انطلقت السبت، أول حفلة تراثية قادمة من الصين العريقة، قدمتها مجموعة التنين أو “لونسومبل دراغون”، التي عزفت على إيقاعات الموسيقى الصينية الأصيلة بالاعتماد على الآلة التقليدية “الأرغن الفمي” أو orgue à bouche، برئاسة الموسيقار الصيني الكبير وُو وِي، حيث دشنت الفرقة الصينية، الفعاليات الفنية التي تم تخصيصها هذه السنة للمغامرة الموسيقية “طريق الحرير” “وذلك في إطار مهرجان موازين إيقاعات العالم
مجموعة دراغون، التي أنشئت سنة 1996، استطاعت أن تلهم زوار وجمهور موقع شالة التاريخي بالرباط في ثاني أيام مهرجان موازين، بتقديمها لمقطوعات موسيقية أصيلة تنبع من التاريخ الصيني القديم على امتداد آلاف السنين، وهي المقطوعات العريقة التي استطاعت “التنين” أن تمزجها مع الموسيقى العصرية في ألحان وأداء متناسقَين.
وتُمثّل القطع الموسيقية لمجموعة التنين العديد من أقاليم الصين والتأثيرات الثقافية المختلفة وكذلك تنوع الحقب التي تمتد من 1100 سنة قبل الميلاد إلى يومنا هذا، وهي المجموعة التي أحّيت أكثر من 300 حفل عالمي منذ تأسيسها.
ويحتضن موقع شالة التاريخي بالرباط خلال هذا الموسم عدة حفلات لمجموعات قادمة من مختلف القارات، حيث اختير الفضاء لطريق الحرير المشهور٬ في إشارة إلى شبكة الطرق التجارية التي ربطت بين آسيا وأوروبا لقرون، وسيتم تقديم عروض موسيقية مختلفة من دول اليابان وتركيا وأذربيدجان وإيطاليا وتركيا وإيران وأوزباكستان والهند.
موجة "التغريب" التي فرضها علينا الغرب الإستعماري و الأمبريالي في عالمنا الإسلامي بدأت ترتد و في جزر مستمر و تنقشع "هالتها" رويدا رويدا..إذاً ثمة حضارة صينية و يابانية و كورية عريقة لم نكتشفها من قبل …
ما يسمى اليوم الحضارة "الغربية" ظهرت عيوبها و مآزقها و هي في سبيلها إلى الإنحدار و التفسخ..سيظل الشرق و حضاراته المتعددة و المختلفة المنبع الأصيل الذي له قدرة عجيبة على التجدد و الإبداع، و حضارتنا الإسلامية لا شك تملك كافة المقومات للتجدد و نفض الغبار الذي تراكم عليها منذ إنحسار المد الإسلامي ما وراء جبال البرانس و في شبه الجزيرة الإيبيرية بالأندلس ، و كذلك إنحساره أمام أسوار فيينا في أوروبا الوسطى زمن الدولة العثمانية.
و من الملاحظ أن الحضارة الصينية التقليدية أيضا بدأت تضعف نـتيجة موجات التغريب الحالية ، و "الحكماء" في الصين يحاولون جاهدين التمسك بأخلاقياتها التقليدية و قيمها الفلسفية ،لكن يظهر أن مجهوداتهم غير موفقة،نظرا لغياب الإيمان بدين سماوي و الرادع الديني في المناهج التربوية. و تلك معضلة حقيقية أمام تبني نمط العيش الإستهلاكي الغربي و إطلاق الحريات لغرائز وشهوات بهيمية.
في هذه الأيام لا صوت يعلى على موسيقى العالم بالرباط ، الظلاميين إستكانوا بعد الإقبال الجماهيري الحاشد ولم يجدوا سوى خروج مطربة بلباس داخلي ليصبوا جام غضبهم ولحشد الأتباع الأميين ضد المهرجان وضد القناة الثانية ، ولكن جواب الجمهور هو مزيد من الحضور وفي كل المنصات