فيه القصد منه بالدرجة الأولى مواصلة الإقصاء وتمييع المجتمع وإعطاء الطابع الرسمي للغة الشارع أو “التشرميل” بإدخالها إلى المدرسة. أية نذالة وأي انحطاط هذا الذي نعاينه في المشهد التربوي؟.. مرة أخرى سيتم تدريسها فقط في المدارس الحكومية ليزداد جهل الجاهل استفحالا، وتبقى مدارسهم في منأى عن هذه العبثية. سابقا كان يقال لولا أبناء الفقراء لضاع العلم.. هذه المقولة انتهت ولم يعد لها مفعول مع هؤلاء القوم، فهذه الإستراتيجية التعليمية والتربوية كما يحلو لهم أن يتغنوا بها باتت في حكم المؤكد مدرسة لصناعة الرذيلة وتجريد أمة من قيمها الروحية والأخلاقية ومسخ هوية شعب وفصله عن دينه وتاريخه وجذوره لكي يعيش مفككا بلا مرجعيات ولا ضوابط وتحويله من الآدمية إلى البهائمية. فما يميز الإنسان عن الحيوان هو علمه ومعرفته. وهم بذلك يريدون أن يظل الإنسان المغربي حيوانا بطبعه ولسانه، محروما من التفكير أو التعبير، طموحه وإن كبر لن يتعدى شهيته من الأطباق التي أعدتها له تلاوة “بوكلاخ”.. رحم الله الزمن الجميل، زمن أحمد بوكماخ.

إجمالا، هده السياسات التربوية يمكن وصفها بالمتخلفة، وتفتقر إلى منظومة تربوية متكاملة وذات رؤيا واضحة، ويغيب عنها تحديد المفاهيم وتحديد الأهداف المراد تحقيقها. لا وجود لخيط ناظم بين المنظومة التربوية والواقع المراد خدمته بما ينسجم مع الطبيعة المغربية. الارتجال الذي تتسم به تلك السياسات يخلق قطيعة مع متطلبات وحاجيات الوطن. من نتائج كل ذلك أن الدولة لها يد في خلق أجيال بدون أفق ولا مستقبل، ومن أخطر تداعياته انتشار الجهل وفقدان الأمل، وازدياد منسوب الجريمة وانهيار القيم الذي قد يؤدي إلى انهيار المجتمع.

وما دامت الأشياء تقاس بنتائجها، فما هي إذن حصيلة هده السياسات التربوية؟ فالحصيلة كارثية بكل المقاييس، وعلى رأسها نجد المغرب اليوم يتذيل قائمة الدول في العالم من حيث مؤشر جودة التعليم، فهو حسب تصنيف المنتدى الاقتصادي العالمي يحتل المرتبة 101 من أصل 140 دولة.

أهذه هي التطلعات التي كانت الأسر المغربية تتوسمها في إصلاح المنظومة التربوية، لاسيما بعد الخطاب الملكي السامي الذي شدد على إصلاح التعليم؟. يبدو لي أنه بعد هذه المهزلة التي خرجت بها الكتب المدرسية لهذا الموسم الدراسي يبدو أننا بصدد مواجهة أعداء للوطن يعملون ضد التيار وخارج التوجهات العليا وما يقومون به ليس إصلاحا بل إفسادا للمنظومة التربوية وتشويها لقيم مجتمع وتدميرا لشعب.

الإصلاح بات ضروريا لإنقاذ الوطن ولو كره الكارهون. ولست على درجة من العلم والمعرفة في مجال التربية والتعليم حتى أدلو بدلوي في ما ينبغي أن تكون عليه إستراتيجية هذه المنظومة، لأنني أفضل أن يترك ذلك لذوي الاختصاص والممارسين والعاملين في هذا الحقل. لكن المرجعيات التي يجب أن يستنير بها الإصلاح ويسترشد لا ينبغي أن تنزاح عن بعض الأسس والأهداف، منها أولا أن يكون الإنسان هو الهدف الأسمى لهذا الإصلاح لخلق مواطن صالح. مواطن متعلم خير من مواطن أمي أو جاهل. ثانيا مواءمة البرامج التربوية والتعليمية مع طبيعة متطلبات وحاجيات البلد. ثالثا إبعاد السماسرة والمتطفلين عن الحقل في رسم ووضع سياسة التعليم. رابعا تحصين التعليم وجعله في منأى عن التيارات السياسية. خامسا إشراك جميع الفاعلين وقوى المجتمع المدني بما فيها “الباطرونا” أثناء وضع السياسة التربوية والتعليمية. سادسا الانفتاح على اللغات الحية وتدريسها بدءا من المرحلة الابتدائية. رحم الله الحسن الثاني حينما وصف من يتحدث لغة واحدة بأنه أمي. سابعا إعادة كتابة تاريخ المغرب وإدراجه في المناهج التربوية وليس كما هو عليه الحال بتكريس البديهيات الكاذبة؛ فالمناهج الحالية تضع قطيعة بين التلميذ وتاريخ أجداد بلاده، ويروج له عربيا أن الشرق هو المبتدأ وهو المنتهى، وغربيا أن فرنسا هي الأم وهي منهل المرجعيات؛ فيما يظل المغرب مغيبا عن برامج التدريس وكأنه لم يكن له وجود إلا بعد مجيء “رجل من المشرق منذ اثنى عشر قرنا فقط”. ثامنا تشجيع البحث العلمي وتمكينه من ميزانيات مهمة، فهو الأساس في إحداث نقلة نوعية لتقدم الأمم والذي يحدث الفارق بينها. وميزانيات الدول العربية مجتمعة في مجال البحث لا ترقى إلى نصف ما تخصصه دولة صغيرة مثل إسرائيل من أرصدة لتطوير أبحاثها في مختلف المجالات، كما أن جامعاتها ومعاهدها تصنف من أجود المؤسسات عالميا.

هذا هو التوجه الحقيقي الذي يجب أن يتخذه الإصلاح، وليس هذا الذي نعاينه من تمييع وتشويه للمشهد، بل هي مؤامرة على مستقبل الأجيال القادمة. أين نحن من هذا كله؟. إذا كان الفارق على ما هو عليه من اتساع بين ما هو كائن وما ينبغي أن يكون، فإن ردمه ممكن متى خلصت النوايا بتمكين أصحاب الاختصاص من العمل باستقلالية. ويحق لنا أن نفخر ونعتز بهذا البلد، ولا نرضى لأنفسنا أن توجد بيننا قلة تقتل فينا روح الفخر والاعتزاز. فإلى متى سيستمر هذا الحال؟.. نريد لبلدنا أن يكون مغربا للجميع من خلال تعليم جامع وحاضن لكل فئات المجتمع. قيل إننا أمة لها تاريخ لكن يجب أن يكون لها مستقبل..والمستقبل مرهون بتربية وتعليم أبنائنا.

[email protected]

‫تعليقات الزوار

10
  • أمــيــن
    الثلاثاء 11 شتنبر 2018 - 11:45

    أخذني أبي يوما إلى ورش العمل لأستغل عطلتي الصيفية في عمل يدر علي بعض المال في انتظار الدخول المدرسي،كان أحد العاملين يظن أنني مياوم جديد وقد سمعته أذناي يهمس لزميله قائلا:"لا تعلمه الحرفة كي لا يأخذ مكانك،اشغله بأي شيء تافه".
    فهل من مصلحة الطغاة والمستبدّين والمفسدين والانتهازيين في هذا البلد أن يكون لدينا تعليم في المستوى؟
    إطـــــلاقا.
    التعليم الجيد يعني مستوى وعي عال،مستوى أخلاقي راق،اطلاع جيد على الثرات الوطني والانساني والعالمي وانفتاح على العالم الشاسع وما يعنيه ذلك من فهم واستيعاب للطريقة التي سارت وتسير بها أمور السياسة والاقتصاد.
    التعليم الجيد يفرز لنا في الأخير معلما يسامي الرسل وطبيبا يحيي الموتى ومهندسا يبدع في البناء وقاضيا لا يعرف معنى الجور وشرطيا تبعث رؤيته الأمن والطمأنينة في نفس المواطن،التعليم الجيد يعطينا في الأخير مواطنا انسانا يملك ضميرا حيا، وصاحب الضمير الحي لا مكان له في ممالك الجور والفساد والاستعباد.
    كي يبقى الحال على ما هو عليه،كي يظل الفساد هو سيد البر والبحر والجو،كي لا تكون هناك أبدا شفافية ولا نزاهة ولا محاسبة لا مناص من بغررة التربية وحرحرة التعليم.

  • KITAB
    الثلاثاء 11 شتنبر 2018 - 13:03

    فعلا عرض الأستاذ يصب في عمق الأزمة التي اختلقها عيوش وأنصاره بالشروع في "تدريج" التعليم، والافت كما قد يكون الأساذ لاحظه قيام حفنة من دعاة "التمزيغ" واندماجهم في جوقة عيوش ومناداتهم بتدريج لغة التعليم، والمؤسف حقا هو أن نرى قرارات تحبك خلفنا وخفية عنا تهم مستقبل أجيالنا في التعليم متجاوزة العديد من المؤسسات في مقدمتها الحكومة بقضها وقضيضها والوزارة المعنية ثم المجلس الأعلى للتربية والتكليخ… وأخيرا وليس آخرا رجال التربية والتعليم، كيف يعقل للمغرب أن يسمح بالنزول بتعليمه إلى هذا الحضيض ويتبنى أطروحة وأراجيف أناس وكأنهم جيء بهم لتقويض كل ما هو سليم في هذا البلد الذي أصبح كما تفضل به الأستاذ عبارة عن أنابيب للتجارب وتكليخ الشعب أكثر مما هو عليه الآن، وتحياتي

  • عين طير
    الثلاثاء 11 شتنبر 2018 - 18:14

    كتب Michael Gerson، وهو كاتب خطابات الرئيس الأمريكي السابق جورش بوش الإبن، مقالة نشرتها الـ"واشنطن بوست" شهر يونيو المنصرم على ما أعتقد، ينتقد فيها قرار الرئيس الحالي دونالد ترمب القاضي بتفعيل قانون مصادرة أطفال المهاجرين غير النظاميين وفصلهم نهائيا عن أصولهم بعد طردهم، صرح فيها بأن أول خطوة إلى تشريع قوانين لا إنسانية تحاصر مجموعة عرقية أو إثنية، تقتضي نزع إنسانيتها عنها بدءا بتسفيهها والتركيز على أسوأ ما يلحق بها، وذلك بغاية تحييد الرأي العام وكل أشكال المعارضة. هذه المقالة تسمح لنا إذا بمقاربة في إطار مقالة كاتبنا، وهي برأيي أحاطت بمدار الأمر كله.
    إن السفاهة سمة من سمات الدارجة.
    انتهت المقاربة، والتعليق.

  • حسن حوريكي
    الثلاثاء 11 شتنبر 2018 - 20:24

    مساهمة في النقاش=
    صاحب الموضوع يعيش تناقضا =
    فهو يدافع عن الطبقات الشعبية ،ولكن في نفس الوقت يتهجم على من يدافع عن لغات الطبقات الشعبية.وهذا تناقض كبير لان من يدافع عن الطبقات الشعبية ينبغي ان يدافع ايضا على لغتها في المدرسة وباقي المؤسسات

  • Missouri
    الثلاثاء 11 شتنبر 2018 - 21:39

    الحقبة الذهبية
    مباشرة بعد الاستقلال أقبل المغاربة على تعليم أبنائهم بشكل وغير مسبوق ، ومع مرور الوقت أصبح تلاميذ الطبقات الشعبية يصلون كذلك الى الجامعات والمعاهد العليا ولم تعد حكرا على أبناء الأعيان، مما مكن المغرب من الاستفادة من هؤلاء في مغربة أطره بشكل تدريجي وفي جميع المجالات …وللإشارة فقد استطاع أبناء الطبقة الشعبية الولوج الى أفضل المدارس والمعاهد العليا ليس في المغرب فقط بل في دول أجنبية أخري وعلى رأسها فرنسا حيث كان يتم استقبالهم بالأحضان نظرا لمستواهم الجيد ومن ناحية أخرى فقد أدت هذه الطفرة التعليمية الى الوعي المتزايد بالمطالب الشعبية وبالتالي انخراط الشباب في السياسة وفي المؤسسات ذات الطابع الاجتماعي والنقابي … ركوبا على موجة السبعينات التي عرفت تطورا فكريا ديمقراطيا في العالم كله لمناصرة الشعوب والدفاع عن حقها في الحياة والكرامة .. لكن يجب أن نشير قبل الاستمرار في استعراض الوضعية أن مستوى التعليم آنذاك كان جيد جدا وأن ، هذا بالاضافة الى أن طلبة ذلك الوقت كانوا يتصرفون بمسؤولية ووعي اتجاه قضايا ومشاكل مجتمعهم وبكل ما يحيط بهم بما يخدم مصالح وطنهم العليا …
    يتبع …

  • من الصعب ..
    الأربعاء 12 شتنبر 2018 - 02:15

    … في المجتمعات المتخلفة الإنتقال من القصور الفكري إلى الرشد الفكري.
    ولهذا نجد الفكر القاصر يتمسك بالتقليد وتتضخم فيه الأنا .
    تعجبه الإنتماءات الضيقة وتستهويه العصبية القبلية أو الطائفية أو الحزبية ، ويتطرف في الولاء لها.
    هذا العقل لا يدرك أن أسباب التخلف التي أفضت بنا إلى الإستعمار ما تزال قائمة وأننا تسرعنا في المطالبة يالإستقلال ، لأننا ما زلنا عاجزين عن إنتاج المعرفة ولا زلنا نستهلك معارف وابتكارات المستعمر.
    لما أدخلت سلطة الحماية سنة 1912 المدرسة العلمانية الفرنسية وعممتها في المغرب ، بادر دهاقنة الحركة الوطنية إلى فتح المدارس الحرة للحفاظ على التعليم الإسلامي العتيق.
    وبعد الإستقلال لم يجد خريجو المدارس الحرة إلا وظائف التعليم والعدول وخطابة المساجد.
    أما خريجو المدارس الفرنسية فكان منهم المهندسون والأطباء وكبار الضباط والوزراء.
    ورغم هذه التجربة تزعم حزب الإستقلال حركة التعريب قاصدا القضاء على مخلفات الحماية.
    ولو كان فكرالحزب راشدا لأعتبر التعدد اللغوي مكسبا يحافظ عليه.
    وها هو قصور فكري اعتى يسعى إلى فرض الدارجة أوتيفيناغ لعزل التلميذ المغربي عن العالم وإضاعة مستقبله.

  • Missouri
    الأربعاء 12 شتنبر 2018 - 07:14

    تابع
    لكن مع الأسف الشديد كانت في المغرب لوبيات تدِعي الوطنية وتتحكم في دواليب الأمور بشكل مباشر أو غير مباشر وتتباهى ببطولات وهمية لكنها تعمل في الخفاء ضد مصلحة المغرب وتحت غطاء كل ما هو مقدس لتلجيم الأفواه … هاتة اللوبيات لم تستسغ أبدا أن يصبح أبناء الشعب أطباء … ومهندسين حتى لا يضايقوا أبناءهم … الى درجة أنك ستستغرب إذا ما وجدت طبيبا إسمه " حمو" لكن بالتأكيد ستجد أطباء معظم أسماءهم تبدأ ب "بن" لكن ليس "بنعيسى" أو"بنطامو" .
    حين جاءت الفرصة لهِلاء واستولوا على وزارة التعليم أيام عز الدين العراقي ووجدوا الفرصة جد ملائمة لمحاربة المد الشعبي ، لعبوا لعبتهم الجهنمية لضرب جميع مكتسبات الشعب مرة واحدة وبضربة قاضية … فأقروا التعريب وفرضوه على الجميع تحت " تغطيات مقدسة " لا يمكن لأي أحد أن يناقشها … حتى الدولة نفسها !!…
    هكذا ضيع هؤلاء اللوبيات الذين يدعون الوطنية وهم في الحقيقة مجرد انتهازيون … ضيعوا على المغرب فرص النماء والتقدم لما يزيد عن ثلاثين سنة ….

    يتبع

  • الديب حلال الديب حرام! Kant K
    الأربعاء 12 شتنبر 2018 - 19:16

    ما يميز لغة معينة هي بنيتها السانتاكسية وليست مفرداتها،وإلا جاز لنا القول أن المالطية هي عربية،لأن حوالي 80% من مفرداتها مشتقة من العربية!
    فلو كانت الدارجة إبنة شرعية للعربية، لورثت منها البنية السانتاكسية "فعل /فاعل/مفعول به" إلا أنها ورثته من أمها البيولوجية الأمازيغية: "فاعل /فعل/مفعول به"
    العربىة: أكل الولد التين
    الدارجة: الدري كلا الكرموس
    الأمازيغية: أربا اشا تازارت!
    وكإضافة على أن الدارجة إبنة بيولوجية للأمازيغية،يمكن إشتقاق كل مفرداتها في قالب "تامازيغت":تامغربيت, تاعرابت،تاخوانجيت،تامخزنيت، تاعياشيت،..
    ما إن تثبت لهم بالدلائل اللسنية أن الدارجة هي إبنة شرعية بيولوجية للأمازيغية، من حيث التركيبة السانتاكسية والإشتقاق،إلا وسارعوا إلى التوسل بان أغلب مفرداتها عربية و أنها عربية قحة، لكن، بمجرد ورود كلمات عن الأكلات و الألبسة المغربية الأصيلة الأمازيغية الأصل،إلا وانقلبوا مدبرين، ذابحين نفس المبدأ(عروبة الدارجة) وسارعوا إلى محاربتها كأنها مس شيطاني خوفا على تلويث "لغة أهل الجنة" والنار أيضا التي سيصلاها أبيهم لهب!

    التكشيطة التي تبهر العالم بأناقتها وجمالها،رجس من أعمال الشيطان!

  • Missouri
    الأربعاء 12 شتنبر 2018 - 20:27

    تابع
    أضف الى ذلك أن كثير من هؤلاء يمتلكون الآن مدارس خصوصية، ومن مصلحتهم أن يبقى الوضع على ماهو عليه لأنهم يبيعون البديل الذي يبحث عنه المغاربة وهو تدريس اللغات الأجنبية وتدريس المواد العلمية باللغتين العربية والفرنسية ، وهكذا فهم المستفيدون من أزمة التعليم التي يعيشها المغاربة ويربحون الأموال الطائلة على حساب الشعب وفي نفس الوقت يظهرون أنفسهم كمدافعين عن هوية الشعب وعن همومه لكي يربحوا سياسيا كذلك من خلال الانتخابات ليحكموا سيطرتهم على رقاب المغاربة فهم كما يقول المغاربة كالمنشار … طالع واكل … نازل واكل .

  • Missouri
    الأربعاء 12 شتنبر 2018 - 21:44

    تابع
    وقد حاول وزير سابق وهو السيد الهلالي أن يتصدي لعملية التعريب حينما كانت على أبواب الوصول الى التعليم الثانوي وذلك خلال خطاب وجهه للمفتشين والمرشدين التربويين الذين كانوا سيشاركون في تأطير الأساتذة وقال أنه لا ينبغي أن نعود الى الفرنسية بل وجب علينا أن ندرس المواد العلمية بالأنجليزية لأنها لغة العلم … واعتقد الجميع آنذاك أنه سيتم التراجع عن التعريب … لكن الغريب في الأمر أنه وبعد انصراف الوزير شرع المشرفون عن التأطير في الحديث عن التعريب وكأن الوزير لم يقل شيئا … والمفاجئة هي أن هذا الوزير "طار" بعد مرور أيام قليلة ولم يعد وزيرا واستمر مخطط التعريب ولا أحد تحدث عن هذا الرجل مرة ثانية …

صوت وصورة
شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG
الجمعة 29 مارس 2024 - 11:43 1

شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 4

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 3

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات