نزهة الشعشاع تفسر أهمية "العلاج بالمسرح"

نزهة الشعشاع تفسر أهمية "العلاج بالمسرح"
صورة: خاص
الثلاثاء 13 أبريل 2021 - 05:38

صدر حديثا للدكتورة نزهة الشعشاع، عن دار القرويين للنشر والتوزيع بالقنيطرة، مؤلف جديد اختارت له عنوان “العلاج بالمسرح” في 142 صفحة من الحجم المتوسط، مع غلاف عبارة عن لوحة تشكيلية للفنان محمد الزبيري.

ويهدف الكتاب إلى مناقشة موضوع العلاج بواسطة آليات المسرح من خلال ثلاثة فصول مقتضبة، الأول عبارة عن توطئة عامة، ويشتمل على أربعة مباحث تناقش مواضيع العلاج وأنواعه والمسرح والعلاقة بين المسرح والعلاج.

ويحتوي الفصل الثاني، حسب مؤلفته، على أربعة مباحث كذلك، تقدم جردا لأربع محطات للعلاج بالمسرح عبر التاريخ، من خلال فترات المسرح الإغريقي ومسرح عصر النهضة والمسرح الحديث، والمسرح المعاصر. فيما يتضمن الفصل الثالث خمسة مباحث تركز على مناقشة تأثير مجموعة من المسرحيين العالميين على العلاج بالمسرح، أمثال قُسْطَنْطِينْ سْتَانْسْلاَفْسْكِي  (Constantin Stanislavski)، وأُنْطُــــــــــــــــــــــــــونَانْ أَرْطُو (Antonin Artaud)، وبِرْتُولْتْ بْريشت (Bertolt Brecht)، وجِيرْزِي كْرُوتُوفْسْكِي (Jerzy Grotowski)، وبِتَرْ بْرُوكْ(Peter Brook) .

وتقول الشعشاع إن المسرح لم يكن يوما مجالا للفرجة والنقاش الحر والإبداع فقط، بل كان دائما حقلا تنسج فيه علاقات لا متناهية بين تقنياته وآليات العلاج، يلتقي فيه الأطباء المتخصصون بمرضاهم في جميع الأوقات لحل جميع المشاكل والصعوبات الفردية والجماعية.

وأضافت الكاتبة ذاتها أن دور المسرح في عملية العلاج لم يكن يوما وليد الصدفة، بل جاء نتيجة حتمية للعمل الجاد والدؤوب للمُتخصصين العلاجيين، من جهة، وللمجهودات الجبارة للمسرحيين العالميين الخمسة، من جهة أخرى.

ويستنتج من هذا الكتاب أن المسرح ساهم كثيرا في مساعدة الإنسان المريض والإنسان السليم، على حد سواء، ومكنهما من تخطي أزماتهما، ومواجهة معيقاتهما، والخروج منها بأقل العواقب، أو بدونها؛ فالمسرح يحَسن جودة الحياة لدى جميع الأشخاص، وفي جميع الميادين، وليست له حدود بشرية، فهو يتعامل مع الفرد، كما يتعامل مع الجماعة. ووفر المسرح أدوات عديدة للإنسان، بصفة عامة، مكنته من الإحساس بالسعادة، وأداء عمله بشكل أفضل، وساعدته في عملية تطوير ذاته، وإعطاء صورة إيجابية لها.

وأبان المسرح، حسب الكاتبة المغربية، عن نجاعته وجودته في جميع دول العالم، بدون استثناء، وحقق نتائج علاجية مهمة وإيجابية؛ ومن أجل هذا، وجب التفكير مليا في إدماجه في جميع الميادين الحيوية المرتبطة بالفرد، عن طريق برمجة حصص علاجية بالمسرح كإستراتيجية للمساعدة النفسية والتربوية في جميع المجالات.

ودعت الدكتورة ذاتها إلى التفكير بصوت مسموع والتساؤل إلى أي حد لدينا اليوم، نحن كمجتمع متنوع ومتعدد، الاستعداد لتقبل هذا النوع من العلاج؟ خاصة إذا علمنا أنه لون من البوح والتعرية، تعرية مشاكلنا ومعالجتها بطريقة فنية وجمالية وإبداعية، موردة أن ذلك سيصب، بكل تأكيد، في مصلحة الإنسانية بصفة عامة، وفي تسهيل عملية العيش السليم والناجح بصفة خاصة.

‫تعليقات الزوار

5
  • محمد بلحسن
    الثلاثاء 13 أبريل 2021 - 06:52

    أتمنى أن تكون اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي الجديد 2021/2036 قد فكرت مليا في إدماج المسرح في جميع الميادين والقطاعات الحيوية، عن طريق برمجة حصص علاجية المعضلات الكبرى كالظلم والفساد في الصفقات العمومية بالمسرح كإستراتيجية للمساعدة النفسية والتربوية والتكوبن المستمر.
    مثال: البرنامج التلفزي “مداولة” الذي تبدع فيه المحامية الأستاذة أحفوض يستحق أن تنبثق عنه مسرحيات تلفزية وأخرى ميدانية تعالج قضايا جرائم الأموال بطريقة فنية. تخيلوا معي عدد من الفرق المسرحية تشتغل على مدار السنة بالأوراش وبمقرات شركات القطاع الخاص والإدارات والمقاولات العمومية (البناء والاشغال العمومية كأولوية). للحد من هدر ونهب المال العام لا يجب الاعتماد كلية على هيئات المجتمع المدني عددها قليل والملفات كثيرة بل يجب الإبداع المسرحي والصحفي حتى يعي كل مسؤول بالقطاعات الثلاث العمومي وشبه العمومي والخاص بوجود تقنيات جديدة لتنزيل المقتضيات الدستورية المنادية بالمساءلة والمحاسبة.

  • رأي
    الثلاثاء 13 أبريل 2021 - 08:10

    العلاج يكون بالعلم و بالقران كلام الله سبحانه و تعالى و ليس بالمسرح و التفاهات، بسم الله الرحمان الرحيم ألا بذكر الله تطمئن القلوب صدق الله العظيم

  • الحسين
    الثلاثاء 13 أبريل 2021 - 09:17

    نحن المسلمين عندنا كتب الله فيه شفاء.ورحمة للمؤمنين. شفاء لقلوب والابدان .
    اما المسرح فهو داء. القلوب وشقاىها
    وغالبية من يعمل في فن المسرح والسينما. والأفلام
    يتعاطون المسكنات .وغالبيتهم في اوروبا وأمريكا يموتون بامراض الاكتئاب .
    قال تعالى الا بذكر الله تطمئن القلوب.

  • ارض الله خشبة شايعة
    الثلاثاء 13 أبريل 2021 - 10:14

    ما احوجنا لتطبيق نظرية الكتاب على واقعنا. كثير من الاقوام جربوا المسرح بنجاح للتداوي من امراض المجتمع. امثال اليونان والىومان رعيدة عنا وكذلك الفرنسيين والاوروبيين في القرن الماضي. الاقىرب الينا في ذلك هم المصريون الذين لهم اليد الطولى في توظيف التمثيل لعلاج افات مجتمعهم، مثل التسلط، النفاق، الرشوة والفساد، الارهاب، السقوط الاخلاقي، تعدد الزوجات، وغيرها من المواضيع التي ارقت المجتمع المصري.

    في المغرب لم تنعدم المحاولات، وتعتبر الحلقات الشعبية (مثل جامع الفنا) اكبر التجارب، بما فيها محاولات استلهامها من قبل مسرحيين (من امثال الطيب الصديقي).

  • ارض الله خشبة شاسعة 2
    الثلاثاء 13 أبريل 2021 - 10:33

    ولنتذكر فقط الحاح المغفور له الملك الحسن الثاني على الإنتاج المسرحي. مع الاسف انحدرت الفرجة في بلادنا، والتلفزية بالخصوص، الى حضيض الفرجة العدمية، ولم يبق من التمثيل الهادف لعلاج المجتمع الا النزر القليل من امثال الجم وغيره، ورمضان على البواب. فوزارة الثقافة التي لا تقوم بشيئ يذكر لو ركزت فقط على المسرح لكان لها مردودية درهمية انجع تستحق ميزانيتها الهزيلة، وتوجه المجهود التربوي للمجتمع نحو ما تهمله التربية والتعليم والاعلام والتنشئة المجتمعية، في التوعية ضد افات مثل الجهل والعنصرية والتزمت والاقصاء وغيرها كثير من الافات المجتمعية التي نشكو منها، والتي لا ينفع في مواجهتها الوعظ والارشاد الا قليلا.

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 1

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة