ناقد: الممثل المغربي لم يُخْلَقْ للتصفيق على زميله "المستورد"

ناقد: الممثل المغربي لم يُخْلَقْ للتصفيق على زميله "المستورد"
الجمعة 29 نونبر 2013 - 06:09

أفاد فؤاد زويريق، كاتب وناقد سينمائي، بأن “جل المهرجانات السينمائية المغربية ”تستورد” ممثلين عرب وأجانب، من أجل الاحتفاء بهم، بينما الممثل المغربي مهمش و”محكور”، ولا يستدعونه سوى للتصفيق على زميله الممثل الأجنبي المحتفى به”.

وبعد أن أكد زويريق، في مقال خص به هسبريس، أن “الممثلين المغاربة أكفاء من طراز عال”، أبرز أنهم “يحتاجون فقط إلى مقومات عادلة، وشروط تضمن لهم حقهم الإبداعي والمعيشي”، مشيرا إلى أن “سياسة كسر العظم والتحدي واللامبالاة لدى بعض القائمين على هذا الفن قد تُعجِّل بموته وتُبَكِّر بخرابه”.

وفيما يلي نص مقال الناقد السينمائي كما توصلت به هسبريس:

هل أنصفنا الممثل المغربي؟

لاشك أن السينما في بلادنا حققت قفزة نوعية، خاصة في مجال الانتاج، فأصبحنا بدورنا نتوفر على مخرجين كثر مثلنا مثل الدول العريقة في هذا المجال، وأضحى الفيلم المغربي متواجدا في جل المهرجانات الدولية تقريبا، ورغم ذلك تبقى هذه المعادلة غير مكتملة، هناك أرقام مهمة أزيلت منها إما عن قصد أو عن جهل، أرقام ضرورية لاحداث توازن قادر على الاستمرارية والتميز .. إذا ما تسللنا داخل كنه هذه المعادلة نجدها فارغة من محتواها، شكليا تستحق التبجيل والتعظيم، جوهريا هي بدون أساسات ولا قواعد.

لن تستقيم السينما بوفرة المخرجين وكثرة عددهم، ولن تتميز بإحداث ميزا نيات ضخمة داعمة لها دون ترشيدها وتتبع مسارها، هناك عناصر مهمة تدخل في صناعة الفيلم، عناصر تتداخل فيما بينها لتعزيز محتواه وإنجاحه، من بين هذه العناصر الممثل، نعم الممثل الذي يعاني في أجمل بلد في العالم، وجمال هذا البلد لا ينبغي ان يكون مقتصرا على الطبيعة فقط ، فجمال الشعوب يقاس بثقافتها وفنها لا بطبيعة وتضاريس بلدانها، والممثل عنصر مهم في صنع هذا الجمال، واذا اشتكى- مجرد شكوى- تداعت أعمدته (اي الجمال) وانهارت قيمته، فما بالنا بالآلام التي يعاني منها بشكل روتيني وممنهج.

ما يحز في نفسي أكثر هو ما أراه اليوم من ظلم اتجاه الممثل المغربي الذي من المفروض الاهتمام به اكثر واحتضانه بقوة بدل تهميشه واحتقاره، نعم احتضانه وعدم التخلي عنه في وقت نتشدق فيه بالديمقراطية والحرية، والديمقراطية الحقة تمارس وتنطلق من أهل الفن والثقافة أولا، لكن مانراه الآن في هذا المجال يُبكي ولا يعبر بتاتا عن الديمقراطية السمحة والحكامة الجيدة التي يسعى اليهما وطننا، هناك مبارة غير متكافئة تماما، تُلعب بدون حكم، والاهداف فيها تسجل في حالة شرود متعمد، هناك لاعبون اقوياء اكتسحوا الملعب وسيطروا عليه، وتركوا الفتات للاعبين بدون دفاع يحميهم ولا ظهر يسندهم.

المضحك المبكي أن جل المهرجانات السينمائية المغربية – إلا من رحم ربك طبعا – ”تستورد” ممثلين عرب وأجانب، لا لشيء سوى للاحتفاء بهم، بينما الممثل المغربي الذي من صلبهم مهمش محكور، ولا يستدعونه سوى للتصفيق على زميله الممثل الاجنبي المحتفى به، أي خذلان هذا وأي احتقار لمورد فني من المفروض فينا احترامه والرفع من شأنه، الدول التي تحترم فنها يكون الممثل فيها أحسن من يمثل الشعب داخليا وخارجيا، قيمته المعنوية ومرتبته الإجتماعية تتجاوز قيمة وزير في حكومة زائلة، وتأثيره على الرأي العام يكون أقوى وأشد، لننظر مثلا الى الممثلين في الولايات المتحدة الأمريكية، أو في فرنسا، أو في الهند، أو في مصر….

لا ألوم الحظ العاثر الذي رمى بممثلينا في مستنقع آسن من هذا النوع بقدرما ألوم القائمين على هذا الميدان وأصحاب المصالح الذين يتنافسون في كل شيء إلا الفن والابداع، يتنافسون في جلد الممثل علانية وأمام الملأ دون شفقة ولارحمة والنماذج كثيرة ولاتحتاج الى توضيح، فكيف لممثل ان يبدع وهو يعيش داخل شرنقة من نار؟ كيف له أن يعطي وهو مكبل باعراف اعتباطية نستحيي من ذكرها أمام الغريب حفاظا على سمعة فن مغربي ندعي انه وصل الى الاحترافية والعالمية، بينما أساساته هشة قابلة للاختراق. المشكل كبير وحان الوقت لطرحه فوق الطاولة، أنا لا أراه مشكلا إبداعيا على الاطلاق بقدرما اراه مشكلا أخلاقيا، يطغى على الكثير من العقليات المتمردة على الفن محا وِلة الاستفادة منه بكل الطرق ولو على حساب مبدع ينتمي الى طبقتها، نرجسية وشوفينية غارقة حتى السرة في هذا المجال، بل الاكثر من هذا هناك من المخرجين المغاربة من يرمي بفشل عمله على الضعف الفني للممثلين مع أننا شاهدنا لهؤلاء الممثلين أعمالا عالمية وعربية كان فيها اداؤهم رائعا ومميزا، وإذا ما عكست الصورة نراهم للأسف فاشلين ومفلسين فنيا.

لدينا ممثلون أكفاء ومن طراز عال، يحتاجون فقط لمقومات عادلة وشروط تضمن لهم حقهم الإبداعي والمعيشي، ممثلون لم يأخذوا فرصتهم كاملة بعد ولم يشتغلوا بكامل طاقاتهم القصوى، أمثال محمد خويي، ومحمد البسطاوي، ومحمد الشوبي، وهشام بهلول الذي نتمنى له الشفاء العاجل، والممثلة المبدعة هدى الريحاني التي تركت ماتركت وهاجرت إلى كندا.

سياسة كسر العظم والتحدي واللامبالاة لدى بعض القائمين على هذا الفن قد تُعجِّل بموته وتُبَكِّر بخرابه، فكما يعرف الجميع أن ولادته آلمتنا جميعا، ومن خلال هذا الألم نسعى جميعا الى تربية هذا الفن في ظروف طبيعية قادرة على ابراز من هم أجدر بكفالته، والأهم، من هم أقدر على تمثيله وتمثيلنا.. الممثل المغربي لم يُخلق للتصفيق على زميله المستورد، ولا لمجرد المرور على البساط الأحمر للمهرجانات، ولا لعرض دمه أمام الإعلام كموضة دأبت عليها الدولة، ولا… ولا…فرفقا بممثلينا أرجوكم.

‫تعليقات الزوار

10
  • jerimy
    الجمعة 29 نونبر 2013 - 06:49

    les festivals et de cenima sont devenue festivals de prostitution car le centre marocains de cenima donne des prix et acteurs etrangers sous forme des filles vierges et aussi de liquides en $$$ , tout cette ca rentre dans la plotique de l'etat

  • عبد المنعم
    الجمعة 29 نونبر 2013 - 08:13

    المهرجانات برمتها هي عملية دعائية في أساسها , عندما يستدعى الممثلون الأجانب الكبار للبلد ليس فقط لزرقة أعينهم ولتكريمهم وإنما لأن الصحافة العالمية النافدة ستتحدث عن الخبر وأين حصل وربما نبذة عن البلد بحسب رأيي هذه هي الغاية الأولى, يمكن القول بأن في العملية قسم سياسي لايجب إغفاله.

    عند تكريم الفنانين المغاربة يكون ذلك فقط كعمل " خيري" ليس وراءه فوائد أخرى عدا التشجيع. يجب على الفنانين المغاربة وهناك العديد ممن هم في قمة الحرفية أن لا يكتفوا بالعمل في السوق المغربية فقط لأن لاأحد سشكتشفهم.

  • WATANIONE
    الجمعة 29 نونبر 2013 - 08:53

    إذا أردنا أن نقارن الفيلم المغربي أوالمغاربي "المغرب-موريطانا-تونس-الجزائر-ليبيا"
    بالتركي والمصري والسوري فلامجال للمقارنة !
    لو إجتمع كل الممثلين والمخرجين والنقاد المغاربيين لن يصلوا حتى ل 0,05 % من المستوى التركي "واذ الدئاب" و0,10 % من المصري و0,15 % من السوري !
    هذه هي الحقيقة والسبب هو تدخل الدولة في حرية الفن والنقص اللغوي لذى الممثلين وإستعمال الدارجة والخلط بين ماهو غربي "فرنسي"والواقع المغاربي !
    أهل تعلموا ما هو راتب الفنان التركي ؟

  • zorif souss
    الجمعة 29 نونبر 2013 - 10:25

    المشكل في سياسات الدولة التي أرادت أن يصبح المغرب عربيا بالقوة ،و أي متتبع سيستغرب غزو الثقافة الشرقية لإعلامنا حتى أصبح المغاربة يتقنون لهجاتهم و ينضرون إلى أنفسهم بالدونية أمام الآخر.كل الدول التي تحترم سيادتها لا تبث في قنواتها إلا انتاجات الثقافة الوطنية .و كيف تصرف ملايير الشعب من أجل فنانين متواضعين ما يميزهم هو فقط لهجتهم،حتى أصبح فنانونا كذلك يتنازلون عن لهجاتهم لإرضاء المستلبين و خصوصا الأميين و ليدخلوا المغرب بأقنعة شرقية يصفق لها المستلبون.و من هنا أحيي الفنانين الذين التزموا و أعطوا اكثير بالثقافة المحلية رغم تجاهلهم من طرف الإعلام.

  • nori
    الجمعة 29 نونبر 2013 - 12:16

    وهل تعدون هؤلاء بمثلين يا حسرة على هذاالشعب الذي بات يسمي كل من يعدو وراء الكرة لاعبا كبيرا و كل من ظهر على شاشة او مسرح فنانا حتى اصبح الفن يئن في وطاة لما نسب اليه و لمن حملوا شعاره الرياضة و الفن ليس لهم مكان في المغرب ما دام من هب و دب يسمي نفسه فنانا

  • adel
    الجمعة 29 نونبر 2013 - 12:58

    هذه هي الحقيقة لان الممثل المغربي ضعيف ولا مجال للمقارنة بينه وبين الممثل الاجنبي.

  • مروان
    الجمعة 29 نونبر 2013 - 16:37

    جميع المهرجانات تحترم الفنانين او الممثلين الا مهرجان مراكش لايحترم الممثل المغربي رغم ان المهرجان في وطنيهم

  • oujdi tarfaoui
    الجمعة 29 نونبر 2013 - 17:01

    ـ خبز الدار ياكلو البراني ـ

    هذا هو واقع بلادنا اليوم دائما ما نغفل الطاقات البشرية الموجودة لدينا و نهتم بالأجانب ـ خبز الدار ياكلو البراني ـ فكيف تريد للسينما المغربية أن تتقدم و نحن نكرم السينما الأجنبية في بلادنا.

  • saadia
    الجمعة 29 نونبر 2013 - 20:21

    1 – jerimy
    c'est grave ce que vous disiez
    il faut avoir une justification et si c'est vrais toute artiste noble ne sera pas honoré d’être présent dans un lieu ci pourri

    انا و اعود بالله من كلمة انا عندي مبدء هو كنصدق اللي شفت
    و فعلا حصل و مشيت لمراكش و شفت مسائل كون عرف بن تاشفين انها غتكون كون هدم مراكش قبل مايتوفى

    لكن مكانبغي دنوب حد و مكانعممش حيت كلشي فيه الطالح و الصالح

    الدولة كتنضم المهرجان للتعريف بالمغرب حيت راه كاينين ناس معارفينش المغرب واش كاين اصلا

    و حيت المهرجان فبلادنا هذه مناسبة نفتاخرو بالفنانين ديالنا و باركا مانصغرو بيهوم

    نتوما اللي كتقارنو الممتلين ديولنا بالمصريين و الاتراك مال الانتاجات ديالهوم كلها فالمستوى را كاين اللي مكايستاهل حتى الشريط اللي تسجل فيه
    وبصراحة اللي تيقدر اصبر و يتبع مسلسلاتهوم قلبو ميت (مع احترامي للراي الاخر)

    اما الافلام و المسلسلات ديالنا كنستمتعو بمناظر بلادنا الجميلة و تقافتنا و تقاليدنا فقط اكون احترام للمشاهد في الابتعاد على الكلام الساقط لان الا ولينا كنسمعوه عبر الشاشتين غيصبح بديهي فالبيت

  • ام نور
    السبت 30 نونبر 2013 - 10:59

    سيدي الكريم
    كنا نتابع مثل هذه المقالات الهادفة على موقع الفوانيس السينمائية و لكن يبدو انها توقفت منذ شهر يونيو .
    فهل انطفات الفوانيس ?

صوت وصورة
رمضانهم | الصيام في كوريا
الإثنين 25 مارس 2024 - 21:30

رمضانهم | الصيام في كوريا

صوت وصورة
الفهم عن الله | رضاك عن حياتك
الإثنين 25 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | رضاك عن حياتك

صوت وصورة
مهن وكواليس | حفار قبور
الإثنين 25 مارس 2024 - 17:30

مهن وكواليس | حفار قبور

صوت وصورة
المودني تخلف أغلالو
الإثنين 25 مارس 2024 - 16:31 7

المودني تخلف أغلالو

صوت وصورة
شبكة "أكديطال" تتوسع
الإثنين 25 مارس 2024 - 16:15

شبكة "أكديطال" تتوسع

صوت وصورة
ما لم يحك | الحسن الثاني واليهود المغاربة
الإثنين 25 مارس 2024 - 15:00

ما لم يحك | الحسن الثاني واليهود المغاربة