ماكرون والأوسط .. مقارنة تجربتين تاريخيتين أمام التطرف الديني

ماكرون والأوسط .. مقارنة تجربتين تاريخيتين أمام التطرف الديني
الجمعة 20 نونبر 2020 - 05:00

تختلف ردود الفعل إزاء التطرف الديني من زعيم إلى آخر، حسب المسؤول نفسه وحسب الزمان والمكان. وتتراوح هذه الردود بين النزق والطيش من جهة، أو الرصانة والكياسة من جهة أخرى.

يحاول المؤرخ المغربي إبراهيم القادري بوتشيش، من خلال المقال التالي، المقارنة بين زعيمين منتميين لحضارتين متباينتين، حيث واجه الاثنان حركة من حركات التطرف الديني، لكنهما اختلفا في آليات تدبيرهما للمواجهة.

وهذا نص المقال:

نقترح في هذا المقال دراسة مقارنة بين تجربتين تاريخيتين لحاكمين ينتميان لثقافتين وعصرين مختلفتين، أحدهما عاش في العصور الوسطى وهو الأمير الأندلسي عبد الرحمن الأوسط، والآخر ما يزال يعيش في قلب لحظات العالم الراهن وهو الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وعلى الرغم من أن منهج المقارنة يبدو مستعصيا بسبب اختلاف الظرفيات والبنية التاريخية والسياقات المؤطرة للحدث، والثقافات والزمان والمكان والقوانين والآليات التشريعية، وتباين مكوّنات النظام الديني والعلماني وغيرها من معطيات المقارنة، فإن استنطاق التجربتين في سياق تاريخ بشري مشترك، وعبر منهج مقارن بين ثقافتين رغم التباعد الزمني بينهما، لا يخلو من لذة معرفية من زاويتين: أولاهما أن التاريخ هو علم الإنسان في الزمن المستمر والممتد على حد تعبير “مارك بلوك”، يتغير فيه جسد الإنسان، من دون أن يتغير الإنسان كظاهرة. وثانيهما أن تحليل الحاضر بمقاربة تاريخية تجعل من التاريخ علما فاعلا ومتفاعلا، ينبش في الماضي ليجسّ نبض مشكلات الحاضر، ويثري النقاش حول ملف راهني دقيق، ما نزال نعيش اهتزازاته وارتداداته.

كما أن وحدة موضوع المقارنة الذي هو كيفية تدبير مواجهة التطرف الديني بين أسلوب الحكمة والرصانة، والنزق والطيش، ما يلقي الضوء على تطور الفكر السياسي في معالجة الأزمات، سواء في مسار التسامح والتعايش بين الشعوب، أو مسار استنبات الكراهية وزيادة وقود الصدام بين الحضارات.

بعد هذ التوطئة المنهجية، نحسب أن الإحاطة بخيوط الموضوع تستلزم التعريف بحاكمي الدولتين موضوع المقارنة، وإن كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون غنيا عن كل تعريف، بحكم أنه زعيم دولة تعدّ من الدول الكبرى في العالم المعاصر وهي فرنسا، وثامن رؤساء الجمهورية الخامسة، تولى رئاسة فرنسا منذ سنة 2017 إلى غاية كتابة هذه السطور. أما الأمير عبد الرحمن الأوسط، فهو رابع أمراء بني أمية بالأندلس التي كانت بدورها من القوى السياسية الكبرى في العصر الوسيط. تولى الإمارة بعد وفاة أبيه الحكم الربضي سنة 206ه/821م وهو ما يزال في إهاب الشباب؛ إذ لم يكن قد تخطى آنذاك ربيعه الرابع والعشرين. ويجمع المؤرخون على أن عهده يمثل ذروة الاستقرار والوهج الحضاري الذي شهده المجتمع الأندلسي، حتى عرفت أيامه بـ”أيام العروس”، كناية عن الاستقرار السياسي، واستكمال نضج الإمارة الأموية بالأندلس، وبلوغها ذرى الرقي والنضج الحضاري.

وأحسب أن الموضوع الذي يعالجه هذا المقال يمثّل قاسما مشتركا بين زعيمين منتميين لحضارتين متباينتين، فكلاهما واجه حركة من حركات التطرف الديني، لكنهما اختلفا في آليات تدبيرهما للمواجهة. فلنبدأ أولا-حسب السبق التاريخي-بتوصيف حركة التطرف الديني التي قضت مضجع الأمير الأندلسي، وتبيان طريقة تدبير مواجهتها.

حركة التطرف المسيحي في قرطبة وآليات مواجهتها:

في أواخر عهد الأمير عبد الرحمن الأوسط، (حوالي سنة 850 م) برزت موجة من التعصب المسيحي، تبنتها مجموعة من المسيحيين المتطرفين الذين عرفوا “بشهداء قرطبة” (Martyrs de Cordoue)، مستغلين وجود أمير مثقف ومسالم على رأس السلطة، وظروف مجتمع أندلسي راهن على الانفتاح والتعددية والتعايش بين جميع مكوّناته، ليقوموا بحركة دينية تعصبية متطرفة تخرج عن سياق التعايش الديني والتآلف والتساكن.

سنتجنّب مناقشة مزاعم بعض الكتابات الأجنبية التي دافعت عن هذه الحركة المتطرفة، فنعتتها بالحركات القومية، أو فسّرتها بشعور الطائفة المسيحية بالتهديد الثقافي، أو بكونها جاءت ردّا على الاضطهاد الديني، وغيرها من التفسيرات التي ردّدها بعض المؤرخين الأجانب من طينة بروفنسال (Provençal) وسيمونيت (Simonet) ودوزي (Dozy) ومورينو (Morino) وغيشار (Guichard) ومن سار على نهجهم، لأن الرد عليها ودحض منطلقاتها يتطلب تفاصيل لا تستوعبها مساحة هذا المقال، وإن كان فحصها ووضعها تحت مجهر التحقيق يثبت أنها أحكام تنبو عن الحقيقة، وتفتقر إلى النسبية في النظر، خاصة أنها مقتبسة من نظرة أحادية مستقاة مما كتب حول حياة متزعمها الراهب “أوليخيو” (Euligio)، في الوقت الذي لا نجد ذكرا لهذه الحادثة في المصادر العربية.

بدأت هذه الحركة تحت زعامة الراهب “أوليخيو” بالإساءة للنبي (ص)، وشتمه ولعن العقيدة الإسلامية جهرا وأمام الملأ، بل حتى داخل رحاب المساجد نفسها، وسانده في ذلك راهب آخر يدعى” الفارو” (Alvaro). كما انخرطت معهما فتاة تسمى ” فلورا ” (Flora). وانضم إلى هؤلاء مجموعة من المتطرفين الذين كانوا يشتمون النبي محمد (ص) ويسيئون للرموز الإسلامية، مما أثار حفيظة المسلمين وأجّج غضبهم. فكيف واجه الأمير الأندلسي هذه الموجة من التعصب والإساءة لنبي الإسلام؟ سؤال نطرحه للمقارنة بينه وبين إيمانويل ماكرون في كيفية تدبير الظاهرة ذاتها؟

لجأ عبد الرحمن الأوسط-وهو الأمير المعروف بانفتاحه وتسامحه وحرصه على السلم الاجتماعي واحترامه للتنوع الثقافي-إلى عقد مجمع كنسي لمناقشة هذه المسألة، بغية استطلاع الرأي العام المسيحي بالأندلس تجاه التطرف الديني، ومعرفة موقفه من الإساءة لنبي الإسلام، فتمت دعوة القساوسة ورجال الدين المسيحي لحضور هذا الاجتماع. وبعد مناقشات استمرت عدة أيام تحت إشراف أسقف إشبيلية (Recafredo)، خرج المجمع الكنسي بقرار يمنع ازدراء العقيدة الإسلامية، وإدانة كل مسيحي متطرف يقدم على مثل هذه العمليات الانتحارية، ويعتبر كل من نهج هذا النهج مخالفا لتعاليم الكنيسة، ومحرّضا على العنف. كما دعا إلى سجن كل من يساهم في التحريض عليه من القساوسة.

وبعد أن ساد الاعتقاد في ختام هذا الاجتماع أن الأزمة انقشعت، وأن جمرة التطرف الديني المسيحي قد انطفأت، سعى زعيم الحركة “أوليخيو” من جديد لتحويلها إلى “قضية” دينية تغذّيها مشاعر التعصب الديني، والكراهية للسلطة الأندلسية، فتمادى في الطعن في النبي (ص)، واختراق كل الخطوط الحمر، فتمت إحالته على القضاء الذي اكتفى بالحكم بسجنه، أملا في تغيير موقفه. ثم تحولت عقوبة السجن إلى عفو مشروط بخروجه من قرطبة، تجنبا لإثارة مشاعر المسلمين، لكنه سرعان ما عاد إليها بنشاطه المتعصب المحموم. وبعد أن لم تنفع معه سياسة التعامل باللين والتروي والتسامح، والاكتفاء بطلب عدم المساس بالمقدسات الإسلامية، اضطر الحاكم الأندلسي إلى إحالته على العدالة، حيث حكم عليه مع جميع من تمادى في غيه وتطرفه بالإعدام في نهاية المطاف.

من خلال قراءة راصدة بين سطور أخبار هذه الحادثة من التطرف الديني، تستوقفنا مجموعة من الملاحظات:

تأتي في مقدمتها حكمة ورصانة الأمير الأندلسي في التعامل مع مسألة الإساءة للنبي وازدراء الديانة الإسلامية، وعدم الانفعال والتسرع في ردّ الفعل، أو الإساءة للديانة المسيحية. وعلى الرغم من أن الجريمة كانت خطيرة تمس بمشاعر المسلمين، وتهدد الاستقرار الاجتماعي، فإن الأمير حافظ على الحياد الذي يفترض أن يتسم به رئيس الدولة، لأنه كان أميرا لكل المجتمع الأندلسي وأطيافه الدينية والإثنية، لذلك لم يمس الديانة المسيحية أو ينتقدها، ولم يعمّم غضبه على كافة المسيحيين أو يصادر تنظيماتهم التي كانت تسمح بها قوانين الدولة.

وبهدف اتخاذ القرار المناسب وعدم جرح مشاعر الآخر، عرض الأمير الأندلسي المسألة على الهيئات الدينية المسيحية المختصة، فعقد مجمعا كنسيا سادته روح الحوار والحرص على الحفاظ على السلم الاجتماعي بين مكوّنات المجتمع، وترك للهيئات الدينية المسيحية تقييم الحدث وتقرير ما تراه في ضوء المناقشات التي استهجنته، واعتبرته خارجا عن تعاليم الكنسية.

ومن مظاهر التروي والحكمة أن السلطات الأندلسية عرضت القضية على العدالة والقضاء ليقول كلمته، بناء على الحجج والقرائن التي تثبت الجريمة، ولم توجه أي انتقاد للديانة المسيحية. وعلى الرغم من أن المحاكمة قضت بالسجن على زعيم الحركة المتطرفة، فإن ذلك كان يعتبر أخف العقوبات، بل تمّ العفو عنه وأطلق سراحه، وتمّ الاقتصار على إبعاده من قرطبة، أملا في تغيير موقفه، وعدم تكرار الإساءة للرسول عليه السلام. بل كان بعض القضاة الأندلسيين يسعون عمدا إلى إيجاد مبررات للسلوكات الرعناء لهؤلاء المتطرفين بربطها بحالات خارجة عن إرادتهم كإصابتهم بمرض الجنون، أو الوقع تحت تأثير الخمر عند سبّ نبي الإسلام، وغيرها من المبررات التي تشفع لهم حتى لا يحكم عليهم بأقسى العقوبات، بيد أن هؤلاء استمروا في نهجهم المتعصب، ولم ينفذ فيهم حكم الإعدام حتى استنفدت جميع الوسائل للتراجع عن تعصبهم الديني.

هكذا تبدو حكمة الأمير الأندلسي، وانفتاحه وتسامحه في عصر خطير ينعته المؤرخ والفيلسوف “ول ديونارت” (Will James Durant) بعصر الإيمان والتعصب الديني، حيث كان الوتر الديني شديد الحساسية، وزادت الحروب الصليبية فيما بعد من رفع إيقاعه، خاصة بعد أن قتل الصليبيون ما يربو عن ثلاثة ملايين مسلم. ومع ذلك حافظ الأمير الأندلسي على أناته وحلمه وهدوئه، وأبدى رغبته الكبيرة في الإنصات للآخر.

تلك هي طريقة تدبير الأمير الأندلسي عبد الرحمن الأوسط لحادثة التطرف الديني، فماذا عن السيد إيمانويل ماكرون؟ وكيف أدار أزمة حادثة التطرف الديني التي أسفرت عن قتل مدرّس أساء للنبي محمد (ص)، وما أعقبها من عمليات إرهابية في مدينة نيس الفرنسية، وما تمخض عن كل ذلك من سجالات فكرية؟

حادثة قتل مدرس التاريخ وآليات تدبيرها:

ثمة في تقديري ثلاثة ردود فعل جعلت طريقة تدبير إيمانويل ماكرون لهذا التطرف الديني تختلف كليا عن نظيرتها التي نهجها عبد الرحمن الأوسط.

أولها التسرع في الأحكام والتصريحات، والتطاول على عقيدة الإسلام، حتى قبل أن تقع جريمة قتل الأستاذ صموئيل باتي. فالرئيس الفرنسي كان قد أدلى بحديث مطوّل في ثاني أكتوبر الماضي، انتقد فيه الديانة الإسلامية التي تعيش حسب قوله أزمة بنيوية، مكررا ذلك مرات عدة، تحت سمع وبصر الجاليات الإسلامية المكونة للنسيج الاجتماعي الفرنسي.

أما الثاني فيتجلى في وضع الرئيس الفرنسي نفسه في خانة المفكر أو الأكاديمي الجامعي الذي يتمتع بكافة الصلاحيات لإبداء الرأي، متناسيا منصبه كرئيس دولة علمانية لا يحق له إيثار دين على آخر، أو عرق على غيره، ولا استخدام مصطلحات ينبذها قاموس الديبلوماسية، أو تخدش مشاعر الآخر.

صحيح أنه رئيس دولة تزهو بنياشين قيّم الأنوار والحرية، ولا تنصّ قوانينها على معاقبة السخرية من الرموز الدينية. لكن كان عليه من باب الحكمة والتقاليد الدبلوماسية والدربة السياسية ومراعاة أحاسيس الآخر، المرونة في التعامل مع الحدث، وعدم تعميم أحكام سلبية على دين لا يعرف سوى خطوطه الكبرى، فيقسو على مشاعر شعوب تربو عن مليار ونصف مليار مسلم.

بينما يتجلى رد الفعل الثالث في عدم تمييزه بين الإسلام وواقع العالم الإسلامي. لو أن السيد ماكرون تحدث عن أزمة واقع المجتمع الإسلامي المعاصر، لقبل المسلمون انتقاده. فلا أحد ينكر ما يتخبط فيه العالم الإسلامي من أزمات، أهمها أزمة الديمقراطية والحرية والاستبداد السياسي، بيد أنها ليست أزمة من صنع الإسلام، بل هي أزمة مركبة من الوضع الداخلي ومسؤولية الاستعمار والتبعية، وإفلاس بورصة الفكر والعلم، خاصة أن تدبير الأزمات يحتاج إلى الاستعانة بمراكز البحوث والتفكير (Think tanks) التي تساهم في صناعة القرار لمواجهتها، والحيلولة دون استبداد الحكام بالتحكم في القرار، وهو ما يفتقر إليه المجتمع الإسلامي للأسف. والحال أن السيد ماكرون أطلق العنان للسانه، دون تمييز على الأقل بين الإسلام كعقيدة والمسلمين كبشر، كما فعل عبد الرحمن الأوسط بكثير من التبصر والحصافة حين ميّز بين الديانة المسيحية التي تعبق بشذى التسامح، وشرذمة من المتطرفين المسيحيين كما أسلفنا الذكر.

وإذا كنا ندين ونحتج بأعلى ما في حنجرتنا من قوة، وبكل ما نملكه من الحبر والورق، جريمة قتل المدرس الفرنسي بتلك الطريقة البربرية، فإننا نأسف لكون الرئيس الفرنسي تجاهل موقف الإسلام من قتل النفس التي يعتبرها “أم الجرائم”، وأن من قتل نفسا واحدة فكأنما قتل الناس جميعا، ولم يشخّص سيادته الفرق بين العقيدة وخطاب الواقع، تماما كما هو الحال في المسيحية. فكم أحرقت الكنيسة من البشر وهم أحياء بسبب آرائهم، وكم حصدت سيوف الصليبيين أرواح المسلمين إبان الحروب الصليبية حتى أن منسوب دماء القتلى بلغ ركبتي المقاتلين الصليبيين إبان غزو بيت المقدس كما وصف ذلك المؤرخ “ستيفين رنسيمان”. وكم قطعت من رؤوس الجزائريين والمغاربة إبان الاحتلال الفرنسي من قبل ضباط وجنود فرنسيين “مسيحيين” كما يشهد بذلك متحف الإنسان الفرنسي الذي يحوي 18 ألف جمجمة متبقية من رؤوس المقاومين الذين واجهوا الاحتلال الفرنسي، ومع ذلك فالمسيحية براء من هذه السلوكات التي مورست باسمها. لذلك يبدو لي أن ثقافة عبد الرحمن الأوسط كانت من السعة وحسن الاطلاع ما جعله يعرف الديانة المسيحية عن كثب، ويحترمها بوصفها ديانة سماوية، ومن ثمّ تحاشى الدخول في دائرة ملغمة تتناسل فيها أحكام القيمة، والافتراءات ضد ديانة الآخر، خلافا لما فعله ماكرون تجاه الإسلام.

بين حرية التعبير وتعمّد الإساءة:

لا يخامرنا الشك في أنّ حرية التعبير والتعدد والاختلاف تعدّ من أسس الدولة الفرنسية المستمدة من مبادئ الثورة الفرنسية وعصر الأنوار وقيّم الجمهورية، وهذه مفخرة كبيرة للدولة الفرنسية وللبشرية برمتها. غير أن الأنظمة الليبرالية الديمقراطية الناضجة، غالبا ما ترفع هذه الحرية إلى مرتبة الحرية المسؤولة الواعية المتبصّرة، وتسيّجها بسياج سميك من الانضباط والتعقل، حتى لا تتحول إلى حرية تعبير عدوانية استفزازية، وحقل ملغم بالتحريض على العنف والتشهير والقذف، وحتى لا يبلغ سقفها الحدّ الذي تنفلت فيه من أي قيود أخلاقية، فتسيئ بذلك إلى نفسها، وتخرج عن سكتها الصحيحة، وتنزلق إلى مهاوي العنصرية والكراهية والصدام الحضاري.

ومهما قيل إن إساءة ماكرون للإسلام جاءت في سياق انتخابي يروم استمالة اليمين الشعبوي الفرنسي، فإن استنطاق تصريحاته والموجهات الناظمة لها، يفصح عن قصدية الفعل. فعلى الرغم من عدم وجود حدود لحرية التعبير في الصحافة الفرنسية، كان على السيد ماكرون أن يقدّر خصوصية الإساءة للنبي الكريم، وينأى بنفسه بصفته رئيسا على الانحياز إلى هذه الجهة أو تلك. فما المانع الذي كان يمنع عبد الرحمن الأوسط-وهو في موقف قوة في ذلك العصر-من الانحياز إلى بني جلدته والتضييق على المسيحيين جراء تطرف جماعة منهم وإساءتها لنبي الإسلام؟ ومع ذلك آثر التريث والإنصات لممثلي الكنائس قبل أي ردة فعل.

أما ماكرون فقد وزع الدروس يمينا وشمالا “لتحليل” أزمة الإسلام من دون روية وتثبّت، أو معرفة دقيقة بالعقيدة الإسلامية، علما أن أساس الدولة العلمانية يجعل من الحياد أسلوبا في التعامل مع الشأن الديني، وليس من مهام رئيس دولة أن يفتي في شأن أي ديانة كيفما كانت بأنها في أزمة. فعوض أن يسلك مبدأ الحكمة في التضامن مع الأستاذ المغتال، صبّ الزيت على النار بإعلانه تأييد نشر الرسوم المسيئة للنبي، بل جعلها على واجهات المباني الحكومية الفرنسية والفضاء العام، وخرج بتصريحات تلوّح في جميع الاتجاهات الجارحة بمعاني واضحة لا تقبل التأويل، على الرغم من محاولته التخفيف من حدّتها في الحوار الذي خصّ به قناة الجزيرة. ومن خلالها يتضح لكل من له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، أن كلامه لم يكن موجها إلى ذلك الإرهابي المجرم القاتل، بل كانت سهام لسانه موجهة نحو انتقاد الإسلام، ووصفه بالانفصالية، وخدش مشاعر من يربو عن مليار ونصف مليار من المسلمين.

بل طال تهجمه على الدين الإسلامي حتى بعض الجمعيات المدنية الإسلامية البريئة التي قام بحلّها، مما يوحي بوجود توجه نحو تغيير خريطة الحضور الإسلامي في فرنسا، في الوقت الذي يحمي القانون الفرنسي السامية، ويعاقب بدون هوادة كل من يشكك في محرقة اليهود.

تشبَّثَ عبد الرحمن الأوسط بقيمة التسامح في الإسلام، فهل حافظ ماكرون على روح فكر عصر الأنوار؟

عندما دعا عبد الرحمن الأوسط إلى عقد مجمع كنسي لمناقشة حركة التطرف الديني التي تبنتها مجموعة من المسيحيين المتعصبين، كان يستند في مرجعيته إلى منهج التسامح والعدالة والإصغاء للآخر، وهي المبادئ المستمدة من تعاليم الإسلام. في حين إن إيمانويل ماكرون تجاوز روح المفاهيم الجوهرية لعصر الأنوار، رغم ما يبدو سطحيا أنه يدافع عنها. فمفكرو عصر الأنوار لم يكونوا مناهضين للدين، وإنما وقفوا ضد استخدام الدين من طرف المؤسسات الدينية والسياسية لأهداف مصلحية أو سياسوية، أو لنشر فكر غيبي مناقض للعقل الذي استماتوا في الدفاع عنه، ولم يوظفوا هذا العقل للاستهزاء بالأديان أو بالرموز المقدسة. وغير خاف أن التسامح الذي يعدّ من أهم القيّم التي جاء بها عصر الأنوار، لا يعني التعايش مع الآخر فحسب، بل احترام كرامته، وعدم الاستعلاء عليه، وتجنّب خدش مشاعره أو المسّ برموزه المقدسة، وهو ما نجح في تطبيقه الأمير الأندلسي قبل قرون، وفشل فيه الرئيس الفرنسي في الزمن الراهن نظريا وممارسة.

ولا غرو أن قراءة راصدة في خلفيات تصريحات السيد ماكرون والنوايا المتسترة وراءها، تثبت أنها ليست سوى إعادة إنتاج لعقلية المركزية الغربية المتعالية التي تنكّرت بدورها لمبادئ الثورة الفرنسية وفكر الأنوار المؤسس على العدالة والمساواة والإخاء، وهي العقلية التي رسختها الدراسات الاستشراقية ذات المنزع الأوروبي المركزي، والتي ترى في الغرب مجالا متحضرا متنورا، وفي الشرق مجالا بربريا متخلّفا وظلاميا، بعيدا عن القوة الهادئة والتعقل الذي يقرّب بين المواقف الحدّية كما عالج ذلك إدوارد سعيد باقتدار.

إنها العقلية المهووسة بعقدة التفوق الحضاري التي بدأت منذ العصور الوسطى الباكرة عندما تأسست كراسي الاستشراق في الجامعات الأوروبية، وبدأت بإيعاز من الكنيسة تنتج خطابا يحطّ من قيمة الإسلام باعتبار نبيه محمد مهرطقا ومنشقّا عن الديانة المسيحية، وتوجت هذه الرؤية المتعالية بنظريات جديدة تقدس المركزية الغربية، كان آخرها نظرية “صموئيل هانتغتون” حول صراع الحضارات، ونظرية “فوكوياما” التي تجعل من الديمقراطية الليبرالية آخر اختيار منقذ للبشر.

وفي كل هذه الأطروحات التي شاعت سواء في العصور الوسطى أو الحقبة المعاصرة، ثمة-وفق ما يراه “تيري هنتش” في كتابه “الشرق الخيالي ورؤية الأخر”-تبخيس للعقل العربي الشرقي، مقابل تمجيد للعقل الغربي الذي لم يتوان في شحن الذاكرة الأوروبية بصور تنقص من قيمة الآخر، وتكرّس دونيته، وتنتج أفكارا مشوهة عن الشرق للهيمنة وبسط النفوذ، وتقاوم أي فكر بديل، وهو ما امتحّ منه ماكرون تصريحاته حول ما أسماه بأزمة الإسلام، دون أن يتمكن من التحرر من أسارى هذا الخطاب الاستعلائي. وبهذا الاستعلاء، لا أحسب أن السيد ماكرون دافع عن حرية التعبير، ولا دافع قاتل مدرّس التاريخ عن دينه، فالكل بهذا الأسلوب المتشنّج لا يحصد سوى الخسارة.

مع ذلك، فالأمل معقود على أن تكون تصريحات السيد ماكرون وردود فعله مجرد خطأ قابل للتصحيح، حتى لا تتسع بقعة الزيت فوق قطعة الثوب، ولا يتحوّل خطاب الكراهية والإساءة للمقدسات الإسلامية إلى مضايقات روحية للجاليات الإسلامية بفرنسا وأوروبا عامة، بسبب تصرف فردي إجرامي مقيت هم منه براء، وحتى نلج فضاء الفكر والحوار والتعايش على قدم المساواة التي هي إحدى مبادئ الثورة الفرنسية، واستثمار مقومات المشترك الحضاري الإنساني لسدّ شقوق الاختلافات، وجعل العالم يتواصل بشكل منتج لتوحيد الجهود نحو القضايا العالمية المؤرقة، وفي طليعتها اليوم جائحة كورونا.

‫تعليقات الزوار

24
  • العربي
    الجمعة 20 نونبر 2020 - 06:50

    المسلمون يعيشون في سلام ويقيمون شعائرهم بكل حرية في فرنسا ومثلهم مثل كل فرد الدولة تضمن لهم حقوقهم .. في فرنسا هناك المئات من المساجد ، في فرنسا يعيش متدينين من كل ديانات العالم وليس هناك مشكل مع أي منهم إلا فئة لا بأس بها من المسلمين.. إذن أين الخلل؟ هل في فرنسا التي تحتضن ملايين المسلمين على أرضها وتطعمهم من جوع أو في الوافدين بإيديولوجية لا تتماشى البتة مع القيم الفرنسية السامية والرائعة ..
    باركة يا مسلمين من المضلومية واتهام الآخر بمحاربة الإسلام. فرنسا تحارب الرادكاليين الإسلاميين السلفيين الجهاديين الذين يدعون للكراهية والعنف وقطع الرؤوس ودهس الأبرياء بالشاحنات.
    الحقوق والامتيازات التي ينعم بها المسلمون هنا لا يتمتعون بها في ديارهم الإسلامية وإلّا لرجعوا إليها لو كانت أفضل..
    تعيش فرنسا ولو كره الكارهون.

  • saad
    الجمعة 20 نونبر 2020 - 07:09

    بل هو تطرف أللا ديني ، تطرف علماني ، احتلالي ، إستعماري ، انتحالي ، تطرف ينهب ويسرق ويقتل وينقلب على الشرعية ، باسم العنواين المبهمة كالدمقراطية ،الحرية ومحاربة الإرهاب . تطرف يستغل جميع الطرق لأهداف مادية ، استرتيجية محضة بدآ بالإعلام والحروب المباشرة أو بالوكالة تطرف الدي قتل عن إتره ملايين البشر بحروب خاضها ويخوضها كتلك التي عرفتها الحرب العالمية الأولى والثانية ناهيك عن الإحتلال الدي يسمونه بالإستعمار إلى يومنا هدا الدي دهب ضحيتها أزيد من 100 مليون من البشر والأبرياء ، تطرف صليبي وعلماني معا لا يعرف زمانا أو مكانا. أما التطرف الدي يريدون نسبه للإسلام فهو بمتابة شماعة للتبرير اجرامهم المستمر

  • lmch
    الجمعة 20 نونبر 2020 - 07:30

    السلام،
    مع كل احترامي لا ارى مجالا للمقارنة. الاندلسي كان يدافع عن احترام مقدساته وهو السائد ضد اقلية أساءت للمعتقد دون قتل او ارهاب وقد انتهى الامر باعدام المسيء. من جهة ثانية، فرنسا في شخص رئيسها تدافع عن حرية الصحافة والراي ضد تطرف و تعصب اقلية تدعو للقتل والارهاب. للأسف مواقع التواصل وبعض الاشخاص يفضلون الشعبوية والاثارة والانسياق مع تيار الكراهية . ٩٩٪؜ من المسلمين في فرنسا يعيشون اسلامهم ودينهم في حرية تامة دون مشاكل وفي تناغم مع العلمانية التي تحمي الكل وبالخصوص الاقليات ومنها نحن. الرئيس الفرنسي رغم مساوئه لم يسيء لنبينا ولم يدع ابدا لذلك ولكم الحرية في مراجعة الاخبار من مصدرها. ولا حول ولا قوة الا بالله والله اعلم

  • awssar
    الجمعة 20 نونبر 2020 - 08:02

    لقد برز بشكل جلي ان التطرف عدو للانسان والانسانية يغذيه زعماء لهم اهداف توسعية حين تتواجد ظروف واسباب واقعية بسبب جهل الاغلبية الساحقة والمستوى المعربي المتدني او الاحادي بسبب الاستيلاب الفكري بالرغم من التيارات الفكرية الهادفة الى نشر التنوير الفكري رغم قلة الامكانيات والاكراهات الذاتية والموضوعية لذلك من الاولى وضع الحد لهذا العدو لانه اصبح من الماضي فالحاضر ليس هو الماضي بحكم ان الاقتصاد متحكم فيه اما زعماء التطرف فهم فقط يحلمون ولكن الضحية هم الابرياء الجهلة المستلبين.

  • العريشي
    الجمعة 20 نونبر 2020 - 08:45

    الآية: " وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى …" والباقي أدبيات يسترزق بها عيش من هب و من دب

  • نعيم
    الجمعة 20 نونبر 2020 - 09:23

    اكبر تطرف ديني عرفته البشرية هي الحروب الصليبية وما زالت لحد الآن تتزعمها فرنسا وامريكا ومعها الدول الغربية ماكرون هذا الذي يتشدق بالارهاب الإسلامي لا يمكن أن تعادل أعمال داعش وغيرها بما اقترفه فرنسا في أفريقية من تقتيل وترهيب باسم محاربة الإرهاب في مواطنين يدافعون عن ارضهم في مختلف دول أفريقية ناهيك عما تفعله في دول أخرى وبيع الأسلحة التي تسببت في قتل الملايين من المسلمين

  • عندما تسند الأمور ...
    الجمعة 20 نونبر 2020 - 09:32

    "نتمنى أن تكون تصريحات ماكرون وردود فعله المسيئة للإسلام مجرد خطأ قابل للتصحيح، حتى لا تتسع بقعة الزيت فوق قطعة الثوب، ولا يتحوّل خطاب الكراهية والإساءة للمقدسات الإسلامية إلى مضايقات روحية للجاليات الإسلامية بفرنسا وأوروبا عامة، بسبب تصرف فردي إجرامي مقيت هم منه براء، وحتى نلج فضاء الفكر والحوار والتعايش على قدم المساواة التي هي إحدى مبادئ الثورة الفرنسية، واستثمار مقومات المشترك الحضاري الإنساني لسدّ شقوق الاختلافات، وجعل العالم يتواصل بشكل منتج لتوحيد الجهود نحو القضايا العالمية المؤرقة، وفي طليعتها اليوم جائحة كورونا."

  • د. عبد الواحد
    الجمعة 20 نونبر 2020 - 10:17

    مقارنة تاريخية دقيقة ، تكشف سبق المجتمع الاسلامي الى احتواء التطرف الديني بحكمة وهدوء، عكس ما يقوم به ماكرون اليوم من تعصب ضد العالم الاسلامي.شكرا للمؤرخ المغربي على هذه المقاربة التاريخية المفيدة

  • موا العقل
    الجمعة 20 نونبر 2020 - 10:24

    فرنسا تفعل ما تشاء في وطنها ..اما نحن فعلينا ان نركز على مشاكلنا ..بدل النباح كلما مرت قافلة… المسلمون يسبون اليهود ليل نهار و ينعتونهم بالقردة و الخنازية و يدعون الى تيتيم ابنائهم و ترميل نسائهم كل يوم جمعة… ولا نرى اي مبالات من الطرف الآخر الدي يطور نفسه علميا و عسكريا… غير مبال لسبكم و شتمكم و ارهابكم

  • طنجةالعالية
    الجمعة 20 نونبر 2020 - 10:39

    بلا بلا بلا بلا بلا وعباد الله بالعربية تعرابت فرنسا تتحارب الإسلام والمسلمين والمسلمات وبرعاية حكام العرب المتخادلين والعاشقين لكل ما هو فرنسي العز للشعوب العربية والمسلمة مقاطعون مقاطعون الى الأبد اللهم صل وسلم على نبينا وحبيبنا سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأفضل السلام.انشرو فتعاليقي لا تنشرو اغلبيتها

  • خديجة
    الجمعة 20 نونبر 2020 - 10:53

    مقال يضع الأصبع على الجرح الذي يعاني منه الحوار بين الحضارتين الإسلامية والغربية. وقد كان د.بوتشيش بارعا في تسليط الضوء على هذا الحوار في رحلة الماضي والحاضر، وبهدوء واتزان وبمناقشة علمية للمواقف المختلفة. شخصيا لم أكن أعرف شيئا عن حركة المتطرفين المسيحيين الذين شتموا النبي محمد (ص) في إسبانيا الإسلامية. سؤالي للدكتور: لماذا لم تذكر المصادر العربية هذا الحدث ، واكتفت بذكره المصادر المسيحية؟

  • طلب من قارئ
    الجمعة 20 نونبر 2020 - 11:01

    المرجو من هسبريس ان تكتر من دعوة متل هؤلا المفكريين الموضوعيين وليس الحقودين على الاسلام وابواق الغرب.

  • Said
    الجمعة 20 نونبر 2020 - 11:37

    مقال علمي رصين للمؤرخ ابراهيم القادري بوتشيش، تتمثل قيمته في المقاربة التاريخية المعتمدة في دراسة قضايا الزمن الراهن بين حاكم يرمز للحضارة الاسلامية خلال العصور الوسطى اختار القيم السمحة في مواجهة كل تطرف مناوئ له، وحاكم ينتمي للحضارة المسيحية في عالم اليوم اعتمد خطاب عنصري تجاه الاخر في حادثة معزولة لاتخاذ قرارات تعسفية في حق الجالية المسلمة، وكذا لالهاء الرأي العام الفرنسي عما يكابده من أزمات ومعارضة لسياسته التقشفية.

  • Citoyen
    الجمعة 20 نونبر 2020 - 11:55

    لا مجال للمقارنة بين الحادتين فالأول كان من مسيحيين أصحاب الأرض يريدون طرد الغازي المسلم من بلادهم التي استعمرها وفرض على المسيحين المحافظين على دينهم دفع الجزية عن يد وهم صاغرون وادلالهم كمنعهم من ركوب الخيل ودفعهم في الطريق إلى اضيقه ووووو، اما التاني فهو من حركة متطرفة تريد فرض جهلها المقدس على من استضافها و اطعمها وامنها بعد ان كانت مقهورو في بلدانها

  • أم سكينة
    الجمعة 20 نونبر 2020 - 12:24

    "وبهذا الاستعلاء، لا أحسب أن السيد ماكرون دافع عن حرية التعبير، ولا دافع قاتل مدرّس التاريخ عن دينه، فالكل بهذا الأسلوب المتشنّج لا يحصد سوى الخسارة".
    جملة تعكس قمة الموضوعية والتوازن في الفكر والاستقصاء عن الحقائق التاريخية لإنارة الحاضر وفهم أزمات الحوار الحضاري . نفع الله بعلمكم دكتور، وشكرا هسبريس على نشر مثل هذه المقالات التنويرية.

  • الإرهاب له دين
    الجمعة 20 نونبر 2020 - 12:26

    الصورة أعلاه وكأنها ألطقتت في العصور الجاهلية، أنحن فعلا في القرن الواحد والعشرون؟ تصوروا لو أن هؤلاء نجحوا في غزوا العالم بحد السيف كما يحلمون كيف سيتحول العالم آه لا أريد التخيل. لقد رأينا مافعلوه في الدولة الإسلامية في العراق والشام.
    أتمنى من أمريكا وأوربا أن يشددون من ضرباتهم لحمايتها من مثل هؤلاء
    الإرهاب له دين

  • خالد
    الجمعة 20 نونبر 2020 - 12:40

    ههه
    قلتها مرات عديدة أن المسلمين، كانوا من العامة أو من المحسوبين على المثقفين، يقومون بقلب المفاهيم لصالحهم وتخدير الوعي بالبلابلا لبلوغ غايتهم.
    أولا الأندلسيون كانوا يدافعون بطريقة شرعية عن أراضيهم إلى أن نصرهم الله الى طرد الغازي من أراضيهم.
    تانيا الإرهابيون (من أصول اسلامية) في فرنسا وفي العالم هم من يقطعون الرؤوس وليس الفرنسيين

  • خديجة
    الجمعة 20 نونبر 2020 - 14:17

    إلى رقم 17
    أظن أن الأخ المعلق لم يقرأ المقال جيدا، ولو قرأه لما وصف المسلمين وكذلك بالغازي لميّز بين الأندلسيين المسلمين الذين نشروا الحضارة في إسبانيا ومنها انتقلت لأوروبا، وبين السكان المحليين المعروفين بالمستعربين والمولدين والذين اندمجوا في الحضارة الأندلسية. وحتى المؤرخون الأوروبيون المنصفون أشادوا بروح التسامح التي طبقها أمراء الأندلس.

  • ميساء يوسف مي
    الجمعة 20 نونبر 2020 - 14:20

    حقا فكرا مبدعا وقلما واع أراد استحضار صورة واقعية ماضية بصورة واقعية ماثلة الأن والرابط فيهما فكر رئيس وثقافة حاكم،لكن بعد إذنك ، كنت أرجو ان تسلط الضوء على الفارق بين حاكما سليل اسرة حضارية جاءت الغرب لتعمره لا لتدمره فأشرأبت أفكاره على الحضارة وبين حاكم أشرأبت أفكاره في كيفية الوصول للكرسي ، هذه المقارنة توضح لما أضفته حضرتك كيفية إدارة حاكم واثق من حكمه وبين حاكم يخشى على كرسه، ملوحا بعصا هي تعتبر عصا موسى لدى المتعصبين وهي ازدراء الأديان وأثبت التاريخ ان من يلوح بها هو الخسران كما خسرت عصي فرعون، ،، حقا مقارنة نضجة واعية اثبتت ان التاريخ هو الحل والواقع لمن يفهمه ويتعلم منه. خالص الشكر عالمنا الجليل دمت قلما واعيا مستنيرا.

  • Zakiz
    الجمعة 20 نونبر 2020 - 14:27

    Article très intéressant défiant le point de vue de l'occident. C'est vrai l'histoire dévoile comment l'occident était un lieu de violence

  • مواطن2
    الجمعة 20 نونبر 2020 - 15:06

    تحية لصاحب التعليق رقم 1- العربي – فقد قال كلاما صائبا.وورد في تعليقه الكثير مما اردت قوله.المؤسف ان الذين ينتقدون رئيس دولة فرنسا " الغير المسلمة " ويكثرون من التحاليل والشروحات وكانهم يتحدثون عن رئيس دولة اسلامية.انه الاعتداء على الغير لا اقل ولا اكثر . لا احد يرغم المسلمين على االاقامة في فرنسا وفي غيرها من الدول الغير المسلمة.كل رؤساء تلك الدول لهم منطق مشترك يتجلى في محاربة التطرف.والتطرف لا يمكن ان ينسب الى الاسلام. الدول الاوروبية شيدت بها مساجد بالعشرات تقام فيها الشعائر الدينية محروسة من طرف قوم غير مسلمين يسهرون على سلامة المصلين.انه الجحود بالنعمة.قوم هاجروا هربا من الفقر والظلم والجهل ولما شبعوا واستقروا جحدوا بالنعمة واعتدوا على من احسن اليهم.انهم لا ينتمون الى الدين الاسلامي بكل اختصار.الاسلام دين التعايش والرحمة ولا علاقة له بالقتل والارهاب. وكفى من كثرة الكلام الفارغ.

  • متابع لحريدة هسبريس
    الجمعة 20 نونبر 2020 - 15:37

    تقديري الكبير لكاتب المقال، أتفق معه في أن فكر المركزية الاوروبية لا يزال حاضرا لدى الأوروبيين، ومنهم ماكرون وللأسف حتى بعض المثقفين، وهدا ما يعرقل أي حوار حضاري.

  • Mohammed
    الجمعة 20 نونبر 2020 - 16:10

    Notre religion vie une crise et nous sommes les premiers a en payer le prix. la lecture de cet article en est la preuve de toutes ces confusions entre un passé supposé glorieux et un présent déplorable.
    La France n'oblige personne à rester sur son territoire. Que ceux qui n'arrive pas adhérer qux principes et aux
    valeurs des pays d'acceuil rentrent chez eux ou partent dans un pays religieux capable de leur garantire le respect de ces valeurs.
    nous vivons en paie notre religion avec nos amis .athés, chritiens boudhistes et juifs

  • صهيب
    الجمعة 20 نونبر 2020 - 17:53

    قراءة جيدة لموقف ماكرون من الإسلام من خلال تحليل البنية التاريخية للتفاعل والصراع بين الحضارات وموقف فرنسا للاستعمارية من مقاومة الشعبين الجزائري والمغربي. استصغار العالم الإسلامي لا يزال واقعا في عقلية ماكرون. وأظن أن الكاتب صاحب المقال تمكن من تعرية هدا الواقع، وما خفي أعظم

صوت وصورة
شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG
الجمعة 29 مارس 2024 - 11:43 1

شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 4

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 3

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات